قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل الثامن والعشرون

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل الثامن والعشرون

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل الثامن والعشرون

بيت جوزك ومراته انتي بتقولي ايه؟ قصدك يعني رشاد باع ليكي الشقه واتجوزتي فيها صح
قالتها لبني وهي لا تريد ان تصدق كلمات رحمه لتجيبها رحمه ضاحكه
لا يا حبيبتي إلى انتي فهمتيه الاول هو إلى صح انا اتجوزت رشاد
صرخت لبني بها
لا متقوليش كده لا حرام عليكي.

في ايه يا لبني انتي قولتي مشاعرك من ناحيه رشاد اختفت من زمان وهو اصلا كان هيتجوز ف انا اوله بيه وبعيالك يا حبيبتي علي اقل مش هكون قاسيه معاهم واهو اصلح حال البيت من قله الاهتمام وشويه الاكل إلى مبتعرفيش تعمليهم
اشارت لبني باصابعيها ناحيتها قائله
ده انا لجئتلك علشان تقولي لرشاد الحقيقه تقومي تعملي كده.

لا يا قلبي انا مقصرتش معاكي خالص من الناحيه دي وعرفت رشاد كل حاجه من اول رسايل حسن لحد حكايه شقه دي حتى والله يا بنتي قولتله ان شقه انتي مظلومه فيها وحسن طلب يقابلك ودبسك اوعي تظلمني يا لبني ده انا حتى البوسه بتاعه حسن عرفتها لرشاد
ولبني تشعر ان الارض تهتز بها كلمات رحمه ونبرتها تلك لم تتحملها اغمضت عينيها والدموع سقطت من عينيها لتقول رحمه.

معلش يا لبني بس انتي عندك حاجات كتير مش عارفه قيمتها بيت وعيال وفلوس يا شيخه ده انا سمعت انكم بتشتروا كباب ومش بترضوا تاكلوه بقي عندك كل ده وبتدوري علي كلام الحب؟ امال لو كنتي اتجوزتي واحد مبيخلفش ومحلتهوش حاجه غير مرتبه كنتي عملتي ايه واحد يحرمك من الامومه طول عمرك ومتقدريش تطلقي لانك مش هتلاقي حد يصرف عليكي تمن العيش الحاف اهلك ما صدقوا خلصوا منك تروحي ترجعيلهم تاني!

عندك دهب جوه من كتره العلبه مش بتقفل كل النعم دي وفي الاخر تخوني جوزك علشان شويه كلام حب ايه الغباء ده وبصراحه بيني ما بينك انا عيني من رشاد من وقت ما شوفته في الخطوبه والفرصه جات ليا علي طبق من دهب يرضيكي اضيع فرصه زي كده
انا ازاي مكنتش شايفه الحقد ده كله ماما كان معاها حق في كلمه قالتها عليكي
ابتسمت رحمه وهي تجلس وتضع ساق فوق الاخري
شقتك حلوه علي فكره احلي بكتير من شقتي إلى اوضه وصاله بس.

وصل اليها صوت بكاء الصغيره سقطت نتيجه الفحص من يديها ثم اتجهت ناحيه الغرفه ولكن اوقفتها رحمه
علي فين؟
اوعي انا هاخد ولادي وهغور من هنا واشبعي انتي برشاد
حركت رحمه راسها باسف وهي تقول.

سوري بس انا عايزه رشاد والعيال بصي ممكن تاخدي عمرو لانه معكنن عليا وشغال ماما ماما عايز ماما ونقوله ماتت يا حبيبي وهو بردو مفيش ماما ماما لكن ملوكه لا مينفعش دي حبيبتي كفايه انها مش بتسكت غير في حضني سمعت انها دايما كانت بتزن معاكي حتى البنت الصغيره مش طايقاكي ياربي ولا الاكل رشاد ياعيني كل ما ياكل اكله من يدي يقولي كنتي فين من زمان حرام عليكي يا لبني إلى كنتي عامله في راجل ده.

واحد اكبر طموحه شويه اكل واهتمام ايه الصعب فيهم؟
وما ان انتهت رحمه ازاحتها لبني وهي تتجه ناحيه غرفه نوم الاطفال ولكن رحمه جذبتها من يديها بقوه قائله بعصبيه
انتي ضيفه في بيتي عايزه تقعدي تبقي مؤدبه
المكان بتاعي انا كل ركن فيه انا إلى اخترته ده انتي حتى لابسه قميص نومي وبتنامي علي سريري
قالتها لبني بانتصار
لم تعجب رحمه كلمات لبني تلك فقالت
قريب جدا كل حاجه هتتغير اصبري انتي بس واتفرجي.

مش عايزه اشوف حاجه انا هاخد ولادي وامشي مش عايزه اكتر من كده
وده مش هيحصل يا لبني
حدث اشتباك بينهما ولبني جذبت رحمه من شعرها بقوه ورحمه بالطبع لما تصمت وقامت بضربها والصغيره من الداخل تبكي شعرت لبني بالصداع وطاقتها نفذت باكملها لم تستطيع الصمود اكثر والرؤيه اصبحت مشوشه دفعتها رحمه بيديها لتسقط لبني علي الارضيه
كل حاجه كانت في ايدك وانتي ضيعتيها خلاص إلى بتضيع منه حاجه لا يمكن يرجعها تاني.

اسندت لبني نفسها ونهضت وهي تقول بتعب
حسبي الله ونعمه الوكيل فيكي
رحلت لبني وظلت تهبط الدرج والدموع تسقط من عيينيها كيف وصلت الامور هكذا،
اوقفت سياره الاجره واستقلتها اسندت راسها علي الشرفه ثم اغمضت عينيها وهي تهمس
كل حاجه ضاعت.

وضعت الصغيره علي الفراش بعدما توققت عن البكاء ثم عدلت رحمه خصلات شعرها التي اصبحت غير مرتبه بسبب اشتباكها مع لبني نظرت إلى الثياب الموجوده علي فراش عمرو ثم اقتربت منها وقامت بالعبث بها تناولت ثوب ما احمر اللون قائله
وريني يا استاذ عمرو هتعمل ايه المره دي عايزني اسيب اللبس ده كله علشان خاطرك يا اهبل.

ارتدت ذلك الثوب ثم جلست علي الاريكه تقلب في التلفاز انتبهت لنتيجه الفحص الموجوده بجانبها تناولتها وقرات اسم لبني الموجود علي الغلاف ثم قامت بفتح الملف لتجد اوراق باللغه الانجليزيه ظلت تقلب بهما وهي لا تفهم اي شئ مزقت الاوراق ثم قامت بالقاها في القمامه وعلي ملامحها ابتسامه ساخره.

وصلت إلى المنزل وعندما قامت والدتها بفتح الباب لها دلف هي إلى الداخل وحالتها غير مطمنه اطلاقآ
حتي بعد ما عرف بتعبك بردو رفض جاب منين رشاد قسوه القلب بس
قالتها والدتها بسحره اما هي جلست علي الارضيه خلف باب الشقه وقالت بدموع
رشاد اتجوز رحمه يا ماما
تابعت وهي تصرخ
اتجوزها وسلملها كل حاجه البيت والولاد حتى هدومي رحمه طلعت بشعه اوي، جواها حقد الدنيا كله من ناحيتي كلامك كان صح كله صح.

عاد الصغير من المدرسه ووجد رحمه ترتدي ثوب اخر خاص بوالدته
اقلعي هدوم ماما ملكيش دعوه بحاجتها
زفرت وهي تقول
حبيبي هدوم ماما دلوقتي بقيت بتاعي والشقه دي كمان بتاعتي كل حاجه بتاعتي انا ماما ملهاش حاجه خلاص ماتت وخلصنا
حرك راسه بالنفي
لا بتاعتها كل حاجه بتاعه ماما
تجاهلت كلماته وقالت
احضرلك يا حبيبي الغداء ولا تستني حبيبي رشاد.

وتتعمد استفزاز الصغير ركض الصغير ثم قام باحضار المقص واقترب منها ويريد تمزيق ثوب والدته من عليها صرخت هي به ثم جذبت منه المقص قائله بزعيق
اخر مره تعمل الحركه دي تاني معايا سامع
ثم تابعت وهي تصفعه علي وجهه
ودي علشان كل ما تفكر تقل ادبك معايا تفتكر القلم ده وتحترم نفسك
رحمه
قالها رشاد الذي دلف تؤءآ للشقه اما عمرو تجمعت الدموع في عينيه وركض إلى والده حمله رشاد وهو ينظر إلى رحمه بغضب كبير لتقول هي.

ابنك جايب المقص وعايز يقطع هدومي إلى عليا كان لازم ادبه
اما عمرو دفن وجهه باحضان رشاد وبكي بصمت ضغط رشاد علي شفتيه بضيق وقال
نهايتك قربت يا رحمه
تحرك بالصغير إلى الغرفه ثم وضعه علي الفراش وعمرو لم يتوقف عن البكاء حتى انه لا يستطيع ان ينطق بشئ ويتحدث
البكاء يقف في حلقه لاول مره يقوم احد بصفعه حتى رشاد ووالدته لم يفعلوها من قبل كان مجرد ضرب خفيف ولكن صفعه علي الوجه لم تحدث.

مرر رشاد يديه علي وجهه عمرو الذي واضح عليه اثر يد رحمه، لم تكن صفعه خفيفه مطلقآ ثم ضم عمرو إلى احضانه ورتب عليه بصمت وهو يتوعد رحمه بداخله
غفل الصغير باحضان رشاد قام بوضعه علي الفراش ثم القي الغطاء عليه وقبل ان يغادر طبع قبله رقيقه علي خديه مكان الصفعه الخاصه ب رحمه
خرج من الغرفه واتجه إلى رحمه قائلا بعصبيه
هي وصلت انك تمدي ايدك عليه.

يعني اسيبه يقطعلي هدومي ده جايب المقص ومصمم كنت اعمله ايه يعني اعصابي فلتت غصب عني
هي مش هدومك اصلا دي بتاعه لبني ريحتها فيها انتي متخيله
خلاص ولا تزعل نفسك هات فلوس وانا اجيب هدوم ليا ميكنش فيها ريحه الست لبني
ثم تابعت وهي تتذكر شئ ما
اااه وانت بقي مقدرتش تقرب مني امبارح علشان الهدوم فيها ريحه لبني يااه لدرجه دي انت لسه بتحبها.

اغمض عينيه ثم فتحها مره ثم اقترب منها وقام بجذبها من خصلات شعرها بقوه وقال بعصبيه وزعيق
ابني متجيش واحده زيك تمد ايدها وتقهره بالشكل ده مش عايزك تلبسي امه خلاص يبقي متلبسهوش
حاولت ابعاده وهي تصرخ متالمه بسبب جذبه لخصلات شعرها ولكن هو لم يتوقف بل ظل يتحرك بها ويجذبها منه
سيره لبني متجيبهاش ابدا علي لسانك بحبها بكرها ميخصكيش جوازي منك بس علشان الولاد خدامه تقعد معاهم وصلت يا ست رحمه ولا اوصلهالك اكتر.

حركت راسها بالايجاب والدموع في عينيها من الالم
وصلت بس سيب شعري
وبالفعل تركها ثم قال وهو يتفصحها
هدوم لبني متحطهاش علي جسمك تاني وده إلى عندي يا رحمه مش عاجبك ارمي عليكي يمين الطلاق دلوقتي ونخلص
قامت بمحو دموعها وهي تقول
لا يا رشاد عاجبني
بدات لبني في جلسات العلاج الكيماؤي ولاسف لم يوجد اي استجابه حالتها النفسيه سيئه للغايه وكل هذا ياثر علي العلاج.

اصبحت لم تعد تردي اي شئ سوئ اطفالها فقط رؤيتهم ولو لمره واحده
وكلما تتخيل ان رحمه برفقه زوجها واولادها تشعر بالالم والحسره
جلست بجانب والدت رشاد وملامحها حزينه تنهدت والدته قائله
لسه بردو بيعاملك وحش؟
ياريت المعامله بس دايما قالب وشه ومش بياكل من الطبخ بتاعي لا هو ولا عمرو حتى النوم بينام مع في اوضه الاطفال رشاد لسه بيحب لبني يا طنط بعد كل إلى عملته فيه وهو لسه بيحبها
ضغط والدته علي فمها وهي تقول بغل.

مش عارفه عملت ايه علشان تخليه متعلق بيها كده اكيد عملالو عمل
عمل ايه بس يا طنط مفيش كلام ده دلوقتي
طولي بالك يا حبيتي معاه وحاولي تنسيه العقربه لبني
بحاول يا طنط والله بحاول
استيقظت في الفجر علي صوت الاذان نهضت من مكانها ثم قامت بالوضوء ووارتدت اسدال الصلاه ثم وضعت الحجاب علي راسه التي فقدت شعرها باكمله منها لم يتبقي سؤي القليل بسبب علاج الكيماوي.

انتهت من صلاه الفجر والصبح ثم جلست علي المصليه وظلت تبكي وتردد الكثير من الكلمات
يارب بلاش تاخدني غير وانت راضي عني ومسامحني وخليني اشوف ولادي قبل ما اموت مره واحده بس يارب.

استيقظ من نومه علي صوت انين الصغير وهو يغفو في النوم ويقول بصوت باكي
ماما انا عايزه اشوفك انتي وحشتيني
اكتست ملامح رشاد بالحزن وهو يري حال عمرو هكذا
ضمه إلى احضانه ثم طبع قبله علي فروه راسه واغمض عينيه قائلا
عملتي فينا كده ليه يا لبني
استيقظت في الصباح علي صوت والدتها لنجد نفسها قد غفلت علي المصليه ولم تشعر بنفسها
نهضت من مكانها بعدما اسندتها والدتها وهي تقول
يلا اجهزي علشان ميعاد الجلسه النهارده.

مش رايحه يا ماما ملهوش لازمه انا مش هخف
مينفعش يا لبني كلام ده انتي كده هتتعبي اكتر يلا يا حبيبتي ربنا يهديكي
حركت راسها بالنفي قائله
مش عاايزه انا عايزه ولادي بس
تعالي ناخد الجلسه وانا هروح لرشاد اتحايل عليه يمكن قلبه يحن
لا يا ماما متروحيش لرشاد بلاش تعرفيه مرضي ويشمت فيا هو ورحمه ونبي يا ماما متعمليش كده
قالتها برجاء لتقول والدتها
حاضر بس خدي الجلسه بتاعه النهارده علشان خاطري يا لبني
حاضر يا ماما حاضر.

براقب حسن رشاد بعدم فهم تصرفاته غريبه يتعامل معه ويمزح ماذا الان؟
هل علم بالحقيقه ام لا كلماته تدل انه علم ولكن من المستحيل ان يكون بهذا الهدوء وهو يعلن
تنهد بضيق العديد من الافكار ولا يعلم كيف يوصل إلى الحقيقه
قولي يا حسن بما انك خبره في الحاجات دي رحمه بقالها كذه يوم مضايقه علشان معملناش فرح واتجوزنا سكوتي كده مش عارف ارضيها ازاي خصوصا انها شايلاني انا وولادي من علي الارض شيل
نظر اليه حسن وهو يقول.

مش عارف يا رشاد يعني حاول تلطف معها الاجواء وخلاص
كنت ناوي اجبلها هديه وكده بس افتكرت جملتلك لما قولتلك هجيب هديه ل لبني وقولتلي خلي بالك كده هتدلع عليك كل شويه فاكر يا حسن
مش واخد لبالي بصراحه عموما فكره انك تجبلها هديه ظريفه
وحسن يتذكر بالطبع لا يمكن نسيان كلماته تلك ليقول رشاد
ليقول رشاد
ايه رايك طيب تجبلها انت هديه علي ذوقك مانت عارفني مليش خالص في كلام ده
بعث بالاوارق وهو يقول يخنق واضح
حاضر.

ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا يا صاحب عمري
وتلك الكلمه توتر حسن وتربكه اما رشاد لاحت علي شفتيه ابتسامه ساخره وهو يتابع ارتباك رفيقه.

وفي المساء
يجلس رشاد يتابع التلفاز ورحمه تحمل الصغيره التي لا يوجد سواها يريدها في ذلك المنزل
وقف عمرو امام والده وفي يديه الشهاده الخاصه بدرجاته الشهريه وقلم قائلا
امضيلي علي الشهاده يا بابا
انتبه له ثم تناول منه القلم والشهاده نظر بصدمه إلى درجاته تلك قائلا
ولا ماده يا عمرو جايب فيها حتى النص ايه درجات دي! ده انت كده ساقط.

نظر الصغير إلى الارضيه ولم يقول شئ والدموع تسقط من عينيه، راعي رشاد حالته النفسيه خصوصآ انه في الفتره ترواده الكوابيس وينادي علي والدته قام بتوقيع له وناوله الشهاده قائلا
عايز اشوف درجات احسن من كده الشهر إلى جاي
حرك راسه بالايجاب وهو يرفع راسه ويتناول الشهاده منه، قام رشاد بمحو دموعه بانامله وطبع قبله علي خديه وهو يقول
متزعلش الشهر إلى جاي هتجيب درجات احسن من كده.

هيجيب منين وهو ليل نهار ماسك التابلت ومبيفتحش كتاب من بكره هسحب التابلت منك علشان تشوف مذاكرتك
التفت اليها وهو يقول
انتي ملكيش دعوه بيا ومش هتاخدي التابلت
ثم نظر إلى والده
متخلهاش تاخد التابلت مني هي ملهاش دعوه بيا يا بابا
واكمل بصراخ وزعيق
انتي ملكيش دعوه بيا ومش هتاخدي التابلت مني
تشنج جسده وهو يقول بعصبيه
مش هتاخديه يا رحمه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة