قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السابع والثلاثون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السابع والثلاثون

في دبي
في الشركة
في مكتب ندى
غفت ندى على مكتبها، ولم تنتبه للشرارة التي أمسكت بطرف الستارة.. بدأت النيران تشتعل تدريجياً في الستارة، ومعها اندلعت الأدخنة، وندى غافلة لا تدري ما يحدث...

كانت كل المكاتب في الشركة مزودة بأجهزة استشعار للحرائق، وما إن لامست تلك الأدخنة جهاز الاستشعار الموجود في مكتب ندى، حتى دوت صافرة عالية في كل أرجــاء الشركة
وعلى إثر تلك الصافرة، بدأ الجميع في التوجه نحو مخارج الطواريء...

في تلك الأثناء، في غرفة الاجتماعات بالشركة
ظن يوسف أن ندى قد حضرت الاجتماع، فأسرع إلى هناك وبحث بعينيه بين الحاضرين عن ندى، ولكن للأسف لم يجدها أو يلمحها..
أمعن النظر جيداً، فوجد مها واقفة بين الحاضرين، فتوجه إليها و...
-يوسف: آنسة مها
-مها وقد التفتت إليه: مستر يوسف
-يوسف: معلش ممكن لحظة
-مها مبتسمة: أه طبعاااا.

وقفت مها مع يوسف بعيداً عن الحضور ليتحدثا سوياً و...
-مها: أيوه يا مستر يوسف
-يوسف: بقولك هو ندى حضرت الاجتماع
-مها: بصراحة مشوفتهاش.. هي كانت المفروض هتحضر وآآآ.. وأنا سبقتها
-يوسف: هي كان باين عليها انها تعبانة، صح؟
-مها بتوتر: هـــه.

خشيت مها أن تخبر يوسف بأنها تعلم ما الذي يصيبها، وخاصة أنها أدركت العلاقة التي كانت تربطهم سوياً.. لذا حاولت أن تضلله و..
-مها: هي ساعات بـ... آآآ.. بتتعب، بس.. بس بترجع تبقى أحسن
-يوسف: مش عارف.. بس أنا مش مطمن، حاولي كده تعرفي مالها
-مها: حاضر...

ثم سمعوا دوي صفارات الانذار بوجود حريق في مبنى الشركة، فانتبهوا له و..
-مها بقلق: ايييه ده، د صفارة الانذار
-يوسف: هو في حريقة ولا ايه؟
-مها: مش عارفة... بس دي مش بتضرب إلا لما يكون في انذار فعلا بالحريق.

صاح أحد الأشخاص من بعيد بصوت عالي، انتبه على أثره جميع الحاضرين و..
-شخص ما من بعيد: من فضل حضراتكم التوجه إلى مخارج الطواريء لضمان السلامة العامة للجميع.. وبرجاء عدم التدافع، وعدم استخدام المصاعد.. في كل دور هتلاقوا رجال الأمن والسلامة بيساعدوكم...

بدأ الجميع في الانصراف من القاعة بانتظام وفي عجالة.. اعترى القلق والتوتر وجه يوسف، فهو لا يعرف مكان ندى، ويخشى أن تكون لا تزال متواجدة بالشركة.

-يوسف: أنا هاروح أعرف في ايه بالظبط
-مها: وانا جاية مع حضرتك.

توجه يوسف إلى أحد الموظفين المسئولين عن نظام الأمن والسلامة المهنية وسأله عن...
-يوسف: في ايه بالظبط؟
-موظف السلامة: في اشتباه بحريق في مكاتب الإدارة، واحنا بنخلي الشركة يا فندم
-يوسف بفزع: فين بالظبط في مكاتب الادارة؟
-موظف السلامة: في دور مكتب الاستاذة ندى الدسوقي.

صدم يوسف حينما علم أن الحريق في الطابق الذي يوجد به مكتب زوجته وحبيبته ندى..
لم تصدق مها اذنيها حينما علمت أن أجهزة الاستشعار أوضحت أن الأدخنة تتصاعد من مكتب صديقتها، فصرخت على الفور و...
-مها بنبرة عالية: مش ممكن، ده.. ده ندى ممكن تكون فوق
-يوسف محاولاً أن يطمئن نفسه: هي.. هي كانت عندي من شوية وقالت انها هتحضر الاجتماع، ده.. ده بعد ما فاقت من الاغماءة
-مها وقد تذكرت شيئاً: لألألألأ... نـــدى.

تذكرت مها أن ندى حامل، وربما قد تعاني الآن، فركضت مسرعة بدون تفكير، استغرب يوسف من ردة فعل مها المبالغ فيها، ولكنه لحق بها، فربما تعرف هي مكانها و..
-مها بنبرة قلقة: استر يا رب وعديها على خير
-يوسف: ان شاء الله مش هاتكون هناك.

أوقف أحد الموظفين يوسف ومها، وحاول منعهما من الصعود إلى الأعلى وذلك حرصاً على سلامتهما، ولكن يوسف دفعه بيده ولم يعبء بما يقول و...
-الموظف: يا فندم حضرتك.. آآآآآه
-يوسف وهو يدفعه: حاااسب.. أنا لازم أطمن عليها
-مها بنبرة خائفة: يا رب استرها عليها، وتكون بخير... يارب احميها ونجيها هي واللي في بطنها...!.

تسمر يوسف في مكانه فور سماعه لعبارة مها الأخيرة.. تدفقت آلاف الأسئلة إلى عقله في تلك اللحظة، ما الذي تعنيه مها بعبارتها الأخيرة؟ ما الذي يوجد ببطنها؟ لماذا هي خائفة عليها بتلك الدرجة؟
ولكنه أفاق من شروده هذا، وأسرع في خطاه ليلحق بمها، ثم أمسكها من ساعدها واوقفها عنوة ليفهم منها ما يدور و...
-يوسف بنظرات حادة: اييييه اللي انتي قولتيه ده؟
-مها بقلق: هـــاه.. أنا.. أنا مقولتش حاجة
-يوسف بحدة: لأ قولتي، يعني ايه كلامك الأخير؟.

لم تستطع مها أن تخفي الحقيقة على يوسف، فربما تكون حياة ندى في خطر، فمن حقه أن يعرف ما بزوجته، ففي النهاية هذا ابنه أو ابنته على حسب و..
-مها بتردد: اصل.. أصل.. ندى آآآآ...
-يوسف وهو يهز ذراعها بعنف: مالها ندى، اتكلمي؟
-مها بصوت خافت وهي تبلع ريقها بصعوبة: ندى حـ... حامل.

باتت شكوك يوسف الآن صحيحة، هي حامل، ولم يكن يعلم بهذا.. وقف مشدوهاً فاغراً شفتيه، لا يعرف بماذا يجيب.. لقد تجمدت الكلمات في حلقه.. ترك ذراع مها، ووقف يسرح فيما دار بينه وبين ندى قبل أشهر.. هل حقاً قد حدث هذا من لقائهما الأول والأخير؟ ولماذا لم تخبره ندى بهذا..

أدرك يوسف أن الوقت غير مناسب لكل تلك التساؤلات التي تدور في رأسه ولكن كان عليه أن يعرف سبب اخفاء ندى لهذا الأمر الخطير
-يوسف: وانتي عرفتي إزاي انها حامل؟
-مها: هي... هي قالتلي عن.. عن اللي حصل بينكم، وانكم متجوزين، قصدي كنتم متجوزين، وانفصلتوا، وهي عرفت انها حامل.. بس آآآآ...
-يوسف: بس ايييه؟
-مها: بس هي.. هي عاوزة تنزله!.

نزلت عبارة مها الأخيرة كدلو ماء بارد على رأس يوسف، فجعلته يصدم أكثر و...
-يوسف بنظرات مصدومة: نعم؟ تـ... اييييه؟ هي اتجننت
-مها: والله.. ده.. ده اللي قالتهولي.

وضع يوسف يده على وجهه محاولاً منع نفسه من الثورة واحتقان غضبه الذي قد بدأ يتسرب إليه و..
-يوسف كاتماً غيظه: طب تعالي نشوفها.

انطلق يوسف مسرعاً ناحية مكتب ندى، ولحقت به مها، وبالفعل وجد بعض رجــال الاطفاء هناك يحاولون اخمــاد الحريق بحرفية تامة.. وقد سمع يوسف من أحدهما أن هناك سيدة محتجزة بالداخل.

ركض يوسف كالمذعور حينما رأى المشهد، لقد أدرك أن حياة ندى وابنهما الذي لم يرى الحياة بعد في خطر، ولا وقت للمعاتبة واللوم.. عليه أن ينقذهما.. عليه أن يحميهما، حتى لو تكلف الأمر أن يفدي بروحه في سبيل بقائهما على قيد الحياة...

حاول رجال الاطفاء منعه من المرور و..
-رجل الاطفاء الأول: مابيصير تمر من هون..
-يوسف بحدة: مراتي اللي جوا
-رجل الاطفاء الثاني: في رجال جوا عم بيساعدوها، ماتجلج خيي
-يوسف وهو يحاول تجاوزهما: أنا عاوز ألحقها، مش هاسيبها
-رجل الاطفاء الأول: من فضلك، بيكفي تعمل هيك.

توقف يوسف عن دفعهما حينما لمح رجلي إطفاء من الداخل يحملان زوجته ندى إلى الخارج.. ويصرخ أحدهما في المسعفين المتواجدين باحضار قناع الأكسجين لها.

ركض يوسف ناحيتها، وحاول اسنادها معهما.. وبالفعل أنزلها الثلاثة برفق ووضعها على الأرض، ثم انحنى المسعف بجوارها وحاول افاقتها.. وقام بوضع قناع الاكسجين على أنفها وفمها..
ظل يوسف يصرخ في ندى لكي تسمعه وتستجيب له، ولكنها كانت فاقدة للوعي و...
-يوسف بصريخ: نــــدى.. ردي عليا يا ندى؟ ندى..
-المسعف: سيارة الاسعاف موجودة بالأسفل، راح نوديها فيها للمشفى
-يوسف: بسرعة الحقوها، هي حامل
-المسعف: حاضر، راح نعمل اللي بنقدر عليه، والله كريم
-يوسف بقلق: يا رب استررر.. ياااا رب.

وضع المسعفين ندى على السرير المتحرك، ثم انطلقوا بها مسرعين إلى سيارة الاسعاف حيث سيتم نقلها فوراً إلى أقرب مشفى...

ركب يوسف إلى جوارها في سيارة الاسعاف، كان ينظر إليها بخوف ممزوج بحب، يخشى أن يصيبها مكروه هي وذاك الجنين الذي ينمو في أحشائها، ويود أن يعاتبها على ما فعلت به.. ولكن ما يهم الآن هو سلامتها...

كانت مها تراقب كل ما يحدث وهي تشعر بالذنب لأنها لم تستطع أن تدرك مبكراً ذاك الحب الموجود بين يوسف وندى، وأنها أعطت لنفسها الفرصة لأن تعجب به، وتعلق نفسها بالأوهـــام...

في منزل مروان بالتجمع الخامس
عمد مروان إلى جعل نيرة لا تفارق الفراش بالاجبار، كان يرفض تماماً أن تتحرك منه لأي سبب مما أزعجها كثيراً و...
-نيرة بضيق: يا مروان، ماينفعش والله اللي انت بتعمله ده
-مروان: لأ ينفع... هو ده النظام
-نيرة: نظام ايه بس، انا كده هزهق
-مروان: ماليش دعوة، انتي هتفضلي أعدة هنا في السرير ماتقوميش منه
-نيرة: طب افرض أنا عاوزة أروح الحمــام
-مروان: برضوه ماليش فيه، اعمليها هنا
-نيرة: لا والله.

-مروان: أه هو كده.. ده انا بعد الأيام والليالي عشان أشوف ننوس عين أبوه لما يشرف
-نيرة: وانت ايش عرفك انه ولد، ما يمكن يطلع بنت
-مروان: ده أعز ما على قلبي انها تطلع بنت، ده أنا ساعتها هطلع أيمان اللي يفكر بس يجي جمبها
-نيرة: يا ساتر يا رب، باين عليك هتبقى أب شديد
-مروان وهو ينظر لها بنظرات حالمة: لأ شديد مين، ده أنا هابقى أبو الحنية كلها مع ولادي، زي ما أنا كده مع امهم.

بدأ مروان في مداعبة نيرة بكلماته الساحرة، ثم أمسك بيدها وبدأ يقبلها بحنية شديدة، ثم رفع رأسه قليلاً وطبع قبلة على جبينها، ثم وجنتيها، ولكن أوقفته نيرة بـ...
-نيرة: أنا شامة ريحة بطيخ
-مروان: ايييه
-نيرة: نفسي هفاني ع بطيخ
-مروان: ده احنا بدأنا بدري بدري
-نيرة بدلع: أصل أنا ناوية أعيش الدور زي ما الستات الحوامل بتعمل
-مروان: عيشه زي ما انتي عاوزة، اطلبي تجابي فوراااا يا أم العيال
-نيرة باستغراب: كل ده عشان أنا حامل
-مروان: طبعااااا.

لكزت نيرة مروان في كتفه ونظرت له بضيق و...
-نيرة وهي تلكزه: بقى كده
-مروان مدعياً الآلم: آآآي... سوري، سوري، عشان طبعاً بحبك، وزاد الحب ده كمان لما بقيتي حامل
-نيرة: أيوه كده اتعدل
-مروان: تعرفي يا ناروو أول حاجة هاعلمها لابني ايه؟
-نيرة: هــا؟ هتعلمه ايه؟
-مروان: تف على عمو يا حبيبي
-نيرة باستغراب: بقى ده اللي انت ناوي تعلمهولوا؟
-مروان: أه طبعاااا... عشان الواد يطلع أخلاق ومتربي
-نيرة: يا خوووفي..!.

في دبي
في المشفى
وصلت سيارة الاسعاف إلى المشفى، ودلف رجال الاسعاف بندى إلى غرفة الطواريء ومعهم يوسف..
انتظر يوسف في الخارج بعد أن منعه أحد الممرضين من الدلوف إلى الغرفة..
ظل يوسف ينظر عبر زجاج الباب في توجس وترقب.. جلس على المقعد وأخذ يفرك في كفي يده بتوتر...
كان يخشى يوسف أن يكون مكروهاً ما قد أصاب ندى أو الجنين الذي لم يرى النور بعد..
نهض من مكانه وظل يتحرك في توتر وقلق ذهاباً وإياباً.. كانت الدقائق تمر عليه كالسنون.. ظل يدعو الله في نفسه أن يحفظ كلاهما...

اهتز هاتف يوسف في جيب بنطاله، فمد يده لكي يخرجه منه، ونظر إلى الشاشة فوجد أن المتصل هو الأستاذ صلاح الدسوقي، خشي أن يكون قد عرف شيء ما من أحد الموظفين، فأجاب على اتصاله على الفور و..
-يوسف بقلق هاتفياً: عمي، ازيك
-صلاح هاتفياً: ازيك يا بني، اخبارك ايه، وازي ندى؟

-يوسف: آآ... الحمدلله بخير
-صلاح: يستاهل الحمد، أنا كنت عاوز أعرفك اني راجع بكرة أنا والحاجة زينب وفاطيما دبي
-يوسف: بجد.. طب خير، توصلوا بالسلامة ان شاء الله
-صلاح: ان شاء الله، أنا عاوز أشوفكم لأحسن وحشتوني أوي
-يوسف محاولاً إخفاء قلقه: أكييييد طبعاً، ده احنا هنكون في انتظاركم، ده كمان ندى هاتفرح أوي لما تعرف انكو جايين
-صلاح: أيوه، ده هي وحشانا أوي، انتو في الشركة صح؟

-يوسف: هــه... آآآ... أه عندنا اجتماعات واتفاقيات، ماحضرتك عارف يا عمي
-صلاح: ايوه، ربنا معاكو، يالا مش هاعطلكم بقى، ونتقابل بكرة ان شاء الله
-يوسف: بأمر الله.

أنهى يوسف المكالمة مع صلاح وهو يفكر في حل لتلك المعضلة الجديدة، فوالدي ندى واختها الصغرى قادمون غداً.. وهم جميعاً معتقدون أنهما أسعد زوجين.. فكيف سيتصرف الآن حيال تلك المشكلة؟.

بعد فترة خرج الطبيب من الداخل، كانت ملامحه توحي بأنه أجنبي، فتوجه يوسف إليه و...
-يوسف بلهفة: طمني عليها يا دكتور؟
-الطبيب وهو يشير بيده: She's okay ( هي بخير )
-يوسف: Is she all right ?? Can I see her ? ( هل هي بخير؟ هل أستطيع أن أراها؟ )
-الطبيب: Yes.. Don't worry ( بلى.. لا تقلق عليها ).

طمــأن الطبيب يوسف على أحوال ندى، وعلى الجنين الموجود في أحشائها.. كما أخبره الطبيب أنها في نهاية الشهر الثاني من الحمل، وكان يجب عليها أن تتابع مع طبيب أمراض نساء الحمل منذ بدايته...

احتسب يوسف المدة وتأكد بالفعل أن الحمل قد حدث منذ ليلة زفافهما.. وربما للمشاكل والظروف التي مروا بها لم تدرك ندى أنها حامل إلا حينما زادت أعراض الحمل عليها وبدأت في الظهور بصورة جلية...

في غرفة ندى بالمشفى
أفاقت ندى وبدأت في البكاء تدريجياً حينما أدركت ما حدث معها، وخاصة حينما نظرت إلى يدها ووجدت بعض المحاليل المعلقة بها و..
-ندى بقلق: أكيييد الكل عرف.

دلف يوسف إلى داخل غرفتها، وجدها تبكي، نظر إليها بنظرات معاتبة، ولكنه لم ينطق بكلمة..
نظرت إليه ندى بخوف وقلق.. هي تخشى من ردة فعله لأنها أخفت عليه أمر كهذا..
-ندى بصوت باكي: أنا مش.. مش عـ...

أشار لها يوسف بيده لكي تصمت، ثم اقترب من فراشها، وجلس على المقعد المجاور لها و..
-يوسف بنبرة خافتة: حتى لو مش بتحبيني، مش من حقك تحرميني من ابني أو بنتي
-ندى: أنا مش عاوزة حاجة تربطني بيك
-يوسف: بس ربنا أراد ان يبقى في شيء يربطنا ببعض
-ندى: أنا هانزله
-يوسف بنظرات حادة ولهجة جادة: إياكي تفكري تعملي كده.

لم يكن ينتوي يوسف أن يعامل ندى بحدة، ولكن المسألة لا تحتمل المخاطرة خاصة وأن والديها قادمين غداً، لذا نظر إليها بنظرات جــادة وبصوت أجش قال لها...
-يوسف بصوت أجش: انتي هترجعي معايا ع بيتي، ومش هاسيبك لوحدك
-ندى بصدمة: ايييه؟

-يوسف: انتي العدة بتاعتك لحد ما تولدي، وأنا ناوي أرجعك ليا
-ندى بعناد: لأ مش هايحصل
-يوسف: وافقتي ولا لأ، فأنتي هترجعي معايا
-ندى: ده في خيالك بس
-يوسف: للأسف هيحصل، نسيت أقولك أبوكي وأمك جايين بكرة، واظن انهما فاكرين لسه اننا متجوزين.

-ندى بصدمة: اييييه، جايين
-يوسف: بيتهيألي مش معقول هناقبلهم بخبر طلاقنا، وخبر حملك في نفس الوقت
-ندى: دي.. دي مشكلتي وأنا هحلها
-يوسف: لأ.. طالما فيها ابني أو بنتي تبقى مشكلتي
-ندى: وأنا قولتلك هنزله.

اقترب يوسف من فراش ندى، ثم انحنى عليها وحاصرها بكلا ذراعيه، ونظر في عينيها مباشرة و...
-يوسف وقد اقترب منها بنظرات جادة: مش هايحصل يا ندى، وأنا مش هاسيبك تغلطي غلطة ماينفعش تتصلح، كله إلا ده يا ندى...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة