قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والسبعون

توالت الأيام على الجميع دون أي جديد يُذكر، فقد كان الترتيب لحفل عقد القران هو الشاغل الأكبر للجميع..
وبفضل الله تم الانتهاء نوعاً ما تجهيز كل شيء...
خارج قسم الشرطة...
نجح المحامي فوزي في إخراج رامز من محبسه من قسم الشرطة بعد أن لفق التهمة ل زوجته سيلين و...
-رامز وهو يتنهد بإرتياح: اخيرا
-فوزي المحامي مبتسماً بثقة: كله تمام يا باشا
-رامز بنظرات اعجاب، وبنبرة جادة: برافو يا فوزي.

-فوزي المحامي بنبرة جدية: توجيهات سيادتك يا باشا
-رامز بنبرة خبيثة: كده سيلين هتلبس الليلة كلها وش
-فوزي المحامي بنظرات لئيمة: احنا في السليم يا باشا
-رامز متسائلاً بنظرات متربصة: طب والموضوع التاني؟ شغال!
-فوزي بنظرات شيطانية: كله تمام يا باشا، البيه الصغير مش بيضيع وقت، وقريب أوي هتسمع أخبار عظيمة
ابتسم رامز في لؤم، ثم اشتم رائحة كريهة تنبعث من ملابسه المتسخة، فعبس وجهه و...

-رامز على مضض: طب يالا بينا بقى لأحسن هاموت من التعب، نومة البورش دي جابتلي براغيت
-فوزي المحامي وهو يشير بيده: اتفضل يا باشا، العربية هناك.!
سار الاثنين في اتجاه سيارة زرقاء مصفوفة على مقربة من قسم الشرطة، ثم صعد كلاهما على متنها، ثم قاد المحامي فوزي السيارة وانطلق بها سريعاً في اتجاه فيلا رامز وسيلين
في داخل القسم.

صُدمت سيلين حينما أبلغها وكيل النيابة بأنها المتهمة الأساسية والرئيسية في كل التهم الموجهة إليها، لم تصدق سيلين أذنيها، وجحظت عينيها في ذهول و...
-سيلين بنظرات مذهولة: يعني ايه؟
-وكيل النيابة ببرود: يعني حضرتك هتشرفينا كمان 15 يوم..!
استدار وكيل النيابة قليلاً برأسه ناحية مساعده، ثم أشار له بعينيه و...

-وكيل النيابة بلهجة صارمة: اكتب يا نبيل، أمرنا نحن المستشار ((، )) وكيل نيابة ((، )) بحبس المتهمة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، ويراعى التجديد في الميعاد
-سيلين بصدمة: بس أنا معملتش حاجة، انا بريئة!
-وكيل النيابة بحدة: يا مدام الأوراق اللي قدامي بتقول غير كده
-سيلين بصراخ حاد: أنا بريئة.

ظلت سيلين تصرخ بطريقة هيسترية، في حين رمقها وكيل النيابة ببرود شديد، ثم مد إصبعه وضغط على زر جانبي مثبت بجوار أحد الأدراج، ليدلف أحد العساكر للداخل وهو يؤدي التحية العسكرية
-وكيل النيابة بنبرة أكثر صلابة: خدها يا عسكري ونزلها الحجز تاني!
وبالفعل أمسك العسكري بسيلين، وقام بجرها جراً إلى خارج الغرفة وهي في حالة عصبية مفرطة...
في يوم حفل عقد القران
في فيلا يوسف الكيلاني.

كانت عايدة تجلس في حديقة الفيلا الأمامية، وهي ترتشف قدحاً من الشاي الساخن لتتفاجيء بعز الدين وهو يدلف للخارج حاملاً في يده حلة سوداء، و..
-عايدة وهي ترفع أحد حاجبيها في دهشة، وبنبرة متعجبة: على فين يا عز؟
-عز مبتسماً بهدوء: رايح للعريس
-عايدة متسائلة باستغراب: من بدري اوي كده؟
-عز بنبرة شبه متعجلة: يدوب عشان نلحق ننجز.

ابتسمت عايدة ابتسامة رضا على وجهها، ثم رمشت عدة مرات بعينيها وهي ترى الحماسة متأججة في عيني ابنها الوحيد
-عايدة بنبرة دافئة: ربنا يعينكو، واحنا هنجهز على اخر النهار ونطلع على القاعة على طول
-عز وهو يوميء برأسه: اوكي يا ماما..
جاب عز الدين ببصره الحديقة بحثاً عن والده، ولكنه لم يجد سوى خميس الجنايني وهو يروي الزرع في الطرف الأخر من الحديقة..
-عز متسائلاً في حيرة: اومال بابا فين؟

-عايدة وهي تشير بعينيها: فوق، جوا الفيلا
-عز هو يمط شفتيه: ممم، طيب سلميلي عليه، اشوفكم في القاعة ان شاء الله
-عايدة بنظرات جادة، ونبرة متمهلة: مش هوصيك يا عز، عاوزين الليلة تعدي على خير، هه، فاهمني؟
-عز مبتسماً بثقة وجدية: ان شاء الله خير، سلام!
في صالون الحلاقة الخاص بالرجال
جلس ياسين على المقعد أمام المرآة والفرحة بادية على كل ملامحه، ثم نظر في المرآة لمصفف الشعر و...

-ياسين وهو يشير بيده، وبنبرة عادية: عاوزك تخفلي الجانبين وتعملي الفورمة دي
-الكوافير مبتسماً: تمام يا سينو!
-ياسين بنبرة شبه ساخرة: سنجفني بقى مش هوصيك، أه ومتنساش تحطلي البتاع اللي بيلمع ده، اللي شبه الترتر
-الكوافير بنظرات جدية: تقصد الجليتر؟
-ياسين بنبرة حماسية: ايوه هو ده، عاوز أنووور في الفرح
-الكوافير وهو يزم شفتيه في ثقة: سيبلي نفسك بس وملكش دعوة، أنا هاشوف دماغك، وهظبطك.

-ياسين بمزاح: ما أنا سايب أهوو، اتوكل على الله
بدأ مصفف الشعر في العناية بشعر ياسين وببشرة وجهه، وتزيينه بطريقة منمقة وراقية
بعد برهة من الوقت دلف عز الدين إلى داخل الصالون ومعه حلته السوداء، ثم أسندها على أحد المقاعد الجلدية، ورمق ياسين بنظرات إعجاب و...
-عز بمزاح: الليلة ليلتك يا قطة
-ياسين مدعياً الخجل: بس بقى لأحسن بتكسف
-عز وهو يعيد رأسه للخلف: يا راجل.

-ياسين ساخراً: انت مش شايف وداني احمروا ازاي من الحياء
-عز بنظرات جادة، ونبرة شبه قلقة: هما من ناحية احمروا فهم احمروا بس، بس مش من الحياء
إنتاب ياسين الفزع، فقد ظن ان هناك خطب ما بأذنيه، فانتفض في مكانه و..
-ياسين بخضة: اومال من ايه؟ هه من ايه؟
مد عز الدين يده، ثم أمسك بأذني ياسين، وقام بقرصهما عدة مرات بطريقة آلمت ياسين
-عز بمزاح: من قرصي ليك
-ياسين متآلماً: ياعم اعتقني بقى، ده النهاردة فرحي.

-عز ضاحكاً: هههههههههههههههههه ماشي..
تنهد عز الدين بإرتياح، ثم نظر إلى ياسين بنظرات غريبة و...
-عز بهدوء: خلاص يا سينو نويت
-ياسين مبتسماً في سعادة: الحمدلله
-عز مازحاً: نصيحة من أخوك بلاش
-ياسين وهو قاطب جبينه في حيرة: ليه؟
-عز بنبرة ساخرة: يمكن تطلع الجوازة مبهوأة عليك
-ياسين متابعاً بمزاح: هبقى أخدها غرزتين من الجنب وهي تضيق، ادعيلي انت بس
-عز وهو يرفع بصره للسماء: ربنا يكرمك أحبيبي وأفرح فيك.

-ياسين بنبرة راجية، ونظرات متوسلة: يااااااااا رب، وعديها على خير، استرها معايا يا رب، ده انا غلبان أوي...!
دلف عز الدين إلى غرفة جانبية بعد أن أخذ حلته المسنودة على المقعد الجلدي لكي يبدل ثيابه، ويستعد هو الأخر لحفل عقد القران الخاص برفيق عمره
في مركز التجميل الخاص بالعرائس...
أطلقت سهير عدداً من الزغاريد المتتالية ابتهاجاً بعقد قران ابنتها، وخاصة حينما انتهت مصففة الشعر من وضع اللمسات الأخيرة عليها.

ارتدت دينا فستان زفاف يشبه في تصميمه فستان سندريلا حيث الصدر المفتوح المزدان بالفصوص البراقة، والأكتاف العارية التي أبرزت جمال ونعومة بشرتها، والخصر الضيق الذي أبرز تناسق قوامها، ثم ينسدل الفستان من منتصف الخصر إلى الأسفل بتموجات واسعة، وطبقات متراكمة من قماش الشيفون حتى يغطي القدمين.

فرقت دينا شعرها من الجانب، وقامت المصففة بتمشيط خصلتها الأمامية لتغطي اول جبينها، ثم وضعت لها تاجاً رقيقاً يحاوط شعرها المعقوص كحكة، و...
-سهير بصوت عالي: لوووولووووولي
-دينا بإحراج: خلاص بقى يا مامي
-سهير بنبرة فرحة: بسم الله ماشاء الله زي القمر، حصوة في العين اللي ما يصلي ع النبي
-جانا مبتسمة في سعادة: عليه الصلاة والسلام
-سهير مجدداً بصوت عالي: لوووولوووولي، لوووولوووووولي.

انحنت جانا بجسدها ناحية دينا الجالسة على المقعد الجلدي، ثم لفت ذراعيها حولها، واحتضنتها من الخلف و...
-جانا بنبرة دافئة: مبروك يا دودي
-دينا بنبرة خجلة: ثانكس جوجو، عقبالك يا جميل
-جانا بجدية: No way
عقدت سهير حاجبيها في دهشة، ونظرت إلى جانا بنظرات مريبة و...
-سهير بتوجس: متقوليش كده يا جوجو، ان شاء الله ربنا هيعوضك بالأحسن!
-دينا بهدوء حذر: قوليلها يا مامي وبعدين في آآآ...

-جانا مقاطعة بحدة: خلاص يا دودي، اسكتي بقى لأحسن الميك أب هيبوظ
-دينا بقلق: ايه ده بجد؟
-جانا ضاحكة: ههههههههههههههه أه، لو اتكلمتي كتير هيبوظ
-سهير بجدية: يالا البسي يا جوجو عشان الوقت ميسرقناش
-جانا مبتسمة برقة: اوكي
أمسكت جانا بحافظة بلاستيكية تحتوي على فستانها الذي سترتديه الليلة، ثم سارت نحو غرفة ملحقة بالمركز لكي تبدل ملابسها فيها..
تنهدت سهير في سعادة، ثم نظرت إلى ابنتها مجدداً بأعين لامعة و..

-سهير بصوت دافيء: انا كده اطمنت عليكي يا دودي..
ابتسمت دينا لوالدتها، وأمسكت بكف يدها وضغطت عليه بأصابعها الرقيقة، ونظرت لها في امتننان ممزوج بالعرفان، فتابعت سهير حديثها ب...
-سهير بجدية: طيب هسبق أنا على القاعة عشان أستقبل الضيوف
-دينا وهي توميء بعينيها: اوكي يا مامي
-سهير متسائلة بحنية: مش عاوزة حاجة يا حبيبتي؟
-دينا برقة: no, mom، ثانكس.

-سهير بنبرة هادرة: لووووووولوووووولي، لوووووولوووولي، ربنا يفرحكم و يسعد كل البنات
مر الوقت سريعاً على الجميع، وبالفعل قد انتهوا تقريباً من الاستعداد لمراسم عقد القران...
في قاعة الأفراح...
وقف المهندس حسين على مدخل القاعة يستقبل المدعوين بوجه فرح ومشرق...
-حسين مصافحاً أحد المدعوين بوجه بشوش: أهلا وسهلا، اتفضلوا
-أحد المدعوين بنبرة عادية: مبروووك يا بشمهندس.

-حسين وهو يشير بيده بنبرة إطراء: الله يبارك فيك، اتفضل
وصل يوسف هو الأخر إلى القاعة، وعلى وجهه علامات الفرحة الممزوجة بالاشراق و...
-يوسف بسعادة: حبيبي آسحس، مبروك يا خويا
-حسين مبتسماً بفرحة: الله يبارك فيك يا جوو
-يوسف متسائلاً في هدوء: ايه الاخبار؟ العرايس فين؟
رفع حسين يده لينظر في ساعة يده، و...
-حسين بجدية: تقريباً خلصوا، زمانتهم في الطريق.

-يوسف مبتسماً في تساؤل: يوصلوا بالسلامة، واخبار الموضوع التاني ايه؟
-حسين بنبرة شبه عالية: تمام، أهووو، يا ريتنا جبنا في سيرة مليون جنية، منور يا صفوت
وقف أحد الأشخاص أمام كلاً من حسين ويوسف، وتبدو على هيئته الرقي والهيبة..
-صفوت المحامي بنبرة جدية: الف الف مبرووووك حسين بيه، يوسف باشا أهلا بيك
-حسين مبتسماً: الله يبارك فيك يا صفوت
-يوسف بنبرة شبه متحمسة: يا أهلا بالغالي، وحشني والله آصفوت.

-صفوت بنبرة شبه معاتبة: انت اكتر والله يا جوو، لازم يعني يكون في فرح عشان اعرف اشوفك
-يوسف ضاحكاً: هههههههههه يا سيدي ربنا يكتر في الأفراح وهتلاقينا موجودين على طول في وشك
-صفوت بمزاح: أهم حاجة هتأكلنا يا سحس ولا الفرح ناشف
-حسين وهو يغمز بعينيه: عيب عليك!
-صفوت بنبرة عاشمة: واحشتني والله أعدتكم من زمان
-يوسف متسائلاً بجدية: اخبار شغلك ايه؟

-صفوت بنبرة عادية: الحمدلله، المكتب شغال كويس والله أنا مافاضى حتى أهرش
-حسين بمزاح: مايحسد المال إلا أصحابه
-صفوت ضاحكاً: هههههههههههههه على رأيك
-يوسف متسائلاً بتوجس: ها سحس قالك على اللي عاوزينه منك؟
-صفوت بثقة، ونظرات مغترة: دي حاجة زي ما بيقولوا كده piece of cake، ( سهلة أوي )
-حسين بتحدي: ورينا شطارتك بقى
-صفوت وهو يمط شفتيه في ثقة: متقلقش.

نظر كلاً من يوسف وحسين إلى بعضهما البعض بنظرات متفائلة، ثم تابع يوسف حديثه ب...
-يوسف وهو يشير بيده: طب اتفضل يا صفوت جوا، انت صاحب فرح
-صفوت بعشم: انت بتقول فيها!
-حسين بصوت رجولي آجش: براحتك الفرح فرحك يا صفوت
-صفوت وهو يهز رأسه، ومبتسماً برضا: تسلم ياخويا، أنا هشوف نفسي جوا
-يوسف بنبرة مرحة: عيش
في مركز التجميل.

كانت كلاً من جانا ودينا قد انتهيتا من استعدادهما للحفل، فقد تأنقت دينا في بفستانها الأبيض، وانتهت المصففة من تثبيت الطرحة الطويلة الرائعة في شعرها من الخلف...

بينما ارتدت جانا فستاناً طويلاً لونه أسود لامع، مغلق من الصدر، وعاري الكتفين، وذو ذيل ممتد على الأرض، كما وضعت جانا شالاً شفافاً من الشيفون على ذراعيها كي يغطيهما، ثم صففت شعرها بطريقة جذابة وعقصته بالكامل للخلف، وزينت بعض خصلاته المربوطة بفصوص فضية رقيقة صغيرة لامعة...
جلست دينا على الأريكة الجلدية العريضة، وظلت تهز ساقيها في توتر، وفركت أصابع يديها في عصبية و...

-دينا بقلق: أنا مش عارفة هو اتأخر ليه!
-جانا بنبرة هادئة: يا بنتي عادي، اهدي بس
-دينا بنبرة متوترة: كان المفروض يجي من نص ساعة
-جانا بنبرة مازحة: بس بقى عشان كده الميك أب هيبوظ
-دينا وهي تزم شفتيها في ضيق، وبنظرات ممتعضة: اوك يا سينو، أنا مش طالعة
-جانا ضاحكة: ههههههههههههه ده بجد
-دينا بعصبية: ييس
ثم سُمع صوت أبواق السيارات وهي تهدر خارج مركز التجميل معلنة عن وصول العريس لكي يستقبل عروسه الجميل، ،.

-المصممة بفرحة: الظاهر ان العريس جه بره
عقدت دينا ساعديها أمام صدرها، ثم نفضت نفسها في انزعاج، ولوت شفتيها و...
-دينا بوجه عابس، ونبرة ضائقة: سوري أنا مش طالعة
رمقت جانا دينا بنظرات غريبة، هي تعلم أن دينا لا تقصد هذا، فقررت أن تمازحها أكثر و...
-جانا بجدية: خلاص أنا هخرج أقوله كده
-دينا بلهفة: لألألألأ استني شوية
-جانا باستغراب: انتي مجنونة.

-دينا وهي تلوي شفتيها المكتنزتين: أعمل ايه بس يا جوجو I love him..
-جانا مبتسمة وهي تغمز لها: وماله يا حبيبتي، حبيه براحتك
-المصففة متسائلة في لؤم: ها يا عروسة ندخل العريس؟
-دينا بخجل: اوكي، أه بس نزلي الطرحة على وشي مش عاوزاه يشوفني
-جانا باستغراب: ليه ماهو عارف شكلك
-دينا بجدية: Not now
-جانا وهي تهز كتفيها: براحتك.

وبالفعل دلف ياسين إلى داخل مركز التجميل - وهو متأنق على غير عادته، ومرتدياً لحلة سوداء خاصة بالعريس - لكي يصطحب عروسه الجميلة إلى القاعة حيث مراسم الخطوبة وعقد قرانهما
-ياسين مازحاً: هي فين دينا؟
-جانا وهي تشير إلى دينا بدهشة: ماهي قدامك أهي.
-ياسين مبدياً استغرابه: اللي أعدة جوا الخيمة دي!
رمقت دينا ياسين بنظرات حانقة، ولوت فمها في غضب
-دينا بضيق: انت بارد...!
-ياسين بنبرة ساخرة: اه تصدقي، ده صوتها.

-دينا بنبرة منزعجة: في حد يقول لل bride بتاعته كده؟!
-ياسين بنبرة مرحة: بهزر معاكي يا دودي عشان تفكي كده!
ابتسمت دينا في خجل، واقترب ياسين منها، ثم مد يده ليمسك بكف يدها، وجذبها برفق من على الآريكة، ثم أعطاها باقة الورد البيضاء لتمسك بها، في حين عدلت المصففة من وضعية فستان دينا، و...
-جانا متسائلة بنبرة عادية: الف مبروك، هتسوق انت يا سينو؟

-ياسين بجدية وهو يغمز لدينا: لأ، انا العريس، طب بذمتك هركز ازاي في السواقة وانا معايا القمر..!
توردت وجنتي دينا قليلاً من غزل ياسين الصريح لها أمام الجميع و..
-دينا بصوت خجل: اوووه، ثانكس
-ياسين مازحاً: مش انتي أنا أقصد جانا
-دينا وهي تزفر في ضيق: يووووه!
تعالت قهقهات جانا على مزاح ياسين الغير متناهي و...
-جانا بنبرة شبه راجية: خلاص بقى يا سينو خف على دودي لأحسن تطفش.

-ياسين بنظرات قلقة، ونبرة متوجسة: تطفش ايه، ده انا مصدقت
مد ياسين كلا ذراعيه إلى الطرحة المتدلية على وجه دينا بعد أن وقف قبالتها، ثم بكل رفق وهدوء رفع ياسين الطرحة عن وجهها ليتفاجيء بملامحها الرقيقة الناعمة، والتي ازدادت جمالاً باللمسات الرقيقة التي وضعتها خبيرة التجميل،
-ياسين بنبرة متلهفة للغاية: اللهم صلي على كامل النور، هو في كده يا ناس؟
-دينا بخجل: عليه الصلاة والسلام.

-جانا مقاطعة بمزاح: اه يا سينو في كده سادة، وفي بفيونكات
-ياسين مبتسماً ببلاهة: لأ انا عاوز من ده يا حزومبل، أنا عاوز من ده..!
-دينا بخجل وصوت خافت: مش يالا
-ياسين بنبرة حماسية: امووووووت أنا في السريع
تأبطت دينا في ذراع ياسين، وسارت بخطوات خجلة معه، ودلفت إلى خارج المركز، في حين سارت جانا من خلفها، وعلى وجهها علامات الرضا والفرحة.

انبهرت دينا بالسيارة المزدانه بأفخم الزينات، والمصفوفة أمام مركز التجميل، والتي ستقلهما إلى قاعة الأفراح، ونظرت إلى ياسين في عدم تصديق و...
-دينا بانبهار: واو، It s so amazing
-ياسين غامزاً: ايه رأيك؟
-دينا بنبرة اعجاب: روعة أوي، بجد مش عارفة أقول ايه
في حين حدقت جانا في السيارة بنظرات مصدومة، حيث اتسعت عينيها في توجس شديد حينما أيقنت أن تلك السيارة تخص...

-جانا باستغراب ونبرة متلعثمة: مش دي عربية آآآ...
-عز مقاطعاً بغرور من خلفها: ايوه هي...!عربيتي
استدارت جانا بكامل جسدها، ونظرت إلى عز الدين الذي كان يقف خلفها، ونظرت إليه بنظرات مصدومة وممزوجة بالانزعاج و...
-جانا بصدمة: انت؟
سلط عز الدين بصره على جانا، وظل يرمقها بتمعن شديد من رأسها حتى أخمص قدميها، ولم يخلو وجهه من تعابير الاعجاب، ولا من نظرات الاشتياق والرغبة...
-عز بصوت رجولي خافت: ايه الجمال ده.

هزت جانا أحد ساقيها في عصبية، ثم رفعت قبضة يدها قليلاً، ووضعتها في منتصف خصرها، ورمقت عز الدين بنظرات ضيقة و...
-جانا بحنق مفتعل: انت جاي هنا ليه؟
-عز بهدوء مستفز: الله مش فرح سينو ولا نسيتي؟
-جانا بعصبية: لأ مانستش، انت مكانك مش هنا، مكانك في القاعة
استغرب عز الدين من انفعال جانا الغير مبرر وتفاجئها حينما رأته، فقد كان يتوقع أنها تعلم مسبقاً بأمر حضوره، لذلك التفت في اتجاه ياسين و...

-عز متسائلاً في حيرة: هو انت مقولتلهاش؟
-جانا بعدم فهم: يقولي ايه؟
-ياسين بنبرة متلعثمة، ونظرات مرتبكة: آآ، لامؤاخذة، ملحقتش، ماهو، أصل، أصل
-جانا بنظرات ضيقة، ونبرة شبه غاضبة: أصل ايه؟
أخذ ياسين نفساً عميقاً، ثم حبسه في صدره للحظات، وفجأة أشار بيده بطريقة مربكة لعز و...
-ياسين بنبرة سريعة: عز هو السواق..!
شعر عز الدين أن في عبارة ياسين الأخيرة إهانة نوعاً ما له و..
-عز بضيق: احترم نفسك.

-جانا بنظرات مشدوهة: قصدك ايه؟
-ياسين بتوتر: قصدي ان عز، ان دي عربية عز، يعني، هو اللي هيوصلنا للفرح
-جانا بضيق: أنا استحالة اركب معاه العربية
-عز بتهكم: ليه ياختي؟
-جانا بنبرة منفعلة: أنا مش طايقاه، أقوم أركب معاه العربية
-ياسين مبتسماً ببراءة: لأ وكمان قدام، شوفتي بقى حاجة وصاية!
-جانا بنرفزة: كمان، متعصبونيش..!

تأزم الوضع مجدداً بين إصرار عز الدين، وعِناد جانا، فشعرت دينا أن حفل عقد قرانها مهدد بالفشل إذا استمر العناد بينهما دائراً، فمدت دينا يدها، وأمسكت بساعدها، و...
-دينا بنبرة راجية، ونظرات متوسلة: بليز جوجو، أنا تعبت من الوقفة، ال dress تقيل وانا عاوزة أركب العربية بقى
-جانا بنبرة عنيدة: لا يمكن
-دينا متسائلة في قلق: why؟
عقدت جانا ساعديها أمام صدرها، وأشاحت بوجهها للناحية الأخرى و...

-جانا بتذمر: مش هيحصل
-ياسين بتوسل شديد: والنبي يا شيخة، الهي يا رب أفرح بعيالك خلي اليوم يعدي على خير، اعتبريه تاكسي، توك توك، او حتى مُكروباز، أي حاجة بس نركب خلينا نوصل القاعة
-دينا بجدية: اسمه ميكروباص
-ياسين بنبرة شبه جادة: مش وقتك خالص آدينا
-عز متسائلاً بترقب: ها يا جانا هتركبي ولا هنقضيها كده كتير؟

زفرت جانا في انزعاج، ثم أرخت ساعديها، فهي لن تقبل أن تكون السبب في تعاسة ابنة عمها في ليلتها الهامة، وسوف تحاول إجبار نفسها على تحمل وجودها مع عز الدين، رغم أنها حقاً تشتاقه، وإن كانت تكابر في نفسها..
ضيقت جانا عينيها، ثم دفعت بكف يدها صدر عز الدين لكي يفسح لها الطريق لتمر و...
-جانا بضيق: وسع كده.

ابتسم عز الدين من بين أسنانه في غرور، ثم اقترب من باب سيارته الأمامي، وأمسك بالمقبض، وفتح الباب لجانا، وإستند بيده عليه..
اقتربت جانا من الباب، وانحنت بجسدها قليلاً لكي تركب السيارة، فاقترب عز الدين منها برأسه، وهمس لها ب...
-عز بصوت هامس: شِرس، أموت أنا فيه
ارتبكت جانا، وتوترت مشاعرها مع همس عز الدين لها بالغزل، وحاولت أن تخفي ارتباكها، وتحافظ على ملامحها الغاضبة أمامها..

جاهدت جانا لكي تتغلب على ابتسامة عفوية تحاول الظهور على وجهها، فعمدت إلى أن تبدي انزعاجها الزائف منه و...
-جانا وهي تزفر في ضيق مصطنع: اووف
وقفت دينا هي الأخرى أمام باب السيارة الخلفي، ونظرت إلى ياسين في تساؤل و...
-دينا باستغراب: ايه مش هتفتحلي الباب يا سينو؟
-ياسين ببرود: ليه يعني؟
-دينا بحدة: الله مش أنا ال bride
لوى ياسين فمه، ثم أمسك بالمقبض، وفتح الباب لدينا، وأشار لها بيده و...

-ياسين بنبرة شبه ممتعضة: طيب متزهنقيش، اتفضلي..!
-دينا بنبرة محذرة: حاسب بس الجيبونة
ساعد ياسين دينا في ركوب السيارة، وفي تعديل فستانها المنفوش وعلى وجهه علامات الضيق و...
-ياسين بنبرة ساخرة: ايه ده كله؟ انتي شيلاه ازاي لوحدك
-دينا بانزعاج: اووف بقى، اعدل وانت ساكت!
انتهى ياسين من اعادة ترتيب فستان دينا، و..
-دينا بنبرة شبة آمرة: كده تمام، خلاص اقفل الباب
-ياسين على مضض: يا مهون يا رب..

أغلق ياسين باب السيارة الخلفي، ثم دار حول السيارة، وقف بجوار الباب الخلفي الأخر، ورفع كلتا يديه، وبصره للسماء بالدعاء و...
-ياسين بخفوت، وبنبرة راجية: عديها على خير وميحصلش كارثة، يا رب نوصل الفرح سالمين، يا خوفي من بابورين الجاز اللي أعدين قدام ينفجروا، ويهبوا في وشي أنا والبُنية المحشورة في الفستان دي، استرها يا رب
نظر عز الدين لياسين من مرآة السيارة الجانبية، ثم..

-عز بنبرة شبه حادة: يالا يا زفت، مش هنستناك كتير
-ياسين بنبرة متوجسة: عديها على خير يا رب، طيب جاي
ركب ياسين السيارة، وجلس بجوار عروسه، ثم أدار عز الدين المحرك، وأمسك بالمقود، وانطلق بسيارته نحو القاعة...
كان عز الدين بين الحين والأخر يلتف إلى جانا ويتأمل جمالها الملك الذي آسره من قبل، ورغم أن جانا كانت نوعاً ما لا تنظر إليه، إلا أنها كانت متيقنة بأنه لم يحيد ببصره بعيداً عنها...

أطلق عز الدين صفيراً خافتاً أراد به أن يستفز جانا، ويثير حنقها نوعاً ما لكي تلتفت إليه، وبالفعل نجح في هذا، وأدارت رأسها في اتجاهه ليبتسم هو لها ابتسامة عذبة، ويغمز لها في غرور زائد...
ضيقت جانا عينيها أكثر، وعبست وجهها، و، ،
-جانا بضيق: انت هتبصلي كتير، بص قدامك
-عز بغرور مستفز: مين قالك اني ببصلك أصلاً، انا ببص على المراية اللي في الجنب
-جانا بتهكم: لا والله.

-عز بعدم اكتراث: أه يا ماما، أل أبصلك أل..
-جانا وهي تزفر في ضيق: اووف
ابتسم عز الدين لأنه قد تمكن بسهولة من جعل جانا تشتعل غيظاً منه، وأيقن أنه قريباً سيتمكن من السيطرة على مشاعرها الخفية التي تحاول كبحها و..
-ياسين بنبرة شبه ساخرة: ما تشغلنا اغنية حلوة كده ده النهاردة فرحي أجدعان
-عز وهو يمط شفتيه: ممم، طيب استنى اما أشوف
-ياسين بنبرة حماسية: أيوه كده أهندسة ظبطتني.

ابتسم ياسين لدينا بابتسامة عريضة، ونظر إليها ببراءة و...
-ياسين لدينا بلهفة: هتسمعي أحلى كلام الوقتي آعرووسة
-دينا بخجل: اوكي
وضع عز الدين أحد الاسطوانات في مشغل الأغاني الموجود في سيارته بعد أن انتقاها خصيصاً لجانا من خلال حافظة ما موجود بها عدد من الأسطوانات..
أسند عز الدين الحافظة على التابلوه، ثم ضغط على المشغل، فبدأ المشغل يصدح بالأغاني، وكانت البداية مع،
(( سبت فراغ كبير، لعمرو دياب، ))).

[ سبت فراغ كبير، عندي والله حبيبي حبيبي، وانت هناك بعيد، مش بعيد عني حبيبي، قولي ازاي أعيش ]
أصغت جانا إلى الاغنية باهتمام كبير، وشعرت أنها نوعاً ما موجهة إليها، وأن عز الدين يتعمد اللعب على مشاعرها، لذا مدت يدها، وأغلقت المشغل، وأخرجت الاسطوانة ثم بدلتها بأخرى كانت موضوعة في الحافظة الخاصة بالأسطوانات، وأعادت تشغيل المشغل من جديد، فكانت الأغنية التالية...
(( والنبي لو جاني، شيرين عبد الوهاب )).

[ والنبي لو جاني، باس ايدي كده واترجاني، أنا عمري ما هرجع تاني، مابقتش أقبل أعذار، حدالله مابيني، وبين واحد قلبه ناسيني، اتهزت صورته في عيني، مابقاش في بينا عمار ]
زفر عز الدين في ضيق، ثم مد يده وأغلق المشغل، واخرج الاسطوانة، وألقاها بضيق على التابلوه، وانتقى من الحافظة اسطوانة اخرى ووضعها بداخل المشغل، ثم ضغط على زر بدء التشغيل، فانطلقت أغنية ب...
(( طمني عليك، محمد فؤاد ))).

[ من يوم بعدك وأنا قلبي، مكسور وحزين، محتار مش عارف، الدنيا وخداني لفين، صعبان على قلبي فراقك، طب هاعمل ايه، جوايا حنين علشانك، ازاي أدرايه، طمني عليك، وقول فين ألاقيك، مشتاق لعينيك، وبموت من شوقي ليك، وازاي انا أعيش لو مش وياك، مش قادر أنساك ]
أوقفت جانا المشغل من جديد، وبدلت الأسطوانة بعد أن أخرجتها بأخرى، ثم رمقت عز الدين بنظرات متحدية، وضغطت على زر التشغيل، حيث كانت الأغنية هي و...

(( جربت في مرة، اليسا ((.

[ جربت في مرة تقرب من انسان مجروح، ضايع مهزوم محروم من طعم الفرح، ساعة ما اتألم اتكلم بحلاوة روح، راجع مجروح مش قادر يهرب م الجرح، اطمن حس بدفى في ايديك، حبيته لاقيته في حضنك طفل بريء، طيبت جراحه ايديته عينيك، اديتوه مشاعرك، مشيتوا طريق، عرفته ازاي مكان الفرح يسكن مطرح كل الأحزان، وزرعت أمان ولاقيت الطرح فجأة بيدبل على ايد انسان، جربت يخونك ويسيبك في السكة حزييين مش طايق حتى يحس بجرحك، جربت عيونك تناديله تستنجد بيييييه ولاقيته ع دمعك واقف يضحك، ولاقيته ع دمعك واقف يضحك ].

استمع الجميع إلى تلك الأغنية، وامتعض وجه عز الدين نوعاً ما، واكفهرت ملامحه، حيث استشعر أن جانا مازالت ثابتة على موقفها، وأن الأمر لن يكون بالهين معها...
-دينا بخفوت: هو أحنا هنفضل نسمع ال sad songs دي كتير، أنا قربت أعيط
-ياسين بصوت منزعج: والله ما أنا عارف هيفضلوا كده لحد امتى!
-دينا بنبرة متوجسة: ياخوفي تقلب بعد كده
-ياسين بفزع: اوووبا، والاتنين مجانين لأ بناقص.

ارتبك ياسين كثيراً حينما أشارت له دينا بإمكانية اشتعال الأجواء بين عز الدين وجانا من جديد، لذا...
-ياسين بنبرة راجية تحمل السخرية: ابوس ايديكو، ده مش وقت ما يطلبوه المستمعون، أنا مش عاوز أغاني خلاص، كله كده نكد وعذاب وفراق، مافيش دوقوا المزاهر يالا ويا أهل البيت تعالوا، ولا أغنية طالعة من بيت أبوها رايحة ع بيت ياسين
-عز بإيجاز وهو مقطب الجبين: لأ معنديش
-ياسين مقترحاً باهتمام: خلاص شغلوا قرآن..

-جانا بنبرة عنيدة: احسن برضوه
التفت عز الدين ببصره إلى جانا، ورمقها بنظرات معاتبة و...
-عز بنبرة جادة: أهو يطرد الشيطان اللي راكب دماغ ناس
-جانا متسائلة في ترقب: تقصد مين؟
-ياسين بنبرة عالية: ابعد يا شيطان، الله يحرقه، شغل قرآن بقى واحرق أمه ابوس ايدك، أنا عارف هو يوم مش هيعدي بالساهل
-دينا بصوت خافت: ييس بليز.

وكان بالفعل هو أفضل اقتراح، حيث تم تشغيل اسطوانة بها سور من القرآن الكريم، فأنصت الجميع بإصاغ تام لصوت القاريء..
تنهد ياسين بإرتياح حينما وجد أن الهدوء قد عاد من جديد بداخل السيارة، فمال برأسه قليلاً على دينا و...
-ياسين هامساً: يا سلاام، الواحد كده يدخل القاعة وهو بيشع نور
-دينا مبتسمة في حياء: شور
تابع عز الدين الحديث الدائر في الخلف من المرآة الأمامية، ثم ابتسم عفوياً من زاوية فمه و...

-عز مازحاً بهدوء: ربنا يقوي ايمانك، ويهدي ناس
-جانا بحدة: لأ ياخد ناس
عقد عز الدين حاجبيه في تساؤل، ورمق جانا بنظرات متوعدة و...
-عز وهو يجز على أسنانه: تقصدي مين؟
-ياسين من الخلف بنبرة متوترة: تقصد الشيطان اللي مش راحم نفسه، ونازل نفخ ووسوسة في العربية من بدري، أنا مش عارف هو ليه مش بيتحرق ويريحنا، ولا الظاهر انه راكبه ghost
-عز وهو يهز رأسه: اها.

-ياسين برجاء شديد: خلوا ليلتي تعدي عشان خاطري، وحياة ابوك يا عز خليك Cool، ماشي؟
-عز على مضض: ربنا يسهل...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة