قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثاني عشر

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثاني عشر

في شاليه صلاح الدسوقي بالقرية السياحية
سمعت ندى صوت طرقا خافتة على باب الشاليه، فظنت أن الطارق هو يوسف، فربما قد جاء مرة اخرى ليسرق عدة دقائق معها، ابتسمت في نفسها حينما اعتقدت هذا، ركضت بكل خفة ناحية الباب، ثم فتحته بكل هدوء لتتفاجيء بنيرة أمامها وهي ترتدي ملابس رياضية رجالية.. فزعت ندى على الفور حينما رأتها، بل إنها شهقت، لم تدعها نيرة تكمل عبارتها، حيث دفعت أختها لداخل الشاليه بسرعة، ثم أغلقت الباب خلفها و...
-ندى وهي تشهق: هــاه! نيــ...
-نيرة: حاسبي يا ندى.

أسرعت نيرة ناحية غرفتها بالشاليه، ثم جلست على فراشها وضمت قدميها إلى صدرها، وأحاطتهم بعد ذلك بكلتا ذراعيها.. حاولت ندى أن تستفسر منها عن سبب مجيئها في ذلك التوقيت، والأخطر هو كيف تأتي في تلك الساعة ومن المفترض أنها عروس و...
-ندى بصدمة: انتي بتعملي ايه هنا
-نيرة بقلق وهي تضم قدميها إلى صدرها: آآآ..
-ندى: ردي عليا يا نيرة، في ايه حصل خلاكي تسيبي جوزك في ليلة دخلتكم وترجعي هنا الشاليه السعادي؟ هو عملك حاجة؟
-نيرة وهي تهز رأسها بالنفي: لأ
-ندى: اومال في ايه؟ اتكلمي..! طب هو عارف انك هنا
-نيرة: تؤ
-ندى: نعم؟ يعني انتي خرجتي من وراه؟ نيرة في ايه انتي كده قلقتيني؟

أجهشت نيرة بالبكاء وذرفت دموعاً كثيرة، مما جعل ندى تشفق عليها وتسرع إليها لتضمها في أحضانها وتحاول أن تهديء من روعها و...
-نيرة ببكاء مرير: إهــيء.. إهــيء..
-ندى وهي تسرع إليها: يا ساتر يا رب..، اهدي يا حبيبتي، طب بس قوليلي في ايه؟ طمنيني يا ناروو.

حاولت نيرة أن تتحدث ولكن اختلطت دموعها بشهقاتها فلم تستطع ندى أن تتبين ما الذي تقوله اختها.. لذا طلبت ندى منها أن...
-ندى: خدي نفسك الأول واهدي.. مافيش حاجة خلاص
-نيرة ببكاء: اهيء.

ربتت ندى على ظهر اختها وضمنتها أكثر إلى صدرها وحاولت أن تعرف منها ما الذي أزعجها وجعلها تبكي لتلك الدرجة و...
-ندى وهي تربت على ظهرها: شششش.. اهدي يا نارووو.. شششش...

أخذت نيرة نفسها، ثم حاولت أن تتحدث، ورغم صعوبة فهم كلامها إلا أن ندى استشفت ما الذي يزعجها و..
-نيرة: أنا.. ظـ..لمته.. هو.. هو.. طلع.. بيحـ.. بني
-ندى متسائلة: هو بيحبك؟
-نيرة وهي توميء برأسها ايجابياً: أهــا
-ندى: وده اللي مزعلك؟
-نيرة: لأ
-ندى محاولة ان تفهم: اومال؟

-نيرة بعيون دامعة: انا.. ظلمته وخايفة أوي
-ندى: ايه اللي مخوفك
-نيرة بتوتر: خايفة إني... آآآآ... اكون بحبه
-ندى مبتسمة: طب ودي حاجة تخوف
-نيرة: أه..
-ندى بابتسامة هادئة: ليه بس؟ ده حتى الحب شيء جميل وآآ..

-نيرة مقاطعة: لأ أنا مكونتش عاوزة كده، كنت عاوزة أفضل قاسية، قلبي حجر، لكن.. لكن مقدرتش
-ندى: مش لازم تكوني كده يا حبيبتي
-نيرة: انتي مش فاهمة يا ندى، أنا كنت خدت العهد على نفسي إني أطلع عينه وأدوقه الظلم والبهدلة زي ما عمل معانا زمان
-ندى: ده كان زمان يا نيرة، ومروان مالوش ذنب في أي حاجة حصلت قبل كده، هو حاول ع أد مقدر انك تكوني ليه، وأكبر دليل ع ده انه صمم يتجوزك بعد لما عرف اننا رجعنا هنا بيومين، وانتي الوقتي مراته
-نيرة: آآ...
-ندى: انا بس السؤال اللي محيرني، انتي عرفتي تزوغي منه ازاي وتجي ع هنا.

نهضت نيرة من على الفراش، وتحركت للأمام عدة خطوات، ثم تحدثت بـ...
-نير ة: أنا... أنا استغليت فرصة انه خرج يجيب اسدال للصلاة و.. وهربت
-ندى بعدم فهم: اسدال صلاة.. وهربتي! أنا مش فاهمة حاجة
-نيرة: هــه.. مش مهم تفهمي.. بس أنا.. انا خايفة اوي لما يرجع كمان الشاليه وميلاقينيش فيه
-ندى: هتبقى كارثة!.

في الشاليه الخاص بمروان ونيرة
عاد مروان من الخارج وهو يحمل الاسدال في يده، والفرحة لا تسعه، صعد درجات السلم بسرعة رهيبة، ثم فتحت باب الغرفة ونظر إلى الفراش، كان على وشك التحدث ولكنه لم يجد نيرة جالسة عليه
-مروان بلهفة وهو يفتح باب الغرفة: خلاص يا مـــزتي جبت الاســ...آآآ... راحت فين؟

ظن مروان أنها في المرحاض، فأسرع تجاه بابه، وطرقه برقه و..
-مروان: ( طق.. طق ) أنا جيت يا نيروو.. افتحي يا قمررر.

طرق مروان الباب مرة اخرى، وكان الحال كما هو عليه.. لم يستمع إلى أي رد و...
-مروان محذراً: ( طق.. طق ) نيــرة.. افتحي، لو مافتحتيش الباب أنا هافتحه!.

صمت مروان مرة أخرى لكي يستمع إلى أي رد، ولكن كان الصمت هو سيد الموقف، لذا فتح باب المرحاض على مصرعيه، حيث كانت الصدمة بالنسبة إليه.. حيث لم يجدها بداخله و...
-مروان بنظرات مصدومة: الله... نيرة!.

ترك مروان الاسدال على طرف الفراش، ثم انطلق إلى الغرفة الأخرى لعلها تكن منتظرة بداخلها، ولكنه لم يجدها بداخلها، نزل درجات السلم مسرعاً وبحث عنها كالمجنون في أرجاء الشاليه ولكن لم يكن لها أي أثر...

وقف في مكانه يفكر أين ذهب، حك رأسه بكلا يديه و...
-مروان: راحت فين المجنونة دي الوقتي؟ لأحسن تكون كانت بـ... بتشتغلني وهربت! طب هاتروح فين السعادي؟

مجرد التفكير في أن نيرة تركت الشاليه بدون اذنه جعله يجن، أمــا الاعتقاد في أمر هروبها في ليلة عرسها جعل الدماء تحتقن في وجهه منذرة ببركان حمم على وشك الانفجـــار الآن...

ركض مروان خارج الشاليه وفكر في التوجه أولاً إلى شاليه عائلتها للتأكد من ذهابها إليه، وبالفعل وصل إلى هناك...

طرق باب الشاليه بهدوء، وانتظر الاجابة من الداخل.

في نفس الوقت داخل الشاليه
سمعت نيرة وندى صوت الطرقات على باب الشاليه، إرتعدت نيرة على الفور، فقد توقعت أن يكون مروان هو الطارق.. تمسكت نيرة باختها ندى جيداً و...

طق... طق...طق
-نيرة بفزع: ده... ده أكيد مروان
- ندى: طب اهدي، أنا هاروح اشوف مين
-نيرة وهي تمسك بذراع أختها: اوعي تقوليله ان انا هنا
-ندى: متخافيش
-نيرة بإصرار: عشان خاطري يا ندى
-ندى وهي تبعد يديها: حاضر.. حاضر.

تركت ندى اختها نيرة المرتعدة في الغرفة، وتوجهت هي لفتح الباب بعد أن ارتدت روباً منزلياً...

كان يوسف جالساً في التراس الخاص بشاليه عائلته، يحاول أن يتغلب على أرقه الذي صار صديقه الصدوق تلك الأيام، لمح من بعيد شخص ما قادماً ناحية شاليه عائلة صلاح الدسوقي.. ظن في البداية أنه ربما يكون ذاك البغيض علاء فكان على وشك أن يفتك به حياً، ولكن حينما أمعن النظر جيداً تأكد أنه مروان، استغرب من مجيئه في تلك الساعة إلى هناك، ولكنه برر لنفسه هذا بأن ربما أمراً ما يخص نيرة قد حدث وهو يود اخبار عائلتها بهذا.. وأن ذلك الأمر لا يحتمل التأجيل.

-يوسف في نفسه: ايه اللي جاب مروان السعادي هناك؟ يا ترى في حاجة حصلت لنيرة وعاوزة يبلغ أهلها بيها! طب أكلم مروان أسأله؟ لألألأ.. افرض الموضوع محرج ولا حاجة، أتحرشر أنا فيه وهو يضايق.. ممم... طب انا هاتابع الوصع كده من بعيد وربنا يستر، ولو لا قدر الله شوفت ان في حاجة مش تمام هاتدخل ع طول...!

فتحت ندى الباب لتجد مروان واقفاً.. كان مروان متردداً في البداية، كيف سيبرر لها ولعائلتها مجيئه في تلك الساعة المتأخرة من الليل فقط ليسأل عن نيرة التي تركته دون أي عذر، ولكن حسمت ندى الأمر بأن...
-مروان بتردد: مـ...مساء الخير.. آآآ..
-ندى: مساء النور
-مروان: آآ...
-ندى بصوت خافت: هي موجودة جوا!

تسمر مروان في مكانه حينما سمع عبارة ندى الأخيرة، فعلى الرغم من أن كلماتها طمأنت روحه الثائرة على نيرة، إلا أنها أشعلت نيران الغيظ من تصرفاتها الطائشة.. حاولت ندى أن تلطف الأجواء قليلاً، فتسللت بهدوء خارج الشاليه و...
-ندى بصوت خافت: تعالى بعيد شوية، أنا عاوزاك في كلمتين
-مروان بضيق: خير.

رأى يوسف ندى وهي تدلف خارج شاليه عائلتها وتتحدث مع مروان، ويبدو من هيئتهما أن الأمر هام وخطير.. لمح يوسف علامات الضيق بادية بصورة جلية على حركات مروان وردود أفعاله...
-يوسف: واضح ان الموضوع خطير.. ده مروان مش على بعضه خالص، زي ما يكون في حاجة مضيقاه ع الأخر، أنا لازم أروح اشوف في ايه..!.

حاولت ندى أن تبذل قصاري وسعها في اقناع مروان أن نيرة قد جاءت إلى هنا بدافع الخوف والرهبة من تلك التجربة الجديدة والمفاجئة عليها، ولكن هذا لم يكن كافياً بالنسبة لمروان لكي يتقبل تلك الأعذار.. فبالنسبة له هي مجرد أعذار واهية لا قيمة لها و...
-مروان بضيق: كلام فارغ مايكولش معايا، ومش مبرر لللي هي عملته.

-ندى محاولة تهدئته: طب اهدى شوية، وبلاش الصوت العالي لأحسن حد ياخد باله!
-مروان بحدة: ماهي لو مخرجتش الوقتي ورجعت معايا بالذوق هاجرجرها من شعرها وهاخلي اللي ما يشتري يتفرج...!
-ندى: أرجوك يا مروان..
-مروان: أنا عاوز مراتي، وأنا هاعرف إزاي أتفاهم معاها بطريقتي
-ندى: يا.. يا مروان استنى.

ابتعد مروان عن ندى، ثم دلف مسرعاً إلى داخل الشاليه، حاول مروان بالتقريب أن يجد الغرفة التي توجد بها نيرة، واستطاع بنظراته الثاقبة والفاحصة أن يخمن مكانها من باب غرفة شبه مفتوح و...
-مروان في نفسه: أكيييد هي هنا.

انطلق مروان مسرعاً تجاه الغرفة المذكورة، حاولت ندى ايقافه، لكنها لم تستطع، وخافت أن تشتبك معه فيتسبب هذا في ايقاظ من بالشاليه...

في نفس الوقت كان نيرة في الغرفة تفرك أصابعها من التوتر وتتحرك في الغرفة ذهاباً وإياباً، وفجــــأة وجدت باب الغرفة يفتح على مصرعيه، ومروان يطل بجسده أمامها..
دبت القشعريرة في أوصالها.. لم تتحرك من مكانها فاغرة شفتيها، وقفت تنظر إليه بنظرات مصدومة ومليئة بالرعب..
-مروان بلهجة آمرة وصوت مخيف: نـــيرة!
-نيرة برعب: آآآآ...
-مروان بنبرة حادة: تعالي معايا يا هانم
-نيرة وهي تهز رأسها بالنفي: لـ... لأ.

لم يترك مروان الفرصة لنيرة لكي ترفض طلبه، فقد جذبها من يدها بكل قوة وسحبها خلفه خارج الشاليه، كانت نيرة تقاومه بكل ما أوتيت من قوة ولكنها فشلت، حاولت أن تحرر قبضة يدها من قبضته، ولكنه كان أقوى منها بمراحل عديدة، فلم تمثل مقاومتها له أي شيء..
-مروان بغضب وهو يجرها خلفه: يالا...!
-نيرة متوسلة وهي تقاومه: لألأ.. سيبني.

حاولت ندى أن تلحق به وتمنعه ولكنه عجزت تماماً أمام إصراره و...
-ندى برجــاء: مروان سيبها، بلاش تاخدها الوقتي وانت شكلك كده
-مروان: حاسبي يا ندى، ده موضوع ميخصكيش
-نيرة: الحقيني يا ندى قوليله مايخدنيش...!.

وصل يوسف إلى شاليه عائلة صلاح الدسوقي ليتفاجيء بمروان خارجاً منه وهو يسحب نيرة بقوة خلفه.. صُدم يوسف من هذا المشهد، وحاول ايقاف مروان و...
-يوسف بدهشة: في يا مروان؟
-نيرة بتوسل: الحقني يا يوسف
-مروان بحدة: وسع يا يوسف من سكتي
-يوسف: لأ مش هاوسع، مالك جارر نيرة كده ليه؟ وبعدين انت جاي هنا ليه السعادي
-نيرة متآلمة: آآآآه.

-مروان وهو يقبض على يدها أكثر: موضوع يخصني أنا ومراتي محدش ليه يدخل فيه
-يوسف: أنا أسف يا سيدي.. بس مايصحش اللي انت عامله ده، انت عاوز الناس تقول ايه عنك ولا حتى عنها لو حد شافك بتعمل كده
-ندى: عشان خاطري بلاش فضايح
-مروان: أنا عاوز مراتي معايا، دي فيها ايه غريب؟
-يوسف: هاتيجي معاك بس مش كده، خديها يا ندى جوا الوقتي
-ندى وهي توميء رأسها بايجاب:حاضر
-مروان بحدة: لأ
-يوسف: عشان خاطري بس.

حرر يوسف نيرة من قبضة مروان، وتركها تدلف مع أختها للشاليه، بينما وقف هو يتحدث مع مروان ويحاول تهدئة الغضب الذي اعترى كل كيانه..
-يوسف وهو يضع يده على كتف مروان ليدفعه للأمام: اهدى بس يا ماروو وتعالى معايا
-مروان وهو يبعد يده: لأ مش جاي
-يوسف: يا عم تعالى بس
-مروان وهو يزفر في ضيق: اووووف..!.

ركضت نيرة إلى فراشها، وألقت بجسدها تبكي عليه خوفاً ورعباً وهي تجهش بالبكاء.. حاولت ندى أن تهديء من روعها وتبث الطمأنينة في نفسها و..
-ندى: محصلش حاجة، يوسف موجود وهيهديه
-نيرة بصوت باكي: انا مش عاوزة أروح في حتة، أنا عاوزة أفضل هنا
-ندى: ماشي.. بس خلاص متعيطيش، كل حاجة هتتحل، واللي عاوزاه هيحصل، يوسف عاقل وهيعرف يتصرف
-نيرة وهي تمسح دموعها: طـ..طيب
-ندى: غمضي عينك، وماتشليش هم لأي حاجة
-نيرة وهي توميء برأسها: أهــا...

تحدث يوسف مع مروان وحاول هو الأخر أن يهدئ من ثورته و...

-يوسف: الأمور متدختش قفش كده
-مروان: يعني عاوزاني أشوف مراتي سايبة البيت ليلة دخلتنا وأقف أطبل وأرقص
-يوسف: أنا مقولتش تطبل ولا ترقص، بس بالراحة عليها
-مروان: ماهو اللي ايده في المياه مش زي اللي ايده في النار
-يوسف: لا نار ولا مياه، خدها بالمسايسة والحنية
-مروان: هو أنا معملتش كده، ده أنا عمال أدادي وأدلع واهنن لحد ما زهقت، واخرتها الهانم تستغل اني بجيب الاسدال وتهرب
-يوسف بعدم فهم: اسدال ايه؟
-مروان: ملكش فيه.. حاجة تخصني
-يوسف: طيب يا عم.. اهدى بس واسمعني.

في نفس الوقت غفت نيرة وهي تبكي.. كانت ندى تجلس بجوارها على الفراش وتمسح بكف يدها على شعرها..
نهضت ندى من جوار نيرة حينما تأكدت أنها ذهبت في النوم.. يبدو ان إرهــاق اليوم قد حل عليها تماماً، فغفت سريعاً بعد أن اطمأنت أن ندى جالسة بجوارها...

أسرعت ندى في خطاها، ودلفت خارج الشاليه، بحثت بعينيها عن مروان ويوسف ولكنها لم تجدهما حيث تركتهما قبل قليل..
اطمأنت ندى في قلبها من قدرة يوسف على حل المصاعب، والتصرف بحكمة في الأزمــات...

دلفت ندى مرة أخرى لداخل الشاليه وانتظرت بالقرب من الباب، وما هي إلا لحظات حتى سمعت طرقات خفيفة، فنهضت عن المقعد القريب ثم فتحت الباب و..
-يوسف لاكزاً مروان: ها... هاتقول ايه.

أخذ مروان نفساً عميقأً ثم زفره وقال بنبرة هادئة...
-مروان: أسف يا ندى لو كنت قولت حاجة تضايقك
-ندى: ولا يهمك
-مروان: ممكن أشوف نيرة وأتكلم معاها
-ندى: للأسف مش هينفع
-مروان بضيق وهو ينظر ليوسف: شايف! أنا عمال أهدي في نفسي وهما حلفانين ليخلوني أولع فيها و..آآآآ..

-ندى مقاطعة: لا والله.. الحكاية بس ان نيرة نامت جوا فمش هاينفع تتكلم معاها
-مروان باستغراب: نامت؟ هب لحقت
-ندى: دي أصلاً بقالها يومين منامتش.. فكويس انها عرفت تنام أصلاً
-مروان وهو يحك فكه: مممم...
-ندى: انت عارف ان قلة النوم ممكن تعصب الواحد، وتخليه مش ع طبيعته
-مروان: تفتكري كده.

-يوسف متدخلاً في الحوار: واضح انك أخد راحتك مع المدام، أمشي أنا عشان مبقاش عزول بينكم
-مروان: ماشي
-يوسف: مارووو!
-مروان: طب ممكن أطل بس عليها
-ندى: ممم...
-مروان: هابص بس عليها
-ندى: اوك.. بس يا ريت بسرعة
-مروان مبتسماً: ع طووول.. وآآآ... شكراً يا ندى على اللي عملتيه
-ندى: أنا معملتش حاجة والله
-يوسف: انجز يا ماروو، العالم اللي نايمة فوق ممكن تصحى في أي لحظة وساعتها هايبقى في سين وجيم ومش هانخلص
-مروان: طيب...

دلف مروان إلى داخل الشاليه بهدوء تام، وتوجه لغرفة نيرة به، وبالفعل وجدها تغط في نوم عميق.. وقف ينظر إليها لعدة لحظات ثم قرر أن..
-مروان في نفسه: الست في الأخر برضوه مالهاش إلا بيت جوزها، وأنا مراتي ماتبتش بره البيت إلا مع جوزها...

وقفت ندى تتحدث مع يوسف في الخارج حينما دلف مروان لنيرة، تغزل يوسف في ندى قليلاً، ثم داعب مشاعرها بطريقته الساحرة معها و..
-يوسف مدعياً الضيق: ينفع كده
-ندى: في ايه
-يوسف: خلاص معدتش في لا كلام ولا حتى سلام بينا
-ندى بقلق: ليه بس
-يوسف: عشان آآآآ...

مال يوسف قليلاُ على ندى ثم قبلها على وجنتها، وهمس في أذنها بـ..
-يوسف بنبرة هامسة ورومانسية: نفسي أدوق الشهد من شفايفك.

خجلت ندى من كلام يوسف وابتعدت عنه قليلاً، فأمسك هو بيدها وقبل كفها و..
-يوسف: كلها كام يوم بس، ومعتدش هيبقى في خجل ولا كسوف بينا!.

في داخل غرفة نيرة
اقترب مروان من الفراش الذي ترقد عليه نيرة، انحنى قليلاً ناحيتها، ثم وضع أحد ذراعيه أسفل رقبتها، والذراع الأخر أسفل ركبتيها، ثم رفعها إليه وحملها بين ذراعيه، ثم همس لها بـ...
-مروان هامساً: ماهما عملتي، برضوه مش هاسيبك تبعدي عني لحظة واحدة.

مال مروان برأسه قليلاً على رأسها، ثم قبلها وهي نائمة من شفتيها و..
-مروان: بحـبك.. مووووه!.

انطلق مروان خارج الغرفة حاملاً إياها، ليتفاجيء بيوسف وندى يتبادلان الغزل، فتنحنح و..
-مروان: احم... يا رب يا سااااتر
-ندى: هـه
-يوسف: آآآ...
-مروان مبتسماً: اطمنوا، أنا مشوفتش حاجة.

انتبه يوسف وندى إليه.. شعرت ندى بالاحراج من وجوده ومن رؤيته لها في تلك الحالة، لكن تلاشى حرجها سريعاً حينما رأته يحمل اختها و..
-ندى: انت أخد نيرة ع فين؟
-مروان: ع بيتي
-يوسف: مافيش داعي يا مروان انك آآآ..
-مروان: متقلقش، أنا مش هاعمل فيها حاجة
-ندى: طب.. طب
-مروان: من غير طبطبة، أنا هخدها تنام في بيتنا، والصباح رباح.. تصبحوا ع خير.

أخذ مروان زوجته نيرة إلى الشاليه الخاص بهما..
وقفت ندى غير مصدقة لما فعله مروان للتو.. هي تخشى من ردة فعل نيرة حينما تستيقظ من نومها وتجد نفسها بين أحضان زوجها مــروان و...
-ندى: دي نيرة ممكن جيرالها حاجة لما تصحى وآآ..
-يوسف: متخافيش عليها، مروان هياخد باله منهاا
-ندى: لألألأ... دي ممكن.. آآ..

-يوسف: سيبك منهم، وركزي معايا أنا
-ندى: هه
-يوسف: احنا كنا وقفنا لحد فين؟
-ندى وهي تعض على شفتيها: عيب.. يالا بقى عشان أنا عاوزة أنام
-يوسف: نعم تنامي
-ندى: اه..
-يوسف بنظرات لئيمة: مممم... طب ينفع أنام معاكي
-ندى: هــه
أدارت ندى رأسها للخلف وحاولت أن تدعي أن والدها قد استيقظ من نومه لتجعل يوسف ينصرف قبل أن يتهور أكثر من هذا..

-ندى: ايه ده.. باين بابا صحى
-يوسف بضيق: يعني هو كان نايم طول الوقت اللي فات، وطول الهد والرقع اللي بيحصل مكنش سامع حاجة ونومه كان تقيل، وماحبكش يصحى إلا لما خلالي الجو.. ده مستقصدني بقى
-ندى وهي تدفعه للخارج: يالا بقى
-يوسف: ماشي يا حاج.. بنتك ليها يوم
-ندى مبتسمة: أما يبقى يجي اليوم ده، ابقى اعمل اللي انت عاوزه
-يوسف: ده أنا... ولا بلاش لأحسن الحاجات دي بتتنظر
-ندى ضاحكة: ههههههه.

أمسك يوسف ندى من خصرها بذراعيه، ثم جذبها إليه ليحتضنها مرة اخيرة قبل أن يرحل و...
-يوسف وهو يحتضنها: انا بقول خليني أعد لحد ما الحاج صلاح يلاقيني ويتستر علينا.

حاولت ندى أن تتحرر من حضنه الدافيء، ولكنه كان أكصر تمسكاً بها، فما كان منها إلا أن تحدثت برقة أكثر معه و...
-ندى بدلع: الله بقى! ماينفعش يا جوو
-يوسف: جوو.. يا دين النبي! طلعك منك نــــار
-ندى برقة: بس بقى، عيب كده
-يوسف: احنا الظاهر هانتمسك آداب...

نجحت ندى أخيراً في التحرر من أحضان يوسف، وابتعدت عنه، ثم دفعته للخارج وهي تودعه..
-ندى: تصبح ع خير
-يوسف: الخير معاكي انتي يا ندى قلبي.

في الشاليه الخاص بمروان ونيرة
عاد مروان إلى الشاليه الخاص به وهو يحمل نيرة، صعد الدرج، ثم توجه إلى غرفتهما ووضعها برفق على الفراش.. ثم تمدد هو بجوارها، ظل يتأملها وهي نائمة، يدرس كل تفصيلة بها بهدوء تام و..
-مروان ناظراً إليها: اني غلطتي النهاردة يا نيرة لما فكرتي تهربي، بس أنا هعرفك غلطك ده بالعقل...

تململت نيرة وهي نائمة ثم مالت على جانبها ووضعت ذراعها على صدر مروان الذي تفاجيء بحركتها تلك، ولكنه أدرك أنها نائمة وحركتها تلك لا إرادية..
وكعادته لا يترك أي شيء يخص نيرة ( صغير أو كبير ) يمر مرور الكرام.. لذا أمسك بكف يدها، واخذ يعبث بأصابعها ويداعبهم بشفاهه..ثم نظر إلى نيرة وتأمل وجهها الذي كانت تعلوه ابتسامة عفوية وهي نائمة..

-مروان بصوت خافت: والله انتي حلوة وانتي نايمة كده.. ده أنا ممكن أعمل كل حاجة وهلاقيكي مبسوطة، بعكس ما تكوني صاحية، اعوذو بالله، كأن في عفريت راكبك ومنططك.

وضع مروان ذراعه أسفل ظهر نيرة، ثم جذبها لتنام على صدره، وبالفعل أسند رأسها على صدره لتسمع دقات قلبه وهي نائمة، وكذلك أسند كفي يدها برفق، ثم أحاطها بكلا ذراعيه وضمها أكثر إليه ليلتصق صدريهما ببعضهما البعض فلا يفترقا أبداً
كان مروان مستمتعاً للغاية لأن نيرة كانت ساكنة تماماً في أحضانه، ثم غفا هو الأخر وهما على تلك الوضعية.

في صباح اليوم التالي
بدأت نيرة تفيق تدريجياً، كانت تشعر في البداية أن هناك ثقلاً ما على جسدها يمنعها من النهوض، فكانت تستكين و تغفو في نومها.. لكن هي الآن قد أصبحت أكثر وعياً، وشعرت أن ذلك الثقل ما هو إلا ذراعي شخص ما يحيطان بها..
ظنت في البداية ان تلك ذراعي ندى أختها و..
-نيرة بصوت ناعس: نـدى.. ابعدي ايدك عني شوية لأحسن مش عارفة اتحرك
-مروان:...
-نيرة: ندى.. حاسبي ايدك.

حاولت نيرة أن تتحرر من ذراعي مروان المحيطان بها ولكنها لم تستطع، شعر مروان بحركة نيرة عليه فأفاق وتمسك بها أكثر
شعرت نيرة أنها تعتصر بقوة، فتحت عينيها لتتفاجيء بأنها غافلة على صدر شخص ما،حاولت أن ترفع رأسها وتنظر إليه لكنها لم تستطع لأنها كانت في مسطحة على صدرها، بالاضافة للذراعين المحكمين عليها واللذين يحولان دون حركتها، فأمعنت النظر جيداً في الغرفة من مستوى نظرها و...
-نيرة: أنا.. أنا بشبه ع الأوضة دي
-مروان: دي أوضتنا.

صدمت نيرة حينما سمعت ذاك الصوت الرجولي يخترق آذانها و..
-نيرة بدهشة: الصوت.. ده.. مش.. مش آآآ.. غريب عليا
-مروان مبتسما: أنا جوزك يا مزة
-نيرة: اييييه.

أرخى مروان قبضتي يده قليلاً عنها، فتمكنت نيرة من رفع رأسها قليلاً لتنظر إليه بعدم تصديق..
تجمدت الكلمات على شفتيها ونظرت إليه بعيون جاحظة، رمشت نيرة بعينيها عدة مرات لتتأكد أنها لا تحلم..
-نيرة وهي تمرش: انا أكيد بحلم
-مروان مبتسماً: لأ
-نيرة بعدم تصديق: لأ ده كابوس وأنا الوقتي هاصحى منه
-مروان: وربنا ما كابوس
-نيرة وهي تهز رأسها نافية: لألألأ
-مروان: طب أنا هاخليكي تصدقي انه مش حلم.

وضع مروان أحدى يديه على شعر نيرة، ثم جذبه للخلف قليلاً، فرفعت رأسها للأمام فاقترب هو من شفتيها وقبلها بعنف...
-نيرة متآلمة: آآآي
-مروان بعد أن انتهى: هـــا صدقتي.

صدمت نيرة اكثر مما فعل، ونظرت إليه بنظرات مصدومة، فكرر فعلته تلك معها مرة أخرى، وقبلها مرة ثانية و..
-مروان: مــووووووه.

نظر مروان لنيرة وابتسامة الانتصار تعلو وجهه، أعاد ذراعيه مرة أخرى حولها ليطوقها و..
-مروان: لسه مش مصدقة
-نيرة بغيظ: انت.. انت
-مروان بنظرات كلها تحدي: أنا هحاسبك ع اللي عملتيه امبارح
-نيرة: هـــاه...!
-مروان: ده احنا بينا تار ولازم يتاخد
-نيرة: ايييه؟
-مروان بنظرة خبيثة: وأنا مش هاسيب تــاري...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة