قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثامن

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثامن

أعطى مروان نيرة باقة من الورود الأوفوايت والمزدانة بالفصوص اللامعة، تم تصميم تلك الباقة خصيصاً لها و.. ولشخص اخر فيما بعد...
-مروان بصوت خافت: خدي الورد ده عشانك
-نيرة بتهكم: مالوش لازمة
-مروان: والله، ماشي، خلاص حافظي عليه عشان هنحتاجه كمان شوية
-نيرة: طب ما تخده من دلوقتي أحسن
-مروان: كمان شوية..!
صاحبت الزغاريط والتهانيء كلا العروسين وهما في طريقهما لمكان الحفل..

بجوار حمام السباحة
تجمع العديد من المدعوين بالقرب من كوشة العروسين وذلك في انتظار وصولهما، كان المأذون قد حضر قبل قليل، وجلس عند الطاولة المخصصة لمراسم عقد القران...

بدأت الاضاءة في الخفوت قليلاً وتعالت الموسيقى والزغاريط ايذاناً بوصول العروسين إلى حمام السباحة، انطلقت الألعاب النارية لتضيء سماء القرية السياحية، ثم دلف العروسين وسارا عبر الممر المفروش بالورود البيضاء حتى وصلا إلى الكوشة...

بدأت التهنئات والتبريكات تتوالى على العروسين، وبالطبع نالت نيرة الجزء الأكبر من المديح نظراً لجمالها وأناقتها..
ترك مروان عروسه جالسة ثم توجه هو عند الطاولة الجالس عليها المأذون لعقد القران..
جلست ندى بجوار نيرة، وكذلك فاطيما و...
-ندى بصوت خافت: افردي وشك شوية يا ناروو، الناس هتاخد بالها.

-نيرة بضيق: لأ مش فرداه، هيفضل كده مقلوب
-فاطيما بسعادة: الحفلة شكلها هتبقى جامدة
-نيرة: يا رب النور يقطع والفرح يبوظ والجوازة تتفركش
-ندى باستغراب: يا ساتر يا رب، بقى في عروسة ليلة فرحها تدعي على نفسها
-نيرة بغيظ: أه أنا.

ظلت ندى تتحدث مع نيرة إلى أن انتهى المأذون من عقد القران، حيث انتبهت الاثنتين انه أنهى الاجراءات حينما طلب منها التوقيع على وثيقة الزواج.. وقعت نيرة على مضض.. وبدأت الزغاريط في العلو مرة أخرى
-أحد الأشخاص: وقعي هنا يا عروسة
-نيرة بضيق: طيب.

-سيدة ما في الخلف: لووووولوووووللي
-زينب: مبرووووووووووووك.. لووووولووولي
-فاطيما: مبروووك يا نارووو.

احتضن يوسف صديق عمره مروان وتمنى له زواجاً مباركاً، وكذلك فعل والديه وبعض الأقارب المتواجدين
-يوسف بفرحة: مبروك يا عريس
-مروان وهو يحتضنه: الله يبارك فيك يا جوو، عقبالك
-يوسف: ان شاء الله
-فهمي: مبروووك يا مروان، ربنا يفرحك يا بني
-مروان: الله يخليك يا بابا
-فهمي مازحاً: اتجدعن بقى، عاوزين نونو صغير بعد 9 شهور بالظبط
-مروان: حاضر يا بابا، أخش أنا بس قفص الزوجية الأول وجهزلي انت التايمر بعدها
-فهمي ضاحكاً: ههههههههههههه ماشي.

جاء صلاح إلى ابنته نيرة، ثم أوصاها على مروان وعلى بيتها و...
-صلاح: الف مبروك يا بنتي، ربنا يسعدك ويهنيكي، مش هوصيكي ع جوزك وعلى بيتك، تحافظي عليهم كويس.. ومتقلقيش من مروان هو هيحطك جوا عنيه
-نيرة: ربنا يسهل.

جاءت زينب هي الأخرى لتهنيء ابنتها وتقبلها و..
-زينب بعيون دامعة: مبروووك يا حبيبتي، ربنا يهنيكي ويفرح قلبك ويكتبلك السعادة في كل طريق
-نيرة: أهــا.

ذهب صلاح في اتجاه مروان الذي كادت الفرحة تنطق على وجهه ليهنئه ويوصيه هو الأخر على ابنته و..
-مروان والفرحة بادية عليه: الله يبارك فيكي يا عم صلاح، ده أسعد يوم في حياتي والله
-صلاح: أنا عارف، مش هوصيكي ع نيرة، دي حتة من قلبي
-مروان وهو يضع يده على قلبه: ده هي قلبي كله
-صلاح: مش عاوزك تزعلها ولا تكسر بخاطرها، هي عصبية شوية بس قلبها طيب وجدعة
-مروان: اطمن يا عم صلاح، نيرة دي روحي، مش هتوصيني ع روحي
-صلاح: ربنا يسعدكم ويهنيكم ويرزقكم الذرية الصالحة
-مروان: يا رب أمين.

توجه مروان عائداً مرة أخرى للكوشة ليجد نيرة جالسة وملامح الضيق مرسومة على وجهها و...
-مروان مازحاً: حلو أوي البوز ده، ينفي في سيلفي البط
-نيرة بتهكم: ههههه بايخة
-مروان: ما أنا عارف.

في البداية رحب موزع الموسيقى بجميع الحاضرين وبالعروسين، وقدم تهنئات المسئولين بالقرية السياحية للعروسين وتمنى لهما حياة زوجية سعيدة..
ثم بدأ في تشغيل بعض الأغاني الهادئة، وطلب من العروسين البدء برقصة الـ ( سلو ) أو الرقصة الهادئة المعروفة عند بداية أي فرح...

أمسك مروان بيد نيرة وطلب منها النهوض معه للرقص سويا و...
-مروان: يالا يا حاجة عشان نرقص
-نيرة: حاجة!
-مروان: ماهو بالبوز اللي انتي ضارباه ده طالعلك تجاعيد وكلاكيع في وشك، فيدوب سنك يجيب ع 60 سنة ان مكانش 70
-نيرة بغيظ: أنا فيا تجاعيد؟ ليه ان شاء الله، ده انا بشرتي أنعم من بشرة الأطفال..!
-مروان ناظراً إليها بنظرات لئيمة: هنبقى نشوف النعومة دي بعدين
-نيرة: اووف.

توجه الاثنين إلى المكان المخصص للرقص، وضع مروان كلتا يديه حول خصر نيرة وضمها أقرب إليها، هي لم تستطع التحرك لأنه كان يحيطها بكل قوة، فكانت مضطرة أن تستند بساعديها على صدره و...
-نيرة بضيق: اوعى شوية خليني أعرف أرقص
-مروان: لأ.

-نيرة: ماتبقاش غتت، أنت قافش فيا كده ليه، هو أنا ههرب
-مروان وهو يتأمل كتفيها وصدرها اللامع: أنا مبسوط كده، وبعدين الرؤية من هنا أوضح
-نيرة: افندم؟ لم نفسك
-مروان: ليه هو أني شيفاني متبعتر قدامك؟ اتعدلي معايا
-نيرة وهي تزم شفتيها: اووووف
-مروان: وبعدين قوليلي ايه ام البلاكونة اللي فاتحها في الفستان دي
-نيرة: وانت مالك
-مروان: مممم.. أنا مالي طيب.. كلهاشوية وهعرفك انه مالي ازاي.

مد مروان يده ثم جذب الطرحة قليلاً وحاول وضعها على كتفي نيرة مما أزعجها و..
-نيرة بضيق: انت بتعمل ايه؟
-مروان وهو يحاول فرد الطرحة على كتفها: بداري الفضايح دي شوية
-نيرة وهي تبعد يده: انت هتبوظ كده الطرحة
-مروان: ما تولع، مش كفاية كله كده مكشوف، لأ و ع البحري
-نيرة: ياباااي.

انتهت الرقصة الهادئة، وطلب موزع الموسيقى من الجميع مشاركة العروسين الرقص... بالفعل تجمع الحاضرين وعدداً من الأجانب المتواجدين بالقرية حول العروسين وبدأوا في الاحتفال بهما...

انتهت الفقرة الأولى من الحفل بعد أن طلب موزع الموسيقى من العروسين ارتداء الخواتم...

وقف الاثنين سوياً أمام الكوشة، ثم أمسك مروان بيد نيرة لكي يلبسها خاتم الزواج، وما أثار دهشتها هو كيف عرف مقاس اصبعها رغم أنها لم تذهب معه لانتقاء الخواتم أو حتى لشراء أي شيء و...
-نيرة بتعجب: انت عرفت مقاس صوباعي منين؟
-مروان مبتسماً: البركة في رويتر العيلة.. طمطم!
-نيرة بتوعد: وقعتها سودة
-مروان: هو مافيش حد عندك وقعته بيضا خالص، كله كده سودة سودة.

-نيرة: انا كده
-مروان: طب خدي لبسيني الخاتم بتاعي
-نيرة: هات ايدك
ألبست نيرة مروان هو الأخر خاتمه الفضي، وفاجيء مروان نيرة بأنه أمسك يدها وقبل كف يدها بعدها بكل حنية، ثم ألبسها عقداً ماسياً حول رقبتها، وانسيالاً يشبهه حول معصمها...
-مروان بصوت خافت والابتسامة تعلو شفتيه: الغالي للغالي
-نيرة بتهكم: يا خوفي يطلع دهب صيني
-مروان: نعم ياختي؟ صيني! ليه ان شاء الله؟ دي فاتورته لسه في جيبي..!

جلس الاثنين مرة أخرى وبدأ كل منهما في تأمل شكل يده والخاتم يزينها...

تعالت الصيحات والزغاريط عقب انتهائهما من ارتداء الخواتم والشبكة الماسية..
ثم أعلن موزع الموسيقى عن وقت تقطيع الكعكة الخاصة بالعروسين وطلب منهما الحضور، فنهض الاثنين من الكوشة، وتوجها نحو مكان تقطيع الكعكة..
-مروان بفرحة: ايوه بقى
-نيرة باستغراب: مالك فرحان أوي كده ليه
-مروان بسعادة بالغة: أصل أنا مستني الفقرة دي من زمن الزمن، ياما حضرت أفراح وياما شوفت ناس عملوا العمايل في الفقرة دي.

-نيرة: أهـــا.. قولتلي بقى، لأ اللي في دماغك ده تنساه خالص
-مروان بصدمة:نعـــم!
-نيرة: انسى أصلاً انك تجرب أي حاجة في اللي يخص التورتة
-مروان: لألألأ.. ده أنا أصورلك قتيل هنا، أومال أنا دافع فلوس في التورتة دي ليه، عشان أتصور جمبها، لألألأ.. أنا هاخد حقي يعني هاخده.

أحضر الندلاء الكعكة والتي كانت مكونة من عدة أدوار تجاوزت الـ 9، كان شكلها مميزاً وجميلاً.. لفتت جميع أنظار الحاضرين، فهي كبيرة الحجم ومنقوش عليها حروف اسمي مروان و نيرة على كل الجوانب...

أمسك مروان بيد نيرة وبدأ الاثنين سوياً في تقطيع الكعكة، ثم قام النادل بأخذ قطعة من الكعكة ووضعها في طبق، وقسمها إلى عدة لقيمات صغيرة، ووضع في كل لقمة شوكة معدنية ذات اطار مذهب، وبدأ في اعطاء كلاً منهما واحدة لاطعام الأخر...
-النادل وهو يعطيهما الشوك: اتفضلوا
-مروان: متشكر، يالا يا نارووو...

أطعم مروان نيرة أولاً بقطعة من الكعكة بكل رقة، بينما غرست نيرة الشوكة بكل قوة في فمه و...
-نيرة بغــل: خــــد!
-مروان متآلما: آآآآي.. هو انتي بتغرسيها في الأرض، ده بؤي!.

طلبت نيرة من النادل أن يحضر شوكتين، وليس شوكة واحدة عند تناول اللقمة المشتركة بين العروسين، مما أغضب مروان و...
-نيرة: هات شوكتين لو سمحت
-مروان: ايه
-النادل: حـاضر.

أمسك النادل بالشوكتين بيد واحدة، ثم بدأ مروان ونيرة في الاقتراب منهما رويداً رويداً، وما إن تأكد مروان من قرب المسافة بينهما حتى أمسك برأس نيرة بيده وقربها إليه وقبلها من شفتيها وسط صدمتها وتصفيق الحاضرين وصافرات بعض الشباب...
-مروان بلؤم وهو يقبل شفتيها: مووووووه
-نيرة بصدمة: آآآآ...
-الحاضرين: فووووو... هييييه، مبروووووك.

وقفت نيرة مشدوهة ومصدومة مما فعله مروان معها بكل جرأة أمام الحاضرين، بينما غمز لها هو بعينه متحدياً إياها، عجزت عن النطق أمامه، تجمدت الكلمات على شفتيها،شعرت بالاحراج والكل يراقبها بعد قبلته الجريئة و المفاجأة، فلم يكن امامها إلا الصمت..
-مروان بغمزة: أهي دي احلى لقمة جاتوه كلتها في حياتي
-نيرة: آآآ..
-مروان للنادل: عاوزك تلفلي التورتة دي كلها وتبعتهالي ع الشاليه عشان أبوس.. آآ.. قصدي أدوق براحتي
-النادل مبتسماً: حاضر يا فندم.

طلب موزع الموسيقى من العروس أن تلقي بباقة الورد على الآنسات الحاضرات في الحفل، ولكن تمسكت نيرة بالباقة و...
-موزع الموسيقى: وبنطلب من العروسة انها ترمي الورد على أصحابها
-نيرة: لأ...

-نيرة في نفسها: وليه أحدف الورد ده ع واحدة فربنا يبتليها بواحد معندوش دم يطلع عينها.

لاحظ مروان شرود نيرة، فقام بجذب الباقة منها و..
-مروان: هاتي الورد
-نيرة: ليه؟
-مروان: أنا عاوزه.

أخذ مروان باقة الورد من نيرة بالقوة ثم توجه إلى موزع الموسيقى وسط استغراب الحاضرين وطلب منه الميكروفون لكي يتحدث فيه و...
-مروان: ممكن المايك بعد اذنك
-موزع الموسيقى وهو يناوله إياه: اتفضل
-مروان: شكراً.

أمسك مروان بالميكروفون في يد، بينما كان ممسكاً بالباقة في اليد الأخرى، ثم توجه إلى مكان شبه واضح للجميع، وبدأ يتحدث فيه و..
-مروان بصوت عالي: تيست.. تيست.. ألوو، ألووو... الكل سامعني.

ضحك الجميع على طريقة مروان المازحة ثم بدأ يتحدث مرة اخرى ولكن بنبرة اكثر جدية و...
-مروان بنبرة جدية: النهاردة أسعد يوم ف حياتي كلها، اليوم ده كان متأخر من 3 سنين، بس الحمدلله ربنا أراد اني أتجمع مع الانسانة اللي حبيتها ونتجوز.

كانت نيرة تستمع إليه بعدم اكتراث، فهي تعتقد أنه يتعمد فعل هذا لتوريطها أكثر وايهام الجميع أنه يحبها حقاً، ولكنها لم تنسى ليوم واحد ما فعله مع عائلتها.. لذا كان كل كلامه هذا لا يمثل أي قيمة لديها...

-مروان: المهم يعني عشان مطولش عليكم، أنا ماسك في ايدي بوكيه الورد اللي المفروض يتحدف ع واحدة من صاحبات العروسة، بس المرادي أنا هحدفه ع واحد من أصحاب العريس.. والصراحة هو واحد بس اللي نفسي يتجوز زي زيه.

تحرك مروان من مكانه ثم توجه إلى حيث يقف صديق عمره يوسف، وأعطاه الباقة و..
-مروان وهو يناوله اياها: اتفضل يا جوو.

احتضن يوسف مروان، ثم شكره على ما فعل، وتحرك يوسف مبتسماً في اتجاه شخص أخر..

في نفس الوقت كانت ندى تقف بجوار الكوشة تشاهد ما يحدث، وفجــأة تجمعت بالقرب منها عدداً من الفتيات الصغيرات واللاتي ارتدين فساتين باليه بيضاء ثم أحاطوا بها ودفعوها دفعاً للأمام وهن يرفرفن بأيديهن كالفراشات الصغيرات، ويمشين على أطراف أصابعهن...
اندهشت ندى كثيراً مما يجري، هي لم تعرف ما الذي يحدث، ثم أعطتها احدى الفتيات كتاباً ما عليه صورة لها ومكتوباً عليه ( نـــدى قلبي )
علت الدهشة وجه ندى، فهي غير مستوعبة لما يدور من حولها، فتحت ندى الكتاب لتتفاجيء بكلمات لم تتخيل أنها ستقرأها
(( هل.. تقبلين.. الزواج.. بي؟ ))

نطقها يوسف في الميكروفون حينما كانت تقرأها ندى...

وقف يوسف أمام ندى الممسكة بالكتاب في يدها ناظراً إليها بنظرات عشق وهيام، ثم جثى على ركبته وأخرج علبة حمراء صغيرة من جيبه، وفتحها ليظهر منها خاتماً رقيقاً يعلوه فصاً من الماس.. ومد يده بالخاتم وكرر طلبه بصوت اكثر وضوح..
-يوسف وهو يجثو على ركبته: تقبلي تتجوزيني يا ندى؟.

ترقرقت الدموع في عيني ندى، لم تصدق ما سمعته اذنيها، يوسف يعرض عليها الزواج أمام الجميع.. لم تستطع أن تنبس بكلمة.. فقط وقفت تنظر إليه بنظرات عاشقة..
-يوسف مكملاً: أنا بحبك يا ندى، حب من أول نظرة، حب من يوم ما شوفتك في الكلية، فراقك كان صعب أوي عليا، لكن ربنا أراد انه يجمعني بيكي تاني، وأنا عاوزك تبقي مراتي و..آآآ.

أومأت ندى برأسها ايجابياً والدموع تزفرف من عينيها..
صدم يوسف حينما رأها قد وافقت، كان يخشى أن ترفضه، ولكن شاء الله أن ترضى به زوجاً لها.

نهض من مكانه وحضنها على الفور أمام الواقفين، فخجلت مما فعل، ثم طلب من والدها في الميكروفون أن...
-يوسف وهو يحتضنها: أنا بحبك أوي، أوي... أوي
-ندى بخجل: وأنا... كمــ...كمان!.

-يوسف: ممكن يا عمي أكتب كتالي ع ندى، المأذون لسه موجود ممشاش
-صلاح: بالسرعة دي
-سليم ضاحكاً: خير البر عاجله يا استاذ صلاح.

تعالت الزغاريط مرة اخرى والتهليلات والتصفيقات.. وبدأت الموسيقى في اضافء أجواء جميلة على الحاضرين.

على الجانب الأخر كانت نيرة مصدومة مما يحدث، لم يطرأ ببالها أن يطلب يوسف الزواج من أختها ندى في حفل زفافها ( المشؤوم ) كما تسميه، وما صدمها اكثر هو موافقة ندى على طلبه هذا...
-نيرة بصدمة ونظرات غير مصدقة: مش ممكن
-مروان غامزاً لها: ايه رأيك في المفاجأة دي؟ حلوة صح؟

-نيرة بفزع وعيون جاحظة: دي.. دي مصيبة سودة
-مروان مندهشاً: يا ساتر يا رب، هو مافيش حاجة بتعجبك أبداً
-نيرة: انت ازاي تعمل كده
-مروان بسعادة: هو أنا عملت حاجة، ده أنا يدوب سلكت الطريق لجوز العصافير دول عشان يعيشوا سوا
-نيرة بضيق: حرام عليك، ليه تخليهم يخيبوا خيبتي
-مروان باستغراب: نـــعم!
-نيرة: منك لله، هتضيع اختي زي ما ضيعتني!.

اندهش كثيراً مروان من ردود نيرة عليه، ولكنه حاول ألا ينساق في اي حوار أخر معها، فهو لا يريد افساد فرحته باسلوبها اللاذع في الحوار...

تم عقد قران يوسف على ندى، والفرحة بادية على وجوه الجميع.. فها هي ليلة واحدة تشهد حفلين للزفاف.. وكلا الحفلين لأختين وصديقين مقربين..
كانت أعين الجميع مسلطة على العرائس، فهناك من يحسدهم وهناك من يتمنى لهم التوفيق...

هنأت زينب وفاطيما ندى، وجلستا بقربها والبسمة لا تفارق شفاههن...

كانت نيرة تنظر لاختها بنظرات لوم وعتاب، فهمت ندى تلك النظرات على الفور، ولكنها لم تستطع أن ترفض ما رغب فيه قلبها.. فالحب عندها هوالهواء الذي تتنفسه، وقد من الله عليها بشخص يعشقها بكل ما فيها...

-نيرة ناظرة إليها بنظرات لوم في نفسها: عملتي كده ليه؟ لييييه يا ندى، ليييه؟
-ندى في نفسها: مقدرتش اقف قدام سعادتي، قلبي اختاره قبل لساني يا نيرة، مقدرش أعذب نفسي وأنا سعادتي معاه...!

لم تتخيل زينب أنها ستحظى بعريسين لابنتيها في ليلة واحدة، وكلاهما أفضل من بعض، حمدت الله كثيراً على تلك النعمة..
-زينب في نفسها: الحمدلله يا رب، رزقتني بعرسين أحسن من بعض، والاتنين ماشاء الله عليهم مال وجمال وحسب ونسب، وأصل وفصل، يااااه، يا ما انت كريم ياااااا رب.

كما لم يتوقع صلاح أن يعوضه الله عما صار له من قبل، ويرزق ابنتيه بزوجين صالحين سعيا جاهدين لارضاءه ولتعويضه عما فات...
-صلاح في نفسه: سبحانك يا رب، مكونتش اتخيل انك تعوضني بالخير ده كله، اللهم لك الحمد والشكر...

افتتح مروان ونيرة بوفيه الطعام، ثم جلسا على الكوشة.. وبعدها قام الندلاء بتجهيز الطاولات بالطعام لجميع الحاضرين، وجلس المدعوين يتناولون الطعام وهم لا يكفون عن الثرثرة والهمس، فهذه ليلة غريبة وعجيبة عند البعض، وجميلة ولا مثيل لها عن البعض الأخر...

اتفق صلاح مع سليم والد يوسف بأن يتم عمل حفل الزفاف في خلال اسبوع بأحد الفنادق الفاخرة بالقاهرة، ثم بعدها سيسافر يوسف وندى بصحبة عائلة صلاح إلى دبي وذلك لانهاء جميع التعاقدات والاتفاقيات التي أبرمتها شركة صلاح مع العملاء هناك، ومن ثم يعودون جميعاً إلى القاهرة ويستقروا بها...

على الرغم من أن فراق يوسف عن والديه سيكون صعباً، ولكن ما يعزيهما هو أنه لن يغيب طويلاً فقط لعدة أشهر قليلة ثم سيعود للقاهرة.. كما اقترح سليم على زوجته عبير أن يسافرا بين الحين والأخر إلى دبي لقضاء العطلات هناك وبصحبة يوسف وزوجته ندى...

كانت زينب سعيدة لأن ابنتها ندى لن تفارقها، وودت لو كانت معها نيرة هي الأخرى، ولكن ثقتها في مروان وحبه لها طمأنتها كثيراً...

في حين قرر مروان أن يأخذ عروسه لقضاء يومين بعيداً عن العائلة، فهو واثق أنه لن يسلم منهم إذا ما ظل متواجداً في نفس القرية السياحية معهم، فهو يطمع في أن يقضي معظم وقته مع نيرة فقط...

انتهى حفل الزفـــاف على خير، ثم استعد العروسين للذهاب إلى الشاليه الخاص بهما...

كانت نيرة متزمرة من كل شيء، كانت تشعر انها على وشك الاختناق، وأنه تم التضحية بها في سبيل استرداد حقهم الضائع..
لم تهتم لمشاعر مروان الصادقة معها، فكرهها له أعمى قلبها وعقلها عن رؤية حبه الواضح...

-صلاح للعروسين: مبروك يا عرسان، مش هنوصيك يا مروان على نيرة
-مروان وهو يربت على كتف عمه: في عينا، دي حبيبة قلبي
-فهمي: ماتنساش، أنا ماسك الساعة في ايدي
-مروان وهو يعدل البابيون: اطمن آبابا، انت مخلف غضنفـــر
-فهمي: هههههه، هنشوف
-يوسف: مبروك يا مارووو، عاوزينك ترفع راس مصر لفوق، مش عاوزينك تشمت فينا عدو!
-مروان: هو أنا هاستشهد ولا ايه؟ دي دخلة يا جدعان، مش حرب!
تعالت قهقهات الواقفين على مزاح مروان...

استغلت زينب انشغال الرجال بالحديث سوياً، ثم مالت على ابنتها نيرة قليلاً، وهمست في أذنيها بـ...
-زينب بصوت هامس: اسمعي كلام جوزك، وافردي وشك معاك، واياكي تنكدي عليه، فاهمة
-نيرة: ده أنا هتوصى بيه، هديه جرعة نكد زيادة
-زينب لاكزة اياها: يا بت اتهدي، وبلاش فضايح
-ندى: مبروك يا ناروو.. كلها كام يوم واحصلك
-فاطيما: وأنا هاتجوز أمتى يا ماما؟
-زينب: أما تخلصي امتحانات يا عين أمك
-فاطيما: طيب.

قام مروان بتحية الجميع، وطلب منهم الانصراف كي يستطيع الانفراد بعروسه.. وبالفعل رحل الجميع عن الشاليه و...
-مروان ملوحاً بيده: متشكرين يا خوانا، نجاملكم في الأفراح ان شاء الله، مع السلامة، نشوفكم بقى السنة الجاية!.

ظل مروان يتابع أفراد العائلتين وهم ينصرفون جميعاً، ويتأكد من ابتعادهم، فصاحت به نيرة بــ...
-نيرة بضيق: احنا هنفضل واقفين كده كتير
-مروان: لأ طبعاً.. أكيد هنقعد عشان نريح رجلنا
-نيرة: هههههه.. شِربات
-مروان: وعسل أسود ومهبب.. ايوه عارف عارف.

قام مروان بفتح باب الشاليه، كانت نيرة على وشك الدلوف إلى داخله، حينما وجدت مروان يمنعها من الدخول و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة