قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل الأول

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل الأول

رواية خنجر غدر للكاتبة يارا رشدي الفصل الأول

تقف في المطبخ تقوم بطهو الطعام وتحمل الصغيره علي ذراعيها التي تصيح باكيه.
هتفت وهي تهزها هاتفه بتعب: بس بقي يا ملوكه
وصل اليها صوت جرس الباب بالاضافه إلى رنين الهاتف قامت باخفاض النيران علي الاناء ثم توجهت ناحيه الباب وقامت بفتحه ليظهر ابنها الاكبر وهو يرتدي الزي المدرسي ويحمل الحقيبه علي ظهره
هتفت وهي تناوله الصغيره التي تصيح باكيه: شيل اختك شويه وحايلها.

تناول عمرو الصغيره وقام بحملها اما هي اتجهت ناحيه هاتفها لتجد زوجها قامت بالرد عليه ليقول هو بانفعال: ازاي يا لبني متحطيش العقود إلى قولتلك عليها في الشنطه؟!
ضربت وجهها بخفه عندما تذكرت وهتفت: اووبس سوري يا رشاد والله كنت فاكره احطهملك الصبح اول ما اصحي بس نسيت خالص
وانا اصرفها فين نسيت؟! منظري ايه قدام العملاء، دماغك دي فيها ايه علشان تنسي حاجه مهمه زي كده روحي يا لبني روحي دلوقتي.

قالها وانهي المكالمه علي الفور...
احضر الصغير شقيته التي تصيح وهتف: ملك مش راضيه تسكت خالص يا مامي
تنهد لبني وهي تناول الصغيره وقالت: روح غير هدومك وخد شاور لحد ما الغداء يخلص.
انتهت من وضع الطعام علي الطاوله وجلست العائله باكملها لتناول الغداء.
هتف رشاد وهو يتناول قطعه اللحم المحمره: اللحمه عامله كده ليه؟ دي محروقه!
حركت راسها بالنفي هاتفه: لا هي بس وشها اتحمر زياده مش اكتر.

مكنتيش قادره تاخدي بالك وانتي بتحمريها؟ يعني لا مركزه في طلباتي ولا في شغل البيت امال بالك مشغول في ايه دي بقيت عيشه تقرف
قالها ونهض من مكانه وترك الطعام اخفت وجهها بين يديها بحزن شعرت بعمرو وهو يرتب عليها قائلا: متزعليش يا مامي اللحمه طعمها حلو انا اصلا بحبها محمره خالص كده.

ابتسمت له لبني وهي تهتف: دايما بتجبر بخاطري يا عمرو ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبي يلا خلص اكلك علشان نقعد مع بعض ونخلص ال Home Work.

دلفت إلى غرفه المكتب الخاصه بزوجها ثم هتفت: انا طلبتلك دليفري بدل الاكل إلى معجبكش
هتف وعينيه مصوبه علي الحاسوب: لا شكرا مش عايز نفسي اتسدت
والله يا رشاد اللحمه انا حطيتها في الزيت عادي علشان تتحمر وكنت واقفه جمبها ومركزه
ابتسم ساخرآ وهو يقول: اه فعلا مركزه اوي العقود منبه عليكي تحطيهم في الشنطه ونسيتي بسببك ياهانم كنت قاعد مع العملاء زي الاهبل.

انا اسفه اوعدك مش هتكرر تاني يلا قوم قبل الاكل ما يبرد
واخيرآ رفع عينيه عن شاشه الحاسوب وقال: قولتلك مش عايز انتي ايه مبتفهميش؟!
اقتربت منه وهتفت بابتسامه: انا طلبتلك الحواوشي والكباب إلى بتحبهم ووصيته يكتر السلطه والطحينه
اقسم بالله يا لبني ما قايم اكل واتفضلي اختفي من وشي دلوقتي علشان ورايا شغل
قال جملته الاخيره بعصبيه
حاضر يا رشاد حاضر
قالت جملتها تلك بحزن ثم خرجت...
وفي منتصف الليل.

انتهت من اعمالها باكملها، راح طفلها عمرو في النوم اما الصغيره مازلت مستيقظه لا تريد النوم.
نظر رشاد الجالس علي الاريكه يتابع التلفاز: هي مش ناويه تنام النهارده ولا ايه!
مش عارفه مالها الايام دي بتزن كتير ومبتنامش
قالتها لبني وهي تهز الصغيره ليقول رشاد: اتصرفي ونيميها انا عايزك النهارده ومش هفضل سهران كتير عندي شغل الصبح.

فهمت ما يقصده حركت راسها بالايجاب ثم نهضت إلى غرفه الاطفال وظلت تتحرك بالصغيره حتى تغفو
مر الوقت ومازلت الصغيره مستيقظه ترفض النوم وقف رشاد علي باب غرفه الاطفال قائلا: مش عارفه تنيمي بنتك!
بحاول والله معاها اهو
خلاص اهي ساكته سيبيها علي سريرها وتعالي
لو قومت من جمبها هتعيط استني ربع ساعه لحد ما تنام
هي بتلعب مع نفسها اصلا مش هتحس بيكي يلا مستنيكي
قالها ورحل نفخت هي بضيق لا يهمه شئ سوي نفسه فقط.

نهضت من جانب الصغيره بهدوء حتى لا تشعر.
ثم اتجهت ناحيه غرفه نومها واغلقت الباب خلفها بالمفتاح...
تبكي الصغيره ولم تصمت ثانيه واحده وكل لحظه صوت بكاها يرتفع اكثر واكثر.
استيقظ عمرو علي صوت بكاء الصغيره وظل يحاول ان يجعلها تكف عن البكاء
اما في عند لبني
هتفت وهي تحاول ابعاد رشاد عنها: ثواني اروح اشوفها
منعها هو من ان تنهض هاتفآ: عمرو اكيد هيصحي علي صوتها ويسكتها.

وصوت بكاءها لم تتحمله لبني كيف تبكي صغيرتها هكذا وهي تتركها...
اغمضت عينيها بحسره وهي تتمني ان يمر الوقت سريعآ وينتهي رشاد حتى تذهب إلى ابنتها
ظهر صوت عمرو وهو يطرق علي الباب ويحمل الصغيره قائلا: مامي ملك بتعيط جامد ومش عايزه تسكت
ورشاد لم يهتم ولم يجعلها تتحرك من بين يديه...
يا رشاد ملك نفسها اتقطع من العياط هروح اشوفها وارجعلك تاني.

لم يهتم بكلماتها تلك ولا بصوت طرقات يوسف وبكاء الصغيره وعندما انتهي تمدد علي الفراش ثم هتف: روحي شوفي بنتك
نهضت من مكانها ثم تناولت الروب الخاص بها وارتدته ثم خرجت من الغرفه.
تناولت الصغيره من يوسف ثم ضمتها إلى احضانها وهي تمرر يديها علي ظهرها وتهدئها.
والصغيره تشهق من بالبكاء وتصرخ بل توقف دقيقه واحده
كل ده يا مامي مش سامعه انا خبطت كتير عليكي.

نطق تلك العباره عمرو لتجيبه هي: معلش يا حبيبي كنت رايحه في النوم ومسمعتش يلا علشان تكمل نومك
تضم الصغيره إلى احضانها بعدما توقفت عن البكاء واغمضت عينيها وذهبت في سبات عميق.
سقطت من لبني دمعه حبيسه في عينيها قامت بمحوها علي الفور.
وعينيها لم تتوقف وظلت الدموع تسقط.
اصبحت حياتها مع رشاد صعبه صعبه للغايه يتعامل معها علي انها جسد فقط واله تلبي طلباته وتهتم به.

تغير كثيرآ بعد الزواج. في فتره خطبتهم كان دومآ يغرقها بالمفاجات والهدايا. وكلماته المعسوله.
اخبرها انها ستكون اسعد مخلوقه معه.
ابتسمت ساخره والدموع علي وحنتيها اي سعاده تلك!
وفي صباح اليوم التالي.
انتهت من وضع الافطار علي الطاوله جلس رشاد وبجانبه الصغير عمرو.
انا مش هقدر اعيش في صداع بتاع ملك خديها لدكتور ولا شوفيلها حل في عياطها ده معرفتش انام امبارح ساعه علي بعض وصاحي دماغي هتنفجر من الصداع.

اعمل ايه بس يا شاد ما انا خدتها لكذه دكتور وقالولي مفيش حاجه عندها بتزن زي كل الاطفال عادي
عمرو مكنش بيزن بالشكل ده
بتختلف اكيد من طفل لطفل في اطفال بتبقي هاديه وفي بتبقي زنانه
ابتسم ساخرآ وهو يقول: وفي اطفال بيقي مرشوش عليها سكر لبني طلاما مش فاهمه حاجه متتكلميش علشان متضحكيش حد عليكي يا حبيبي عيب
الدكتور قالي كده وعلي نت كمان مكتوب كده
نهض من مكانه وتناول الحقيبه الخاصه به وهو يقول: اسم الله يا نت.

انت ليه دايما شايفني غبيه ومبفهمش؟
قالتها لبني بانفعال ليجيبها هو: لانك غبيه فعلا هو انتي لو بتفهمي كنتي قعدتي اربع سنين بتعيدي في ثانويه عامه ومش عارفه تاخديها!
ودمآ يسخر منها لان لم تتمكن من علي الشهاده الثانويه وليس لديها مؤهل عالي مثله. فهي حاصله علي الشهاده الاعداديه فقط.
كنت هكمل في دبلوم لما اتحولت مسار بس سيادتك جيت اتقدمتلي وانشغلت في خطوبه وبعدين الجواز ومعرفتش اكمل في حاجه.

بنات كتير بتجوز وبتخلف وبتكون في جامعه وبتتخرج بتقديرات كمان، دول ناقصهم ايه عنك؟ متجبيش اللوم عليا انتي إلى دماغك مش بتاعه تعليم قدراتك قليله
قال جملته الاخيره باسف لتقول هي: محدش اجبرك تيجي تخبط علي باب بيتي كنت روحت خدتلك واحده قدراتها عاليه
نصيب بقي يا لولو اعمل ايه حظي الدكر وقعني فيكي
القي عليها كلماته تلك ثم استعد للرحيل وهو يقول: ياريت النهارده الغداء يكون عدل
وفي منزل اخر...

يجلس بجانب زوجته يتناول الافطار هاتفآ: ما تيجي نعزم رشاد ومراته بكره
ايه مناسبه ما احنا لسه عازمينهم من كام يوم يا حسن
اجابه هو بهدوء: من غير مناسبه بس اهو نتجمع كلنا وانتي تقعدي مع صحبتك وانا اقعد مع رشاد
ماشي انا معنديش مشكله واهي لبني تشم نفسها شويه من صاحبك ده بدل ما هو مطلع عينيها كده
مش عارف ليه قاسي معها كده مع ان لبني غلبانه وهاديه.

تنهدت زوجته هاتفه: وملهاش في اي حاجه يعني مفروض يحطها جوه عينيه مش يبهدلها كده فاكر المره إلى فاتت عمل ايه؟ احرجها ياعيني وسطنا وقالها شايفه الاكل بيكون ازاي اتعلمي بدل القرف إلى باكله من ايدك كل يوم البنت ياحبه عيني كانت عايزه الارض تنشق وتبلعها من الاحراج
حرك حسن راسه وهو يتذكر ذلك الموقف. عينيها امتئلت بالدموع وكاد ان تبكي ولكنها منعت نفسها بقوه وهتفت بابتسامه باهته: حاضر يا رشاد هتعلم.

حسن روحت فين؟!
قالتها زوجته ليقول هو: معاكي يا سلمي طيب ايه رايك اعزمهم بكره؟
تتحدث في الهاتف مع والدتها هاتفه: حاضر يا ماما هجيلك النهارده
اكيد يا لبني ولا زي كلمتين بتوع كل مره؟
لا هاجيلك النهارده اكيد
لو كان فيا صحه كنت جيتلك كل يوم يا حبيبتي بس انتي عارفه
ابتسمت لبني وهي تقول: عارفه والله حاضر يا ماما هجيب الولاد النهارده واجيلك
بتكلمي مين؟!
قالها رشاد الذي دلف للشقه توءآ لتقول هي: دي ماما.

الغداء خلص ولا لسه؟
عقبال ما تغير هدومك هتلاقيه جاهز
اما نشوف
قالها واتجه إلى غرفته حتى يقوم بتبديل ملابسه لتقول هي: هجهز الغداء لرشاد واكلمك يا ماما
انهت المكالمه مع والدتها ثم قامت بتجيهز الغداء له.
بدا في تناول الطعام لتقول هي: ينفع اروح لماما النهارده؟ انا والولاد وحشينها وعايزه تشوفنا
وانا امته منعتك عن مامتك؟
قالها هو لتجيبه لبني: ما انا كل مره بروح ازورها لما برجع بتنكد عليا.

لانك بتسيبي البيت يضرب يقلب وتخرجي خلصي إلى وراكي وروحيلها زي ما انتي عايزه
حاضر يا رشاد
ثم تابعت بتساؤل: الاكل كويس النهارده ولا لا؟
يعني يمشي حاله بس الرز كالعاده معجن.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة