قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثاني

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثاني

في القرية السياحية
توجه مروان إلى حمام السباحة الذي يعرف طريقه جيداً.. لم يجد أي أحد بالمكان، ولكن لمح فجــأة فتاة ما تجلس على أحد المقاعد البعيدة، وحينما أمعن النظر فيها وجد أنها نيرة...

لم يصدق مروان عيناه حينما رأها.. ظل يفرك فيهما بكلتا يديه و..
-مروان بصدمة فاغراً فاه: مش ممكن، دي هي.. لأ أنا أكيد بحلم، لأ دي تهيؤات.. لألأ.. مش معقول.

وعلى ما يبدو أن نيرة لم تره لأنها كانت قد غفت في مقعدها..
لم يمهل مروان الفرصة لنفسه لكي يفكر، وإنما انطلقت قدماه بصورة تلقائية نحوها –وكأنهما تعرفان الطريق مسبقاً إليها..
وقف مروان أمامها مشدوهاً مصدوماً فرحاً.. انتابته الكثير من المشاعر في الوقت نفسه، يشعر وكأن الكلمات قد طارت من عقله أو تجمدت على لسانه، لا يستطيع أن يوصف حالته في تلك اللحظة
ولكنه وقف فقط صامتاً متأملاً إياها.. بلى لقد تغيرت نيرة بالفعل، لهذا لم يتعرف إليها في البداية.. ورغم التعديلات التي أجرتها على نفسها إلا أنه واثق أنها كما هي.

لفت انتباه مروان تسريحة شعرها الجديدة، فنيرة كانت تمتاز بالشعر الأسود الحريري الطويل، ولكنه صار الآن قصيراً للغاية ومموجاً بل متمرداً كما أراد أن يقول...

ما جعل مروان يشعر بالطمأنية أن نيرة لم تكن واعية وهو واقف بجوارها وإلا لكانت اندلعت الحرب بينهما مبكراً.. فهو فقط أراد أن يراها عن كثب ويتفحصها بهدوء شديد...

بدأت نيرة تتململ في مقعدها، فسقطت خصلة من شعرها على وجهها لتغطيه، شعر مروان برغبته العارمة في لمس تلك الخصلة وإبعادها عن وجهها لكي يراها بوضوح...

مال مروان قليلاً على نيرة، ثم بأطراف أصابعه أزاح تلك الخصلة، ولكن فجــأة فتحت نيرة عينيها...
-نيرة بصدمة: هـــه.

صدمت نيرة حينما وجدت مروان أمامها وفي نفس الوقت مائلاً عليها، تراجعت في مقعدها للخلف بعد أن أبعدت يده بقسوة، ثم نظرت إليه نظرات باردة و...
-نيرة بنظرات قاسية وباردة: انت!
-مروان مبتسماً: وحشتيني
-نيرة بضيق ملحوظ: انت جايهنا ليه
-مروان: عشانك
-نيرة وهي تنظر للاتجاه الأخر: بدأنا الكدب
-مروان: نيرة.. من فضلك أنا عاوزك تسمعيني
-نيرة بصرامة وحدة: لأ.

لم تترك نيرة المجال لمروان لكي يكمل حديثه، وإنما نهضت مسرعة من مقعدها، وبدأت في السير بعيداً عنه..
-مروان بلهفة: نيرة، استني.

أسرع مروان خلفها، ثم مد يده وأمسك بذراعها بقوة لكي يوقفها.. ورغم أنها توقفت إلا أنها لم تهتم بما يقول وظلت تنظر أمامها
-مروان: نيرة، أنا عارفان في حاجات كتير غلطت حصلت وآآ..
-نيرة: مش عاوزة أعرف حاجة، كفاية أوي اللي عرفته بنفسي
-مروان مقاطعاً: والله اللي حصل كان غصب عني وأنا مكونتش أصلاً في وعيي.

-نيرة ساخرة: يا سلام.. مكونتش في وعيك! ليه كانوا سقينك حاجة صفرا.. بطل كلامك الأهبل ده، انا مش بصدق في الحاجات دي
-مروان: أنا مش بكدب ولا بأقول كلام أهبل، أنا عاوز أعرفك اللي حصل
-نيرة: مش هتفرق معايا
-مروان: بس هتفرق معايا أنا
-نيرة: ميهمنيش، لكن ده مش هيغير من اللي حصل
-مروان: أنا أسف عن أي حاجة حصلتلكم بسببي
-نيرة: بالبساطة كده بتتأسف..

-مروان: اوعدك اني هاعوضكم عن اللي حصل كله
-نيرة وهي تخبطه على كتفه: بقولك ايه، أنا الكلام ده مايكولش معايا الوقتي، روح شوفلك اي واحدة عيلة تضحك عليها بالكلمتين دول، لكن أنا لأ..!
-مروان: نيرة بلاش كده
-نيرة بحدة: اسمي الآنسة نيرة!
-مروان بتحدي: وماله يا آنسة.. بس قريب هاتبقي مراتي!

-نيرة بضحكة رقيعة ساخرة: هههههههههههه، بجد.. لألألأ.. تصدق ضحكتني وأنا ماليش مزاج.. so funny
-مروان بضيق: احترمي نفسك وبلاش الضحكة دي
-نيرة بنبرة قوية: اتلم انت معايا، انت متعرفنيش.. نيرة بتاعت زمان انتهت، أو بمعنى أدق ماتت، معدش ليها وجود، فخلي أوهامك دي لنفسك
-مروان: دي مش أوهام، وبكرة هاتبقى حقيقة
-نيرة بتهكم: أها.. عارف المشمش.. الأورانج الصغير ده.. أنا بقولك في المشمش يا.. يا كابتن.

ثم تركته نيرة وابتعدت عنه، بينما ظل مروان ثابتاً يرمقعها بنظرات تحدي و..
-مروان: أنا عارف من الأول ان الموضوع مش سهل، بس يا نيرة أوعدك ان خلال الكام يوم دول هاتكوني معايا وفي بيتي...!.

في شاليه صلاح الدسوقي
عادت نيرة من الخارج لتتفاجيء بها والدتها زينب و..
-زينب باستغراب: نيرة! هو انتي كنتي بره ولا ايه؟
-نيرة: أها..
-زينب: طب ليه؟

-نيرة: مكنش جايلي نوم، فقولت أتمشى شوية لكن لاقتني زهقانة فرجعت تاني
-زينب: طيب... هاتروحي تفطري معايا في المطعم
-نيرة: لأ مش عاوزة
-زينب: ماشي، ع العموم لو اختك توتا صحت خليها تحصلني ع هناك
-نيرة: دي نايمة زي القتيل، يعني مش هاتقوم ولا العصر
-زينب: أهي لو صحيت قوليلها برضوه
-نيرة: ان شاء الله.

خرجت زينب من الشاليه لتتوجه إلى مطعم القرية لتتناول وجبة الافطار، وهناك تعرفت إلى عدد من السيدات، وأصبحن صديقات.. واتفقن على الالتقاء مساءاً لتمضية الوقت سوياً في الـ SPA من أجل الاسترخاء
-زينب: خلاص نتقابل ع 9
-سيدة ما: انا يناسبني الميعاد
-سيدة اخرى: أنا هتأخر عليكو شوية
-زينب: براحتك، المهم اننا أساسي هنتقابل النهاردة
-سيدة ما: أه أكيييد ان شاء الله
-سيدة أخرى: بأمر الله، ده الـ spa تحففففة وهيعجبكم أوي
-زينب: أها، أدينا هنجرب و هنشوف..

ظلت نيرة تفرك يدها في عصبية، هي بالفعل استطاعت أن تعامل مروان بما يستحقه –من وجهة نظرها- ولكنها لم تقتنع بما فعلت، هي ترغب في تعذيبه، في إيلامه أكثر واكثر..
-نيرة: لازم أخليك تدوق المر والغلب اللي دوقناهطول السنين اللي فاتت، زي ما كسرت قلبي ودمرت عيلتي، هاخليك تحس بده كله.. واكتررررر!.

في وقت لاحق من اليوم
توجه مروان إلى الاستقبال ليسأل عن موقع شاليه صلاح الدسوقي، وبالفعل أخبره الموظف بمكانه، ثم عاد مروان إلى شاليهه الخاص، ودلف إلى التراس الواسع ونظر بعينيه إلى الموقع الذي أبلغه فيه الموظف بمكان عائلة صلاح الدسوقي..
-مروان بنظرات فاحصة: مش معقول هاتحبس نفسها طول اليوم، دي نيرة وأنا عارفها، لازم هتطلع!.

ظل مروان يراقب الشاليه بنظرات صقر ينتظر فريسته.. وكما توقع مروان وجد نيرة بالفعل تدلف إلى التراس الملحق بالشاليه الخاص بهم بعد وقت طويل.. اختبيء مروان كي لا تراه، وبالتالي تدلف للداخل، وحتى يتسنى له مراقبتها بكل وضوح بدون أن يثير الريبة...

كانت نيرة تستند بكلتا يديها على حافة بَلكون التراس، وتتأمل المنظر أمامها بعيون شاردة.. هي تفكر في طريقة للانتقام من مروان، ولكن كيف ستفعل هذا؟ هداها تفكيرها لأن تثير حنقه وغيرته وعدم مبالاتها به، فأكثر ما يغضب الرجال هو ألا تعيرهم أي امرأة الانتباه، فما بالك إن أثارت غمرأة غيرة رجل يحبها بجنون..
-نيرة: أنا لازم أخليه يولع في نفسه، يحس انه مالوش قيمة ولا يسوى.. ايوه، ده هيحرقه أوي.. اها مافيش قدامي إلا كده...

خرجت فاطيما هي الأخرى لتقف بجوار اختها وتتحدث إليها، ولكن تجاهلت نيرة حديثها التافه، ودلفت للداخل لتبدأ في الاعداد لخطتها...

خطر ببال نيرة أن تذهب إلى ( الديسكو ) الخاص بالأجانب والملحق بالقرية، وتتأكد من أن يعلم هو بهذا.. هي فقط ستذهب لكي ترقص وتتمايل أمام ناظريه وتشعره بأنه لم يعد له قيمة، وأنها صارت متحررة وتغيرت كثيراً...

لم تضع نيرة في اعتبارها أنها تسيء لنفسها قبله.. وخاصة أن ذلك المكان متحرر بدرجة كبيرة، ومقتصر على الأجانب وأصحاب ( المزاج ) كما يُقال.. لذا تم تصميمه في مكان بعيد إلى حد ما عن الشاليهات الخاصة بالنزلاء

كانت فاطيما في طريقها لمطعم القرية لتناول وجبة الغذاء هناك، بينما طلبت نيرة أن تحضر لها الطعام في الشاليه..
-نيرة: خلي الأكل بتاعي يجيلي دليفري
-فاطيما: ايه ده، هو انتي مش هتطلعي معانا تتغدي
-نيرة باقتضاب: لأ.. مش فاضية
-فاطيما: اوك براحتك، أنا هاخلص غدا واجيللك أكل وأرجع
-نيرة: اوك

في طريقها للمطعم صادفت فاطيما مروان الذي كان عائداً من هناك، علت الابتسامة الممزوجة بالسعادة وجهها و..
-فاطيما: انت هنا
-مروان مبتسماً: أه من بدري
-فاطيما: بجد أنا مش مصدقة عينيا، أنا افتكرت انك هاتغيب كام يوم لحد ما ترجع تاني
-مروان: أنا خدت أجازة من الشغل عشان أبقى ع راحتي
-فاطيما: كويس اوي..
-مروان: انتي رايحة فين كده؟
-فاطيما: هاروح أتغدى مع ماما هناك
-مروان باستغراب: طب واختك؟

-فاطيما: لأ هي هتاكل في الشاليه
-مروان: لوحدها
-فاطيما: ايوه، ناروو دماغها عجيبة شوية، غير كل الناس
-مروان: في دي عندك حق، يالا انتي روحي ع المطعم، أنا مش هاعطلك واشوفك بقى بعدين
-فاطيما وهي تلوح له بيدها: اوك يا مروان.. باي.

عاد مروان إلى الشاليه الخاص به وظل جالساً لفترة طويلة منتظراً أن تخرج نيرة ولكن للأسف لم يحدث هذا هذه المرة، غفا مروان على معقده بعد أن مل من كثرة الانتظار والترقب...

في شاليه صلاح الدسوقي
انتظرت نيرة بفارغ الصبر للمساء، وأعدت عدتها لتلك الليلة الحافلة.. كانت فاطيما متعجبة من تصرفات نيرة طوال اليوم و..
-فاطيما: هو انتي بتعملي ايه
-نيرة: مايخصكيش
-فاطيما: ده انتي طول اليوم عمالة تدوري في الهدوم وقالبة الأوضة
-نيرة: تعرفي تخليكي في نفسك
-فاطيما بضيق: طيب.

بدأت نيرة في ارتداء احد الفساتين ( السواريه ) والخاصة بالسهرات الليلية أو المناسبات الخاصة بعد أن تأكدت من خروج والدتها لموعدها المسائي في الـ Spa...

كان الفستان من اللون الأحمر الصريح، عاري الصدر و الكتفين، قصير في طوله حيث يصل لما فوق الركبة بقليل.. وكان ضيقاً للغاية يبرز تفاصيل جسدها بوضوح شديد، ثم ارتدت كعباً عالياً رغم أن قدمها كانت لا تزال تؤلمها...

كانت نيرة في ذلك الفستان مثيرة للغاية.. اندهشت فاطيما مما تفعله اختها بنفسها، فهي لا ترتدي مثل تلك الفساتين إلا في مناسبات خاصة بالفتيات فقط، وعادة لا تخرج بمثل ذلك النوع من الفساتين إلا وهي ترتدي من فوقه شيئاً طويلاً يغطي جسدها...

وما أثار الشك لدى فاطيما أكثر هو تعمد نيرة لوضع مساحيق تجميل بصورة غير طبيعية، وبالأحرى أحمر الشفاه المغري الذي وضعته...
-فاطيما: ناروو، هو انتي رايحة فين؟
-نيرة: مش رايحة في حتة
-فاطيما باستغراب: ازاي وانتي عاملة كل ده في نفسك
-نيرة: عادي يعني، هاطلع اتمشى شوية
-فاطيما متعجبة: تتمشي وانتي كده
-نيرة: أه، وفيها ايه
-فاطيما بتردد: يعني الـ... آآآ... الفستان والروج آآآ...

-نيرة: بقولك ايه، أنا عاجبني شكلي كده، فريحي بالك انتي وروحي اركبي عجل ولا شوفي انتي بتعملي ايه مع نفسك كده، وما تركزيش معايا
-فاطيما: أنا بس مستغربة آآآ...
-نيرة مقاطعة بعد ان انتهت من وضع عطرها القوي: ماتستغربيش، تشاوو عشان انا كده اتأخرت ع الديسكو
-فاطيما فاغرة فاهها: اييييه؟ ديسكوو
-نيرة وهي تمد شفتيها للامام: ييس، موووه.. باي.

خرجت نيرة من الشاليه وهي متعمدة أن تبلغ فاطيما بمكانها، لأنها على يقين أنها ستبلغ مروان بهذا حال رأته..
ابتسمت في نفسها وهي تشعر أنها على وشك اشعال نيران الحنق والغيظ به.. بالاضافة إلى غيرته...!.

توجهت نيرة إلى ( الديسكو )، وفي طريقها لاحظت وتابعت نظرات الاعجاب الممزوجة بنظرات الرغبة في التعرف عليها من قبل المتواجدين من شباب في القرية السياحية..
كل هذا جعل نيرة تغتر أكثر بنفسها، وتشعر أنها تقترب من تحقيق انتقامها.. ما عليها إلا أن تدلف للداخل وتنتظر وصول مروان لكي تبدأ معركتها معه...

في نفس التوقيت تقريباً.. خرجت فاطيما خلف نيرة لكي تبحث عن مروان، لم تعرف مكانه في البداية، ولكنها ظلت تتجول في القرية على أمل ايجاده جالساً بأحد المناطق، ولما يئست قررت العودة إلى الشاليه الخاص بعائلتها...

كان مروان قد استيقظ للتو متآلما من رقبته، نظر للسماء فوجد المساء قد حل، وحينها أدرك أنه قد غفا لوقت طويل في مكانه.

نهض مروان من مقعده ووقف ينظر للتراس الخاص بشاليه عائلة صلاح الدسوقي، كان التراس مضاءاً بإضاءة خافتة...

لمحت فاطيما مروان وهي تدير رأسها بالصدفة في اتجاه الشاليه الخاص به، فشعرت بالارتياح وأسرعت إليه وهي تنادي..
-فاطيما بنبرة عالية: مروان.. مـــروان!.

انتبه مروان لذاك الصوت الذي يناديه وحينما دقق نظره وجد أنها فاطيما و..
-مروان: طمطم
-فاطيما بلهفة: أخيرااااا لاقيتك، ده أنا رجلي ورمت من كتر التدوير عليك
-مروان بقلق: ليه في ايه؟ في حاجة حصلت؟
-فاطيما: هو في حاجة هتحصل
-مروان: حاجة ايه دي؟
-فاطيما: اصل.. آآ..

-مروان: ما تقولي في ايه يا طمطم؟
-فاطيما: اصل نيرة لبست هدومها وآآ..
-مروان: عملت ايه؟ كملي
-فاطيما: كل الي اعرفه انها لبست لبس صعب شوية وقالت رايحة الديسكو
-مروان بنظرات مصدومة وفاغراً شفاه: نـــعم؟ ديسكو!
-فاطيما: أيوه
-مروان بغضب: وده من أمتى ان شاء
-فاطيما: من شوية.. أنا حاولت أكلمها بس هي مرضتش تسمعني.

لم ينتظر مروان سماع مبررات فاطيما، وإنما أسند احد يديه على حافة بلكون التراس، ثم بكل مهارة وخفة قفز من عليه لينزل على الأرض بجوار فاطيما و..
-مروان بعصبية وهو يسرع الخطى: اتجننت دي ولا ايه، هي متعرفش ان الديسكو ده بتاع الأجانب وآآآ...

اختصر مروان في جملته ولم يكملها لأنه وجد فاطيما تتبعه وتنصت له..
-مروان: انتي رايحة فين؟
-فاطيما: جاية معاك
-مروان: لأ انتي استني هنا
-فاطيما: لأ.. أنا هاروح معاك.

أسرعت فاطيما في خطواتها لكي تسبق مروان، ولم يكن أمام مروان أي فرصة للجدال أو النقاش مع فاطيما، فما كان منه إلا أن تركها تأتي معه...

بداخل الديسكو
دلفت نيرة إلى داخل ذلك المكان، لن تنكر نيرة أنها شعرت بإنقباض صدرها والرعب يتملك أوصالها حينما أصبحت بداخله..
هي لم تتوقع أن تجد جميع من بالداخل يتعامل بحرية مطلقة.. بدون رقيب أو حسيب على أفعالهم..

ارتعدت قليلاً ولكنها حاولت أن تبدو طبيعية.. لم ترد أن تجلس على أي طاولة خاصة حينما رأت نظرات الكل مسلطة عليها، وتلك النظرات ليست بريئة بالمرة.. فضلت أن تتجول بالمكان لتتعرف عليهلكي تتحاشى تلك النظرات الوقحة الخبيثة، ثم خطر ببالها أن تذهب للمرحاض وتنتظر به قليلاً حتى تهديء من روعها.. أو بالأحرى تختبيء فيه...
فكرت نيرة ملياً، وأدركت أنها ربما تكون قد تسرعت باختيار ذلك النوع من الانتقام، فهو لن يضر إلا هي. لذا قررت أن تترك ذلك المكان على الفور وترحل.

وصل مروان إلى مكان ( الديسكو ) ثم طلب من فاطيما أن تنتظره بالخارج..
دلف هو إلى الداخل، وظل يبحث بعينيه عن نيرة بين الحاضرين.. لم يجدها في البداية فشعر بالاطمئنان قليلاً، ولكن ما لبث أن تلاشى ذلك الشعور سريعاً حينما وجدها تخرج من المرحاض.

هنا لمحته نيرة فعدلت عن قرارها سريعاً، وقررت أن تنفذ خطتها..
أرادت أن تعلمه أنها رأته لذا لم ترمش حينما نظر إليها، ونظرت هيا إليه.. وكأنها تعمدت أن توصل لها من نظرات عينيها أنها تتحداه بقدومها إلى هنا، وأنه لن يستطيع أن يفعل لها شيئاً...

لم تقف نيرة في مكانها طويلاً، وإنما تحركت ناحية المنطقة المخصصة للرقص حيث يتواجد العديد من الفتيات والشباب لتبدأ في التمايل والرقص وسطهم...

أثارت رؤية نيرة بذلك الشكل نيران الغضب والحنق لدى مروان، غلت الدماء في عروقه، واحتقن وجهه بالدماء.. كان على وشك أن يفتك بها وبالمكان.. فمع كل حركة تقوم بها لتستفزه، كان لهيب الغضب ونيران الغيرة يزدادان اشتعالاً...

لم يظل مروان متسمراً في مكانه، وإنما تحرك مسرعاً ناحية نيرة ثم جذبها بقوة من ذراعها وسحبها خلفه للخارج، لم يعبئ مروان بمقاومتها أو حتى بسبابها له..
كان كل ما يهمه هو الخروج بها من ذلك المكان دون ارتكاب أي جريمة..
-نيرة وهي تقاومه: اوعى، سيب ايدي، انت ماسكي لييييه.. يوووه، اوووعى.

دلف الاثنين إلى الخارج، فجذبت نيرة يدها بكل قوة لتتحرر من قبضته التي أرخاها فقط لكي يتحكم في أعصابه و...
-نيرة بعصبية: انت اتجننت
-مروان وهو يزفر في ضيق: اووووف
-نيرة: انت مالك بيا وباللي بعمله، أما شيء بارد صحيح
-فاطيما: ناروو.

التفت نيرة لتجد فاطيما واقفة خلفها، فبدأت بتوبيخها أمام مروان و...
-نيرة بضيق: توتا! انتي بتعملي ايه هنا؟
-فاطيما وهي تنظر لمروان: آآآآ...
-نيرة بحدة: انتي قولتيله ع مكاني؟ انطقي
-فاطيما: بصراحة أه!

-نيرة بغضب: ليه تعملي كده؟ ازاي تجيبي البني آدم ده هنا؟
-مروان وهو يزفر في يق: استغفر الله العظيم
-فاطيما: أصل أنا خوفت عليكي وآآ... وآآ.. روحت لمروان أطلب منه يجي عشان ياخدك من هنا
-نيرة: انتي اتهبلتي؟ ازاي تعملي كده، وبعدين انتي مالك باللي بعمله؟
-فاطيما: لأ مالي، عشان انتي اختي، ولما أشوف حاجة غلطت مش لازم أسكت عليها، وانتي كنتي هتعملي حاجة غلط!.

كانت نيرة على وشك صفع أختها الصغرى فقط لشعورها بالغيظ من مروان الذي ظل صامتاً ومشاهداً لما يحدث، هي فقط أرادت أن تنتقم منه عن طريق اختها الصغرى، ولكن قبل أن تصل يدها إلى وجه اختها كانت يد مروان القوية تمسك بها و..

-مروان بضيق واضح: انتي هاتعملي ايه
-نيرة وهي تتلوى أمامها: انت مالك، دي حاجة بيني وبين اختي
-مروان: وأنا مش هاسيبك تمدي ايدك عليها لمجرد أنها حاولت تساعدك
-نيرة بنبرة حادة: وانت مالك بينا، حاشر نفسك ليه؟ مفكر بكده انك واحد مننا، لأ انت أبعد ما يكون عننا...

أدار مروان وجهه بعيداً عن نيرة حتى لا يتهور معها، ولكنه لاحظ نظرات بعض الشباب القادمين للـ ( الديسكو ) والتي أثارت غيرته وغضبه بالفعل و..
-مروان وهو يمسح بيده على وجهه بنفاذ صبر: طب يالا من هنا الوقتي
-نيرة: لأ مش يالا.. انت مين عشان تأمرني بده
-مروان: أنا هابقى جوزك
-نيرة بتهكم: يخربيت دي كلمة انت بتقولها.

مر الشباب من أمام مروان وهم مستمرين بالنظر إلى نيرة بنظرات تحمل معاني قذرة ثم دلفوا للداخل...

لم يريد مروان أن يدخل في جدال أو حتى شجار مع أحد لأنه على يقين أنه سيقتل أحد ما بفعل غضبه المكبوت حالياً بداخله..
وفجأة قام مروان بخلع التي شيرت الخاص به، ثم قام بإلباسه لنيرة رغماً عنها حتى يداري جسدها شبه العاري الذي يستفزه حينما ينظر إليه أي أحد..
-نيرة: انت بتعمل ايه، آآآآه
-مروان بضيق وهو يحاول وضع التي شيرت عليها: البسي ده
-نيرة وهي تبعده عنها: لأ.. حاسب..
-مروان باصرار: البسيه.

أدخل مروان التيشيرت في رقبة نيرة ثم أنزله على جسدها بقوة دون أن يترك مساحة لها لكي تخرج يديها من ذراعيها مما قيد حركتها، وأخذ من فاطيما وشاحاً كان معها ولفه حول خصر نيرة ليداريه، ثم أسرع بحملها على كتفه وانطلق بها نحو الشاليه الخاص بعائلتها و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة