قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

يوم جديد قد بدأ ويحمل في طياته الكثير والكثير من الأحداث..
توجه عز الدين لشركته، حيث بدأت الأخبار تتناقل عن نية ذاك الشاب الوسيم المغرور في أن يخطب، والكل قد بدأ يتسأل عن تلك المحظوظة التي استطاعت أن توقع عز الدين في شباكها وتنال من ذلك المغرور...

عز كان يشعر بالثقة، بل ويزداد غروراً وهو يرى نفسه فتى أحلام الكثير من الفتيات وهن عاجزات عن الوصول إليه...
ورغم هذا كله فهو أمامه مهمة شاقة، ألا وهي تنفيذ مخطط ايقاع جانا، وتربيتها كما يدعي، فهي من تجرأت على التطاول عليه وإفساد تلك الهالة التي يضعها حوله...
توجه عز إلى مكتب أبيه، ثم جلس أمامه على المقعد، وبدأ في الحديث معه ب..

-عز بصوت هاديء: بابا، انا هاخد اجازة يومين من الشغل، حبيت بس أعرفك عشان متقلقش عليا
-يوسف باستغراب: طيب ومقولتليش الكلام ده في البيت ليه؟
-عز: يعني، انت عارف ماما وكده، هتسأل مش بروح الشغل ليه، وايه الجديد، وانا ورايا كام حاجة كده عاوز أعملها
-يوسف: موضوع خطوبتك على جانا؟ صح ولا انا غلطان؟
-عز وهو يشير برأسه: يعني، حاجة زي كده.

-يوسف: طيب يا بني، هاتلي بس الملفات المستعجلة أشوفها، وهما يومين بس أجازة وبعد كده نكمل
-عز وقد نهض عن مقعده: تمام يا بشمهندس.

ثم ترك عز الدين والده، ودلف خارج مكتبه، ثم توجه إلى مكتبه الخاص في شركته، وأنهى بعض الأمور العالقة في عمله بسرعة رهيبة، ثم توجه للفيلا ليبدل ملابسه.

تآنق عز كعادته، وارتدى جينز ذو لون أزرق داكن، كما ارتدى تي شيرت أسود اللون من فوق، ووضع عطره المميز وارتدى ساعته الفضية، ثم انحنى قليلاً ليرتدي حذائه اللامع، وبعدها انطلق خارج المنزل بعد أن ألقى التحية على عم خميس الجنايني ليبدأ أول التحديات التي تنتظره...

في منزل المهندس حسين الدمنهوري
كانت جانا نائمة وتغط في نوم عميق حينما جاءت إلى غرفتها سهير وهي تركض مسرعة لكي توقظها
-سهير وهي تزيح الغطاء قليلاً عنها: جوجو حبيبتي، اصحي يا قمري بسرعة
-جانا بصوت ناعس: بليز أنطي سيبيني أنام، انا تعبانة
-سهير بلهجة آمرة: قومي يالا بلاش دلع، عز موجود بره وأعد منتظرك
-جانا بتثاؤب: عز مين؟
-سهير باستغراب: عز خطيبك.

أوقظت عبارة سهير الأخيرة عقل جانا، فاستوعبت ما تقول، فاعتدلت في فراشها، ونظرت إلى زوجة عمها غير مصدقة لما سمعته أذنيها و...

-جانا بأعين جاحظة: اييييه يا انطي، هو مش خطيبي، أنا مالي بيه، ولا أقولك خليه مرزوع بره، سيبيني أنام بقى...
-سهير وهي تنزع الغطاء: قومي بقى، دينا أعدة معاه بره لحد ما تخرجي تقابليه، يالا بلاش كسل
-جانا وهي تزفر في ضيق: يوووووووووووه بقى، والله لأعكنن عليك، نهارك زفت.

نهضت جانا من الفراش وهي تسب وتسخط، فهي لا تطيق التواجد مع هذا الشخص في مكان واحد...
بينما خرجت سهير من الغرفة لتجلس مع عز ودينا في غرفة الصالون..
كانت سهير ودودة في حوارها مع عز الدين، وحاولت أن ترحب به و..

-سهير مبتسمة: نورتنا يا بني
-عز بابتسامة مصطنعة: ده نورك يا طنط، معلش أنا أسف اني جيت من غير ميعاد، بس كنت حابب اتكلم مع جانا شوية ده لو ميزعجكش حضرتك وفي وجود عمي حسين
-سهير وهي تشير بيدها: بيتك يا بني تجي في اي وقت و...
-دينا بتنهيدة مقاطعة الحوار: انت أمور اوي لمين؟

-عز بنظرات حادة: أفندم
حاولت دينا أن تخفي حرجها منه و...
-دينا بصوت خافت: يعني انت حلو لمين، لباباك ولا مامتك؟
-عز بنبرة جادة: لأ الحقيقة انا مش شبه حد يا آنسة دينا..
-دينا وهي تنظر له بأعين عاشقة: لأ انت قولي دينا على طول، وأنا أقولك عز
-عز بنظرات قاسية: مش ملاحظة انك اخدة عليا أوي؟

شعرت دينا بالاحراج من نظرات عز المخيفة لها، فتراجعت على الفور عما تفعل و...
-دينا باحراج: سوري مقصدش، بس احنا خلاص هنبقى عيلة وكده، فيعني مافيش داعي للتكليف
-عز بلا مبالاة: اها..
لاحظت سهير اضطراب الحوار بين دينا وعز، فقامت بنهر دينا على الفور و...

-سهير وهي تنهر دينا: بس يا دودي، سيبي البشمهندس عز في حاله متضايقهوش، معلش يا عزيابني زي اختك الصغيرة برضوه!
-عز ناظراً إليها: ولا يهمك يا طنط.
-سهير: ها يا بني، قولي تحب تشرب ايه؟
-عز: شكراً يا طنط مش عاوز حاجة والله
-سهير بإصرار: لأ يا بني، لازم تشرب وتاكل حاجة، قولي انت فطرت طيب؟
-عز بخبث: اه الحمدلله يا طنط، اومال فين عمي حسين، هو مش موجود؟

كان عز الدين يعلم ان المهندس حسين لن يتواجد الآن بالمنزل وسيتأخر في الحضور نظراً لوجوده مع والده في شركتهما الخاصة الآن، وبالتالي سيكون من الصعب بل المستحيل أن يحضر إلى المنزل، لذا فالفرصة باتت أمامه سانحة للانتقام من جانا...

-سهير وقد نهضت عن مقعدها: لأ يابني، زمانته جاي في السكة، مسافة ما تاكل وتشرب هتلاقيه جه، أنا هاقوم أكلمه...
-عز: يجي بالسلامة يا طنط، حتى تكون جانا جهزت نفسها
-دينا محاولة فتح حوار جديد: قولي يا بشمهندس عز ايه رأيك في آآآآآ...

تركت سهير عز جالساً مع دينا يتبادلان الحديث سوياً، ثم دلفت خارج الغرفة، وبحثت عن هاتفها المحمول لتتحدث مع زوجها المهندس حسين في الهاتف، ولكن تعذر عليها أن تصل إليه، فقد كان هاتفه غير متاح، لذا قررت أن تحضر العصير والحلوى لعز أولاً، ثم تهاتفه مرة أخرى...

في تلك الأثناء ارتدت جانا ملابسها وهي عبارة عن ( سويت شيرت رمادي غامق، بنطلون جينز، تي شيرت أسود، نظارات وجه سوداء، وحقيبة يد cross )، نظرت إلى هيئتها في المرآة، ثم خرجت من غرفتها بهدوء شديد، مدت جانا عينيها في محاولة أن ترى من بالداخل، وبالفعل ألقت نظرة خاطفة على غرفة الصالون وتأكدت أنه لا يوجد أي شخص يراها، وخاصة عز الذي كان مشغولاً في الحوار مع دينا وسهير..

وضعت جانا غطاء السويت شيرت على رأسها، ثم ارتدت النظارات كي تخفي ملامح وجهها ثم تسحبت على أطراف أصابعها وتوجهت ناحية باب المنزل...
فتحت جانا باب المنزل بهدوء تام، كانت تخشى ان يستمع أي أحد بالمنزل إلى صرير الباب وهو يفتح، ولكن حمدلله لم ينتبه أي أحد إليها، وما إن دلفت خارج المنزل، حتى اغلقته بنفس الطريقة وبهدوء شديد...

أسرعت جانا في خطاها، وتوجهت ناحية المصعد، وما إن وصلت إلى بهو البناية التي تقطن بها، حتى توجهت ناحية الجراج حيث صف عز الدين سيارته به، بلى لقد لمع في عقلها فكرة شيطانية...
وصلت جانا إلى الجراج الملحق بالبناية، ثم مدن يدها داخل حقيبة يدها، واخرجت منه هاتفها المحمول لتطلب دينا.

وبالفعل اتصلت جانا بدينا، وبصوت هامس بدأت تتحدث معها ب...
-جانا بصوت خافت وبحدة: مش انا بطلبك مش بتردي ليه، hey Dody, listen، من غير مايحس البأف اللي أعد معاكو عاوزاكي تشغليه لحد ما أخلص حاجة كده..
-دينا بصوت هامس: ايه يا جانا؟ انتي فين الوقتي؟

-جانا بلهجة آمرة: شششششش، ايه يا بنتي هتفضحيني، وطي صوتك شوية، بصي أنا بره البيت، تحت في الجراج، لو لاقيتي البلوى ده عاوز يشوفني اشغليه، بصي ارغي معاه لحد ما اديكي التمام، ها done؟
-دينا بتردد: done؟
-جانا: باي بقى عشان ألحق أنجز
-دينا بقلق وأعين مضطربة: باي...

لم تعلم جانا أن عز الدين كان مستمعاً لكل كلمة قالتها أثناء مكالمتها مع دينا، فهو بكل بساطة قد أخذ الهاتف من دينا عنوة حينما أخبرته بعفوية قبل لحظات ب...

-دينا باستغراب وهي تنظر لشاشة هاتفها المحمول: ايه ده جانا؟ هي بتطلبني ليه؟
-عز بنظرات حائرة: جانا؟ هي مش موجودة جوه؟
-دينا وهي تهز كتفيها بالنفي: مش عارفة؟
-عز بلهجة آمرة: طب ردي عليها وافتحي ال speaker
-دينا بخوف وتردد: آآآ، لأ مش مهم
-عز بحدة: بقولك افتحي، واعملي اللي قولتلك عليه.

استمع عز الدين إلى المكالمة، ومع كل كلمة مسيئة من جانا عنه، كانت الدماء التي تغلي تتدفق بغزارة في عروقه، كان يكور قبضتي يده في غضب، وحاول أكثر من مرة ألا يتهور..
وبعد انتهاء المكالمة كان عز على وشك الانفجار، ولكنه تحامل على نفسه، وأمسك أعصابه واخذ يكور قبضتيه بشدة، فقد صار في قمة غضبه الآن، ارتعدت دينا من منظره، فقد كان يبدو من هيئته ا، ه على وشك ارتكاب جناية ما...

-دينا في سرها بقلق واضطراب: ربنا يستر، الظاهر اليوم ده مش هيعدي على خير، شكله كده هيصور قتيل الوقتي!

في الجراج
كانت جانا تبحث عن سيارة عز الدين، وبالفعل وجدت ضالتها
-جانا بمكر وتعلو شفتيها ابتسامة شريرة: هييييح، استعنا ع الشقى بالله، ولو ان المرحومة متستهلش بس يالا، اهي قرصة ودان للبأف.

مدت جانا يدها داخل حقيبتها الصغيرة، ثم أخرجت منها دبوساً صغيراً، ثم تحركت قليلاً ناحية العجلة الخلفية للسيارة المرسيدس حتى اقتربت بدرجة كبيرة منها، ثم جثت على ركبتيها وهي ممسكة بالدبوس
أزاحت جانا بأصابعها خصلة من شعرها قد سقطت على وجهها، ثم مالت بجسدها قليلاً نحو الاطار الخلفي للسيارة وحاولت أن تفرغ ذلك الإطار من الهواء...

كانت جانا في حيرة من أمرها، فهي لا تعرف كيف تتعامل مع إطارات السيارات، ورغم هذا أصرت على المحاولة و...

-جانا لنفسها بصوت خافت: وده بيتفضى ازاي ده؟ فين البلف؟ يووووه، لازم اشوف طريقة انيمله بيها الفردة بسرعة
وإذ بصوت يأتي من خلفها أخافها، وبث في أوصالها الرعب
-عز بتهكم: لأ عنك انتي، أنا هأقولك بنيّم الفردة ازاي؟
التفتت جانا بظهرها لتجد عز الدين جاثياً على إحدى ركبتيه وفي محاذاتها تقريباً، بل إنه كان قريباً جداً منها.

ألجمت المفاجأة لسان جانا، ابتلعت ريقها بصعوبة، لم تتفوه بحرف، فقط ظلت مشدوهة مصدومة من وجود عز الدين أمامها، بل انها كادت أن تموت رعباً من هول الصدمة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة