قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السادس

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السادس

في الصالة الرياضية الملحقة بالقرية السياحية
التقى مروان مع يوسف في الصالة الرياضية، وبدأ الاثنين يتحدثان سوياً حول ترتيبات حفل الزفاف و..
-يوسف: انت فعلاَ مجنون
-مروان بسعاد: عقبال ما تتجنن زيي وتجوز ندى
-يوسف: أنا هاتجوز ندى بس مش بطريقتك دي، انا مخطط لحاجة هتبسطها أوي..

-مروان: انت حر.. لكن أنا مش هاضيع وقت أكتر من كده، المهم احنا عاوزين نخلص كل حاجة النهاردة
-يوسف: شوف ناقصك ايه وانا أعمله
-مروان: أنا ناوي أعمل الفرح ع البسين، وعاوز المكان كله يتزوء بالبلالين والورد الأبيض، وهاجيب أكبر تورتة لنيرة وآآ...
-يوسف: طب اكتب اللي انت عاوزه عشان ماننساش حاجة
-مروان: اوك.

في شاليه صلاح الدسوقي
كانت نيرة تتجادل مع والدتها بشأن موافقتهم على أمر زواجها من مروان بدون الرجوع إليها، وما أثار حنقها هو أنهم حددوا الميعاد ليصبح غداً.. كانت تثور وتتحدث بعصبية، حاولت ندى أن تلطف الأجواء و...
-نيرة بعصبية: ازاي تعملوا كده من غير ما تقولولي؟ خلاص معدتش ليا لازمة
-ندى وهي تمسك بكتف أختها: بس يا نيرة، وطي صوتك
-زينب: انتي مش وافقتي
-نيرة: أنا قولت لأ..

-ندى: ماما كان المفروض انكم تشوفوا هي عاوزة ايه، الجواز مش بالعافية
-زينب: اهوو اللي حصل بقى، وبعدين مروان ده كويس ومايتعيبش، مش أحسن ما تجيبلنا واحد صايع وتقولنا جوزهولي
-نيرة: وحد قالكم ان أنا عاوزة أتجوز، ولا هاموت ع الجواز عشان تتصرفوا بالشكل ده
-ندى: نيرة! ايه الطريقة دي
-نيرة وهي تشيح بيدها في وجه اختها: أنا اتخنقت
-زينب: بت اتكلمي عدل، ماتنسيش ان أنا أمكم، مش واحدة صاحبتك
-نيرة: مش عشان انتي أمي يبقى تتحكمي في حياتي وآآآ...

-زينب وهي تصفعها: اخررررسي.

صفعت زينب ابنتها نيرة بكل قوة لتجاوزها أدب الحوار معها و..
-نيرة متآلمة: آآآآه
-ندى بصدمة: ماما!
-زينب بنبرة جادة وحادة: إن كنت معرفتش اربيكي فمروان هو الوحيد اللي هايقدر يعمل كده، وأنا واثقة انه هيقدر عليكي وع دماغك دي
-نيرة ببكاء: وأنا هاطلعهم عليه، هخليه يكره اليوم اللي فكر يرتبط فيه بيا.

-زينب: انتي حرة معاه، بس هتجوزيه بكرة، ويالا اتنيلي البسي هدومك خلينا نتهبب نجيب الفستان
-نيرة: ماشي، بس مترجعوش تلوموني لما أطلق وأرجعلكم
-زينب: ساعتها يبقالك الكلام.. يالا!
-ندى: استني يا نيرة
-نيرة: اوعي يا ندى...

دلفت نيرة للداخل ولحقت بها ندى تحاول التهوين عليها، ولكن...
-نيرة: هو مش خلاص عمل اللي عاوزه وقدر يضحك عليهم تاني، قسماً بالله ماهسيبه يتهنى في يوم معايا
-ندى: بلاش عصبية يا نيرة، كل حاجة بتتحل بالعقل
-نيرة: أنا معدتش فيا عقل، أنا مانستش اللي عمله فينا زمان، أنا اللي مضايقني، وحارقني بجد ان أبوكي وأمك فجأة وافقوا عليه وبقى هو اللي في الحجر
-ندى: تعرفي ان يوسف هو كمان جه هنا
-نيرة: اييه؟

-ندى: وده انا مستغرباه
-نيرة: يعني بيطبخوها سوا.. اوعي يا ندى توافقي ترتبطي بواحد زي ده، أنا اتخدت غدر، خليكي انتي أجدع مني وارفضي لو فكر انه يتقدملك
-ندى وقد شردت: هــه
-نيرة: انتي طيبة ورقيقة، صحيح الشغل غيرك بس برضوه لسه قلبك طيب، وممكن الزفت ده كمان يضحك على أبوكي وامك.. ارفضي، اوعي توافقي
-ندى بتردد: آآآ.. سيبك مني أنا الوقتي، وخلينا فيكي.

سارت نيرة عدة خطوات للأمام بعيداً عن أختها ثم نظرت أمامها بنظرات قاسية و...
-نيرة بتوعد وبنظرات نارية: أنا... ده أنا هاخليه يترحم ع الأيام اللي كان عازب فيها.

عند شاليه عائلة مروان النقيب
كانت فاطيما تقف بجوار الشاليه الخاص بعائلة مروان وتتحدث مع والدته السيدة أحلام التي تقف في التراس و..
-فاطيما: حضرتك طيبة أوي يا أنطي
-أحلام: تعالي يا توتا جوا
-فاطيما: لأ أنا مبسوطة كده، بس لما يجي مروان قوليله اني سألت عليه
-أحلام: حاضر، ولو عاوزاني أقوله حاجة قوليلي عادي
-فاطيما: أنا كنت هوصيه ع نيرة
-أحلام باستغراب: توصيه عليها؟ ليه؟

-فاطيما: أصل نيرة دي مجنونة ولما بتطأ أي حاجة في دماغها بتعملها
-أحلام ضاحكة: ههههههههههه.. وانتي زيها؟
-فاطيما: لأ مش أوي.. أنا هامشي بقى عشان متأخرش عليهم
-أحلام: طيب يا توتا، وخليني أشوفك تاني
-فاطيما: حاضر.. مع السلامة يا أنطي
- أحلام: مع السلامة يا حبيبتي.

دلفت أحلام للداخل وهي تبتسم من تصرفات فاطيما، فتعجب فهمي من حالها و..
-فهمي: بتضحكي على ايه
-أحلام: ع البنوتة اللي اسمها توتا، اخت نيرة عروسة ابنك
-فهمي: اها
-احلام: عارف يا فهمي كانت عاوزة مروان في ايه
-فهمي: ايه؟

-أحلام: بتوصيه ع أختها.. البنت أد كده بس مخها أكبر من سنها فعلاً
-فهمي: سبحان الله.. عيال اليومين دول أصلاً محدش يصدق انهم بالمخ ده، ولا بيفكروا في حاجات أكبر من سنهم
-أحلام: الزمن بيتغير
-فهمي: المهم سيبك من الحوارات دي وقوليلي هتعزمي مين ع فرح ابنك المفاجيء ده؟

-أحلام: ممم.. بص أنا فاكرة ان كان في كام حد من قرايبنا بيصيفوا هنا في الساحل وفي بورتو مارينا، هاكلمهم واشوف ان كان هايجوا ولا لأ
-فهمي: تمام.. وانا كمان حجزت باص سياحي عشان يجيب برضوه معارفنا اللي في القاهرة
-أحلام: عظيم أوي.. وكده كده لما نرجع بالسلامة القاهرة نعمل حفلة تانية
-فهمي: ابنك لبخنا وخلانا مش عارفين نعمل ايه، لو كان بس صبر كام يوم كنا عزمنا كل الناس وعملناها في أحسن فندق في القاهرة.

-أحلام: انت عارف مروان ابنك مش بيهتم بالشكليات دي، كل اللي عاوزه هو نيرة وبس
-فهمي: ع رأيك.. ده احنا لو حتى معزمناش حد مش هتفرق معاه
-احلام: تفتكر الاستاذ صلاح هيلحق يعزم قرايبه
-فهمي: اللي أعرفه انهم مالهومش قرايب كتار، كام حد كده اللي يعرفه
-أحلام: وانت عرفت ازاي.

-فهمي: انتي نسيتي لما كنت قالب الدنيا عليه، ومكونتش عارف أوصله ولا أوصل لأي حد من طرفه... ايه يا أحلام، اومال لو مكنش الموضوع ده ع ايدك
-أحلام: والله نسيت.. انت عارف ان الحكاية دي من فترة
-فهمي: أنا منستش، ده كان دين عليا، والحمدلله ربنا قدرني وقدرت أسدده.

سمعت أحلام صوت طرقات على باب الشاليه، فتوجهت لترى من الطارق، وتفاجئت بوجود سليم وزوجته عبير، فرحبت بهما و..
-أحلام: اتفضلوا يا جماعة، بجد مفاجأة حلوة أوي
-سليم: معلش احنا جينا من غير ميعاد
-أحلام: متقولش كده يا سليم بيه، ده المكان بتاعك
-سليم: ربنا يخليكي
-أحلام: ازيك يا عبير، اخبارك ايه؟
-عبير: الحمدلله في نعمة
-أحلام: تعالوا اتفضلوا.. فهمي موجود جوا.

نهض فهمي من مكانه حينما رأى سليم قادما ً إليه ومن خلفه زوجته و..
-فهمي بسعادة: مش معقول، ايه المفاجأة الحلوة دي
-سليم: قولت أسأل عليك طالما انت مش سائل فيا
-فهمي: والله غصب عني، ده أنا لسه جاي النهاردة.

-سليم: وأنا كمان.. بس لما عرفت من يوسف هنا قولت أعدي أسلم عليك ونشرب القهوة سوا
-أحلام: بلاش القهوة، نخليها شربات، ولا ايه رأيك يا عبير
-عبير: صح، خليها شربات، ده احنا ورانا فرح مروان الغالي
-أحلام: عقبال يوسف ان شاء الله
-عبير غامزة: يا رب، ولو اني متأكدة انه مش هايطول كتير
-أحلام وقد فهمت ما ترمي إليه: طبعاً...

كان اليوم حافلاً بالنسبة لمروان، فهو أمامه الكثير، وليس معه من الوقت إلا القليل، ولكنه لم يتهاون عن انجاز ما عقد العزم عليه...

كان يوسف ومروان يبذلان قصاري جهدهما لتجهيز كل ما يلزم لحفل الزفاف، حيث تعاقدوا مع مورد أطعمة شهير لاعداد بوفيه مفتوح وعشاء فاخر للمدعوين جميعاً، بالاضافة لقيام مروان بحجز أكبر كيكة للحفل وتزيينها بالورد الطبيعي، ولم يغفل مروان عن حجز الشاليه الخاص بالعرائس والاطمئنان على وجود كل ما يلزم في الشاليه من اجل ليلة العمر...

كما قام مروان بالاتصال بأحد المحال الشهيرة الخاصة بالملابس النسائية وطلب منهم ارسال ما يكفي من ملابس خاصة بالعرائس لمدة اسبوعين، ولم ينسى اعطائهم مقاس نيرة.. وتعمد أن تكون كل تلك الملابس بألوان مختلفة، مثيرة، قصيرة للغاية، شفافة، ضيقة إلى حد كبير...

كما قرر الذهاب أيضاً لأحد المحال المعروفة بماركاتها العالمية لشراء ملابس خاصة بالخروج والمناسبات أيضاً لنيرة.. كان محتاراً كثيراً في مقاس قدم نيرة لذا قرر أن ينوع في المقاسات حتى ترتدي نيرة ما يناسبها اذا قررا التنزه سوياً رغم أن هذا سيكون شبه مستحيل.. ولكنه اتخذ احتياطاته...

انتهت نيرة وندى وكذلك فاطيما من ارتداء ملابسهن، واتجهن للخارج بصحبة والدتهن لشراء الفساتين الخاصة بحفل الزفاف.. كان وجه نيرة يدل على رفضها التام لتلك الزيجة، ورغم هذا تجاهلتها زينب...

في البداية ذهبن إلى محل خاص بفساتين الفرح، وفيه انتقت نيرة فستاناً من اللون ( الأوفوايت ) عاري الكتفين والصدر، ضيق من الوسط ومجسم لكل تفاصيل جسمها حيث أبرز مدى رشاقتها، وتناسق جسدها، ثم ينتهي الفستان بجزء صغير منفوش..، كان غير مرصعاً بأي فصوص ولكنه كان بسيطاً في نقوشه.

أعجبت ندى بالفستان ولكنها اعترضت على صدره وكتفه المكشوفين، وودت لو غطته نيرة بشيء ما، ولكن نيرة أصرت على ارتدائه هكذا...

انتقت ندى لنفسها فستاناً من اللون الزيتي المطعم بفصوص رقيقة ذهبية، صدره ضيق ومثلث، ولكنه غير كاشف له، الأكمام واسعة ومن الشيفون.. حينما ارتدته ندى أبرز مدى جمالها وبساطتها.

بينما انتقت فاطيما لنفسها فستاناً فيه مزيج من اللونين الأسود والفضي، كان رائعاً عليها...

قضت زينب وبناتها معظم الوقت في شراء الضروريات وما يحتاجونه لحفل الزفاف.. استطاعت زينب بحنكة أن تنجز الكثير.. ولم يعد لها فقط إلا الحجز في مركز التجميل، وكان هذا أمره هيناً
كان المساء قد حل حينما عادت زينب ومعها البنات إلى القرية مرة اخرى، ثم طلبت زينب من ندى أن تأخذ الحقائب البلاستيكة وتضعها في الشاليه إلى أن تذهب هي ونيرة وفاطيما لمركز التجميل و...
-زينب: خدي يا ندى الشنط وحطيها في الشاليه عقبال احنا ما نسبق ع البيوتي سنتر نحجز لأختك فيه
-ندى: حاضر يا ماما.

-فاطيما: اروح معاكي يا ندى
-ندى: لأ مش مهم
-زينب: تعالي معانا يا توتا، عشان يمكن أبعتك تحجزي لأختك في الـ SPA، ماهي مش معقول هتجوز وهي كده
-نيرة: هه.. ماله شكلي
-زينب: زفت طبعاً.. احنا مش ناقصين كلمة من العريس
-نيرة: اياكش يفتح بؤه وأنا هانط في كرشه
-ندى: خلاص خلاص.. مش عاوزين فضايح، أنا هاروح بسرعة الشاليه وأحصلكم
-زينب: ماشي يا بنتي.

بالفعل تركت ندى والدتها واختيها وتوجهت إلى الشاليه الخاص بعائلتها بمفردها...

كان علاء يراقبها من بعيد، ظل منتظراً لعدة ساعات على مقربة من الشاليه كي يتنسى له الفرصة لرؤيتها أو حتى مقابلتها، وها هي الفرصة قد جاءت إليه على طبق من ذهب...

اقترب علاء منها بدون أن تشعر به، ثم ظهر فجأة أمامها، ففزعت حينما رأته، وارتعدت جميع أوصالها و...
-علاء: نـــدى!
-ندى بفزع ونظرات رعب: هــه.. آآآ... انت!
-علاء: متخافيش.. أنا علاء.

سقطت الحقائب من يدي ندى التي تراجعت للخلف وهي مرتعدة للغاية، حاول علاء أن يهدئها، ولكنه فشل، لقد كانت تخشاه حقاً، مرت أمام عينيه ذكريات حاولت نسيانها قبل ثلاث سنوات..
-علاء: استني يا ندى... انا بس آآآ
-ندى بنبرة عالية: ابعد عني، ابـــعد
-علاء: ششش.. وطي صوتك يا ندى، الناس هاتقول ايه، انا بس كنت عاوز آآآ...

لم تنتظر ندى لتستمع إلى ما يقوله، ولكنها جرت مبتعدة عنه بكل ما أوتيت من قوة، حاول علاء اللحاق بها فجرى خلفها و..
-علاء: استني يا ندى، بلاش تجري، أنا عاوزك بس تسمعيني
-ندى برعب: لألألألأ...

كانت ندى تلتفت بين الحين والأخر للخلف لترى كم المسافة بينها وبين ذلك البغيض الذي تمقته
كان يوسف قادماً من بعيد، فلمح ندى وهي تجري، فتحرك في اتجاهها، لم تنتبه ندى إليه، وبالتالي اصطدمت بيوسف دون أن تقصد، وارتمت في أحضانه وهي ترتعش من الخوف، نظر يوسف إليها و...
-ندى: آآآه
-يوسف بقلق: ندى، في ايه؟ بتترعشي كده ليه
-ندى: عــ.. علاء!
-يوسف باستغراب: علاء! ماله؟

نظرت ندى للخلف مرة أخرى وأشارت برأسها إلى حيث يقف علاء، فوجه يوسف ناظريه إلى ما تنظر ندى و ما إن رأى علاء واقفاً أمامه حتى أبعد ندى خلفه، ثم انطلق ناحيته كالمجنون، وأمسك به من ياقته ولكمه على الفور و...
-يوسف وقد أمسك بياقته: اه يا جبان..
-علاء وهو يحاول تفاديه: استنى بس
-يوسف وهو يلكمه: انت جاي ورانا لحد هنا، ايييه، سيبنالك البلد بحالها وبرضوه مصمم تقرفنا بقذارتك دي
-علاء: أنا... أنا مظلوم
-يوسف: اخرررررس.. خد
طاااااخ... بووووووم
-علاء متآلما بشدة: آآآه.. آآآي...

وقفت ندى من على بعد تشاهد ما يحدث وهي تعض على أناملها من الخوف الشديد،لم يتوانى يوسف عن تلقين علاء درساً قاسياً كان يدخره له منذ ثلاثة أعوام و...
-يوسف بحدة: عارف لو شوفتك تاني هنا، متلومنيش ع اللي هعمله فيك
-علاء متآلماً: آآآه
-يوسف: تسيب المكان ده فوراً، وإلا قسماً بالله هلبسك مصايب متعرفش تخرج منها طول عمرك
-علاء: طــ... طيب.. خــ.. خلاص أنا.. أنا هامشي
-يوسف: الوقتي، قدامك نص ساعة تمشي فيها، وده أحسنلك..
-علاء: ماشي.. ماشي
-يوسف وهو يدفعه: اتفضل غووور.

ابتعد علاء عن المكان وهو يجر أذيال خيبته، فقد فشل في الاقتراب من ندى، ولم يعد أمامه أي فرصة اخرى للمحاولة، وإلا قد يكلفه الأمر حياته اذا ما فكر أن يقترب منها مجدداً.

نظر يوسف لندى المرتعدة أمامه، توجه إليها وأمسك برأسها بكلتا يديه، حاول طمأنتها و...
-يوسف: ندى متخافيش، مش هايقدر الكلب ده يجي تاني جمبك..
-ندى: أنا.. أنا.

أخذ يوسف ندى بين أحضانه، وضع احد يديه على رأسها يمسح على شعرها بحنية ورقة، وباليد الأخرى ضمها أكثر إليه و...
-يوسف بنبرة هادئة: ششششش.. اهدي مافيش حاجة.. هو خلاص مش هايقرب منك.. شششش.

ظلت أنفاس ندى تتسارع على صدر يوسف، ورغم هذا كان يشعر بسعادة لا توصف، فكل نفس هي تزفره على صدره يزيد من شوقه إليها ورغبته فيها و...
-يوسف: قريب اوي هتكوني في بيتي ومحدش هيقدر يلمسك غيري.. هانت.. يا عمري كله
-ندى: أها.

حاولت ندى الابتعاد عن يوسف، ولكنه أصر على ضمها أكثر إليه...
-ندى بصوت هامس: خلاص أنا بقيت أحسن، ممكن تسيبني
-يوسف: حــ.. حاضر، المرادي وبس.

ترك يوسف ندى،ولكنه قرر أن يصحبها إلى الشاليه الخاص بعائلتها و..
-يوسف: تعالي أوصلك
-ندى: مافيش داعي
-يوسف: لأ أنا مش هاسيبك لوحدك
-ندى: أنا مكونتش لوحدي، أنا كنت بودي الهدوم بتاعتنا للشاليه وبعدين كنت هاروح لماما في البيوتي سنتر.

خبطت ندى رأسها بكف يدها لتذكرها تركها للملابس على مقربة من الشاليه و..
-ندى وهي تخبط رأسها: اوووبا، ده أنا سيبت الهدوم ع الرصيف
-يوسف: طب يالا نلحقهم بدل ما حد ياخدهم
-ندى: ربنا يستر.

أسرعت ندى ومعها يوسف إلى حيث تركت الملابس، كان يشعر يوسف بمدى تجاوب ندى معه، ورغم مرور سنين على فراقهم إلا أنها مازالت تحتفظ بلمحة من الماضي.. تلك اللمحة التي مازالت تآسره إلى الآن...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة