قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الأول

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 2 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الأول

في القرية السياحية
لم يصدق مروان عينيه ولا أذنيه حينما قابل فاطيما بالصدفة، والتي تعرفت إليه من أول وهلة، استطاع بحنكته أن يعرف بصورة مبسطة ما يريد من معلومات عن عائلة صلاح الدسوقي، وبناءاً عليه سيتخذ الخطوات القادمة...

في نفس الوقت كانت نيرة تشتعل غضباً لأنها لم تستطع أن تواجهه رغم انتظارها لمثل تلك الفرصة منذ زمن بالاضافة إلى تدريب نفسها على ذاك اللقاء أكثر من عشرات المرات.. كانت المفاجأة وخفقان قلبها هما السببين اللذين منعاها من المواجهة، ولكن أن يتكرر مثل ذلك الخطأ مرتين، هو أمر مستبعد بالنسبة لها...

اطمأن مروان على أحوال فاطيما، ثم استئذن منها لكي ينصرف، كانت فاطيما سعيدة جدا بمقابلته، وكان هذا جلياً في كل تصرفاتها وطريقتها المرحة معه، وقبل أن يرحل وعدها بالمجيء مرة اخرى.. هو أراد أن يبلغ نيرة بصورة ما أو بأخرى أنه قادم من أجلها..
-مروان: مش عارف أقولك أنا أد ايه مبسوط ان شوفتك يا طمطم
-فاطيما مبتسمة: انا بقيت توتا بقى، اوعى تنسى.

وضع مروان يده على وجنة فاطيما، ثم قرصها قرصة صغيرة وهو مبتسماً بمرح..
-مروان: انتي هتفضلي طول عمرك طمطم بالنسبالي
-فاطيما: ممم... ماشي، عشان خاطرك انت بس
-مروان: حبيبتي يا طمطم، خلي بالك انتي ع نفسك، وأنا جاي تاني
-فاطيما: انت ماشي كده ع طول
-مروان: أنا عندي بس شغل ع السريع، هاخلصه واجي هنا ع القرية وأقعد كام يوم..

-فاطيما بسعادة: بجد.. طب حلو اوي
-مروان: أنا مش هتأخر.. روحي انتي بقى لنيرة، قصدي لباباكي واخواتك وكده
-فاطيما: لأ بابا جاي كمان كام يوم مع ندى
-مروان: هي ندى مش هنا
-فاطيما: لأ، مع بابا في دبي، هتخلص شغلها وتيجي ع هنا معاه
-مروان بخبث: يوصلوا بالسلامة ان شاء الله، عاوزك تسلميلي بقى ع ماما ونيرة، ها ماشي
-فاطيما وهي ترفع اصبع الابهام: أوك، don't worry.

ركب مروان سيارته، وارتسمت الضحكات على وجهه، ثم انطلق بسيارته نحو الخارج وظل يلوح لفاطيما بيده ويتابعها وهو يقود السيارة من مرآتها الجانبية...

-مروان في نفسه: يوم واحد بس يا نيرة وهارجعلك ومش هاسيبك للأبد.. وده وعد مني..!.

في الشاليه
عادت فاطيما من الخارج بعدما أعادت الدراجتين لمحل التأجير، بحث بعينيها عن نيرة فوجدتها جالسة في التراس شاردة وتنظر للسماء.. كعادتها قفزت فوقها لتنبها، فصاحت بها نيرة بكل غضب وضيق و...

-فاطيما وهي تقفز: انــا جييييييت
-نيرة بغضب: ايييييه يا بنتي في ايه؟ في حد عاقل يعمل كده، ولا انتي بتستهبلي
-فاطيما بنبرة حزينة: في ايه يا ناروو، ما انا طول عمري بعمل كده وانتي مش بتضايقي مني
-نيرة: الوقتي بقيت بضايق من الحاجات دي
-فاطيما: ممم.. ماشي.

صمتت فاطيما لبرهة ثم بدأت بالحديث مرة أخرى، ولكن هذه المرة عن مروان و..
-فاطيما: عارفة قابلت مين؟
-نيرة بعدم اكتراث: مش عاوزة أعرف
-فاطيما: انتي مش هتصدقيني لو قولتلك
-نيرة وهي تمط شفتيها: هه
-فاطيما: أنا قابلت مروان، اللي كان معانا زمان ده، فاكراه يا ناروو
-نيرة في نفسها بغل: وهو أنا عمري نسيته
-فاطيما: ايييه يا ناروو، مش معقول متكونيش فكراه، ده كان معانا في الرحلة بتاعة زمان دي
-نيرة: أها.. ماله يعني
-فاطيما: تخيلي معرفنيش وآآآ...

ظلت فاطيما تثرثر كثيراً، ونيرة غير منتبهة لها بالمرة إلى أن قالت لها..
-فاطيما: وباعتلك بقى السلام يا ناروو.

اعتدلت نيرة في جلستها بعد أن استمعت إلى تلك الجملة الأخيرة و..
-نيرة بدهشة: نعم؟ باعتلي السلام؟
-فاطيما وهي توميء بالايجاب: اه، ده موصيني أسلم عليك، وبيقول هما يومين وهايجي هنا
-نيرة بصوت هامس: يبقى جه لقضاه
-فاطيما: بتقولي ايه يا ناروو
-نيرة: مافيش.

نهضت نيرة من مكانها، وسارت إلى داخل الشاليه وهي تعرج قليلاً، لاحظت فاطيما ذلك فأسرعت خلفها و..
-فاطيما: هو انتي مالك؟
-نيرة: عادي
-فاطيما: اوعي تكوني قابلتي مروان ومش عرفتيه
-نيرة بحدة: طمطم كفاية بقى كلام في السيرة دي
-فاطيما باستغراب: أول مرة تقوليلي طمطم من فترة، تعرفي ان مروان برضوه مصمم يقولي طمطم
-نيرة بضيق ونفاذ صبر: اوووف.. ارحميني بقى، أنا مش عاوزة أتكلم في أي حاجة تخص الجدع ده
-فاطيما: ماشي.. ماشي.

قاد مروان سيارته بصورة جنونية كي يصل إلى القاهرة في أسرع وقت ممكن، لم يرد أن يبلغ يوسف بما رأه في القرية السياحية هاتفياً، فقد كان يريد أن يرى وقع تلك المفاجأة على وجهه.. كانت الفرحة والسعادة تحلقان من حوله.. فهو الآن قد بات وشيكاً من تحقيق علمه المؤجل منذ ثلاثة أعوام، بلى.. لقد جاءته الفرصة الآن لكي يصحح هو وأبيه الخطأ الذي حدث من قبل..
هو لن يتأخر أبداً عن تعويض نيرة وأسرتها عما مروا به من تجربة مريرة خلال تلك السنوات المنصرمة...

في القاهرة
في شركة ( تو برازرز ) للمقاولات
وصل مروان بكل سلامة إلى مقر شركته، صف سيارته أمام بوابة الشرطة الرئيسية، ثم خطى سريعاً لداخل الشركة، وتوجه إلى مكتب يوسف...

نهضت السكرتيرة ريهام حينما رأته، ولكنه أشار لها بيده آمراً إياها بالجلوس، ثم دلف إلى داخل المكتب وهو يلهث بصعوبة...

تعجب يوسف من حالة مروان، فهو عادة يأتي متأخراً وخاصة حينما يعود من السفر إلا ان يوسف شك ان في مجيئه هذا أمراً ما عاجلاً.

-يوسف وهو عاقداً حاجبيه: في ايه يا ماروو، مالك بتنهج كده ليه؟
-مروان وهو يتنفس بصعوبة: مـ..مش.. هــ..هتصدق، في حاجة.. ما... ما تخطرش ع بالك حـ...حصلت
-يوسف: أصدق ايه؟ خد بس نفسك الأول وبعدين نتكلم
-مروان وهو يأخذ نفساً عميقاً: اووووه
-يوسف وهو ينظر لشاشة حاسوبه: ها، جبت ملف الـ (( جريني بالمز ))
-مروان: اه يا جوو جبته، بس مش ده الموضوع اللي أنا عاوز أقولهولك
-يوسف وهو يضغط بعض الأزرار: ها.. في ايه؟
-مروان: أنا شوفت نيرة
-يوسف وقد انتبه لما يقوله مروان: نعم؟

-مروان: أه والله، شوفتها، وكانت قصادي بس للأسف مشيت قبل ما أكلمها
-يوسف ساخراً: وده حصل فين؟ وانت ع الطريق ولا وانت نايم ع السرير.. يا عم متبقاش تسوق وانت مش فايق، احنا مش ناقصين مصيبة تحصل
-مروان: أنا مش بهزر والله، ده حصل بجد في قرية مستر جلال
-يوسف وقد نهض من مكانه: في القرية!
-مروان مؤكداً: ايوه، موجودة هي ومامتها واختها
-يوسف بلهفة: وندى معاها؟

-مروان: لأ.. ندى هاتيجي كمان كام يوم القرية
-يوسف: طب.. طب انت عرفت ده كله منين؟
-مروان: من طمطم.. فاكر البت الصغيرة اللي كانت معاهم
-يوسف: أيوه ايوه.. اختهم
-مروان: اه هي.. تخيل انها عرفتني وأنا لأ.. سبحان الله ربنا لما بيريد
-يوسف: طب احنا هنتصرف ازاي الوقتي؟

-مروان: انا هاخد أجازة وش يا معلم، انا مش هاستنى نيرة تضيع من ايدي
-يوسف: يعني ناوي ع ايه
-مروان: هسافر القرية ألبد لها هناك وأفضل وراها لحد ما أبوها يرجع من دبي
-يوسف باستغراب: دبي
-مروان مبتسماً: اسكت مش هما سابوا السعودية وراحوا ع دبي واشتغل ابوهم لحد ما عمل سمعة حلوة هناك، لأ وندى بتساعده كمان
-يوسف بلهفة: انت ماتختصرليش في الكلام، وتجيبلي من كل فيلم أغنية، احكيلي كل حاجة بالظبط
-مروان: ماشي.

بدأ مروان في سرد ما حدث منذ لحظة مقابلته لنيرة حتى التقائه بفاطيما وحكيها لما حدث مع عائلتها..
تعجب يوسف كثيراً مما سمعه، بل تملكته الدهشة الشديدة والاعجاب في نفس الوقت، فتلك العائلة البسيطة لم تنهار للحظة، ولكنها كافحت من أجل الوقوف على قدميها مرة اخرى رغم الظروف السيئة المحيطة، ورغم أنه لم يعرف عن ندى إلا القليل، إلا انه كان سعيداً للغاية لأنها كانت بخير، وقرر هو الأخر ان..

-يوسف: انا هاطلع معاك الأجازة دي
-مروان مندهشاً: بجد؟
-يوسف: اه طبعا، أنا ابقى غبي لو سبت ندى تروح مني تاني
-مروان: انت عارف الحاجة اللي مخوفاني ان البنات ممكن يكونوا اتغيروا
-يوسف: ماتستبعدش ده، بس الظروف الوقتي، غير الظروف زمان
-مروان: عندك حق
-يوسف مكملاً: ومافيش حاجة بتفضل ع حالها
-مروان وقد نهض من مكانه: بالظبط
-يوسف متسائلاً: انت رايح فين؟

-مروان: رايح أجهز نفسي للسفر، وبالمرة أفاتح بابا وماما في موضوع نيرة
-يوسف: انت هاتقول لأبوك
-مروان: طبعاً.. ده داخ عشان خاطر يوصل لعم صلاح.. فأكيد لازم أعرفه بده، وبعدين أنا مش محتاج إني أخبي أي حاجة عليه هو أو ماما، أنا الوقتي أقدر أعتمد ع نفسي في كل حاجة، ولا انت نسيت يا جوو، احنا businessmen!
-يوسف: لأ طبعاً مانسيتش.. يبقى ع بركة الله، جهز نفسك للسفر وأنا هاحصلك كام يومين أكون ظبطت الدنيا هنا
-مروان: اشطا
-يوسف: بس ماتنساش يا حلو تبلغني بكل اللي تعرفه عن ندى، ماشي؟
-مروان وهو يوميء برأسه: عيب عليك
-يوسف: ماشي، اتوكل انت على الله عشان ماتضيعش وقتك
-مروان: اوك، أشوفك ع خير..
-يوسف: سلام.

في شركة النقيب للاستيراد
انطلق مروان بسيارته إلى شركته أبيه أولاً لكي يبلغه بما حدث، اعتلت الدهشه وجه فهمي، ولكنه في نفس الوقت كان سعيداً لأن الفرصة قد جاءته لكي يصلح أخطائه وخاصة ما ارتكبه في حق صلاح الدسوقي قبل أن يتوفاه الله و...
-فهمي بارتياح: الحمدلله ان ربنا مد في عمري لحد ما عرفت هو فين عشان أعوضه عن اللي حصله
-مروان: انا عاوز أقولك انه اتغير كتير، ومستواه بقى أحسن من الأول.

-فهمي بإصرار: وان يكن.. ده مايمنعش ان في رقبتي دين ليه لازم اسدده
-مروان وهو يمسك كف أبيه: بابا أنا بعرفك من دلوقتي اني ناوي أتجوز نيرة
-فهمي وهو يربت على يده: انت الوقتي حر في حياتك، وأنا مش هافرض عليك رأيي
-مروان: ربنا يخليك ليا يا بابا
-فهمي: بس انت مقولتليش هتعمل ايه
-مروان: أنا هسافر ع الساحل في القرية اللي هما أعدين فيها وأظبط الأعدة هناك لحد ما انت وماما تحصلوني
-فهمي: ممم..

-مروان: خدلك اجازة كام يوم من الشغل، وأهي فرصة تغير جو انت وماما وتصيفوا هناك
-فهمي: والله فكرة.. أنا فعلاً بقالي مدة مافسحتش أمك
-مروان: ايوه، ويمكن نبل الشربات هناك
-فهمي غامزاً: ممم.. قول كده بقى
-مروان بسعادة: طبعاااا.. ده أنا مصدقت اني وصلتلها بعد الوقت ده كله
-فهمي: وماله يا بني، ربنا يسعدك ويهنيك
-مروان: الله يخليك يا بابا، أنا هامشي الوقتي عشان ألحق اعرف ماما، وأجهز نفسي للسفر
-فهمي متسائلاً: انت هتسافر ع طول؟

-مروان: من الفجر ان شاء الله
-فهمي: اها.. مش عاوز تضيع وقتك
-مروان: كفاية الوقت اللي ضاع قبل كده
-فهمي: عندك حق، واللي بيروح مش بيرجع تاني
-مروان: ايوه
-فهمي: ربنا يوفقك ويكتبلك في كل خطوة سلام
-مروان: الله أمييين، عن اذنك يا بابا
-فهمي: اتفضل يا مروان.

أعد مروان عدته للانتقال فوراً إلى القرية السياحية بالساحل الشمالي، سعدت والدته أحلام كثيراً لهذا التغيير الايجابي الذي طرأ عليه فجأة، وحينما عرفت السبب سعدت أكثر و..
-أحلام: ربنا يفرحك كمان وكمان يا مارو
-مروان وهو يقبل يدها: أه يا ماما، ادعيلي الله يخليكي
-احلام: بدعيلك يا قلبي من زمان، وربنا اللي عالم
-مروان مبتسماً: أهوو ربنا الحمدلله استجاب لدعائك
-أحلام: بكاش.

-مروان: عاوزك بقى الفترة الجاية تكثفي الدعاء أوي، أنا محتاجه أوي.. وخصوصاً إني داخل ع معركة حامية مع نيرة
-أحلام باستغراب: معركة؟ هي حرب يا بني
-مروان: أنأح.. أصل أنا عارف نيرة، ان كانت عنيدة قبل كده قيراط، فحالياً قولي 72 قيراط، 100 قيراط.. ربنا يعيني على دماغها الناشفة
-احلام: ربنا يعدلك المايل
-مروان: أيوه هي دي الدعوة التمام، ربنا يعدلي المايل

لم يدخر مروان وسعه في انجاز الكثير في وقت قليل، وكأن أدرينالين الحب أعطاه القوة الكافية للانطلاق وعدم إضاعة الوقت فيما لا يفيد...

كان يوسف هو الأخر في حالة ليست أقل وصفاً من مروان، فقط ما يعيقه عن الانطلاق هو أن مسؤلية الشركة ملاقاة حالياً على عاتقه، وعليه أن يتخذ التدابير اللازمة قبل أن ينطلق هو الأخر للساحل الشمالي، وربما يكون عدم وجود ندى حالياً هو ما جعله يستغل الوقت في توفيق الأوضاع بالقاهرة...

ولم ينسى يوسف أن يبلغ والديه هو الأخر بأمر عودة عائلة صلاح الدسوقي للقاهرة ورغبته في السفر إليهم في المصيف، رحب سليم بتلك الفكرة كثيراً، وطلب من يوسف أن..
-سليم: احنا كمان هنروح هناك
-يوسف: والله؟
-سليم بخبث: ايوه يا جوو.. عاوزين نفرح بقى يا حبيبي بيك.

احتضن يوسف والده الذي فهمه دون الحاجة لأي تبريرات أو تفسيرات..
-يوسف: ربنا يخليك ليا ومايحرمنيش منك أبدااااا
-سليم: أنا مش عاوزك تضيع وقت يا جوو.. استعمل كل أسلحتك وخلي البنت تبقى من نصيبك
-يوسف بكل ثقة: طبعاااا.. ده أنا هاستخدم كل الخطط المسموح بيها والغير مسموح بيها عشان أقدر أخليها توافق ع جوازنا
-سليم ضاحكاً: هههههههههههه. ده انت ناوي بقى تخلص ع طول
-يوسف بنبرة جدية: ايوووه يا بابا، احنا معدناش وقت نضيعه
-سليم: الله يعينك!.

في صباح اليوم التالي
في القرية السياحية
لم تنم نيرة جيداً طوال الليل، ظل بالها مشغولاً كثيراً، تفكر فيما قالته فاطيما لها، حاولت أن تجبر عقلها على أن ينساه، ولكنه أبى ألا ينصاع إليها، ولشعورها بالملل والضيق، قررت أن تخرج من الشاليه وتتوجه إلى حمام السباحة رغم أن الوقت كان مبكراً جداً للخروج...

ظلت تعرج قليلاً وهي تتجه إلى حمام السباحة، وجدت جميع المقاعد الموجودة أمام حمام السباحة خالية تقريباً من قاطني القرية السياحية، فمن يمكن أن يتواجد في ذلك الوقت المبكر هنا.. حمدت الله أنه لا يوجد أي احد لكي تنام على راحتها دون أي ازعاج..
-نيرة بارتياح: الحمدلله ان مافيش حد موجود، كده أقدر أريح دماغي من غير ما حد يقرفني ولا يضايقني، اوووف.. مش قادرة من الصداع.

في نفس الوقت تقريباً كان مروان قد وصل إلى القرية السياحة، قام بتسجيل الدخول بها بعد أن حجز بالأمس شاليهاً يقع بالقرب من عائلة صلاح الدسوقي، فقد كان الأمر صعباً في البداية لوجود وفد سياحي، ولكن استطاع مستر جمال أن يحل المسألة بحكمة وتريث..
صف مروان سيارته أمام الاستقبال الخاص بالقرية و..
-موظف الاستقبال: حمدلله ع السلامة يا فندم
-مروان: شكراً، في حجز موجود باسم مروان النقيب وعيلته
-موظف الاستقبال: لحظة واحدة.

أدخل الموظف اسم مروان على أحد البرامج الالكترونية الموضوعة أمامه على شاشة الحاسوب ليظهر التأكيد بالحجز و...
-موظف الاستقبال: فعلاً يا فندم.. الحجز موجود، لحظة واحدة أجيب لحضرتك مفتاح الشاليه
-مروان: طب فين استمارة البيانات
-موظف الاستقبال: مستر جمال خلص كل حاجة تخص حضرتك
-مروان باعجاب: والله.. طب كويس أوي، بلفه تحياتي
-موظف الاستقبال: حاضر يا فندم.

ثم نادى الموظف بصوت عالي نسبياً لكي يأتي حامل الحقائب ويوصلها للشاليه
-موظف الاستقبال مشيراً بيده: روح مع مروان بيه، وخد الشنط بتاعته وودديها للشاليه يا حسن
-حسن: حاضر
-مروان: تعالى ورايا
-حسن: حاضر يا فندم.

بالفعل أخذ حامل الحقائب حسن الحقائب الخاصة بمروان وأوصلها للشاليه، ثم أعطاه مروان بقشيشاً جيداً..
بدأ مروان في تفقد الشاليه، فتح نافذة الشرفة، ودلف للتراس وظل ينظر للشاليهات القريبة محاولاً تخمين أي منها توجد بها نيرة..
-مروان متسائلاً في نفسه: يا ترى انتي موجودة في أنهي واحد.. كلها حبة وهاعرف انتي فين بالظبط، وأخدك تاني في حضني.. هانت!.

ولأن الجو كان حاراً نوعاً ما.. قرر مروان أن يتجه لحمام السباحة الملحق بالقرية لكي ينتعش قليلاً و..
-مروان: الجو حر ولا أنا اللي حران، اوووف، أحسن حاجة أعملها أروح أخد غطس في البسين قبل ما يتزحم ومعرفش أتبسط.

بدل مروان ملابسه بأخرى خاصة بالسباحة، أحضر معه منشفته الخاصة، وارتدى زي السباحة ومن فوقه تيشيرتاً رياضياً.. ثم انطلق في اتجاهه...

ولأن شركة مروان ويوسف كانت مسئولة عن أعمال المقاولات الخاصة بالقرية، فلم يجد مروان أي صعوبة في الوصول إلى حمام السباحة...

نظر مروان إلى المقاعد الخالية أمام حمام السباحة وابتسم و..
-مروان: هو مين أهبل هايجي الوقتي هنا...

وفجـــأة تلاشت الابتسامة من على وجهه حينما لمح فتاة ما مستلقية على بعد بمفردها على أحد تلك المقاعد...

تسمر مروان في مكانه حينما أمعن النظر فيها جيداً و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة