قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السابع

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السابع

في مركز التجميل الملحق بالقرية
انتهت زينب من حجز ما يسمى بـ ( Package ) ليلة الزفاف الخاصة بالعرائس لنيرة، واتفقت مع المسئولات بالمركز على كل شيء.. فنيرة ستتواجد معهم منذ فترة الظهيرة، وقبلها ستكون في الـ SPA لتنتهي من المساج والتدليك وتجهيز العروسة لليلة زفافها الموعودة...

تأخرت ندى في الالتقاء بوالدتها، مما جعلها ترسل فاطيما وتتعجلها و..
-زينب: روحي شوفي اختك اتأخرت ليه
-فاطيما: حاضر
-نيرة: أهي أحسن حاجة عملتها انها خلعت
-زينب وهي تنهرها: اسكتي يا بت..
-نيرة: أوووف.

كانت فاطيما على وشك الخروج حينما وجدت ندى تدلف للداخل و..
-فاطيما: أنا كنت لسه هاجيلك
-ندى: اها
-زينب: ايه اللي أخرك كل ده يا ندى.

حاولت ندى أن تبدو طبيعية أمام والدتها حتى لا تثير القلق في أيام كهذا و..
-ندى: هــه.. مـ.. مافيش
-زينب: مال لون وشك مخطوف كده ليه؟
-ندى وهي تتحس وجهها: لأ عادي.. مافيش حاجة
-زينب: طب يالا عشان نشوف ايه اللي ناقصنا، لأحسن مافيش حاجة بتخلص أبداااا.

ظلت زينب تتذمر في ضيق من كل شيء، فما إن تنتهي من شيء حتى يظهر أمامها شيء أخر.. ولم يعد هناك أي وقت لإضاعته...

كانت نيرة هي الاخرى في حالة لا تحسد عليها، هي مضطرة أن تطيع والدتها فقط لكي تنتقم من مروان، وترد له الصاع صاعين، هي تخطط لكيفية افساد يومه وخاصة ليلة العمر.

الوحيدة التي كانت تستمتع بأجواء كل شيء هي فاطيما، فهي ترى أن السعادة على وشك الدخول لعائلتها من أوسع الأبواب.. فقط ما هي إلا مسألة وقت.

في وقت متأخر من الليل
وتحديداً في الشاليه الخاص بعائلة النقيب
طلب يوسف مقابلة مروان لأمر عاجل، استغرب مروان من ذلك الطلب خاصة أن الوقت صار متأخراً للغاية، وقف يوسف بالقرب من الشاليه ثم انتظر مروان في الخارج..

-مروان وقد خرج لملاقاته: ايه يا عم، مدخلتش ليه
-يوسف: مايصحش يا بني
-مروان: هو احنا في بينا تكيف
-يوسف: أنا عارف ان مافيش بنا حاجة، بس أنا عاوز منك خدمة مستعجلة
-مروان بدهشة: السعادي
-يوسف: أه
-مروان: خير
-يوسف بصوت خافت وأقرب للهمس: أنا عاوز بكرة ان شاء الله في فرحك أعمل آآ...!

أخبر يوسف صديقه مروان بما ينتوي فعله غداً في أثناء حفل الزفاف، ووافق مروان على طلب صديقه بكل سعادة..
-مروان والابتسامة تعلو شفتيه: ده انا فكرت انك هاتطلب حاجة خطيرة
-يوسف: يعني موافق
-مروان: يا جوو، ده الفرح فرحك اعمل اللي انت عاوزه فيه
-يوسف: حبيبي يا ماروو، شد حيلك بقى بكرة
-مروان وهو يفرك كفيه: يااا مسهل يا رب، ده احنا ورانا معارك بكرة.

جاء الصباح محملاً بالكثير من المفاجأت..
كانت ندى تفكر طوال الليلة الماضية فيما حدث بينها وبين يوسف.. فهو دائماً وأبداً متواجداً من أجلها.. هو مازال يحتفظ بتلك السمات التي لطالما وجدتها فيه.. وما زاد الآن عليها هو تمسكه بالتقرب أكثر إليها وجعلها زوجته..
ظلت ندى جالسة على المقعد الوتير في التراس و الابتسامة لا تفارق شفتيها.. هي سعيدة مع يوسف ولا تستطيع أن تنكر هذا مهما حاولت أن تقاومه، هي تشعر أن راحتها وسُكنها سيكون بقربه هو..

على الجانب الأخر، لم تهنأ نيرة في نومها، حيث ظلت فاطيما تثرثر وتثرثر طوال الليل، وحينما بدأت تغفل جاءت إليها زينب وأيقظتها لتبدأ مرحلة تجهيز العروسة لعرسها و...
-زينب بلهجة آمرة: قومي يالا
-نيرة وهي تضع الغطاء على رأسها: عاوزة أنام، تعبانة
-زينب وهي تسحب الغطاء: ابقي نامي بعدين، لكن النهاردة عندنا هم ما يتلم.. قومي يالا
-نيرة: حرام عليكو، حتى النومة مش متهنية فيها
-زينب متجاهلة اياها: يا ندى، يالا يا بنتي عاوزين نفطر قبل ما نروح البيوتي سنتر والـ spa.

ظلت زينب تنادي على ندى عدة مرات، ولكن ندى كانت شاردة في أحلامها الوردية مع يوسف، إلى أن صاحت زينب بحدة بــ...
-زينب بصوت مرتفع: نـــــــــــدي، انتي يا بنتي
-ندى وقد نهضت من مكانها: هه.. آآ.. ايوه يا ماما بتقولي حاجة
-زينب باستغراب: ايه يا ندى مش سمعاني كل ده
-ندى بتردد: آآآ... معلش يا ماما كنت غفلت وكده
-زينب: أها... طيب يالا عشان نلحق نفطر
-ندى: حاضر..

-زينب موجهة حديثها لنيرة: وانتي يا ست العرايس، قووومي بقى بلاش دلع
-نيرة وهي تزم شفتيها: ماشي، خلاص سمعت
-ندى متسائلة: اومال فين توتا؟
-زينب: مع أبوكي من الصبح بيجهزوا اللي ناقص
-ندى: أهــا.

انتهت زينب وابنتيها من الافطار، ثم ارتديا ملابسهن وتوجهن إلى مركز التجميل الملحق بالقرية ومعهن حقائب الملابس...

في تلك الأثناء تأكد يوسف من ترك علاء للقرية نهائياً، بالاضافة لتجهيز المفاجأة التي أعدها خصيصاً لندى حبيبة الروح...

كان مروان يحتسب الدقائق بل الثواني لكي يكون مع قطته الشرسة نيرة، التي طالما عشق جنونها وتمردها وعنادها...

تقابل صلاح مع سليم وفهمي في الاستقبال بعد أن أوصل فاطيما إلى مركز التجميل، وبدأوا يرتبون سوياً للاستعدادات النهائية لحفل زفاف الليلة، وكيفية استقبال المدعوين والترحيب بهم على أعلى مستوى.. تم الاتفاق مع المأذون للحضور باكر للقرية لعقد القران...

كان سليم يريد ابلاغ صلاح بأمر هــام، لم يرد أن يؤجله، ولكن كان ينتظر فقط الفرصة المناسبة وها قد أتت
-سليم: ايتاذ صلاح أنا كنت عاوزك في موضوع مهم
-صلاح: خير يا سليم بيه
-سليم: الحقيقة أنا كنت عاوزك تصفي شغلك في دبي وتجي تعيش هنا تاني
-صلاح باستغراب: هــه
-فهمي مؤيداً: ايوه، وانا كمان عاوزك تعمل كده.

-سليم مكملاً: مافيش داعي للغربة، كفاية اوي السنين اللي فاتت، ليه متبدأش معانا هنا في بلدك
-صلاح: والله هو هيبقى صعب حالياً وخصوصاً ان عندي التزامات وشغل أنا مربط عليه
-سليم: معلش حاول
-صلاح: ربنا يسهل، أنا هاشوف مع ندى بنتي هنعمل ايه وآآآ...
-سليم: أهوو ندى بقى الموضوع التاني اللي أنا عاوز أفاتحك فيه
-صلاح: مالها؟

-سليم: من غير مقدمات وكلام كتير يوسف ابني عاوز يتجوزها
-صلاح: هــاه
-سليم: وهو ناوي يطلب ايدها ان شاء الله النهاردة منك ومنها
-صلاح: بس آآآآ...
-فهمي: من غير بس يا استاذ صلاح، يوسف زي مروان بالظبط مابتخيرش عنه، بالعكس يمكن هو عاقل عن مروان المجنون
-سليم: ههههههههههه متقولش كده يا فهمي، ابنك عاقل
-فهمي: لأ أنا عارفه كويس، وانت مجربه يا أستاذ صلاح
-صلاح: أه فعلا..

-سليم: هاقولت ايه
-صلاح: والله مش عارف، أصل ندى دي ايدي ورجلي في الشغل
-سليم: وهي هتفضل برضوه كده، بس هنا وسط أهلها ومع جوزها ان شاء الله
-صلاح: ربنا يقدم اللي فيه الخير، خلونا الأول نشوف المجنون والهبلة.

علت قهقهات سليم وفهمي على رد صلاح، واستمروا في انهاء ترتيبات الزفاف...

حل المساء بطيئاُ على مروان وسريعاً جداً على نيرة..
بدأ المدعوين يتوافدون على القرية السياحية، ورحب بهم كلاً من فهمي وصلاح.. وكان يقف إلى جوارهم سليم...

إزدان حمام السباحة بالبالونات ذات الألوان البيضاء والأوفوايت والفضية، بينما علت الشرائط والأقمشة الشفافة والمعقودة أعمدة الانارة حول الحمام.. وضعت العديد من باقات الورد البيضاء والكبيرة على الأركان، وكذلك الصغيرة منها على الطاولات.. في حين ازدانت المقاعد بالفيونكات البيضاء والسوداء..
تناثرت الاضاءة الخافتة بشكل رقيق وملائكي على طول المكان.. ونُثرت الورود المقطوفة على الجانبين لتشكل ممراً للعروسين..
كانت الموسيقى الهادئة تضفي جواً من السحر على المكان..
ارتسمت السعادة والسرور على وجوه الحاضرين، فقد كان الديكور رقيقاً ولكنه مميزاً...

توجه مروان بصحبة يوسف إلى مركز التجميل لاصطحاب العروس الجميلة نيرة واختها الرقيقة ندى..
اطمأن يوسف من مروان على تجهيز مفاجأة الليلة لندى ووضعها ضمن ترتيبات الحفل..
-مروان غامزا: كله تمام، اطمن
-يوسف بقلق: ربنا يسترررر.. بس أنا ملاحظ انك بارد يعني ومش متوتر
-مروان: أصل أنا داخل على حرب زي ما قولتلك فلازم اكون بارد لأقصى درجة.

-يوسف: اهوو انا خايف منكو انتو الاتنين، مجنون اتلم ع شعنونة، هتكون ايه النتيجة
-مروان: ههههههههههههه دمــــار شامل يا برنس
-يوسف: مش بقولك
-مروان وهو ينظر في ساعته: هما اتأخروا ولا احنا اللي جينا بدري
-يوسف مازحاً: ممم.. لأ يدوب عقبال ما يلحقوا يصنفروا العروسة ويمحروا وتاخد وش معجون
-مروان ساخراً: خـــفة يا جوو.. ليك يوم، ماتخلنيش أعمل معاك السليمة
-يوسف وهو يشير بيده: وعلى ايه، أنا بقول الطيب أحسن...

بعد لحظات قليلة خرجت فاطيما وهي ترتدي فستانها ذو اللونين الأسود والفضي و..
-فاطيما: العروسة خلصت
-مروان: هازغرط يا ناس، اومال ماخرجتشليه؟
-فاطيما: بتحطلها الست الطرحة جوا وبتشبكها بالدبابيس
-مروان متعجباً: الست.. ممم.. طيب!.

تعالت الزغاريط في الداخل، ثم خرجت بعدها عبير وأحلام ولحقت بهم زينب والسعادة جلية على وجوههن جميعاً...
-أحلام مبتسمة: الف مبروك يا بني، عروستك زي القمر
-مروان: الله يبارك فيكي يا ماما، بس هي فين؟
-عبير: مستعجل على ايه، هي طالعة ورانا
-مروان: أنا مش مستعجل، أنا بس عاوز أطمن فلوسي مارحتش هدر
-أحلام وهي تخبطه في كتفه: ولـــد
-مروان: بهزر والله يا ماما.

-زينب: اللهم صلي على النبي، حصوة في عين اللي شافك يا نيرة ومصلاش ع النبي.. عين الحسود فيها عود
-مروان: عليه الصلاة والسلام، ايوه عرفنا عود وكمانجة وتخت شرقي بحاله، فين بقى العروسة
-زينب: طالعة ورايا يا بني
-مروان ساخراً: هي بتطع منين بالظبط، من تحت الأرض..
-يوسف بصوت خافت: اتلم بدل ما حماتك تسبخلك
-مروان بثقة: تسبخ لمين يا عم، ده أنا راجل حمش، هـــع، انت مش عارفني ولا ايه.

-زينب مقاطعة: مـــروان!
-مروان بصوت رقيق: ايوه يا طنط
-يوسف مازحاً: لأ واضح فعلاً انك حمــش.

دلفت ندى أولاً وهي ترتدي فستانها ذو اللون الزيتي، كانت رائعة الجمال فيه حقاً، خطفت أعين يوسف وجعلتها مسلطة فقط عليها.. لم يرفع نظره عنها، ظل يتابعها وهي تتمايل في مشيتها إلى أن وقفت أمامه وأطرقت رأسها و..
-ندى بصوت عذب: نيرة جاية
-مروان: أنا عمال أسمع انها جاية وطالعة بقالي زمن لكن مشوفتش حاجة.

وما هي إلا ثواني معدودة حتى خرجت نيرة من الداخل،وانطلقت الزغاريط عالياً في المكان..
تأمل مروان نيرة وتفحص كل جزء منها بتمعن شديد...
لقد خرجت إليه ندى وهي ترتدي فستان زفافها الأوفوايت ذو الصدر شبه العاري والكتفين المكشوفين، كانت تضع طرحة طويلة وشفافة من الشيفون المرصع باللأليء الرقيقة على شعرها المعقوص للخلف.. تركت بعض الخصلات الناعمة تنساب على وجنتيها، وضعت قليلاً من مساحيق التجميل التي أضفت لمحة مثيرة و جميلة على وجهها الغاضب.. نظرت إليه نيرة بنظرات مليئة بالتحدي والعناد.

امتعض وجه مروان لرؤية نيرة وهي تتحداه بذلك الشكل الصارخ، ولكنه كان متيقناً انها تعمدت فعل هذا فقط لتثير غضبه، لذا تحامل على نفسه وابتسم لها وكأنه أعلن بهذا قبوله للتحدي
-زينب والابتسامة تعلو ثغرها: ايه رأيك في عروستنا الحلوة يا عريس
-مروان: قمـــر يا طنط، وهي دي محتاجة كلام
-زينب: عشان تعرف بس
-مروان: الحمدلله أنا كده اطمنت ان فلوسي بقت في الحفظ والصون.

اقترب مروان من نيرة ثم أمسك كف يدها وانحنى لها وقبلها برقة و..
-مروان بصوت هامس: عاوزك تكوني جامدة كده للأخر
-نيرة وهب تبتسم ابتسامة مصطنعة وبصوت هامس: ده أنا هاطلع البلى الأزرق على جتتك
-مروان محولاً اغاظتها: يا ريت كل الألوان مش بس الأزرق.

-يوسف من الخلف: مش وقت حب ورومانسية، يالا ورانا فرح ومعازيم مستنين
-مروان: ايوه صح.. يالا يا عروسة.

أمسك مروان بذراع نيرة ثم تأبط بها وهو يضغط على كفها بقبضة يده..
-مروان بصوت خافت: ليلتك هتبقى نار معايا
-نيرة بصوت هامس: نار هتحرقك ان شاء الله
-مروان: مش لوحدي يا.. يا مدام مروان النقيب...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة