قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل التاسع والعشرون

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل التاسع والعشرون

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل التاسع والعشرون

قام رشاد بتهدئه عمرو وهو يقول
مش هتاخده خلاص
ركض الصغير إلى الغرفه ثم قام بتخبئه التابلت الخاص به اسفل ملابس والدته اما بالخارج قال رشاد
واخرتها معاكي
انا معملتش حاجه يا حبيبي ابنك إلى اتجنن
ماهو منك الواد كان كويس معاكي بياكل منك وبيخليكي تذاكري له بسبب كلامك عن لبني حس انك بتكرهيها واتقلب عليكي
حركت جسدها بملل وهي تقول
ايوه يعني انت عايز ايه.

تجاهلها وظل ينظر إلى التلفاز نفخت هي بضيق ولا تدري كيف تصل إلى رشاد
وفي اليوم التالي
نظرت والدتها إلى حاله ابنتها لا يوجد استجابه للعلاج بل الوضع يزداد اكثر واكثر وتريد رؤيه اطفالها ولكن كيف يمكنها ذلك؟ رشاد من المستحيل ان يحن عليها ارتدت ثيابها ثم خرجت من الشقه يجب ان تجد حل لابنتها الحبيبه لا يمكن تركها هكذا.

ايه الحكايه يا حسن العزايم بتاعتك بطلت كده ليه؟
قالها رشاد بتساؤل
نظر اليه حسن وهو يقول
عادي يعني قولت اكيد مزاجكك مش رايق الايام دي
مين قال كده؟ ده انا بعيش اسعد ايام حياتي كفايه وجود رحمه معايا حقيقي انا طلعت ظالمها البنت جدعه وطيبه كفايه حنتيها مع الولاد ومعايا
الي يشوفك دلوقتي ميشوفكش من كام لما كنت بتشتكي منها
ضحك رشاد قائلا
كنت فاهمها غلط وفاكر ان لبني مظلومه يلا اهي ايام وراحت لحالها.

تناول القلم الذي امامه وقال بتلعثم
مفكرتش تقابل لبني
اقابل مين؟ انا مش طايق ابص في وشها وبعدين رحمه ممكن تزعل لو عرفت حاجه زي كده
حرك حسن راسه ويتمني لو بامكانه الوصول ما بداخل رشاد
طنشت انت حوار الهديه إلى قايلك عليه من شهر
قالها بلوم وعتاب
لا والله ابدا يا رشاد انا بس نسيت بكره هجبهالك
هستني يا حسن بس ياريت متتاخرش عن بكره علشان عايز افرح رحمه.

تقف والدت رحمه امام المدرسه الخاصه بعمرو تنتظر خروجه وعندما لمحته اشارت له ونادت عليه انتبه اليها الصغير ثم ركض ناحيتها قائلا
تيته
ازيك يا حبيبي
كويس ليه مش بتيجي تسالي عليا
ابتسمت قائله
غصب عني والله حقك عليا
ثم تابعت بتساؤل
قولي بقي انت عايز تشوف ماما صح؟
حرك راسه سريعآ وهو يقول
ايوه عايز اشوفها هي وحشاني اوي بس بابا قالي انها ماتت ومش هينفع اشوفها خالص
انحنت هي إلى مستواه وهتفت.

ماما لسه عايشه رشاد كدب عليك بص انا هعمل معاك اتفاق هاخدك تشوف ماما بس مش عايزاك تقول لبابا ولا ل اي حد اوعي يا عمرو
يعني بابا بيكره ماما زي رحمه وكدب عليا
انا بكلمك كراجل مش عيل اوعي يا عمرو تعرف بابا ولا تقوله اي حاجه لو بتحب ماما وعايز تشوفها دايما
قال عمرو سريعآ
حاضر حاضر بس خديني اشوفها يلا يا تيته
نهضت من الفراش بصعوبه حتى تحضر كوب ماء ولا تفهم اين ذهبت والدتها من الصباح تاخرت كثيرآ.

ارتشفت الماء ثم جلست علي الاريكه شعرت بفتح باب الشقه وقدوم والدتها
التفت خلفها وهي تقول
كنتي ف
بترت عبارتها عندما وجدت عمرو يدلف إلى الشقه برفقه والدتها تحركت من مكانها بهلفه ثم ركضت اليه وضمته إلى احضانها وظلت تقبله والدموع تسقط من عينيها لا تصدق ان صغيرها بين يديها وعمرو يبادلها القبلات ويحتضنها كانت مشتاق اليها كثيرآ ان يراها مره اخري كان بنسبه اليه حلم لا يمكن حدوثه.

حاولت حمله ولكنها لم تستطيع بسبب تعبها وضعف جسدها ليقول عمرو
انتي وحشتيني اوي يا ماما تعالي ارجعي البيت تاني
ياريت كان ينفع
قالتها بحزن واضح علي ملامحها ثم جذبته من يديه برفق ناحيه الاريكه وجلس كلاهما لتقول هي
طمني عليك انت واختك عاملين ايه رحمه كويسه معاكم ولا لا
ليه بعتيها يا ماما تقعد معانا دي وحشه بتكرهك خدت هدومك وكل حاجه بتاعتك وعايزاني انساكي وبتقول عليكي كلام وحش.

مكنتش اعرف انها بالشر ده كله كنت فاكرها صحبتي
كفايه كده يا عمرو لازم تروح علشان رشاد مياخدش لباله من حاجه
قالتها والدت رحمه
حرك راسه بالنفي وهو يقول
لا انا مش عايز اروح خليني قاعد معاكي يا ماما
مينفعش يا عمرو بابا لو عرف مش هيخليني اشوفك تاني
تعلق هو في رقتبها وقام بتقبيلها قائلا برجاء
علشان خاطري يا ماما خليني معاكي انتي وحشاني خالص وعايز احكيلك حاجات كتيره
ضمته إلى احضانها والدموع تلمع في عينها قائله.

ياريته كان ب ايدي غصب عني يا عمرو والله اسمع الكلام وروح وخلي بالك من ملك انت اخوها الكبير وهي ملهاش غيرك يا حبيبي
والصغير يرفض الذهاب ويتشبت بها قالت والدته بلوم
كده يا عمرو هتخليني اندم اني جبتك
رتبت عليه لبني وهي تقول
طيب انا عندي فكره جميله اوي ايه رايك تروح النهارده وبكره تيجي تقضي معايا اليوم كله لحد ميعاد خروجك من المدرسه
نظر اليها عمرو بعدم فهم لتقول هي.

هنعمل خطه سوا بص بقي بكره تنزل تروح المدرسه زي كل يوم اول ما توصل هتلاقيني مستنياك قدام الباب هاخدك ونيجي سوا هنا نقضي اليوم كله مع بعض ايه رايك
بجد يا ماما ولا بتضحكي عليا انا مش هعرف اجي عند تيته لوحدي لو انتي مجتيش تاخديني من قدام المدرسه.

هاجي يا حبيبي والله يلا بقي علشان الوقت اتاخر وبابا تلاقيه قلق عليك واوعي تقوله انك شوفتني اتفقنا تيته هتوصلك ولو بابا سالك اتاخرت ليه قوله كنت بتلعب في الحوش مع صاحبك اتفقنا
اوما راسه بالايجاب ثم تعلق في رقبتها مره اخري وظل يقبلها اكثر من مره
صرخ رشاد بها بانفعال
هو ايه إلى مرجعش الساعه تلاته ونص يا ست هانم والمدرسه بتطلع ساعه اتنين عمرو فين
معرفش يا رشاد تلاقيه في الطريق جاي.

جذبها من ذراعيها وهو يقول
لو عمرو حصله حاجه انا هشرب من دمك يا رحمه
وانا مالي روح حمل ذنب ضياع ابنك لحد غيري ايه رايك مثلا تحمله ل لبني إلى رمت عيالها وجوزها علشان شويه كلام حب
قالت كلماتها الاخيره بشماته ترك ذراعيها وهو يقول
هدفعك تمن كل كلامك قريب
تحرك من امامها ناحيه الباب حتى يقوم بالذهاب إلى المدرسه ويبحث عن طفله وعندما فتح الباب وجد عمرو امامه الذي كان سيقوم بطرق الباب ولكن ولده سبقه
زعق والده به.

كنت فين كل ده المدرسه بتطلع ساعه اتنين ودلوقتي الساعه تلاته ونص بقالك ساعه ونص فين
ارتعش جسد عمرو وهو يقول
في المدرسه بلعب مع صاحبي كوره
والدموع في عين عمرو تنهد بقوه وهو يتمالك اعصابه يكفي حالته النفسيه السيئه لا يريد ان يزيدها اكثر
متلعبش بعد المدرسه تاني يا عمرو وتقلقني عليك بالشكل ده
حاضر يا بابا انا اسف
ظهر صوت رحمه وهي تقول بتريقه
اهو طلع زي القرد وكان بيلعب
انتي إلى قرده.

نطق عمرو تلك الكلمات لتصرخ رحمه
شايف قله ادب ابنك
يلا يا عمرو روح غير هدومك لحد ما اطلب الاكل
اوما راسه بالايجاب ثم تحرك وهو ينظر إلى رحمه بغل واضح لتقول رحمه
انت مش هتعمل حاجه هتسيبه يغلط فيا كده؟
عيل يا رحمه هتعملي عقلك بعقل عيل
قالها بهدوء تام لتقول هي
العيشه في البيت ده بقيت تقصر العمر لا في معامله كويسه من الصغير ولا من الكبير ومش حاسه اصلا اني متجوزه حقوقي إلى مفروض اي زوجه تاخدها انا مخدتهاش منك.

فهم ما تقصده اي بجاحه بها رحمه؟!
ده إلى عندي يا رحمه مش عاجبك قوليلي واطلقك
قالها ورحل من امامها لتقول هي بداخلها
لا يارشاد مش انا إلى اضيعك من ايدي بسهوله كده بعد ما بقيت مراتك
ازاي مفكرتش اروح اشوفه في المدرسه الفكره مجاتش في بالي خالص
قالتها لبني بتساؤل لتجيبها والدتها
المهم انك شوفتيه واطمنتي عليه اطلعي من الاكتئاب ده علشان جلسات العلاج تجيب نتيجه فكري في ولادك
تنهدت لبني بحزن وهي تقول.

ازاي ضيعت كل حاجه كده كنت قاعده في بيتي وسط ولادي كل المشاكل علي شويه الطبخ والاهتمام ياريتها الايام دي ترجع تاني يا ماما.

يتناول الطعام بشهيه اليوم اجمل يوم مر عليه راي والدته وتحدث معها بل وسيقضي اليوم باكمله برفقتها
عندما وجد رشاد ان الصغير انهي طعامه قال
اطلبلك تاني
حرك نفسه بالنفي قائلا
انا شبعت
في طفح انا عملاه في المطبخ لو لسه جعان ياكل منه
مش هاكل من ايدك يا رحمه
ليقول رشاد
يلا روح اغسل ايدك وذاكر مش عايز اشوف الدرجات الوحشه دي تاني
علي فكره انا شيلت التابلت إلى كنت مخبيه تحت هدوم امك لو لقيتك بتذاكر هبقي ادهولك.

قالتها رحمه وهي تبتسم باستفزاز إلى عمرو وعندما لاحظ رشاد غضب الصغير لحقه قبل ان يتفهوهه بشئ وقال
روحي هاتي التابلت واديه لعمرو وملكيش دعوه ب اي حاجه تخصه
رشاد لتقول رحمه
لا طبعا مش هجيبه انت مدلعه زياده عن اللزوم مينفعش كده
هي كلمه واحده يا رحمه مش هعيد كلامي كتير قومي اخلصي
نهضت رحمه بالفعل وهي تزيح المقعد بعصبيه
هتجبلك التابلت
اشمعني ماما كنت بتزعقلها ورحمه لا.

اهو زعقتلها يا عمرو وخليتها تجيبلك التابلت اعمل ايه تاني
تحرك الصغير من مكانه واتجه إلى غرفه تنهد رشاد وهو يتابعه بعينيه
احضرت رحمه التابلت ووضعته علي المائده امامه قائله بعصبيه
ادي الزفت
للمره المليون يا رحمه ملكيش دعوه بعمرو
قالها بانفعال
وفي صباح يوم جديد.

استيقظ من السادسه صباحآ طوال الليل يصحو من نومه وينظر ناحيه الشرفه حتى يعلم ان كان ظهر الصباح ام لا ثم يروح في النوم مره اخري وعندما وجد ظهور اشاعه الشمس نهض من الفراش بحماس كبير اليوم سوف يقضي اليوم مع والدته.

اتجه ناحيه المرحاض وقام بوضع الماء علي وجهه ثم قام بالبعث في غرفته وارتداء ملابسه استيقظ رشاد علي صوت الضوضاء ليجد عمرو يرتدي ملابسه نظر اليه باستغراب لاول مره يستيقظ بمفرده نظر إلى ساعه هاتفه لبجدها السادسه ونصف
تسائل باستغراب
صاحي بدري ليه يا عمرو؟
انتبه إلى والده ثم صمت عدده ثواني وقال
عندي اذاعه في المدرسه ولازم اروح بدري علشان هنعمل مراجعه قبل الطابور
هتروح المدرسه الساعه سته الصبح!

قالها رشاد بدهشه كبيره
حرك عمرو راسه بنفي ثم قال سريعآ
لا هنزل الساعه سبعه
حرك رشاد راسه بتفهم
اعملك فطار
لا مش عايز خليك نايم وانا هتفرج علي الكارتون لحد ما تيجي الساعه سبعه
ورشاد يتابعه باستغراب حاله عمرو غريبه اليوم ولكن لا يهم علي اقل بحاله جيده وليست سيئه.

اتجه إلى طريقه ناحيه المدرسه كما يفعل يوميآ ليجد والدته تقف مع امام البوابه لاحت علي شفتيه ابتسامه كبيره وركض اليها تحرك كلاهما من امام البوابه لتقول والدته بتحذير
اوعي يا عمرو تهرب من المدرسه وتعمل كده لوحدك
حاضر مش هعمل كده غير لما نتقابل انا وانتي
احنا مش هينفع نتقابل كل يوم
توقف عمرو عن التحرك معها ثم قال
بس انا عايز اشوفك كل يوم.

كيف تخبره انها ستفقد حياتها في يوم ما وان المرض اقوي منها، تنهدت لبني
نبقي نشوف يا عمرو يلا امشي
وضع حسن علي المكتب علبه من القطيفه ولونها احمر قائلا
ادي يا سيدي الهديه إلى كنت عايزها
تناول رشاد العلبه وقام بفتحها ليجد بها خاتم من الدهب رفع حاجبيه وهو يقول
ذوقك هايل يا حسن بكام الخاتم ده علشان تاخد فلوسه
مش مهم بعدين احنا مش غرباء عن بعض.

طبعا مش غرباء ده احنا صحاب عمر كامل بقولك ايه انا كنت جايب كارت شايله في الدرج إلى هو بتاع الهدايا الصغير ده كنت عايز اكتب عليها كلمتين حلوين كده لرحمه بس معرفتش خد انت كده اكتب كلمتين حلوين من عندك علشان تاخده مع الخاتم
قالها وهو يخرج بطاقه صغيره من الدرج ويناوله القلم هتف حسن وهو ينظر اليه باستغراب كبير
من امته يا رشاد وانت ليك في الجو ده ده انت لبني بقالك عشر سنين متجوزها مفكرتش تجبلها اي حاجه.

بردو عايز تجيب لبني ل رحمه الفرق بينهم شاسع طبعا
تناول القلم والبطاقه وقام بالكتابه كما يريد رفيقه وهو يلا يعلم ماذا الذي حدث لرشاد وهل علم بحقيقه خيانته مع لبني؟ وان علم لما صامت هو وبتعامل بهذا الهدوء، انتهي من الكتابه ثم ناوله اياها ظهرت علي الابتسامه علي ملامح رشاد وهو يقرا الكلمات
ك نبضي انت سترافقني حتى النهايه
هتف بعدما انتهي من القراءه
طول عمرك استاذ في الكلام الحلو.

ابتسم له حسن رغم عنه وهو يقول بداخله
اه لو افهمك يا رشاد من صغرنا وانا بفهمك من نظره عينك الايام دي مش عارف افهم اي حاجه منك.

قبلته لبني علي خديه بعدما اخبرها عمرو ان رحمه قامت بصفعه من قبل وقالت
جاتها ضربه في قلبها ازاي تمد ايديها عليك كده وبابا عمل ايه معها
معملهاش حاجه
ووضح لها ان رشاد وقع في حب رحمه يتركها تفعل ما تشاء في اطفاله دون ان ينطق بشئ
وملك بتعاملها ازاي
حلو لان ملك عبيطه اصلا بتبطل زن اول ما رحمه تشيلها بس لما تكبر انا هخليها تكرهه رحمه وهقولها كل حاجه
ابتسمت لبني علي كلماته تلك وهتفت.

بابا مبسوط مع رحمه؟ بيعجبه الاكل بتاعها ولا لا
مش بياكل من اكلها خالص وبيطلب دليفري وانا كمان مش باكل من الاكل بتاعها
غريبه مش بياكل ليه منها؟
حرك الصغير كتفيه بعدم معرفه ثم اكمل
وبينام معايا في الاوضه بتاعتي وبيسيبها هي نايمه لوحدها
برغم انها لا تفهم الاسباب التي تجعل رشاد يفعل هذا معها الا انها شعرت بفرحه بداخلها من كلمات عمرو
انتبهت إلى عمرو وهو يبعث بخصلات شعرها قائلا.

ليه شعرك بقي قليل خالص كده ومش طويل زي الاول انتي قصتيه؟
ابتسم بحزن وهي تمرر يديها علي راسها التي لم يتبقي منها سؤي بعض خصلات شعر
ايوه يا حبيبي قصيته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة