قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والخمسون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والخمسون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثاني والخمسون

في سيارة عز الدين
لاحظ عز الدين أن جانا لا تعيره الاهتمام الكافي، واتضح هذا جلياً خلال اليومين اللذين أمضياهما سوياً في المصيف، وما طرأ من صدام حاد بين كلاهما..
حاول عز الدين أن يلفت انتباه جانا إليه، وخاصة فيما يتعلق بحياتهما معاً و...
-عز بنبرة جادة: طيب، اعملي حسابك ضرتك هتكون، هتكون دارين
فغرت جانا شفتيها في صدمة، ورفعت حاجبيها في اندهاش، ثم نظرت إليه بنظرات حانقة و...

-جانا بحدة: نعم يا ادلعدي
ابتسم عز الدين عفوياً لأنه قد تمكن من إثارة غيرة جانا، والتي كانت جلية تماماً للعيان...
-عز مازحاً: مالها دارين، مزة المزاميز وج آآآآ، و، و...

لم تستمع جانا إلى الهراء الذي يقوله عز الدين عن تلك الفتاة البغيضة، بل إنها تذكرت ذلك الكابوس المزعج الذي رأته قبل موعد زفافها بأيام، فتوترت قليلاً، وأخذت تفرك يديها في عصبية، هل سيحدث ما تخشاه؟ هل مجرد حلم سيأثر على حياتها؟ هل ما رأته حقيقة؟
لاحظ عز الدين ان جانا قد شردت تماماً ولم تعقب على كلامه، لذا رفع يده أمام وجهها وحركها عدة مرات، فانتبهت هي إليه و...
-عز مقاطعاً تفكيرها: ايييييه، روحتي فين؟

-جانا وقد انتبهت له: هه، م، مافيش
-عز بضيق: مش بكلمك؟
صمتت جانا مجدداً، وحاولت أن تجد حلاً ما لتلك المعضلة، لذا..
-جانا على مضض: بص اتجوز أي حد الا دارين!
-عز وهو يعقد حاجبيه في استغراب تام: يعني انتي مش معترضة على مبدأ الجواز ومعترضة على دارين؟
-جانا وهي مطرقة الرأس: أها
ضرب عز الدين المقود بقبضة يده في عصبية، ثم نظر إليها بحنق، و...
-عز وهو يشير بيده: انتي طبيعية؟
-جانا وهي توميء برأسها: أه.

-عز وهو يلوي فمه: استحالة
-جانا مغمغمة وهي خافضة لعينيها: ما أنت هتطلقني قبل ما هتجوز أي حد تاني
اغتاظ عز الدين كثيراً من ردود فعل جانا السلبية على حديثهما، وشعر بأنها تتعمد إهانة زواجهما الذي لم يمضْ عليه عدة أيام، فضغط بكل قوة على مكابح السيارة ليوقفها فجأة في منتصف الطريق، فترتد جانا في مقعدها للأمام، فينظر إليها عز الدين بنظرات ممتعضة و..
-جانا بقلق: في ايه؟

مد عز الدين يده ثم أمسك بذراع جانا، وضغط عليه بكل قسوة و...
-عز بنبرة تحمل التهديد: اياك أسمعك بتقولي كلمة طلاق تاني، انتي فاهمة
-جانا متآلمة: اه سيب ايدي
-عز ببلهجة حادة وصوت جهوري آمر: فاااااااااااااااااهمة
نظرت إليه جانا وهي ترتعد من ملامحه الغاضبة والمتجهمة و...
-جانا بنظرات مرتعدة: حاضر، حااااضر!

زفر عز الدين مجدداً لينفس عن غضبه المكبوت في صدره، ثم ضغط مجدداً على دواسة البنزين بعد أن أمسك بالمقود وادار المحرك لينطلق بالسيارة نحو الفيلا...
بعد وقت ليس بالقليل، وصل عز الدين إلى الفيلا، صف السيارة أمام مدخلها، ثم ترجلت جانا من السيارة ولم تنطق بكلمة..
أمسك عز الدين بالمفتاح في يده، ثم توجه ناحية الباب وفتحه ليرا كلاهما مفاجأة من العيار الثقيل في انتظارهما...

كانت سيلين جالسة على واضعاً ساقاً على الأخرى على أحد الأرائك المذهبة في غرفة الصالون، وما إن رأت ابنتها وبصحبتها زوجها حتى صاحت بصوت متهكم و..
-سيلين بنبرة متهكمة وهي ممتعضة الوجه: اخيرا شرفتوا
-رامز وهو ينظر إلى جانا بنظرات لئيمة: مبروك يااا، يا عروسة
اعتلت الصدمة وجه جانا، شحب لون وجهها فجأة، ووقفت تتأمل كليهما بقلق بالغ، فهي لم تتوقع أن تجد والدتها وزوج امها في الفيلا بانتظارهما...

في حين وقف عز الدين وعلى وجهه علامات الحيرة، و...
-عز متسائلاً: مين حضراتكوا؟
-سيلين وهي تشير بيدها وبنظرات مهينة: طبعاً هتعرفني ازاي، وانت أخد بنتي غصب عني
-عز بحيرة: بنتك؟
-سيلين بحدة: ييس، انا مامت جانا، سيلين!
ظل رامز يرمق جانا بنظرات من نوع خاص، نظرات تحسب لها جانا ألف حساب، نظرات عرفتها من قبل، وفهمت إلى ماذا ترمز..

اقترب رامز من جانا بهدوء مفزع بالنسبة لها، واعتلى وجهه ابتسامة خبيثة تظهر من بين أسنانه و...
-رامز بصوت هادي مخيف: ايه يا جاجووو مش هتسلمي عليا، قصدي على مامتك وعليا؟
-عز بابتسامة مصطنعة: أهلا وسهلاً بحضراتكم، شرفتونا
ظل رامز مسلطاً بصره على جانا التي كاد قلبها يقفز رعباً من مجرد رؤيته..
-رامز بنظرات مخيفة: واقفة بعيد ليه يا جاجوو، تعالي لحضن مامي وليا.

لم تقوْ جانا على تحمل تلك المفاجأة الغير سارة بالمرة، فشعرت أن قواها قد خارت تماماً حينما رأت كلياهما أمامها، زاغت أعينها، ودارت رأسها، ولم تعد تقوْ ساقيها على حملها أكثر من هذا، فانهارت على الأرض فاقدة لوعيها...
انتبه عز الدين لصوت ارتطام جانا بالأرض، والتفت برأسه ليجدها فاقدة للوعي، فرطض ناحيتها، ثم جثى على أحد ركبتيه، ومد ذراعه ليمسك بها من ظهرها، ورفعها قليلاً إلى ركبته و..

-عز بلهفة وقلق بالغ: جاااانا، جااااااااااااااااانا
-رامز بلؤم: مالها؟
-سيلين بتوتر: What happened؟
مد عز الدين ذراعه الأخر أسف ركبتي جانا، ثم حملها برفق بين ذراعيه، وتوجه مسرعاً ناحية الدرج وصعد إلى غرفتهما..
في حين ظل كلاً من رامز وسيلين يتابعهما بترقب شديد...
-عز في نفسه بتهكم: يخربيت فقركم، بومة ودخلت علينا، زي القضا المستعجل، البت كانت كويسة شافتكم فرفرت.

وضع عز الدين جانا على الفراش برفق، ثم مسد بيده على رأسها، وظل يضرب بيده الأخرى على وجنتها بحنية بالغة..
همس عز الدين في أذن جانا لكي تستمع إلى صوته، و...
-عز بصوت هامس: جاااانا، سمعاني
-جانا وقد بدأت تستجيب له: آآآم، ممم، آآآآآ.

ظل عز الدين يحاول افاقة جانا إلى أن نجح في جعلها تفتح عينيها من جديد، أمسك عز الدين جانا من ذراعها، ثم عاونها لكي تعتدل في جلستها على الفراش، بينما أمسكت هي رأسها بيدها، وظلت تحاول أن تتغلب على ذلك الشعور بالصداع الرهيب..
لاحظ عز الدين أن جانا ليست على طبيعتها، وأنها ترتعش في توتر واضح، لذا حاول أن يزيل ذلك التوتر الذي اعترى ملامحها فجأة و..
-عز مازحاً: جالك شلل نصفي ولا ايه؟

-جانا بضيق: بعد الشر، ان شالله اللي يكرهني
-عز مبتسماً: انتي كويسة الوقتي
-جانا وهي توميء برأسها: اه
-عز مبتسماً: طيب هسيبك ترتاحي وهشوف أمك وجوزها
كان عز الدين على وشك النهوض من على الفراش، حينما أسرعت جانا بمد يدها وأمسكت بقبضة يده بين كفي يدها وضغطت عليهما بقوة و...
-جانا بنظرات متوسلة: بليز عز، قولهم إني نايمة، متخليهمش يطلعوا، بليز، وأنا هعملك اللي انت عاوزه.

حاول عز الدين أن يخلص قبضة يده منها، ولكنها كانت متمسكة به بشدة، و...
-عز محاولاً التحرر من قبضتها باستغراب تام: طيب بالراحة، في ايه لكل ده
-جانا بنبرة راجية وأعين خائفة: بليز عز عشان خاطري، بليييييز!
-عز بنبرة جادة: طيب خلاص سيبني أنزل أشوفهم وهرجعلك!
أرخت جانا قبضتيها ليتحرر عز الدين، وقبل أن يدلف للخارج أوقفه صوت جانا و...
-جانا وهي تشير بيدها: اوعى تنسى، هاه اوعوا يطلعوا، ماشي.

-عز غامزاً وهو يلوي فمه: مممممم هفكر
-جانا وقد جلست على ركبتيها: بليز، هعملك أي حاجة تعوزها
-عز مبتسماً بخبث: أي حاجة أي حاجة؟
-جانا بلهفة: أه، بس زحلقهم
تملكت الدهشة عز الدين خاصة بعد إصرار جانا الغير مبرر على عدم اللقاء بوالدتها وزوجها، ولكنه لن يضيع فرصته في التقرب من حبيبته و...
-عز وهو عاقد حاجبيه: انتي واثقة ان دي امك وده جوزها
-جانا بنبرة متلهفة: أه، بس يالا لأحسن يطبوا علينا.

-عز بنبرة واثقة: ماشي، هطيرهم وأرجعلك يا جمييييل!
في شركة يوسف الكيلاني
ظل ياسين يتذمر من وضعه الحالي، فهو إلى الآن لم يستطع أن يتقرب بطريقة رسمية من تلك الفتاة التي آسرت قلبه، و..
-ياسين بتهكم: ده أنا لو رافع قضية عليه كان زماني كسبتها
-يوسف وهو يلوي فمه في امتعاض: اصبر بقى مش كل شوية هفضل اقولك كده
-ياسين وهو عابس الوجه: طب قولي اعمل ايه يعني عشان موضوعي يسلك.

-يوسف وهو يشير بيده: ولا حاجة، عز هيرجع النهاردة وهاخده ونفاتح عمك حسين
-ياسين وهو يشير بكلتا يديه وبنبرة متلهفة: طب ما تاخدني أنا بدل عز
-يوسف بانزعاج: هو أنا قولت هروح اخطب، انا قولت هافتحه واجس نبضه
-ياسين وهو يرفع يديه بالدعاء: ربنا يفتحها في وشك يا عمي وألاقي حسين طابب كده فوق راسنا
-يوسف مبتسماً: يارب.

وبينما يتحدث كليهما، اتصلت السكرتيرة هاتفياً بالمهندس يوسف وأبلغته عن وجود المهندس حسين في الخارج و..
-السكرتيرة هاتفياً: المهندس حسين الدمنهوري منتظر حضرتك يا فندم
-يوسف بنبرة جادة: خليه يدخل فوراً
قفز ياسين فرحاً حينما سمع بوجود المهندس حسين في الخارج، وكاد قلبه أن يخرج من صدره ليرقص طرباً و...

-ياسين بفرحة شديدة: الله اكبرررر، دعوتي استجابت بالسررررعة دي، انا مش مصدق نفسي، وربنا أنا مكشوف عني الحجاب
-يوسف محذراً بعينيه: اسكت بقى خليني اشوف عمك جاي في ايه
فتحت السكرتيرة الباب، وأشارت بيدها لكي يدلف المهندس حسين إلى الداخل، حيث نهض يوسف من مقعده، ثم توجه ناحيته وصافحه بحرارة و..
-يوسف بنبرة فرحة: أهلا يا سحس يا حبيبي، منور المكتب والله، مقولتليش انك جاي كنت استنيتك.

-حسين مبتسماً وهو يوجه بصره ناحية ياسين: ولا يهمك يا جوو، الظاهر انك مشغول
-ياسين مقاطعاً وبنبرة جادة: ايه يا عمي انت مش فاكرني، أنا رأفت، قصدي المهندس ياسين رأفت
أشار يوسف لحسين لكي يجلس على المقعد الجلدي و..
-حسين وهو يعيد رأسه للخلف: أها، أهلا يا بني ازيك
-ياسين مبتسماً بسعادة: الحمدلله
-يوسف متسائلاً وقد جلس هو الأخر في مواجهته: خير يا حسين.

-حسين وهو ينظر لياسين بتردد: آآآ، لأ، مافيش حاجة، آآآ، أنا، انا بس كنت معدي جمبك قولت، أسلم عليك
-يوسف: احكي وميهمكش ياسين ده ابني زي عز، متقلقش
-حسين على مضض: مفيش حاجة، بس، بس
استشعر ياسين أن وجوده حالياً غير مرغوب به، فلعل كلاهما يريد التحدث في أمر خاص، لذا تنحنح و..
-ياسين وهو يتنحنح بخشونة: احم، آآآ، طب يا عمي يوسف هاروح انا أشوف ورايا ايه، عن اذنك يا بشمهندس حسين، خدوا راحتكوا.

-يوسف مبتسماً وهو ممتن له: طيب يا بني، اتفضل
-حسين بابتسامة مصطنعة: شكرا يا، ياا آآآ...
-ياسين بضيق واضح وبنبرة متهكمة: يادي النصيبة رأفت، قصدي ياسين رأفت، ابوس ايدك افتكرني، بصلي كويس أهو عندي عينين وبؤ ومناخير
-يوسف ضاحكاً وهو يشير له بيده: هههههههه، خلاص بقى يا ياسين، اتوكل انت على الله
-حسين بنبرة غير مبالية: لا مؤاخذة يا بني أصلي بنساك بسرعة.

-ياسين بنبرة متحدية: ولا يهمك، انا وراك لحد ما ألزق في ذاكرتك
-حسين ضاحكاً: ههههههه، ان شاء الله
دلف ياسين خارج المكتب ليترك المجال لكلاً من حسين ويوسف لكي يتحدثا سوياً دون أي حرج...
أخذ حسين نفساً عميقاً، ثم زفره في عجالة ومال بجسده على يوسف قليلاً و، ،
-حسين بصوت خافت: كده أحسن يا يوسف، انا مش حابب أحكي عن اي حاجة قصاد أي حد
-يوسف وهو عاقد حاجبيه في دهشة: بس ياسين ده مش أي حد.

-حسين بنبرة جادة: معلش برضوه
-يوسف وهو يهز رأسه: اللي يريحك يا حسين، ها خير، في اي جديد؟
-حسين بنبرة منزعجة وتحمل من الضيق ما يجيش به صدره: سيلين والكلب جوزها بيعملوا تحريات مكثفة عن عزابنك
-يوسف بنظرات مصدومة: نعم؟ تحريات؟ أنت متأكد؟
-حسين وهو يوميء برأسه: أيوه، وعشان كده جيت أقولك، لازم عز يعرف ويخلي باله منهم، دول أفاعي شر
-يوسف وهو يربت على فخذه: متقلقش يا سحس عز واعي وهيعرف يتصرف.

-حسين بنظرات محذرة ومتوجسة: لأ انت متعرفش دول ممكن يعملوا ايه، زي ما دمروا حياة أخويا ممكن يدمروا حياة عز وجانا
-يوسف وقد انتابه القلق: ربنا يستر، ان شاء الله خير، بص هو قالي انه راجع النهاردة، هحاول اكلم معاه
-حسين بنبرة جادة: عظيم اوووي، لأحسن سهير ودينا عاوزين يشوفواجانا ويطمنوا عليها
-يوسف بنبرة قوية: خلاص يبقى نروحلهم كلنا النهاردة واهي فرصة تكون جانا مشغولة معاهم، واحنا نتكلم براحتنا مع عز..

-حسين مبتسماً: على بركة الله، هبلغ سهير ودينا يجهزوا، ونكلم جانا ونقولها اننا جاينلها النهاردة
-يوسف وهو ينهض عن مقعده: وانا هبلغ عايدة انها تستعد ونعرف عز اننا هنعدي عليهم النهاردة برضوه
-حسين وهو يتابعه عن كثب: بأمر الله، جيب العواقب سليمة يااااا رب
عودة مرة أخرى إلى فيلا عز الدين وجانا
نزل عز الدين عن الدرج، ثم توجه إلى غرفة الصالون حيث تجلس والدة جانا وزوجها..

تنحنح عز الدين قبل أن يتوجه إليهما و...
-عز بوجه ذو ملامح جادة: سوري يا جماعة، أصل احنا لسه راجعين من السر وجانا جالها هبوط
-رامز مبتسماً بعدم اكتراث: It s okay
-سيلين وهي تلوي فمها بإمتعاض: جالها هبوط من السفر ولا لما شافتنا
-عز بنظرات صارمة: أنا قولت من السفر حضرتك، فبراحتك عاوزة تصدقي ماشي، مش عاوزة It s up to you..
اقترب رامز من زوجته، ثم وضع يده على خصرها، ووقف إلى جوارها و..

-رامز بصوت فيه فتور: سيلين بيبي، احنا برضوه جينا من غير معاد، فأكيد هما still tired..!
-سيلين بنبرة منزعجةة: unbelievable
-عز على مضض وهو مقفهر الوجة: تحبوا حضراتكوا تشربوا ايه؟
-رامز وهو يشير بيده: No need
-سيلين بضيق: وقت تاني أما تكون جانا فايقة
-عز بنبرة جادة: ع العموم شرفتوا
أرخي رامز ذراعه عن زوجته، ثم سار بضعة خطوات حتى أصبح مواجها لعز الدين، ثم نظر إليه بنظرات ذات مغزى، ومد يده ليصافحه و...

-رامز وهو يصافحه: Glad to meet you Mr Ezz، مبسوط برؤيتك
-سيلين وهي عاقدة ساعديها أمام صدرها: أنا لأ
تأمل عز الدين والدة جانا بتمعن، وظل يرمقها بنظرات متفحصة تكشف عن طبيعة شخصيتها
-عز في نفسه بتهكم: أنا كده عرفت الوقاحة جانا ورثتها عن مين
-رامز وهو يلتفت إليها بنبرة هادئة: بيبي، بليز خليكي cool..
-عز وهو يبتسم نصف ابتسامة: خليها ع راحتها، حماتي برضوه ولازم أستحملها.

-سيلين بتوعد ونبرة تحمل نوعاً من التهديد: In your dreams، الجوازة دي مش هتكمل
-عز بحدة وهو يشير بيده: شرفتوا، مع السلامة
-رامز بنبرة هادئة: سوري مستر عز، يالا سيلين، Let s go
رمقت سيلين عز الدين بنظرات وقحة، ثم سارت بخطوات عصبية نحو باب الفيلا، وأمسكت بالمقبض وفتحه، ثم دلفت إلى الخارج ولحق بها زوجها
تابعهما عز الدين إلى أن انصرفا خارج الفيلا وهو واضع ليديه في جيبه و..

-عز بتهكم: العيلة دي باين عليها مجانين، مافيش حد طبيعي فيها!
ثم رن هاتف عز الدين، فأخرج الهاتف من جيبه ونظر في شاشته ليجد أن المتصل هي والدته، فضغط على زر الايجاب و، ،
-عز هاتفياً: ألووو، ايوه يا ماما، الله يسلمك يا حبيبتي
-عايدة: ...
-عز ضاحكاً: هههههههه خلاص احنا في انتظاركم
-عايدة: ...
-عز مبتسماً: لأ متقوليش كده، عرسان ايه بس هههههههههه، طيب طيب
-عايدة: ...
-عز مازحاً: مسمعتكيش جانا كانت ولعت فيا.

-عايدة: ...
-عز وهو يوميء برأسه: حاضر يا أمي، في حفظ الله!
أنهى عز الدين المكالمة مع والدته، ثم رفع رأسه عالياً لينظر إلى أعلى الدرج، واعتلى وجهه ابتسامة غريبة، ثم سأر نحو الدرج بخطوات واثقة، وأمسك بالدرابزون، وصعد على الدرج على عجالة...
وصل عز الدين إلى غرفة نومه ليجد جانا تنتظره بشغف كبير لكي تعرف ما الذي فعله مع والدتها وزوجها، ،
-جانا بلهفة: ها، غاروا؟

-عز وهو يلوي فمه في استغراب: في حد يتكلم عن عيلته كده
-جانا متسائلة: أنا بسألك مشوا؟
-عز مبتسماً: أيوه يا ستي وزعتهملك
تنهدت جانا تنهيدة ارتياح عقب سماع تلك العبارة الأخيرة منه، فقد شعرت أن روحها عدات إليها، وأن هماً كبيراً قد انزاح عن صدرها و...
-جانا بتنهيدة: هااااااه، الحمدلله
-عز متسائلاً في اندهاش: بس مقولتليش انتي مكونتيش عاوزة تقابيلهم ليه؟وليه أصلاً اول ما شوفتيهم اغمى عليكي؟

-جانا بتردد: الحقيقة، آآآآ، بص، يعني، آآآ، مكونتش..
اقترب عز الدين من الفراش، ثم جلسه على طرفه بجوار جانا، وأمسك بكف يدها، وربت عليه بحنية، ونظر إليها بنظرات مطمئنة و...
-عز بنبرة هادئة وحانية: جانا قولي في ايه من غير خوف
-جانا بنبرة مضطربة: بليز عز مش حابة احكي
أخذ عز الدين نفساً عميقاً، ثم زفره في هدوء تام، ورفع بصره مجدداً لينظر في عيني جانا مباشرة و...

-عز مكملاً بنفس الهدوء: بصي يا جانا، عاوزك تعرفي حاجة واحدة بس، احنا الوقتي زوجين، عايشين في بيت واحد، وسرنا لازم يكون مع بعض، محدش هيحبك أدي ولا هيخاف عليكي زيي، يااا رب بس تفهمي ده كويس
ترقرقت عيني جانا بالدموع، وبدأت وجنتيها بالتوهج و..
-جانا وقد بدأت عيناها تترقرق بالدموع: آآآ، أنا، أنا..
-عز بنبرة جادة: قوليلي يا جانا ع اللي مضايقك، واقسم بالله ماهسمح لأي حد انه يأذيكي حتى لو كان مين.

سقطت عبرات جانا رغماً عنها لتغرق وجنتيها و...
-جانا وقد بدأت تنساب دموعها: توعدني انك هتصدقني وعمركما هتكدبني!
مد عز الدين كلتا يديه وامسك برأس جانا بينهما، ومسح بأطراف أصابعها دموعها المنهمرة و...
-عز وهو يمسح دموعها: حبيبتي أنا مصدقك
-جانا بصوت باكي ومتوجس: ولا هتعمل زي مرة النادي لما كن...
أرخى عز الدين أحد يديه عن وجه جانا، ثم وضع إصبعه على فمها ليمنعها من إكمال جملتها الأخيرة و...

-عز بصوت رخيم: شششش، دي مرة يا جانا، وبعدين متنسيش انك كنتي هرياني مقالب، ولا نسيتي؟
أبعد عز الدين إصبعه، فنظرت إليه جانا بأعين مطمئنة هذه المرة و..
-جانا وهي توميء برأسها: طيب، الحكاية بدأت من...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة