قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل التاسع

قام مروان بفتح باب الشاليه، كانت نيرة على وشك الدلوف إلى داخله، حينما وجدت مروان يمنعها من الدخول، فتعجبت منه و...
-نيرة: في ايه؟ ما توسع خلينا أدخل
-مروان ناظراً إليها بنظرات حالمة: ودي تيجي برضوه يا عروسة، تخشي على رجلكي وأنا موجود.

أمسك مروان بنيرة، ووضع أحد يديه خلف ظهرها، والأخرى أسفل ركبتيها ثم انحنى قليلاً وحملها بين ذراعيه، ودلف بها إلى داخل الشاليه، واغلق الباب بقدمه و..
-نيرة: انت مش هتريح نفسك أبداً
-مروان بتحدي: لأ...

كان الشاليه الذي استأجره مروان مكون من طابقين، في الأسفل توجد غرفة استقبال كبيرة، وغرفة طعام ومعها مطبخ، ومرحاض صغير.. والطابق العلوي به غرفتين للنوم، واحدة كبيرة، والأخرى أصغر قليلاً، بالاضافة إلى مرحاض ملحق بغرفة النوم الكبيرة...

صعد مروان الدرج وهو حاملاً نيرة بين ذراعيه، ولم يكف عن الصفير مما أزعجها و...
-مروان: فوووو.. فوووو
-نيرة: ارحمني بقى، كفاية تصفير
-مروان وهو يهز رأسه بالنفي: تؤ.. فووو فووو.

وصل مروان بنيرة إلى غرفة النوم، ثم فجـــأة قام بإلقاء نيرة بكل قوة على الفراش وسط ذهولها و...
طااااااخ
-نيرة متآلمة: آآآآآآآه
-مروان: لا مؤاخذة.. أصل دراعي خدل
-نيرة بحدة: انت غبي، في حد يعمل كده
-مروان بنبرة باردة: لمي لسانك بدل ما أقصهولك، فاهمة!
-نيرة: أوووف.

نهضت نيرة من على الفراش بعد أن ظلت تزحف عليه قليلاً، خلع مروان جاكيت البدلة الخاص به، وألقاه على جنب، ثم نزع البابيون عنه، وفك أزرار القميص و...
-مروان وهو ينزع ملابسه: أنا هاروح أخد دش، وارجعلك
-نيرة: انت حــر.

خرج مروان من الغرفة، بينما بحثت نيرة عن ملابسها التي ستريديها، ولكنها لم تجدها.. عاد مروان للغرفة مرة أخرى، فوجد نيرة منحنية للخلف وتخلع حذائها العالي بيد، وباليد الأخرى تحاول نزع سحاب الفستان، ظل يتأملها بعشق وتعلو شفتيه ابتسامة اشتياق ورغبة.. لمحته نيرة فاعتدلت في وقفتها ونظرت إليه بنظرات حادة و...

-مروان وهو يتنحنح: احم.. آآآ... مش عاوزة مساعدة
-نيرة بحدة: جيت ليه؟
-مروان مبتسماً: على فكرة أنا تخصص سوست، يعني بعرف أفك سوست الفساتين كويس
-نيرة بابتسامة مصطنعة: كتر خيرك، مش عاوزين
-مروان: ليه بس، والله ده أنا ايدي خفيفة، مش هاتحسي بالسوستة وهي بتتفك، في تكة واحدة هتلاقيها اتفكت ع طوووول.

كان مروان يقترب رويداً رويداً من نيرة، ولكنه توقف فجـــأة حينما وجدها تقذفه بحذائها ذو الكعب العالي، فوضع يديه أمام وجهه ليتفاداه و...
-نيرة وهي تقذفه: امشي من هنا أحسنلك
-مروان محاولاً إغاظتها: خلاص خلاص.. آآآي.. هييييه مجتش فيا.

كادت نيرة أن تركض ورائه، ولكنه أسرع مبتعداً عنها وهو يضحك..
-مروان مبتسماً: مجــــــــــنونة!.

أغلقت نيرة باب الغرفة ورائه، ثم بحثت عن ملابس ترتديها في الدولاب، ولكنها لم تجد إلا ملابس العرائس ( الغير محتشمة ) كما تسميها، هي لم ترغب في أن ترتدي مثل تلك الملابس أمامه، لأنه – من وجهة نظرها – لا يستحق أن يتمتع بجمالها أو حتى بالنظر إليه...

قررت أن ترتدي نيرة في النهاية ما يسمى بـ الـ ( هوت شورت ) الضيق والقصير للغاية و ذي اللون الأسود، ومن فوقه ارتدت ( بادي ) ذو حمالات بيضاء وعليه نقشة فتاة تغني...

بدت نيرة في تلك الملابس مثيرة جداً.. حيث أبرزت تفاصيل وتقاسيم جسدها بشكل مغري، أعجبت نيرة بشكلها حينما رأت هيئتها تلك في المرآة، ولكنها تذكرت سريعاً أنها ليست بمفردها لترتدي ما تشاء، فمروان موجود معها، وهو عدوها اللدود الذي فرض قسراً عليها..
بحثت في الدولاب مرة اخرى عن شيء أخر لكي ترتديه، ولكن للأسف لم تجد أي شيء مناسب، فكل الملابس الموجودة هي على شاكلة ما ترتديه، لذا قامت بفتح الدلفة الخاصة بملابس مروان، ووجدت بعضاً من الـ (( تيشيرتات )) الخاصة به، وعددً من القمصان،، والـ ( شورتات ) والبنطالين...

نظرت نيرة بعينيها داخل دلفته، ثم انتقت لنفسها تيشيرتاً ذو لون أزرق سماوي وارتدته فوق ملابسها...

بدى التيشيرت عليها طويلاً حتى أنه غطى ما كانت ترتديه بالكامل.. فقررت أن تبحث عن شيء أخر...

وبينما كانت نيرة مندمجة في تجربة التيشيرتات، فجــأة وجدت مروان يفتح عليها باب الغرفة.. فتسمرت في مكانها ونظرت إليه مصدومة، وانتابتها نوبة من التوتر والقلق، فقد كان يقف أمامها بصدره العاري، وعضلاته المفتولة، ولا يرتدي إلا شورتاً رياضياً فقط، ويضع منشفة على كتفه الأيمن...

وقف هو الأخر يتأملها في صمت، ثم علت شفتيه ابتسامة خبيثة.. بدأ يقترب منها بخطوات بطيئة، كانت هي مرتعدة منه، حتى أنها أوقعت أحد ملابسه على الأرض و..
-مروان: بتعملي ايه
-نيرة وقد ابتلعت ريقها بصعوبة: آآآ... أنا.. أنا
-مروان مازحاً: هو انتي بتفتشي في هدومي من دلوقتي؟
-نيرة وقد تركت ملابسه: هـــه.. لألألأ.. أنا.. كنت آآآ...

فحص مروان نيرة بتمعن شديد، وخاصة أنها كانت ترتدي ملابسه، لقد ظل يرمقها بتمهل شديد من أطراف أقدامها صعوداً إلى ساقيها ثم فخذيها و...
-مروان بنظرات فاحصة: اييييه ده كله
-نيرة باحراج: آآآ... أنا.. انت بتبصلي كده ليه؟
-مروان وقد انتبه لها: هـــه... أنا بشبه ع التيشيرت ده.

اخذت نيرة نفساً عميقاً حاولت به أن تستجمع رباطة جأشها وشجاعتها أمامه، ثم أولته ظهرها وحاولت أن تتحدث بنبرة جدية و..
-نيرة مدعية الشجاعة: ماله!
-مروان مدعياً الغباء: مش ده بتاعي؟
-نيرة وقد التفت إليه: أه هو
-مروان: مممم... طب ولبساه ليه
-نيرة وقد عقدت ساعديها أمام صدرها: عادي
-مروان: ممم.. بس أنا عاوز ألبسه
-نيرة: أفندم؟

-مروان: في ايه غريب في كلامي، تيشيرتي وعاوزه
-نيرة وهي تشير بيدها للدولاب: عندك في الدولاب عشرين غيره
-مروان: بس أنا مش عاوز إلا ده
-نيرة وهي تشيح في وجهه: يووووه، انا مش هاخلص من رخامتك.

أمسك مروان بساعد نيرة، واحكم قبضة يده عليه، ثم قربها إليه بتحدي و..
-مروان ممسكاً بساعدها: ماهو عشان أنا رخم وثقيل وبارد ورزل، وفيا كل العبر فأنا مش هاسيبك إلا لما أخد التي شيرت بتاعي.

تلوت نيرة أمامه محاولة أن تتحرر من قبضة يده، ولكنها فشلت..
-نيرة وهي تتلوى: يعني لما أديهولك هتسيبني
-مروان: أه
-نيرة: ماشي، سيب ايدي الأول
-مروان: اوك.

ترك مروان يد نيرة، والتي ابتعدت مسافة عنه، ثم قامت بخلع التيشيرت عنها، و طوته وألقته في وجهه
-نيرة: آآ... خده
-مروان: ممم...

نظر مروان بنظرات انبهار حينما رأى نيرة أمامه بتلك الملابس المثيرة و..
-مروان مبتسماً بصوت خافت: أهو ده الكلام.. آآآآخ.. يا بختك يا تيشيرتي، كنت هايص وزايط.. أرزاااااق...!.

نظرت نيرة إليه بغيظ ثم أولته ظهرها، ولم تجبه.. بينما لم يرفع هو عينيه عنها...

ثم سمعت نيرة صوت طرقات على باب الشاليه تأتي من الأسفل، فكانت على وشك الذهاب لترى من الطارق، فأسرع مروان إليها، وامسكها من ذراعها لكي يوقفها ومنعها من الخروج من الغرفة و...
-مروان بنبرة حادة: ايييييه، رايحة فين كده؟
-نيرة: آآي.. رايحة أشوف مين بيخبط
-مروان: بالشكل ده؟.

وضعت نيرة احدي يديها في وسط خصرها، ومدت احد قدميها للأمام قليلاً، وعبث باليد الأخرى في خصلات شعرها، ثم وقفت أمامه بتحدي و...
-نيرة بتحدي: ماله شكلي؟ وحش، ولا يكونش مش عاجبك.

صمت مروان وجز على شفتيه بحنق، ثم نظر حوله في الغرفة وكأنه يبحث عن شيء ما، فتعجبت نيرة مما يفعل و..
-نيرة: في ايه؟
-مروان: مافيش، بدور على حاجة أفتحلك بيها نافوخك ده
-نيرة برعب: عاااا... يا مامي
-مروان: احسنلك تبعدي عن السعادي بدل ما ألزقك في الحيطة!.

سمع مروان صوت الطرقات مرة أخرى، فأسرع للأسفل وهو يسب في ضيق، ثم ارتدى تي شيرته الخاص في عجالة و..
-مروان: وده وقته، حاجة تقرف! مش عارف اتنيل أشوف التي شيرت ولا اللي لابساه.

طق... طق... طق..
-مروان بنبرة عالية: جااااااااي، اصبر، هو أنا واقفلك ورا الباب!.

مددت نيرة جسدها على الفراش بعد أن غسلت وجهها ويديها، فقد كان اليوم منهكاً بالنسبة إليها، ولأنها لم تنم جيداً بالأمس فقد كانت تود أن تستريح ولو قليلاً.. ولكن للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
-نيرة وقد أغمضت عينيها: آآآآه.. جسمي مكسر ع الأخرررر.. كان يوم فظيع، الواحد مش قادر، حاسس ان كل حتة فيه مدشدشة.. يا سلام لو الواحد ينامله حبة كده حلوووين.. آآآه..!

صعد مروان مرة اخرى إلى نيرة ليخبرها بأن العشاء قد وصل مع أحد الموظفين بالقرية..
نظر مروان بعينيه داخل الغرفة، فوجد نيرة نائمة على الفراش، تهللت أساريره حينما وجدها هكذا.. اقترب منها بهدوء، ثم تمدد هو الأخر بجوارها، ظل يفحصها عن قرب، يدرس كل شيء فيها والسعادة لا تفارق ملامحه...

مد مروان أطراف أصابعه ليتحسس بشرتها البيضاء اللامعة، شعرت نيرة وهي نائمة أن هناك قشعريرة ما تسري في جسدها، فانتفضت على الفور، وفتحت عينيها لتجد مروان ممدداً بقربها، ومائلاً برأسه عليها.. فدفعته بكلتا يديها، ونهضت مبتعدة عنه و...
-نيرة بقلق: انت بتعمل ايه؟
-مروان بخبث وقد اعتدل في جلسته: بشوف التجاعيد!
-نيرة: وخلاص شوفتها واطمنت؟

-مروان: والله أنا ملحقتش اخد فرصتي، بس ملحوئة!
-نيرة: آآآ... انت جاي ليه
-مروان باستغراب: جاي ليه؟ نعم؟ هو انا معزوم هنا؟ ده احنا متجوزين
-نيرة: أنا مش مستعدة للحوارات دي
-مروان: نعم؟ مش مستعدة! اللهم طولك يا روح
-نيرة وهي تزفر في ضيق: اوووف.. يا ربي
-مروان: ماتنفخيش كتير.. وتعالي عشان نتعشى.

حاول مروان تخفيف حدة التوتر والاضطراب السائدة، فهو لا يريد افساد تلك الليلة بأي حال من الأحوال.. لذا أسلم شيء الآن، هو تناول الطعام..

عقدت نيرة ساعديها أمام صدرها، وأدارت وجهها الناحية الأخرى و...
-نيرة وهي تعقد ساعديها: ماليش نفس
-مروان: يا شيخة! بلاش مكابرة وتعالي كلي
-نيرة باصرار: لأ مش عاوزة
-مروان: انتي الخسرانة، الجوع هيقرصك وهتضطري غصب عنك تيجي تكلي.

خرج مروان من الغرفة تاركاً نيرة متخبطة في قرارها..

ظلت نيرة لبرهة تدور في الغرفة ذهاباً واياباً، ثم اضطربت قليلاً حينما تذكرت أنها لم تأكل شيئاً منذ فترة، وضعت يدها على معدتها تتحسها، آلم الجوع سيحل بها عما قريب، لذا قررت أن تَعَدل عن قرارها وتذهب لتناول الطعام مع مروان...

-نيرة بتوتر: ماهو أنا مش هاموت نفسي من الجوع عشان خاطر حد.. أنا برضوه بني آدمة وجعانة أوي

أعد مروان طاولة الطعام، ورص الأطباق عليها بعد أن وضع أشهى المأكولات بها، فقد طلب لنيرة طعاماً كثيراً ومنوعاً.. ولم يغفل عن طلب الجمبري لها.. فقد لاحظ أنها تحبه كثيراً، بالاضافة إلى اعتقاده انه سيعطيه الطاقة المطلوبة في المرحلة القادمة...

نزلت نيرة على الدرج، وأطلت برأسها لتجد مروان يضع الأطباق على طاولة الطعام، كانت الرائحة الشهية لها أكبر الأثر على نيرة حيث بدأت معدتها في الصراخ طالبة اسكاتها بذاك الطعام الشهي.. أغمضت نيرة عينيها، وظلت تشم في تلك الرائحة الجميلة
-نيرة في نفسها: الله! حاجة تفتح النفس، آآآه.

لمحها مروان وهي تقف على الدرج وهي في تلك الحالة ثم تبسم لبرائتها وعفويتها، فرغم كل شيء هي لا تزال طفلته المدللة، ورغم عنادها معه إلا أنه يعشقها بكل مساوئها... هي نيرة التي أنارت حياته بوجودها فيه...

-مروان بصوت عالي: انتي هتفضلي واقفة عندك، ما تقربي
-نيرة وقد انتبهت له: هــه.. طيب.

اقتربت نيرة من طاولة الطعام ولم ترفع عينيها عن المأكولات الشهية المرصوصة عليها..
-مروان: اقعدي ما تكسفيش، خير ربنا كتير
-نيرة: أنا.. انا مش جعانة على فكرة
-مروان: أه ما أنا عارف.. انتي بس مش عاوزة نعمة ربنا تترمى صح؟
-نيرة وهي توميء برأسها: أها
-مروان: يا سلام ع الايمان..! اقعدي يا حاجة نيرة.

أزاحت نيرة المقعد قليلاً ثم جلست عليه، وبدأت في التهام الطعام، كان القدر الأكبر من نصيب الجمبري الذي تعشقه، ظل مروان ينظر لها باستغراب شديد، فهي كانت تدعي الشبع، وها هي الآن تأكل بشهية مفتوحة.. نظرت إليه نيرة والطعام في فمها و...
-نيرة: في ايه بتبصلي كده ليه؟
-مروان: بشوف ان كان فاضلي كام وحداية جمبري ولا أبعت أجيب تاني
-نيرة وهي تبتلع الطعام: هات تاني لأحسن دول قليلين..!

-مروان مبتسماً: صح 3 كيلو جمبري قليلين، حقي أجيب طاولة بحالها من السمــاك عشان تكفيكي لوحدك
-نيرة: أهــا.. ومتنساش الطحينة
-مروان: يا بنتي كفاية، ده انتي هتشعي جمبي من كتر الفسفور، ده أنا اللي اسمي جوزك مكالتش اتنين على بعض
-نيرة وقد تركت طبقها: انت هتبصلي في الأكل، خلاص مش مكملة
-مروان: بعد ما خلصتيه، ده مافيش إلا البصل بسسس..!

نهضت نيرة عن طاولة الطعام، وتوجهت للمرحاض لتغسل يدها...
-نيرة: سديت نفسي!
-مروان: يا شيخة، ده انتي كان ناقص شوية وتغمسيني بالعيش.

غسلت نيرة يديها جيداً ثم جلست على الأريكة، وربعت قدميها لتشاهد التلفاز، ثم أمسكت بالريموت في يدها، وأخذت تقلب في المحطات الفضائية المختلفة، ثم مدت يدها لتمسك بطبق الفاكهة ووضعته على حجرها وأخذت تتناول بعض ثمار الفاكهة...

نظر مروان إليها بتعجب شديد، هي تتصرف وكأنها ليست بعروس في ليلة زفافها، فكر مروان قليلاً، واحتار في أمرها، هو يريد أن يتعامل معها برفق فهي كالقارورة الجميلة والغالية الثمن، لا يريد أن يعاملها بعنف أو حتى بشدة فتنكسر منه.. هو يحاول بالأسلوب اللين معها وليس بالقسوة، هو يريدها بشغف، ولكن لا يريد أن يجبرها على شيء لا تريده الآن.. لذا قرر أن يتمهل معها قليلاً، فمازالت أخطاء الماضي تؤثر عليها...

جلس مروان بجوارها على الأريكة، فأزاحت قدميها بعيداً عنه، حاول أن يتجاذب أطراف الحديث معها بعد أن ظلا صامتين لبعض الوقت و...
-مروان: انتي بتشوفي ايه
-نيرة وهي تأكل العنب: المسلسل الهندي
-مروان: ممم... وده قدامه كتير
-نيرة: أهـــا... بتاع 400 حلقة كده
-مروان وقد وضع كلتا يديه على رأسه: يا دين النــــبي... 400 حلقة، لييييييه؟

-نيرة: يدوب ويا ريت يكفوا
-مروان: كمـــان.. يعني ممكن الواحد يموت والمسلسل مخلصش
-نيرة: أهــا.. ومش هيكون عرف النهاية
-مروان: ده أنا 30 حلقة ومستكترهم.. ربنا يقويكي
-نيرة: اه ادعيلي، عشان ألحق أتابع اللي بعده
-مروان بصوت خافت: ده أنا كده مش هاخلص، عشان أعرف أقعد معاها شوية هستنى لحد ما أطلع ع المعاش، وساعتها معنتش هانفع ببصلة ويدوب أخري أزأز لب جمبها.

فكر مروان قليلاً في كيفية ايجاد حل سريع لتلك المعضلة، خاصة وأن نيرة مندمجة في متابعة الحلقة، أسلم شيء وجده هو أخذ الريموت منها بحجة أنه يريد متابعة شيء ما و..
-مروان وهو يمد يده: هاتي الريموت ثانية كده
-نيرة: ليه؟
-مروان: هاشوف فيلم سيلفستر جه ولا لأ
-نيرة متسائلة: هو فيلم جديد؟
-مروان: اه، ده Expendables الجزء التالت
-نيرة: بجد، طب هاته.

ناولت نيرة الريموت لمروان لكي يأتي بالمحطة التي ستعرض الفيلم، ادعى مروان أن الريموت لا يعمل وظل يضربه قليلاً بيده و..
-مروان وهو يخبط الريموت: ( تـــك... تـــك ) الظاهر انه مش شغال.

تعجبت نيرة مما يقوله مروان، فالتفت إليه بجسدها، وقامت بثني ركبتها أسفلها، ونظرت إليه محاولة أن ترى ما الذي أصاب الريموت و...
-نيرة باستغراب: ازاي مش شغال؟ ماهو كان بيقلب معايا
-مروان: ما أنا عمال أدوس اهو ع الزراير ومش بيقلب
-نيرة وهي تحاول امساك الريموت: طب شوف الحجارة كده!.

حاول مروان ابعاد الريموت عن نيرة حتى لا تكشف حيلته البسيطة، فتثور ثأرتها و...
-مروان وهو يبعد الريموت: اشوف ايه؟
-نيرة: الحجارة! مش يمكن تكون بايظة، بص، أقولك أنا على حاجة انت طلع الحجارة من الريموت، وبعد كده عضعضها، ورجعها تاني مكانها وهوهيشتغل على طول.

-مروان مندهشاً: أعضعض الحجارة
-نيرة وهي توميء برأسها: اه.. عضعضها، دي حاجة معروفة، أنا بعمل كده لما الريموت بيبوظ، وبعد كده هتلاقه اشتغل على طول
-مروان: يا شيخة، بيشتغل من العضعضة
-نيرة مؤكدة: ايوووه
-مروان: طب ما نسيب الريموت يعضعض مع نفسه، ونركز احنا مع بعضنا
-نيرة باحراج: نعم؟
-مروان: أنا بقول آآآ...

نظرت نيرة أمامها بعد أن اعتدلت في جلستها، وحاولت أن تبدو مقتضبة الجبين أمامه و...
-نيرة بنبرة جدية: هات الفيلم، يا تسيب المسلسل.. انجز
-مروان وهو يميل عليها قليلاً: أوام بتقلبي ع الوش العكر..، طب ده مش زي الحجارة، يعني ماينفعش يتعضعض؟
-نيرة بضيق: اوووف
-مروان بلؤم وهو يغمز لها: عندك حق، ده عاوز حاجة تانية غير العضعضة..!.

نهضت نيرة من مكانها، وتركت طبق الفاكهة على الطاولة الصغيرة الموضوعة بجوار الأريكة، ثم ذهبت لتجلس بعيداً عنه...
-مروان باستغراب: قومتي ليه؟
-نيرة: كده
-مروان: كده ليه؟
-نيرة: مش حابة أقعد جمبك
-مروان: ممم.. براحتك.

فكر مروان في نفسه كيف يشد نيرة إليه، وهي مازالت جافة في تعاملها معه، وكلما ظن أنه يقترب منها، ابتعدت عنه
-مروان في نفسه: أعمل معاها ايه دي، مش نافع أي كلام معاها خالص، طب أضحك عليها ازاي، ده انا مش عارف أوصل للتاتش، هخش ع البوس واللي بعده ازاي!

أصاب نيرة الحازوقة وهي جالسة، فظلت تصدر صوتاً مزعجاً، مما ضايق مروان و..
-نيرة: هيييق... هييييق
-مروان بضيق: انتي يا بنتي
-نيرة: عاوز ايييه؟ هييق
-مروان: قومي اشربي مياه ولا حاجة خلي الزغوطة دي تروح بدل ماهي مضيقاني كده
-نيرة: هيييق... وانا هاعمل ايه يعني، هيييق...

نهض مروان من مكانه واحضر كوباً من الماء لنيرة، لكي تشربه وتذهب عنها الحازوقة.. اخذت نيرة كوب الماء من مروان الذي جلس على طرف الأريكة و...
-مروان وهو يناولها الكوب: اتفضلي
-نيرة: شكرا.. هيييق.

ارتشفت نيرة بعض قطرات من كوب الماء، ثم صمتت قليلاً و...
-مروان: ها ايه الأخبار؟
-نيرة: تمـــا.. آآآ..هييييق
-مروان: يادي النيلة، مش هانخلص النهاردة
-نيرة: هييييق.. انا لما بتجيلي... هييييق... الزوغطة مش بتروح بالساهل.. هيييق
-مروان: طب أعمل ايه يعني عشان تروح؟
-نيرة: هييييق... معرفش.. هييييق.

نهض مروان من على ذراع الأريكة وظل يجول في المكان، فكر أن يخض نيرة ويفزعها ربما يتسبب هذا في اسكاتها و...
-مروان بصريخ وقد قفز أمامها بشكل مضحك: عااااااااااااااااااااااا
-نيرة بدهشة: هيييق... ايه ده.. هييييق
-مروان: بخضك.

ضحكت نيرة على رد مروان و...
-نيرة وهي تشير باصبعها نحوه: ههههههههههه.. هيييييق.. مش قادرة... هيييييق.

نظر لها مروان بتهكم لأنها تسخر منه وتتعمد تقليده و...
-نيرة مقلدة اياه: هييييق.. عاااااااااا... هييييق
-مروان بتهكم: خلاص بقى.

جلس مروان على الآريكة الواسعة وهو ينظر إليها بضيق لأنها مازالت مستمرة في السخرية منه و..
-مروان: اعوذو بالله ما بتصدقي
-نيرة مقلدة اياه مرة أخرى: عاااااا.. هيييييق.. هييييق.

نهضت نيرة هي الاخرى من مكانها وهي مازالت تضحك، ثم جلست بجواره لتستفزه أكثر و...
-نيرة: الصراحة.. هييييق.. أنا.. أنا خوفت هيييييق، ياااا مامي.

حك مروان فكه بكف يده محاولاً التفكير في حل سريع و...
-مروان بصوت خافت: مش نافع معاها الخضة! طب أكتم نفسها مثلاً عشان آآآ...

دارت في رأس مروان فكرة ما ( خبيثة ) ستمكنه من استغلال الموقف لصالحه و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة