قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل السابع

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل السابع

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل السابع

ارسل لها رساله بها العديد من الكلام المعسول. يخبرها بحبه لها منذ عشر اعوام. يتغزل في ملامحها. وبخبرها انه يراها في احلامه دائما. كلما اغمض عينيه راها.
وما يزعجها انها بدات تستجيب لكلماته تلك. قلبها ينبض بقوه وتشعر انها يحبها فعلآ ولا يكذب في حبه لها. يخون صديقه دون تفكير بسبب حبه لها. لم يفكر في صديقه رشاد بل فكر بها هي فقط.

كادت ان تضعه في الحظر ولكنها توقفت عندما وجدت رساله اخري منه: بلاش توجعي قلبي اكتر من كده يا لبني
كتبت هي: يعني انت عايز ايه اخون جوزي واكلمك؟! واخون سلمي إلى هي مراتك وصحبتي؟!
دي مسمهاش خيانه. ده حب والحب مش بايدينا محدش له سلطه علي القلب
زفرت وهي تقرا كلماته تلك وهتفت: انا بحب جوزي يا حسن
بطلي كدب ده واحد مش شايفك كل إلى بيهمه بطنه وبس لكن انا بحبك مجنون بيكي.

قرات عبارته تلك ولم تجيبه بشئ اطفاء حسن اضاءت هاتفه ووضعه بجانبه. ونظر إلى رشاد بكراهيه لما متمسكه به لبني!

انهي عمله وعاد إلى منزله. وجد كل شئ هادي ومرتب. مائده الطعام جاهزه. ومذاق الطعام رائع.
واثناء تناول الطعام اضاء هاتفه برقم غير مسجل. نظر إلى شاشه الهاتف ليجد ذلك الرقم ليس غريبآ عليه فهو رقم غاده.
اخفض صوت الهاتف لتقول لبني: مش هترد؟
ده عميل لسه هيرغي ولحد ما اخلص معاه هيكون الاكل برد وملهوش طعم
حركت راسها بتفهم ليقول رشاد: صح متخليش مروه تطبخ بكره لان حسن عازمنا.

ياادي حسن وعازيم حسن هو كل يوم والتاني هنروح نتغدا عنده؟
قالتها بضيق ليقول رشاد: وفيها ايه يعني؟!
تنظر له بغيظ هو لا يفهم شئ لا يفهم. كيف تخبره ان رفيقه يحبها يخبرها بكلمات معسوله تخفق قلبها. وتحرك مشاعرها ناحيته. كيف تخبره انها خائفه ان تقع في حبه؟
وعندما وجدها صامته ولا تجيبه هتف بزعيق: ما تجاوبي
ولا حاجه يا رشاد ولا حاجه
يتصفح هاتفه وجد طلب صداقه مرسل له من غاده. تضع صورتها الشخصيه.

هو يا موبيل يا فيس؟ ايه الست دي
قالها وهو يتحدث باستغراب بداخله ولم يقبل طلبها.
شعر ب لبني وهي تتمدد بجانبه علي الفراش ترك هاتفه وهتف: هتنامي ده لسه مجتش 12؟!
اومات راسها بالايجاب هاتفه: فاصله خالص ملك طلعت عيني لحد ما نامت
بعث بخصله شعرها التي علي جبينها وازحها للخلف قائلا: بس انتي وحشاني
فهمت ما يقصده وهي غير مستعده اطلاقآ اليوم عقلها مشغول بحسن وعزومه غدآ.
بعدين يا رشاد انا تعبانه وفاصله علي الاخر.

تعبانه من ايه؟! كل حاجه مروه عملتها النهارده قعدتك مع ملك وعمرو تعبتك؟! هو اي حجه وخلاص امبارح لما جيت من السفر كانت حجتك انك زعلانه علشان مردتش عليكي وانا مع العملاء والنهارده تعبانه ايه الخنقه دي.

قالها بعصبيه مكتومه لتقول هي بصوت مرتفع: ااه ماهي مشكله الاكل اتحلت ندخل بقي علي حاجه جديده نتخانق عليها ماهو انت مبيهمكش غير بطنك ومزاجكك بس انت ايه يا رشاد بجد حياتك دي ايه مفهاش غير الطفح والسرير وبس؟ معندكش اي حاجه تانيه
كاد ان يصفعها ولكنه تراجع ولبني تنظر إلى يديه بصدمه كان سيمد يديه عليها؟!
كور قبضه يديه بغضب ثم نهض من الفراش وتناول هاتفه وترك الغرفه باكملها.

دلف إلى غرفه الاطفال وتمدد بجانب عمرو.
اهذه هي صورته في عينيها. يبحث عن طعامه وشهواته فقط!
اليس هذا واجب الزوجه اتجاه زوجها!
تغاضي عن الطعام وجلب لها مساعده.
وحقوقه الزوجيه يتغاضي عنها ايضآ؟!
لما تزوج من الاساس وهو سيتغاضي عن كل شئ هكذا!
بعث بهاتفه وظل يقلب به بضيق وجد طلب الصداقه المعلق من غاده امامه. قام بقبول ذلك الطلب ثم اغلق الهاتف ووضعه بجانبه ثم اغمض عينيه وكلمات لبني ترن في اذنيه.

انت مبيهمكش غير بطنك ومزاجكك بس انت ايه يا رشاد بجد حياتك دي ايه مفهاش غير الطفح والسرير وبس؟ معندكش اي حاجه تانيه.

لم يستطيع النوم طوال الليل.
وفي الساعه الخامسه صباحآ قام بتبديل ثيابه ثم تناول حقيبته وخرج.
ظل يسير بسيارته يدور بها ولا يدري إلى اين هو سيذهب فقط يسير بلا هدف.
وعندما اشرقت اشاعه الشمس الصفراء.
استيقظت من نومها علي صوت طرقات مروه.
دلفت مروه إلى المطبخ لتجيهز الفطار اما لبني بحثت عن رشاد في غرفه الاطفال ولكنها لم تجده
زفرت بقوه ثم قامت بايقاظ عمرو وهتف إلى مروه: متعمليش فطار.

يجلس علي المكتب يشعر بصداع بسبب عدم نومه. هتف إلى الساعي الموجود: هاتلي كوبايه قهوه تاني
ايه حكايتك دي رابع كوبايه قهوه
هتف إلى رفيقه حسن: مطبق من امبارح ومش نايم
تسائل حسن باستغراب عن السبب ليجيبه رشاد: سيبك مني سلمت كل العقود إلى عندك ولا لسه؟
نهض حسن من مكانه قائلا: انسي العقود دلوقتي وقولي مالك شكلك غريب النهارده؟ في مشكله حصلت بينك وبين لبني؟

حرك رشاد راسه بالنفي وهو يتناول القلم ويقوم بكتابه: لا مشاكل ايه تاني خلاص كل حاجه اتحلت وهي عرفت تمشي البيت
امال في ايه؟!
مفيش حاجه تعبان شويه بس ومعلش بخصوص عزومه النهارده مش هقدر اجي
تنهد حسن وهتف: عمومآ انا موجود لو حبيت تحكيلي
عاد حسن إلى مكتبه وجلس عليه اما رشاد ظل يتابع عمله وهو ليس علي حالته العاديه.
ارسل حسن رساله إلى لبني محتواها: صباح الخير علي اجمل قمر
وفي لحظه وصل له ردها: وبعدين معاك؟!

حلمت بيكي النهارده كنتي بين ايديا وفي حضني صحيت مبسوط اوي
ابتسمت وهي تقرا كلماته تلك ثم ارسلت: عيب كده انا مرات صاحبك
صاحبي إلى بتتكلمي عنه ميستاهلش جوهره زيك إلى يكون معاه واحده زيك ويزعلها يبقي ميستاهلهاش
عزمتنا النهارده ليه؟!
علشان اشوفك طبعا هي دي عايزه سؤال؟ بس ربنا يسامحه رشاد بقي قالي مش هيقدر يجي وتعبان حرمني من شوفتك.

كادت ان تجيبه وترسل له ولكنها توقف واغلقت الهاتف. لا تريد ان تكون خائنه. حتى ولو ليست سعيده مع رشاد.
اما حسن ارسل لها اكثر من رساله غراميه ومقطع صوتي رومانسي...
عاد رشاد إلى منزله قام بخلع ثيابه ثم تمدد علي الفراش لتقول لبني وهي تقف علي عتبه الباب هاتفه: مش هنروح نتغدا عن حسن؟!
لم ينطق بشئ واغمض عينيه لتقول هي بضيق: يااخي رد عليا متسبنيش بكلم نفسي كده
مش هنتيل نغور مش هنغور اتفضلي وسيبني اتخمد بقي.

وبالفعل غادرت لبني وتركته.
وصل لها صوت بكاء الصغيره اقتربت منها وحملتها هاتفه وهي تهز الصغيره
عايزاكي النهارده تقضي اليوم كله صراخ وعياط ومتخليش رشاد ينام دقيقتين علي بعض ماشي يا ملوكه؟
يتقلب في الفراش بانزعاج من صوت الصغيره التي لم تتوقف دقيقه واحده وضع الوساده علي راسه ولكن لا فائده. لا يستطيع التحمل لا يستطيع. صداع في راسه بالاضافه انه مستيقظ منذ البارحه.

نهض من الفراش وهو يصرخ بعصبيه: مش عارفه تسكتي بنتك؟!
لا مش عارفه قدامك اهو شايفيني شايلها رايحه جايه بيها وهي مش ساكته اعملها ايه يعني؟!
قالتها بهدوء تام ليقول رشاد: متعمليش حاجه انا إلى هعمل
انهي جملته تلك ثم قام بصفع الصغيره علي يديها بقوه قائلا بزعيق: صوتك مش عايز اسمعه اكتمي خالص
وصوت الصغيره زاد بسبب صفعه والدها تلك لتقول لبني: حرام عليك دي طفله فهمت هي كده كلامك يعني؟!

رفع الطاوله الموجوده امامه بقدميه لتسقط علي الارض محطمه ثم قام بتكسير كل شئ حوله بعصبيه والصغيره تصرخ باكيه لتقول ليني بانفعال: انت اتجننت؟! ايه إلى بتعمله ده
العيشه معاكي جننتني يا لبني مهما اعمل انا إلى بطلع ظالمك وانتي ياعيني مسكينه مع ان مفيش حد مسكين في ام البيت ده غيري بقالي عشر سنين مستحمل قرفك وساكت وفي الاخر طلعت واحد مبفكرش غير في بطني ومزاجي وكل ده ليه؟ علشان طلبت حقوقي.

اكل كويس اكله بعد ما ارجع من الشغل طالع عيني وحقوقي الزوجيه غلط انا في كده؟!
وانا فين حقوقي في كل ده؟! يا شيخ ده انت مهانش عليك تسلم عليا وتاخدني في حضنك وانت مسافر. الكلمه الحلوه مش بسمعها منك، انت كلك علي بعضك غلط يا رشاد انسان معدوم المشاعر انا محتاجه احس اني ست.

والصداع سوف يفجر راسه صراخ الصغيره ولبني وكل شئ حوله ضغط علي جبينه بقوه وهو ينظر اليها قائلا: ده علي اساس انك ست اساسا؟! شوفي الستات براه شكلها ايه.

ابتسم بسخريه وهو يضرب كف بالاخري قائلا: مش عارف عيني كانت فين يوم ما اتقدمتلك ولبست فيكي بصي يا بت انا طبعي كده وهو ده إلى عندي انا استحملتك كتير وفوق طاقتي وده خلاكي تتفردي عليا وتشوفي نفسك لا يا حبيبتي انا استحملتك عشر سنين علشان خاطر البيت ده ميتهدش والعيال يتربوا بين اب وام فوقي لنفسك انتي ست بيت فاشله مش عارفه تسلقي بيضه شوفي سلق البيض إلى مفيش اسهل منه مش بتعرفي تعمليه.

وانا بقي عايزه البيت ده يتخرب طلقني يا رشاد وسبيني اروح لواحد يقدرني ويشوفني واحده ست مش واحده لكرشه ومزاجه علي اقل اترمي في حضن راجل يحسنني باني ست مش واحده ياخد منها مزاجه وخلاص
وما ان انهت جملته تلك وجدت صفعه علي وحنتيها لا تصدق انه صفعها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة