قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الرابع

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الرابع

في الشاليه الخاص بعائلة صلاح الدسوقي
جلس صلاح مع زوجته يتحدثان سوياً حول أخر المستجدات.. كان صلاح في حيرة من أمره، فمنذ أن علم أن مروان وأبيه يريدان اصلاح ما تسببا فيه له وهو يفكر ملياً.. هو لا يريد أن يكرر تلك المأساة مرة أخرى، ولكن في نفس الوقت وجد جدية مفرطة من مروان ووالده في تلك المسألة، بالاضافة إلى رغبة مروان الشديدة في تعويضه هو وكل أفراد عائلته عن الأيام الصعبة التي مروا بها.

-صلاح: والله أنا خايف من الجوازة دي يا زينب
-زينب: بس الواد وابوه ناويين يعوضونا عن اللي فات
-صلاح: مش عارف، أنا مش مرتاح، أنا بفكر أرفض الطلب ده ومافيش داعي للمشاكل، ولا نسيتي اللي حصل قبل كده لما استعجلنا مع ندى.

حاولت زينب أن تثنيه عن قراره بـ...
-زينب: اللي حصل مع ندى استحالة يتكرر تاني، احنا مكوناش نعرف علاء ده ع حقيقته، والله أعلم باللي حصله أصلاً.. احنا منعرفش عنه حاجة من وقتها
-صلاح: ايوه، وده يخليني أفكر ألف مرة قبل ما افكر أجوز بنت من بناتي
-زينب: بس مروان ده غير اللي ما يتسمى، راجل وابن أصول، ومتربي.

-صلاح: بصي.. أنا مش هادي رأي في الموضوع ده دلوقتي إلا لما أقعد معاه ومع أبوه، لازم قبل ما نبدأ من أول وجديد نتصافى في القديم
-زينب: حقك يا حاج
-صلاح: أنا منكرش ان لولا اللي حصل ده مكونتش وصلت للي أنا فيه الوقتي، بس في نفس الوقت الموضوع ده أثر جامد ع بناتي، وانا مش هاستحمل حاجة تحصلهم تاني
-زينب: احنا هناخد وقتنا ونشوف الموضوع هيرسى ع ايه
-صلاح: طيب.

تسللت فاطيما من الشاليه الخاص بعائلتها واتجهت إلى شاليه مروان لكي تبلغه بأمر وصول والدها وندى.. فهي قد وعدته بإبلاغه بأي جديد، وها هي تنفذ ما طُلب منها..
وقفت فاطيما أسفل التراس، وظلت تنادي بصوت شبه هامس لعل مروان يسمعها و..
-فاطيما وهي تتلفتحولها وتنادي بصوت هامس: مـــروان... مــروان.. بِسسس.

كانت فاطيما تتلفت حولها بين الحين والأخر لتتأكد من عدم متابعة أي فرد من عائلتها لها..
-فاطيما بصوت خافت: مــروان، انت موجود.. مــ...ر..و..ان.

ثم سمعت فاطيما صوت نافذة ما تفتح فتنهدت بارتياح و...
-فاطيما: الحمدلله انك موجود يا مروان، انا جيت جري عشان كنت عاوزة أقولـ... آآآآ...

صمتت فاطيما عن الكلام حينما رأت سيدة ما راقية وجميلة –على الرغم من كبر عمرها – تدلف من التراس وتنظر لها برقة.. تأملت السيدة أحلام تلك الفتاة الصغيرة التي تقف في الخارج وتنادي على ولدها.. تسائلت في نفسها عن كنية تلك الفتاة و..
-أحلام: انتي عاوزة مروان
-فاطيما بتردد: آآآآ...
-احلام وهي تبتسم: أنا مامته، انتي مين بقى؟

-فاطيما بتردد: آآآ.. أنا.. أنا.. طب هاجيله وقت تاني
-أحلام: لأ استني ماتمشيش، هو زمانته جاي، بيجيب بس حاجة وهيرجع تاني ع طول.. تعالي عندنا شوية
-فاطيما وهي تدير رأسها للخلف لتبتعد: لأ.. وقت تاني، عن اذن حضرتك
-أحلام: بس انتي ماقولتيش اسمك ايه
-فاطيما وقد وقفت في مكانها: ممم... قوليله طمطم جت هنا
-أحلام باستغراب: طمطم!

-فاطيما: اه.. اخت نيرة
-أحلام بنبرة أعلى قليلاً: انتي اخت نيرة اللي بيحبها مروان
-فاطيما فاغرة شفتيها: هـــاه.. هو.. هو قال لحضرتك
-أحلام: طبعا، مش أنا مامته
-فاطيما باحراج: أه صح... طب عن اذنك
-أحلام: مش عاوزاني أبلغه طيب بحاجة.

فكرت فاطيما قليلاً في أمر اخبارها بوصول أبيها وعودته من الخارج، ترددت هل تبلغها بهذا أم لا، هي لا تعلم تلك السيدة جيداً، ولكنها في نفس الوقت والدته وعلى علم بمسألة زواج ابنها، ثم حسمت أمرها بـ..
-فاطيما: آآآ... ممكن بس تقوليله بابا جه
-احلام: هــاه، باباكي جه
-فاطيما: ايوه، وسلام بقى عشان أنا كده اتأخرت.

أسرعت فاطيما في خطاها لكي تعود إلى الشاليه الخاص بعائلتها دون أن يلاحظ أي أحد غيابها، بينما ظلت أحلام واقفة في مكانها و...
-أحلام: أبو نيرة رجع! لازم فهمي يعرف بده..!.

دلفت أحلام لداخل الشاليه لتبلغ زوجها بهذا الأمر لكي يكون على استعداد تام لمقابلته في أي وقت.

وصل يوسف وعائلته إلى القرية السياحية، كان قبلها قد أبلغ مروان يوسف هاتفياً بأمر وصول ندى ووالدها للقرية.. فأسرع يوسف في اتمام انهاء كل شيء والسفر على الفور إلى القرية السياحية.

وحينما وصل يوسف للقرية وجد مروان صديقه ينتظره في الاستقبال و..
-مروان وهو يحتضن يوسف: حمدلله ع السلامة يا جوو
-يوسف: الله يسلمك يا ماروو، ها ايه الجديد
-مروان: اصبر ع رزقك.. احنا مقطوعين هنا مش ورانا حاجة، وبعدين خليني أسلم ع الحاج والحاجة الأول، وبعديها هنتكلم
-يوسف: أه صح.

رحب مروان بوالدي يوسف، ثم أوصلهما مع يوسف للشاليه الخاص بهم.. ثم سحب يوسف مروان من ذراعه على جنب و...
-يوسف: ها قولي، ايه الاخبار
-مروان: زي ما قوتلك ع الفون، ندى جت مع أبوها
-يوسف: شوفتها
-مروان: لأ
-يوسف بلهفة: طب أنا عاوز أشوفها حالاً
-مروان: لأ اهدى كده، احنا هنا عاوزين نظبط الدنيا مش نعكها.. وماتنساش ان في مشاكل قديمة مع أبوها، واحنا عاوزين نحلها الأول
-يوسف: مش قادر، أنا هاموت من ساعة ما عرفت انها جاية، فمابالك انها موجودة هنا وجمبي
-مروان: اصبر.. وهاتشوفها
-يوسف: يااا رب.

حان موعد الغذاء فتوجه صلاح الدسوقي مع عائلته إلى المطعم، رفضت ندى الخروج معهم وتحججت بأنها متعبة من السفر، وتود أن ترتاح قليلاً، في حين أصرت نيرة على الذهاب لتكون على رأس الحدث إذا ما جد جديد فيما يخصها..
-صلاح: هاتكلوا ايه
-زينب: اي حاجة
-فاطيما: انا عاوزة فراخ مشوية
-زينب: طب ما ناكل سمك أحسن
-نيرة: أنا هاكل جمبري
-صلاح: شوفوا كل واحد عاوز ايه وانا هخلي الجرسون يجيبه.

بالفعل طلب الجميع ما يريدون من طعام.. وأبلغ صلاح النادل بطلباتهم...

في نفس الوقت تقريباً وصل مروان وعائلته إلى المطعم.. لمح مروان من بعيد نيرة وهي جالسة بجوار اختها فابتسم بعفوية، ثم وجد أبيها جالساً ومعه زوجته، فمال قليلاً على والده فهمي وهمس في أذنه بـ...
-مروان بصوت هامس: بابا، الاستاذ صلاح وعيلته موجودين هنا
-فهمي وهو يبحث بعينيه عنهم: فين؟
-مروان وهو يشير برأسه: هناك يا بابا.

-فهمي: أها... طب يالا نروحلهم
-مروان: بيتهيألي نستنى اما يتغدوا الأول وبعدين نروحلهم
-أحلام: مروان بيتكلم صح يا فهمي
-فهمي: أنا عاوز أخلص يا أحلام من الحمل اللي أنا شايله، انتي مش متخيلة شعوري بالذنب واني خربت بيتهم كان عامل فيا ايه
-احلام: كلها حبة وهترتاح يا فهمي، تعالى نطلب احنا الأكل وبعدها ربنا يسهل
-فهمي مستسلماً: طيب.

بالفعل جلست عائلة النقيب على بعد، وبدأوا في تناول الطعام الذي طلبوه...

توجه يوسف إلى مكتب الاستعلامات الملحق بالقرية السياحية ليستعلم منها عن مكان شاليه عائلة صلاح الدسوقي، وبالفعل أعطاه الموظف رقم الشاليه، فأسرع يوسف الخطى إليه...

كان قلبه يسبقه إلى ذلك المكان، وكأنه يعرف الطريق إلى حبه الضائع.. كم كان ينتظر هذا اليوم الذي يلقى فيه حبيبة قلبه.. مرت السنون عليه وهو يعاني آلم فراقها المفاجيء، هي لم تودعه، هي لم تتركه، ولكن بسبب ما حدث من قبل تركته رغماً عنها...

وصل يوسف إلى الشاليه وقلبه يخفق بسرعة رهيبة، يكاد لا يسمع إلا صوت تلك الدقات التي تخترق أذنيه...

طرق يوسف الباب وانتظر.. خفق قلبه بشدة حينما سمع صوت ندى يأتي من الداخل و..
-ندى: حاضر.. جاية.

-ندى في نفسها: هما لحقوا يرجعوا بالسرعة دي...

فتحت ندى الباب لتتفاجيء بيوسف واقفاً أمامها، لم تصدق عينيها حينما رأته، ظنت أنها تتوهم هذا، شردت في ملامحه التي حفرت في ذاكرتها قبل أعوام، ظلت صامتة لبرهة إلى أن قطع هذا الصمت بـ...

-يوسف: حمدلله ع السلامة، وحشتيني يا عمري كله
-ندى بدهشة وصدمة: آآآ... انت...
-يوسف بصوت هاديء: خدتي قلبي معاكي يوم ما سبتيني..
-ندى: هــاه
-يوسف بنبرة ناعمة: من غير وجودك حياتي كان ما يعلم بيها إلا ربنا
-ندى: آآآ...
-يوسف: أنا مش هاسيبك تبعدي عني تاني.

لم تتخيل ندى أنها ستستمع إلى تلك الكلمات الرومانسية من يوسف مرة أخرى، كانت قد بدأت تشرد في ذكرياتها القديمة معه، ولكنها أعادت نفسها للواقع مرة أخرى...

حاولت أن تغلق الباب بقوة في وجهه، ولكنه وضع قدمه ليمنعها من ذلك و..
-يوسف: ندى استني، أنا لسه مخلصتش كلامي
-ندى وهي تصر على غلق الباب: بعد اذنك
-يوسف بإصرار: أرجوكي يا ندى، اسمعيني، أنا مش هامشي من هنا غير لما تسمعيني الأول.

دفع يوسف الباب بكل قوته لكي يفتحه، مما جعل ندى تتراجع للخلف على اثر الدفعة...

دلف يوسف إلى داخل الشاليه وأغلق الباب خلفه، ثم بدأ يقترب رويداً رويداً منها، بينما كانت هي تتراجع إلى الخلف و..
-يوسف وهو يقترب منها: أنا أسف يا ندى، بس مش هاقدر أسيبك تبعدي عني تاني
-ندى وهي تتراجع للخلف: اطلع برا
-يوسف باصرار: مش قبل ما تسمعيني، ندى غصب عني ان اسيبك تمشي، انتي لو تعرفي اللي حصل هتعذريني بجد
-ندى برجاء: من فضلك أمشي
-يوسف: ندى انتي مش متخيلة أنا كنت عايش في جحيم ازاي وانتي بعيدة عني
-ندى وهي تشير بيدها ناحية: أرجوك اطلع برا.

رأى يوسف يد ندى الممدودة فلم يمهل نفسه فرصة للتفكير وإنما أمسك بيدها ثم جذبها بقوة إليه لتكون بين أحضانه، ووضع يده الاخرى حول خصرها ليضمها أكثر إليه...
اضطربت ندى على الفور وتملكها التوتر الشديد، ازدادت دقات قلبها، وتسارعت أنفاسها مع كل لمسة من يوسف لها...
مسح يوسف بيده على شعرها، ثم عبث بخصلات شعرها بأطراف أصابعه، وظل ينظر إليها بتمعن وبتفحص وكأنه يريد أن تحفر ملامحها للأبد في ذاكرته و..
-يوسف وهي يتأملها عن قرب: أنا مش هاسيبك تبعدي عني تاني
-ندى والتوتر يعتريها: آآآ...
-يوسف: أنا بحبك أوي يا ندى.. بعشق كل حاجة فيكي.

مال يوسف قليلاً على ندى، ثم همس في أذنيها بصوت ناعم عميق أثار القشعريرة في أوصالها و...
-يوسف بصوت هامس: وقريب أوي هاتكوني في بيتي.. وآآآ.. وهنبدأ حياتنا سوا.

ثم ترك يوسف ندى وأمسك فقط بيدها، ورفعها إلى شفتيه لكي يقبل كفها برومانسية شديدة و..
-يوسف بنظرات عاشقة: جهزي نفسك يا أحلى عروسة لأحلى أيام جاية.

تركها يوسف وهي شبه مصدومة مما حدث للتو، وفتح الباب وانصرف...

كانت ندى مضطربة، متوترة، مرتعدة، خائفة، لم تعد تعرف ماذا تريد.. هي تفاجئت بوجوده أمامها، لم يكن مجرد وهم أو خيال عابر في مخيلتها، هو بالفعل قد جاء إليها، وهي كانت قبل قليلة في أحضانه، لقد ارتبكت أمام بريق عينيه، أما سحر كلماته، أسرها مرة أخرى، وبالتالي لم تعد قادرة على التحكم في مشاعرها...

هي تريد أن تكون قوية أمامه، ولكن بكلمة واحدة فقط منه تنهار حصونها...
لقد وعدها بأنها ستكون قريباً في بيته كزوجة وحبيبة، كلماته تلك ووعده لها جعلتها تبتسم بعفوية، خاصة حينما تذكرت لمسه لخصلات شعرها...

عادت ندى مرة أخرى إلى رشدها حينما تذكرت أنها ليست كما كانت، تميل للكلمات العذبة، الحب فقط موجود في الروايات، وليس في الواقع، التجربة التي مرت عائلتها به تركت أثرها عليهم جميعاً.. لذا لن يكون الأمر هين...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة