رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الخامس والسبعون
سار عز الدين بخطوات سريعة منزعجة في اتجاه جانا وعلى وجهه علامات الغضب الممزوجة بالانزعاج، ولكن قاطعه فجأة عن اكمال طريقه المحامي الوقور الأستاذ صفوت...
وقف صفوت في مواجهة عز الدين الذي رمقه بنظرات جادة، و..
-صفوت المحامي بنبرة متفاجئة: مش معقول، عز؟
-عز بنظرات ضيقة، ونبرة جادة: أيوه، مين حضرتك؟
-صفوت بنبرة شبه معاتبة، ونظرات دافئة: ازاي معرفتنيش، ده انا كده أزعل منك!
-عز على مضض: معلش مش واخد بالي.
اعتدل صفوت في وقفته، ثم مد يده وأشار بها على نفسه و...
-صفوت مبتسماً من بين أسنانه: انا عمك صفوت صاحب والدك يوسف
أوميء عز الدين برأسه كنوع من المجاملة، ثم بدأ بالتحرك و..
-عز بنبرة متعجلة: اها، اهلا وسهلاً بحضرتك، معلش عن اذنك بس رايح اشوف حاجة
وضع صفوت يده على كتف عز الدين ليوقفه عن الحركة و...
-صفوت بنبرة رسمية وجدية: لأ استنى بس، ده انا عاوزك!
زفر عز الضيق في ضيق، ثم نظر إلى صفوت بنظرات حادة و..
-عز وهو يتمتم باقتضاب جلي: بعدين، هبقى، هبقى أقول لوالدي يديني رقم حضرت كونتكلم، عن اذنك!
-صفوت متسائلاً بلؤم: طب لو كانت الحاجة تخصك برضوه هتسيبني وتمشي؟
حدق عز الدين في صفوت، ونظر إليه بعدم فهم، ثم...
-عز بنبرة شبه عصبية: قصدك ايه، وضحلي
سلط صفوت بصره على عز الدين، ونظر في عينيه مباشرة دون أن يرمش و...
-صفوت بنبرة جامدة وصلبة: جانا!
اتسعت عيني عز الدين في ذهول، وعقد حاجبيه في حيرة و...
-عز بنبرة حادة: نعم؟ بتقول مين؟
-صفوت بهدوء بارد: زي ما سمعت، عن جانا
-عز متسائلاً على مضض: ايه مالها؟
-صفوت بنظرات جدية، وبحزم: تعالى معايا هناك وأنا هفهمك
-عز بنبرة مترددة: بس، بس...
-صفوت بصرامة: لمصلحتك تيجي معايا لو عاوز ترجع لجانا!
فكر عز الدين للحظات في ذلك الأمر الهام الذي يخص حبيبته جانا، واضطر أسفاً أن يوافق على طلب صفوت، و...
-عز بنبرة خاضعة: ماشي.
سار الاثنين سوياً، وابتعدا عن الحشد المحيط، ثم وقفا على مقربة من باب القاعة وظل الحديث دائراً بينهما عن الوضع القانوني والشرعي لعلاقة عز الدين بجانا، وخاصة حينما أخبره صفوت أنه يعلم بكل ما دار..
تباينت ملامح عز الدين ما بين الدهشة والصدمة، والجدية والفرحة، وبرقت حدقتي عز الدين في عدم تصديق
-عز مندهشاً: حضرتك متأكد؟
-صفوت بنبرة هادئة، ونظرات ممعنة: يا بني ده مش كلامي، ده الشرع والقانون بيقولوا كده، ازاي انت مسألتش واتأكدت
-عز بنبرة متعجلة ومتوترة: اتلبخت في كذا حاجة ومكونتش واخد بالي وبعدين متخيلتش ان جانا ممكن تتغير أصلاً و آآآ...
-صفوت مقاطعاً بجدية: المفروض تكون عارف ده، انا حتى استغربت انك مارجعتهاش لحد الوقتي!
أمسك عز الدين برأس المحامي صفوت بين راحتي يده، ثم انحنى عليه برأسه ليقبله على وجنتيه تقديراً وعرفاناً على مساعدته له و...
-عز بنظرات امتنان، ونبرة متلهفة: أنا مش عارف أقول ايه يا أ. صفوت، انت حلتلي مشاكل كتير..
-صفوت مبتسماً في رضا: متقولش حاجة، روح لمراتك
-عز بإيجاز: على طول.
ركض عز الدين بخطوات سريعة في اتجاه زوجته جانا، في حين وقف صفوت في مكانه وعلى وجهه ابتسامة عريضة، ثم رفع يده عالاً في الهواء ليشير بإصبعيه علامة النصر لصديقه يوسف
-صفوت بخفوت: تمام
أوميء يوسف برأسه ابتهاجاً بتلك الأخبار المبشرة و...
-يوسف بابتسامة سعيدة: الله ينور
-حسين متسائلاً في استغراب: ايه في ايه؟
-يوسف بجدية: خلاص الكرة بقت في ملعب عز.
-حسين وهو يمط شفتيه في توجس: ممممم، كويس، بس على الله ميضيعش الفرصة من ايده
-يوسف بنبرة متفائلة: ان شاء الله خير، هو اكيد عرف غلطته
-حسين بتهكم: ما أنا عارف انه اتنيل عرف غلطته، لكن المهم يغير من طريقته واسلوبه
-يوسف بنبرة شبه متحمسة: اكييييد، انا واثق في عز
على الجانب الأخر وقف عمر مع جانا ليتبادلا الأحاديث المتنوعة، ورغم أن جانا كانت تجيبه بإقتضاب إلا أنه لم يتوقف عن مسعاه معها و..
-عمر متسائلاً بهدوء: تحبي أجيبلك حاجة تشربيها؟
-جانا بصوت ناعم: ييس بليز
-عمر بنبرة رخيمة: لحظة وراجع
-جانا وهي توميء برأسها وبخفوت: اوكي
-عمر بنبرة شبه متوترة: اوعي تمشي هاه؟
-جانا مبتسمة بابتسامة زائفة: اطمن، انا هنا، يا إما هتلاقيني واقفة جمب العروسة
-عمر بصوت عميق: تمام، لحظة، وراجعلك.
انصرف عمر بخطوات عاجلة، فتنهدت جانا بارتياح أنها استطاعت أن تتخلص منه، ولكنها تفاجئت بعز الدين يأتي من خلفها، ويضع كفه في راحة يدها، ويسحبها عنوة خلفه، لم تستطع جانا أن تتخلص من قبضته رغم أنها كانت تحاول إبطاء حركتها، ولكنه أصر على عدم إفلاتها مهما كلفه الأمر و...
-جانا بتبرم: ابعد عني
-عز بحزم: لأ، انتي هتجي معايا.
ظل عز الدين ممسكاً بكف يدها، وهو يسير بها بين المدعوين مخترقاً بها الطاولات، ومتجاوزاً بها الزحام و...
-جانا بزمجرة غاضبة: في ايه انت اتجننت، سيب ايدي!
-عز بصرامة: بقولك تعالي معايا حالاً
-جانا بضيق جليّ: مينفعش اللي بتعمله ده كل شوية
-عز بعدم اكتراث: لأ ينفع
لأكثر من مرة حاولت جانا أن تحرر كفها منه، ولكنه كان مقبضاً عليه بإحكام
-جانا متسائلة بإنزعاج: انت رايح فين سيب ايدي.
لم يعقب عز الدين عليها، وإنما توجه بها إلى منتصف القاعة، وتحديداً في المكان المخصص للرقص، أو ما يطلق عليه (( البست ))...
حاولت جانا أن تحرر يدها، ولكنها عجزت، وظلت تتلفت حولها في ريبة وانزعاج، فعز الدين قد وضعها في منتصف القاعة، والجميع ينظر إليهما باستغراب..
وفجأة أشار عز الدين بيده للجميع، وهو يهدر بصوت عالي
-عز بنبرة صادحة: يا جماعة، ممكن لحظة
-جانا وهي تجز على أسنانه من الضيق: ايه اللي بتعمله ده؟
استدار عز الدين برأسه ناحية المكان المخصص لل ( دي جي )، و..
-عز بنبرة اكثر علواً، وهو يشير بيده: ياااااااااااا جماعة، يا كابتن هاتلي المايك لوسمحت
-جانا بتذمر، ونظرات حانقة: كفاية بقى، هتفضحنا
أحضر المسئول عن تنظيم الحفل ميكروفوناً لاسلكياً إلى عز الدين الذي ابتسم له في امتنان، ثم التفت بجسده مجدداً ليواجه الحاضرين و...
-عز بنبرة فرحة وحماسية: سوري أنا هعطلكم دقيقة، بس عاوز الكل يسمعني!
انتبه الجميع لصوت عز الدين خاصة بعد أن خفضت صوت الموسيقى الهادئة التيكانت تسود في الخلفية، نظرت جانا حولها بريبة وتوردت وجنتيها من شده الإحراج، لقد تعمد عز الدين أن يجعلها محط أنظار الجميع، وربما أضحوكة أمامهم، فابتلعت ريقها في اضطراب ملحوظ..
انتبه ياسين هو الأخر إلى رفيق عمره وهو يقف في منتصف القاعة وقد نوى أن يفعل شيئاً، فاضطر جسده، ونظر أمامه بنظرات متوجسة وزائغة و، ،.
-ياسين بنبرة خائفة ونظرات قلقة: الظاهر ان عز اتجنن خلاص، ناوي يضلم الفرح
-دينا فاغرة شفتيها في صدمة: Opps
-ياسين بنبرة متهكمة: مش وقت اووبس خالص، احنا ناخد بعض ونخلع
-دينا بجدية: wait أما نشوف في ايه
أخذ عز الدين نفساً مطولاً قبل أن يزفره على عجالة، ثم استدار برأسه ونظر إلى جانا، و..
-عز بنبرة هادئة: يا جماعة، أنا أسف اني وقفت الفرح بالشكل ده بس كنت عاوز الكل يسمعني.
هزت جانا ساقيها في عصبية، وحاولت أن تسحب يدها من بين كفه، ولكنه ضغط أكثر عليه، فرمقته بنظرات غاضبة و..
-جانا بنفاذ صبر: كفاية بقى
-عز متابعاً بنفس الهدوء البارد: وخصوصاً حبيبة قلبي وعمري كله جانا
-جانا بضيق واضح: حرام عليك، أنا تعبت
حدق عز الدين في عيني جانا، ولم يرمش، بل ظل مسلطاً بصره وحواسه كلها عليه و...
-عز بنبرة عميقة ومتريثة: جانا، قدام الناس دي كلها أنا بعتذرلك، أنا بتأسفلك عن أي حاجة عملتها في لحظة غضب..
أخذ عز الدين نفساً أخراً، ثم تنهد بإرتياح وهو يتابع ب...
-عز مردفاً بصوت رجولي آجش: انا عارف اني اتسرعت واني موثقتش فيكي، وفي أول مشكلة اتخليت عنك من غير ما أتأكد ان كان ده حصل فعلاً ولا تدبير من حد.
لمعت مقلتي عيني جانا باضطراب، وبدأ قلبها يخفق بحدة، فحاولت جانا أن تقاوم انجراف مشاعرها التي تصرخ بإسمه و...
-جانا بنبرة متلعثمة: لو سمحت...
-عز مكملاً بنبرة نادمة، ونظرات آسفة: أنا أسف يا جانا، أنا من أول يوم شوفتك فيه، وأنا حسيت انك مختلفة عن أي واحدة شوفتها في حياتي، في لحظة شقلبتي كياني كله، خليتني أخرج عن ال ( الكاريزما ) اللي كنت حاطط نفسي فيها، غيرتيني من واحد مغرور شايف نفسه، والبنات بإشارة مني تجري عليا، لواحد تاني خالص حابب انه يكون معاكي إنتي وبس
صمتت جانا، ولم تنطق بحرف، بل ظلت تصغي إلى كل ما يقول بمشاعرها..
-عز متابعاً بنبرة أقل خفوتاً وبنظرات عاشقة: أنا عارف ان قصة حبنا غير أي قصة، احنا كنا عاملين زي توم وجيري مافيش مرة إلا ما كل واحد فينا عمل مصيبة للتاني، لكن في الآخر، ايه اللي حصل، أيوه أنا وقعت في حبك يا جانا، انا بعترف قدام الناس دي كلها اني حبيبتك من أول يوم شوفتك فيه وحبي ليكي زاد مع الأيام، و آآآ...
عم الهدوء الحذر القاعة، فالكل مصدوم بما يحدث، وارتسمت على أوجه الفتيات ابتسامات حالمة، وحدقن في عز الدين بنظرات رومانسية عاشقة، ووضعت بعض الفتيات أيديهن على قلوبهن، وتنهدت في عشق...
كم من فتاة حسدت جانا على وجود رجل كعز الدين في حياتها، رجل لم يخجل من حبه، ولم يتهاون في الاعتراف بخطأه..
عجزت جانا عن الرد، لم تصدق أذنيها، ها قد اعترف لها عز الدين بخطأه أمام الجميع، بل إنه أبدى ندمه الشديد وأسفه عن كل لحظة تسبب في جرح مشاعرها، ولكن هل هي استحقت أن يفعل بها هذا، أن يرتفع بها إلى عنان السماء، وفجأة يدمر أحلامها..
لم يحيد عز الدين ببصره عن جانا، بل ظل يتأملها بنظرات العاشق النادم، ولأنه كان يتحدث بصدق، فقد برقت عينيه، وتجمعت العبرات فيها، و...
-عز بنبرة رخيمة: أنا بعشقك يا جانا، سامحيني على أي حاجة عملتها فيكي، سامحني على ظلمي ليكي..
صمت عز الدين لبرهة، محاولاً التحكم في انفعالاته، فقد مر بذاكرته ما فعله بها، ما اقترفته يداه، أطرق عز الدين رأسه في ندم، و...
-عز متابعاً بآسى وبتلعثم: س، سامحيني على اني بايديا دول موت، موت ابننا بدون ما أقصد، سامحيني يا جانا، أنا أسف، أسف، ده ربنا بيسامح، سامحيني.
في تلك اللحظة بالذات قست ملامح جانا وهي تتذكر تشفي عز الدين فيها حينما فقدت جنينها، وكيف أنه لم يندم وقتها على ما فعل رغم أنها بررت له جريمته، بل على العكس هو ظن أنها زانية تستحق اللعنات بدون أن يمهلها الفرصة لتدافع عن نفسها وتحاول إثبات برائتها...
سحبت جانا يدها بعنف من قبضته، ورمقته بنظرات مميتة و...
-جانا وهي تصرخ بعنف: أسامح؟ بعد اللي عملتوه فيا؟ نسيت؟ نسيت يوم ما استرجيتك تسمعني؟ وانت خلاص مش طايق مني حرف..
أجفل عز الدين بصره في أسف، ولوى فمه في ندم، في حين استمرت جانا في عتابها اللاذع والحاد له و...
-جانا وهي تردف بغضب مرير: نسيت لما زقتني وموت ابني ولا بنتي عشان لحظة شك، أيوه لحظة شك، نسيت لما جيتلي المستشفى تشمت فيا؟ أسامح على ايه ولا ايه؟
جثى عز الدين على أحد ركبتيه، ثم رفع رأسه للأعلى، وحدق بعينيه في وجه جانا المتجهم و...
-عز بخفوت: أنا أسف يا جانا، أنا بحبك..
ثم مد عز الدين يده وأمسك بكف يدها مجدداً، وهو ينظر إليها بنظرات تدل على دفق المشاعر الجياشة به، ثم رفعه إلى شفتيه وقبله قبلة عذبة بث فيها أشواقه و...
-عز متابعاً بنبرة رخيمة: سامحيني، أنا والله بحبك وبعشقك سامحيني على غلطتي..
لم يكف عز الدين عن الاعتذار لجانا، ولا عن الاعتراف بحبه السرمدي لها، لقد عبر عز الدين بطلاقة غير مسبوقة عن أحاسيس تذوب لها أقسى القلوب..
لقد سرت قشعريرة في جسد جانا مع لمسة عز الدين الحانية، وقبلته الدافئة على يدها، اضطربت للحظة، وشعرت أن القناع الزائف الذي تضعه على وجهها على وشك السقوط.
ولأن عز الدين يجيد قراءة جانا، فأيقن أن كلماته الصادقة قد لامست قلبها، فعينيها تفضحان ما بها، لقد شعر عز الدين برجفتها، وبإضطرابها، فنهض عن الأرض وهو مازال ممسكاً بيدها، ثم ابتسم لها ابتسامة عذبة و...
- عز بصوت دافيء: يا ناس اسمعوني، جانا عاصم الدمنهوري تبقى مراتي، أيوه هي مراتي، وأنا رجعتلها تاني..
اتسعت عيني جانا في ذهول، ورفعت حاجبيها في صدمة، كما فغرت شفتيها في عدم تصديق لما قام به عز الدين للتو، في حين تابع ب...
-عز الدين بنبرة عالية ونظرات صادقة: وأنا بقولها بأعلى صوت أنا عز الدين يوسف الكيلاني بحب جانا عاصم الدمنهوري، وهي مراتي، وحبيبتي، واختي، وكل حاجة في دنيتي، وأنا أسف عن كل ثانية اتسببت فيها بأذيتك يا جانا، أنا بعشقك!
تعالت في تلك اللحظة التهليلات والتصفيقات من جميع الحاضرين، بل تعمد منظم الحفل أن يجعل المسئول عن تشغيل الموسيقى بوضع أغاني مبهجة بثت الحماسة في الأجواء...
كانت الوحيدة المصدومة من كل ما يحدث هي جانا، فهي لم تتخيل أنها في لحظة صارت زوجة عز الدين من جديد..
-جانا بدهشة، ونبرة مصدومة: نعم؟ بتقول ايه؟
مد عز الدين ذراعه حول خصر جانا ثم أحاطها بقوة وضمها إلى صدره، واحتضنها، ثم تراجع بجذعه للخلف قليلاً، و وضع يده الأخرى على وجهها ليمسح على وجنتها برفق و..
-عز بنبرة واثقة: اللي سمعتيه ياقلبي
وضعت جانا كلتا يديها على صدر عز الدين تحاول دفعه بعيداً عنها، ولكنه وضع ذراعه الأخر حول خصرها، وضمها أكثر إليه
-جانا بحنق: انت، انت اتجننت؟ انت ازاي تعمل كده؟
-عز مبتسماً في غرور: كله بما يرضي الله، انتي مراتي الوقتي
-جانا بضيق: ابعد عني..
-عز وهو يهز رأسه نافياً، وبنبرة عنيدة: لأ، ده أنا مصدقت انك بقيتي في حضني
-جانا بنظرات مصدومة: مش ممكن، استحالة!
تبادل كلاً من حسين ويوسف التهنئات، والأحضان و...
-حسين بتنهيدة ارتياح: اخيرا
-يوسف مبتسماً في سعادة: مبروك يا سحس رجوع جانا لعز
-حسين بنبرة فرحة: الله يبارك فيك
-يوسف بنظرات مطمئة: الحمدلله، الواحد كده اطمن وارتاح.
بينما وقفت سهير وعايدة على مقربة من العروسين وهما تتبادلان التهنئات، ثم رفت سهير يدها ناحية فمها، وبدأت تطلق الزغاريد عالياً و...
-سهير بنبرة عالية: لووووولووووولي
-عايدة بنبرة متحمسة: مبروك يا سهير هانم
-سهير بنبرة فرحة: الله يبارك فيكي يا عايدة هانم، كده الفرحة فرحتين، لوووولوووولي
تنهد ياسين في ارتياح بعد أن نجح عز الدين في أن يرد زوجته جانا إليه، وأن يعترف بحبه وأخطائه أمام الجميه.
-ياسين بإيماءة سعيدة: هي دي هي فرحة الدنيا
-دينا بنظرات مذهولة: أنا مش مصدقة ان ده حصل
-ياسين مبتسماً ابتسامة عريضة: ولا أنا وحياتك، أهوو ده شغل البشمهندسين اللي على حق..!
استدارت دينا برأسها ناحية ياسين، وضيقت نظراتها و..
-دينا متسائلة في تهكم: اومال انت ايه؟
-ياسين مازحاً: أنا مهندس على ما تُفرج.
عاد عمر بعد فترة وهو يحمل كآسين من المشروب البارد ليتفاجيء بجانا في أحضان عز الدين، فتبدلت ملامح وجهه إلى الضيق والغضب، و...
-عمر بنبرة ممتعضة، ونظرات حانقة: ايه اللي بيحصل هنا؟
لوى عز الدين زاوية فمه في تهكم، ثم اعتلى وجهه شبح ابتسامة زائفة، ورمقه بنظرات مهينة و..
-عز بثقة: العادي بتاعنا
حاولت جانا أن تنسل من بين ذراعي عز الدين، ولكنه كان قابضاً عليها و...
-جانا بضيق: ابعد عني.
لاحظ عمر ما تفعله جانا، فحاول التدخل و...
-عمر بنبرة ممتعضة: سيبها يا كابتن
جذب عز الدين زوجته أكثر إليه، وابتسم ابتسامة ماكرة من بين أسنانه و...
-عز بنبرة مغترة: وهو في حد أهبل يسيب مراته..
-عمر مصدوماً: نعم؟
-عز بتهكم: أصل انت فاتك كتير، مش أنا وجانا رجعنا لبعض؟
-جانا بحدة: محصلش
-عز بنبرة جادة، ونظرات واثقة: لأ حصل، والناس كلها شاهدة على كده!
جحظت عيني عمر في صدمة، ونظر إليهما بريبة، و
-عمر بذهول: ايه؟
مد عز الدين يده وأمسك بأحد الكأسين وجذبه من يد عمر، ثم رمقه بنظرات استخفاف و...
-عز بسخرية: والله كويس انك جايب شربات الفرح
لوت جانا شفتيها، ورفعت حاجبيها في اعتراض، ثم دفعت عز الدين بقبضة يده في كتفه بقوة لكي يتركها، و..
-جانا بنبرة مغتاظة: سيبني
-عز ببرود مستفز: اشربي يا عروسة الشربات من ايد عمورة
-جانا بحدة: مش عاوزة حاجة.
تعمد عز الدين أن يجعل جانا ترتشف عنوة بضع قطرات من الكأس، في حين أدرك عمر أن مسعاه للايقاع بجانا، والنيل منها قد باء بالفشل الذريع، وعليه الآن أن يفكر في حل بديل مع أبيه الذي وكله بتلك المهمة..
وزع عمر بصره بينهما، ثم...
-عمر بخفوت مرير: آآآآ، مبروك
-عز وهو يبتسم من زاوية فمه باستهزاء: عقبالك آعموورة، بس متنسناش في الدعوة!
-عمر بضيق: آآآ، أها، ان شاء الله، مبروك، وعن اذنكم!
سار عمر بخطوات غاضبة نحو باب القاعة، فقد عاد من تلك الحفلة وهو خائب الرجا، فلم ينلْ فيها إلا الإهانة، وتدمير المخططات، ولكنه عقد العزم على ألا يدعْ الأمر يمر مرور الكرام دون أن يجعل جانا تنال ما تستحقه..
Flash Back لما حدث قبل ذلك بفترة
عقب انتهاء المؤتمر الاقتصادي، وسؤال حسين لجانا عن تعلقها بعز الدين وحبها له، وإنكارها لهذا، قرر حسين أن
-حسين بجدية: الأول قبلها قوليلي انتي، انتي لسه بتحبيه؟
-جانا بتردد، ونبرة متلعثمة: آآآ، أنا، آآآآ، لأ، طبعاً لأ
-حسين بصرامة، ونظرات ثابتة: يبقى مقدامكيش غير الحل ده، وهو زي ما المحامي قالي هيكسره وفي نفس الوقت ينتقملك منه
-جانا متسائلة فيح حيرة: ايه هو؟
-حسين بقسوة: الحل هو اننا نرفع قضية على عز ونطالبه فيها بالمؤخر
-جانا وهي تعقد حاجبيها في اندهاش: مؤخر؟
-حسين بنبرة صلبة: ايوه، مش هو كاتب على نفسه مؤخر مليون جنية؟!
-جانا بنظرات ضيقة، ونبرة جادة: ايوه.
-حسين بصرامة: والوقتي هو طلقك
-جانا وهي توميء برأسها في توتر: أها
-حسين ببرود، وعينين متحجرتين: يبقى خلاص نرفع عليه القضية، ونطالبه بالمؤخر بتاعك، وده حقك يا بنتي
فكرت جانا للحظات فيما قاله عمها، وخشيت أن يتأزم الوضع حينما يعلم عز الدين بأمر تلك القضية و...
-جانا بتوجس: بس يا آنكل، أنا، أنا خايفة
-حسين متسائلاً بجدية: خايفة من ايه؟
-جانا بنبرة مضطربة: ميرضاش يدفع او، أو يتجنن عليا أما يسمع بده ما أنت عارفه!
-حسين مبتسماً بثقة: لأ اطمني، هو مفكر ان العملية سايبة ولا ايه، وزي ما وعدتك أنا هكسرلك مناخيره وأذله!
في مكتب يوسف الكيلاني
اتصل حسين هاتفياً برفيقه يوسف ليبلغه بما فعله، أصغى يوسف إليه باهتمام، وأبدى اعجابه بما قال و...
-يوسف بنبرة مهتمة: لأ الصراحة فكرة هايلة ومجتش في بالي
-حسين مبتسماً في غرور: من بعض ما عندكم يا جوو.
سمع يوسف صوت رنين مكالمة أخرى، وموضوعة على وضعية الانتظار، فأبعد الهاتف عن أذنه، ونظر في شاشة الهاتف، ثم أعاده مجدداً على أذنه و..
-يوسف بنبرة حائرة: ثواني يا سحس عز بيطلبني، أما أشوف ماله
-حسين باقتضاب: طيب خلص معاه المكالمة وطمني
-يوسف بهدوء: حاضر يا سحس، سلام دلوقتي
أجاب يوسف على اتصال ابنه عز الدين، وعرف منه بأمر الاعلان الخاص بقضية المؤخر، وكيف أن الأمر قد أصابه بالجنون والغضب العارم..
حاول يوسف تهدئته قليلاً، ولكنه كان مستشاطاً بحق، ثم أنهى المكالمة معه، وهاتف حسين ليبلغه بما صار و..
-يوسف ضاحكاً: هههههههههههههههههههههه الظاهر ان الاعلان جاله
-حسين بنبرة مغترة: ضربة قاضية يا جوو
-يوسف بنبرة إعجاب: يا أفكارك يا سحس
-حسين غامزاً، وبنبرة جدية: عشان تعرف يا جوو، مش قولتلك، ان ده اللي هيخليه يجي على ملى وشه يقدم فروض الطاعة والولاء
-يوسف بهدوء: عندك حق فعلاً.
في وقت لاحق، اتصل حسين هاتفياً بيوسف لكي يبلغه بما حدث لجانا من تعرض حازم لها في المصعد، واعتدائه عليها بالضرب، وكيف أنها باتت مهددة منه، تعصب يوسف كثيراً، وأراد الرد بشدة على ذلك الهمجي، ولكنه كان يخشى أن تفسد عصبيته الخطة التي وضعها من أجل التقريب بين ابنه وجانا، كما أنه كان يخشى من تهور عز الدين حينما يعلم بهذا، ويتحول الأمر إلى كارثة بحق،
-يوسف بتبرم: يبقى لازم نعجل بالجزء الجديد من الخطة.
-حسين متسائلاً في حيرة: طب ازاي وامتى؟
-يوسف بجدية صارمة: في يوم كتب الكتاب
-حسين متسائلاً بتوجس: بس ده هيحصل ازاي؟
-يوسف بحزم: أنا هاقولك، بص انت هتروح لصفوت عبد الهادي المحامي، فاكره؟
-حسين بنبرة عادية: ايوه، صفوت صاحبنا بتاع زمان
-يوسف متابعاً بنفس الحزم: بالظبط هو هيفيدك بالمطلوب
-حسين متسائلاً في توتر: بس انت متأكد ان عز هيرجع جانا؟
-يوسف بنبرة واثقة: صفوت محامي شاطر وهو يقولك على الطريقة المناسبة اللي هنعرف بيها عز ازاي يرجع جانا بدون ضغط مننا
-حسين بإقتضاب: طب أنا رايحله الوقتي
-يوسف بنبرة متعشمة: ربنا يوفقك يا سحس
في مكتب صفوت عبد الهادي المحامي
وصل حسين إلى مكتب المحامي صفوت، ودلف إلى الداخل، واقترب بخطوات هادئة من الموظف الجالس على مكتب متوسط و...
-حسين بهدوء: السلام عليكم
رفع الموظف بصره للأعلى، ورمق حسين بنظرات متفحصة و...
-الموظف محمد باقتضاب: وعليكم السلام، خير
-حسين متسائلاً باحترام: ممكن أقابل الاستاذ صفوت؟
-الموظف محمد بنبرة رسمية: في ميعاد سابق حضرتك؟
وضع حسين يده في جيب سترته البنية الداكنة، ثم أخرج كارتاً ما، ومد به يده للموظف و..
-حسين بهدوء: لأ، بس ممكن تديله الكارت بتاعي
أمسك الموظف محمد بالكارت بين إصبعيه، ثم نهض عن مكتبه، و...
-الموظف محمد بنبرة جادة: طيب لحظة أشوفه.
دلف الموظف محمد إلى مكتب جانبي بعد أن طرق بابه، وأغلقه من خلفه، ثم خرج مرة أخرى واستند بظهره على الباب، وأشار بيده للمهندس حسين و...
-الموظف محمد بخفوت: اتفضل حضرتك هو في انتظارك
-حسين مبتسماً بإبتسامة زائفة: شكراً
دلف حسين إلى داخل مكتب صديقه القديم صفوت، فوجده ينهض عن مقعده الجلدي الضخم، وهو يفتح ذراعيه و..
-صفوت بنبرة فرحة، ونظرات مذهولة في سعادة: لأ مش معقول، انا مصدقتش أما محمد اداني الكارت بتاعك
اقترب الاثنين من بعضهما البعض، ثم احتضنا، وتبادلا التحية والترحيب، وجلس كلاهما على المكتب و...
-حسين بنبرة متعشمة: صفوت، ازيك يا حبيبي وحشني والله من زمان
-صفوت متسائلاً بصوت عميق: وانت اكتر، ازيك وازي العيلة كلكم بخير؟
-حسين وهو يمط شفتيه: الحمدلله..
-صفوت متسائلاً بنبرة طبيعية: قولي! تحب تشرب ايه؟
-حسين وهو يعقد حاجبيه في جدية: ماتتعبش نفسك، أنا جاي أشوفك وأقعد معاك شوية
-صفوت مبتسماً من زاوية فمه: بتحب القهوة مظبوطة صح؟
-حسين بنظرات اعجاب: ايوه، ماشاء الله انت لسه فاكر
-صفوت بحماس: طبعاً اومال انت مفكر ايه
-حسين بنبرة ممتنة: تسلم يا رب
-صفوت بنبرة لئيمة: ولو اني حاسس ان الزيارة دي وراها حاجة
-حسين مبتسماً في اعجاب: طول عمرك لماح يا صفوت
-صفوت بهدوء، ونظرات مترقبة: خير يا حبيبي.
أخذ حسين نفساً مطولاً، ثم تنهد في آسى، و...
-حسين بنبرة حزينة: الموضوع بإختصار جانا بنت اخويا انفصلت عن جوزها
اعتدل صفوت في جلسته، ونظر إلى حسين بنظرات أكثر تفحصاً..
-صفوت بنظرات جادة: ها، وبعدين
-حسين بنبرة متلعثمة: واحنا آآآ...
-صفوت متسائلاً بنظرات ضيقة: انتو مين؟
-حسين بخفوت: أنا ويوسف الكيلاني
-صفوت متسائلاً بجدية: يوسف، تقصد يوسف صاحبنا؟
-حسين وهو يوميء برأسه: ايوه هو جوو.
-صفوت وهو يمط شفتيه: الدنيا فعلاً صغيرة
-حسين بنظرات متعشمة، ونبرة راجية: المهم اننا عاوزين نرجع جانا بنت اخويا لعز ابنه
نظر صفوت إلى حسين بوجه خالي من التعابير، ولكنه كان يدون كل ما يقوله حسين على صورة ملحوظات في ورقة أمامه و...
-صفوت بهدوء: هو عز طليق جانا يبقى ابن يوسف
-حسين وهو يعض على فمه: ايوه
-صفوت وهو يتمتم بجدية: تمام، كمل، الموضوع ان شاء الله بسيط.
-حسين متابعاً بقلق: يعني، أنا كان ممكن أخلي المحامي اللي رفع عليه قضية المؤخر يتكلم مع المحامي بتاعه ويتفاهموا ودي، بس أنا ويوسف رفضنا نعمل كده
-صفوت وهو يزم شفتيه: ممم، عشان مايبانش ان في تساهل في الموضوع
-حسين بنظرات حانقة، وبحزم: لأ عشان نربي عز لأنه مندفع وعصبي، ومتهور
-صفوت بإيماءة خفيفة: بتعلمه الأدب بالعقل!
-حسين بجدية: بالظبط كده
-صفوت متسائلاً بترقب: والمطلوب مني ايه؟
-حسين وهو يتنحنح في خشونة: احم، آآآ، انت عارف اننا أصحاب من زمان رغم ان الدنيا لاهية كل واحد فينا بمشاغلها، فلو ينفع يعني انت آآ، انت
-صفوت متسائلاً بإيجاز: اتولى القضية بصورة رسمية؟
-حسين بتردد: مش كده بالظبط، أقصد تتكلم معاه بصورة ودية
-صفوت وهو يمط فمه في تسائل: ممم، بس ده هيحصل ازاي؟
صمت حسين للحظة يأخذ فيها نفسه، ثم تابع ب...
-حسين بتوجس: أحنا عندنا اقتراح لو يناسبك ماشي، لو مش مناسب يعني تقدر تشور علينا بالأحسن
-صفوت بنظرات مترقبة، ونبرة جدية: قول أنا سماعك
-حسين بهدوء: فرح بنتي كمان يومين ان شاء الله
انفرجت تعابير وجه صفوت للحظة، و..
-صفوت بحماس: بجد ألف الف مبرووك، ربنا يتمم بخير
-حسين مبتسماً: الله يخليك يا رب
-صفوت متسائلاً بتمعن: ودوري أنا ايه؟
-حسين بنبرة شبه خافتة، ونظرات ثابتة: انت هتكون معزوم على الفرح، وهنوريك عز فين بالظبط وتكلم معاه
مط صفوت شفتيه ليفكر فيما قاله صديقه القديم حسين وهو خافض لبصريه، مدوناً لبعض الملحوظات مجدداً على الورقة الموضوعة أمامه، ثم رفع بصره، ورمق حسين بنظرات ثابتة و...
-صفوت بجدية: بس أنا عندي شوية أسئلة
-حسين بنظرات مرتابة: اتفضل
-صفوت بنبرة ثابتة: هل الجواز كان كتب كتاب بدخلة ولا من غير؟
-حسين بهدوء: لأ كان في دخلة.
-صفوت وهو يعيد رأسه للخلف: اها، طب هما لما اتطلقوا، الطلقة دي كانت الأولى ولا التانية ولا ايه بالظبط؟
-حسين بنبرة حاسمة: لأ كانت الطلقة الأولى
-صفوت وهو يمط فمه بتساؤل: ممم، طيب فات على طلاقهم أد ايه؟
سلط حسين بصره إلى نقطة ما في الفراغ، وأخذ يحتسب بعقله المدة الفائتة و...
-حسين بنبرة متريثة: تقريباً حوالي شهر ونص أو قربنا من شهرين بالكتير.
-صفوت بتنهيدة ارتياح: عظيم أوي، يبقى كده بقت محلولة!
عقد حسين أحد حاجبيه في حيرة، وحدق في صفوت بنظرات متسائلة وحائرة
-حسين بعدم فهم: ازاي؟
-صفوت بنبرة رزينة: هاقولك، من حق الزوج أن يرد زوجته ده لو كان الطلاق مرة أولى أو تانية
-حسين وهو يهز رأسه في اقتناع: اها
-صفوت متابعاً بنفس الثبات الانفعالي: وده بيكون بدون علمها بس بشرط أنها تكون موافقة على ده، ويكون خلال فترة شهور العدة، ويحصل بينهم خلوة شرعية.
-حسين وهو يتنحنح: احم، أها..
-صفوت وهو يردف بثقة: وكمان ممكن يردها بالاشهار قصاد الناس كلها، ويقول قصاد الشهود على العلن انه رد فلانة لعصمته فتصبح مراته مرة تانية
اتسعت حدقتي عين حسين في استغراب و...
-حسين بنظرات متعجبة: يا سلام، يعني ممكن ده يحصل؟
-صفوت وهو يوميء إيجابياً: ايوه ممكن، الشرع بيجيز ده طالما شهور العدة مخلصتش، ودي مدتها 3 قروء أي 3 دورات حيضية في حالة ان الزوجة غير حامل، ولو كانت حامل شهور عدتها بتستمر لحد الوضع، وزي ما فهمتك ده بيحصل في حالة الطلقة الأولى أو التانية فقط، لكن التالتة خلاص بقى
تنهد حسين بعمق، وإرتخت ملامح وجهه المتصلبة، وشعر أن ثقلاً ما قد إنزاح عن صدره و...
-حسين بنبرة ارتياح: الحمدلله، والله احنا ما كان غرضنا منه فلوس ولا أي حاجة، بنت أخويا الحمدلله عندها اللي يكفيها وزيادة، لكن أنا عاوز اطمن عليها مع راجل يحبها وتحبه، يخاف عليها ويحميها من غدر الأيام!
-صفوت متسائلاً بترقب، وهو ينظر إليه بدقة: وانت شايف عز يقدر يعمل ده؟
-حسين بنبرة شبه متلعثمة: الصراحة، أه، ب، بس آآآ...
-صفوت متسائلاً في حيرة: بس ايه؟
-حسين بجدية: بس عاوزه يتعلم انه يحافظ على النعمة اللي ربنا ادهاله، انه يعرف ان حياة الناس ماهياش لعبة في ايديه، انه يعرف انه مسئول عن بيت واسرة ولازم يحابي عليهم، انه مش مع أول مشكلة يرمي كل حاجة ورا ضهره ويهد المعبد على اللي فيه، والكل يولع!
-صفوت بهدوء حذر: كل اللي بتقوله جميل جدااا، بس هل انت شايف ان عز اتعلم ده؟
-حسين وهو يلوي فمه: والله، أنا، أنا شايفه بيتعلم.
-صفوت متسائلاً بتمعن: وانت راضي عن ده؟
-حسين وهو يهز رأسه: يعني لحد ما
-صفوت بجدية: يبقى على بركة الله
-حسين بترقب: يعني انت موافق انك، انك آآ...
-صفوت بنبرة حاسمة: متخافش أنا هاصلح ما بينهم، وأهوو يا بخت من وفق راسين في الحلال
-حسين مبتسماً في رضأ: ربنا يخليك يا صفوت، وشوف انت عاوز ايه وأنا تحت أمرك
-صفوت بوجه غاضب، ونبرة منزعجة: انت كده بتشتمني
-حسين على عجالة: لا والله أبداً ده أنا مقصدش.
-صفوت مازحاً: يا عم سحس بهزر معاك، أكلني اكلة حلوة في الفرح وانا هظبطلك الدنيا
-حسين بنبرة فرحة: حبيبي يا صفوت
-صفوت وهو يهز رأسه بعشم: وأهوو بالمرة نشوف جوو لاحسن واحشني
-حسين بلهفة: اعتبره فرحك
-صفوت مبتسماً: ده العشم برضوه، اشرب بقى قهوتك لاحسن زمانهابردت
-حسين ضاحكاً: هههههههههههههههههههههههه ماشي!
في قاعة الفرح، التقى صفوت بكلاً من يوسف وحسين، واتفقا على اتمام الخطة الخاصة برد جانا إلى عصمة زوجها خلال الحفل..
لمح يوسف ابنه وهو يقف بجوار ياسين على الكوشة، فوضع يده على كتف صفوت و...
-يوسف بنبرة عالية: صفوت
-صفوت بهدوء: ايوه يا جوو
-يوسف وهو يشير بعينيه: عز ابني اهوو، اللي واقف هناك جمب العريس
-صفوت بنظرات إعجاب: ماشاء الله، ده ابنك
-يوسف وهو يوميء برأسه: ايوه
-صفوت مبتسماً بهدوء: ربنا يحميهولك.
-يوسف بنبرة متعشمة: مش هوصيك بقى يا صفوت
-صفوت غامزاً، وبثقة: اطمن، دي لعبتي
-يوسف بنبرة متفائلة: ربنا معاك
سد صفوت الطريق على عز الدين حينما كان يسير في اتجاه جانا، ثم طلب التحدث معه للحظات بشأن أمر هام، رفض عز الدين في البداية أن يصاحبه، وتحجج بانشغاله، ولكن حينما أخبره أن الأمر متعلق بزوجته، أصغى إليه باهتمام، ثم سار معه في مكان شبه هاديء، وتجاذبا الحديث سوياً و...
-عز متسائلاً بقلق: خير يا استاذ حضرتك عاوز ايه؟
-صفوت بجدية: أنا صفوت عبد الهادي المحامي، وصديق والدك المقرب
-عز وهو يغمغم بضيق: ايوه حضرتك قولتلي، بس ايه اللي بخصوصي أنا وجانا
-صفوت متسائلاً بهدوء: مش انت طلقتها؟
-عز على مضض، وبنظرات واثقة: ايوه، بس ان شاء الله هرجعها تاني
-صفوت بنبرة جادة: وأنا جايلك مخصوص عشان كده
ضيق عز الدين عينيه، ورمق صفوت بنظرات ممعنة، و...
-عز بنبرة حائرة: قصدك ايه؟
-صفوت متسائلاً بهدوء مستفز: هو انت مش عاوز تدفعلها المؤخر؟
-عز بحنق: مؤخر ايه وزفت ايه، أنا ممكن أديها زيه عشر مرات
-صفوت بجدية، ونظرات ثاقبة: يعني موضوع رجوعها ليك مش عشان خاطر الفلوس؟
-عز بعصبية قليلة: لأ، وبعدين حضرتك معطلني، وأنا مش شايف أي استفادة من وقفتنا مع بعض..!
-صفوت ببرود: خلي عندك شوية صبر يا بني، أنا زي والدك
زفر عز الدين في انزعاج، ثم وضع يديه في داخل جيبي بنطاله و...
-عز على مضض: اتفضل.
-صفوت بتريث: والدك كان كلمني بخصوص موضوعك انت وجانا
-عز بنفاذ صبر: الله، حضرتك برضوه لعاشر مرة بتعيد الكلام
-صفوت بحدة: يابني ان الله مع الصابرين
-عز وهو يلوي فمه في امتعاض: ونعم بالله
-صفوت متسائلاً بترقب: انت استشرت محامي في قضية مراتك
-عز وهو يجز على أسنانه بضيق: والله والدي هو اللي كان هيتصرف في الموضوع ده
-صفوت مبتسماً في ثقة: ووالدك فعلا اتصرف.
ضاقت عيني عز الدين أكثر، واعتلت علامات التساؤل والحيرة الزائدة وجهه، و...
-عز بعدم فهم: تقصد ايه؟
-صفوت مبتسماً ابتسامة عريضة: أقصد انه كلفني بالقضية
اغتاظ عز الدين من ردود صفوت المقتضبة والمبهمة عليه، وبدأت ملامح وجهه تتجهم من جديد و...
-عز بضيق: مش فاهم
-صفوت بغرور زائد: القضية دي ممكن تخلص بس في كلمتين
-عز بتهكم: ازاي؟
-صفوت بهدوء: انت مش طلقتها مرة واحدة
-عز وهو يتمتم بإيجاز: ايوه.
-صفوت متابعاً بثقة: وشهور عدتها لسه مخلصتش
فكر عز الدين لبرهة، وحاول أن يحتسب المدة التي مضت عليهما منذ انفصالهما و...
-عز وهو يلوي فمه: لأ معتقدش
-صفوت بحزم: يبقى تقدر تردها ليك
-عز بذهول: بتقول ايه؟
-صفوت متابعاً بنبرة جادة نوعاً ما: اللي سمعته، من حق الزوج أن يرد مطلقته لعصمته خلال شهور عدتها بدون رضاها ويعلن ده أمام الجميع، أو من خلال خلوة شرعية خاصة لو كانت الطلقة هي الأولى أو الثانية، ومن رحمة ربنا تعالى أنه سمح للمطلقة انها تقعد في بيت جوزها بعد الانفصال خلال شهور العدة لعل يحصل ما بينهم وفاق و ود تاني فيرجعوا لبعض.
-عز بنبرة ممتعضة: بس ده محصلش، انا طلقتها وكل واحد راح لحاله ومشوفتهاش ولا أعدنا سوا
-صفوت بجدية أكثر: أنا بفهمك انه من حقك ترجعها بدون رضاها بشرط انك متأذيهاش ولا تتعرض لها وانك تعاملها بما يرضي الله
فغر عز الدين شفتيه في صدمة، ونظر إليه بذهول تام و...
-عز بعدم تصديق: انت بتكلم جد
-صفوت بثقة: اه والله، انا بس مستغرب انت إزاي متعرفش ده
-عز بتهكم: أصلي ماتجوزتش قبل كده ولا كنت طلقت، فمعنديش خبرة.
-صفوت مبتسماً بخبث: والوقتي عرفت
-عز بنظرات ماكرة: ايوه
-صفوت وهو يربت على كتفه، وبنبرة حماسية: يالا اتوكل على الله ومتخافش...!
وبالفعل نفذ عز الدين كل ما قاله المحامي صفوت مع زوجته جانا، ولكن بمشاعر صادقة، بأحاسيس حقيقية وليست زائفة، فخرج الكلام من قلبه عذباً نقساً لمس مشاعرها بحق...
عودة للوقت الحالي
أجبر عز الدين جانا على أن تشاركه الرقصة الحالية بعد أن أعلن عودتهما إلى أحضان بعض من جديد كزوجين، ورغم أن جانا كانت تحاول التحرر منه، إلا أنه رفض أن يتركها، بل كان محكماً ذراعيه حولها، و...
-عز مبتسماً في غرور، وبنظرات راغبة: مبروووك يا عروسة
-جانا بحنق: ده بعينك
-عز بنظرات متحدية، ونبرة واثقة: برضوه مراتي، وغصب عنك!
-جانا بضيق زائف: لأ استحالة.
انحنى عز الدين برأسه أكثر على رأس جانا، ثم مال ناحية أذنها، وهمس بها ب...
-عز غامزاً، وبصوت أقرب للهمس: لأ هيحصل، انتي حبيبة قلبي وعمري كله
ثم مال عز الدين بشفتيه على وجنتها، وطبع قبلة رقيقة عليها، حملت حرارة الأشواق، ولهيب الاشتياق.
ارتبكت جانا مع لمسة شفتيه لوجنتها، وارتجفت للحظات، فقد شعرت أن حصونها تنهار أمام رومانسية عز الدين، وأن صوته الدافيء الذي افتقدته يسيطر على مشاعرها، ويجعلها تسرح في خيالات افتقدتها منذ فترة..
حاولت جانا أن تتحرر من ذلك السحر الذي يغويها، وأن تهرب من أمامه قبل أن ينكشف كل شيء له، وتعلن استسلام قلبها لحبه الجارف، لذا دفعت جانا بقبضتي يدها عز الدين من صدره، وظلت تتلوى بين أحضانه محاولة الخلاص منه و...
-جانا بارتباك شديد: سيبني
-عز وهو يطبق عليها أكثر، وبنبرة رومانسية آسرة: لأ مش هسيبك، ده انا مصدقت انك بقيتي في حضني...!