قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والعشرون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والعشرون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والعشرون

في الساحل الشمالي
خارج شاليه عائلة الكيلاني
ظل عز الدين يدور حول الشاليه إلى أن وجد نافذة شبه مفتوحة و..
-عز وهو ينظر ببصره للأعلى وبتوعد: بسسسسسسس، هي دي اللي هتدخلني عندك يا زفت، ان ماوريتك يا ياسين عشان تحرم تقفل الباب تاني!

بدأ عز الدين تسلق حافة السور، ومن ثم صعد إلى أول شرفة، وبعدها قفز بمهارة لأعلى وأمسك بأحد الحوامل الموضوعة لعمل مظلة، حتى وصل إلى الشرفة التالية، ومنها اقترب من النافذة الخاصة بغرفته، شعر عز الدين بالارهاق الشديد عقب تلك المحاولات الكثيرة للوصول للنافذة و...
-عز بتوعد وارهاق: ده انا هنفخك يا ياسين، هطلع البلى الأزرق ع جتتك.

في تلك الأثناء كانت جانا قد استيقظت لتوها على إثر صوت أحدهما وهو يحاول فتح باب غرفتها، ولكنها اعتقدت انها تحلم وليس أمراً حقيقياً...
ولمزيد من الاحتياط وضعت جانا بجوارها على الفراش حذائها ذو الكعب العالي كوسيلة للدفاع عن النفس إذا تطلب الأمر هذا، ثم أغمضت عينيها لتغفو من جديد...

بعد محاولات استغرقت عدة دقائق، نجح عز الدين في الوصول إلى النافذة، ظل متعلقاً بجسده في الهواء، وحاول تثبيت نفسه وعدم السقوط بيد، وباليد الأخرى حاول فتح النافذة...
-عز بحنق وهو يحاول فتح النافذة: ربنا يهد البعيد، هو نايم في العسل، وانا متعلق هنا، هه، يااااا معين يااا رب قربت تفتح، يااااااااااااالا بقى هه
في نفس الوقت بداخل الغرفة.

سمعت جانا صوت صرير النافذة وهو يتحرك وكأن أحد ما يحاول فتحها، فشعرت بالرعب الشديد، وارتعدت أوصالها، لذا نهضت عن الفراش مسرعة، وركضت ناحية باب الغرفة، وأمسكت بالمقبض وحاولت إدارته لكي تفتح الباب، ولكنها للأسف وجدت الباب مغلق، فصدمت وحاولت جاهدة أن تفتحه عنوة و، ،
-جانا برعب: مين قفل الباب ده؟ استررررها يارب، أعمل انا ايه الوقتي؟
وقفت جانا تفكر مع نفسها سريعاًفي كيفية التصرف في ذلك الأمر و...

-جانا بصوت خافت: انا خايفة اصوت يسمعني الحرامي ده ومش بعيد يكون قتال قتلة فيخلص عليا، طب اروح فين؟ أستخبى فين؟
ظلت جانا تتأمل الغرفة ببصرها على عجالة محاولة إيجاد مكان جيد للاختباء و...
-جانا بترقب وتوجس: مش هينفع تحت السرير، ده اول مكان بيتفتش، طب أعمل نفسي ميتة؟ استخبى فين، اااااه الحمام، لأ برضوه هستخبى في البانيو ولا في التويلت ولا فين بالظبط...

بالفعل لمحت جانا مكاناً مناسباً للاختباء فلمعت عيناها و...
-جانا بأعين لامعة: بسسسس هو ده المكان المناسب، ومش هيشوفني فيه، ولو قرب مني أنا هضربه بالجزمة..
ركضت جانا مسرعة ناحية الفراش، ثم أمسكت بحذائها ذو الكعب العالي، ومن ثم توجهت ناحية النافذة، واختبئت خلف الستارة الداكنة وحبست أنفاسها وانتظرت في ترقب شديد وهي ممسكة بالحذاء ومتخذة وضعية الهجوم...

نجح عز الدين أخيراً في فتح النافذة، ثم تسلق بهدوء إلى الداخل، أسند كلا يديه على حافة النافذة، ووثب بمهارة للداخل، ثم اعتدل في وقفته، و نظر إلى الفراش، فكانت المفاجأة بالنسبة له أنه لم يجد أحد عليه،
-عز في نفسه باستغراب: الله؟ ده مافيش حد هنا، اومال الزفت ده راح فين؟
وفجأة وجد عز الدين من يقفز عليه من الخلف ويتعلق بعنقه، ويصرخ فيه بصوت رهيب وفوق كل هذا يضربه على رأسه بشدة بشيء صلب وحاد و، ،.

-جانا بصراخ عالي: حراااااااااااااااااامي، حرررررااااامي، خد، خد!
-عز متآلما وهو يحاول التخلص منها: ااااااااااااه، والله ما حراااامي، آاااااااااي
توقفت جانا عن ضرب عز الدين بالحذاء، و...
-جانا متسائلة: ايه وجعك الضرب؟
-عز متآلماً وهو يتحسس موضع الآلم: اااااااه، جدااااااااا، يا بنتي أنا مش حرررررامي
-جانا بتهكم: طبعاااااا هتنكر، اومال هتقول أيوه أنا حرامي وجاي أسرقكو ده لو مكنش فيها مانع...

ثم استأنفت جانا ضرب عز الدين و..
-جانا وهي تضربه بشدة: خد يا حرررررراااااااامي، خد ع نافوووخك!
-عز متآلماً: اااااااااااااااه...

حاول عز الدين أن يتخلص من قبضة جانا المحكمة حول عنقه ومن ضرباتها المتلاحقة والمتتالية، فأدار كلا ذراعيه للخلف، ثم دار بجسده و بها عدة مرات حتى تشعر بالدوار ومن ثم ترخي قبضتيها عنه، ولكنها كانت مصرة على الفتك به، فلم يجد بديلاً إلا ان يلقي بنفسه وهي متشبسة به على الفراش حتى يتخلص منها نهائياً، وبالفعل نجح في هذا...

حاولت جانا أن تفتك به مجدداً، ولكنه أمسك بمعصميها، ثم أزاحهما بعيداً عنها، و ثبت كلا ذراعيها بقوة، ونظر إليها بحدة و...
-عز محاولاً السيطرة عليها وتثبيتها: انا مش حررررامي، انا عز والله عز
-جانا وهي تقاومه: لأ حرااااااااامي، الحقوووووووووونا
صرخت جانا عالياً فخشي عز الدين أن يظن أحد ما بالخارج أنه يفعل بها شيئاً، لذا وضع يده على فمها، وكممه، وأمسك باليد الأخرى كلا ذراعيه.

-عز مكمماً فمها: اهدي يا جانا، والله انا عز بصي كدهفي وشي
نظرت جانا في وجه عز بتمعن شديد في الظلام فتأكدت انه هو عز، سحب عز الدين يده بهدوء وهو يشير لها بألا تصرخ مجدداً و..
-عز بعد ان تركها: ها صدقتيني الوقتي؟
-جانا وهي توميء برأسها: اه، مش لازم أتأكد الأول.

اعتدلت جانا على الفراش، وظلت تنظر إلى عز الدين باستغراب، بينما نهض عز الدين عن الفراش، ثم وضع يده على رأسه محاولاً تفقد إن كان هناك أي دماء أو كدمات و...
-عز متآلماً: ااااااه يا دماغي، انتي كنتي بتضربيني بايه؟
-جانا بكل فخ{: بالجزمة
-عز بحنق وأعين مغتاظة: نعم ياختي؟
خشيت جانا من ردة فعل عز الدين، لذا حاولت أن تتحدث بهدوء و..
-جانا بنبرة هادئة: ايه مقصدش، انا كنت بضربك بالجزمة بتاعتي، فكرتك حرامي.

-عز بتهكم: وملاقتيش إلا الجزمة اللي تضربيني بيها
-جانا وهي تلوي فمها: أهوو اللي كان في وشي
وجد عز الدين آثراً لبعض الكدمات في فروة رأسه و...
-عز متآلماً: ااااه، الله يحرقك ورمتي دماغك
-جانا بعدم مبالاة: احمد ربنا انها جت ع اد كده، بدل ما كنت أخلص عليك
-عز: اه الحمدلله، عندك حق بدل ماكان قبقاب!
ضحكت جانا على عبارة عز الدين الأخيرة، خاصة وأنها تخيلت هيئته وهو...

-جانا وهي تضحك: ههههههههههههه تخيل منظرك وانا بضربك بالقبقاب
-عز بضيق ولهجة آمرة: جااااانا
-جانا وهي تشير بيديها: ههههههههههههههههه، سوري سوووري، ههههههههههههههههه مش قادرة والله، منظرك يفطس م الضحك
أدار عز الدين وجهه في الناحية الأخرى ليكتم غيظه، ولكنه ادرك شيئاً هاماً للتو و...
-عز بتهكم: ههههه خفة يابت، وبعدين انتي خدتني في دوكة ومقولتليش ايه اللي جابك هنا؟
-جانا باقتضاب ونبرة جادة: أمك!

-عز وهو ينهرها بحدة: ما تلمي نفسك يا بت انتي!
-جانا بنبرة متوترة: آآآ، ايه مقصدش والله، اقصد ان مامتك هي اللي جابتني هنا، متخافش مش هحتل الشاليه، بكرة هرجع مع أنكل حسين
-عز متسائلاً: وجيتي من الأصل هنا ليه؟
-جانا بنبرة عادية: مافيش خالتي جت هي وعيالها وعملوا احتلال لأوضتي انا ودينا، فاضطريت أسفة اني اجي أحط عندكو.

-عز وهو ممتعض الوجه وبتهكم: تحطي، بقى دي ألفاظ بنت متربية بره مصر، ظلمك اللي قال عليكي اجنبية؟
اغتاظت جانا من عبارة عز الدين الأخيرة معها، خاصة أنها كانت تحمل نوعاً من الإهانة لها و...
-جانا بنبرة حادة: هي دي طريقتي معاك، وبعدين أنا أقصد يعني أبات الليلة دي عندكو لحد ما انكل حسين يغير الشاليه بواحد اكبر.
-عز وهو يشير بيده: اها، طيب، بقولك ايه هاتي المفتاح بقى؟
-جانا بعدم فهم: مفتاح ايه؟

-عز وهو مازال ممدداً بيده: المفتاح اللي قفلتي بيه باب الأوضة
-جانا وهي تشير بكلتا يديها: بس أنا مقفلتش حاجة
-عز متسائلاً وعدم فهم: قصدك ايه؟
-جانا: أنا بقولك اني طلعت انام اه بس مقفلتش باب الأوضة
-عز بجدية: أومال مين اللي قفلها ان مكونتيش انتي؟
-جانا وهي تهز كتفيها: وانا ايش دراني!
-عز: طب وانا هفتح الباب الوقتي ازاي؟
-جانا بنظرات مصدومة: قصدك ايه؟ انت كمان مش معاك مفتاح؟

-عز بضيق: اومال انا بحكي في ايه من الصبح!
اعترى جانا التوتر الشديد وارتبكت حينما علمت أن عز الدين لا يملك أي مفتاحاً للغرفة و...
-جانا بقلق وتوتر: لأ متهزرش في الموضوع ده
-عز بنبرة جادة: والله ما بهزر، يا بنتي مش معايا أي مفتاح!
ركضت جانا ناحية باب الغرفة، وحاولت جاهدة أن تدير المقبض لكي تفتحه ولكنها فشلت...
-جانا وهي تحاول فتح الباب بتوتر: يعني ايه؟ هنفضل محبوسين هنا؟

وعندما وجدت جانا عدم وجود أي فائدة من فتح الباب بيدها، أخذت تطرق على باب الغرفة بقبضتي يديها بعنق شديد،
-جانا بصريخ: ياللي بره، الحقووونا، حد سامعنا
-عز ببرود: مافيش حد بره يا جانا
صدمت جانا مرة أخرى وفغرت شفتيها، ثم ابتلعت ريقها بصعوبة، وحاولت أن تجد حلاً سريعاً لتلك المعضلة
-جانا بنظرات مشدوهة: لأ ما انا مش هاقعد معاك هنا، انت بتحلم!
-عز بتهكم وهو يزم شفتيه: طب فكريلنا في حل يا ست العوريفة.

-جانا بحدة: هو انا هفكر لوحدي، ماتفكر معايا!.
صمتت يارا لعدة لحظات تفكر، ظلت تجوب ببصرها الغرفة إلى أن توقفت عند النافذة حيث طرأ ببالها فكرة ما فتحمست لها كثيراً و...
-جانا بأعين لامعة وهي تشير بيدها: ااااه بص احنا نخرج من مطرح ما انت دخلت
-عز مصدوماً: نعم؟
-جانا مبتسمة وبثقة: يعني نخرج من الشباك
-عز ساخراً وبنبرة باردة: انتي اتهبلتي ع المسا؟

-جانا وهي تشير بيدها: لأ متهبلتش، ماهو استحالة اننا نبات هنا او نقعد مع بعض!
-عز بغيظ: يا بنتي ده انا كنت هموت وانا طالع، فمابالك بالنزول؟
-جانا بعدم اكتراث: ميهمنيش، انا هنط من الشباك
-عز محاولاً تهدئة حماستها: استهدي بالله كده يا جانا وبلاش امور الجنان بتاعتكدي دلوقتي.
-جانا: أنا مش هستنى هنا لحظة واحدة..

لم تهتم جانا بما يقوله عز الدين، ولا بتحذيراته الواضحة لها، حيث تحركت من مكانها، وتوجهت ناحية النافذة، ونظرت منها، وحاولت تقدير المسافة بين النافذة والأرض، بينما جلس عز الدين على طرف الفراش ينظر إليها بتعجب شديد، ،
-جانا وهي تنظر من النافذة: بص، انت نط الأول وانا بعدك.
-عز بنبرة متهكمة: ليه ان شاءالله، مستغني عن عمري؟
-جانا وهي تشير له: يعني أنا اللي مستغنية؟ بس انت الراجل!

-عز ساخراً: لا والله، دلوقتي بقيت الراجل، وقبل كده كنت فردة شراب.
-جانا بنبرة واثقة: ماهو انت لما هتنط انا هشوف هيحصلك ايه؟
-عز بتهكم: لأ حاجة بسيطة بس، هاقع على جدور رقبتي فتنكسر..
-جانا بنبرة فرحة: طب كويس رقبتك بس، يعني بقيت جسمك سليم!
-عز وهو يمط شفتيه في حنق: ياااا شيخة، وانا هبقى كده لسه عايش.
-جانا: خلاص ولا الحاوجة لك، هنط أنا الأول
-عز بلهجة آمرة و محذراً: بس يا بت، انتي اتجنني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة