قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل العاشر

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل العاشر

في الشاليه الخاص بمروان ونيرة
حك مروان فكه بكف يده محاولاً التفكير في حل سريع و...
-مروان بصوت خافت: مش نافع معاها الخضة! طب أكتم نفسها مثلاً عشان آآآ...

دارت في رأس مروان فكرة ما ( خبيثة ) ستمكنه من استغلال الموقف لصالحه والتقرب أكثر إليها...
-نيرة ساخرة: هيييييق، متخافش مش هاقول لحد.. هييييييق.. إنك مش بتعرف تخوف..!
-مروان بتردد: نيرة آآآ...
-نيرة: هييييييق... ايه
-مروان: أنا لاقيت الحل لمشكلة الزعوطة دي
-نيرة: ها.. هيييييق.

أمسك مروان برأس نيرة بكلتا يديه، ثم مال عليها سريعاً وقبلها على شفاهها قبلة طويلة حارة.. بعث فيها من الأشواق والتنهيدات ما جعل نيرة تعجز عن التنفس، صدمت نيرة مما فعل، لم تتوقع أن يفعل هذا معها، فقد قبلها رغماً عنها...

حاولت نيرة أن تقاومه وتبعد يديه عنها لتتحرر منه، ولكنها لم تستطع، بل الأحرى أن نقول انها كانت تستمتع معه، ثم تركها مروان بعد ان اطمئن انها تجاوبت معه...

نظر مروان إليها وإلى الحمرة التي اكتست وجهها، حاول ألا يبدو وقحاً معها وألا يربكها أكثر و...
-مروان: اييييه رأيك بقى
-نيرة بصدمة: انت... انت
-مروان: شوفتي الزغوووطة راحت ازاي!

-نيرة وقد أدركت هذا: هـــاه
-مروان موضحاً لها: بيقولك عشان تضيعي الزغوطة لازم تكتمي نفسك لمدة 30 ثانية، والصراحة أنا مخلصنيش اسيبك تتعذبي بيها كتير ولوحدك.. فقولت أساعد
-نيرة بغيظ: انت..
-مروان بارتياح: عارف عارف، هيروو ( HERO) / بطل
-نيرة وحمرة الخجل الممزوجة بحمرة الغضب تعلو وجهها: أنا.. أنا
-مروان مبتسماً بثقة: مافيش داعي تشكريني، وخليكي دايما فاكرة أنا عندي حل لكل مشكلة.

نظرت نيرة لمروان بكل غيظ ثم ضربته على كتفه بكلتا يديها ضربات متتالية و...
-نيرة وهي تضربه: انت بتستغل الظروف وبتضحك عليا
-مروان: دي بووسة، حاجة بريئة
-نيرة: أنا غلطانة اني بأمن لواحد زيك معندوش دم ولا احساس
-مروان بصوت هامس: أم لسانك ده.. دايما بيبوظ أي جو رومانتيكي.

نهضت نيرة من جواره، فأراد مروان أن يغيظها أكثر و...
-مروان متفحصاً اياها وهي تسير: ع فكرة الهوت شورت ده طلع جبار، يا سلام لو تجربي الأحمر بتاعه، اوووووف، مايتوصفش.

التفت نيرة إليه وأسرعت الخطى من أمامه، فقد نجح هو في ارباكها...
-مروان هامساً: ده أنا مش ورايا حاجة إلا انتي! أنا مقطوعلك النهاردة، ماهو يا انا يا الهوت شورت!.

توجهت نيرة إلى المطبخ، وتحسست وجنتيها، لقد كانتا تشعان بالحرارة، نعم حرارة الحب والخجل، حاولت أن تهديء من روعها وارتباكها، هي لا تريد أن تستسلم بسهولة، دائما ما تذكر نفسها أن مروان هو عدوها اللدود، وخصمها الذي يجب أن تسقيه ألوان العذاب...

قررت نيرة أن تغسل وجهها بالماء لكي تخفف من حدة الحمرة التي كست وجنتيها..
مالت قليلاً على الحوض، وفتحت الصنبور وبدأت في غسل وجهها، وما إن انتهت حتى أغلقت الصنبور.. كانت نيرة على وشك الدوران للخلف حينما وجدت مروان يحاوطها بكلا ذراعيه ويحاصرها في مكانها..
اضطربت نيرة على الفور، فهي قد تفاجئت بوجوده أمامها و..
-نيرة: انت... انت جاي هنا ليه؟

-مروان: جاي عشان اتوضى
-نيرة: ماهو عندك الحمام، اتوضى فيه
-مروان: المياه مقطوعة هناك
-نيرة: يا سلام، وشغالة هنا؟
-مروان: أه.. وبعدين أنا قولت نتوضى سوا عشان نصلي و نبدأ حياتنا على بركة الله.

-نيرة وقد فهمت ما يرمي إليه: أهـــا، طيب وسع بقى واتوضى براحتك
-مروان: لأ
-نيرة: يا بني انت ماسمعتش ان لمس الستات بينقض الوضوء
-مروان وهو يمسك بفكها برقة: ايوه، دول الستات الأجانب عني، لكن مش مراتي ومزتي الحلوة اللي زيك
-نيرة وهي تبعد يده: اوووف، مش هاخلص النهاردة.

مد مروان يده مرة أخرى، ولكن هذه المرة لكي يعبث بخصلات شعر نيرة المبتلة، فأزاحت يده بعيداً عنها و..
-نيرة: اوعى
-مروان: يا بت بعدلك الأوصة
-نيرة: أنا عاوزاها كده منكوشة
-مروان: عز الطلب.

قام مروان بوضع كلتا يديه على رأس نيرة، ثم قام بــ ( نكش ) شعرها، صرخت فيه نيرة بأن يكف عما يفعل ولكنه لم يستمع إليها و...
-نيرة: ابعد بقى، ده انت بارد
-مروان: لأ.. وكل ما هتطولي لسانك هارخم أكتر عليكي
-نيرة بعصبية: يوووووه.

حاولت نيرة جاهدة أن تبعد مروان عنها، ولكنه تمادى في اغاظتها وقام بوضع كلتا يديه على خصرها، ثم رفعها بسهولة على رخامة الحوض لتجلس عليه، وثبت كلتا يديها على فخذيها و...
-مروان: ششششش... اهدي
-نيرة وهي تحاول التحرر من قبضتي يده: سيبني بقى، انا تعبت ومش فايقة للي بتعمله ده
-مروان: وهو أنا عملت حاجة لسه، ده احنا بنسخن بس، ولسه الليل قدامنا بحاله.

-نيرة بنبرة ضيق: مهما عملت مش هاتخد مني حاجة غصب عني، ماشي! حط ده كويس في دماغك!
-مروان بتحدي: وانا عاوزك بالرضا مش بالغصب
-نيرة بنظرات ثقة: يبقى مش هايحصل أبداً
-مروان: لأ هايحصل، وهتشوفي...

كانت نيرة على وشك النزول من على سطح الرخامة الجالسة عليها حينما حذرها مروان بلهجة جادة و...
-مروان بلهجة آمرة: قسماً بالله لو نزلتي من عليها قبل ما أخلص وضوء لهعمل يا نيرة اللي مايخطرش على بالك.

ارتعدت نيرة من كلام مروان الجاد معها، لذا أثرت الجلوس في مكانها، ولكنها أدارت وجهها للناحية الأخرى
-نيرة: هــه.

توضيء مروان ببطء شديد جعل نيرة تمل من كثرة الانتظار و..
-مروان مازحاً: أصل أنا تقن أوي في اللي بعمله، أحب أدي لكل حاجة حقها
-نيرة: يا رب يا مسهل
-مروان: هـــانت.. إن الله مع الصابرين.

تعمد مروان أثناء وضوءه أن يلقي نيرة بين الحين والأخر بقطرات المياه، مما جعل ملابسها شبه مبتلة..
ولأن نيرة كانت تشيح بوجهها بعيداً عنه، فلم تدرك هذا، استمتع مروان كثيراً بما يفعل مع نيرة.. وأثاره بشد حركة قدميها اللا إرادية وهي تحركهما في الهواء أثناء جلوسها.. فقرر أن يداعبها بكلماته و...

-مروان: بطلي تهزي رجلك
-نيرة وقد التفت إليه: ليه ان شاء الله؟
-مروان: زمان واحنا عيال قالولنا ان اللي بيهز رجله الشيطان بيجي، ويقعد يتمرجح على رجليه
-نيرة بعناد: ده كلام فاضي.. واهووو.

استمرت نيرة في تحريك قدمها بغل ظناً منها أنها تغيظ مروان أكثر فأكثر، ولكنه كان ينظر لها مبتسماً ومستمتعاً بكل حركاتها، وفي النهاية قرر أن يدعها وشأنها..
-مروان: خلاص، تقدري تنزلي
-نيرة بضيق: اوووف، اخيرااااا
-مروان غامزاً لها: مش عاوزة مساعدة؟
-نيرة: لأ، أنا بعرف أنزل لوحدي.

قفزت نيرة من على سطح الرخامة وكادت أن تفقد توازنها، و لكن أسندها مروان بذراعه القوية، بينما استندت هي بكلتا يديها على صدره، رفعت رأسها في خجل فوجدته ينظر لها بعشق وهيــام.. شعرت بالتوتر، ثم أعتدلت في وقفتها، وابعدت يديها عنه و..
-مروان: امـــسك نفسك
-نيرة: احم... آآآ... سوري
-مروان: أنا في الخدمة!
-نيرة: أهــا
-مروان مشيراً بيده للأمام: اتفضلي...

أسندت نيرة كلتا يديها على رخامة المطبخ وهي مواجهة لمروان، حيث اضطربت حينما أدركت من نظرات مروان لها انه حتماً سيحملق بها إن سارت هي أمامه مرة اخرى، لذا قررت أن تجعله يتقدمها هو ويترك المطبخ أولاً..
-نيرة وهي تستند بيدها على الرخامة: لأ اتفضل انت
-مروان: وربنا ما يحصل، Ladies First..

-نيرة باصرار: أنا متنازلة عن حقي، مش عاوزاه
-مروان: لكن أنا لأ.. ده انا بحب أطبق الاتكيت في الحاجات دي بالذات
-نيرة: لأ انت اللي هاتمشي الأول
-مروان: لألألألأ
-نيرة برقة: بليييييز
-مروان: آآآآخ... عشان خاطر بليز دي بسسس
-نيرة: ميرسي.

تحرك مروان للأمام قليلاً، فوقفت نيرة من خلفه وهي تمط شفتيها وتسب في ضيق، التفت هو بصورة مفاجئة لترتبك نيرة حينما تراه ينظر إليها
-نيرة بابتسامة مصطنعة: هههههه
-مروان باستغراب: انتي بتعملي ايه
-نيرة بتردد: مـ... مافيش
-مروان: طيب

خرج مروان من المطبخ، بينما ظلت نيرة فيه تفكر كيف ستتصرف معه، فهي مرهقة، وتريد أن ترتاح ولكنها تخشى من مروان، فهو يرغب فيها بشدة، وهي لا تريد ذاك القرب، هو يطمع في أن تكون له وتسلم لها نفسه، ولكنها تقف له بالمرصاد ولن تنوله مراده مهما حاول معها..
-نيرة في نفسها: لازم اتصرف واشوف حل للمشكلة دي، أنا عاوزة أنام ومش قادرة خالص، وهو مفنجل عينه اد كده ومش هيهداله بال إلا لما ياخد غرضه مني، وده مش هايحصل أبداااا... طب اتصرف أزاي؟ ممم..!

كان مروان قد وضع بقايا الطعام وقشر الجمبري في كيس صغير بجوار مدخل المطبخ لكي يلقيه باكراً في سلة القمامة الخارجية..
وبينما كانت نيرة على وشك الخروج من المطبخ، ركلت لا إرادياً ذلك الكيس البلاستيكي الأسود بقدمها، فطــــار في الهواء ليصطدم بظهر مروان وينفتح وتتبعثر محتوياته على مروان وعلى الأرض...

بووووووووووووم
-مروان متآلما: آآآآي
ديشششششششش
-نيرة بصدمة: اووووبس!
وقف مروان مذهولاً ومصدوماً مما حدث، التفت للخلف ليجد نيرة واقعة وتضع كلتا يديها على فمها، وتنظر إليه في حالة ذهول، لم يكن يتوقع أن تفعل نيرة هذا..
-مروان بغل وهو يجز على أسنانه: جــررررر.

في حين كانت نيرة هي الأخرى شبه غير مصدقة لما حدث للتو.. وقفت تنظر إليه في رعب، لقد كانت نظراتها تتجول بين هيئته وبين شكل الأرضية.. هي غير متوقعة لردة فعله تجاهها، ولكن من هيئته العامة ومنظر احتقان الدماء في وجهه، توقعت نيرة الأسوأ...

حاولت نيرة أن تبرر موقفها، وتوضح له أنها لم تقصد هذا أو حتى تفعله عن عمـــد..
-نيرة والخوف يعتريها: والله العظيم ما أقصد، دي..دي.. جت كده.. أنا.. أنا كنت.. أصل.. أنا.

كور مروان قبضتي يده وأخذ وضعية الاستعداد للهجوم على نيرة التي لم تنتظره حتى يهجم عليها، وإنما انطلقت بسرعة من أمامه، وركض هو خلفها و...
-مروان بضيق وهو يركض خلفها: انتي اتجننتي، حصلت لكده!.

اختبأت نيرة خلف أحد المقاعد المحيطة بطاولة الطعام وكأنها تحتمي به ثم..
-نيرة بخوف: والله والله والله ما أقصد
-مروان وقد وقف مكانه ملوحاً بيده: طب احدفيني بأي حاجة تانية، لكن بالزبالة يا نيرة، بالزبـــــالة... وطبعاً مش محتاج أقولك كان فيها ايه
-نيرة بعفوية: زفارة الجمبري وبواقي قشره
-مروان: انتي بتغيظني، طب تعالي بقى، وقعتك سوووودة.

ركضت نيرة مسرعة ناحية غرفة الاستقبال بالشاليه، وقفزت من فوق الآريكة
-نيرة بصريخ: عاااا.. يا مامي
-مروان: خدي يا بت، تعالي هنا.

وقفت نيرة في مكانها، ثم انحنت قليلاً لتلتقط أنفاسها، ورفعت كف يدها لمروان طالبة منه التوقف و...
-نيرة من بعيد: ستوووب، أخد نفسي الأول معنتش قادرة أجري ولا أنط
-مروان: طيب...

ماهي إلا لحظات حتى ثار مروان مرة أخرى و...
-مروان متسائلاً: خدتي نفسك؟.

اعتدلت نيرة في وقفتها، ثم وضعت كلتا يديها في وسط خصرها و...
-نيرة وهي توميء ايجابياً برأسها: أهــا
-مروان: مش سايبك النهاردة إلا لما أخد حقي..
-نيرة: لألألألأ.

ظل الاثنين يركضان خلف بعضهما البعض، ولم تغفل نيرة عن إلقاء أي شيء يقع في يدها على مروان لتبطيء من سرعته ولتعيقه قليلاً...

في النهاية تعبت نيرة من كثرة الركض، فطلبت من مروان أن يسامحها، ولكنه استغل الموقف كعادته و..
-نيرة: كفاية بقى، تعبت..!
-مروان: حقي..! مش هتنازل أبداً عنه مهما يكون
-نيرة: خلي قلبك أبيض وسامحني بقى
-مروان: لأ... أنا اتعديت منك وهاعمل زيك، وهاخلي وقعتك سودة
-نيرة: عشان خاطري
-مروان وقد أخذ يفكر في شيء ما: مممم.. ماشي بس بشرط
-نيرة متعجبة: شرط ايه؟

- مروان: زي ما بوظتي الدنيا ومليتها زفارة، يبقى تنضفي اللي وسختيه
-نيرة بعدم فهم: يعني ايه؟
-مروان بابتسامة لئيمة: يعني تنضفي المكان و... وأنـــــا
-نيرة بعيون جاحظة: نعم!
-مروان: ده اللي عندي
-نيرة بتحدي: لأ يا حلو، أنا أنضف الأرض ماشي، لكن انت لأ طبعاً وبالثلث
-مروان بنظرات جريئة: ماشي براحتك، وأنا بقى مش هاسيبك
-نيرة: آآآ...
-مروان: ها ايه رأيك بقى؟

لم يمهل مروان نيرة الفرصة لكي تفكر مع نفسها ولو قليلاً، وإنما أعطاها فقط عدة ثواني لــتتخذ قرارها و...
-مروان: معاكي 5 ثواني تقوليلي فيهم رأيك، وإلا أنا هتصرف..!
-نيرة: هــه
بدأ مروان العد التنازلي سريعاً، مما أجبر نيرة على الموافقة و...
-مروان: 5 – 4 – 3 – 2...آآآ
-نيرة بلهفة: ماشي.. ماشي
-مروان مبتسماً ابتسامة عريضة: كده تعجبيني

اقترب مروان من نيرة التي حاولت قدر الامكان أن تجعل بينهما مسافة ما،ثم بدأ هو في توضيح مهمتها الحالية و..
-مروان: شوفي يا مزة، أنا راجل كنت بتوضى وكانت ريحتي معطرة، مسك طالع مني وحاجة أخر جمال، سيادتك بقى جيتي وعملتيلي فيها أبو تريكة وشوطي فيا الزفت ده
-نيرة: كيس الزبالة
-مروان: ايوه، وبهدلتيني ع الأخر بسبب الـ..

-نيرة مقاطعة وهي تهز رأسها: كيس الزبالة
-مروان بضيق: خلاص عرفت
-نيرة: أها..
-مروان ناظراً إليها بنظرات شبه وقحة: المهم أنا عاوزك بقى آآآ...
-نيرة: ايه؟
-مروان: تنضفيني!
-نيرة بحدة: نعم يا خويا؟

-مروان: اوعي تفهميني صح.. انا عاوز أتوضى تاني، بس المرادي انتي اللي هتخليني أتوضى وعاوز ريحتي تبقى مسك وعنبر، ماشي
-نيرة في سرها وهي عابسة الوجه: الله يحرقك!
-مروان مازحاً: أنا شايف علامات الرضا على وشك أهي..
-نيرة بضيق: استغفر الله العظيم.

لاحظ مروان تزمت نيرة وحنقها من طلبه هذا، فقرر أن يتمادى أكثر ويعرض عليها شيئاً أكثر جرأة، أدار ظهره لها، ثم أخذ ينظر لأظافر يده و...
-مروان وهو يوليها ظهره: لو مش عاجبك الموضوع أنا ممكن أزفرك زي ما عملتي فيا، وآآآ... وأرجع أنضفك بنفسي... بس ع طريقتي.. وكده نبقى خالصين
-نيرة بدهشة: هـــه.

أدركت نيرة أن نية مروان معها ليست خيراً على الاطلاق، لذا قررت أن تجاريه في طلبه و..
-نيرة: خلاااااص.. اتفضل قدامي
-مروان: بس أنا ليا لي طقوس لما بتوضى
-نيرة: طقوس ايه بالظبط؟
-مروان: هتعرفي.. تعالي ورايا
-نيرة على مضض: طيب...!.

في شاليه صلاح الدسوقي
كانت ندى سارحة في أحلامها الوردية الجميلة، جلست في التراس على المقعد الوثير ممددة كلتا قدميها عليه...
ارتدت ندى قميص نوم حمالات قطني، مرسوم عليه رسمة شهيرة للقطة ( كيتي )، ومن اللون الروز، ويصل إلى ما فوق الركبة بقليل...
شردت ندى فيما حدث لها اليوم، و تذكرت كيف فاجئها يوسف بعرضه الزواج منها أمام الجميع، وكيف وافقت هي على عرض زواجه، ومن ثم تم عقد قران الاثنين وسط فرحة الجميع...
تنهدت ندى تنهيدات مليئة بالأشواق والرغبة في الوصال والقرب من يوسف، كم هي تشتاقه، كم هي تعشقه، كم تود أن تكون الآن بين أحضانه...

في نفس الوقت، كان يوسف يعاني من الأرق، لم يستطع أن ينام هو الأخر، أو حتى أن يجعل عقله يكف عن التفكير في ندى قلبه.. هي تجلس بقربه، هي الآن زوجته، يود أن تكون في أحضانه يستنشق عبيرها، يتمتع بجمالها الآخــاذ، يتذوق حلاوة قربها منه..
قرر يوسف أن يفعل شيئاً مجنوناً، فهو لم يعد يطيق أن يبقى حبيساً في غرفته، لذا تسحب ومشى على أطراف أصابعه، وخرج من الشاليه الخاص بعائلته وتوجه نحو شاليه عائلة الدسوقي...

ظل يوسف يراقب الشاليه من بعيد، إلى أن لمح أن هناك أحد ما جالساً فيه، تردد في الاقتراب أكثر، ولكنه خشى أن يراه أحد ما وينكشف أمره..
تجول يوسف حول المكان قليلاً ولكنه مل من فعل هذا، لذا حسم يوسف أمره في النهاية بالبقاء بالقرب من الشاليه ومحاولة النظر جيداً ومعرفة هوية من يجلس فيه...
أمعن يوسف النظر جيداً في هذا الشخص، تهللت أساريره وإنفرجت حينما لمح أنها ندى قلبه، حبيبته الأولى والأخيرة...

قرر يوسف أن يتسلل إلى التراس وحيث تجلس ندى..
كانت ندى مغمضة العينين حينما سمعت صوت وقع أقدام عندها في التراس الواسع، فتحت عينيها بسرعة لتتفاجيء بيوسف واقفاً أمامها..
انتفضت من مكانها ووقفت على قدميها غير مستوعبة لما تراه، ظنت أنها تحلم أو تتخيل وجوده أمامها، ففركت عينيها بأصابعها.. ثم أعادت فتحهما مرة أخرى وتأكدت بالفعل أنه يقف أمامها و...

-ندى: انت!
-يوسف: وحشتيني.. مقدرتش أنام من غير ما أشوفك وأخدك في حضني
-ندى بصوت هامس: بس.. بس كده ممكن حد يشوفك
-يوسف: مش مهم، انتي مراتي الوقتي، ومن حقي أشوفك في أي وقت أنا عاوزه
-ندى بقلق وصوت خافت: اهــا.. بس.. بس بابا وماما جوا، وتوتا نايمة وممكن يصحوا في اي ثانية، ولو شافوك هتحصل مشكلة
-يوسف: متخافيش، انا كل اللي يهمني هو انتي
-ندى: آآآ...

اقترب يوسف من ندى ثم أمسك بكلتا يديها بيديه وأنحنى قليلاً وقبلهما، ثم جذبها في أحضانه، واحاطها بذراعيه بقوة..
-يوسف بصوت هاديء رومانسي: بــحــبك
-ندى بصوت خافت وضعيف: و.. وأنا.. بـ..حـ...

ثم سمعت ندى صوت باب ما داخل الشاليه يفتح، فارتعدت، ثم ابتعدت عن يوسف على الفور و...
-ندى ببرة خائفة: الباب
-يوسف بثقة: عادي
-ندى: امشي الوقتي، مش لازم حد يشوفك هنا
-يوسف: أنا ملحقتش اشبع منك
-ندى: بكرة نبقى سوا.. من فضلك امشي الوقتي
-يوسف: أنا عاوز...

قامت ندى بالتحرك سريعاً تجاه يوسف ودفعته دفعاً للأمام ناحية حافة التراس، وطلبت من برجاء أن يذهب من حيث جاء و...
-ندى: يالا يا يوسف امشي قبل ما حد شوفك.

نظر لها يوسف بنظرات رومانسية ساحرة، ثم قال بصوت خافت و...
-يوسف بنبرة خافتة: مكونتش أعرف ان اسمي حلو كده وهو طالع من شفايفك دول.

اكتست وجنتي ندى بالحمرة، وأطرقت راسها في خجل، فمد يوسف أطراف أصابعه أسفل ذقنها، ثم رفع رأسها قليلاً و...
-يوسف: بموت فيكي يا ندى قلبي...

ابتسمت ندى ابتسامة رقيقة على كلامه الساحر هذا، فهمس بصوت أكثر دفئاً بــ...
-يوسف: أنا مكونتش بحب القطة اللي اسمها كيتي، بس من ساعة ما لمحتك لابساها وأنا عشقتها عشانك.

أدارت ندى رأسها في خجل للناحية الأخرى، فأمسك مروان بوجهها مرة أخرى وقربه إليه بنعومة و...
-يوسف: ليه تحرميني من الجمال ده.

ثم مال عليها قليلاً برأسه، واختطف قبلة صغيرة من على شفاهها زادتها خجلاً على خجل و...
-ندى بخجل: آآآآ...
-يوسف: تصبيرة لحد ما نبقى سوا.. باي يا عمري اللي جاي كله.

ثم قفز يوسف بخفية من على التراس، ولوح لها بيده ثم طبع قبلة في الهواء وأرسلها إليها..
ظلت الابتسامة تعلو ثغرها ولا تفارقه.. فهل أدركت أنها تحبه بكل جوارحها.. تعشق اسلوبه الناعم معها..
حقاً لقد وقعت هي الأخرى في حبه، فهي نـــدى قلبه...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة