قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم  الفصل التاسع

رواية خيوط الغرام للكاتبة دينا ابراهيم الفصل التاسع

شعر ظافر بدقات قلبه تضرب في اذنه بشده ولكنه انتبه لأنفاس شروق العالية و عيونها الحمراء الباكية انتفض بخضه يمسك يدها القابضة علي المقعد بقسوة متسائلا...
-مالك يا شروق؟!
نظرت له بألم مكتوم و ذعر قائله...
-انا بولد!

في المشفي...
اخذ ظافر يأتي و يذهب امام غرفه العمليات و قلبه يعتصر بخوف رهيب، و عقله يعود به الي جملتها الاخيرة وهي تدلف مع الاطباء بهلع تناديه قائله...
- لو حصلي حاجه ابني امانه في رقبتك زيه زي يوسف يا ظافر!
زفر بحنق يدعوا الله بان ينتهي الامر علي خير و يزيد بجواره يربت علي ظهره...
-ربنا كبير متقلقش!
-بقالها اكتر من ساعه جوا!
قالها بتوتر كبير ليردف يزيد مطمئنا...
-هي العمليات القيصري كده!

-بس الزفت ده قال ساعه الا ربع و عدي ساعه كامله!
-وبعدين يا ظافر انت بتقلق نفسك و خلاص ايه يعني 15 دقيقه زياده وانا هتصرف يا سيدي!
اتجه يزيد بثقه نحو باب جانبي يطل ايضا علي غرفه العمليات يدق مرتين قبل ان تفتح له احدي الممرضات فتحه صغيره بتساؤل ليردف بأدب...
-لو سمحتي احنا عايزين نطمن علي مدام شروق!
-لسه يا فندم لكن الحالتين اللي جوا تمام!
ليأتي صوت ظافر العاصف فتنتفض الممرضة بخضه...

-لسه ايه يعني! مين بيولد في ساعه!
ابعده يزيد وهو يرسل اسفه للفتاه بعينيه قائلا...
-معلش هو متوتر بس!
رمقته الممرضه بحده قبل ان تغلق الباب في وجهيهم ليضيق يزيد عينيه بأتهام قائلا...
-عجبك كده! في ايه يا ظافر ما تهدي شويه!

زفر ظافر وهو يبعد يد يزيد عن صدره ليتجه الي باب العمليات الرئيسي يدعوا ويدعوا فان حدث لها شيء لن يتيتم الصغير فقط بل ابناءه ايضا للمرة الثانية علي التوالي ويعلم جيدا انه بفقدانها سيتحطم قلبه كليا!..
اغمض عينيه وهو يسند برأسه للخلف حتي انفتح الباب لتخرج شروق علي السرير المتنقل!
انتفض نحوها يحمد الله علي سلامتها بينما التفت يزيد يسارا ويمينا متساءلا...
-ايه يا جدعان اومال فين النونو؟!

-حضرتك اتفضل ناحيه اوضه الاطفال هتشوفه من الشباك!
-اشوفه من الشباك! هو انا بحجز سينما فين الواد؟!
اردف يزيد ليتجاهله ظافر و يتجه اليها سمح لنفسه بملامسه يدها قائلا...
-حمدالله علي السلامه!
هزت رأسها بتعب وحاولت الابتسام قليلا...
مرت لحظه صامته تتحادث بها اعينهم قبل ان تتحرك بها الممرضة الي غرفتها..

وقف ظافر ويزيد عند غرفه الاطفال وانظارهم معلقه علي ذلك الطفل الصغير النائم بهدوء بينما يبكي الاطفال حوله!
ابتسم يزيد قائلا...
-نومه تقيل زي ابوه الله يرحمه!
ابتسم ظافر نصف ابتسامه وهو يشعر بسعادة لم يتوقعها تنتشر داخله...

بعد مرور ثلاث أسابيع...
-مش اسلوب ده علي فكره يا زلومتي انا بقالي تلت اسابيع مش عارف اشيل الولد!
نظرت له سلمي شزرا وهي تهز الطفل بين ذراعيها وتداعبه بفمها...
ابتسم يزيد رغم غيظه ونظر حوله قبل ان يميل يقبل رأسها سريعا و يبتعد...
-يزيد!
-انا كان قصدي ابوس الولد!
-بردو مش هدهولك!..
دلف ظافر يضع بعض الاكواب امامهم قائلا...
-لا انت ولا هي هاتوا يحيي واتفضلوا بقي من غير مطرود عايزين ننام!

اخذ الطفل من احضان سلمي التي لازمت شروق الاسابيع الماضية وتحملت الكثير معهم...
-ماشي يا استاذ ظافر! تصبح علي خير!
-وانتوا من اهله خدوا الباب وراكم! اما انت بقي فتعالي يا استاذ نام اخواتك بيناموا خلاص نام بقي و ريح امك شويه!
لمس وجنته الصغيرة قبل ان يميل اليه يقبله...
وضعه في فراشه الصغير بجوار فراش والدته واخذ يهزه بعناية و هدوء...

تثائب بتعب فقد كانت الايام الماضية متعبه للغاية ما بين جنون اطفاله وبكاء يحيي الدائم و شروق التي يراها تدور حول نفسها حتي تنهار في البكاء ليلا حين لا تعتقد ان احدهم يستمع اليها ولكنه يفعل!
ابتسم لعل افضل ما حدث في تلك الايام هو اتمام زواجه منها فتصبح زوجته علي سنه الله ورسوله وعودته للنوم في غرفته ليس حبا بها ولكن تلبيه لرغبه قلبه في البقاء مع عائلته في نفس المكان...

نظر الي الساعة بتعجب لقد ذهبت لقراءة قصه للصغيرين قبل النوم، لما تأخرت هكذا؟!
لم يكن يعلم ان صغيريه مرهقين الي هذا الحد حتي احضر تلك المربية التي عاشرتهم اسبوع وهرعت تهرب من مهامها مستنكره رفض الاطفال الدائم لها و رغبتهم في شروق فقط فيبدو ان الخوف من وجود غريم جديد يتملكهم بشده ليستقر به الامر بأحضار فتاة متوسطة العمر لتقوم بالأعمال المنزلية يوميا!

اعاد نظره الي يحيي الصغير فوجده نائم بعمق، قرر الذهاب لألقاء نظره عليها ثم اخذ حمام دافئ ليبسط عضلاته...
فتح باب غرفة الصغيران يبحث عنها بعيونه ليبتسم وهو يراها تتوسطهم و تغط في نوم عميق...
اتجه ببطء نحوها قبل ان يتوقف ويبيح لنفسه تفحص وجهها الجميل رغم تعبها و ارهاقها الواضح؛ طالت نظراته اقل مما ينبغي علي جسدها الصغير الممتلئ في اماكنه الصحيحة!

هز رأسه باستنكار من افعاله ليميل نحوها يهزها مرتين فتفتح عيونها بذعر، شهقت بخضه وهي تعتدل...
فوضع ظافر يده علي فمها وهو يشير لها بالهدوء بأصبعه حتي لا توقظ الاطفال فيهمس قائلا...
-اهدي! انتي نايمه هنا و يحيي نايم جوا، انا قولت اصحيكي تروحيلوا عشان لو عيط!
هزت رأسها وقلبها يدق سريعا وهي تشعر بكفة الدافئ يحاوط شفتيها المرتعشة...

ابتلع ريقه بصعوبة وهو يستشعر توترها ليتنحنح وهو يعود للوراء يبعد يده غصبا ويتجه للخارج وهي تتبعه...
وقفت تفرك اصابعها بتوتر لتعود وتمرر اصابعها بين خصلات شعرها، لابد انها تبدو كالزومبى بينما يقف هو كنجم متألق بلا اي مجهود يذكر!
-امممم انا هنام!

قالتها وهي تتجه الي غرفتها بينما هز هو رأسه يرغب فقط لو يتجه خلفها ويخطفها بين احضانه!
ما ان اغلقت الباب حتي زفر بحنق لطالما كان التسرع في رفع الآمال العيب الاكبر بشخصيته، بالطبع هي لن تلاحظ وجوده كزوج و رجل هي فقط تريد السند والحماية والاب لطفلها وبالطبع هو لن يبخل بذلك ابدا!

في شقه يزيد و سلمي...
اخذ يهز ساقه بعنف وهو يجلس بجوارها يشاهدها تقرأ كتاب متجاهله إياه تماما...
لم تكن تقرأ كلمه مما تراها وعقلها منغمس بتحليلاتها قد يبات و يصبح يحلف لها انه يرغبها و لا يرغب بطفل ولكن وصول يحيي الصغير و جنون يزيد وحبه له اثبتلها صحه قرارها وان كان هناك شك ولو بسيط في قرارها فقد زال تمام...

نظف حلقه وهو يتثاءب و يحاول وضع ذراعه حولها ولكنها اعتدلت برفض وهي تغلق الكتاب قائلة...
-طلقني!
كان لايزال ذراعه بالهواء فأعاده بجواره متجاهلا اياها واتجه لمشاهده التلفاز...
-يزيد بكلمك رد عليا!
-وانا مش عايز اتكلم يا زلومتي!
-طلقني لاني بكرهك وهرجع لاهلي!
رمقها بنظره لو كانت موجهه لرجل لهرع هاربا فاردف بهدوء ينذر بالشر...
-ترجعي عند اهلك مين؟

عقدت ملامحها بغيظ فبداخلها تعلم ان اسرتها البسيطة سترفض بقاءها والابتعاد عن زوجها خوفا من ان يلتصق بها لقب مطلقه ولكنها اكملت بشجاعه...
-بيت اهلي يا يزيد ايه نسيت ان ليا اهل!
-لا منستش بس عندي فضول اعرف هتقوليلهم ايه؟
نظرت له بصمت قبل ان تخفض بصرها قائله..
-هقولهم اني مستحيل اخلف واننا اتفقنا ننفصل!
-احنا مين يا سلمي؟! القرار ده ليكي لوحدك!

-متصعبش الامر علينا اكتر من كده لو سمحت طلقني واتجوز غيري!
-مش هطلقك يا سلمي!
جزت علي اسنانها بغضب لتردف بغضب منفجر...
-طلقني بقي انا زهقت انت ايه يا اخي معندكش دم! انا مش عايزة اعيش معاك مش طيقاك مش طيقاك!
وقف بحده يطيح بالطاولة امامه فتصرخ بخضه وهي تضع يدها علي رأسها تستمع الي صراخه المدوي...

-انتي اللي معندكيش دم! ارحميني بقي انتي كل يوم بتموتيني بكلامك ده انتي كل ثانيه بتدبحيني بغباءك ؛ ارحميني يا شيخه و ارحمي عيشتنا اللي بقت سوده!
كانت تبكي بشده جعلت سائر جسدها يرتعش، جثا امامها قائلا بغضب وهو يمسكها بحده يحاول ادخال كلماته الي عقلها عنوة!

-اسمعيني كويس! انا مش هطلقك و شغل الجبروت اللي بقيتي فيه ده مش عليا انا عامل حساب لحب كان بينا وعارف ومتأكد انك بتحبيني وإنك مصره تكرهيني فيكي!
خرجت شهقات بكاءها وهي تبعد عيناها عن نظراته المتهمة فأردفت بقله حيله و حزن...
-انا اسفه بس ارجوك ابعد عني و طلقني!
-بصيلي وانا بكلمك!
علا صوته وهو يهزها بعنف حتي اعادت رأسها تنظر الي عينيه بنظراته التي تعكس موت قلبه، هز رأسه بخيبه امل ليردف...

-لو فاكره اني هطلقك يبقي اكيد اتجننتي يمكن انتي سهل تنسي حبك ليا وتنسي اني كنت في يوم كل حياتك ويمكن انتي خدعتيني من الاول ومحبتنيش اصلا! متقاطعنيش!
صرخ بحده عندما حاولت التحدث لتغلق فمها و دموعها تهبط، استكمل حديثه وهو يشد علي كل كلمة قائلا...

-لو وصلت اني اكسرك واعيد تأسيسك من اول و جديد مش هتهز وانا بعملها بالذوق بالعافيه هتفضلي جنبي انا مش لعبه في ايدك تقرري تخديها او تسيبيها في اي وقت، انتي فاهمه!
نظرت له مذهولة وهي تشاهد عيونه تزداد سوادا بغضب و غل مع كلماته حتي دفعها تماما بحده واتجه كالإعصار يبحث عن مفاتيحه ؛ سحب هاتفه قبل ان يخرج من الشفه تماما غير ابهه انه يخرج بملابسه البيتيه!

اما هي فقد انتهي بها الامر متكورة علي ذاتها تخرج كل احزانها في دموع حارقه تخرج من قلبها الممزق كارهه مصيرها داعيه الله ان ينهي هذا العذاب...

في شقه ظافر...
كاد يستسلم للنوم عندما اتاه صوت بكاء الرضيع، تنهد بتعب عندما استمر بكاءه فقرر رؤيته خوفا ان تكون شروق منهكه تماما ولا تسمعه...
رأي نور المطبخ مشتعلا وسمع صوت الماء، لابد انها تغلي بيبرونات الصغير لاعطاءه اللبن...
دلف يحمل الصغير بين ذراعيه يهدهده بحذر شديد من ان يضره بيداه الكبيرتان واخذ يهمس له بابتسامه...
-ماما جايه بالأكل خلاص بطل فجعه!

قلقت شروق عندما توقف الصغير عن البكاء وما ان اشعلت النار علي الماء حتي توجهت سريعا للغرفه...
توقفت عندما رأت طفلها بين ذراعي ظافر، انتفض قلبها ينقبض و ينبسط، و مشاعر غريبه عليها بدأت تحيط بها كسحابة كبير ماذا يسمي هذا الشعور الذي يعصف بداخل الانسان فيسرق منه الكنون!..
ارتسمت بسمه خفيفه علي وجهها وهي تراه يضع الصغير النائم بهدوء بالغ و رقه لم تعهدها منه...

هل هذه اللمسات الرقيقة تقتصر علي من يحب، تري ماذا سيكون شعور يديه القوية علي بشرتها!
اتسعت عيناها بخجل وهربت مسرعه الي المطبخ، هل فقدت عقلها تماما! و علي ماذا ستعلق تلك الرغبة الغريبة فلا وجود لهرمونات الحمل للومها!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة