قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الخامس

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الخامس

في المطعم الملحق بالقرية السياحية
انتهت عائلة صلاح الدسوقي من تناول الطعام، نهض صلاح من مكانه ليتوجه إلى المرحاض، وهناك تفاجيء بوجود أخر من كان يتوقع أن يلقاه في القرية..
-صلاح بصدمة: عـ.. علاء!
-علاء: ازيك يا استاذ صلاح؟ كويس ان حضرتك لسه فاكرني
-صلاح والدهشة تعتريه: انت.. انت بتعمل ايه هنا؟
-علاء: أنا بشتغل هنا في القرية
-صلاح باستغراب: ايه؟ بتشتغل هنا؟
-علاء: أه ماسك الحسابات هنا
-صلاح بضيق: وليك عين تقف وتكلمني بعد اللي حصل وعملته في بنتي.

كان صلاح على وشك الاعتداء بالضرب على علاء، ولكن تصدى له علاء وحاول تفادي ضرباته وتهدئته و...
-علاء: اسمعني بس يا استاذ صلاح
-صلاح: اسمع منك ايه؟ انت فاكرني هاسيبك.. ده انا كنت مستني الفرصة اللي أعرفك فيها مقامك وأخد حق بنتي منك يا جبان يا كلب!
-علاء: اهدى بس واسمعني
-صلاح: أنا مش هاهدى إلا لما أولع فيك يا نجس
-علاء: من فضلك بس.. ارجوك.

حاول علاء بكل قوة أن يمسك يدي صلاح ويمنعه من الاقتراب منه، ورغم هذا استطاع صلاح أن يلكمه ويلكزه
-صلاح: مفكر ان عملتك دي أنا نسيتها، لأ انت بتحلم.. ده انا اللي حاشني عنك بنتي وأمها، بس مش سايبك برضوه، لازم اخد حقي منك
-علاء وهو يكبله: حضرتك مش محتاج تاخده، ربنا خدلك حق ندى مني
-صلاح وهو يقاومه: هه، آآآي.. اوعى.

-علاء موضحاً: انا اتعرضت لحادثة سرقة واضربت بالمطواة، وفضلت مرمي في الشارع زي كلاب السكك ماليش متوى، لحد ما حد ابن حلال لحقني، ورقدت في المستشفى بين الحياة والموت
-صلاح وهو يمط شفتيه: مم.. تستاهل، اياكش كان خلص عليك
-علاء ببرود: حقك تقول اكتر من كده، بس أنا بعدها اعدت في البيت فترة، ونقلت شغلي لاسكندرية، واشتغلت أخر النهار في كام قرية سياحية لحد ما آآآ...
-صلاح مقاطعاً: أنا مش عاوز أسمع قصة حياتك، اياكش تولع حتى، انت اصلا معملتش اعتبار لا ليا ولا لحرمة البيت اللي انت دخلته..!.

في المطعم
انتهى فهمي من تناول الطعام، فاستأذن ليذهب إلى المرحاض ليغسل يديه، بينما ظل مروان مع والدته السيدة أحلام و..
-فهمي وهو يمسح فمه بمنديل الطعام: الحمدلله، أنا شعبت
-أحلام وهي ناظرة إليه: ده انت لسه مخلصتش حاجة
-فهمي وقد نهض: لألأ.. كفاية كده، أنا هاقوم أغسل ايدي وأرجع
-أحلام: اوك.. كمل أكلك يا مروان
-مروان: حاضر.

تأكد مروان من انصراف والده، ثم استأذن والدته لكي يسلم على نيرة وعائلتها و..
-مروان وقد نهض عن مكانه: معلش يا ماما هاروح أسلم على نيرة وعيلتها
-أحلام مبتسمة: ممم.. ماشي يا حبيبي، بس متتأخرش
-مروان بفرحة: ع طول يا ماما
-أحلام: ربنا يسعدك يا مارووو.

توجه مروان إلى الطاولة التي تجلس عليها عائلة نيرة وهو واثق الخطى، وقف أمام السيدة زينب ثم بدأ بالرتحاب بها، كانت نيرة منشغلة بتناول الجمبري الذي طلبته فلم تعره الانتباه و..
-مروان بصوت دافيء: سلامو عليكم يا مدام زينب
-زينب وهي تنظر إليه: وعليكم السلام..
-مروان: ازي حضرتك
-زينب: الحمدلله بخير
-مروان: يستاهل الحمد، وازي الاستاذ صلاح؟

-زينب: بخير يا بني
-فاطيما: ازيك يا مروان
-مروان: تمام يا طمطم
-زينب: انت لسه بتناديها طمطم، ده احنا بقالنا زمن بنقولها توتا
-مروان مبتسماً: لأ انا لسه
-فاطيما: مروان الوحيد اللي أنا عملاله استثناء
-مروان: تسلميلي يا طمطم...

ظلت نيرة صامتة لا تتفوه بشيء، فقط تكتفي بالنظر إلى طعامها وتتناوله دون أي اكتراث لمروان، مما جعله يتوجه بالحديث لها و..
-مروان وهو يتنحنح: احم... آآآ... ازيك يا آنسة نيرة
-نيرة وهي تمط شفتيها: هه
- مروان: واضح انك مشغولة في الأكل
-فاطيما متدخلة في الحوار: أصل نيرة بتموت في الجمبري، بتعشقه، فاستحالة حاجة تشغلها عنه
-زينب: ههههههههههه صحيح
-مروان: لأ ماهو باين اهوو.

وفجــأة توقف نيرة عن تناول الطعام، وتركت ما في يدها، وفتحت فمها وكأنها تود قول شيء ما، ولكن لا تستطيع، أمسكت نيرة بيد أختها فاطيما الجالسة بجوارها، فاستغربت فاطيما لتلك الحركة، ونظرت إليها فاطيما باستغراب..
-نيرة بنظرات جاحظة وفم مفتوح: آآ...
-فاطيما: في ايه يا نارووو
-نيرة وهي تقبض على يد اختها بقوة: آآآ... آآ
-فاطيما: في ايه مالك؟ عاوزة ايه؟.

لاحظت زينب وجود مشكلة مع نيرة ابنتها، وكذلك مروان.. حاولت زينب أن تفهم من ابنتها ما الذي تعانيه و...
-زينب: مالك يا نيرة؟ عاوزة ايه؟ ما تكلمي يا بت؟
-فاطيما: في حاجة وجعاكي
-مروان بقلق: نيرة انتي كويسة؟
-نيرة وهي تكاد تختنق: آآ...

في المرحاض الملحق بالمطعم
دلف فهمي إلى داخل المرحاض ليتفاجيء بوجود صلاح ومعه شخص ما بالداخل يتشاجران سويا، ووجد علاء ممسكاً بصلاح ويحاول تقييد حركته، فتدخل على الفور و..
-فهمي: الله! ايه ده
-علاء بغيظ: يا استاذ صلاح، اهدى بقى
-صلاح بحدة: سيبني يا بن الـ****، ده انا هاطلع مـ*******
-فهمي بقلق: استاذ صلاح، خلي بالك.

تدخل فهمي في المشاجرة وحاول تحرير صلاح من قبضة علاء الذي برر موقفه بانه كان يدافع عن نفسه و...
-فهمي وهو يدفعه: انت اتجننت يا اخ أنت، فين الـ security اللي هنا
-علاء وهو يتراجع للخلف: يا حضرت محصلش حاجة، أنا.. أنا بس
-صلاح مقاطعاً: انا مش هاسكت عنك يا جبان
-علاء: والله أنا غرضي كان شريف، أنا.. أنا كنت عاوز اعتذرلك عن اللي حصل زمان
-فهمي: امشي من هنا
-صلاح: واعتذارك مش مقبول، أنا ممكن أسامح في أي حاجة إلا اللي يمس عرض بناتي.

انصرف علاء من المرحاض وهو يتعهد بــ...
-علاء وهو يتجه للخارج: بس أنا مصمم اني أعتذر لبنت حضرتك، ومش هتنازل عن اني اعمل ده!.

في المطعم
تركت نيرة يد أختها فاطيما، ثم بدأت في وضع كلتا يديها تلقائياً حول رقبتها وكأنها تخنق نفسها...
( علامة الاختناق الدولية هي وضع كلتا اليدين حول الرقبة، وكأنك تخنق نفسك بنفسك لكي تجذب الانتباه لمن هم متواجدين حولك بأنك تختنق ).

-نيرة ولونها أصبح شاحباً: آآآ...
-فاطيما: طب فهميني في ايه؟
-زينب: مالك يا بت؟ ما تردي علينا؟.

بدأ وجه نيرة في الشحوب، وشفتيها في الازرقاق، أدرك مروان بالفعل أن نيرة تختنق، فدار حول الطاولة بسرعة فائقة ثم اتجه لمقعدها، وجذبها بسرعة من عليه..
-مروان برعب: نيـــرة! دي.. دي بتتخنق.

وقف مروان خلف نيرة بعد أن جذبها من مقعدها، ثم وضع قدمه اليمني بين رجليها، ووضع قدمه اليسرى للخلف وثبتها جيداً.. قام بلف أحد ذراعيه حولها بعد أن كور قبضة يده ووضعها فوق سرة بطنها بمسافة بسيطة، ثم وضع كف يده الأخر على قبضته المتكورة وأحكم قبضته جيداً، وبدأ في تحريك كلتا قبضتي يده بقوة إلى داخل معدتها مع رفعهما قليلاً لأعلى، وظل يضغط هكذا عدة مرات متتالية...

تملك الرعب كلاً من زينب وفاطيما حينما أدركتا أخيرا أن نيرة تختنق، ظلت زينب تدعو الله أن ينقذ ابنتها، بينما بدأت الدموع تترقق في عيني فاطيما و...
-زينب بلهفة: بنتي، حد يلحق بنتي، يااا رب نجيها
-فاطيما والعبرات تترقرق بها: نارووو.

لمحت أحلام من بعيد ما يحدث أمام طاولة عائلة صلاح الدسوقي، فنهضت من مكانها مسرعة وتوجهت إليهم و...
-أحلام بقلق: يا ساتر يا رب، هو في ايه؟

كانت نيرة مع كل انتفاضة وحركة من مروان تحاول أن تتنفس، ولكنها لم تستطع، لأن قطعة الطعام قد وقفت في قصبتها الهوائية وسدت مجرى الهواء، وبالتالي كانت عاجزة تماماً عن التنفس، لقد كانت تعاني الكثير، ولكن مروان لم يتوقف عما يفعل، ورغم أنه كان يضغط بقوة على معدتها إلا أنه يعلم ان هذه هي الطريقة الوحيدة لانقاذها...

وفجــأة قذفت نيرة من فمها قطعة الطعام المحشورة في قصبتها الهوائية، ثم بدأت في الكح، و تنفست من جديد و...
-نيرة:كح.. كح... آآ.. كح
-مروان بارتياح: الحمدلله، الحمدلله
-فاطيما: نــاروووو
-زينب: بنتي!.

كرد فعل طبيعي حينما يقذف الشخص المختنق الطعام أو الشيء المتواجد في داخل قصبته الهوائية، تكون مسافته حوالي 7 متر تقريباً

في نفس التوقيت كان علاء خارجاً من المرحاض فتفاجيء بشيء ما يصطدم بوجهه، فانزعج على الفور و..
-علاء بقرف: ايه القرف ده؟ والله ما سايب اللي عمل الحركة البيئة دي.

كان على وشك التشاجر مع من قذفه بالطعام، ولكنه لمح باقي عائلة صلاح الدسوقي ومعهم شخص ما يسند نيرة.. فأدرك أن المواجهة لن تكون محمودة النتائج وخاصة أن يعرف ذاك الشخص مسبقاً، لذا تجاهل الأمر وابتعد في ضيق..
-علاء في نفسه على مضض: دي بقية العيلة، اوووبا، لأ مش وقت خناقات وشكل، أحسن حاجة اعملها أمشي الوقتي من خلقتهم، وبعد كده نبقى نتفاهم، وخصوصاً إن معاهم الواد ده.. وأنا عارفه غبي زي صاحبه...!.

في المرحاض الملحق بالمطعم
وقف فهمي بجوار صلاح يعاونه في ترتيب هندامه، تردد قبل أن يتحدث معه، ولكن ليس هناك مفر من الحديث و...
-فهمي بتردد: آآآ... ازيك يا أستاذ صلاح
-صلاح: الحمدلله يا فهمي بيه
-فهمي: أنا.. أنا
-صلاح: مافيش داعي تقول حاجة يا فهمي بيه، أنا مقدر مساعدتك ليا وشاكر فضلك، وأظن ان مافيش داعي تتعب نفسك وتقول حاجة تانية زيادة، كتر خيرك ع كده.

أخذ فهمي نفساً عميقاً يستجمع به قوته لكي يخبر صلاح بما يثقل صدره منذ أعوام و...
-فهمي: استاذ صلاح!.. أنا أسف عن كل حاجة عملتها فيك وفي عيلتك، أنا عارف ان أسفي ده مش هايغير حاجة من اللي حصلت، بس أنا والله حاولت كتير أوصلك وأعوضك عن اللي فات، لكن كان متأخر.

-صلاح: قدر الله وما شاء فعل.
-فهمي: ونعم بالله، بس أنا ظلمتك ظلم بيّن، وربنا كان هينتقم مني بسبب اللي عملته فيك.. ابني مروان كان هيروح ضحية ظلمي ليك
-صلاح: مافيش داعي يا فهمي بيه تقول أي مبررات، خلاص كل واحد راح لحاله، وربنا أراد ان ده يحصل، والحمدلله ربنا عوضني خير وأحوالي بقت أفضل
-فهمي: ونعم بالله، بس ده مايمنعش ان ليك حق عندي
-صلاح: كتر خيرك، أنا متنازل عنه، عن اذنك.

كان صلاح متجهاً إلى باب المرحاض حينما أسرع إليه فهمي ليوقفه ويكمل معه حديث بــ...
-فهمي: اسمعني يا استاذ صلاح للأخر، أنا لما معرفتش أوصلك فتحتلك حساب في البنك وحطيت فيه فلوس بقيمة الخساير اللي سببتهالك، ودخلتلك بأصل المال في كذا مشروع، وبفضل الله المشاريع دي جابت أرباح واضافت على أصل المال وزودته
-صلاح باستغراب وفاغراً فاه: هــاه.. ايه؟

-فهمي: كل الفلوس دي بتاعتك وبتاعة بناتك.. هما أمانة عندي وكنت بدعي ربنا انه يمد في عمري لحد ما أرجعهوملك تاني
-صلاح بدهشة: انت بتكلم جد
-فهمي: ايوه، وابني مروان عارف ده كويس، وكمان الشقة بتاعتك هو اشتراها وفضل محافظ عليها لحد ما يسلمها لنيرة بنتك مهر ليها!
-صلاح: ممم...
-فهمي: اظن انت عارف من زمان أد ايه مروان ابني بيحب بنتك نيرة، وبيعشقها
-صلاح: أها
-فهمي: مروان ابني كان السبب في اني أتغير، واني أقرب اكتر من ربنا واحاول أصلح الغلط اللي عملته، رغم ان في غلطات ماينفعش تصلح، لكن أنا صممت أعمل اللي ربنا يقدرني عليه
-صلاح: ممم..

-فهمي: وأنا دلوقتي عاوز أسلمك الأمانة اللي ليك عندي، وعاوز أطلب ايد بنتك نيرة لمروان ابني!
-صلاح: بس يا فهمي بيه الكلام في الـ...آآآآ
-فهمي مقاطعاً: أنا مش هاقبل انك ترفض وتكسر بخاطر الولاد
-صلاح والابتسامة تعلو ثغره: لأ مش كده، بس ماينفعش تخطب البت واحنا واقفين كده في الحمام، ولا رأيك ايه؟
-فهمي وهو ينظر حوله ضاحكاً: هههههههه، لأ في دي عندك حق!.

في المطعم
بدأت نيرة تتنفس من جديد بصورة شبه طبيعية، ظلت منحنية قليلاً للأسفل، وهي تشرق قليلاً، ربت مروان بخفة على ظهرها و..
-نيرة: آآ.. كح... كح
-مروان: انتي كويسة؟
-نيرة وهي توميء برأسها: أها.. كـــح.. آآآ
-زينب: هاتي شوية مياه لأختك بسرعة يا توتا
-فاطيما: حاضر يا ماما، بس أطمن عليها الأول
-زينب: الحمد لله ان ربنا نجاكي، مش تاخدي بالك وانتي بتاكلي يا نيرة.

وصلت أحلام إلى الطاولة، ووقفت تشاهد ما يحدث، ثم بعد أن اطمئنت على نجاة الفتاة، بدأت أحلام في الحديث و...
-أحلام متسائلة: خير يا جماعة؟ في ايه اللي حصل؟ مروان في ايه
-فاطيما باستغراب: الله! حضرتك!
-زينب وهي تشير بيدها: بنتي كانت بتتخنق بس الحمدلله الشاب ده أنقذها
-أحلام: ده مروان ابني.

-زينب مبتسمة: هو انتي مامته، ربنا يباركلك فيه
-احلام وهي تنظر لفاطيما: الله يخليكي يا رب، ازيك يا أمورة
-فاطيما: ازي حضرتك يا أنطي
-زينب متعجبة وهي تنظر لأحلام: هو انتي تعرفي توتا بنتي؟
-أحلام: اه شوفتها قبل كده هنا
-زينب: أهــا

مال مروان قليلاً على نيرة هامساً في اذنيها بــ...
-مروان بصوت هامس: لولا اللي حصل ده، كنت وريتي شغلك
-نيرة باستغراب وهي تحدق فيه: نعم؟
-مروان: ايه الجيبة الضيقة دي اللي انتي لابسها، قريب هتحصل اللي اتقطعوا.

اعتدلت نيرة في وقفتها، ناظرة لمروان بحنق وضيق، قم بصوت كله تحدي وثقة قالت..
-نيرة بنبرة تحدي: طب ايه رأيك بقى مش هالبس إلا دي طالما مضايقاك اوي
-مروان: بلاش تتحديني.

-زينب: هاتي لأختك مياه يا توتا
-فاطيما: حاضر على طول، عن اذنك يا أنطي
أسرعت فاطيما باحضار كوب من المياه لأختها لكي تشربه، وقاطعت نظرات التحدي بين الاثنين و..
-فاطيما: اتفضلي يا ناروو
-مروان بنظرات صارمة: اشربي
-نيرة وهي تنظر إليه بنظرات تحدي: شكراً يا توتا، انا مش عاوزة.

تجاذبت زينب مع أحلام أطراف الحديث بعد أن اطمأنت على ابنتها و..
-أحلام: ابني مروان بيشكر فيكو من زمان أوي
-زينب: الحق يتقال هو محترم
-أحلام بخجل: الله يخليكي، ده بس من ذوقك
-زينب: متقوليش كده
-أحلام بتردد: احم.. أنا عارفة ان فهمي جوزي كان اتسبب في المشاكل اللي حصلتلكم، بس صدقيني والله هو اتغير بعد حادثة مروان وآآآ...

-زينب مقاطعة: مروان حكالي ع كل حاجة
-أحلام: ده مابيضيعش وقته
-زينب بابتسامة فرحة: ايوه..
-احلام: ربنا يقدم اللي فيه الخير ليه ولبنتك.. وحمدلله ع سلامتها
-زينب: ده أنا نسيتها، معلش الكلام خدني
-أحلام: ولا يهمك
-زينب: تعالي اقعدي معانا
-أحلام: مرة تانية ان شاء الله، انتي عارفة أنا مستنية جوزي
-زينب: أها.

خرج فهمي ومعه صلاح من المرحاض والابتسامة تعلو ثغريهما، فتعجب الجميع من ذلك المشهد الصادم، واعتلت وجوهم علامات الدهشة التعجب والاستغراب و..
-صلاح باصرار: لازم تيجي تتغدى معانا
-فهمي: وقت تاني ان شاء الله
-صلاح: لا والله أبداً، مش هيحصل
-فهمي: عشان المدام وآآآ...

-زينب باستغراب: هو في ايه
-أحلام: ايه ده
-مروان بدهشة: بابا.. عمي صلاح! انتو بتعملوا ايه مع بعض؟
-نيرة بضيق: ده ابوك
-صلاح مبتسماً: الظاهر ان الجماعة سبقونا واتعرفوا ع بعض
-فهمي: مش بيضيعوا وقت زينا
-صلاح: اه والله، اتفضلوا يا جماعة معانا
-أحلام: مافيش داعي نزعجكم
-زينب وهي تنظر لابنتها نيرة: تزعجوا ايه بس، ده احنا قريب أوي هنبقى أهل
-أحلام: على رأيك.

جلس الجميع سوياً على مائدة الطعام، بدأوا بتجاذب الحديث البسيط بينهم، وأخبرت زينب صلاح بما فعله مروان مع نيرة قبل قليل وانقاذها من الاختناق.. شكر صلاح مروان على ما فعل، وبدأت زينب في مدحه بصوت هامس و...
-زينب بصوت خافت: بصراحة هو أخلاق ومحترم وابن اصول
-صلاح بصوت هامس: ابوه كلمني ع خطوبة العيال وع الموضوع اياه
-زينب: طب كويس والله
-صلاح هامساً: هابقى احكيلك كل حاجة بعدين.

جلس مروان في مواجهة نيرة، وهي لم تكف عن رمقه بنظرات الاحتقار والضيق.. في حين لم يكف مروان هو الأخر على النظر إليها بنظرات التوعد والتحدي..
-نيرة في نفسها: هاتشوف يا مروان، هاطلعهم عليك
-مروان في نفسه: كلها ساعات وهتبقي معايا.. وانا هوريكي.

كان الجميع مندمجاً في الحوار وكأن شيئاً لم يحدث بينهم من قبل، ثم قاطع مروان الحديث بـ...
-مروان بتردد: عمي صلاح، ممكن أطلب من حضرتك طلب
-صلاح: اتفضل يا بني
-مروان: أنا عاوز أتجوز نيرة
-صلاح: مممم...
-مروان بلهفة: ها ايه رأيك يا عمي
-صلاح: والله آآآ...
-فهمي مقاطعاً: سيب عمك يفكر وياخد رأي العروسة
-مروان وهو ينظر لنيرة: انا عارف رأيها كويس
-نيرة: وأنا بقى مش آآآ...

ضرب مروان قدم نيرة بقدمه من أسفل الطاولة بكل قوة فتآلمت على الفور و..
-نيرة متآلمة: آآآآآه
-مروان بلهفة: أهي موافقة قدامكم أهي! سمعتوا.. الله يخليكم لمونا بقى مع بعض، احنا بقالنا سنين متمرمطين، وبعدين احنا مش لسه هنعرف بعض، لازمتها ايه نضيع وقت، استروا علينا بقى..!.

ضحك الجميع على طريقة مروان الظريفة في الحوار و...
- فهمي ضاحكاً: بالسرعة دي ههههههههههههه
-صلاح: انا مش عارف ايه اللي مسربعهم
-زينب: ههههههههههههههه بنات أخر زمن
-أحلام: ربنا يسعدهم ببعض.

-مروان مكملاً: أنا عاوز أتجوز نيرة بكرة!
-صلاح: نعم
-زينب: ايه
-مروان: أنا هجهز كل حاجة، ومش محتاج من نيرة أي حاجة، أنا عايزها هي بس
-فهمي: اهدى يا بني، مش كده
-أحلام باحراج: مروان، ميصحش كده
-نيرة وقد نهضت من مقعدها: لألألألأ...

نهضت نيرة من مكانها تاركة المطعم، لحقت بها فاطيما، صدم الجميع من ردة فعل نيرة، ثم نهض فهمي من مقعده وكذلك فعلت أحلام، حاول مروان تلطيف الأجواء و...

-زينب باستغراب: مالها دي
-صلاح: مش عارف
-مروان: آآآ... اكسفت.. احم.. عروسة بقى وأنا حرجتها قصادكم.

-فهمي وقد وقف: طب آآآ... نستأذن احنا الوقتي
-أحلام وقد نهضت هي الأخرى: أها
-زينب: ما لسه بدري يا جماعة، خليكوا أعدين معانا شوية
-أحلام: يعني عشان تاخدوا راحتكم وكده.

-مروان: بصوا أنا مش عاوزكم تشيلوا هم أي حاجة، انا عامل حسابي ومجهز لنيرة أحسن حاجة.. انا مش عاوز غير هي وبس، وكل الترتيبات أنا هعملها
-صلاح: ربنا يسهل.

حاول مروان أن يذلل أي عقبات قد تقف في وجه اتمام زيجته من نيرة بالحديث عن...
-مروان موضحاً: أنا هاظبط مع مدير القرية هنا، وهعزم كل القرايب والحبايب، وهنقضي يومين هنا شهر عسل وبعد كده نطلع ع بيتنا
-صلاح محاولاً اقناعه بالتأجيل: ادينا بس يومين نظبط فيها كل حاجة، ع الأقل حاجة البنت
-مروان: ماتتعبش نفسك يا عمي، كفاية بس نيرة عليا
-فهمي: يا مروان اصبر شوية، اديهم فرصة يشوفوا ايه اللي ناقصهم
-أحلام: ايوه، هي عروسة واكيد هتحتاج انها آآآ...

-مروان بنفاذ صبر مقاطعاً: اوووف، فرصة ليه بس، أنا مش عاوز أضيع وقت، انا جوازتي أصلاً متأجلة من 3 سنين
-زينب: طب أنا عندي اقتراح، خلي الفرح ع أخر الاسبوع، اهوو كده يبقى معقول
-مروان: لأ كتير، الفرح بكرة بالليل ان شاء الله، هي هتحتاج ايه غير فستان فرح، وده هيتجاب من أي محل فساتين قريب من القرية، ولو ع الزواء والميك أب في بيوتي سنتر موجود ع أعلى مستوى في القرية..
-زينب: يا بني العروسة محتاجة انها آآآ...

-مروان: طنط أنا مش عاوزك تقلقي، أنا طول الـ 3 سنين اللي فاتوا دول أي حاجة بشوفها وتعجبني بجيبها لنيرة، تقريباً معدتش ناقص إلا وجودها هي عشان تكمل حياتي..!
-صلاح: أنا مش عارف أقولك ايه
-مروان: وافق يا عمي اني اتجوز نيرة بكرة، ماهو أنا مش هامشي من هنا غير لما أخد منك الموافقة
-فهمي: عيب كده يا مروان، ماتبقاش غلس
-مروان: لأ انا غتت وغلس ورزل وكل حاجة بس أتجوز نيرة.

لم يسلم صلاح من توسلات مروان واصراره الشديد على الزواج من نيرة، حتى أن زينب اعجبت بهذا الاصرار العجيب، وقررت أن تدعم مروان، فقد فكرت جيداً مع نفسها من قبل.. فمروان شخصية تمتاز بالرجولة والشجاعة وهو يحب نيرة، بالاضافة إلى أنه ميسور الحال فلماذا تضيع وقتها..

-زينب: بصراحة مروان ده مايتسبش يا حاج
-أحلام: فعلا
-زينب: طالما هو عاوزها يا حاج مافيش داعي اننا نأجل الجوازة، وهو باين عليه بيحبها أوي
-مروان: جداااااا جداااااا يا طنط، وربنا اللي عالم باللي جوايا
-صلاح مستسلماً: خلاص يا بني، ربنا يقدم اللي فيه الخير.

لم يصدق مروان ما سمعته اذنيه، فأمسك بذراعي الاستاذ صلاح والفرحة تكاد تنطق على وجهه و..
-مروان بعدم تصديق: بجد...! انا.. أنا هاجوز.. يعني حضرتك موافق يا عمي.. بكرة صح... ها؟ بكرة؟
-صلاح: ايوه يا بني بكرة
-فهمي: كده ارتحت
-مروان: لأ أنا كده هافضل على نار لحد بكرة
-فهمي: ربنا يبرد نارك يا بني...!
-مروان: يااااا رب صبرني لحد بكرة...!.

في مكتب الاستعلامات الملحق بالقرية
توجه علاء إلى مكتب الاستعلامات لكي يسأل عن مكان شاليه عائلة صلاح الدسوقي و..
-الموظف: ده رقم الشاليه يا استاذ علاء
-علاء: شكراً، أنا مش عارف أقولك ايه
-الموظف: عادي يا استاذ علاء، دي حاجة بسيطة
-علاء: أصل الجماعة دول قرايبي، كانوا مسافرين ولسه راجعين من يومين، المهم هما مش عارفين اني اشتغلت هنا وأنا عاوز أعملهم مفاجأة
-الموظف: اها.. يا رب يتبسطوا
-علاء: ياااا رب.

انصرف علاء من المكتب وهو يبتسم ابتسامة خبيثة و..
-علاء: ده أنا هفاجئهم احلى مفاجأة، وخصوصاً ندى.. أنا عمري ما نسيتها، عمرها ما غابت عن بالي يوم.. واهوو جه الوقت اللي هنكون فيه لبعض،ومحدش هيبعدها عني تاني...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة