قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع عشر

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع عشر

رواية دعني أحطم غرورك للكاتبة منال سالم الفصل التاسع عشر

في صباح اليوم التالي، وتحديداً في منزل حسين الدمنهوري
استيقظت جانا منذ الصباح الباكر وارتدت بنطالها الجينز ذو اللون الأزرق الفاتح ومن فوقه كنزتها ذات اللون النبيذي، أسدلت شعرها خلف ظهرها، ثم وضعت حقيبتها الصغيرة على كتفها..
رأتها سهير وهي متأنقة على غير العادة فتبسمت لها ثم...

-سهير مبتسة: صباح الخير يا عروستنا.
-جانا: صباح النور أنطي
-سهير: ايه لابسة كده ورايحة على فين؟
-جانا: هعدي على عز في شغله، ناوية اعمله surprise
-سهير: طيب يا جوجو، متنسيش تأكدي عليه يجي يتغدى معانا النهاردة
-جانا وقد لمعت في عقلها فكرة شيطانية اخرى: غدى، ممم، شوور أنطي!
-سهير متسائلة: هتاخدي دينا معاكي؟
-جانا: ييس أنطي، انتي عارفة مش هعرف أروح لوحدي وحابها تكون معايا
-سهير: طيب قولتي لعمك؟

-جانا بخبث: طبعاً، ده هو اللي قالي اعمل كده
-سهير: خلي بالك ع نفسك ومتتأخروش، ساعتين زمن بالكتير وتكونوا هنا
-جانا: اوك.

أدارت جانا وجهها في تجاه غرفة دينا، ثم صاحت بصوت عالي عليها و..
-جانا بنبرة عالية: دينااااااااااااا، يالا بقى
-دينا وهي تخرج من حجرتها: خلاص I m ready
-جانا: Ok, let s go.

استقلت كلاً من جانا ودينا سيارة الأجرة، طلبت جانا أن تذهب إلى محل الزهور أولاً لتنتقي باقة من الورد لتهديها لعز الدين، فاندهشت دينا من تصرف جانا الغريب، وخاصة أنها لا تطيقه فكيف تهاديه هكذا بكل بساطة، اشترت جانا باقة من الورود البيضاء، وطلبت من البائع أن يتم وضع كارت صغير بداخلها و...

-دينا متعجبة: واو، فلاورز من أولها
-جانا: اصبري على رزقك
-دينا: يجنن، انا بحب جو الرومانسية ده
-جانا بتهكم: هع هع، دي مش أي رومانسية، اصبري وهتشوفي..

تأكدت جانا أن الباقة التي ترغب في اهدائها لعز الدين جاهزة، ولم تغفل عن وضع لمستها ( المجنونة )..

ثم واصلت الفتاتين طريقهما إلى أحد المحلات الخاصة بالأزياء التنكرية حيث اشترت جانا ( زي الساحرة الشريرة العجوزة التي خدعت سنووايت في قصة بيضاء الثلج والأقزام السبعة الشهيرة ) ثم قامت بتبديل ملابسها، و بارتدائه ولم تنسْ وضع مساحيق التجميل الخاصة بالشخصية المرعبة، بالاضافة إلى الاكسسوارات المرتبطة بها...
-دينا بنظرات مندهشة: تحفففففة ال costume ده، بس هو الهالوين امتى؟

-جانا بنبرة هادئة وهي تعدل هندامها: ده مش عشان الهالوين؟ ده اللي هقابل البأف بيه!
-دينا فاغرة شفتيها: انتي بتهزري صح؟
-جانا: أنا بتكلم جد
-دينا: يخرب عقلك، يعني انتي هتقابيله وسط الموظفين بتوعه بالشكل ده؟
-جانا وهي توميء بالايجاب: of course
-دينا بقلق: بس كده منظره قصادهم ايه؟
-جانا بتحدي: وهو ده المطلوب، أهزأه قدام موظفينه
-دينا بخوف: جانا، بليز متورطنيش معاكي!
-جانا: متخافيش، ويالا بينا.

دلفت الفتاتين خارج محل الأزياء التنكرية، كان كل من يلمح جانا بزيها المخيف ينظر إليها بنظرات متعجبة او نظرات اشمئزاز والبعض بنظرات استغراب، شعرت دينا بالاحراج وهي تسير إلى جوارها، ولكن ليس بيدها حيلة، فهي ابنة عمها، وهي سوف تساندها مهما تكلف الأمر...

بعد هذا أوقفت دينا أحد سيارات الأجرة، ثم استقلت كلتاهما السيارة، وطلبت جانا من السائق أن يتوجه بهما نحو مقر شركة الكيلاني...
بين حين وأخر كان السائق ينظر ة عبر المرآة للفتاتين، كانت نظرات الحيرة والدهشة تسيطر على ملامحه، فهو بكل بساطة متعجب من هيئة جانا، فشكلها مخيف ومقزز...

وأخيرا أوصلهما السائق إلى مقر شركة عز الدين يوسف الكيلاني..
دلفت الفتاتين إلى بهو الشركة، وتفاجئت كلتاهما بمدى فخامتها، ومعمارها الرائع و...
-دينا بنظرات انبهار: وااااو، شوفتي شركة عزعاملة ازاي؟
-جانا وهي تزم شفتيها: مش بطالة
-دينا وهي تلكزها: ايه اللي مش بطالة، دي تجنن، كبيررررة اوي، انا مكونتش متخيلة انها بالحجم ده
-جانا على مضض: عادي يعني..

توجهت الفتاتين نحو الاستقبال، كانت أعين المتواجدين بالشركة تراقب الفتاتين، وتحديداً جانا باستغراب، فقد كل من يراهما يبدي فزعه من هيئة جانا..

ولكن قبل أن يدلفا أكثر إلى الداخل أوقفهما حارس الأمن و...
-حارس الأمن وهو يضع يده امامهما ليسد عليهما الطريق: على فين يا فندم؟
-دينا بصوت خافت: عاوزين نقابل عز
-حارس الأمن: عز مين؟
-دينا: عز الدين الكيلاني صاحب الشركة
-حارس الأمن: في ميعاد سابق؟
-دينا وهي توميء بالنفي: لأ مافيش، بلغه ان الآنسة دينا، والآنسة جانا خطيبتوا موجودين وعاوزين يقابلوه
-حارس الأمن: لحظة يا فندم، هبلغ السكرتارية يبلغوه.

وبالفعل أبلغ حارس الأمن السكرتارية، وسمحوا لجانا ودينا بالدخول...

ظل بصر حارس الأمن معلقاً بجانا، فقد ارتسم على وجهه مظاهر الاندهاش ودار في ذهنه الكثير من التساؤلات حول خطيبة رب عمله و...
-حارس الأمن لزميله: ايييه البني آدمة دي؟ عفريت
-حارس الأمن الأخر: لأ شيطان
-حارس الأمن الأول: يعني دي خطيبة البشمنهدس عز
-حارس الأمن الثاني وهو يمط شفتيه: وله في ذلك حكم...

وكان الحال مع ريم مديرة المكتب لا يختلف كثيرا عما حدث في الاستقبال من الدهشة والرعب مع حارسي الأمن...
ظنت ريم في البداية ان دينا بهيئتها الرقيقة هي جانا خطيبة المهندس عز، ولم يخطر ببالها أنها جانا ذات زي المرأة العجوز، لذا كان حديثها موجهاً إليها في البداية و...

-ريم موجهة حديثها لدينا: اتفضلي يا آآآآ، آنسة جانا، مستر عز في انتظارك
-دينا وهي توميء بالنفي: I am not Jana، دي جانا...
ثم أشارت دينا بيدها على جانا بشكلها المقزز والمرعب..
كانت ريم على وشك فتح باب مكتب عز الدين، ولكن أوقفتها جانا في اللحظة الأخيرة و...
-جانا لريم: خليكي انتي، انا عاوزه أفاجئه.

كان عز الدين ممسكاً بأحد الملفات يطالع مافيه من أوراق، ثم نهض عن مقعده الوثير لكي يرحب بجانا..

طرقت جانا باب المكتب، فسمح عز لها بالدخول...
دلفت جانا إلى الداخل، كانت في البداية ترتسم على وجهه ابتسامة عريضة صافية، ولكن سريعاً ما تلاشت حينما رأى جانا بهيئتها المفزعة أمامه، فارتعد على الفور، وتبدلت ملامحه، وسقط الملف الذي كان يحمله في يده على سطح المكتب و...
-عز بصدمة: أعوذو بالله من الخبث والخبائث
-جانا بضحكات مفتعلة: نيييهاااا، أنا جيت.

-عز وهو يشير بكلا يديه: انصرررررف، انصررررف، اعوذو بالله من الشيطان الرجيم
-جانا وهي تهز رأسها: لأ انا مش بتحرق.

ثم توقف عز الدين عن ادعائه الزائف بالفزع والخوف، وبدأت ضحكاته في العلو، وقف ينظر إلى جانا مستوعباً هيئتها و..
-عز باستهزاء: ههههههههههههههههههههههههه انا مصدقتش نفسي لما ال security قالي في عفريتة واقفة تحت والظاهر جاية من حفلة الملامين طازة.

لم تصدق جانا ردة فعل عز الدين على هيئتها، فقد توقعت أن ينزعج ويشعر بالضيق، ولكن ما حدث هو العكس تماماً..
-جانا بعدم تصديق: قصدك ايه؟
-عز: قصده يعني حفلة الهالوين
-جانا: يعني انت مخوفتش؟
-عز وهو يوميء بالنفي: تؤ، انا بس مبسوووط م اللي بتعمليه، عارفة لما تكون حياتك فيها روتين يومي وملل، وفجأة تلاقي واحدة لاسعة بتكسرلك جو الروتين ده.

شعرت جانا بالحنق من رد عز الدين البارد عليها، لذا...
-جانا بتهكم: لا يا شيخ! طب خد الورد ده عشانك
-عز وهو يمط شفتيه في تعجب: ورد مرة واحدة؟ ايه اللي جرى في الدنيا يا ناس؟
-جانا وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة خبيثة: ده عربون محبة...
مد عز الدين يده ليتلقى باقة الورد من جانا و...
-عز وهو يأخذ منها الورد: أشك...

لاحظ عز الدين وجود كارت صغير موضوع بداخل باقة الورد، فأمسك به وأخرجه..
ثم قرأ عز الدين ماهو مكتوب في الكارت المصاحب لباقة الورد، والذي كان بمثابة الصدمة بالنسبة له
( اتهان الورد واتبدر لما بقى هدية للبقر ).

طوى عز الدين الكارت في عصبية، كادت الدماء أن تهرب من عروقه من شدة الغيظ و...
-عز وهو متعصب: مين اللي بقر يا بنت ال...
لم يكمل عز الدين كلامه حيث انتابته نوبة من العطس المتصل و...
-عز وهو يعطس بشدة: اتشووو، اتشووو، انتي حاطة فيه اي، اتشوووو
-جانا مبتسمة: نشوووووء
-عز بضيق وهو يعطس: والل، اتشوووو، اتشووووو.

لم يستطع عز الدين أن يكمل أي جملة، فقد كانت نوبة العطس أقوى بكثير من قدرته على مقاومة رغبته في منعها...
في نفس الوقت دلف ياسين إلى داخل المكتب ليتفاجيء بما أصاب عز الدين و...
- ياسين: بقولك يا عز؟ ايه مالك؟
لم يستطع عز الدين الرد عليه، وإنما رفع يده في اتجاه جانا وأشار إليها، فالتفت ياسين إلى حيث يشير صديقه وتفاجيء بوجود...
-عز وهو يشير لجانا: اتشووو، نشوء، اتشوووو، ...

-ياسين بفزع: يا امااااااااااا، ايه ده؟عفررررررريت.

ارتعد ياسين من هيئة جانا، ثم تراجع للخلف، ووثب على الآريكة...
لم يقاوم عز الدين الضحك في ظل رغيته في العطاس، فحاول قدر الامكان السيطرة على نفسه، ولكنه لم يتحمل، فانفجر ضاحكاً و...
-عز ضاحكاً وهو يعطس في نفس الوقت: هههههههههههههههههههههه، أمنا الغولة، قصدي جانا هههههههههههههههههههههههه، اتشووووو.

اندهش ياسين كثيراً من هيئة جانا، وحاول أن يعرف منها السبب وراء ذلك التنكر المخيف و...
-ياسين بدهشة: انتي عاملة في نفسك كده ليه؟
-عز بسخرية: ده العادي بتاعها، اتشووووو
-جانا بضيق: استغفر الله العظيم يا رب
-عز غامزاً لياسين: اخرج بره الوقتي يا ياسين، واقفل الباب وراك وقول لريم متدخلش حد.

نزل ياسين عن الآريكة، ثم توجه ناحية باب غرفة المكتب وهو يتمتم بصوت خافت و..
-ياسين وهو يتجه للخارج: الله يعينك يا عز اللي بلاك بيه!
خرج ياسين من المكتب ليجد دينا منتظرة في الخارج وجالسة على الآريكة الجلدية وهي ممسكة بأحد المجلات المصورة بيديها الرقيقة لكي تتصفحها...

لم يصدق ياسين عينيه، دعكهما عدة مرات بكفي يده ليتأكد أنه لا يحلم، ثم ارتسمت ابتسامة بلهاء على وجهه، أخذ يقترب رويداً رويداً من دينا و...
-ياسين بفرحة: لالالالا، ده كده كتير والله
-دينا وهي تعقد حاجبيها: نعم!
أسرع ياسين في خطاه، ثم جلس إلى جوار دينا على الآريكة، وفَرد ذراعه على حافة الآريكة العلوية وخلف ظهر دينا ليكون أقرب إليها، وأخذ ينظر إليها بنظرات والهة، ثم مال برأسه قليلاً ناحيتها و...

-ياسين جالساً بجوارها: طب اقرصيني كده عشان أصدق عينيا
-دينا وهي تبتعد عنه: لو سمحت!

وفي نفس التوقيت دلف حسين الدمنهوري إلى المكتب، فانتفض ياسين من مكانه فزعاً ووقف بعيداً عن دينا وبجوار مكتب السكرتيرة ريم، نظر ياسين إلى المهندس حسين بنظرات كلها حنق و، ،
-ياسين في نفسه: ده انت لو مستقصدني، مش هتطلعلي بالشكل ده...
استغرب حسين من وجود دينا في مكتب عز الدين إلى الآن و...
-حسين: دينا؟ الله! انتو لسه مروحتوش؟
-دينا: دادي، لأ لسه، جانا جوه مع عز.

لمح حسين ياسين وهو يقف على مقربة من مكتب السكرتيرة ريم، فاندهش من وجوده و...
-حسين موجهاً كلامه لياسين: انت مين؟
-ياسين بتردد: حضرتك مش فاكرني؟ آآآ، انا رأفت، قصدي ياسين رأفت بتاعال...!

أشارت حسين بيده في وجه ياسين لكي يكف عن الحديث و...
-حسين مشيراً له بأن يصمت: أه، أه، افتكرت، يالا يا دينا انزلي تح تفي العربية استنيني، هاجيب جانا وعز ونحصلك
-دينا وهي توميء بالايجاب: اوك دادي، باي
نهضت دينا عن الأريكة وأمسكت بحقيبة يدها ثم دلفت للخارج، بينما ظل ياسين يتابعها، التفت حسين إليه فأدار ياسين وجهه إلى الناحية الأخرى..

في نفس الوقت في داخل مكتب عز
نظر عز الدين إلى جانا وتأمل هيئتها، شعرت هي بالاضطراب من نظراته الجريئة لها، ثم بدأ يقترب بخطوات ثابتة من جانا التي كانت تتراجع إلى الخلف و...
-عز مقترباً من جانا بنبرة هادئة: حلو جو العفاريت والهالوين والورد ال، ده...
-جانا وهي تتراجع للخلف بصوت خافت: يعني كان فارق معاك ولا خوفك حتى؟
-عز بثقة: الصراحة لأ، ولا الهوا.

تقلصت المسافة كثيراً بين عز الدين وجانا، كانت جانا تتراجع للخلف وهي تخشى أن تتعثر في خطواتها، فنظرات عز الدين المحدقة بها أربكتها، بينما وقف عز الدين أمامها وهو مسلط نظره عليها ليتأملها لبرهة و...
-جانا بقلق: آآآ، أنا كنت، كنت، جاية، أنطي، بتقولك، روح كُل عندها.

اقترب عز من جانا بدرجة كبيرة، والتي بدورها تراجعت للخلف إلى ان اصدم ظهرها بالحائط، فاستندت عليه، وظلت عينيها تتحرك في توتر شديد، ابتسم عز الدين لجانا ابتسامة عفوية، وما إن تأكد أن جانا لم يعد أمامها أي فرصة للابتعاد أكثر، حتى حاصرها عز بذراعيه...
اضطربت جانا كثيراً من قرب عز الدين الشديد منها، انتابها التوتر والقلق، شعر عز الدين بها، فقرر أن يستغل الفرصة و...
-عز: ايه بقى؟

-جانا بقلق: انت اللي ايه؟

أزاح عز الدين يده قليلاً ليمسك بخصلة شعر متناثرة على وجه جانا المخيف، فنظرت إليه جانا بقلق بالغ، وابتلعت ريقها بصعوبة، ولكنها حاولت أن تستجمع رباطة جأشها، فنظرت إليه بحدة و...
-عزوهو يمد يده ناحيتها: مالك خايفة من ايه؟
-جانا بصوت شبه جاد: ابعد لو سمحت احسنلك، انا بكلمك بالذوق أهوو، بدل ما استخدم العنف معاك!

شعر عز الدين باضطراب جانا، ومن طريقتها في محاولة اظهار قوتها أمامه، ف...
-عز باستهزاء: يا واد يا شرس، ده انتي مراتي يا بت؟
-جانا وهي تشير باصبعها في وجهه: انا بحذرك!
-عز: خوفت انا كده!

لم يتردد عز الدين في مد يده، فلم تمهله جانا الفرصة لكي يفعل هذا، وإنما ثنت ركبتها وضربته بشدة أسفل معدته، أو ما يعرف ب منطقة (تحت الحزام) كما يعهدها لاعبي المصارعة، فسقط على الأرض متآلما و...
-عز متآلماً: الله يخربيتك، ضيعتي مستقبلي، آااااااااااااااااه.

شعرت جانا بنشوة الانتصار لأنها استطاعت أن تتغلب على توترها و...
-جانا بفخر: أحسن، تستاهل، انا حذرتك م الأول
-عز وهو يمسك بطنه: ااااااااااه، حرام عليكي يا شيخة
ثم دلف حسين إلى المكتب، ليتفاجيء بوجود عز الدين ممداً على الأرض ومثني لركبتيه ويتأوه من الآلم، فعقد جبينه، وتسائل في اندهاش عن السبب و...
-حسين مندهشاً: ايه اللي بيحصل هنا؟ مالك يا عز يابني؟ ايه اللي حصلك؟

-جانا بلهفة: إلحق يا أنكل، عز وقع لوحده، وانا مش عارفة اعمله ايه؟

نظر حسين في اتجاه جانا ليتفاجيء بهيئتها المربعة، فعاتبها على ما فعلت و...
-حسين: ايه ده؟ ايه المنظر اللي انتي عملاه في نفسك ده؟
-جانا بتردد: ده، ده عز جبهولي، وقالي البسيه عشان عندنا حفلة تنكرية، حتى اسأل أنطي سهير هتقولك انا كنت لابسة ايه وانا نازلة
استمع عز الدين إلى أكاذيب جانا، فجز على شفتيه من الحنق و...
-عز في نفسه: أه يا بنت الكدابة!

اقترب حسين من عز الدين، ثم انحنى عليه قليلاً بجسده، ووضع يده على ظهره و..
-حسين مقتربا من عز: انت كويس يا ابني؟
-عز متحاملاً على نفسه: اه الحمدلله، كان مغص كده وراح
-حسين بلهفة: طب لو حابب نروح المستشفى نطمن عليك تع...
-عز مقاطعاً: لأ مافيش داعي، انا هبقى كويس
-حسين متسائلاً: جانا قالتلك عن عزومة النهاردة؟
-عز وهو ينظر إليها بقلق: لأ.

نظر حسين إلى جانا بضيق و...
-حسين: ليه كده يا جانا؟
-جانا بتردد: ملحقتش يا انكل، عقبال ما كنت بشوف ال costume، الوقت سرقنا
التفت حسين برأسه مرة اخرى في اتجاه عز الدين و...
-حسين: طب يابني انت هتروح معانا وتتغدى ان شاءالله
-عز: اعفيني يا عمي
-حسين مصراً: لأ مافيش اعذار، تعالى انا اللي هوصلك، يالا يا جانا، وغيري اللبس ده
-جانا وهي تتحرك تجاه باب المكتب: مافيش داعي يا انكل، هقلعه في البيت عشان منتأخرش.

دلف حسين إلى خارج المكتب أولاً، ثم تبعته جانا، ولكن لحق بها عز الدين، ثم أمسكها من ذراعها، ومال عليها قليلاً برأسه وهمس لها ب...
-عز هامساً لجانا: حسابك تقل معايا، وانا لو صبري نفذ محدش هيحوشني عنك!
-جانا وهي تنظر له بثقة وتحدي: هو انا عملت حاجة يا عزوووز
-عز باستغراب: عزوز؟
-جانا وهي تزيح يده عن ذراعها: بدلعك يا دغووف
تسمر عز الدين في مكانه، بينما أسرعت جانا في الخطى من أمامه حتى لا يقتلها...

ثم انطلق الجميع نحو منزل حسين الدمنهوري حيث الغداء المفتخر الذي اعدته سهير و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة