قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثمانون والأخير

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثمانون والأخير

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل الثمانون والأخير

انتقل الجميع لاحقاً إلى قسم الشرطة حيث تولت النيابة التحقيق في جرائم القتل المتورط فيها حازم، وأدلت جانا بكل ما تعرفه من معلومات، وما صرحت به دارين قبل موتها..
استغرقت تحقيقات النيابة وقتاً مطولاً، ورغم الاجهاد والتعب البادي على جانا إلا أنها لم تتأخر في قول الحق..

جف حلق جانا أكثر من مرة وهي تسرد الحقائق الخاصة بجرائم دارين ضد زوج والدتها، وما دبرته مع حازم من أجل الايقاع بينها وبين زوجها، آمر وكيل النيابة بإعطاء جانا مشروب بارد كي ترتوي، ثم استأنف معها التحقيق...

خرجت جانا من القسم بعد فترة ووجها مرهق تماماً من التعب، وجسدها مهلك من الإجهاد، فوجدت زوجها في انتظارها، وما إن رأها تدلف للخارج حتى ركض ناحيتها، ثم مد ذراعيه نحوها وأحاطها من خصرها وضمها إلى صدره وقبلها عدة مرات على رأسها..
توردت وجنتي جانا من الخجل، وخاصة أن عز الدين لم يكف عن تقبيلها بشغف أمام الجميع.

شعرت جانا بحضن عز الدين الدافيء، وبلمسته الحانية عليها، لقد افتقدت ذلك الشعور منذ فترة، ولم يعد لديها الرغبة الآن في أن تقاومه، هي ترغب في أن ترتمي للأبد في أحضان زوجها، وتعيش معه من جديد خاصة بعد أن أدركت حجم المؤامرات التي حيكت ضد كليهما...
لم يكف ياسين عن إطلاق دعاباته المازحة من أجل إضفاء أجواءاً مرحة و...

-ياسين مازحاً: وربنا أنا بلغت الناس كلها، والصراحة محدش كدب خبر وجوم كلهم، بس انت عارف آعز الشرطة عندنا عاملة زي الأفلام القديمة بتيجي بعد الفيلم ما يخلص، وتتر النهاية يطلع
ضحك الجميع في سعادة على عبارات ياسين، ولكن نظر إليه المهندس حسين بنظرات شبه جادة و...
-حسين مبتسماً، وبنبرة محذرة: بس يا سينو بدل ما تبات في الكراكون، وعلى التخشيبة كمان...!
-ياسين بذهول: كراكون!

-يوسف مبتسماً ابتسامة عريضة: قصده القسم..!
لوى ياسين يده للخلف لكي يتحسس قفاه، و...
-ياسين ساخراً: آآآآه، انت هاتقولي، أنا عارف ايدهم طويلة، لأ وممكن يبعتولي فرج يزفني كمان بما اني عريس جديد، يادي النصيبة، هايتعمل عليا حفلة!
-يوسف ضاحكاً: ههههههههههه ايوه وانت عارف فرج..!
-ياسين بوجه مرتعد، ونبرة متوترة: ربنا يكفينا شره
وقف حسين قبالة ابنة أخيه، ثم احتضنها بين ذراعيه، وربت على ظهرها في حنية أبوية و...

-حسين بصوت دافيء: حمدلله ع سلامتك يا جانا
-جانا مبتسمة بهدوء: الله يسلمك يا آنكل
-يوسف بنبرة فرحة: الحمدلله انك بخير يا بنتي، مين كان يتصور ان كل ده يحصل
-جانا بتنهيدة: الحمدلله
وضع عز الدين يده على كتف زوجته، ثم نظر إليها بنظرات عاشقة، وأدار وجهه ناحية أبيه و...
-عز بجدية، ونظرات حاسمة: سيبولي مراتي شوية
-حسين بنبرة عادية: يابني مش نطمن عليها.

-يوسف وهو يهز رأسه: هنسيبهالك بعد كده بس نطمن باقي العيلة صح ولا ايه يا سحس
-حسين وهو يوميء برأسه: ايوه
عبس وجه ياسين قليلاً وهو يتذكر كيف فسدت ليلة عرسه في نهايتها و...
-ياسين بنبرة شبه حزينة: مش كفاية ليلتي اللي باظت
-عز مازحاً: متقولش باظت ده بس كان فيها شوية اكشن
-ياسين بتهكم صريح: اكشن؟ ياعم قول مطاردات، وقتل، وخطف، ورعب، لأ وختمت بالقسم يعني كولكشن مُعتبر...!

-عز مبتسماً ابتسامة واسعة: عشان تفضل طول عمرك فاكرها
-ياسين بنبرة ساخرة: وهي دي ليلة تتنسي
-حسين وهو يشير بيده: مش يالا بينا بقى
-يوسف بنبرة طبيعية: يالا يا ولاد
-حسين بنبرة آسفة: بس محدش كان عارف ان رامز وسيلين يطلعوا بالشر ده كله
-جانا بتنهيدة حزينة: أهوو رامز خد جزائه
-حسين بخفوت: ايوه
-جانا بنبرة مريرة: بس، بس صعبان عليا مامي، هي برضوه مكانتش تستاهل ده.

-حسين بهدوء: هي اللي اختارت يا جانا السكة دي ومشيت فيها، فلازم تتحمل نتيجة اختيارها، وياما نصحها أبوكي الله يرحمه وأنا من بعده، لكن هي أصرت على اللي في دماغها!
-يوسف بنبرة جادة: بس يا جانا مامتك محتاجاكي الفترة دي معاها
-جانا فاغرة شفتيها: هه..
-يوسف بجدية أكثر: زي ما سمعتيني، هي محتاجة تحس ببنتها واقفة جمبها، حتى لو كنتي مش راضية عن اللي هي عملته، لازم تسانديها.

-جانا وهي تزم شفتيها على مضض: ربنا يسهل
أوضح يوسف لجانا دورها المقبل مع والدتها، وأن من واجبها أن تكون بارة بها حتى لو كانت مذنبة وخاطئة، فربما هذا يعيدها إلى رشدها، ويجعلها تندم عما فعلت..
وعدت جانا المهندس يوسف أن تحاول أن تفعل هذا لاحقاً...

زفر عز الدين في انزعاج واضح، فقد طال الوقت وهم جميعاً مجتمعون أمام القسم يتحدثون في كافة الأمور، وهو يقف على أحر من الجمر ينتظر التعبير لزوجته عن مشاعره المتأججة في صدره
عقد عز الدين حاجبيه في ضيق، وقطب جبينه، ثم...
-عز مقاطعاً بتذمر: لأ بقى، كده كتير والله، أنا عاوز أستفرد بالمدام شوية..
-ياسين ببرود: اصبر
-عز بتهكم: هو أنا ردتها شفوي بس، عاوز أكمل العملي بتاعي.

-يوسف بجدية وهو يشير بيده: عيب يا ولد الكلام ده
-عز بإنزعاج: سوري يا بابا، بس محدش سأل فيا خالص
-حسين ضاحكاً: هههههههههههه الصبر جميل يا عز يا بني..!
التفت عز الدين إلى زوجته، ورمقها بنظرات مشتاقة و..
-عز لجانا بخفوت: يا بنتي فهميهم أن احنا ورانا مباحثات، ومشاورات ومداولات مؤجلة من شهور
احمرت وجنتي جانا، واضطربت نبضات قلبها، وشعرت بالخجل الشديد وخاصة من نظرات الجميع لها و..
-جانا بخجل: عز!

-عز برومانسية: عيون عز
-جانا بصوت هامس: لينا بيت نتكلم فيه، مش ينفع كده
-عز ساخراً: طالما in public، ومافيش feelings، يبقى so what، ولا انتي رأيك ايه؟
ضيقت جانا عينيها، ووضعت يدها في وسط خصرها، ونظرت إلى عز الدين بضيق زائف و...
-جانا بجدية مصطنعة: وده من امتى ان شاء الله
-عز غامزاً، وبنبرة رخيمة: من زمان بس الحلو كان تقلان
-جانا بتذمر: لا والله
-عز بجدية: أه والله.

اتجه الجميع نحو سيارتهم المصفوفة بجوار القسم، وقبل أن يصل عز الدين وجانا إلى سيارتهما، سمع كلاهماً صوتاً مألوفاً يأتي من خلفهما، و...
-عمر بنبرة هادرة: عز..!
التفت كلاهما إلى مصدر الصوت، فوجدا عمر يقف خلفهما وعلى وجهه علامات الغضب جلية
اعترت الدهشة وجه عز الدين، ونظر إليه بإستغراب و...
-عز بتعجب: عمر! ايه اللي جابك هنا؟
اقترب عمر من عز الدين، ثم مد أحد ذراعيه ناحيته، وضمه إلى صدره كي يحتضنه و...

-عمر بنبرة هادئة ومخيفة: حمدلله على سلامة مدام جانا
-عز مبتسماً: الله يسلمك يا، آآآآآآآآآه
شعر عز الدين بأداة حادة تمزق أحشائه، فجعلته يتأوه بشدة من الآلم، ويتكور على نفسه، وينهار على الأرض والدماء تزف منه بغزارة..
شهقت جانا في فزع، وصرخت عالياً صرخة مخيفة وهي تضع كلتا يديها على فمها و...
-جانا بفزع: عز، لألألألأ...!
تنبه يوسف إلى صوت الصراخ، فاستدار برأسه ليجد ابنه مُسجى على الأرض و...

-يوسف بنبرة فزعة: عز، ابني!
التفت حسين هو الأخر ناحية مصدر الصراخ، فوجد عز الدين ملقى على الأرض وإلى جواره عمر وهو ممسك أداة حادة ( تشبه المطواة ) في يده و...
-حسين بنظرات مرتعدة، وصوت هادر: عز!
حدق عمر في عز الدين بنظرات شيطانية متشفية و...
-عمر ببرود مخيف: نهايتك جت على ايدي يا عز...!
وضع عز الدين يده على مكان الجرح، وحاول منع الدماء من النزيف، ورفع بصره في اتجاه عمر و...

-عز بصوت ضعيف: طب ليه ع، عملت كده، آآآآآآه
جثت جانا على ركبتيها، ووضعت رأس عز الدين على حجرها، ونظرت إلى عمر بأعين باكية و...
-جانا بصراخ حاد: عملت كده ليه؟
-عمر بقسوة: عشان خاطر ابويا
جثى يوسف على ركبتيه، ووزع نظره ما بين عز الدين وعمر و...
-يوسف بنبرة متحسرة، ونظرات مرتعدة: ليه كده يا بني، عملت كده ليه؟
-عمر بحنق: أنا عمر، عمر رامز عبد الشكور.

اتسعت حدقتي عين جانا في ذهول تام، وتجمدت ملامح وجهها، وعجزت عن التنفس للحظة و..
-جانا بصدمة: بتقول ميييييييييييين؟
تجمهر العساكر سريعاً أمام عمر، وأمسك به البعض منهم بعد أن استدعاهم حسين، وأمسك أحدهم بالمطواة ( أداة الجريمة )...
حاول عمر أن يتخلص من قبضتهم، ولكنهم كانوا أكثر منه، وسيطروا تماماً عليه...

أخرج ياسين هاتفه المحمول واتصل فوراً برجال الاسعاف بعد أن رأى رفيقه ينزف أمام عينيه، وظل يصرخ فيهم لكي يأتوا على عجالة...
صرخت جانا بصورة هيسترية وهي ترى زوجها يعاني آلاماً شديدة، ويكاد يلفظ أنفاسه، فقد نزف بغزارة، فابتسم عمر بطريقة متشفية، ثم رمقها بإزدراء و...
-عمر بزمجرة هادرة: أيوه أنا عمر ابن رامز جوز امك يا جانا، كنت بحاول أنفذ خطة أبويا في اني استدرجك وأوقعك في حبي بس للأسف فشلت بسبب عز...

بكت جانا بحرقة، ولم تعقب، بل حاولت أن توقف النزيف بيديها، فتابع عمر حديثه ب...
-عمر وهو يردف بإنفعال: وأبويا في الأخر مات محروق، هااااااااااه، سمعاني مات محروق، وأنا قولت لازم أحرق قلبكم على ابنكم زي ما حرق قلبي على ابويا وحرمني منه...!
نهض يوسف عن الأرض الإسمنتية، ثم أمسك عمر من ياقته و...
-يوسف بنظرات مصدومة، ونبرة متلعثمة: ده، ده، انا وثقت فيك
-عمر بغضب: وأنا أبويا ضاع بسببكم.

-يوسف بصوت صادح: بس دارين هي اللي قتلته، ليه تعمل كده، ليييه؟
جر العساكر عمر بقوة في اتجاه القسم، و...
-عمر بنبرة متشنجة: انتو السبب، انتو السبب، وأنا كده ارتحت وخدت بتاري!
-يوسف بصوت هادر: اطلبوا الاسعاف بسرعة
-ياسين بفزع: أنا، أنا طلبته يا عمي، ان شاء الله هايبقى كويس، اطمن..!
احتضنت جانا رأس عز الدين، ورفعتها إلى صدرها، ونظرت إليه بأعين منتفخة من البكاء و...

-جانا بصوت باكي: عز، حبيبي، خليك معايا ماتسبنيش، أنا بحبك يا عز والله بحبك
جاهد عز الدين لكي يفتح عينيه أمام جانا، وينظر إليها بعشق و...
-عز بصوت خافت وضعيف: آآآآآ، أنا، أنا لو هموت الوقتي هاكون، هاكون سعيد اني، اني، في، حضنك
-جانا بنظرات متوسلة، وصوت مختنق من البكاء: حبيبي، متكلمش، الاسعاف جاي، انت هتعيش
-عز بصوت هامس، ومتلعثم: آآآآ، أخيراً يا، يا جانا، أخيراً، قولتي انك بتحبيني، آآآآ.

-جانا بنحيب: والله بحبك من زمان يا عز، انت حبيبي، وجوزي، وحياتي، أنا مسمحاك عن اي حاجة عملتها، أيوه والله مسمحاك ومن قلبي، بس، بس ماتسبنيش، حبيبي، سامعني، عز!
أغمض عز الدين عينيه وهو يبتسم لزوجته، وبدأ يستكين في أحضانها، في حين انتفض جسدها فزعاً، واضطربت نظراتها، وشحب لون وجهها، ارتعشت من الخوف...
حاولت جانا جعله يفيق، ويتحدث معها مجدداً و..
-جانا بصريخ، ونظرات فزعة: عز، رد عليا، عز، لأ!

بعد مرور يومين في المشفى
إنهارت جانا تماماً، وظنت أنها فقدت زوجها للأبد، وتم نقلها إلى المشفى لتتلقى الرعاية الصحية..
عانت جانا من انهيار عصبي، وداوم الأطباء على رعايتها، ولكنها كانت رافضة لكل شيء حتى العلاج، ولم تكف عن الصراخ ولا البكاء، وإنتابتها نوبات صراخ هيسترية، ولم يجعل جسدها يستكين سوى الحقنات المهدئة..
وقفت إحدى الممرضات إلى جوار جانا محاولة تهدئتها، ولكنها أزاحت يدها بغضب بعيداً عنها و...

-جانا ببكاء هيستري: لألأ، أنا عاوزة عز، هاتولي عز
-الممرضة متسائلة في حيرة: اديها حقنة مهدئة؟
-الممرضة الأخرى بجدية: لازم ناخد رأي الدكتور الأول..!
حضر الطبيب إلى الغرفة بعد قليل، فوجد الممرضتين تعانيان معها كثيراً، فاقترب منها بحذر و...
-الطبيب بهدوء: مدام جانا، سمعاني، مدام جانا، اهدي واسمعيني من فضلك
التفتت جانا إلى الطبيب، ورمقته بعينيها المتورمتين، وأنفها المنتفخ من كثرة البكاء و...

-جانا متسائلة بعصبية: فين عز؟
-الطبيب مبتسماً بهدوء: اطمني يا مدام جوزك بخير، هو والله كويس وحالته مستقرة..!
-جانا بإنفعال شديد: انت كداب، جوزي مات وانتو بتكدبوا عليا، هاتولي عز، انا عاوزة جوزي...!
في نفس اللحظة دلف عز الدين إلى الغرفة وهو مستند بذراعه على كتف ياسين، وواضعاً ليده الأخرى على جرحه، في حين حاوطه ياسين بذراعه لكي لا يسقط، وسار كلاهما بخطوات متمهلة ومتريثة...

-عز بصوت ضعيف: صويتك جاب التايهين
توقفت جانا عن الصراخ، ثم استدارت برأسها ناحية مصدر ذلك الصوت الذي تألفه، وتشتاقه..
رمشت جانا عدة مرات لتتأكد من أنها لا تحلم، و...
-جانا متسائلة بصوت منتحب: انت عز؟
-ياسين مازحاً بإقتضاب: لأ ده فوتوشوب
عاون ياسين عز الدين في سيره حتى أجلسه على طرف الفراش، ثم أزاح ذراعه بعيداً عنه، وتراجع للخلف...
حدق عز الدين في جانا، وعلى وجهه ابتسامة عذبة و..

-عز بنبرة رخيمة: أيوه أنا يا جانا
مدت جانا أصابع يدها وهي ترتعش ناحية وجه عز الدين، وظلت تتحسس بشرته في توتر شديد..
-جانا بخفوت: انت بجد؟
أغمض عز الدين عينيه ليستمتع بلمسات جانا الرقيقة على وجهه الخشن و...
-عز بصوت رجولي دافيء: اه والله
تنحنح ياسين، واخفض بصره في حرج، ثم...
-ياسين بنبرة متحشرجة: أسيبكوا انا بقى، واطلع للولية مراتي الغلبانة اللي واقفة بره دي.

استدار ياسين بجسده واتجه ناحية الباب، في حين تبعه الطبيب بعد أن تأكد من هدوء جانا وسكونها مع زوجها، وأشار للممرضتين لكي تدلفان معه للخارج ويتركان كلاهما ليحظيا ببعض الخصوصية..
أغلقت الممرضة الباب خلفها، في حين ظلت جانا تتحسس وجه عز الدين وهي غير مصدقة لعينيها و...
-جانا بتلعثم: انت، انت ماموتش! طب، طب ازاي؟
لوى عز الدين فمه في تهكم زائف، ثم حدق في عيني زوجته و...

-عز مازحاً: الله اكبر يا شيخة، لأ، أنا لسه عايش وبسبع أرواح
-جانا ساخرة: لأ بقوا ستة الوقتي
-عز بجدية مصطنعة: بلاش أر...!
رمشت جانا مجدداً، وعقدت حاجبيها في دهشة، وهي تكاد لا تصدق أن زوجها معها، ويجلس إلى جوارها..
-جانا باستغراب: طب ازاي؟ انت كنت بتفرفر
-عز بضيق: بفرفر، الملافظ سعد!
أخذ عز الدين نفساً مطولاً، ثم زفره في هدوء و...
-عز بتنهيدة: يا ستي كل الحكاية ان سي عمورة بتاعك لم آآآ...

-جانا مقاطعة بغضب: متقولش زفت بتاعي
اعتلت ابتسامة رومانسية وجه عز الدين، ثم أمسك بكف يد زوجته بيده، ورفعه إلى فمه، وقبله بحنية، ونظر إليها بنظرات دافئة و...
-عز بصوت رخيم: لما الزفت ده ضربني بالمطواة في بطني، المطواة دخلت في توكة الحزام، وبفضل الله نجاني ويدوب بس جزء من المطواة دخل فيا..
حدقت جانا في عز الدين وهي غير مصدقة لما حدث، وفغرت شفتيها في صدمة، فتابع عز الدين حديثه بنفس الهدوء و...

-عز بنبرة رخيمة: فأنا قولت أعمل الشوية دول عليكي يمكن تحني عليا وتقولي على اللي جواكي..
ضاقت عيني جانا حينما أدركت أن عز الدين كان يتلاعب بأعصابها، وتجمدت الكلمات على شفتيها من الصدمة..
وضع عز الدين إصبعه على شفاة جانا، وهو متعمن فيها و...

-عز بصوت متحمس: بس الصراحة فاجئتيني، وقولتي بزيادة أوي، وبعد كده اغمى عليكي، واتنقلنا المستشفى سوا، انتي كان عندك انهيار عصبي، والدكاترة حاولوا معاكي كتير وآآآآ...
اغتاظت جانا كثيراً من عز الدين، ورفعت يديها ناحية صدره، وظلت تضربه بحنق و...
-جانا بنبرة منزعجة: تصدق انك واحد معندوش دم..!
أمسك عز الدين بقبضتي جانا بيده، وحاول تهدئتها، و...

-عز بنبرة إعجاب، ونظرات منبهرة: بس الصراحة يا جانا متخيلتش انك بتحبيني أوي كده
-جانا بضيق: انت ازاي تعمل فيا كده؟
أرخى عز الدين قبضته عن معصمي جانا لكي يتمكن من أحاطتها بكلا ذراعيه، وضمها إلى صدره و...
-عز بنبرة حانية: غصب عني والله، بس أنا أسف، بحبك يا مراتي، يا قلبي، بحبك أوي
-جانا بتبرم: أنا لأ.

أرخى عز الدين ذراعيه قليلاً عن جانا لكي تتراجع هي للخلف، ونظر إليها وهو رافع لأحد حاجبيه في انزعاج مصطنع و...
-عز متسائلاً بتوتر زائف: بتقولي ايه؟
-جانا بتذمر: بقولك لأ
أخفض عز الدين رأسه، ولوى فمه، وجعل ملامح وجهه تبدو متجهمة و..
-عز مدعياً الآلم: آآآآآه
ارتعدت جانا وهي تجد ملامح عز الدين تتبدل سريعاً، ونظرت إليه بقلق زائد، ومدت يدها إلى وجهه، ورفعت رأسه عالياً لتنظر مباشرة في عينيه و..

-جانا متسائلة بخوف: ايه مالك؟
ركز عز الدين بصره على جانا، ورمقها بنظرات عشق، واشتياق ثم..
-عز بخفوت: أصل كلمة لأ بتوجع قلبي، فمتقوليهاش تاني
-جانا بنبرة عابثة: يا سلام
-عز مبتسماً بسعادة: وحياة عبد السلام!
-جانا متسائلة بمكر: مين عبد السلام؟
-عز غامزاً: اسألي ياسين وهو يقولك
رمقت جانا عز الدين بنظرات تحدي، ثم نهضت عن الفراش و..
-جانا بنبرة عنيدة: طيب! أنا هاروح أسأله...!

انحنى عز الدين بجذعه قليلاً وهو يتأوه من الآلم و...
-عز بصوت ضعيف: آآآآه، الجرح باينه شادد
ظنت جانا أن عز الدين يمزح معها، ولكنه تأوه أكثر من الآلم، وتكور على نفسه، فاقترب منه، وجلست على طرف الفراش إلى جواره، ومدت يدها إلى يديه و...
-جانا متسائلة بنبرة مضطربة: ايه بيوجعك؟
-عز متآلماً: آآآه
-جانا بخوف: طب فين؟ وريني
أشار عز الدين بيده إلى جانبه، ووجهه مكفهر، وعابس من الآلم الزائف..

-عز بصوت أقرب للهمس: هنا
مالت جانا بجسدها على عز الدين لتتحسس موضع الآلم بيدها و..
-جانا بتوجس: هنا؟
-عز مبتسماً في خبث: لأ هنا
باغت عز الدين جانا، وجذبها من يدها ناحيته لتسقط في احضانه، ثم انحنى بها على الفراش، وتمدد إلى جوارها، ومسد على شعرها برفق، ثم ارتفع بصدره قليلاً بعيداً عنها لينظر إلى عينيها بنظرات مشتاقة راغبة في تذوق أنهار الحب من على شفتيها و...

-عز بنبرة رومانسية: قلبي وجعني من كتر بعادك عنه...
انحنى عز الدين برأسه على جانا ليطبق على شفتيها بحنان، ثم رفع رأسه قليلاً و...
-عز بصوت هامس: مش احنا كان عندنا مباحثات ومشاورات مؤجلة يا جانا
-جانا بصوت ناعم: مباحثات برضوه يا عز
-عز وهو يوميء برأسه: أيوه
-جانا بنظرات خجلة: وده ينفع برضوه هنا.

-عز بنبرة خبيثة: أهو ده المكان الوحيد اللي هعرف أخد راحتي فيه، بس استني أما أزنق الباب بالكرسي عشان أعرف أخلص المشاورات بدون مقاطعة
-جانا باستغراب: بقى كده..!
نهض عز الدين من جوار جانا، ثم سار بخطوات متمهلة نحو الباب بعد أن أمسك بأحد المقاعد المعدنية بيده، ثم أسند المقعد على المقبض ليحكم غلقه، واستدار برأسه نحو جانا التي اعتدلت على الفراش و...

-عز وهو يغمغم بصوت خافت: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا
-جانا متسائلة بحيرة: بتقول ايه يا عز؟
-عز مبتسماً بسعادة: بدعي ربنا يجنبنا الشيطان..
-جانا بخجل: كويس أوي
اقترب عز الدين من الفراش، ثم صعد عليه، وتمدد إلى جوار زوجته، وقام بلف أحد ذراعيه حول خصرها، وأمسك بيده الأخرى أصابع يدها، ونظر إليها بنظرات عاشق مشتاق و...
-عز بنبرة رجولية جادة: بسم الله نبدأ الجلسة الافتتاحية
-جانا بدلع: لأ يا عز.

-عز بنبرة متحمسة وهو يغمز: بقولك ايه مش وقت لأ خالص، جدول الأعمال مليان، وأنا عاوز أدي لكل جلسة حقها، هه حقها! فهماني طبعا...!

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة