قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والسبعون

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع والسبعون

في داخل الملهي...
دلف عز الدين إلى داخل الملهى، ووجهه ممتعض مما رأه فيه من أجواء غير لائقة بالمرة، وانتشار للفحش والمنكر بدون حياء..
تأفف عز الدين كثيراً ممن يمكثون في هذا المكان، ورمق من فيه بنظرات اشمئزاز وتقزز، ولكنه للأسف مضطر أن يتواجد في هذا المكان فقط للوصول لمن تعرض لزوجته..

حدق عز الدين ببصره في الجالسين والواقفين، ومن يرقصون على مسرح يتوسط الملهى لعله يجد فؤاد، وبالفعل لمحه وهو يجلس على البار الرخامي الطويل بصحبة بعض الفتيات الماجنات..
سار عز الدين نحوه بخطى سريعة وهو مكور لقبضة يده، وعينيه توحيان بشر عظيم..
وقف عز الدين خلفه، ثم هدر عالياً ب...
-عز بحدة مخيفة: انت فؤاد.

استدار فؤاد برأسه ناحيته وهو ممسك بأحد كؤوس الخمر في يده، ثم رمقه بنظرات زائغة من زاوية عينيه، وفجأة تعالت ضحكاته عالياً و...
-فؤاد ساخراً: لأ فؤش
-عز بحنق، ونظرات شرسة: يعني انت صاحب الزفت حازم!
مد فؤاد يده ليحاوط أحد الفتيات العابثات من خصرها، ورمقه بإستهزاء و...
-فؤاد بتهكم: ايييه يا عم انت داخل عليا حامي كده ليه.

لم يتحمل عز الدين أكثر من هذا، حيث أمسك فؤاد من ياقته، وجذبه بعنف من على مقعده المعدني الطويل، فختل توازنه، ثم كال له عز الدين من اللكمات ما جعله يتأوه بشدة من الآلم، فصرخت الفتيات من حوله، وابتعدن على الفور من جواره و...
-عز بغضب جمّ: فين حازم؟
-فؤاد متآلماً: آآآه، معرفش!
كور عز الدين يده مجدداً، ثم لكم فؤاد مجدداً بقوة أكبر في فكه، و...
-عز بصوت هادر: بقولك فين حازم.

انسابت الدماء من أنف وأسنان فؤاد بغزارة، وحاول أن يفلت من براثن عز الدين، ولكنه عجز، فقد كان يترنح بشدة من أثر الخمرة التي لعبت برأسه، ومن الآلم..
-فؤاد بتآلم شديد: آآآآه، ده دم؟ أنا...
لم يعبىء عز الدين بصراخ فؤاد ولا بتأوهاته المتتالية، بل ظل يكيل له، و..
-عز بنبرة غاضبة ونظرات ميتة: هفضل أضرب فيك لحد ما تتكلم
-فؤاد بصوت ضعيف ومتلعثم: حازم، حازم في شقته الجديدة
-عز بنبرة صادحة: وشقته دي فين؟

-فؤاد بخوف: معرفش!
تدخل بعض رجال الملهى للفض بينهما، ولكن دفعهما عز الدين بعنف للخلف، ثم أمسك بفؤاد مجدداً، وطرحه أرضاً، وكاد أن يفتك به و...
-عز وهو يزمجر بعنف: هوا فييييييييين؟
-فؤاد برعب: في ال ((، ))
جذب عز الدين فؤاد من شعر رأسه لكي ينهض عن الأرض، ثم لوى عنقه أسفل ذراعه، وجره جراً إلى خارج الملهى..
-عز بحدة: هتيجي معايا
قاوم فؤاد عز الدين، وحاول أن يتخلص من ذراه القوية المطبقة على عنقه و...

-فؤاد بصوت مختنق: مش خلاص عرفت اللي انت عاوزه، سبقني هاتخنق...!
-عز بتوعد، ونظرات قاتلة: مش هاسيبك يا ديل الكلب
-فؤاد متآلما ً: آآآه، طب بالراحة، آآآآه، هاموت في ايدك
أبرح عز الدين فؤاد ضرباً، ثم جره بعنف معه ناحية سيارة أبيه، شهق ياسين حينما لمح عز الدين وهو يسحب خلفه فؤاد والدماء تنزف من وجهه...

فتح عز الدين باب المقعد الخلفي، ثم دفع بفؤاد دفعاً إلى الداخل، وصفع الباب بقوة من خلفه بعد أن قيد يديه بحبل أحضره من صندوق السيارة، وتوجه ناحية مقعد القيادة، وآمر ياسين أن يخلي مقعده، فإمتثل ياسين لطلبه على الفور، وجلس إلى جواره..
أدار عز الدين محرك السيارة، ثم انطلق بها ناحية عنوان حازم الجديد..
التفت ياسين برأسه للخلف، ليرى أن ملامح فؤاد قد تشوهت وغطتها الدماء، فاعتدل برأسه للأمام و...

-ياسين بنبرة عادية: ده انت عدمته العافية
-عز بغضب جم: الواد النجس ده يستاهل أكتر من كده، لولا اني عاوزه عشان اوصل لجانا كان زماني خلصت عليه
ضغظ عز الدين أكثر بقدمه على دواسة البنزين لتزداد سرعة السيارة، فإنتاب ياسين الفزع و...
-ياسين بنظرات هلعة، ونبرة مضطربة: طب بالراحة وانت سايق، عاوزين ننقذ جانا مش عاوزين نموت
-عز بنظرات ثابتة، ونبرة حانقة: أنا عاوز اوصلها قبل ما الكلب التاني يعمل فيها حاجة...!

عودة مرة أخرى إلى منزل حازم
تركت دارين جانا في غرفة النوم، وتوجهت ناحية المطبخ لكي تبحث عن شيء ما حاد لكي تستخدمه في قتل جانا..
ظلت جانا تصرخ عالياً لعل أحد ما يسمعها ولكن دون جدوى، فالمنطقة السكنية الموجود بها المنزل جديدة، ولا يسكنها إلا قلة قليلة...
عادت دارين إلى غرفة النوم وهي ممسكة بسكين ما في يدها، وعلى وجهها علامات شيطانية مرعبة..

حدقت جانا في دارين، وفي السكين الموجود بيدها بنظرات فزعة، وخفق قلبها بقوة، وتسارعت نبضاته في رعب
-دارين بنظرات قاتمة، ونبرة مخيفة: وجه الدور عليكي يالوكال
هزأت جانا رأسها في خوف مضطرد، وحاولت أن تحرر يديها وقدميها المقيدين، وظلت ترمقها بنظرات مرتعدة للغاية
-جانا بتوسل، ونظرات دامعة: بلاش تضيعي نفسك يا دارين عشان واحدة زيي
-دارين بعدم اكتراث، ونظرات فارغة: أنا كده كده ضعت..

ضاقت عيني دارين، وتحولت للون قاتم، ثم سلطت عبنيها على جانا و...
-دارين بتوعد: بس مش هضيع لوحدي، لأ، أنا هضيعكوا كلكوا معايا...!
في نفس اللحظة، كان حازم قد وصل للبناية التي يقطن بها بعد أن أحضر عدة حقائب بلاستيكية مليئة بالأطعمة..
أمسك حازم بالمفتاح ووضعه في مكانه بالمقبض، ثم فتح الباب ليتفاجيء بصوت دارين بنبعث من داخل غرفة نومه..

ألقى حازم بالحقائب البلاستيكية، ثم ركض ناحية غرفة النوم، واستند بذراعيه على الباب المفتوح ليُصدم بدارين وهي ممسكة بالسكين الحاد في يدها
ابتلع حازم ريقه في توتر شديد، ووزع نظره بينها وبين جانا، ثم...
-حازم بصوت مضطرب: دارين؟ بتعملي ايه هنا؟
استدارت دارين بجسدها لتجد حازم واقفاً على مدخ الغرفة، فنظرت إليه بنظرات استهزاء و...
-دارين بسخرية: اهلا بعريس الغفلة!

-حازم بصدمة ونظرات متوترة: انتي، انتي دخلتي هنا ازاي؟
-دارين بجدية مخيفة: ماهو انت نسيت تاخد مني المفتاح، وصاحبك العبيط كان مفكر انه بيشتغلني، بس أنا لفيته زي الخاتم في صوباعي، وعرفت منه كل حاجة..
فغر حازم ثغره في ذهول، ونظر إلى دارين بدون أن يرمش، في حين تابعت دارين ب...
-دارين وهي تتمتم بتهكم مرير: بس تصدق كويس انك جيت عشان تشوف عروستك اللوكال، وهي بتموت على ايدي.

-حازم بنظرات مرتعدة، ونبرة شبه راجية: دارين، اعقلي..
أشاحت دارين بيدها الممسكة بالسكين عالياً في الهواء، ونظرت إلى حازم بنظرات قاتلة و...
-دارين وهي تهدر بغضب: معدتش فيا عقل خلاص
-حازم بتوسل: سيبي جانا هي مالهاش دعوة.

-دارين بعصبية شديدة، وانفعال مخيف: جانا! كل حاجة الزفتة دي، أنا مش هسيبها، سامع مش هاسيبها، هي السبب في كل حاجة حصلتلي، هي دمرت حبي لعز، وخليتك تبيعني بعد ما كنت بتتمنى تبوس التراب اللي بمشي عليه، ده حتى رامز جوز أمها خدعني و آآآآ...
أراد حازم أن يلهي دارين، ويُسمعها معسول الكلام لعلها تُحيد عن رأيها، وتترك السكين عن يدها و...

-حازم مقاطعاً بصوت دافيء ونظرات حانية: يا دونا، ده انا زوما حبيبك يرضيكي تعملي فيه كده
ضحكت دارين بطريقة هيسترية مخيفة، وقهقهت بصوت عالي ومرعب، ثم حدقت في حازم بنظرات شرسة و...
-دارين بتهكم مخيف: حبيبي! ده كان زمان، أنا محبتش حد إلا عز، وهأمّوت أي حد يوقف في طريق حبنا
بكت جانا بخوف، وهي ترى أن حياتها قد باتت على المحك و...
-جانا بصوت مختنق من البكاء: حرام عليكي يا دارين.

التفتت دارين برأسها ناحية جانا، ورمقتها بنظرات مميتة، وأشارت بالسكين ناحيتها و...
-دارين بغضب هادر: انتي تخرسي خالص، مش عاوزة أسمع صوتك، انتي السبب و آآآ...
استغل حازم الفرصة، وانشغال دارين بالصراخ في جانا، وقرر أن يهجم عليها، وبالفعل دار حول دارين، وأمسك بها من الخلف، وحاول أن يختطف السكين من يدها، ولكنها كانت متشبثة بها...

ظلت دارين تتقاتل مع حازم على السكين الحاد، وجانا تتابعهما بنظرات مزعورة و...
-حازم بنظرات شرسة، ونبرة جادة: مش هسيبك يا دارين تموتيها
أمسك حازم بمعصم دارين، وحاول أن يلويه للخلف بقسوة، و..
-دارين متآلمة، وهي تصرخ بغضب: آآآآآآه، اوعى، انا مش هسيبها تعيش!
نجح حازم في أخذ السكين من يد دارين، ثم ألقى به بعيدا، وصفع دارين بقسوة على وجنتها جعلتها تنحي بجسدها للأسفل و...

-حازم بشراسة: اللي لازم يموت هو انتي يا دارين...!
تأوهت دارين من الآلم، ورفعت وجهها قبالة حازم الذي باغتها بلف قبضتي يده حول عنقها، وقام بخنقها بكل قسوة وغل...
نظر حازم إلى دارين التي حاولت جاهدة أن تخلص نفسها من قبضتيه المحكمة على عنقها بنظرات مميتة و...
-حازم بصراخ قاسي: كفاية بقى ذل فيا، كفاية، انتي لازم تموتي عشان كلنا نرتاح.

شحب وجه دارين بسرعة، وتحول تدريجياً للزرقة، وحاولت أن تتنفس ولكنها عجزت عن هذا، وشعرت أن روحها تنسل منها، و
-دارين وهي تختنق: آآآآآ، لأ، آآآآآ
-حازم متابعاً بنبرة محتقنة، ونظرات قاتمة: سنين بحاول أخليكي تشيلي عز من دماغك، وانتي مصممة عليه، ويوم ما خلاص قررت أخد مراته ليا جاية تخديها مني..
أطبق حازم يديه أكثر على دارين، و..
-حازم بنبرة قاتل مخيفة: مش هتعيشي يا دارين، هتموتي.

بدأت قوى دارين تخور تدريجياً، ونظرت إليه بنظرات زائغة و...
-دارين بنبرة مختنقة ومتحشرجة: آآآآ...
صرخت جانا عالياً في محاولة يائسة منها لانقاذ دارين من القتل و...
-جانا بنبرة صادحة وراجية: سيبها يا حازم متموتهاش، سيبها هتتخنق في ايدك!

لم يعرْ حازم الاهتمام لصراخ جانا ولا لتوسلاتها المتلاحقة من أجل أن يكف عما يفعل، فقد سيطرت عليه تماماً فكرة قتل دارين والتخلص منها لأنها أفقدته صوابه، ولم يعد يتحملها أكثر من هذا...
ارتخت ذراعي دارين، وأغمضت عينيها، وتحول لون وجهها للشحوب التام، وتراخت عضلاتها، وسكن جسدها تماماً ولم يعد ينبض بالحياة، فقد فاضت روحها، وتوفيت...

رأت جانا دارين وهي تقتل أمام ناظريها، وبكت بمرارة شديدة، فقد كانت دارين قبل لحظات حية ترزق، والآن هي بين يدي الرحمن...
أبعد حازم قبضتي يده عن عنق دارين حينما تأكد من سكونها تماماً، فسقط جسدها على الأرضية الصلبة وتمدد...
تسمر حازم في مكانه، وحدق في جثة دراين المُسجاة أمامه بدون تعابير مفهومة..
أجهشت جانا ببكاء حار، وتلاحقت أنفاسها في خوف شديد و..
-جانا بنحيب، ونظرات مرتعدة: ليه عملت كده؟ لييييييه؟

رفع حازم بصره، ونظر إلى جانا بنظرات فارغة و...
-حازم ببرود: كانت واقفة في طريق سعادتنا يا جانا، كانت هتمنعني منك يا حبيبتي...
-جانا بصراخ هيستري: بس، اسكت مش عاوزة اسمع حاجة، انت مجرم، قاتل، سفاح، وهي مجرمة زيك، كلكم مجرمين...!
أزاح حازم جثة دارين للخلف حيث انحنى بجذعه للأسف وأمسك بها من ذراعيها، ثم جرها على الأرضية وترك جثتها بجوار أحد الأركان...

اعتدل حازم في وقفته، وتنهد في إرتياح لأنه قد تخلص منها وللأبد، ثم استدار حازم برأسه ورمق جانا التي كانت ترتجف من الرعب بنظرات مختلفة..
اقترب حازم من جانا، وجلس على طرف الفراش، ومد يده ناحيتها ليمسد على شعرها، ويمسح بأصابعه على وجنتها، فأشاحت هي بوجهها بعيداً عنه، وهي تتقزز منه لمسة يده القاتلة و...
-حازم بهدوء مخيف: شششش يا جانا، اهدي، هي خلاص ماتت مش هتقدر تعملنا حاجة.

حركت جانا رأسها بعيداً عنه كي تتجنب لمسته، و...
-جانا بنبرة متأففة، ونظرات اشمئزاز: ابعد عني!
أمسك حازم فك جانا بإصبعيه، وأداره في اتجاهه، ثم نظر مباشرة في حدقتي عينيها الخائفتين و...
-حازم بابتسامة شيطانية من بين أسنانه: خلاص احنا هنتجوز يا قلبي وآآ...
اتسعت عيني جانا في ذهول، و...
-جانا مقاطعة بحدة: نتجوز، انت مجنون، استحالة ده يحصل
-حازم ببرود مخيف: لأ هايحصل، أنا مخطط لكل حاجة.

-جانا بنبرة جادة: نتجوز ازاي، وأنا أصلاً متجوزة..؟!
ضاقت عيني حازم أكثر، واكفهرت ملامح وجهه، ورمق جانا بنظرات قاسية و..
-حازم وهو يزمجر بعنف: مش هيحصل، انتي بتاعتي وبس، سمعاني، انتي ليا أنا بس!
وصل عز الدين وياسين بالسيارة إلى عنوان منزل حازم...
ظل فؤاد يفرك وجهه من الآلم، ويحاول تخفيف حدته، ومسح بيده الدماء النازفة من أنفه..
استدار عز الدين برأسه ليرمق فؤاد بنظرات حانقة و...

-عز بنبرة متشنجة: انت متأكد انه ساكن هنا؟
-فؤاد وهو يوميء برأسه في خوف: ايوه
-عز بنبرة تحذير: خد بالك منه يا سينو، أنا هطلع اشوف الحيوان اللي فوق
-ياسين بنبرة بجدية: ماشي، بس خلي بالك يا عز، متتهورش
-عز وهو يغمغم بإيجاز: متخافش
ترجل عز الدين من السيارة، وسار بخطوات سريعة ناحية مدخل البناية، فصاح ياسين ب...
-ياسين بصوت عالي: أنا هبلغ الجماعة بمكانا
-عز بإقتضاب: طيب، وشوف هما وصلوا لايه مع البوليس.

-ياسين وهو يوميء برأسه: ماشي
دلف عز الدين إلى داخل البناية ووصل للطابق الموجود به منزل حازم، وبحث بعينيه عن باب منزله..
كان الهدوء يسود المكان، فحاول عز الدين أن يسترق السمع لكي يتأكد من وجود أي أحد، وفجأة سمع صراخ ينبعث من داخل الباب الموجود على الجانب...
ركض عز الدين في اتجاه الباب ووقف أمامه، وبالفعل استمع إلى صوت جانا ينبعث من الداخل ب...
-جانا بصوت صادح وخائف: ابعد عني يا مجرم.

-حازم بعنف: انتي بتاعتي وبسسسسس
انتفض عز الدين فزعاً في مكانه، واعتصر قلبه من الآلم حينما سمع صراخات زوجته المتلاحقة، وصوت حازم وهو يتعهد بأن تكون له فقط..
تراجع عز الدين للخلف، ثم ركض بكل قوة في اتجاه الباب لكي يدفعه بقوة بكتفه ويحطمه
ظل عز الدين يركل الباب بقدمه تارة، وبجسده تارة أخرى بكل حدة إلى أن تمكن من كسره قليلاً، ثم اندفع مجدداً بعنف ليتمكن من فتحه..

وقع عز الدين على الأرضية الصلبة من قوة الاندفاع، ولكنه نهض مجدداً، ولملم نفسه ليبحث ببصره عن جانا...
-عز بصوت صادح، ونظرات مضطربة: جانا، جانا!
انتبه حازم لصوت الخبطات المتتالية على الباب، ومن بعده صوت عز الدين الهادر و...
-حازم بتهكم: الظاهر ان حبيب القلب مقدرش يصبر على بعادك
نهض حازم عن الفراش، واختبيء في أحد الأركان، في حين صرخت جانا عالياً ب...
-جانا بصراخ حاد: عز الحقني.

ركض عز الدين ناحية باب الغرفة، ثم دلف للداخل بعد أن رأى زوجته مقيدة على الفراش، وانحنى بجسده ناحيتها، وأمسك بوجهها بين راحتي يده، وانحنى على جبينها يقبلها بشغف و...
-عز بنبرة متوجسة: جانا، انتي كويسة؟
هزت جانا رأسها وهي تبكي في خوف، ثم مد عز الدين قبضتي يده محاولاً حل وثاقها، وبالفعل بدأ في فك عقدة رابطة العنق قليلاً، ولكن تنبهت جانا لوجود حازم الذي كان مسلطاً بصره على عز الدين و...

-جانا بنبرة مزعورة: حاسب يا عز!
لم ينتبه عز الدين إلى حازم الذي هجم عليه من الخلف بكل قوة، وضربه بعنف في ظهره، ليرتد عز الدين للأمام ويسقط على زوجته، ثم أمسك به حازم من ياقته ودفعه على الأرضية، وتقاتل الاثنين بشراسة...
أمسك حازم بالأباجورة الموضوعة على الكومود وحطمها على رأس عز الدين الذي تأوه من الآلم، وبدأت الدماء تنساب من رأسه و...
-عز متآلماً: آآآآه
-حازم بشراسة: انت جيت لقضاك برجليك..!

إنهال حازم بالركلات المتلاحقة في معدة عز الدين، ورغم الآلم الشديد إلا أن عز الدين مد ذراعه وأمسك بقدم حازم وجذبه بعنف منها ليسقط هو الأخر على ظهره على الأرضية الصلبة، ويرتطم بها..
اعتدل عز الدين قليلاً، ثم زحف في اتجاه حازم، وجلس فوقه، وقيد حركته بجسده، ثم انهال على وجهه باللكمات القوية و...
-عز وهو يزمجر بغضب: اه يا ****، بتخطف مراتي يا جبان يا بن ال ***.

رفع حازم يديه عالياً وفوق وجهه ليصد لكمات عز الدين، و...
-حازم بصوت متحشرج: مش مراتك، هتكون مراتي
-عز بقساوة، ونظرات مميتة: أنت بتحلم!
-حازم والدماء تنزف من بين أسنانه بغضب: والحلم هيبقى حقيقة لما أخلص عليك وتحصل دارين
-عز بذهول: دارين؟
اعتلى وجه حازم ابتسامة شيطانية، وأشار بعينيه إلى أحد الأركان، فالتفت عز الدين برأسه إلى حيث أشار، وحدق في تلك الجثة الملاقاة بجوار أحد الأركان...

فغر عز الدين ثغره في صدمة رهيبة، ثم أدار بصره ناحية حازم ورمقه بنظرات استنكار و...
-عز بغضب عظيم: انت عملت فيها ايه؟
-حازم ببرود: هي اللي عملت في نفسها كده لما ادخلت بيني وبين جانا
-عز بصراخ حاد: انتو أكيد ناس مجانين!
-حازم بنظرات أكثر شراسة، ونبرة مخيفة: مجانين! يبقى ليس على المجنون حرج في اللي بيعمله.

ظلت جانا تتحرك بطريقة هيسترية على الفراش محاولة حل وثاقها وهي تتابع عن كثب القتال الدائر بين زوجها وصديقه و...
-جانا بنبرة مرتعدة ومحذرة: حاسب يا عز، خلي بالك
-عز بجدية: ماتخافيش يا جانا
-حازم بتوعد، ونظرات شرسة: أنا هموتلك حبيب القلب
وضعت جانا عقدة رابطة العنق في فمها، وحاولت أن تحلها بأسنانها، وبالفعل نجحت في جعل العقدة مرتخية و...
-جانا بنبرة حادة: ابعد عن جوزي يا مجرم، سيب حبيبي يا جبان.

رفع عز الدين رأسه في اتجاه جانا، ورمقها بنظرات غير مصدقة و...
-عز باستغراب: قولتي ايه يا جانا؟
مدت جانا أصابع يديها نحو عقدة رابطة المقيد لقدميها وبدأت في حله على عجالة و...
-جانا بإنزعاج: مش وقته يا عز!
ابتسم عز الدين رغم قساوة الموقف وغرابته، فقد اعترفت جانا بأنه زوجها الذي تحبه، وبخوفها الشديد عليه...
-عز بنظرات رومانسية، ونبرة عاشق: أمانة عليكي يا شيخة لتقوليها تاني
-جانا محذرة: ركز في اللي قدامك!

اغتاظ حازم كثيراً من الرومانسية التي تدور بين كلاهما، و..
-حازم بتوعد: جوزك هقتله، وهتبقى أرملة واتجوزك
-عز بشراسة: مش هيحصل!
لمح حازم السكين الملاقاة بجوار الدولاب، فكشر عن أنيابه لعز الدين، ثم أخذ نفساً عميقاً استجمع به كل قوته، وقام بدفع عز الدين من فوقه بعنف جعله يرتد للخلف..
استغل حازم الفرصة وزحف في اتجاه السكين، ثم أمسك بها في يده و...
-حازم بنظرات قاتلة، ونبرة شرسة: نهايتك قربت.

-جانا بنبرة مزعورة، ونظرات خائفة: خد بالك يا عز منه، ده معاه سكينة...!
نهض حازم عن الأرض وأمسك بكل شراسة بالسكين في يده، وظل يلوح بها في اتجاه عز الدين الذي تراجع للخلف، و...
-عز بهدوء حذر: سيب يا حازم السكينة وبلاش تهور..!
تطاير الشرر من حدقتي عين حازم و...
-حازم بزمجرة هادرة: هخلص عليك
-عز بتوجس حذر: اعقل يا حازم، متضيعش نفسك!
أعاد حازم رأسه للخلف وهو يضحك بطريقة هيسترية مرعبة، و...

-حازم بسخرية وتهكم: أنا سمعت الكلام ده كتير، حتى من المرحومة دونا
-جانا بنبرة خائفة: حاسب يا عز...!
تحررت جانا من وثاقها تماماً، وبحثت بعينيها عن أي شيء يمكن أن يساعدها في الدفاع عن زوجها وانقاذ حياته وحياتها، فلمحت مزهرية موضوعة على التسريحة..

حاصر حازم عز الدين في ركن من أركان الغرفة، ثم سدد السكين بكل حدة في اتجاه صدر عز الدين لكي يقتله، ولكن تفادى عز الدين الضربة، وأمسك بحازم من معصمه، وحاول ابعاد السكين عنه...
زمجر حازم بغضب عارم، وركل بركبته أسفل معدة عز الدين لينحني للأسفل متأوهاً من الآلم، ثم ارتخت يده عن معصم حازم الذي كان على وشك طعنه في ظهره...
تفاجيء حازم بضربة قوية على رأسه بالمزهرية جعلته يترنح من الآلم و، ،.

-جانا بشجاعة زائفة: قولتلك سيبوه يا حازم...!
أعادت جانا ضربه مجدداً بالمزهرية لتتحطم فوق رأسه، فيصرخ من الآلم و...
-حازم متآلماً: آآآآآآآآآآآآآه
استغل عز الدين الفرصة، وأمسك بالسكين من يده حازم، وألقاه بعيداً، ثم وجه له لكمة شرسة في فكه و...
-عز بنبرة حادة، ونظرات غاضبة: أما مراتي تقول كلمة يبقى تسمع، خُد..!

وقع حازم على الأرض من شدة الضربات، فانحنى عز الدين بجذعه عليه، وثبت ذراعيه بيديه، وباقي جسده بثقل وزنه، في حين بحثت جانا عن أربطة ما لتقيد بها حازم
تعاون الزوجين معاً في تقييد حازم، والتأكد من عدم استطاعته النهوض أو حتى حل وثاقه..
تأمل عز الدين زوجته عن قرب، وحدق فيها بأعين عاشقة، في حين رفعت جانا عينيها لتنظر إليه بنظرات جادة و...
-جانا بنبرة خائفة: اتأكد انك ربطته كويس لأحسن يفك الحبل..

-عز مازحاً: ليه هو حاوي؟
-جانا بخفوت، وتوجس: برضوه مانضمنش
-عز غامزاً، وبنبرة واثقة ومغترة: لأ اطمني، ولا عشرة هيعرفوا يفكوه..!
وصلت سيارات الشرطة أسفل البناية، ثم ترجل منها بعض الضباط والعساكر فانضم إليهم ياسين وشرح لها بإيجاز ملابسات الموقف، وصعد بهم إلى حيث يقطن حازم.

اتخذت الشرطة الاجراءات اللازمة ضد كلاً من فؤاد وحازم، وتم إلقاء القبض عليهما، ثم استدعى أحد الضباط رجال الاسعاف ليتم نقل جثمان دارين إلى المشرحة..
ضم عز الدين زوجته تحت ذراعه، وظل مقرباً إياها إلى صدره..
اقترب أحد الضباط منهما و...
-الضابط بصرامة: حضراتكو هتيجوا معانا القسم عشان ناخد أقوالكم، ونقفل المحضر، وبعد كده هيتم استدعائكم للنيابة
-جانا بخفوت وهي توميء برأسها: اوكي
-عز بجدية: حاضر يا فندم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة