قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم  الفصل الثامن

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثامن

-منار ازيك يخرب عقلك كنتي وحشاني بجد!
اتسعت ابتسامه منار وزال توترها بأن تكون قد تخط حدودها وقالت...
-وانتي اكتر يا مدام شروق!
-مدام! مالك يا منار يا حبيبتي انا شروق بس!
قالتها شروق بملامح منكمشه لتضحك منار قائله...
-معلش معلش انا كنت متوترة بس...
-طيب ادخلي وقفا ليه؟
-لا مينفعش انا سايبه عم هلال لوحده تحت، انا قولت اطمن عليكي بسرعه و اجبلك طلبك الدايم!
-طيب استني اجبلك الفلوس!

مصمصت منار شفتيها قائله...
-فلوس ليه ان شاء الله ده هديه مني ولا منشبهش يعني!
ضحكت شروق قائله...
-طيب كتر خيرك يا ست منار و خلى عم هلال يخصمهم منك...
خرجت ضحكتها الرنانة بعفوية لتهز رأسها قائله...
-طيب يعملها كده وانا هاكل كل اللي في المحل! يلا يسعد مساكي بقي انا هنزل عشان متأخرش!
-الله يهنيكي ويسعدك يا ميرو، لو عرفتي تفضي اطلعي اقعدي معايا انا بزهق لوحدي!

اتسعت ابتسامه منار وهي تهز رأسها بالموافقة و تهبط علي الدرج بسعادة...

في المساء...
دلف ظافر الذي غاب النهار بأكملة الي المنزل، ابتسم تلقائيا وهو يستمع لأصوات ضحكاتهم العالية ….

اخذ يلملم الاكياس التي امضي ساعات طويله يتسوق بها لإحضار ما يمكن ان ينقص الطفل معتمدا علي خبرته مع يوسف و فريدة …. زادت ابتسامته وهو يتذكر العاملة بالمتجر وهي تدور حوله بنشاط طفولي مستمتعة ان هناك رجلا يقوم بتلك المهمة بدلا عن زوجته الحامل المتعبة لذلك فقد حرصت علي اعطائه كل ما ستحلم به امرأه من الوان زاهيه ملونه وملابس رقيقه مبطنة!

هز رأسه بابتسامه دائما ما يقع مصيره مع الصغيرات الحالمات!
تنحنح ينظف حلقه عسي ان تنتبه الي وجوده، قبل ان يردف...
-يوسف، يا فريدة؟!
اقترب بعد دقائق من مصدر اصواتهم بغرفة الاطفال فوجد الباب شبه مفتوحا و رغما عنه وجد نفسه ينظر من تلك الفتحة ويبحث عن سبب ضحكاتهم تلك!
فرغ فمه وهو يري شروق تجثو امام الفراش حيث يجلس طفليه بشعرها الاسود القصير بشكل يعطيه جاذبية خارقة...

تابع ملامحها ووجهها المشرق باحمرار وجنتيها من المجهود بالتأكيد وهي ترفع احدي الالعاب المحشوة فترسم بعض الاشكال المضحكه بوجهها و عينيها و تقول بصوت رفيع مضحك...
-انا عايز العب مع فيري يا فيري بقي ماليش دعوة!
قالتها وهي تهز رأسها عمدا بالنفي فتتناثر خصلاتها علي وجهها ورقبتها بطريقه مغرية للغاية!
زفر وهو يعود الي الوراء! تبا لتلك التخيلات اين ذهب تهذيبه و ايمانه، هي لم تصبح زوجته بعد!

ليرتفع وجهه بنصف ابتسامه قاسيه، وكأن ذلك سيحدث فرقا بالطبع هي لن تقبل ان يكون زواجهم اكثر من زواجا ورقيا!
احزنه ذلك التفكير كالعاده و شعر بغضب ينهش داخله!
-شروق!
هتف بحده وهو يعود نحو الاكياس!
فانتفضت شروق برعب تبحث عن حجابها الملقي بجوارها بينما يسبقها يوسف وفريدة بسعاده الي والدهم...
-باااااااابي!
حمل الصغيرة الراكضة نحوه يقبلها ليميل نحو يوسف المحتضن لساقه مقبلا لرأسه...

خرجت شروق تمرر عيونها علي كل تلك الاكياس ليدق قلبها بترقب و ذهول وهي تري اسماء تدل علي مقتنيات الاطفال قد تكون اغراض لفريدة ويوسف...
لا تريد ان تتحمس كثيرا فأعادت انظارها نحو انظاره المراقبة للهفتها فيمتلئ قلبه و داخله بسحابه دافئة ويتأكد له انه اتخذ الخطوة الصحيحة...
تلاشي غضبه الذي نشأ منذ قليل وهو يردف بهدوء...
-الحاجات دي عشان البيبي مش هتيجي تتفرجي عليها!

ابتسمت وهي تشعر بدموعها تحاول الهرب ولكنها ترفض البكاء في هذه اللحظه، قد تكون تافهه للبعض و لكن اليها هي تعني الكثير والكثير!
احاطها يوسف وفيري بترقب لتبتسم بسعادة وهي تري اعينهم تكاد تأخذ شكل القلوب من الالوان الزاهية والاغراض...
-اخر كيسين هناك بتوع فيري و يوسف ومحدش يمد ايده علي حاجه استنوا طنط شروق هتفرجكم!..
قفزت فريده بسعادة قائله...
-يلا يلا ورينا يا سيري!

بذلك التصريح اخذت تفتح شروق الاكياس بسعادة بالغه و يرافقها يوسف وفيري في ضحكاتهم وتعليقاتهم حول مدي صغر ذلك المولود المنتظر!
اما هو فقد جلس بعيدا يتابعهم بتمني من بعيد وعيونه تفترس اصغر ردود افعالها وكل تعبيراتها و يدها التي تلامس بطنها بين كل دقيقه والأخرى وكأنها تشاركه الحدث!

لقد نجح في كبح مشاعرهوهي زوجه يحيي اما الان وهي علي وشك الزواح منه، ترفض مشاعره التأني او الصبر حتي الشعور بالذنب اصبح لا يؤثر في كبح دقات قلبه!

في مكان اخر...
-ممكن تقعدي زغللتيني...
-اسكتي يا لولو انا متعصبه جدا!
اردفت مني يخنق وهي ترتمي علي الأريكة الهزازة في حديقة قصرهم، لتجيب صديقتها لمياء المقربة...
-يابنتي نفضي هو اللي خلقه مخلقش غيره و بعدين رجاله النادي كلهم تحت رجليك و يتمنوا بصه منك...

-لا انا عايزاه هو! هو فاكر بعد ما يطلقني و يبعتلي ورقتي يوم حفلتي قدام الكل هسيبه يستمتع بحياته! لا والف لا انا هقفلها عليه لحد ما بقي انا بس اللي قدامه و ساعتها هيجيلي يبوس القدم انا هذله ذل الكلاب!..
-يابنتي ريلكس محدش فاكر اصلا وبعدين ده مين يعني ولا غني ولا فظيع معرفش متعلقه بيه علي ايه!
-عشان مش انا اللي واحد زي ده يبيع و يشتري فيا لازم ادمره!
-طيب يلا عشان اتأخرنا علي حفله رودي!

-لا ماليش نفس مودي باظ!
-بس رودي عامله نار و اغني الاغنياء هيحضروا ده غير انهم بيبقوا صغيرين وزي القمر...
نكزتها لمياء بنظرة ذات معزي وابتسامه ماكره، لتزفر قبل ان ترمش بتفكير قائله...
-اذا كان كده يبقي يلا ا بينا!
وبذلك وقفت العقربتان لبدأ التجهيزات عسي ان تنتهي الحفلة بسهره الي احدي القري الساحلية مع اوسم رجال الحفلة!..

داخل مبني الأصدقاء...
أغلقت سلمي هاتفها مع الطبيبة بأسي بعد ان كانت في طريقها لتمضي الوقت مع شروق ولكن بالطبع الأخبار لا تسر، توجهت لغرفتها مقررة الاختلاء بنفسها، ظلت تجول حول نفسها بتفكير غير مهتمه بمنع دموعها قبل أن تجففها بعنف مقرره مواجهه يزيد بشكل مباشر...
توجهت إلي غرفه الجلوس فوجدته يتربع الأريكة و هاتفه تحت أذنه و اوراق كبيرة متناثرة حوله...

فالجميع في حاله تأهب لإعلان تلك الشركه الجديدة بين الأصدقاء...
سعلت بخفه تشير إليه برغبتها في التحدث، فعقد حاجبيه قبل أن يستأذن مغلق الهاتف في دقيقه، نظر لها وهو يفرك جانب وجهه بتساؤل..
ابتسمت باتساع فكاد يبتسم بتلقائية ففي ابتسامتها تقبع سعادته، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!
-مفيش امل خلاص عمري ما هخلف!

غامت عينيه بتفكير محاولا لملمه أفكاره و التحكم في تعبيرات وجهه حتي لا يؤذي مشاعرها دون قصد، يكفي الحزن الدفين المنعكس في عينيها السوداء ليعلم أنها تنزف من الداخل...
نظر للاوراق بحدة قائلا...
-طيب!
دوت ضحكتها الجافة المكان لتردف وهي تقترب منه قائله...
-وبعدين!
-مش مهم يا سلمي!
رفعت وجهه بين كفيها وهي تميل نحوه تقبل جبهته قائله بخفوت و حزن...

-لا مهم يا يزيد، عشان خاطري ريحني لو فعلا بتحبني متعذبنيش بالذنب اكتر من كده!
جذبها نحوه لتستقر في أحضانه علي الأريكة ليردف بخفوت و إصرار..
-الذنب انتي اللي معيشه نفسك فيه يا حبيبتي، عشان انتي مش عايزة تفهمي انك حبيبتي و قلبي اختارك انتي وهيختارك انتي طول ما انا فيا نفس!
انهي كلماته وهو يتابع تساقط دموعها بحزن فيميل عليها يطبع قبله خفيفة علي وجنتها...

رفعت كفيها تمررها علي وجنتيه المنبتة بشعرات قصيرة مرار و تكرارا وكأنها تلمسه للمرة الاخيرة تنظر له بعيون تشع بحب العالم لتردف بعد مده...
-وعشان انا حبيبتك مستحيل ارضي بكده!
أغمض عينيه بغضب و حزن قبل أن يزيل يديها و يرفعها عنه يضعها علي الأريكة بجواره ويلملم اوراقه بتجاهل قائلا...
-انا طالع لمروان!
وبذلك القول اختفي عن عيونها الباكية.

بعد فترة...
زفر ظافر بحنق قائلا...
-مش كنا استنينا الافتتاح ده بعد شروق ماتولد!
-الله! تاني يا ظافر! ما قولنا السوق فرض اننا نبدأ بسرعه وبعدين ربنا سهل وقدرنا نشتري مكان جاهز من مجاميعه بموظفيه انت ايه مضايقك بس!
قال يزيد للمرة الالف وهو يقف امام باب شقته منتظر خروج سلمي!
-مفيش بس الدكتوره قالت انها ممكن تولد في اي لحظه والتانية!
قال ظافر بقلق...

-متقلقش متقلقش وبعدين دي حاجه بسيطه و مروان عامل مفاجأة بعرض مسرحي يعني لازم اعضاء الاداره التلاته يبقوا موجودين!
هز ظافر رأسه بالموافقه وما هي الا دقائق حتي خرجت شروق مرتديه فستان اسود رقيق غاية في الرقة ويحيطها الحجاب الابيض الذي اصر علي ان ترتديه رافضا طقوسها بربط الحزن بالأسود فابن عمه شهيد حي في السماء ويجب ارتداء الابيض لا الاسود!

وقد رضخت له بعد مشادة حاده بينهم انتهت بتدخلات يوسف وفريدة وهم يتهمانه بسوء معاملتها!
تبعها يوسف المرتدي قميص و شورت و صغيرته مرتديه فستان احمر منقط بالأبيض، مال بنصف ابتسامه يحملها ويعدل فستانها متحسسا الشورت الابيض القطني، يتذكر عندما جن جنون شروق حين عملت انه يجعلها ترتدي الفساتين علي ملابسها الداخلية فقط، متهمة اياه بالإهمال!

ماذا يعلم هو عن عالم النساء! مالت نظرة منه لفستان شروق واتسعت ابتسامه بالتأكيد ترتدي هي الأخرى!
التقت انظارهم لترتبك شروق وهي تراه ينظر الي فستانها وتتبع نظراته تخشي ان يكون قد اتسخ او شيء من هذا القبيل ولكنها لم تجد شيئا...
خرجت ضحكه خفيفة منه قبل ان يستدير ليتجه الي الاسفل….
عديم الذوق والادب!
فكرت بغضب وعقلها يدور حول سبب تلك الضحكات هل يري مهرجا امامه ذلك اللعين!

تخطت قامته وهي تري يزيد يمسك بيد سلمي ولاحظت تشنج جسد صديقتها لتقطب حاجبيها بتفكير...
هل تشاجرا ام ماذا؟!

مال يزيد علي سلمي محذرا...
-بطلي تفركي مش هسيب ايدك طول اليوم ده!
نظرت بعيدا بغضب لتردف بعد دقائق...
-عزمت مامتك واختك؟
لم يجيبها لتهز رأسها بحنق و تزم شفتيها بالتأكيد لم يفعل فهي هادمه العائلات...
صعدت معه السيارة ليترك يدها اخيرا فتلوح لشروق المتساؤله مطمئنه اياها ان كل شيء علي ما يرام!
بغد مرور ساعه وقف مروان ينتظرهم بالخارج بابتسامه بالغه ليردف بسعادة عند نزولهم...

-يلا العرض هيبتدى!
دلفت شروق الممسكة بيد يوسف الصغير تنظر حولها بانبهار لتقف عند بوستر كبير معلق بفخر فتحنو عيناها و ترتسم شفتيها بابتسامه حزينة...
اهداء الي العنصر الذهبي في حياتنا، البطل و الشهيد يحيي الراوي رفيق الدرب!
نظرت الي الاسفل تحادث صغيرها بالداخل حديث فخر و حب يفهماه هما وحدهما...
-تعالي اقعدي...

قال ظافر بهدوء وصوت محشرج بالمشاعر وهو يدلها علي مكانها، جلس جوارها وفريده علي ساقه تشعر بالخوف للجلوس وحيده وسط هذا الجمع من الناس!
اما يوسف فجلس بثقه بجوار مروان...
بعد مقدمات و دقائق طويله اشعرته بالملل حتي وان كان هو من يتوسط الاضواء و الاحداث، بدأ اخيرا العرض المسرحي باسم ( وطن )...

احتضن فريدة اليه وقلبه يتقلب داخل صدرة ويتم آسره من اول كلمة تخرج من فتي صغير مرتدي زيا عسكريا ويتوسط خشبه العرض...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة