قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثلاثون

قررت جانا أن تقفز من النافذة، وبالفعل بدأت في تسلقها،
-جانا بنبرة قوية وثقة زائدة: ياعم ده حوار ساهل، قوي قلبك بس وهنعدي
-عز متهكماً: ماشي يا عبده موتة..
رأى عز الدين جانا وهي تستند بكلتا يديها على حافة النافذة، وتحاول الوثب عالياً لكي تقفز منها للخارج، فصعق على الفور و..
-عز بقلق: ايه ده انتي بتعملي ايه؟ استني يا بت، استني!

نهض عز الدين من على الفراش، ثم ركض ناحيتها، ووقف خلفها، ومد كلا يديه ولفهمها حول خصرها، ثم حملها من وسط خصرها وأبعدها عن النافذة، واتجه بها ناحية الفراش و...
-عز ممسكاً جانا: انتي فعلااااا بني آدمة مجنونة رسمي
ظلت جانا تركل بكلا قدميها في الهواء محاولة أن تتحر من قبضة عز القوية حول خصرهأ
-جانا وهي تركل بقدميها في الهواء: سيبني يا عز خليني انط واجرب.

-عز وهو يلقي بها على الفراش: اترزعي هنا بقولك، وخلينا نفكر في حل تاني...
في شاليه عائلة الدمنهوري
كانت سهير جالسة مع زوجها يتحدثان حول عز الدين وجانا، ووضعهما الحالي و...
-سهير بصوت شبه ناعس: زمانة الولاد دلوقتي مع بعض يا حاج حسين
-حسين: ده اكيييد، يوسف قالي انه نفذ الجزء التاني منالخطة من بدري، وأكيد عز هيكون مع جانا
-سهير بنبرة قلقة: أنا خايفة بس عز يتهور ويعمل حاجة في البت.

-حسين محاولاً طمأنتها: اطمني يا سهير، جانا ميتخافش عليها منه، ده انا خايف عليه منها، انا عارفها بتعمل المصايب من غير ما تفكر.
-سهير بتوتر: ربنا يعدي الليلة على خير.
-حسين: بصي يوسف حجز الشاليه التاني جمب شاليه الأولاد فاطمني لو في اي شيء هو هيلحق يتصرف.
-سهير بنبرة خافتة ورجاء: يااا رب سترك.
في الشاليه الثالث الخاص بعائلة الكيلاني.

وقف يوسف مطلاً برأسه من شرفة الشاليه الثالث الذي انتقل هو وزوجته إليه، وظل يوزع بصره بين عايدة والشاليه الأخر بالخارج و..
-عايدة بقلف: ها يا يوسف إيه الأخبار عندك؟ شايف ايه؟
-يوسف وهو يحاول التحديق: اطمني، انا شوفت عز دخل من شوية عند جانا
-عايدة بتوتر: بس احنا مش سامعين اي حس ليهم
-يوسف متسائلاً: وده كويس ولا وحش يعني؟
-عايدة: مش عارفة، نتعشم في الله كل خير.

-يوسف وهو يدقق النظر: انا مراقب الوضع ولو في حاجة هتصرف ع طووول
-عايدة وهي ترفع ببصرها للسماء: ربنا يكتبلهم الخير
عودة مرة أخرى إلى داخل الغرفة في شاليه عز وجانا
-عز بحدة: بصي يا حاجة، امور الهبل والتهور مافيش داعي منها، احنا الوقتي واقعين في المشكلة دي سوا
-جانا وهي عاقدة ساعديها أمام صدرها: أها، وبعدين؟

-عز وهو يشير بيده: عاوزين نفكر بالعقل وبالهداوة، ها بقول تاني أهوو بالعقل وبالهداوة، ازاي هنقضي الليلة سوا
فغرت جانا شفتيها في دهشة عقب الكلمات الأخيرة لعز، فحلت وثاق يديها، ثم أشارت له ب...
-جانا وهي تشير بيدها: روح نام في الحمام
-عز بنبرة حادة: نعم ياختي؟ طب ما تروحي انتي!
-جانا: لأ انا هنام ع السرير، انت شوفلك حتة تانية اتخمد فيها
-عز بضيق: أتخمد، الملافظ سعد!
-جانا بعدم اكتراث: whateverبقى.

-عز ساخراً: متعوجيش بس بؤك عليا، أنا عندي اقتراح حلو، بس اسمعيني للأخر
-جانا وهي تمط شفتيها: قول
-عز مبتسماً: احنا ننام ع السرير سوا
رفعت جانا حاجبيها في صدمة، ونظرت إليه بأعين مصدومة، ثم تحدث إليه بكل حدة و..
-جانا بنبرة عالية وحادة: نعم؟
-عز بنبرة هادئة وهو يشير بيده: أقصد احنا الاتنين ننام جمب بعض ع السرير وهنحط بينا فاصل او حاجز
-جانا فاغرة شفتيها: فاصل؟ زي ايه؟
-عز بغمزة: فوطة مثلاً.

-جانا بتهكم: لا والله! ده ع اساس ان دي اللي هتحوش، شوفلك حاجة غير ده.
كان عز الدين يعاني من الإرهاق، لذا لم يكن بمقدوره الاستمرار في المجادلة، لذا أدار جسده بعيداً عن جانا و...
-عز: بصي بقى انا اصلا هموت م التعب، فكري انتي هتناميفين، وانا رايح انام، تصبحي ع وشي يا قطة
-جانا بأعين مشدوهة: انت رايح فين؟
توجه عز الدين نحو الفراش وألقى بجسده عليه، وتمدد، ثم أغمض عينيه ليغرق في سبات عميق...

وقفت جانا تتأمل الغرفة من حولها، وهي واضعة كلتا يديها في وسط خصرها و...
-جانا لنفسها: يعني أنا هفضل صاحية كده والبعيد نام، اووووووف بقى
ظلت جانا تدور في الغرفة ذهاباً وإيابا وتفكر في المكان الذي ستنام فيه...
حاولت جانا ان تنام ع الأرض ولكنها كانت صلبة للغاية على جسدها الرقيق، فلم تتحمل التمدد عليها إلا لدقائق معدودة، فنهضت من عليها..

ثم ذهبت في اتجاه المرحاض، ودلفت إلى داخله لتنام بداخل البانيو، ولكنه كان صغير الحجم عليها...
تذمرت جانا من وضعها، وشعرت بالضجر و...
-جانا: لأ بقى، انا مش هفضل كده، لازم يصحى ويشوف حل
دلفت جانا خارج المرحاض وعلى وجهها علامات الانزعاج، ثم توجهت ناحية الفراش..
ترددت جانا قليلاً قبل أن تلمس عز الدين، ولكنها استجمعت شجاعتها وبدأت في لكزه قليلاً...

حاولت جانا أن توقظ عز الدين مراراً، ولكنه كان مستغرقاً في النوم، فبحثت عن شيء ما يساعدها في ايقاظه، وبالفعل وجدت زجاجة مياه،
-جانا وقد ارتسم على وجهها ابتسامة شيطانية: هي دي بقى اللي هتصحيك!
أمسكت جانا بزجاجة المياه الموضوعة على الكومود، ثم.

اقتربت من عز الدين ونظرت إليه بتأمل وشردت لبرهة في ملامح وجهه، كانت تلك هي المرة الأولى لجانا التي تتفحص فيها ملامح عز الدين بدون أن يزعجها أحد، ظلت شاردة للحظات تدرس فيها قسمات وجهها، وتحفظ ملامحه، ولكنها أفاقت من شرودها، ثم فتحت زجاجة المياه وأفرغتها بالكامل على وجهه...
انتفض عز الدين فزعاً حينما وجد المياه تنهمر فوق رأسه و...
-عز بفزع: بغررررق بغررررق، ايه في ايه!

نظر عز الدين إلى جواره، فوجد جانا تقف وعلى وجهها ابتسامة شريرة، فنظر إليها شزراً وبأعين مغتاظة و...
-عز بحنق: انتي؟ الله يخربيتك في حد يصحي حد كده؟
-جانا بضيق: ما انا غلبت فيك، وانت عامل ودن من طين وودن من عجين!
-عز وهو يحاول التحكم في أعصابه: اعمل انا فيكي الوقتي ايه؟ ده انا كنت في سابع نوووومة، منك لله يا شيخة طيرتي النوم من عينيا
-جانا وهي تهز كتفيها بعدم مبالاة: ماهو أنا مش هفضل صاحية وانت نايم؟

-عز ساخراً: يعني أعملك ايه؟ اغطيكي مثلا ولا أهشتكك قبل ماتنامي؟
-جانا وهي تشير بيدها: لأ تسيبلي السرير خالص، وتنام في اي حتة
-عز بتحدي: هه، ده بعدك، انا مش هتعتع من هنا
وبينما هما الاثنين يتجادلان، فجأة سمعت جانا صوت شيء ما يتحرك خلف حقيبتها، فأشارت لعز بيدها لكي يصمت و، ،
-جانا وهي تشير بيدها وبصوت خافا: ششش، عز انت سامع حاجة؟
-عز بانزعاج وضيق: لأ مش سامع ولا عاوز أسمع.

-جانا وهي تنهره: يا بني آدم انت، اسكت وهتسمع!
-عز وقد نفذ صبره: اللهم طولك يا روح، اديني هسكت اما اشوف اخرتها معاكي ايه!
-جانا وهي تشير برأسها: لأ انا واثقة ان في صوت خرفشة جاي من الناحية دي، روح شوف ايه اللي هناك
-عز بنبرة غاضبة: هو انا شغال عندك؟ مش رايح.
-جانا بتوسل: بليز عز، روح بص شوف ايه اللي هناك!

نهض عز الدين من على الفراش وهو يزفر في ضيق، ثم توجه حيث أشارت جانا برأسها، وظل يعبث خلف الحقيبة الموضوعة على الأرض و...
-عز بضيق وهو يبحث عن مصدر الصوت: مافيش حاجة شوفتي اهوو!
وفجأة وثبت جانا على السرير، وتمددت عليه بجسدها، وسحبت الغطاء ناحيتها و، ،
-جانا وهي تبتسم: نام بقى ف اي حتة، ده بتاعي لوحدي
-عز مغتاظاً وبنبرة محذرة: اه يا بنت ال، ، احسنلك تقومي من عليه
-جانا وهي تشير برأسها: تؤ، It s mine...

-عز وهو يتجه نحوها: وترجعي تزعلي من اللي هعمل...
وفجأة صرخت جانا بطريقة هيسترية و...
-جانا بصراخ عالِ: عاااااااااااااااااااااااااااا، عااااااااااااااااا
انتفض عز الدين فزعاً من مكانه على إثر الصراخ المتواصل من جانا و..
-عز بفزع: في ايه بتصوتي ليه؟
-جانا وهي تشير بإصبعها: عااااااااااااا، بص، بص، هناك ع طرف السرير، عااااااااااااا.

ثم قفزت جانا من فوق الفراش، وركضت ناحية عز الدين، ووقفت خلفه لكي تختبيء، ثم ظلت تركل بكلا قدميها الأرض بشدة، فحاول عز الدين السيطرة عليها و...
-عز محاولاً تهدئتها: يا بنتي صرعتيني، اهدي بس عشان اعرف ده ايه
-جانا وهي تصرخ في أذن عز بحدة: فااااااااااااااااااار، فااااااااااااااااااااار
-عز وهو يحاول إسكاتها: والمصحف سمعت، خلااااااص وداني، انا انطرشت، طبلة ودني اتخرمت.

وضعت جانا كلتا يديها على ذراع عز الدين، وقبضت عليه بشدة و..
-جانا وهي ممسكة بذراع عز بشدة: موته، امسكه، اقتله، موووووته، خلص عليه، غزه، شرحه، فاااااااااااااااااااااااااااار
-عز بتهكم وهو يحاول تحرير ذراعه: خلاص بقى، يا بنتي ده هو مات مطروش بسببك، اوعي بس شوية، حبة هوا، خليني أعرف اتحرك، ياباااي عليكي
ظلت جانا متمسكة بذراع عز الدين، وغارزة لأظافرها فيه، فتآلم هو من قبضتها، فنظت إليه بأعين خائقة و...

-جانا: لأ، مش هسيبك، اتصرف موته وانت كده...
في الشاليه الثالث
استمعت عايدة إلى صوت صراخ متواصل يأتي من بعيد، فتوجست خيفة مما قد حدث و...
-عايدة بقلق: سمعت يا جوو الصوت ده؟
-يوسف وهو يمعن النظر: انا سمعت صوت صريخ، بس بحاول أعرف ليه
-عايدة بتوتر شديد: لاحسن يكون عز عمل حاجة للبنت
-يوسف: ربنا يستر، بس مش باين حاجة، هما سكتوا الوقتي
-عايدة وهي تشير بعينيها: طب بص تاني كده، شوف اي حاجة.

-يوسف وهو يوميء برأسه: حاضر، حاضر يا ديلة
عودة إلى الغرفة مرة اخرى
اختبأت جانا خلف عز الدين الذي أمسك بفردة حذائه في يده، وظل يتحرك بهدوء شديد وعلى أطراف أصابعه في محاولة منه لقنص الفأر
-جانا بنبرة مرتعدة وهي تضغط على ذراعه: ها شوفته، شوفته، قولي ها يالا ها؟
-عز بانزعاج واضح: يا بنتي وترتيني أنا والفار، ارحميني شوية واهدي كده خليني اعرف امسكه!
-جانا وهي تشير برأسها: اعمل ايه يعني؟ بص كده، ها بص..!

-عز بضيق: يووووه، عليا النعمة الفار ده طفش بسبب عمايلك السودة دي
-جانا وهي تقد صوت عز الدين بطريقة ساخرة: الله بقى، ما أنت اللي عاملي فيها قناص وهمسكه يا جانا وهموته عشانك، وطلع بس هري ع الفاضي.
اغتاظ عز الدين من طريقة جانا الساخرة منه، لذا أمسك بكف يدها بقوة وفرده قليلاً، ثم وضع بداخله فردة الحذاء الخاصة به و...
-عز وهو ممسك بها: تصدقي انا غلطان اني بدورلك عليه بصي خدي دي في ايدك.

-جانا فاغرة شفتيها: هاه
دفع عز الدين جانا من كتفها قليلا و...
-عز وهو يدفعها: اوعي أبت من وشي، وسعييييي، خليني أروح أنام جمب الفار..
أعطى عز الدين لجانا فردة الحذاء لتمسك بها في يدها، وتركها وذهب لينام على الفراش وأولاها ظهره...
وقفت هي مصدومة مما فعل، و ظلت تترقب المكان بأعين قلقة في محاولة منها لايجاد الفأر..

جلست جانا فوق الأريكة الصغيرة في وضعية الاستعداد، وظلت وتنظر إلى أركان الغرفة بأعين مترقبة وهي ممسكة بالحذاء في يدها...
فهي وإن كانت تحاول أن تبدو قوية أمامه، إلا أنها حقاً خائفة من ذلك المخلوق الرمادي اللون حتى لو كان حجمه صغير جدا...
بدأت جانا تشعر بالنعاس يهاجمها، وغفت لثواني اكثر من مرة، ولكنها حاولت أن ترغم نفسها على أن تظل يقظة، ولكن بدأت رأسها تتثاقل، فتغفو قليلاً وتفيق مرة أخرى...

راقب عز الدين جانا من زاوية عينيه ليطمئن عليها إلى ان غفت تماماً، وسقطت ضحية لسلطان النوم، فنهض هو من على الفراش، وتوجه نحوها بحذر شديد، وما إن اقترب منها، حتى وضع كلتا ذراعيه بروية أسفل ركبتيها، وخلف ظهرها، ثم حملها برفق ووضعها على الفراش ودثرها جيداً بالغطاء، ونام هو إلى جوارها، ثم أدار وجهه ناحية وجهها متأملاً إياها و...
-عز هامساً وهو يبتسم لها: تصبحي وانتِ معايا يا، ياااااا مجنناني.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة