قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والعشرون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والعشرون

في شركة Two Brothers
دلف مروان إلى الشركة بعد أن صف سيارته أمام مدخلها، لاحظ مروان تجمع عدداً من الفتيات في الاستقبال، وأيقن أن هذا بسبب الاعلان الذي نشره، ابتسم في صمت، فها قد جاءت الفرصة إليه لكي يتخلص تماماً ونهائياً من تلك البغيضة...

لاحظت مروان ان معظم الفتيات المتواجدات في الاستقبال على شاكلة علياء، فشك في الأمر.. اقترب من إحداهن وطلب منها صورة للاعلان الذي تقدمت على أساسه.. أعطته الفتاة ورقة الاعلان، فأخذه مروان وابتعد بعيداً عنها ليقرأه.

لاحظ مروان أن بالاعلان أمر غريب.. لقد تم التلاعب به وتغيير مواصفات السكرتيرة المطلوبة، احتقن وجه مروان بالضيق، طوى الورقة بقبضة يده في غضب، فهناك من يعبث بما يقوم به...

توجه إلى المصعد غاضباً، ضغط على زر الاغلاق بعصبية، وما إن وصل إلى طابق مكتبه حتى خرج من المصعد، وتوجه إلى علياء و...
-مروان بعصبية: ايييه اللي بيحصل هنا
-علياء بدلع: في ايه يا فندم، مين اللي معكر مزاجك كده على الصبحية؟
-مروان وهو يلقي بالاعلان في وجهها: ده يا آنسة
-علياء: ايه ده؟.

فتحت علياء الورقة المطوية، ولم تنسى أن ترسم على وجهها ملامح الدهشة وهي تنظر إليها و...
-علياء: ده الاعلان اللي حضرتك منزله
-مروان: اه، هو الزفت، ممكن بقى تقوليلي، مين اللي اتجرأ وغير المواصفات اللي أنا طلبتها
-علياء: معرفش
-مروان: اومال مين اللي يعرف؟

-علياء: حضرتك اللي طابع الاعلان ومنزله بنفسك، أنا ماليش دعوة بيه
-مروان بحنق: اوووف، ماشي يا آنسة، أنا هاتصرف.

ابتسمت علياء في خبث، فهي من تلاعبت بالاعلان، حيث بحثت عن المسئول عن نشر إعلان الوظائف، ومارست عليه ألاعيبها التي تجيدها، وقامت بالاطلاع على الاعلان وتغيير بعض المواصفات دون أن يدري أي أحد بهذا...

اتصل مروان هاتفياً بمسئول النشر الذي تنصل مما حدث، وإدعى أنه نشر الاعلان كما وصل إليه..
-مروان هاتفياً بحدة: اومال مين اللي عمل كده
-مسئول الاعلان: والله يا مروان بيه أنا نشرته زي ما هو
-مروان: ازاي يعني؟ أنا مش كاتب كده
-مسئول الاعلان: يا مروان بيه، أنا هايكون مصلحتي ايه اني أغيره، بالعكس ده يضر باسمي وسمعتي لو أنا اخطأت في النشر
-مروان: ماشي، بس أعمل حسابك بقى ان دي أخر مرة هتعامل معاكو، سلام.

أنهى مروان المكالمة معه وهو يزفر في ضيق... ألقى بهاتفه على المكتب، وظل يحرك قديميه في توتر وهو جالس على مقعده، هو يريد التخلص من تلك الجرثومة، لكنه لا يستطيع ان يمسك بشيء ملموس ضدها الآن... ولكن بات التخلص منها نهائياً أمراً وشيكاً...

في خارج المكتب
وصلت لعلياء رسالة نصية من مايا على هاتفها المحمول، فتحت علياء هاتفها، ونظرت للرسالة والتي كان نصها [ في معلومات عن صفقة ألمانية جديدة، اعرفي تفاصيلها ].

-علياء في نفسها: ممممم... ماشي، لازم أدخل ع ايميله وأعرف التفاصيل دي منها، طب ازاي يا لولا.. ممم.. هاتصرف!.

في منزل مروان بالتجمع الخامس
تجاهلت نيرة ما طلبه منها مروان، وجلست في غرفة المشيعة تشاهد التلفاز وتعبث بالريموت وتقلب في المحطات الفضائية المختلفة..
-نيرة: ينسى إني أعمله أي حاجة، أنا مش خدامة هنا،وبعدين مش أنا اللي بوظت الدنيا كده عشان أظبطها.. انا متجوزة عشان أدلع وأرتاح، غير كده ينسى، وبعدين ده هو أصلاً مزعلني ومش عاوزني أوافق، أقوم أنا أرتبله حاجته، لأ ينسى...!.

في دبي
في الشركة
دلفت مها صديقة ندى ومديرة اعمالها إلى مكتبها، فوجدتها غاضبة متوترة حانقة، فتعجبت من السبب الذي أصابها بكل تلك التغيرات المفاجئة، لم تنتبه ندى لها في البداية و..
-مها باستغراب: مالك يا ندى؟ حالك متشقلب كده ليه؟

-ندى بضيق واضح: أنا مصدقت اني خلصت منه، اقوم ألاقيه هنا، لأ وكمان ناصب على بابا
-مها بعدم فهم: مين ده
-ندى وقد انتبهت لوجودها: هــه... انتي هنا من بدري؟
-مها: ياااه، ده انا بقالي نص ساعة
-ندى: اها
-مها: قوليلي بقى ايه اللي مضايقك اوي كده
-ندى: متخديش في بالك..

-مها: ممم.. برضوه مصممة تخبي عليا ومش عاوزة تقوليلي حاجة
-ندى: سيبني على راحتي يا مها
-مها: والله أنا مش بضغط عليكي، بس أنا عاوزاكي تقولي ع اللي جواكي وترتاحي
-ندى: بعدين بعدين، المهم انتي كنتي جاية ليه؟ ورق الاتفاقية الجديدة جهز
-مها: أه، تمام ومع المدير بيطلع عليه
-ندى بعدم فهم: مدير مين؟
-مها: المدير الجديد، حاجة كده انما ايه حكاية، انتي مش عارفاه ولا ايه؟.

ظلت مها تتحدث عن المدير الجديد، والذي تبين من كلامها أنها تقصد يوسف بعينه، فامتعض وجهها في ضيق، حاولت ندى ان تبدو طبيعية أمام مها، ولكنها كانت تحتقن من الغيظ منه...
-ندى في نفسها: هو أنا بس عارفاه، ده أنا هاطق منه.

-مها مكملة: اللي سمعته ان والدك تقريباً عينه لحد ما هو يرجع، مش عارفة بالظبط التفاصيل
-ندى: أها
-مها: هو انتي معندكيش فكرة ولا ايه عن الموضوع؟
-ندى: لأ عندي، بس انتي عارفة أنا مش بركز غير في الاتفاقيات والصفقات ومتابعة الأعمال
-مها: عندك حق، الاعمال الادارية من اختصاص والدك، ودلوقتي من مستر يوسف
-ندى على مضض وبتهكم: اها.. المهم أما البيه يخلص اطلاع ع الملف هاتيه عشان عاوزة أراجعه وأبدأ فيه ع طول
-مها: اوك...

انصرفت مها من المكتب تاركة ندى تتزمر في ضيق مما يفعله يوسف بالشركة
-ندى بصوت خافت متوعدة: بتحاول تبقى مدير عليا، طيب.. هانشوف مين اللي في الأخر كلمته هتمشي...!.

في مكتب يوسف بالشركة
اطلع يوسف على الملف المطروح أمامه، وبعد قراءة متفحصة وقع بالرفض عليه، ثم أرسل في استدعاء مها مديرة مكتب ندى ليبلغها بقراره هذا...
هو يعلم أن ندى لن تمر الأمر مرور الكرام، ولكنه يضع مصلحة الشركة نصب عينيه، وبحكم خبرته الأوسع منها، اكتشف عدة ثغرات في الاتفاقية الجديدة التي من الممكن أن تضر بمصلحة الشركة...

أبلغت مها ندى بما أقره يوسف بالنسبة للاتفاقية الجديدة، جن جنونها حينما علمت بهذا، فهي من سعت جاهدة لتلك الاتفاقية، وهو بكل بساطة رفضها..
خرجت من مكتبها وهي تركض ناحية مكتبه بغضب، فتحت الباب دون ان تطرقه، ثم ألقت بالملف في وجهه ونظرت إليه بكل حدة و...
-ندى: انت اتجننت، ازاي تعمل حاجة زي كده، انت عارف أنا تعبت أد ايه عشان أقدر اعمل معاهم اتفاقية.

نظر لها يوسف بتمعن، كان يمسك بكرة صغيرة بكلتا يديه يمررها بينهما، فتجاهل حديثها وظل يلعب بالكرة.. ازداد احتقانها منه، فصرخت فيه بحدة و...
-ندى بنبرة حادة: انت معندكش دم، انا عمالة أتعب وأحرق أعصابي في الشغل، وانت بكل بساطة تضيع اللي عملته؟
-يوسف ببرود: خلصتي؟
-ندى: لأ..
-يوسف: طيب أما تخلصي خالص قوليلي.

ظلت ندى تتحدث بعصبية والدماء تحتقن في وجهها، أوقف يوسف اللعب بالكرة الصغيرة، ثم وضعها على المكتب، ونهض من مقعده، ودار حول المكتب ليقف في مواجهة ندى، ظل ينظر إليها بتمعن شديد، يتفحص حركاتها وخلجات وجهها، كم اشتاق إليها، يراقب الدماء وهي تتدفق من عروق رقبتها إلى وجنتيها لتزدادا جمالاً باحمرارهما و...
-ندى: اتفضل قول عملت كده ليه
-يوسف مبتسماً: لسه زي ما انتي أما بتتعصبي بيحمر وشك.

ارتبكت ندى من عبارة يوسف الأخيرة، ولكنها حاولت أن تتخطاها و...
-ندى: شوف انا بتكلم في ايه وانت بتقول ايه؟
-يوسف: أنا بقول اللي أنا شايفه و...آآآ... ومفتقده!.

حذرت ندى يوسف من التمادي في الحوار بتلك الطريقة، ولكنه كان يشتاق للمستها بالفعل، تثيره حركاتها، انفعالاتها، مداعبة الهواء لخصلات شعرها، لم يعد يتحمل، فهي ندى قلبه، هي سعادته وفرحته، مد يديه فجأة وأمسك برأسها ثم انحنى عليها ليقبلها في شفتيها...

صدمت ندى مما فعل، لم تتوقع أن يتجرأ على مثل ذلك.. للحظة ضعفت وكادت أن تستسلم له، وتتجاوب معه، وتبادله الاحساس والشعور الجارف، وترتوي من تلك الرومانسية التي لم تدم.. فأغمضت عينيها لتستعيد ذكريات قريبة، صارت الآن بعيدة بالنسبة لها.. ولكنها أفاقت من ذلك الحلم حينما عادت لذاكرتها ذكرياتها المؤلفة، ففتحت عينيها، دفعته بكلتا يديها بعيداً عنه، ثم صفعته بحدة على وجنته، وانطلقت من غرفة مكتبه مسرعة دون ان ينبس هو بكلمة..

ظل فقط متابعاً لها.. فقد شعر للمرة الأولى أنها تشتاق إليه كما يشتاق هو إليها رغم ملامحها الجادة معه... ورغم أنها صفعته إلا أنه لم يغضب من فعلتها.. لأنها بكل بساطة مازالت تهواه وإن كانت تكابر... وهو لن يستسلم حتى يستعيدها بين أحضانه... فمازال أمامه مهلة العدة لكي يجعلها تعود إليه، وهو سيبذل ما في وسعه ليضمن أن تكون له...

خرجت ندى من المكتب وهي في حالة ارتباك شديد، لقد خفق قلبها لمجرد لمسة منه، اقشعر بدنها لقبلته، لم تتخيل أن ما كانت تحاول اجبار نفسها على فعله، وما تحاول اقناع نفسها به في لحظة إنهار مع أول فرصة سنحت له للتقرب منها.. عاتبت نفسها كثيراً على ضعفها، فهو لا يستحقها، لقد خذلها وأهانها وطعنها في شرفها، وهي لن تعيد الكرة مرتين...

اضطربت أكثر حينما لاحظت نظرات الموظفين لها، تشعر وكأن أحد ما يراقبها وكشف أمرها.. انزعجت في نفسها، هي لا تريد هذا
رأتها مها بتلك الحالة فاستغربت.. لم ترد ندى على استفسارات مها، ولكنها دلفت لمكتبها لتختبيء فيه من نظرات الجميع لها.

هي ستحاول جاهدة أن تبدو طبيعية أمام الموظفين وأمام صديقتها، كي لا يشك أحد ما بأمرها، وتبدأ الأحاديث في التنقل والشائعات في الانتشار وينكشف ما تحاول اخفائه، وخاصة أن يوسف لن يدخر وسعه في التعامل مع ذلك الأمر بكل جدية، وربما سيروي بنفسه قصة عشقهما وارتباطهما، والأخطر زواجهما، هي تريده أن يظل مديراً مؤقتاً في تفكير الغير، لا المدير الوسيم زوج ابنة صاحب الشركة...

في منزل مروان بالتجمع الخامس
عاد مروان من العمل ليتفاجيء بأن المنزل على حاله كما تركه منذ الصباح.. وأن نيرة لم تفعل أي شيء سوى فقط الجلوس ومشاهدة التلفاز..
كان مروان يحاول تجنب ضغوط العمل وما يحدث فيه، ويجعل تأثيرها لا ينعكس على المنزل، لكن الوضع كان سيئاً سواء في العمل أو في المنزل، مما جعله يفقد أعصابه...

صاح مروان بكل حدة في نيرة، انتفض جسدها حينما سمعت صوته، فقد غفت أمام التلفاز و...
-مروان بنبرة حادة: نيــــــــــــــرة!
-نيرة بصوت ناعس: هــه.. مين؟ في ايه؟.

توجه مروان إلى حيث تجلس نيرة ونظر إليها بنظرات غاضبة مخيفة و...
-مروان بغضب: يعني معملتيش اللي قولتلك عليه برضوه؟
-نيرة بخوف: آآآ... أنا.. أنا قولتلك إني.. آآآ...
-مروان: طيب.. ماشي.

انطلق مروان ناحية غرفة النوم الخاصة بهما، ركضت نيرة خلفه لترى ما الذي سيفعله...

قام هو بفتح دلفة الدولاب الخاصة بملابس نيرة، ثم أخرج عدداً من الفساتين والملابس الباهظة الثمن منه، ثم بحث عن مقص ما في داخل أحد الأدرجة، ارتعدت نيرة مما ينتوي فعله و...
-نيرة بقلق: انت هتعمل ايه؟
-مروان: اوعي من قدامي
-نيرة: مروان فهمني بس هاتعمل ايه
-مروان: مش دي هدومك
-نيرة: سيبهم
-مروان: أنا هاقطعهوملك قدام عينك
-نيرة بخوف: لألألأ
-مروان: مش انتي اختارتي، يبقى استحميلي.

أمسك مروان بالمقص، ثم بدأ في قص الفساتين بغضب وتمزيقها إرباً، حاولت نيرة أن تجعله يتوقف عما يفعل، ولكنها فشلت.. فقد كان هو الأقوى والأسرع.. والأكثر غضباً...
-نيرة وهي تحاول الامساك بيده التي تحوي المقص: لأ حرام عليك، دول غاليين
-مروان وهو مستمر فيما يفعل: مش مهم، وخليكي أعدة كده في البيت
-نيرة بلهفة: لألألأ...

بحث مروان عن أحذية نيرة في ( الجزامة )، ثم أخذها وألقى بها من نافذة ( المنور ) وسط ذهول نيرة وصدمتها، كان كالثور الهائج في تصرفاته، هي حاولت منعه، ولكنها لم تنجح.. فقد ثارت ثائرته بالفعل.

ثم دلف ناحية غرفة المعيشة وتوجه إلى التلفاز وقام بقطع الفيشة الموصلة له و...
-مروان بغضب: وادي التلفزيون كمان، بناقص منه
-نيرة: لأ سيبوه.

فكر مروان للحظات، ثم نظر غلى نيرة وهو يمد كف يده إليها و...
-مروان: فين موبايلك؟
-نيرة بقلق: عاوز ايه منه؟
-مروان: هاتيه؟
-نيرة بعناد: لأ
-مروان: أنا هادور عليه واجيبه.

بكل عفوية ركضت نيرة ناحية طاولة صغير كان الهاتف موضوعاً عليها وموصولاً بالشاحن في غرفة الصالون لكي تخبئه من مروان، ولكنه لمحها وهي تتجه لغرفة الصالون، فأسرع ورائها
خبأت نيرة الهاتف وراء ظهرها و...
-مروان: هاتي أم الموبايل ده
-نيرة: لأ مش هاديهولك
-مروان: هاتيه بالذوق، بدل ما أجيبك من شعرك وأخده بالعافية.

ظلت نيرة تتراجع للخلف وهي ممسكة بالهاتف المحمول خلف ظهرها، ومروان يقترب منها ببطء وبأعين غاضبة و...
-مروان بنظرات غضب وبنبرة آمرة: هـــــــــاتيه!
-نيرة وهي تتراجع: لأ، ده بتاعي من فلوسي، مش فلوسك.

هجم مروان على نيرة ثم أمسك بذراعها، وأداره ناحيته بالقوة وحل أصابعها الممسكة بالهاتف المحمول وأخذه منها قسراً ثم ألقاه على الأرض بكل عنف ليتحطم، قفزت نيرة على مروان لتمنعه من فعل هذا، ولم يسلم من لسانها السليط، فدفعها بعنف لتسقط على الأرض متآلمة و..
طاااااااااااااااااااااخ
-نيرة متآلمة: آآآآآآه...
-مروان بحدة: قسماً بالله يا نيرة لأربيكي.

قام مروان بفك الحزام الذي يرتديه حول خصر بنطاله، نظرت نيرة له في رعب، لف الحزام عدة لفات حول يده و..
-مروان بنظرات قاسية: لو أبوكي معرفش يربيكي أنا اللي هاربيكي.

نظرت له نيرة بكل خوف ورعب.. ثم زحفت على الأرض لكي تتراجع للخلف، مدت ذراعيها في الهواء، وأشارت له بكلتاهما لكي يكف عما يفعل و..
-نيرة بخوف شديد: أنا أسفة.. أنا أسفة.. مش هاعمل كده تاني، أخر مرة والله، بس ماتمدش ايدك عليا.

أدرك مروان أنه كان على وشك التهور وارتكاب شيء أحمق ربما سيجعله يندم على فعله فيما بعد، ولكنه تراجع في أخر لحظة، فهو أدرك أن ضغوط العمل وما به من مشاكل انعكس بالسلب على حياته الشخصية، وعناد نيرة معه يزيد من الطين بلة.. فقرر أن يهدأ وأن يبتعد عنها و...
-مروان وهو يزفر في ضيق: اوووف.. بيت يخنق، شوفي يا بنت الناس ده أخر تحذير ليكي، لو اللي طلبته ما اتعملش قسما بالله محدش هيحوشني عنك، ومش هتردد لحظة اني أكسر دماغك.. انتي مش عارفاني في العصبية.

-نيرة وهي توميء برأسها في خوف: خلاص حاضر.. أنا.. أنا هاعمل كل اللي انت تقولي عليه
-مروان: ولو معملتيش اللي انا عاوزه؟
-نيرة: يحقلك تعمل اللي عاوزه
-مروان: ماشي، وساعتها هاخلص منك القديم والجديد
-نيرة: طـ... طيب
-مروان: متفقين، أول حاجة تنسي موضوع الخروج ده نهائي، لا فسح، لا عزومات، لا زيارات، ولا أي حاجة
-نيرة: أها
-مروان: مافيش نت ولا موبايل إلا باذني
-نيرة: اوك.

-مروان: والبيت اللي يضرب يقلب ده
-نيرة: مــ.. ماله
-مروان: ماشوفش شكله كده
-نيرة: طيب
-مروان بلهجة آمـــرة: انتي هاتفضلي أعد كده، قومي فزي روقيه
-نيرة وهي تحاول النهوض: ماشي.. ماشي..!.

نهضت نيرة من على الأرض، ثم تحركت بحذر من امام مروان، وما إن ابتعدت قليلاً عنه حتى ركضت مسرعة، فنظر لها مروان وهو يلوح بحزامه في الهواء و...
-مروان: بلاش قلة أدب، واهوو اللي مربتهوش الأيام، يربيه مروان النقيب...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة