قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السادس والثلاثون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السادس والثلاثون

في دبي
في الشركة
فقدت ندى الوعي بداخل المصعد، فاضطرب يوسف ولم يعرف ما الذي قد أصابها فجــأة.. لذا أسرع بايقاف المصعد وضغط على زر الطواريء، فهو لا يريد لأني أحد مهما كان أن يرى ندى في تلك الحالة...

ثم ضغط على زر الطابق الذي يوجد به مكتبه، كان القلق يعتري وجه يوسف.. ظل مسنداً ندى بكلا ذراعيه، وما إن توقف المصعد عند طابق مكتبه، حتى انحنى قليلاً ثم حمل ندى بين ذراعيه، وانطلق بها مسرعاً نحو مكتبه...

حمد الله يوسف في نفسه أن الجميع كان مشغولاً بالاجتماع، لذا توجه إلى مكتبه مسرعاً دون أن يعوقه أحد ما بأسئلته...
دلف يوسف إلى المكتب بعد أن فتح الباب، ثم وضع ندى على أقرب أريكة، وعدل من وضع رأسها...

أسرع باحضار كوباً من الماء، ثم جثى على ركبتيه بجوارها، وبدأ في نثر بعض القطرات على وجهها حتى تستفيق.. ثم مال عليها قليلاً وهمس في أذنيها بـ...
-يوسف بصوت هامس: نـــدى.. انتي كويسة، نـــدى، سمعاني!... ندى.. نـــدى.

ظل يوسف يضرب وجنتي ندى برفق حتى تفيق.. كانت تتجاوب معه..
-يوسف: نـــدى... فوقي.. ندى!.
بدأت ندى تستعيد وعيها تدريجياً، تنفس يوسف الصعداء حينما وجد ندى قد بدأت تفيق
-يوسف بارتياح: الحمدلله.

كانت ندى تشعر بأن معدتها غير مستقرة، شعور الغثيان يسيطر عليها بدرجة كبيرة، حاولت أن تقاومه ولكنها لم تستطع.. فرائحة عطر يوسف النفاذة تثير معدتها بدرجة كبيرة، وضعت يدها على فمها محاولة منع نفسها من التقيؤ، ولكنها فشلت..
اعتدلت في جلستها، وحاولت أن تنهض بسرعة.. تعجب يوسف مما تفعل، وحاول أن يفهم منها ما الذي أصابها و...
-يوسف: نــدى في ايه؟ مالك.

ركضت ندى مسرعة ناحية المرحاض.. نهض يوسف ولحق بها، فوجدها تتقيء ما في جوفها...
وقف بعيداً عنها إلى أن انتهت تماماً، فاقترب منها و...
-يوسف: مالك يا ندى في ايه؟.

نظرت له ندى بنظرات قلق ورعب، هي تخشى أن يشك بأمرهــا ويكتشف أمر حملها.. لم تنطق، نظرت له فقط بأعين قلقة مضطربة.. كانت ترتعش من الخوف..
ظن يوسف أن ندى تعاني من خطب ما.. حاول تهدئتها و..
-يوسف: في ايه يا ندى؟ انتي كويسة؟ بتترعشي كده ليه؟
-ندى: آآآ...

-يوسف: انتي فيكي ايه؟
-ندى: آآآ... أنا...
-يوسف: انتي تعبانة؟ عندك برد.
-ندى: هـــه..! أه.. ايوه، أنا.. أنا عندي برد و.. آآآ... وتعبانة
-يوسف وهو يشير بيده: طب اقعدي ارتاحي هنا، وأنا هاطلب الدكتور يجيلك فوراً.

توجه يوسف ناحية الهاتف الموضوع على مكتبه، ولكن ندى أسرعت خلفه لتوفقه، فأمسكت ذراعها بيدها، فنظر إلى يدها الممسكة بذراعه باستغراب، ثم وجه بصره نحوها و..
-ندى: آآآ... لأ.. مــ... مافيش داعي
-يوسف وهو ينظر لها: هـــه
-ندى بتردد: أنا.. أنا كويسة.

تركت ندى ذراع يوسف، وابتعدت عنه و..
-يوسف: بس انتي شكلك تعبان، ووشك مش طبيعي
-ندى: ده... ده دور برد
-يوسف: طب ارتاحي، مافيش داعي انك تحضري الاجتماع
-ندى باصرار: لأ أنا كويسة
-يوسف: يا ندى مافيش داعي للمكابرة في الحاجات دي.. أنا موجود وهاحضر بنفسي
-ندى: لأ.. أنا خلاص بقيت أحسن...

خشيت ندى أن يكشف يوسف أمرها، فأسرعت في خطاها وتوجهت نحو باب المكتب بسرعة، ثم التفتت برأسها إليه و..
-ندى بصوت خافت: ميرسي ع مساعدتك ليا.
استغرب يوسف أكثر من طريقتها، فهي في الفترة الأخيرة كانت جافة في التعامل، حادة في أسلوبها معه، تتجنبه على قدر الامكان، واليوم تشكره...

خرجت ندى من المكتب، فأسرع هو خلفها لكي يوقفها، ولكن كانت هي الأسرع في الحركة، فلم يرد أن يجعلها تتوتر اكثر من هذا، ووقف في مكانه يراقبها وهي تبتعد.. فقد أسعده أنها لم تنهره عما فعل، وإنما كانت نوعاً ما لينة في التعامل...

في منزل صلاح الدسوقي
حجز صلاح التذاكر له ولزوجته ولابنته الصغرى فاطيما، خاصة بعد أن اطمئن من طبيبها النفسي المعالج لها أنها تحسنت كثيراً، واستجابت للعلاج.. جهزت زينب الحقائب و...
-زينب: هاتبلغ البنات اننا مسافرين يا حاج
-صلاح وهو ينظر إلى التذكرة: ان شاء الله، المفروض طيارتنا بكرة
-زينب: طب أنا هاكلم ندى وأعرفها.

-صلاح: ماشي.. مع إني كنت عاوز أعملهالها مفاجأة
-زينب: يا حاج عشان تقول لجوزها.. طب والبت نيرة؟ دي هاتزعل لو معرفتش
-صلاح: والله أنا خايف أقولها تشبط وتعملها حكاية مع جوزها، وانتي عارفاها ما بتصدق
-زينب: يعني هاتقولها بعد ما نسافر.

-صلاح: مضطر أعمل كده، وإلا مروان هيتعكنن
-زينب: والله ربنا بيحبها انه رزقها براجل زي ده.. أدب وأخلاق وابن أصول
-صلاح: ربنا يخليهم لبعض ويسعدهم.. تممي بس انتي ع الحاجة اللي هناخدها معانا
-زينب: حاضر يا حاج.

في شركة Two Brothers
كان مروان جالسا على الأريكة بجوار نيرة بعد أن أحاطها بذراعه لكي يحتضنها وبيده الأخرى أمسك بكف يدها، أسند رأسها على صدره، كان يخشى ان يكون أصابها مكروه..
-مروان بنبرة قلقة: استررر يا رب، الموضوع ده مقلق بصراحة، لو كل شوية هيحصلها كده لازم نشوف علاج...

لم تتأخر علياء في إبلاغ مايا هاتفياً بأمر زوجة مروان، وما إن علمت مايا أن نيرة هي زوجته حتى وجدت أنها الفرصة المناسبة للانتقام من مروان فيها و..
-مايا هاتفياً: عاوزاكي تعرفيلي كل حاجة عنها، دي الوقتي تهمني
-علياء: طب والشركة
-مايا: لأ سيبك منها الوقتي، يهمني البت دي، لأني هاعرف ازاي اكسره بيها
-علياء: اوك..!
-مايا: ولو عرفتي جديد بلغيني
-علياء: اكيييييد طبعاً.

وصل الطبيب إلى الشركة، فأوصله موظف الاستقبال إلى مكتب رب عمله السيد مروان.. نظرت إليه علياء و..
-علياء: مين ده؟
-الطبيب: حضرتك الأستاذ مروان طالبني
-الموظف: ده الدكتور يا آنسة علياء
-علياء بنظرات استعلاء: أهــا.. طب لحظة.

طرقت علياء الباب قبل أن يدخل الطبيب إلى الداخل، فسمح لها مروان بالدخول و..
طق... طق... طق
-مروان: اتفضل
-علياء بدلع: الدكتور موجود بره
-مروان بلهفة: خليه يدخل بسرعة
-علياء: اوك.

أشارت علياء للطبيب برأسها لكي يدلف و..
-علياء وهي تشير برأسها: اتفضل
-الطبيب: شكراً.

دلف الطبيب إلى داخل المكتب، ومن خلفه وقفت علياء لكي تتابع ما يحدث، نهض مروان من جوار نيرة، وترك المجال للطبيب لكي يفحصها ويحاول أفاقتها..
-مروان مسرعاً: دكتور أنا مش عارف هي حصلها أيه، كانت كويسة وفجأة قعت من طولها
-الطبيب بنبرة هادئة: اطمن، ان شاء الله خير.

أسند الطبيب عدته الطبية على الطاولة الصغيرة المجاورة للأريكة، ثم بدأ بفحص نيرة.. كان مروان يراقبه بأعين قلقة ومتوترة.. لم ينته إلى أن علياء مازالت متواجدة في المكتب...

ماهي إلا دقائق حتى استطاع الطبيب أن يعرف ما الذي أصاب نيرة، ثم أخرج زجاجة تحتوي على مادة النشادر ووضع قطرة صغيرة على قطعة من القطن، وقربها من أنفها..
بدأت نيرة تفيق وتحرك رأسها، أسرع مروان إليها وجلس بجوارها، ووضع يده على وجنتها وأخذ يهز رأسها قليلاً و...
-مروان بلهفة: نيرة.. نارووو... سمعاني
-نيرة: آآ..

-مروان: مالها يا دكتور؟
-الطبيب: اطمن، متقلقش والله، ده عادي للي زيها
-مروان بعدم فهم: ما أنا عارف أنه عادي، هي قبل كده قامت من النوم وكانت بتنزف وآآآ...
-الطبيب مقاطعاً: حضرتك فاهم غلط.. المدام حامل
-مروان فاغراً فــاه: هـــاه.

لم يصدق مروان أذنيه حينما سمع ما قاله الطبيب، فقد فغر شفتيه، وقف مصدوماً مشدوهاً
-مروان غير مصدقاً: مين دي اللي حامل؟
-الطبيب باستغراب: المدام.

نظر مروان إلى نيرة والفرحة لا تسعه، أمسك برأسها وقبلها على جبينها و..
-مروان: حبيبتي يا ناروو، يعني أنا هابقى بابا
-الطبيب: ان شاء الله، بس المدام محتاجة راحة الفترة الجاية ومتابعة مع طبيب نساء متخصص وآآآ...
-مروان مقاطعاً: شوف هي هتعوز ايه ان شاء الله لبن العصفور وأنا هاعملهولها..
-الطبيب مبتسماً: ربنا يخليهالك.

نهض مروان من جوار نيرة، ثم احتضن الطبيب بذراعيه و...
-مروان بسعادة: أحلى خبر قولتهولي النهاردة
-الطبيب: طب الحمدلله.

في نفس الوقت وقفت علياء مصدومة من كلام الطبيب، ورغم هذا ظنت أنها فرصة أخرى لكي تغتنمها وتبلغ بها مايا وتتلقى مكافأة عليها...
-علياء في نفسها: مممم.. حامل، ده كده احلوت أوي.. وماله! أهي فرصة اخد بيها اللي أنا عاوزاه من مايا هانم واعمل قرشين حلوين...

لمح مروان علياء وهي تقف بجوار المكتب، فنظر إليها بضيق ونهرها على وجودها و..
-مروان بضيق: انتي بتعملي ايه هنا؟
-علياء بتردد: آآآ... مــ... مافيش، ده أنا.. انا
-مروان: اتفضلي ع مكتبك
-علياء وهي تنظر له بغيظ: حاضر يا فندم
-مروان بصوت خافت: أعوذو بالله، مش بتفائل بوجود البت دي هنا، ربنا يستر بقى!.

جمع الطبيب عدته من على الطاولة ووضعها في حقيبته الصغيرة، ثم أوصى مروان بضرورة توفير العناية والراحة لزوجته خاصة في شهور الحمل الأولى...

انصرف الطبيب من المكتب، فأسرع مروان إلى الأريكة الجالسة عليها نيرة، ثم جثى على ركبته وأمسك بكفيها بكلتا يديه وقبلها و...
-مروان بنبرة هادئة: أنا بحبك أوي.

لم تكن نيرة قد استعادت وعيها كاملاً بعد.. لذا لم تستوعب في البداية ما الذي يقوله مروان، وضعت نيرة يدها على رأسها و...

-نيرة بصوت خافت: هو في ايه؟
-مروان وهو يداعب أصابع يدها: في يا بيبي ان بعد كام شهر كده هيجيلنا بيبي صغنتوت.

انتبهت نيرة لما يقوله مروان، ونظرت إليه غير مصدقة و..
-نيرة بعدم تصديق: انت.. انت بتقول ايه
-مروان: بقول انك حامل يا قلبي
-نيرة: لأ مش ممكن.

وضعت نيرة كلتا يديها على وجهها، ثم بدأت في البكاء، تعجب مروان من حالها و..
-مروان باستغراب: في ايه يا حبيبتي، بتعيطي ليه؟
-نيرة بصوت باكي: عشان انت هاتسيبني لوحدي.

نهض مروان من على ركبتيه، ثم جلس إلى جوارها، وأحاطها بذراعيه واحتضنها و..
-مروان بنبرة هادئة: اطمني يا نيرة، أنا عمري ما هابعد عنك ولا هاسيبك
-نيرة: بس انت هتسافر
-مروان وهو يمسح على شعر رأسها: غصب عني، لكن والله ما هاسيبك، ده انتي حبيبتي، ومراتي، وأم عيالي... وبعدين تعالي هنا.. الدكتور قايل لازم ترتاحي، وانتي كده تاعبة نفسك.

نظرت نيرة إليه باستغراب و..
-نيرة: تاعبة نفسي في ايه؟
-مروان: مش عمالة تتنططي من هنا لهنا، انتي لازم ترتاحي
-نيرة: ايه ده.. بدأنا بقى
-مروان: اه طبعاً.. يالا عشان تروحي البيت
-نيرة: ماشي.

نهضت نيرة من على الأريكة، فتفاجئت بمروان ينحني عليها ويحملها بين ذراعيه و..
-نيرة: انت بتعمل ايه؟
-مروان: هوصلك للبيت
-نيرة: كده
-مروان وهو يهز رأسه: أه، وفيها ايه، ده انتي مراتي.

-نيرة بخجل: بس الناس هتقول ايه
-مروان: يقولوا اللي يقولوه، ماحدش ليه حاجة عندي
-نيرة وهي تركل بقدميها في الهواء: لأ يا مروان، مايصحش كده، نزلني
-مروان: يصح ولا مايصحش أنا حر مع مراتي
-نيرة: عشان خاطري يا مروان
-مروان: ماشي.. عشان خاطرك بس لأنه غالي عندي أوي.

أرخى مروان ذراعه قليلاً لتتمكن نيرة من النزول والوقوف على قدميها.. ثم أحاط بذراعه خصرها و..
-نيرة بنظرات متعجبة: الله!
-مروان: ودي فيها ايه كمان، مراتي وساندها!
-نيرة مبتسمة: ماشي...!.

اصطحب مروان زوجته إلى خارج المكتب، ثم انطلقا سوياً نحو المصعد لكي يعودا إلى منزلهما...

في دبي
في الشركة
في مكتب ندى
لم تحضر ندى الاجتماع، فقد كانت حالتها غير مستقرة، هي تخشى أن ينفضح أمرها أمام أي أحد، وخاصة يوسف..
أرادت أن تتناول مشروباً دافئاً يخفف من حدة الغثيان الذي أصاب معدتها..

وضعت ندى ( الغلاية ) الكهربائية في موضعها بالقرب من النافذة، ثم قامت بوضع قليل من الماء بها، وأوصلتها بالتيار الكهربي، وتركت الماء يغلي..
توجهت ندى بعد ذلك إلى مكتبها، ثم جلست على مقعدها، وأسندت ساعديها على سطحه، ثم وضعت رأسها فوقهما، حاولت أن تتغلب على الصداع الذي أصابها من كثرة التوتر والتفكير...

غفت ندى للحظات، ثم فجــأة اندلعت شرارة كهربائية من القابس الموصول بالغلاية.. وحدث ( مــاس ) كهربائي..
تسبب ذلك الماس في صعود بعض الأدخنة من القابس، وأمسكت شرارة اخرى بطرف الستارة المتدلية من النافذة الموضوع بقربها ( الغلاية ) و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة