قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السابع عشر

في منزل صلاح الدسوقي
في غرفة الصالون
حضر يوسف إلى المنزل، وجلس مع الاستاذ صلاح لكي يتناقشا سوياً عما سيقومان بفعله خلال الفترة القادمة..
اتفق يوسف مع الاستاذ صلاح على أن يسافر عقب ليلة الزفاف مباشرة مع ندى إلى دبي، وتلحق بهما أسرتها إلى هناك.. ثم سيسعى هو جاهداً لعمل جدول زمني يضمن انجاز أعمال شركة الاستاذ صلاح في وقت قريب لكي يعودوا جميعاً إلى القاهرة ويستقروا للأبد بها...

وفي نفس الوقت سيجعل لندى نصيب في شركته الحالية ولن يدعها تمكث في المنزل خاصة حينما علم بمدى قدرتها وبراعتها في إدارة شركة عملاقة بمفردها في بلد معروف عنه بضخامة الاستثمارات فيه...

تهللت أسارير صلاح حينما علم أن ندى ستظل تعمل، كان يخشى أن تضيع قدرتها ومهارتها ببقائها في المنزل بعدما تتزوج، لكنه بات الآن مطمئناً على مستقبلها المهني وحياتها الزوجية...

استأذن يوسف من الاستاذ صلاح أن يجلس مع زوجته قليلاً ويتحدثا سويا، فوافق صلاح على الفور...

انصرف صلاح من غرفة الصالون، ثم أرسل في طلب ابنته ندى من غرفتها لتجلس مع زوجها قليلاً.

وبالفعل حضرت ندى إلى الغرفة وهي مطرقة الرأس في حياء..
كانت ندى تنظر إلى أسفل قدميها وهي تدلف إلى الغرفة، لقد كانت مشاعر الخجل والاضطراب تعتريها، وكيف لا وكل ذرة من جسدها تعشق يوسف.. لاحظ يوسف هذا الاضطراب عليها، فتبسم ضاحكاً و...
-يوسف مبتسماً: واضح ان السجادة عجباكي اوي.

رفعت نيرة وجهها ونظرت إلى يوسف الذي كان يبتسم لها و..
-نيرة وهي تنظر إليه: هــاه.

أمسك يوسف وجهه بكف يده ثم أداره ناحية اليمين تارة وتارة أخرى ناحية اليسار و..
-يوسف وهو يدير وجهه بيده: والله أنا وشي أحلى من السجادة، حتى شوفي كده..!.

ابتسمت ندى لمزاح يوسف معها، ثم جلست على بعد منه، فنظر لها هو بنظرات شبه غاضبة خاصة بعد أن أطرقت رأسها مرة أخرى و..
-يوسف: نــدى
-ندى وقد رفعت رأسها: هــاه
-يوسف: انتي زعلانة مني ولا حاجة
-ندى بلهفة: لا والله
-يوسف: اومال في ايه؟ مكسوفة مني
-ندى بتردد: آآآ...

-يوسف: المفروض ما تتكسفيش مني، ده أنا جوزك وحبيبك وكل دنيتك
-ندى وهي تشير برأسها للخارج: أصل بابا هنا وآآ..
-يوسف غامزاً: ممم.. بابا هنا وخايفة اني أعمل حاجة مجنونة
-ندى وهي توميء برأسها ايجابيا: أهــا.

نهض يوسف من مكانه ثم تحرك في اتجاه ندى وجلس بالقرب منها..
-يوسف: انتي مراتي.. يعني حلالي
-ندى وهي تنظر أمامها: اها...

مد يوسف يده، ثم بأطراف أصابعها أمسك ذقنها وأدار وجهها ناحيته ببطء و..
-يوسف: كده الرؤية أوضح
-ندى وهي تنظر في عينيه: أهــا.

اكتسى وجه ندى سريعاً بحمرة الخجل، وشعرت بأن هناك حرارة ما تبعث من وجنتيها، رأى يوسف هذا بوضوح، ولكنه لم يرد أن يوترها أكثر.. فاكتفى فقط بالابتسام لها والنظر في عينيها..
سرحت ندى في عيني يوسف ورأت فيهما نفسها، رأت حياتها معه والسعادة ترفرف باجنحتها فوقهما.. رأت أحلامها تتجسد على أرض الواقع وهو يلمسها بأنامله الخشنة.. هي ترى فيه الرجولة والشجاعة والقوة مجتمعين.

ذاب يوسف في بريق عيني ندى، ففيها الحياة، وفيها العشق الذي طالما بحث عنه.. هو يعد الأيام لكي يستطيع أن يضمها بحرية أكبر إلى صدره.. سرح بعيناه نحو شفتيها المكتنزتين، يريد أن يتذوق أنهار العسل منهما، اقترب منها برأسه رويداً رويداً.. انحنى قليلاً نحو شفتيها وكان على وشك تقبيلها بحرارة
ولكن...

في نفس الوقت تقريباً دلفت فاطيما إلى داخل غرفة الصالون، ثم تنحنحت، ولكن لم يلتف إليها أحدهما في البداية، لذا اضطرت أن تضم قبضة يدها وترفعها بالقرب من فمها وتسعل و..
-فاطيما بصوت عالي: كـــح... كح!.

انتبه كلاً من يوسف وندى إلى فاطيما فتراجعا للخلف و..
-ندى بدهشة: آآآ.. تو.. توتا
-فاطيما مبتسمة: الظاهر اني باجي في وقت مش ولابد
-يوسف مبتسماً: منورة يا طمطم
-فاطيما: ده نورك يا جوو
-ندى: واضح انك خدتي ع يوسف أوي
-فاطيما: أيوه.. ودايما باجيلكم في الوقت المناسب
-يوسف وهو ينظر لندى: في دي بالذات.. عند حق.

جلست فاطيما في مواجهة الاثنين وهي تنظر إليهم بنظرات متفحصة ومراقبة، حاولت ندى أن تغمز لها لكي ترحل، ولكن فاطيما أصرت على البقاء.. لمح يوسف بطرف عينيه ندى وهي تحاول أن تغمز لأختها فابتسم بعفوية لها..
-ندى وهي تغمز بعينها: هــاه
-فاطيما وهي تؤمي رأسها بالنفي: آآ..
-يوسف وقد تنحنح: احم...
-فاطيما: ايوه يا جوو.. عاوز حاجة؟
-يوسف: ممكن تجيبلي كوباية مياه ساقعة
-فاطيما: حاضر.

نهضت فاطيما من مكانها وخرجت من غرفة الصالون، فنظر يوسف إلى ندى و..
-يوسف: واضح ان طمطم كانت بتغلس عليكي
-ندى: اهــا..
-يوسف: و أنا مخلصنيش ده
-ندى: أها
-يوسف: هو كله كده أها.. أها.. مافيش أي كلمة تانية غير دي
-ندى: لأ.

-يوسف وهو يعقد حاجبيه: مممم.. ماشي.. انا اللي مصبرني بس ان الحكاية كلها هتاخد يومين وتخلص.. وبعد كده هاسمع كل الكلام منك..
-ندى وهي توميء برأسها بالنفي: آآآ...
-يوسف: اوووبا، واضح اننا بدأنا التمرد بدري
-ندى وهي توميء رأسها بالايجاب: أهــا
-يوسف: لألألأ.. أنا معنديش كده، أي عصيان مدني معناه العين الحمرة!.

نهضت ندى من على مقعدها، ثم وقفت قبالة باب الغرفة و...
-ندى: طب يالا بقى لأحسن الوقت اتأخر
-يوسف: ده انا كمان بتوزع من هنا.. ايه يا نووودة، ده انتي اتغيرتي بسرعة
-ندى: اهــا.

نهض يوسف من مقعده هو الأخر، ثم وقف بجوارها، أسند أحد ذراعه على باب الغرفة، فأحاط ندى بجسده كله، ثم باليد الأخرى أمسك كف يدها وداعب أصابعها بأصابعه، اضطربت ندى من قربه منها، ومما يفعل و...
-ندى بتوتر: بس عشان بابا هنا
-يوسف: وايه يعني
-ندى بصوت خافت: هيشوفنا
-يوسف: مايهمنيش
-ندى: طب ماما..
-يوسف: برضوه لأ
-ندى: تو... توتا
-يوسف: تؤ
-ندى: بص توتا واقفة.

التفت يوسف ليجد فاطيما تقف على الباب وتحمل في يدها كوباً من الماء، فابتعد عن ندى وأنزل ذراعه عن الباب و..
-فاطيما مبتسمة: اتفضل المياه.

مد يوسف يده لكي يلتقط كوب الماء من فاطيما و..
-يوسف: شكراً يا طمطم.. دايما كده بتيجي في الوقت المناسب
-فاطيما مبتسمة: طبعاااا.

ارتشف يوسف بعض قطرات ماء من الكوب، ثم أعطاه لندى وهو يتأملها بنظرات عاشقة و..
-ندى: هنياً
-يوسف وهو ينظر لها بأعين هائمة: اللي يهنيكي معايا
-فاطيما مقاطعة: أنا لسه هنا
-ندى وهي تناولها الكوب: طب خدي الكوباية وديها المطبخ
-فاطيما: مش قبل ما جوو يمشي.

-ندى بحدة: توتـــا
-يوسف: ممم.. أمشي أنا بقى بدل ما تقلب بخناقة وأنا بصراحة مش هاعرف أحوش بينكم لأني بحبكم انتو الاتنين
-ندى: عاجبك كده
-يوسف: خلاص يا نوودة.. دي طمطم حبيبتي من زمان
-فاطيما: وانا عاوزاك تطمن يا جوو، انت دايما هتلاقي كده في ضهرك
-يوسف: عظيم أوووي!.

انصرف يوسف من المنزل، فركضت فاطيما إلى غرفتها على الفور وأغلقت الباب خلفها، حاولت ندى أن تلحق بها لكنها لم تستطع، فقد كانت مغتاظة من أفعالها معها ومع يوسف و...
-ندى: بقى كده، طب أنا مش هاسيبك
-فاطيما: تؤ.. أصل أنا بحب أرخم عليكي يا نوودة أوي
-ندى: ماشي ماشي..!.

في خلال اليومين التاليين
في شركة ( Two Brothers )
كانت السكرتيرة ريهام قد وضعت اعلاناً تطلب فيه سكرتيرة اخرى للعمل معها بالشركة، وذلك بعد أن طلب منها مديرها يوسف هذا الطلب، وبالفعل تقدمت العديد من الفتيات للالتحاق بتلك الوظيفة...

ملأت الفتيات طلب التقدم الخاص بتلك للوظيفة، واصطففن أمام مدخل الشركة في انتظار المقابلة الشخصية لمن تنطبق عليها الشروط.

كانت ريهام تريد أن يتم اختيار السكرتيرة وفق عدة معايير تناسبها هي، لأنها ستكون شريكتها في العمل.. لذا حرصت كل الحرص على فعل هذا...

استبعدت ريهام كل من لا تنطبق عليها الشروط، واكتفت بتحديد موعد مقابلة مع عدد محدود من الفتيات...

كان من ضمن هؤلاء الفتيات، فتاة في منتصف العشرينات من عمرها، هي جميلة وحسناء المظهر، فراهة الطول، ترتدي الكعوب العالية رغم طولها، تهتم بأناقتها كثيراً، وكان هذا واضحاً من مظهرها العام.. تجيد اللغتين الانجليزية والفرنسية، بالاضافة لاتقان التعامل في الأمور المتعلقة بالحاسب الآلي وبرامجه.. كانت تلك الفتاة من أقوى المرشحات لتلك الوظيفة...

تواجد يوسف في الشركة من أجل المقابلة، كان يجلس في غرفة الاجتماعات على مكتبه بها، ثم ضغط على زر استدعاء السكرتيرة، وانتقل للجلوس على طاولة الاجتماعات، بعد لحظات دلفت السكرتيرة ريهام للداخل ومعها السيرة الذاتية الخاصة بكل فتاة و..
-ريهام: اتفضل يا فندم
-يوسف: البنات موجودين يا مدام ريهام
-ريهام: اه كلهم موجودين
-يوسف: طب دخلي كل واحدة لوحدها، وتعالي معاها
-ريهام: حاضر يا فندم.

بالفعل دلفت كل فتاة على حدا، وبدأ يوسف في توجيه عدة أسئلة لهن، وفي اختبار قدراتهم وردود أفعالهم حول الأسئلة التي يطرحها أو المعضلة التي يطلب حلها...

لم يجد يوسف في معظمهن ما يناسب طبيعة العمل بالشركة، فغالبيتهن تنقصهن الخبرة، أو إما قد أتين فقط لاستعراض مؤهلاتهن الأخرى..
-يوسف بضيق: ولا واحدة فيهم تنفع... كل واحدة جاية تتمنظر بانها تعرف كذا ومتعرفش كذا وأما بسألها في الشغل بتطلع دماغها فاضية
-ريهام: فاضل 3 يا فندم، ودول أعتقد انهم احسن من اللي فاتوا
-يوسف: ايه اللي مخليكي متأكدة من ده
-ريهام: لأنهم عجبوني، وفي واحدة بالذات فيهم أكتر، بس أنا حبيت أدي فرصة للكل قبل ما أقول رأيي
-يوسف: طيب دخليهم مع بعض.

دلفت الفتيات الثلاث الباقيات معاً، وبدأ يوسف في اختبارهن سوياً وطرح الأسئلة العديدة عليهن، ولفتت بالفعل انتباهه واحدة منهن.. بلى إنها تلك الحسناء فارهة الطول..
صرف يوسف اثنين من ثلاثتهن، ثم أبقى على واحدة فقط ليتناقش معها لمرة أخيرة قبل أن يوافق على تعينها
-يوسف وهو ينظر لملفها: واضح من السي في بتاعك انك اشتغلتي ع نفسك يا آنسة علياء
-علياء: ايوه يا فندم، انا مضيعتش وقتي، حبيت أستفيد بوقت فراغي في حاجة تفيدني بعد كده
-يوسف: ممم...

-ريهام مكملة: الشغل هنا يا آنسة علياء مش سهل، فيه ضغوط كتير والتزامات ومواعيد وآآ...
-علياء: انا مستعدة لأي حاجة حضراتكم تطلبوها مني
-يوسف: شوفي يا آنسة علياء، احنا هانديكي فرصة شهر تجربي معانا الشغل هنا، ولو فعلاً أثبتي نفسك، صدقيني هتتغير حاجات كتير في حياتك للأفضل
-علياء: أنا بشكر حضرتك يا فندم ع الثقة دي.

-يوسف: تعاملك هايكون مع مدام ريهام، ومع مروان بيه.. أنا هاكون موجود هنا بس في أوقات معينة
-علياء: تمام يا فندم
-ريهام: يوسف بيه بينقي الناس اللي بيشتغلوا معاه ع الفرازة
-يوسف ناظراً للسكرتيرة: بس المرادي أنا سايبلك يا مدام ريهام صلاحيات اختيار المساعدة بتاعك،وانتي اللي هتديني التمام كمان شهر
-ريهام: حاضر يا يوسف بيه.

ارتسمت البسمة على وجه علياء لأنها شعرت أنها قد حصلت على فرصة جيدة للوصول إلى أحلامها بطريقة سريعة وأكيدة، ما عليها إلا أن تكسب ثقة السكرتيرة ريهام، ومن ثم ستحقق غرضها...

في سيارة مروان
كان مروان في طريقه إلى القاهرة بعد أن نجحت نيرة اخيراً في اقناعه بالنزول قبل ميعاد حفل زفاف اختها بيوم على الأقل...
أمسك مروان مقود السيارة بيد، ثم التفت إلى نيرة الجالسة بجواره وهي تعبث بأحد أكياس الحلوى، وباليد الأخرى حاول أخذ قطعة منها و...

-مروان: ماشاء الله نازلة ع الحاجة هاتتك باتتك
-نيرة: بجوع يا مروان، مكولش يعني
-مروان: طب هاتي حتة للغلبان اللي سايق ده
-نيرة بضيق: ماشي.

أخرجت نيرة قطعة من البسكويت ثم شطرتها إلى نصفين، وأعطته نصفاً واحداً فقط و..
-نيرة: خد
-مروان بتعجب: ايه ده؟
-نيرة: انت النص وأنا النص
-مروان بتهكم: كتير عليا والله... نص بحاله!
-نيرة: طيب أنا هصغرهالك شوية.

قطمت نيرة جزءاً من نصف قطعة البسكويت بفمها، ثم أعطت مروان البقية و..
-نيرة: كده كويس؟
-مروان ناظراً لها بتعجب: لأ كبيرة برضوه.

قضمت نيرة جزءاً أخر من النصف قطعة، فظل فقط جزءاً صغيراً يمسك بصعوبة و..
-نيرة: ها، حلو كده؟
-مروان: كده ممتاز أوي.. بجد أنا مش مصدق الكرم اللي انتي فيه
-نيرة مبتسمة: عشان تعرف بس
أمسك مروان مقود القيادة بكلتا يديه، ثم نظر إلي نيرة بنظرات رومانسية، ثم غمز لها و...

-مروان غامزاً: طيب أكليهالي بقى
-نيرة: ايه؟
-مروان: دي فيها ايه غريب، أنا مركز في السواقة ومش هاعرف أسيب الدريكسيون وأخدها منك
-نيرة: لأ خدها بنفسك.. أنا مش هأكلك
-مروان بتحدي: خلاص، ولو حصلنا حاجة متزعليش.

رفع مروان يده عن مقود القيادة، ثم ترك السيارة تترنح قليلاً مما أفزع نيرة التي طلبت منه أن يقود السيارة جيداً وألا يتهور و...
-نيرة برعب: لألألأ... امسك الدريكسيون الله يخليك
-مروان ممدداً يده: هاتي البسكوتة
-نيرة بقلق: لألألأ..

-مروان: يا بنتي هاتيها خلينها أعرف أكلها بايدي
-نيرة: أنا هأكلهالك بس امسك الدريسكيون ده
-مروان وهو يهز رأسه: حـ... حاضر.

أمسك مروان بالمقود مرة أخرى، ثم مدت نيرة اصبعيها بقطعة البسكويت الصغيرة جدا وقربتهما من فم مروان الذي كاد أن يلتهم أصبعيها مع البسكويت.. حاولت نيرة أن تبعد أصابعها، ولكنه أمسك بمعصمها بيده، ثم قبل كل أصبع على حدا و...

-مروان وهو يقبل أصابعها: مووووووه
-نيرة: سيب ايدي
-مروان: مش قبل ما أدوق صوابع بنت زينب
-نيرة: يا سلام
-مروان: طبعاً.. ودي أحلى صوابع دوقتها في حياتي، بس تعرفي أحسن حاجة فيكي ان الواحد بيعرف يشتغلك
-نيرة: يعني ايه؟
-مروان: أنا مكنش ليا غرض في البسكوت ده أصلاً.. بس كان نفسي أبوس الايدين اللي ماسكاه، ودي كانت احلى طريقة عشان أعرف أعمل اللي انا عاوزه وبرضاكي
-نيرة: يوووه كل مرة بتضحك عليا كده
-مروان مبتسماً لها: أعمل ايه... ماهو أنا بحبك أوي!.

في احد الفنادق الشهيرة
كان سليم الكومي يتأكد من أن كل شيء يخص حفل الزفاف يسير على ما يرام، حيث قام بحجز قاعة الفندق، وجناح العرائس، وتأكد من وصول الدعاوي الخاصة بالحفل للجميع.. كما حجز مكاناً لندى في مركز التجميل الملحق بالفندق، وأيضاً في الاستديو الخاص بالتصوير الموجود به...

لم يغفل سليم عن اتمام الأوراق الخاصة بتأشيرات السفر لكلاً من يوسف وندى.. وتأكد من حجز مقاعد رجال الأعمال لهما في الطائرة... بالاضافة لاتمام الحجز الخاص بالفندق الذي سيمكثان فيه بدبي...

لم تكن عبير راضية عن تلك الزيجة، فمازال تأثير الماضي يدور في خلدها.. هي تظن أن ندى فتاة لعوب نجحت في الايقاع بابنها...

لم يهتم يوسف أو سليم بتفكير عبير هذا عن ندى.. فالأيام ستثبت أنها كانت على خطأ، وأن ندى هي الزوجة المثالية التي تنشدها أي أم لابنها...

انتهت ندى من شراء ما ينقصها، وساعدتها والدتها في ترتيب حقائب السفر، كان كل شيء تقريباً شبه جاهز.. لا ينقصهم الآن سوى وجود نيرة وزوجها وحضور حفل الزفاف...
-زينب: كل كده جاهز يا عروسة
-ندى: الحمدلله
-زينب: أنا جهزتلك الشنط بتاعتك اللي هتاخديها معاكي وانتي مسافرة دبي
-ندى: ماشي يا ماما
-زينب: احنا هنحصلك كمان يومين،نكون ظبطنا الدنيا كلها
-ندى: بأمر الله، بجد الواحد مفتقد نيرة في اليومين دول، كان زمانتها عاملة مهرجانات وهيصة وزمبليطة
-زينب: اه والله..

-ندى: ربنا يجبيها بالسلامة هي ومروان
-زينب: هما المفروض هايجوا النهاردة، مروان اتصل بأبوكي وقالوا ده
-ندى: طب الحمدلله، عشان تلحق تشوف هتعمل هي كمان ايه
-زينب: ايوه، وبعدين ماتنسيش انها عروسة جديدة، يعني لازم تتدلع وتتهنى مع جوزها
-ندى مبتسمة: صح يا ماما
-زينب: وانتي بكرة تبقى زيها كده يا قلب ماما
-ندى بخجل: أها
-زينب: الحمدلله ان ربنا رزقك وعوضك بواحد ابن حلال فعلاً، مايتخيرش عن صاحبه، ربنا يكفيكم شر العين
-ندى: يا رب أمين.. بالحق يا ماما هو حضرتك هتعزمي حد من الجيران ع الفرح؟

-زينب: قطعوا كلهم، ده مافيش حد فيهم يستاهل، وبعدين احنا مش ناقصين حسد ولا أر.. ده عينهم وحشة ويندب فيها رصاصة..
-ندى: ليه بس يا ماما
-زينب: لألألأ.. احنا كده كويسين أوي.. كفاية الشوية اللي أبوكي عازمهم..
-ندى: طيب.. اللي انتي عاوزاه يا ماما.. مش يالا بقى عشان احنا كده هنتأخر
-زينب: ايوه.. شوفي اختك خلصت ولا لأ
-ندى: حاضر.

في منزل مروان بالتجمع الخامس
وصل مروان بسيارته السوداء إلى منزل الزوجية في منطقة التجمع الخامس، كان سعيداً للغاية لأنه سيكون بصحبة زوجته نيرة فيه وللأبد...

لقد أعد مروان هذا المنزل على ذوقه الخاص.. واهتم بأن يكون مجهزاً بكل شيء، وفيه من وسائل الراحة ما يجعل الأعمال المنزلية لنيرة مريحة...

ترجلت نيرة من السيارة ونظرت إلى المبنى السكني الذي ستقطن به بنظرات اعجاب.. فهذه هي المرة الأولى بالنسبة لها التي ستدلف إلى سكنها الخاص وبصحبة زوجها الحبيب..
-مروان بصوت هاديء: حمدلله ع السلامة
-نيرة: الله يسلمك
-مروان: تعالي يا ناروو.. هوريكي بيتك
-نيرة: اوك.

اصطحب مروان نيرة من يدها إلى منزلهم.. دلفا إلى الأسانسير سوياً، أخرج مروان مفتاح المنزل من جيبه، ثم فتح الباب، طلب أولاً من نيرة أن..
-مروان: غمضي عينك
-نيرة: ليه؟
-مروان: غمضي بس
-نيرة: حاضر.

أغمضت نيرة عينيها نصف اغماضة، ولأن مروان لا يثق بها تماماً، فتولى هو مهمة اغلاق عينيها بيديه
-نيرة باستغراب: انت بتعمل ايه
-مروان وهو يضع يديه على عينيها: بغمضلك عينك
-نيرة: هو أنا هاغشك؟
-مروان: لأ طبعاً
-نيرة: أنا عاوزاك تثق فيا زي ما بثق فيك
-مروان: ماهو طول ما الموضوع فيه ثقة يبقى لازم اتأكد بنفسي!.

سارت نيرة ببطء وهي تمد كلتا يديها في الهواء تحاول تحسس طريقها للأمام، كان مروان يوجهها في سيرها إلى أن أصبحت في منتصف غرفة الاستقبال بمنزلهم، فأرخى يديه عن عينيها و..
-مروان: دلوقتي تقدري تفتحي عينك.

دعكت نيرة عينيها بعد أن فتحتها لتتأكد أنها لا تحلم
-نيرة بنظرات غير مصدقة: مش معقول..!.

وجدت نيرة كامل عائلتها في انتظارها في المنزل وبصحبتهم عائلة فهمي النقيب
-صلاح: حمدلله ع سلامتك يا بنتي
-زينب: وحشتني يا نارووو
-فاطيما: ايه رأيك في المفاجأة دي
-ندى: نارووو..
-فهمي: نورتي بيتك يا بنتي
-أحلام: مبروك يا بنتي وجودك في بيتك مع مروان حبيبي.

أسرعت نيرة وهي تفتح كلا ذراعيها إلى عائلتها لتضمهم جميعاً، فهي حقاً كانت تشتاق إليهم بدون استثناء..
بينما توجه مروان هو الأخر لعائلته لكي يسلم عليهم...
-ندى: مروان جوزك عليه حبة مفاجأت حلوة صح؟
-نيرة: جدااااا جداااا
-زينب: وشك منور يا بت، هو الجواز بيحلي كده
-صلاح: بس يا زينب، سيبي البت في حالها
-نيرة: وحشتني أوي يا بابا
-صلاح: وانتي كمان يا عفريتة...

-فهمي بصوت خافت: بصراحة يا بني انت مافيش زيك
-مروان: لا والله في، بس اللي يقدر
-أحلام: ربنا يهنيك يا حبيبي، ده باين على مراتك انها فرحانة اوي باللي عملته
-مروان وهو ينظر لنيرة: انا بفرح لفرحها يا أمي..
-فهمي: المهم عاوزين واد عفريت صغير يتنطط هنا كده حوالينا
-مروان: ربنا يكرمنا ان شاء الله
-أحلام: ربنا يكرمك يا حبيبي بالذرية الصالحة
-مروان: يااااا رب...

دق جرس الباب، فأسرع مروان لفتحه و...
ترررررررررررن ترررررررن
-مروان: انا اللي هافتح، خليكوا زي ما انتو
-فهمي: طيب يا ابني.

فتح مروان الباب ليرحب بأخر الضيوف في منزله..
-مروان بصوت عالي: جووو.. منور يا عريس منزلي المتواضع
-يوسف وهو يحتضنه: منور بوجودك يا ماروو.. الجماعة جوم
-مروان: الكل هنا
-يوسف: طب حلو
-مروان: اومال فين الوالد والوالدة؟

-يوسف: جايين ورايا
-مروان وهو يمعن النظر أمامه: اهوم وصلوا.. منور يا عمي بيتي الصغير ده
-سليم: صغير ايه بس، ده بسم الله ما شاء الله جمييل، المهم ازيك يا عريسنا، اخبار الجواز ايه معاك؟
-مروان: الحمدلله مية مية
-سليم مبتسماً: يستاهل الحمد
-عبير: مبروك يا مارو.. ربنا يسعدك يا بني
-مروان: الله يبارك فيكي يا طنط.. اتفضلي.

دلفت عائلة سليم الكومي هي الأخرى لداخل المنزل لتتفاجيء عبير بوجود ندى وعائلتها، اقفهر وجهها على الفور، وارتسمت ملامح الضيق وتبدلت بالعبوس والامتعاض...

في حين ارتسمت البسمة والسعادة على وجه ندى حينما رأت زوجها المرتقب يوسف.. كانت ندى تبادله نظرات خاطفة وعاشقة، وكان هو يبادلها الغمزات والاشارات ذات المعنى فتطرق برأسها في خجل...

لاحظت زينب هذا التغير السريع في حماة ابنتها فأدركت أن هناك خطباً ما.. لذا طلبت التحدث معها على انفراد و..
-زينب: ممكن أتكلم معاكي شوية يا عبير هانم
-عبير على مضض: خير
-زينب: كل خير ان شاء الله
-عبير بضيق: اوك.

وقفت كلاً من زينب وعبير على جنب وبعيداً عن الأخير لتتحدثا سوياً و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة