قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم  الفصل السابع

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

فلاش باك مستمر...
نظر لها ظافر بملامح مؤكده قويه قائلا بتأكيد...
-هتيجي معايا؟
-ولو جه وانا لوحدي؟
-مش هتبقي لوحدك انتي هتكوني معايا انا و الاولاد!
-مش فاهمه؟
-اتا مش هبقي مطمن عليكي انتي هتيجي تقضي شهور الحمل عندي في البيت و انا كفيل احميكي ومخلوش يلمس شعره منك!
-بس ازاي مينفعش!
-عندك حل تاني؟!
قالها وهو يقود سيارته بحده لتردف باعتراض...
-طيب وشهور العده اللي بتبقي في نفس المكان؟

-الضروريات تبيح المحظورات! انا مش هسيبك في الشقه فوق لوحدك و يا عالم ممكن يعمل فيكي ايه لو كسر الباب وانتي جوا وبعدين انا هأكدله اني معرفش عنك حاجه وانك مش عندي و هلعبها بسلاسه!
بعد ساعه في الطريق وتفكير عميق من الطرفين وصلا الي المنزل...
-اتفضلي، احم يوسف انت صاحي؟
هتف و هو يرحب بها وتمني ايقاظ احد اطفاله لإنقاذه من عقله الذي توقف عن العمل و فقدانه للتصرف!

ليحمد الله في سره عندما خرج الطفلين راكضين بسعادة نحوها ما ان رأوها فيوقفهم بحزم قبل الاصطدام قائلا...
-براحه علي طنط شروق محدش يخبطها عشان في بيبي في بطنها!
ولكنها تجاهلته وهي تميل عليهم تحتضنهم وتقبلهم بحب!
-وحشتوني يا كتاكيتي!
-انتي مسيتي ليه يا سيري انا كنت بعيط عايزاكي ؛ متعمليش زي عمو يحيي!
قالت فريده بلوم طفولي، فتضمها شروق مره اخري وهي تعبث بخصلاتها..

-متزعليش يا روحي وبعدين عمو يحيي في الجنه و هو شايفنا من فوق و معانا دايما بس انتو مش حاسين بيه وكمان جيت اهوه وهفضل معاكم علي طول!
ابتسم ظافر بحزن فغياب يحيي اثر علي الطفلين ولكن نظراته تعلقت بصغيره الذي يسبق سنه وهو ينظر اليه محللا لما يحدث حوله وبينهم!
رفع ظافر احدي حاجبيه قائلا...
-طنط شروق هتعيش معانا علي طول!

هز يوسف رأسه وكأنه يعطيه المباركة واعاد نظره الي شروق مرسلا لها ابتسامته الواسعة لتحتضنه هو الاخر!
انتهي هذا اليوم بأخباره لها بان تختار غرفه تقيم بها وباخبارها بانه لن يبيت معها في نفس المكان وانه سيصعد لشقتها في الاعلى فيزيل عنها اي قلق ومجيبا عن تساؤلاتها عن طبيعة تصوره لعلاقتهما معا و بشأنه عند الزواج!
انتهي الفلاش باك...

ارتسمت ابتسامه راضيه علي وجهها فهي تعلم جيدا انه رجل لا مثيل له، ربتت علي طفلها في احشائها بأمل قائله...
-هتبقي احسن ابن في الدنيا وهيكون عندك بدل الاب اتنين!
وبذلك التفكير اغمضت عينيها مستسلمه للنوم...

في الشقه المقابله...
دلف يزيد علي أطراف اصابعه لا يرغب في ايقاظها فتبدأ في محاضرته، قلبه يرغب فقط في ضمها، نظر الي جسدها الهش المستلقي علي فراشهم و رمي بتحذيراتها عرض الحائط...
ليس ذنبه ان زوجته سادية مجنونة وقلبه مريض بحبها و يموت الاف المرات في بعادها...
استلقي يجوارها بهدوء بينما استمرت هي في اصطناع النوم بقلب ممزق وهي تشعر به يقترب رويدا رويدا كطفل صغير يشتاق لوالدته...

بالطبع سيشتاق! فهي السبب الرئيسي الذي جعله يبتعد عن والدته و شقيقته حتي وان كانتا كسفاحتين يقتلانها بكلماتهم المميته يوميا...
و سيظلان عائلتة وهي السبب في ابعاده عنهم!
شعرت به يضمها لصدره بحب واستمعت الي انفاسه تستنشق عطرها و يغمر وجهه في شعرها الاسود المموج...

انقبضت يداها بألم ترغب لو تنسي الحياة و الصواب والخطأ وتلتفت اليه تضمه وتختبئ بين ضلوعه، و تطمئنه بإنه الحب الاول والاخير ولكنها لن تستلم الان فالنهايه باتت قريبه خاصة مع خططها القادمه!
قبل رأسها بشفتين مهزوزتين بهمساته وهو يقربها اليه اكثر واكثر قائلا بخفوت...
-عارف انك صاحيه...
لعقت شفتيها تاركه اياه يضمها اكثر ترضي بها اشتياقها الحار له و للمساته ليهدأ قلبها قليلا بإقترابه...

توسدت ذراعه الذي وضعه تحت رأسها بلا مبالاة فأردف بخفوت...
-مش ناوي تعقل بقي وتريحنا؟!
وصلها الصمت قليلا قبل ان يأخذ نفس عميق قائلا بتعب...
-مش ناوية تحني انتي؟!
اغمضت عينيها لربط جأشها فتقول بقلب يعتصر...
-لازم تتجوز يا يزيد!
شعرت بعضلاته تتشنج حولها وبذراعيه تقسو حولها ثم ترتخي بعد ثوان قليله قائلا بهدوء...
-سلامة عقلك يا حبيبتي انا متجوز فعلا!

حاولت ابعاد يده بغضب و لكن دون جدوي فاستسلمت لاستفزازاته قائله بصوت جليدي...
-انت فاهم كويس! كفايه هروب من الواقع ايه هتحبني شهر شهرين سنه سنتين قبل ما تحس! انا بقدملك فرصه تريحك و تشيل هم سنين و سنين جايه!
-نامي يا سلمي!
قالها مغمض العينين و كأنه لم يستمع لحرف منها و لكنها استمرت غاضبه...
-ممكن تبطل دور المثاليه دي انت في الاول ولا في الاخر راحل و مينفعش تعيش مع واحده زي الارض الب...

هدر بحده قاطعا حديثها وهو يدفعها قليلا وقلبه يحترق...
-ما هو عشان انا راجل مينفعش تقوليلي الاسطوانه الزفت دي كل يوم، انا خدت قراري لازم تحترمي سواء عاجبك او لا انا مش هسيبك يا سلمي حطيها حلقه في ودانك عشان ترتاحي و تريحيني، انا مش هسيبك!
اعطاها ظهره بأنفاس منقطعة و غضب يكاد يطفو من اذنيه، شعرت برغبه كبيرة في البكاء ولكنه ابي ان يظهر ضعف او يستسلم الان!

اما هي فلا فقد هبطت دموعها مخلوطه بألم و غصه و عضب و حزن و الكثير من المشاعر التي يصعب وصفها و اعطته ظهرها تخفي وجهها بين طيات الغطاء...
شعر بجسدها ينقبض و ينبسط بعنف دون صوت، فالتفت بهدوء و حزنه يغيم عيناه يحاوطها بين ذراعيه رغم مقاومتها التي دامت ثوان معدودة فينتهي به الامر محتضن إياها بشده مخفي وجهه بين خصلات شعرها المموج، منتظر ان يأتيهم النوم سويا للهرب من الواقع!

في الشقة العلوية...
شعر بنبضات قلبه في اذنه وهو يراها تبتسم له بعيونها الخضراء كالغابات الأندلسية...
توقفت انفاسه وهي تقترب منه بابتسامه مشاكسه غير ابهه لوضعه النصف العاري فتضع اطراف اصابعها علي جبهته وتمر بها علي انفه ثم فمه ببطء شديد...
هل يمكن ان يموت المرء من الترقب!

فكر وهو يشعر بيدها الاخري تلامس صدره بنعومه طاغيه تعبث بثباته وفي نفس الوقت يري شفتيها الوردية تقترب وتقترب فيدور رأسه عندما لامست شفتيه بخفه ورده تنغلق تخفي محياها منتظره النهار!
رفع يديه يمسك ذراعيها بقوة وشوق و يقربها لصدره ليتفاجأ بها تتلاشي كالهواء بين كفيه وهو يحاول تعميق قبلتها وتذوق شفتيها و لكن دون جدوي...
-شروق!

همس بشوق قبل ان ينتفض ظافر برعب من علي فراشه ينظر حوله بريبه وهو يتصبب عرقا!
حلم!
مسح بكفيه علي جبينه و رقبته و زفر ليستغفر مطولا و بتوالي!
ما الذي يحدث له؟ ها هو في عمر الخامسة و الثلاثون و يحلم كالمراهقين احلاما محرمه!
تلك الفتاة أصبحت خطرا عليه، هز رأسه بعنف بل هو من اصبح خطرا عليها!
ليزفر متمتما...
-سامحني يارب انا مقصدتش ده حلم!

تنهد طويلا قبل ان ينظر الي الساعة فيجدها تشير الي الخامسة فجرا، قرر ان يأخذ حمام باردا متأكدا انه لن يتذوق طعم النوم الان!
ليقرر استغلال هذا الصباح في عمل مفاجئه تستحقها، ربما تلهيه قليله عن الشعور بتأنيب الضمير لما حدث للتو!

في مكان اخر...
-ماتتكل بقي!
قالت منار لاحد الزبائن المزعجين الذي يمطرها بكلمات داعبه قبل ذهابه...
التفتت تنهي تكييس باقي الخبز قبل ان تسحب واحدا وتجلس علي مقعد بأول الدكان وعقلها منشغل بمروان تنتظر حضورة فقد تأخر عن موعده كما انها لم تري زوج شروق يتجه معه الي العمل منذ اسبوع او اكثر وبدأت تشعر بالقلق علي شروق...
ابتسمت بتفكير لما لا تستغل الموقف للحديث معه ومنه تطمئن علي صديقتها!

نعم ستفعل ذلك...
وقفت تنفض فستانها الملطخ بقليل من الدقيق الابيض وبحثت في حقيبتها المتهالكة عن مرأتها الصغيرة تهندم وجهها وتضع احمر الشفاه الذي لا يفارقها برغم انها لا تضع اي مساحيق للتجميل او تمتلكها من الاساس ولكن احمر الشفاه هو عشق لا يمكن نسيانه!

كان مروان يلملم بعض الاوراق من سيارته قبل ان يلقي نظره عليها كعادته في اختلاس النظرات لها...
فلتابع محاولاتها للهندمه، ضيق عينيه وهو يتابعها تخطو شفتين مكتنزتين بشده بلون الغزال الاحمر...
لما كل هذا الاهتمام بالنفس، هل تنتظر احدهم؟ رجلا مثلا او حبيب ما؟
قضب جبينه بتفكير وشعر بغضب يتملكه لينظر الي مرأه سيارته يحادث نفسه قائلا...

-ايه يا مروان، هتخيب علي كبر هتبص لوحده لو اتجوزت بدري كنت خلفت قدها؟!
هز رأسه باستنكار اين ذهب ذلك الرجل الهادئ الوقور الذي يرفض الحب والمداعبات و يركز علي عمله فقط!
لما يميل عقله بهذه التفاهات الان...
تلك الصغيرة مبهورة به كحال كل الفتيات في سنها وعليه هو التنبه الي تصرفاته حتي لا يرسل لها افكارا مختلطه!
ولكن يبقي السؤال الذي يقتله حيرة!
الي من تتزين؟!

زفر وفتح باب السيارة بحنق ليغلقها بغضب، استدار يرمقها مرة اخيرة فاتسعت عيناه وهو يراها تتجه نحوه بعلبه في يدها...
نظر الي الخلف للتأكد انها تناشده، قطب حاجبيه بغيظ وهو يعيد نظرة اليها اذا كانت تأتي لتتقرب منه او التودد اليه فسيصفعها علي وجهها قليله الحياء!
اين العقل يا صاحب العقل!

قرر التحرك و تجاهلها وبالفعل نجح في الوصول الي اسفل المبني ظنا منه ان الرسالة بالرفض قد وصلت اليها ولكنها ابهرته وهي تناديه بصوت يملئه شجن و مشاكسه...
-استاذ مازن!
التفت يري هذا المازن بغضب فوجدها تقف امامه وتنظر اليه مباشرا...
كبحت ضحكتها وهي تري الضيق يرتسم وجهه لتعمدها بمناداته بشكل خطأ، ليردف بحده قائلا...
-اسمي مروان!
-يوة يقطعني معلش يا استاذ مروان لا مؤاخذه!

قالتها بمشاكسه واضحه، فاتخذت شفتيه وضعيه الخط الرفيع ليردف قائلا...
-تؤمريني بحاجه؟
-ايوة كنت عايزة اطلع شقه الراجل اللي كان بينزل معاك الشغل الصبح!
قالتها بلا مبالاة وكأنها تتحدث عن الطقس وهي تلعب بطرف شعرها...
-افندم!
قالها بغضب وعيون مشتعلة فهي بالتأكيد تقصد ظافر...
-الراجل ده اللي كان...
-انا عارف هو مين!
قالها بحده يرغب لو يصفعها علي وقاحتها ليستكمل بحده...
-عايزة منه ايه؟

-مش منه انا عايزة مراته!
هدأ الغضب في عينيه وقد بدأ يستجمع افكاره...
حسنا وداعا للعقل والتفكير وتلك الوقحه امامه!
-انتي عايزة شروق؟!
-اه عايزة اطلعهلها الكيك ده بقالها كتير منزلتش!
هز رأسه بالموافقة واشار لها باتباعه...
صعدت منار بابتسامه واسعه تتبختر بخطواتها تتمني لو يعطيها الفرصة لتسبقه عسي ان تتفنن في جذبه علي طريقتها الانثوية!

(اه يا سافله يا سهلة يارخيصه)
وقفت بخضه عندما وقف في منتصف الطريق يلتفت لها بغضب قائلا وهو يرمقها من اسفلها لاعلاها...
-ايه ده انتي طالعه معايا عادي كده؟
نظرت له كأنه مجنون قائله...
-اومال اطلع معاك ازاي يا اخويا!..
هز رأسه بقله صبر علي سخافتها ليردف بحده!
-يعني انتي حد يقولك تعالي تيجي علي طول؟!
ابتسمت بمشاكسه ابتسامة هزت قلبه وارعشته بين ضلوعه...
-مش فاهمه؟!

قالتها وهي ترفع حاجبيها لثانيه قبل ان تهبطه في الثانية التالية...
-يعني انا اقولك هوصلك تعالي تثقي فيا وتطلعي معايا افرضي ضحكت عليكي!
-يالهوي تضحك عليا! لا اذا كان كده اوافق بقي!
قالتها ترغب في مشاكسته عسي ان تكسر تلك العبسة من علي وجهه وهي تقترب منه علي الدرج ليرتبك بشده ويعود خطوة للوراء غير متوقع جراءتها...
ضحكت بمرح قائله...
-مش هتوصلني بقي يا استاذ مروان!

رمش لايزال مذهولا من جراءة تلك الوقحة!
قبل ان يتنحنح قائلا...
-اتفضلي قدامي الدور الجاي الشقه علي ايدك الشمال...
لم يعلم سر الابتسامة الكبيرة التي ارتسمت علي وجهها وهي تتقدمه ولكنه علم سريعا وهو يراها تطيل في تمايل خصرها المحفور بعنايه للدخل بين جسدها الممتلئ بتناسق انثوي رهيب...
ابتلع ريقه بغضب وقد جف حلقه ونظر لأسفل يرفض ان تلاعبه طفلة!

وصلت ليشير الي شقه علي يمينه قبل ان يتخطاها دون كلمه يصعد الي شقته أتاه صوتها الانثوي ذو الرنة المميزة...
-تسلملي يا أستاذي!
لم يجيبها حتي وهو يختفي عن انظارها...
-هيييييييح كتك القرف في حلاوتك!
قالتها وهي تطرق الباب فتستقبلها شروق المبتسمة بعد ثوان...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة