قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر

في الشاليه الخاص بمروان ونيرة
في المرحاض الملحق بغرفة النوم الكبرى
صعدت نيرة خلف مروان وهي متزمرة مما يفعله معها، ورغم هذا سوف تظل صامدة معه...

دلفت نيرة خلفه إلى غرفة النوم، ثم التفت هو إليها فجأة وأمسكها من كتفيها وطلب منها الجلوس على طرف الفراش لحين الانتهاء من اعداد طقوسه الخاصة ( كما يسميها )...

تعجبت نيرة من تصرفاته الطائشة معها، واستغلاله لأي خطأ تفعله بعمد أو بدونه..
-نيرة في نفسها: ربنا يستر، انا قلبي مش مطمن، حاسة انه بيدبرلي مصيبة جديدة، ايوه هو مش هيهداله بال إلا لما آآآ...، لألألألأ مش هايحصل، طب يا ترى هيخليني أوضيه ازاي؟.

تخيلت نيرة في نفسها أن مروان سيجعلها تفعل كما كانت الجواري تفعل من قبل في العصر القديم حيث تمسك بقارورة المياه في يد، وتضع باليد الأخرى وعاءا فارغاً على الأرض، ثم يجلس مروان أمامها، ويمد كلتا يديه أعلى الوعاء الفارغ، ثم تصب هي الماء على يديه ليغسلها جيداً ويبدأ في مراحل الوضوء إلى أن ينتهي تماماً ثم تناوله المنشفة الموضوعة على كتفها لينشف يديه، ويتركها ترحل...

قاطع مروان خيالات نيرة حينما ناداها من داخل المرحاض بصوت حــاد و..
-مروان بنبرة عالية: نيــــــرة! تعالي
-نيرة على مضض: طيب.

دلفت نيرة إلى داخل المرحاض لتتفاجيء بمروان يُمليء ( البانيو ) بمياه شبه دافئة، ثم أضاف عليه ( شاور الاستحمام ) و..
-نيرة باستغراب: انت بتعمل ايه؟
-مروان: بجهز الطقوس
-نيرة: الله اومال فين الكوز والطشت
-مروان والدهشة تعتري ملامحه من كلام نيرة: كوز ايه عدم اللامؤاخذة؟

-نيرة وهي تشرح بيدها: الكوز اللي بيحطوا بيه المياه عشان تشطف ايديك منه زي بتوع زمان كده
-مروان وهو يشير بيده: أهـــا.. لأ جو ليالي الحلمية ده ولى من زمان، احنا الوقتي في عصر الشاور والليفة
-نيرة وهي تنظر إليه بعدم فهم: أفندم..
-مروان: بصي أنا عاوزك تستعدي للي جاي
-نيرة مندهشة: استعد! اللي أعرفه ان الناس بتتوضى من الحوض مش من البانيو
-مروان وهو ينظر إليها: اهـــا.. ده لما يكون ريحتهم زي الفل مش زفرة زيي.

وضعت نيرة احدى يديها في وسط خصرها، ثم بدأت في هز أحد قدميها لا إراديا و...
-نيرة: والمطلوب أعمل ايه؟.

أمسك مروان بيد نيرة ثم فتح كفها ووضع به فرشاة الاستحمام، ثم أطبق أصابعها على الفرشاة ونظر إليها بنظرات ذات مغزى و...

-مروان وقد أعطاها فرشاة ما: تشوفي شغلك!.

صدمت نيرة مما يفعله مروان معها، اعترضت في البداية على ما يريدها أن تفعله، ولكنه أوضح لها مهمتها و...
-نيرة بنظرات حادة: انت عاوزني أعمل ايه بالظبط
-مروان: متبصليش كده بس لأحسن بدوب من النظرة دي.

ارتبكت نيرة من حديث مروان لها، ولكنه أكمل حواره بـ...
-مروان: شوفي يا ست العرايس، أنا هاقعد في البانيو اللطيف الظريف ده، وسيادتك هتمسكي الفرشاة بايديكي الناعمة الحلوة دي وتشيلي الزفارة من عليا
-نيرة بضيق: انت قولتلي انك عاوز تتوضى مش تستحمى؟
-مروان غامزاً لها: ماروحناش بعيد يا مــزة.. عاوزك تنضفي بضمير بقى.

قام مروان بخلع التي شيرت الذي كان يرتديه ليقف أمامها فقط بالشورت، فاضطربت نيرة من هيئته تلك وتراجعت للخلف، ثم بدأت في نهره بحدة و..
-نيرة بنظرات حادقة: انت بتعمل ايييييه؟
-مروان: بأقلع التي شيرت
-نيرة: وتقعله ليه؟ خليك لابسه
-مروان: نعم؟ هو انتي ناوية تنضفيني أنا والتي شيرت سوا؟
-نيرة: أه.. من فضلك البسه تاني
-مروان بخبث: اوعي تقولي انك مكسوفة مني وأنا كده.

اضطربت نيرة من كلام مروان الجريء معها، وحاولت أن تبدو طبيعية أمامها، ولكن ملامحها تفضحها، فالتوتر بادياً على كل ثنية من ثنايا جسدها و..
-نيرة بتوتر: آآآ... لأ.. بس آآآ...
-مروان: خلاص يبقى مافيش مشاكل، يالا!.

جلس مروان بداخل ( البانيو )، ومدد قدميه فيه، ثم نظر إلى نيرة مرة أخرى والابتسامة لا تفارق ثغره و...
-مروان مبتسماً: هاتفضلي تبصي عليا كده كتير، قربي يالا، مش هانقضيهافرجة
-نيرة بارتباك واضح: هــه
-مروان: يالااااا
-نيرة: حــ.. حاضر.

اقتربت نيرة ببطء منه، مدت يدها بالفرشاة من على بُعد، ثم بدأت بحك وجهه بها وهي تتجنب الاقتراب أكثر منه..
نظر لها مروان شطزراً و..
-مروان: انتي بتعملي ايه بالظبط؟
-نيرة: بنضف
-مروان: ده على اساس انك ماسكة الزعافة وبتنضفي سقف الأوضة وخايفة التراب يجي عليكي.. قربي شوية
-نيرة: هـــه
-مروان: يالا يا حاجة، مش هاستناكي كتير.

اقترب نيرة أكثر منه، وقفت خلفه، ثم انحنت قليلاً وبدأت في تنظيف ظهره بالفرشاة و..
-مروان: متوطيش كتير عشان ضهرك، اقعدي ع طرف البانيو
-نيرة: آآآ..
-مروان: ده لمصلحتك بدل ما يجيلك ديسك..
-نيرة بوجه مقفهر: الملافظ سعد
-مروان: ماشي، بس اقعدي.

جلست نيرة على حافة البانيو خلف مروان، وبدأت في دعك ظهره بالفرشاة، مد مروان يده للخلف وهو يحمل علبة ( الشاور جيل ) ليعطيها اياه و...
-مروان ممدداً يده للخلف: خدي حطي من ده
-نيرة: ليه
-مروان: انتي مش شامة ريحة الزفارة
-نيرة: والله ما شامة أي حاجة
-مروان: انتي مش شامة بس أنا شامم، وبعدين ادعكي بايدك لأحسن الفرشاة دي خشنة ع ضهري.

-نيرة: احنا متفقناش ع كده
-مروان: بس أنا عاوز كده، عاجبك ولا أقوملك
-نيرة وهي تزفر في ضيق: اووووف
-مروان: اشتغلي بضمير، وماتنسيش انا راجل بحب الاتقان في العمل
-نيرة: طيب خلاص، فهمت!.

لاحظت نيرة وهي تدعك ظهر مروان وجود ندبات فيه، تحسستها بأطراف أصابعها، فشعر هو بلمستها عليه، فتوقع أن تسأله عن تلك الندبات، ولكنها صمتت ولم تحاول حتى أن تتحدث بشأنها رغم أنها أثارت لديها العديد من التساؤلات...

قرر مروان أن يخبرها هو بسبب تلك الندبات و..
-مروان: انتي شوفتيهم؟
-نيرة بعدم فهم: هــه..
-مروان: العلامات اللي في ضهري
-نيرة: احم.. لأ...
-مروان باستغراب: يا شيخة! قولي كلام غير ده
-نيرة: مخدتش بالي
-مروان: عارفة دول من ايه
-نيرة: لأ مش عاوزة أعرف
-مروان: دول يا ستي من الحادثة اللي حصلتلي بعد ما فاتحت أبويا في موضوع خطوبتك
-نيرة بصدم: ايه؟

-مروان مكملاً: بصراحة انا مستحملتش انه يرفض اننا نكون لبعض وعملت حادثة كبيرة، تعرفي أنا كان ممكن لا قدر الله أروح فيها، بس كله يهون ولا إني أبعد عنك.. المهم اعدت بعدها في المستشفى فترة، حاولت أعرفك بده لما خرجت بس للأسف كان ده متأخر أوي، حتى بابا نفسه حاول يوصل لأبوكي عشان يعوضه عن اللي حصل لكن كنت سافرتوا...!

تسمرت نيرة في مكانها، وتجمدت أطرافها وعجزت عن النطق حينما سمعت ما قاله مروان، لم يخطر ببالها قط أن مروان قد تعرض لحادث خطير كاد أن يودي بحياته، وأنه حاول قدر استطاعته أن يصل إليها وأن يجعلها زوجته رغم كل شيء
-نيرة في نفسها بعدم تصديق: مـ.. مش ممكن.. اســ... استحالة!

تعجب مروان من صمت نيرة المفاجيء وتوقفها عن الحركة، التفت إليها برأسه فوجدها في حالة ذهول تام.. فأدرك على الفور أنها ربما لم تكن تعرف بهذا.. حاول أن يلفت انتباهها مرة أخرى بـ...
-مروان ملوحاً بيدها أمام وجهها: اييييه يا مزة سرحتي في ايه؟
-نيرة وقد انتبهت إليه: هــه
-مروان وهو يشير لرقبته: انتي هاتفضلي متخشبة كده كتير، تعالي بقى ادعكي الحتة اللي قدام دي لأحسن مش طايلها.

نظرت نيرة إليه بدهشة وغيظ و...
-نيرة: أفندم، مش طايلها؟
-مروان وهو يحاول النهوض: أيوه.. ويالا بقى، ولا عاوزاني أقوملك، ايوه قولي كده، انتي عاوزاني أقوملك وبتتلككي.

وضعت نيرة كلتا يديها على كتفي مروان لكي تثبته وتمنعه من النهوض و..
-نيرة مسرعة: لألألأ.. والله ما انت قايم.. خليك قاعد.

نهضت نيرة من على حافة البانيو، ثم تحركت للأمام وجلست على حافته مرة أخرى ولكن تلك المرة وهي مواجهة لمروان..
انفرجت أسارير مروان حينما رأها جالسة أمامه، ثم بدأ في المزاح معها و...
-مروان: عاوزك تخلي الحتة دي بتلمع
-نيرة: ازاي يعني.

-مروان: معرفش، المهم في قشف بقاله سنين محوشه عشانك.. قصدي عشان تشليه
-نيرة: هو انت مكونتش بتستحمى قبل ما تعرفني
-مروان: لأ.. بس الحُمى ايديكي ليه طعم مختلف
-نيرة: طب اقعد ساكت خليني أخلص.. أل كنت ناقصة شقى ع أخر الليل
-مروان بابتسامة عريضة: أحلى شقى وربنا.

ظلت نيرة تدعك في رقبة مروان وذراعيه جيداً، وهو لم يتوانى عن ازعاجها وإلقاء بعض قطرات الماء عليها وعلى ملابسها، وأحياناً على فخذيها.. كانت هي تنهره، لكنه يشير لها بيده أنه سيتوقف، ومع هذا استمر في فعل ذلك مرات عديدة، إلى أن قررت نيرة ألا تعيره الانتباه وتركز فقط فيما تقوم به...

تأمل مروان نيرة وهي تميل عليه بين الحين والأخر لتنظف ذراعيه، راقب حركات جسدها واهتزازه تلقائياً مع كل حركة تقوم بها.. كانت الرغبة فيها تزداد ورغم هذا حاول أن يسيطر على نفسه كثيراً.. هو مازال عند وعده، بلى يريدها ولكن برضائها وليس رغماً عنها...

تناثرت خصلة من شعر نيرة على عينيها، فأزعجتها، وكلما حاولت أن ترفعها للأعلى سقطت مرة أخرى، حاولت أن ترفعها بكف يدها ولكنها فشلت، فأصابعها ممتلئة بالصابون وهي لا تريد أن تحرق عينيها به حينما تمسك بتلك الخصلة..
-نيرة بضيق: اوووووف...

رأى مروان انزعاجها من تلك الخصلة، فمد هو يده ثم بأطراف أصابعه أزاحها عن عينيها، نظرت هي إليه بنظرات مختلفة عن كل مرة، خاصة وعقلها يردد بين ثانياه ما ألقاه مروان قبل قليل على مسامعها..
-مروان: اثبتي وأنا هاشيلك الأوصة اللي مضيقاكي
-نيرة: طيب.

لاحظ مروان نظرات نيرة المختلفة إليه، فكر قليلاً مع نفسه، فهو أراد أن يجرب شيئاً ما معها، فإن تجاوبت معه تمادى هو معها، وإن صدته، تغاضى عما يفعل...

بحركة مفاجئة قام مروان بلف يده حول خصر نيرة، ثم جذبها بكل قوة إليه لتسقط في البانيو وفوق حجره، وتتدلى قدميها خارج البانيو...
طششششششششششش
-نيرة: آآآآه
تفاجئت نيرة مما فعله مروان ولكنها لم تعاتبه أو حتى تنهره.. فقد استكانت بين أحضانه.

أحاط مروان بنيرة بكلتا ذراعيه، ثم قربها أكثر إليه، بينما وضعت هي كلتا يديها على صدره و..
-مروان بصوت رومانسي: أنا بحبك أوي يا نيرة...

ظلت نيرة صامتة ولكنها كانت تنظر إليه بعيون مترقبة...

أمــال مروان رأسه ناحيتها، ثم اقترب من وجنتها وقبلها قبلة صغيرة، ثم مــال على الوجنة الأخرى وقبلها قبلة أطول قليلاً.. توجس في البداية من ردة فعلها، ولكن صمتها هذا معه، أعطاه الضوء الأخضر لكي ينحني أكثر على شفتيها ويقبلها قبلة حانية مطولة..
-مروان بصوت هامس: أنا.. عــ.. عاوزك! يا ترى انتي كمان عاوزاني؟.

أطرقت نيرة رأسها في خجل،لاحظ مروان ارتباكها وتوترها، أدرك من انفعالات جسدها وهي بين أحضانه وما أصابها من اضطراب وتوتر أنها تتجاوب معه.. فابتسم ابتسامة رضا و...
-مروان مبتسماً ومازحاً: بيقولوا السكوت علامة الرضا، على بركة الله نبدأ
-نيرة: نبدأ ايه بالظبط
-مروان بسعادة: اييييييهيه؟ ليلة الدخلة يا مـــزة، ده احنا متأخرين بتاع 4 ولا 5 ساعات عن الوقت الأصلي.. عاوزين نعوض اللي فات، ده الحاج واقف بالتايمر
-نيرة: هـــاه
-مروان: هــاه ايه بس.. يا قوي يا رب.

نهض مروان من البانيو وهو يحمل نيرة بين ذراعيه، تمسكت هي برقبته جيداً، ونظرت إلى وجهه ورأت السعادة البادية عليه، ورغم أن كان يقطر ماءاً إلا أنه لم يهتم بهذا، وتوجه بها نحو غرفة النوم..
كان مروان على وشك أن يضع نيرة على الفراش إلا أنها صرخت فجأة فيه، وركلت بقدميها في الهواء وصاحت بــ...

-نيرة بصريخ: لألألألألألأ
-مروان بفزع: في ايه؟ ما احنا كنا كويسين
-نيرة: السرير هايتبل
-مروان: يا شيخة خضتيني، ما يتبل ولا يولع
-نيرة: لألأ.. أنا هنام بعد كده ازاي عليه؟
-مروان: في سرير تاني
-نيرة: لأ برضوه.

انزل مروان نيرة على الأرض، ثم نظر إليها و..
-مروان: كده كويس
-نيرة: أهــا.

ترددت نيرة قليلاً.. حاولت أن تبدو متماسكة أمام مروان، ظلت تفرك يديها في توتر و..
-مروان بصوت خافت: مش يالا
-نيرة: آآآ...

اقترب مروان منها، وضع يده خلف رقبتها يتحسسها برقة، ثم انحنى ليقبلها، لكن نيرة ابتعدت عنه و...
-نيرة: اصبر
-مروان: ليه بس؟
-نيرة: آآآآ...

حاولت نيرة أن توجد مبرر لمروان لكي يهدأ قليلاً فلم تجد إلا أن تخبره بـ...
-نيرة: مش انت قولتلي اننا لازم نصلي قبل ما آآآ..
-مروان وهو يخبط جبهته بكف يده: أه صح...

أمسك مروان بيد نيرة وسحبها خلفه لكي يصليا سوياً، ولكن أوقفته هي للمرة الثانية و...

-مروان وهو يسحبها من يدها: طب يالا تعالي عشان نصلي
-نيرة: لأ استنى
-مروان: في ايه تاني
-نيرة: هاصلي أزاي وأنا كده.

نظر مروان لملابس نيرة المثيرة والمبتلة في نفس الوقت فاغراً فاه، و...
-مروان بنظرات عاشق ولهان: أيوه صحيح، مايصحش تصلي كده، ده لا يجوز بالمرة
-نيرة بجدية: بالظبط.. وعشان أصلي لازم ألبس إسدال الصلاة
-مروان: صح..
-نيرة: وأنا دورت في الدولاب ملاقتش أي اسدال
-مروان بصدمة: ايييييه.

-نيرة مكملة بابتسامة ثقة: والصلاة مش هتنفع من غير الاسدال
-مروان: نعم؟ طب البسي أي حاجة غير الاسدال عشان تصلي
-نيرة: لألألألأ.. أنا متعودة أصلي بالاسدال، مش برتاح إلا في الصلاة بيه، انت عاوز ربنا يزعل مننا.. استغفر الله العظيم يا رب، عاوزنا نبدأ حياتنا بمعصية
-مروان بضيق: لأ طبعاً.

-نيرة محاولة اغاظة مروان: أنا رأيي نأجل الدخلة لحد ما نشتري اسدال بكرة كده ولا بعده
-مروان: نعم ياختي؟ ايه اللي نأجل الدخلة، لألألألأ ده مش هيحصل أبداً
-نيرة: يعني هانجيب اسدال منين السعادي، وبعدين ما انت ماشاء الله عليك افتكرت تجيب كل حاجة، ونسيت أهم حاجة!
-مروان: أنا هاتصرف، ان شاء الله أروح أشحت واحد من عند أمك.

خطى مروان عدة خطوات للأمام، ولكن ركضت نيرة خلفه محاولة ايقافه، أمسكت بذراعه و...
-نيرة وهي تمسك بذراعه: انت مجنون، هاتروح لماما دلوقتي تخبط عليها، انت عاوزها تتخض وتفكر ان في كارثة حصلت
-مروان: طب أعمل يعني
-نيرة: اصبر لبكرة لحد ما ربنا يحلها
-مروان: أنا مش قادر أصبر دقيقة، تقولي أصبر لبكرة.

أدعت نيرة الحزن وابتعدت عن مروان و..
-نيرة مدعية الحزن: قول بقى انك عاوز تفضحني عند ماما، بقى يا ناس في عريس يسيب عروسته ليلة فرحهم عشان يروح عند حماته وش الفجر.. طب أنا راضية ذمتك ماما لما تشوفك عندها الوقتي هاتفكر ايه، ولا بابا.. يادي الفضيحة.. يادي الفضيحة.

وقف مروان مع نفسه يفكر قليلاً.. هو لا يريد أن يسبب أي توتر أو قلق في العلاقة مع نيرة وخاصة أنها تجاوبت معه إلى حد كبير
أراد أن يريها أن صدره واسع ورحب لأي شيء، وأنه متفهم للوضع وللظروف..
-مروان على مضض: مممم... ماشي.

تنهدت نيرة بارتياح لأنها استطاعت أن تتغلب على مشاعرها المندفعة ناحية مروان وتجعله هو الأخر يتمهل قليلاً، لم يرها مروان لأنها كانت توليه ظهرها..
-نيرة بارتياح: هاااااااه.

لكن مروان لم يعجبه الأمر، حاول أن يفكر في أي حل سريع، فاقترح على نيرة أن...
-مروان: طب ايه رأيك لو روحت الجامع اللي في القرية، وجبت اسدال من اللي في مصلى السيدات.

اعتلت الصدمة وجه نيرة، أدارت رأسها ناحيته، ثم نظرت إليه بكل غيظ و..
-نيرة بحنق: بقى عاوز تروح الجامع السعادي وتقول للشيخ هناك والنبي يا شيخ شحتني اسدال عشان مراتي تصلي معايا قبل ما ندخل.. انت مش طبيعي
-مروان: ماهو أنا هاتجنن.. مش قادر أصبر الصراحة!
-نيرة: استحالة أوافق انك تعمل كده
-مروان بضيق: اوووف.. خلاص مش هاتنيل أعمل كده.

اضطر مروان أن يعدل عن اقتراحه الأخير حتى لا يثير غضب نيرة.. ووافق على مضض أن يناما سوياً إلى أن يأتي الصباح الباكر ثم يذهب هو لشراء اسدالاً للصلاة من أقرب محل بيع ملابس المحجبات...

كانت نيرة على وشك الخروج من الغرفة، فأوقفها مروان و..
-مروان: انتي رايحة فين؟
-نيرة: هانضف الأرض
-مروان: لأ خلاص مش مهم.

وكأن نيرة كانت تنتظر عبارته الأخيرة تلك حتى وافقت بسعادة و دون ابداء أي جدال
-نيرة بفرحة عارمة: خلاص ماشي
-مروان: انتي ايه، ماصدقتي
-نيرة: أه.. الفرصة ما بتجيش إلا مرة واحدة.

توجهت نيرة نحو الدولاب لتنتقي منه شيئاً اخر ترتديه كبديل عن ملابسها المبتلة، وقف مروان يتابعها و...
-مروان بغمزة: مش عاوزة مساعدة؟ ده أنا تخصص حمالات!
-نيرة بتهكم: مش كانت سوست من شوية
-مروان: لأ ما أنا بأغير النشاط تبع المرحلة.. وزي ما انتي عارفة كل مرحلة وليها متطلباتها الخاصة
-نيرة: متشكرين.. مش محتاجة، كتر خيرك
-مروان: ليه بس.. بقى عاوزة تمنعيني من اني أعمل خير واكسب ثواب..!

-نيرة: مــروان..!
-مروان: عيون مروان
-نيرة وهي تشير بيدها: عاوزة أغير هدومي، اتفضل
-مروان: حاضر.

توجه مروان إلى الفراش ثم جلس على طرفه وربع قدميه ووضع كلتا يديه على خديه ليسند رأسه، ثم نظر إلى نيرة بنظرات فاحصة متفحصة والابتسامة البلهاء تعلو ثغره و..
-نيرة: انت بتعمل ايه؟
-مروان: بتفضل، يالا اقلعي بقى
-نيرة وهي تشير بإصبعها: اطلع بره
-مروان: آآآخ.. دايماً جاية عليا مش مخلياني أخد راحتي في البص حتى.

نهض مروان من مكانه، وتوجه إلى خارج الغرفة، تحركت نيرة خلفه وأغلقت الباب ورائه، بحثت عن أي مفتاح بمقبضه، ولكن للأسف لم تجد، مطت شفتيها في ضيق، ثم سارت للأمام بضعة خطوات لتتفاجيء بمروان يفتح الباب مرة اخرى و..
-مروان مبتسماً: ها خلصتي
-نيرة: لأ انت بتستهبل، هاخلص ازاي.

-مروان: ده أنا قولت انتي لبستي وجهزتي
-نيرة: ازاي يعني؟ من فضلك بالذوق كده امشي
-مروان بصوت طفولي: ياباي يا نيرة، سيبني أخد فرصتي
-نيرة: امشي بقى
-مروان: طب ينفع أبص من خُرم الباب
-نيرة محذرة: لألألأ.. اياك!
-مروان: ماشي...

دلف مروان مرة أخرى خارج الغرفة وأغلق الباب خلفه، قامت نيرة بوضع قطعة ملابس على مقبض الباب حتى لا ينظر مروان إليها من فتحة المفتاح به...
كانت نيرة على وشك خلع ملابسها حينما فتح مروان الباب مرة أخرى بصورة مفاجئة و..
-مروان: بصراحة كده أنا مش ضامن الباب ده لما يتقفل عليكي، لكن ضامن نفسي لما أبص عليكي، أنا رأيي تسيبيه مفتوح.

لم يكن أمام نيرة إلا إلقاء الملابس التي بيدها على وجه مروان لكي ينصرف، ولكنه أمسك بقطع الملابس وفردها أمامه و..
-مروان محاولاً اغاظتها: عندك حق ترميه، فعلااا مش حلو البتاع ده، في طقم نبيتي شيفون في الدولاب كله خيوط، بصي عليه، عارفة انتي لو لبستيه، اوووباااا هايبقى نار عليكي
-نيرة: مـــــروان، أقولك ع حاجة أنا هالبس في الحمام، اشبع انت بالأوضة.

أسرع مروان ناحية الفراش ثم ألقى بنفسه عليه و..
-مروان: أنا قولت من الأول كده..
-نيرة وهي تركل بقدميها في الأرض: اوووف
-مروان وهو يتأملها: آآآآخ... ملبن وطري.

دلفت نيرة إلى داخل المرحاض، وبالفعل بدلت ملابسها بشيء أخر أكثر إثارة.. قميص نوم أسود قصير مجسم، مفتوح من ناحية الصدر، ومن الظهر توجد أحبال متشابكة بالتضاد.

استغرقت نيرة مدة طويلة داخل المرحاض، مما جعل مروان يشعر بالملل من كثرة الانتظار و..
-مروان في نفسه بضيق: هي بتخترع الذرة جوا، ده حتة بتاع هوووب يتلبس، وهوووب يتسِلت..!.

وفي النهاية خرجت نيرة من المرحاض، اعتدل مروان في جلسته حينما رأها بتلك الهيئة المغرية، ظل يتأملها بنظرات ثاقبة ومتفحصة.. شعرت هي بالارتباك من طريقته في النظر إليها، لذا أسرعت الخطى ناحية الفراش، ثم جذبت الغطاء من على الفراش، وقامت بلف نفسها جيداً به كالشرنقة...

نظر مروان إليها في تعجب شديد و..
-مروان: انتي بتعملي ايه؟
-نيرة: بتغظى
-مروان: لا والله
-نيرة: أها..
-مروان: بس دي مش تغطية، ده كده انتي بتلفى نفسك زي ورق العنب
-نيرة: أنا بتغطى كده.. تصبح ع خير.

أغمضت نيرة عينيها لتغفو رغم أن النوم قد جفاها، بينما ظل مروان مستيقظاً بجوارها، ونار الشوق واللهفة إليها تحرقه، وتكوي كل ذرة فيه.. ظل يفرك في الفراش بجواره، ولكنه حسم أمره في النهاية بـ...
-مروان بنفاذ صبر وقد نهض عن الفراش: مبدهاش بقى، أنا مش هافضل أستنى للصبح.. أنا هادخل الليلة يعني الليلة.

تعجبت نيرة من نهوض مروان من على الفراش بتلك الصورة، وخاصة أنه توجه ناحية دلفة ملابسه الخاصة ليفتحها ويرتدي أقرب تي شيرت تقع عليه يده و..
-نيرة متسائلة: انت رايح فين السعادي
-مروان وهو يرتدي تي شيرته: هاجيب اسدال
-نيرة: اييييه؟ يعني عاوز تفضحني
-مروان: اطمني، مش هافضحك أنا هاجيبه من حد ثقة
-نيرة: من مين يعني؟
-مروان: من آآآآآ..!
-نيرة وقد اعتدلت في جلستها: ميييين؟ قولي
-مروان: لما أرجع.

ترك مروان نيرة وهي تكاد لا تصدق ما فعله الآن، ثم انطلق هو مسرعاً نحو الشاليه الخاص بعائلته...

لم يرد أن يطرق الباب كي لا يزعج والديه، قرر أن يتسلل إلى الشاليه ومن ثم يتوجه إلى غرفة والدته ويأخذ منها الاسدال دون أن يشعر به أحد...

وبالفعل فعل هذا وتسلل عنوة إلى داخل الشاليه، وما لم يضعه في الحسبان أن والدته كانت مستيقظة إلى الآن، تقرأ القرآن...

ارتعدت أحلام في البداية حينما سمعت صوتا ما يأتي من الخارج، وخاصة حينما لمحت ظل شخص ما يدلف لداخل الشاليه..
فتحت أحلام الإضاءة فجأة لتتفاجيء بمروان الذي وقف هو الأخر مصدوماً منها و...
-أحلام: مــروان! انت بتعمل ايه هنا السعادي
-مروان بدهشة: ماما! انتي لسه صاحية؟

-أحلام: ايه اللي جايبك هنا الوقتي؟ سايب عروستك ليه؟ وبعدين قولي انت داخل ليه من التراس وبتتسحب زي الحرامية
-مروان: آآآآ...
-أحلام بقلق: في ايه يا مروان؟ في حاجة حصلت لنيرة؟
-مروان: بصراحة كده يا ماما أنا كنت عاوز أخد اسدال الصلاة بتاعك
-أحلام متعجبة: نعم؟ اسدال الصلاة!.

سرد مروان لوالدته أحلام باختصار شديد سبب رغبته في الحصول على اسدال الصلاة في ذلك الوقت المتأخر من الليل، وسبب قدومه إلى الشاليه متسللاً.. ضحكت أحلام على جنان ابنها الوحيد مروان، ثم قامت بنزع اسدالها من عليها وأعطته له و..
-أحلام مبتسمة: اتفضل يا حبيبي الاسدال، مايغلاش عليك وعلى مراتك.

قبل مروان رأس والدته والفرحة لا تسعه و...
-مروان وهو يقبل جبينها: حبيبة هارتي.. انا مش عارف اقولك ايه
-أحلام وهي تمسح على رأسها: ماتقولش حاجة يا بني، روح لعروستك وربنا يهنيكم مع بعض
-مروان: يااااا رب أمين.

أمسك مروان بالاسدال بكلتا يديه، ثم توجه ناحية التراس و..
-أحلام باستغراب: انت رايح فين؟
-مروان: هارجع من مطرح ما جيت
-أحلام وهي تشير بيدها ناحية باب الشاليه: يا بني الباب أهوو
-مروان مبتسماً: لأ كده أســرع.. سلام يا أمي...

انطلق مروان ناحية التراس، ثم قفز من على حافته، وركض سريعاً ناحية الشاليه الخاص به وبعروسه نيرة و...
-مروان في نفسه: جــــــايلك يا ذات الـ... الشيفون الأسود...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة