قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 1 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الحادي عشر

حاول مروان أن يتفادى الاصطدام بنيرة التي ظهرت أمامه، لذا فضل أن يدخل بسيارته في الرصيف، وبدلاً من أن يتلقى كلمة شكر منها عاتبته و..
-مروان وهو يحاول اللحاق بها: استني استني، انتي هاتمشي!
-نيرة: نعم يا حضرت
-مروان: انتي مش شايفة ان وش العربية اتبهدل
-نيرة: والمطلوب؟
-مروان: مين حضرتك هيصلح الأضرار دي
-نيرة: معرفش
-مروان: والله اللي غلط المفروض يتحمل ده
-نيرة: أهـــا.. قولتلي، يبقى يعوض عليك ربنا، وابعد انت التاني بدل ما أصوت وأقول بتعاكسني
-مروان بصدمة: نعم؟ أعاكسك، أهو ده اللي كان ناقص أعاكس واحدة أد عيالي!

-نيرة: اديك قولت أنا واحدة اد عيالك، فمش عيب عليك يا حضرت تعمل كده
-مروان: أنا؟
-نيرة: ايوه انت، عن اذنك بقى!
لم تترك نيرة الفرصة لمروان لكي يكمل كلامه حيث ابتعدت مسرعة لكي تعود إلي منزلها، بينما وقف مروان مصدوماً مما حدث و...
-مروان: لأ بجد أنا مش مصدق، دي أكيد نكتة بايخة! فعلاً الواحد ياما هيقابل، الوقتي أنا أعمل ايه في وش العربية اللي اتبهدل ده، أكيد هاسمعلي كلمتين بايخين من بابا، اوووف يعني أنا كنت ناقص.

في كلية تجارة انجلش
أوصل يوسف ندى إلى الكلية مرة أخرى، وهي لم تنتظر حتى أن يركن السيارة حيث فتحت الباب بسرعة وانطلقت من السيارة وهي تلوم نفسها على ما حدث و...
-ندى في نفسها وهي ترحل مبتعدة: أنا السبب، مكنش لازم أوافق اني أتبرع بدمي، أديني حطيت نفسي بدون قصد في الموقف ده، يا ترى الناس هاتقول عليا ايه الوقتي؟ اووووف
-يوسف منادياً اياها: يا آنسة استني!.

راقب يوسف ندى وهي ترحل مبتعدة و..
-يوسف هامساً بعد أن ابتعدت: تركيبة عجيبة الواحد أول مرة يشوفها الصراحة...

ثم رن هاتف يوسف برقم مايا فأجاب الاتصال و...
-مايا هاتفياً: انت فين يا جوو كل ده
-يوسف: موجود
-مايا: طب يالا تعالي، احنا كلنا موجودين في الكافيه
-يوسف: ماشي جاي
-مايا: انا بطلب مروان مش بيرد، فحاول توصله
-يوسف: أوك، هاقفل معاه واكلمه
-مايا: اوك، don't be late
-يوسف: حاضر.

أنهى يوسف المكالمة مع مايا، ثم طلب صديقه مروان و...
-يوسف هاتفياً: انت فين يا بني كل ده؟
-مروان: يا سيدي وأنا جايلكم عملت حادثة
-يوسف بفزع: طب انت كويس؟
-مروان: الحمدلله، هو الوش اتبهدل شوية
-يوسف: ده مين الغبي اللي دخل فيك؟
-مروان: هو مش غبي، هو الرصيف اللي أنا دخلت فيه
-يوسف: الرصيف! ليه؟

-مروان: واحدة معرفش طلعتلي منين فبدل ما كنت هخبطاها حودت بالعربية وخبطت في الرصيف
-يوسف: اوووبا
-مروان: والمصيبة ان البت مطلعاني غلطان، أد كده بس لسانها مسحوب منها
-يوسف: هههههههههههه، حظك بقى، المهم هاتجي امتى لأحسن الجماعة هيموتوا من الجوع وفضحونا
-مروان: اديني، جاي في السكة، اصبروا
-يوسف: تمام، متتأخرش بقى
-مروان: ماشي.

في منزل صلاح الدسوقي
عادت زينب إلى المنزل بعد أن قضت وقتاً طويلاً بصحبة آمال جارتها، ولم تدرك أن الوقت قد تجاوز ميعاد عودة بناتها من المدرسة بكثير و...
-زينب بقلق: يالهوي، ده أنا اتأخرت أوي عند آمال! الوقت سرقني وأنا عمالة أحكيلها عن اللي حصلنا هناك ومخدتش في بالي.. ربنا يستر ومايكونش حاجة حصلت... وبعدين البت فاطيما ايه اللي أخرها كل ده، دي كان زمانها جت من بدري.

نظرت زينب في هاتفها المحمول فوجدت عدة مكالمات فائتة من زوجها و...
-زينب: ده صلاح طلبني فوق العشر مرات! استر يا رب، أما اطلبه كده وأشوف في ايه! وأسأله ع البت طمطم لأحسن يكون خدها معاه الشغل ولا حاجة.

طلبت زينب زوجها على هاتفه ولكنها وجدت ان الهاتف مغلق، فتوترت أعصابها و...
-زينب: الله! ده تليفونه مقفول، طب هأعمل أنا ايه الوقتي؟ هاكلمه ازاي ولا أعرف ان كانت البت معاه ولا لأ.. ربنا يستر.

ثم سمعت طرقاً على الباب، فتوجهت لترى من الطارق و...
-طق... تررررن
-زينب: اكيد دي طمطم، الحمدلله، ايووووه ياللي ع الباب، أنا جاية أهوو.

-زينب بعد أن فتحت الباب: نيرة!
-نيرة: السلام عليكم
-زينب: وعليكم السلام يا بنتي، ايه اللي رجعك بدري؟ انتي مش كنتي هتخلصي كمان ساعة باين
-نيرة: آآآ... المجموعة. آآ.. اتلغت
-زينب: اتلغت كده فجأة! لأ أنا مش فاهمة ازاي تقولك الأبلة انها بعد المدرسة وفجأة تتلغى كده
-نيرة: اهوو اللي حصل يا ماما
-زينب: وبعدين مال شكلك مبهدل كده؟ في ايه حصل يا بت، ماتنطقي
-نيرة: ماحصلش حاجة يا ماما
-زينب: اوعي تكوني يا بت مخبية عني حاجة..

-نيرة: هاخبي ايه بس يا ماما، أنا محتاجة أستحمي وأنام لأحسن تعبانة اوي
-زينب: والله حالك ده مش عاجبني يا نيرة، ولو فضلتي ع الوضع ده كتير أنا هاضطر أقول لأبوكي
-نيرة: تقوليله ايه يا ماما؟ أني رجعت تعبانة من المدرسة؟
-زينب: انتي مش شايفة شكلك عامل ازاي؟ ووشك اللي شكله مش طبيعي، يا بنتي أنا أمك ومحدش هيخاف عليكي أدي، قوليلي في ايه؟
-نيرة: بصراحة كده يا ماما وأنا جاية ع البيت عربية كانت هتخبطني
-زينب بخضة: يا ساتر يا رب، وده حصل فين..

-نيرة: بعد المدرسة بشوية، فالحمدلله ربنا ستر
-زينب: والزفت اللي كان سايق ده مش يخلي باله
-نيرة: الحمدلله يا ماما انها جت ع أد كده
-زينب: طب فيكي حاجة بتوجعك، اتخبطتي في حتة كده ولا كده، طمنيني يا بنتي
-نيرة: لأ أنا الحمدلله بخير يا ماما،اطمني
-زينب: الحمدلله يا رب، أنا هاصلي ركعتين شكر لله انه حفظك ونجاكي، وربنا ينتقم من العيال المستهترة اللي مش بتحافظ ع أرواح غيرها
-نيرة: اها
-زينب: وانتي كمان صلي ركعتين شكر لله عشان هو نجاكي
-نيرة: فعلاً يا ماما، أنا محتاجة أصلي أوي
-زينب: ايوه، ولا يحمد على مكروه سواه.

في شركة النقيب للاستيراد
ترك صلاح فاطيما لمدة طويلة في الاستقبال الخاص بالشركة وذلك لاجتماعه مع محاميه ومحامي شركة النقيب لمناقشة بنود العقد والشرط الجزائي، فشعرت فاطيما بالملل وذهبت لتسأل موظف الاستقبال عن والدها و..
-فاطيما: عمـــو
-موظف الاستقبال: ايوه يا أمورة
-فاطيما: أنا طمطم
-موظف الاستقبال: ايوه يا طمطم
-فاطيما: هو بابا هيخلص شغل امتى يا عمو؟
-موظف الاستقبال: بابا مين؟

-فاطيما: بابا صلاح
-موظف الاستقبال: أها... لسه يا حبيبتي مخلصش
-فاطيما: طب يا عمو ممكن تجيبلي كرتون دورا أتفرج عليها لحد ما يخلص
-موظف الاستقبال باستغراب: نعم
-فاطيما: أصل أنا يا عمو زهقت من الفيلم اللي انتو مشغلينوه ده، ودورا معادها جه وأنا عاوزة اشوفها
-موظف الاستقبال: احم.. طيب شوية كده
-فاطيما وهي تشير لأحد المقاعد: ولما بابا يخلص قوله أنا أعدة هنا عشان ميدورش عليا
-موظف الاستقبال مبتسماً: حاضر.

جلست فاطيما على المقعد وظلت تشاهد الفيلم الوثائقي عن شركة النقيب إلى أن بدأت تشعر بالنعاس وغفت في مكانها...

في كلية تجارة انجليش
في الكافيه
وصلت ندى حيث تجلس صديقتها وفاء بصحبة صديقاتها و..
-وفاء: نـــــدى، تعالي احنا هنا
-ندى: هاه
-وفاء: ايه يا بنتي اللي اخرك كل ده
-ندى: آآآ...
-وفاء: انتي يا عيني وشك مخطوف ومتاخد من اللي حصل
-ندى: اها
-وفاء: والله كنت عاوزة أقف معاكي بس انتي عارفة السبب بقى
-ندى: ولا يهمك
-وفاء: ها تاكلي ايه؟
-ندى: لأ أنا مش عاوزة حاجة
-وفاء: بصي احنا طلبنا سندوتشات وزمانتها هتخلص، كلي معانا ماشي، أنا عزماكي النهاردة
-ندى: والله ما عاوزة أي حاجة
-وفاء: متكسفنيش بقى، ماشي؟
-ندى مستسلمة: اوك.

في نفس التوقيت كان يوسف قد وصل تقريباً إلى الكافيه حيث يجلس أصدقائه و...
-مايا بصوت مرتفع: جووو.. تعالى احنا هنا
-يوسف: أوك جاي
-رضوى: انت اختفيت فين؟
-يوسف: ولا اختفيت ولا حاجة
-رضوى: اديت للبنت كتبها؟
-مايا: بنت مين؟
-يوسف: آآآ... ملحقتهاش
-مايا: كتب ايه؟ ما تفهموني
-رضوى: يا ستي في بنت جت تتبرع بالدم، وبعد كده نسيت كتبها فيوسف قال انه هيروح يديهالها بنفسه
-مايا بضيق: لا والله، فعلاً حنين
-يوسف: سيبكم من الموضوع ده، مروان جاي في السكة..

-أحمد: اشطا، عشان ناكل بقى
-يوسف: أها منا عارف ان همكم ع بطنكم
-أحمد: ده احنا سلمنا من بدري
-رضوى وقد لمحت ندى: بالظبط، الله! مش دي البنت اللي اتبرعت بالدم، بص كده ياأحمد
-أحمد: اه هي
-يوسف وقد التفت ليراها: هــاه
-مايا وقد نظرت حيث ينظرون: فين دي؟
-رضوى: اهي اللي هناك دي
-مايا بصدمة: لأ مش ممكن دي!
-أحمد: انتي تعرفيها؟

-مايا: دي من الجداد اللي بيتمحكوا فيا عشان خاطر يوصلوا ليوسف!
-يوسف بدهشة: نعم؟
-مايا مدعية كذباً: ايوه، كذا مرة تيجي تكلمني وتسألني عن شلتنا
-رضوى: مممم...
-أحمد: ممكن برضوه
-مايا: الأشكال دي أصلاً نكرة، وما بتصدق انها تلاقي حد يعبرها
-رضوى: عشان كده كانت مصممة انها تتبرع بالدم رغم انها كانت عارفة ان مافيش لا juice or chocolate عشان تاخده بعد ما تتبرع
-أحمد: لا يا ستي مش للدرجادي
-مايا: حيلة رخيصة عشان خاطر تقرب مننا وتعجبكم
-رضوى: البنات ألاعيبها كتير، ومحدش بيبقى عارف دماغهم عاملة ازاي
-أحمد: هو في حد بيفكر كده؟

-يوسف: لأ مش معقول!
-رضوى: البنات دلوقتي غير زمان، وكل دفعة بتبقى اسوأ من اللي قبلها!
-مايا: بجد أنا هأقوم أهزئها
-رضوى: مافيش داعي
-أحمد: اقعدي يا مايا
-يوسف: خلاص يا مايا
-مايا بنرفزة: لأ أنا مش هاسكت عن ده
-يوسف: مافيش حاجة مستهلة
-مايا وقد نهضت من مكانها: انا هخليها عبرة لغيرها
-يوسف وهو يحاول منعها: يا مايا استني بس
-مايا: لأ
-أحمد: بلاش تدخل يا جوو، دول بنات في بعض
-رضوى: ايوه
-يوسف وقد جلس في مكانه يشاهد ما يحدث: مايا دماغها ناشفة.

توجهت مايا حيث تجلس ندى مع وفاء وبعض الفتيات بدأت في الشجار مع ندى و...
-مايا بصوت مرتفع: انتي يا ماما
-ندى باستغراب: انتي بتكلميني أنا؟
-وفاء: في ايه؟
-مايا: اه انتي؟
-ندى: هو في حاجة
-مايا: يعني مش عارفة ان حركاتك الرخيصة دي ماتخيلش علينا!
-ندى بعدم فهم: حركات ايه؟
-مايا: انتي عارفة كويس انتي بتعملي ايه عشان تقربي من الشباب، بطلي بقى الأساليب البيئة دي
-ندى بصدمة: أنـــا؟
-مايا: ايوه ايوه اعملي عبيطة قصاد أصحابك، بس أنا فاهمة النوعية بتاعتك كويس
-ندى بدهشة: انتي بتقولي ايييه؟

-وفاء: مش معقول الكلام ده يا مايا
-مايا: وأنا هكدب ليه؟ أسأليها وشوفي الهانم بتعمل ايه
-وفاء: في ايه اللي حصل يا ندى؟
-ندى: انا مش فاهمة حاجة، ولا عارفة هي تقصد ايه أصلاً
-مايا: طالما مش عاوزة تقولي، أقول أنا، الاستاذة راحت تتبرع بالدم وهي عارفة كويس ان مافيش أي حاجة هتاخدها بعد ما تتبرع بدمها عشان خاطر يُغمى عليها فتصعب ع الشباب فيحاولوا يفوقوها وخصوصاً يوسف..

-ندى: ايييه؟ انتي.. انتي
-مايا مكملة: طريقة رخيصة عشان تقرب من شباب شلتي وتخليهم يتعرفوا عليها وآآآآ...
-وفاء وهي تنظر لندى مقاطعة: حقة ده حصل؟
-ندى: هي بتتبلى عليا
-مايا: أنا هتبلى عليكي انتي؟ ليه ان شاء الله، أظن ان رضوى كانت موجودة، وأحمد وهم قالولك ده كويس وانتي صممتي، ودي مش اول مرة تحاولي تقربي فيها مننا عشان توصلي ليوسف
-ندى: يوسف مين ده اللي بتكلمي عنه؟

-مايا وهي تشير إلى يوسف: ده يا حلوة، ايه مش عارفاه
-ندى بصدمة: لأ مش ممكن!
-مايا: عيبي أني بعرف أكشف أمثالك كويس، ومن أول مرة فهمتك وحاولت أمنعك تستمري في ده بس انتي اللي حاطنا في دماغك معرفش ليه!
-وفاء: انتي يا ندى تعملي كده؟
-ندى وعيناها ممتلئة بالدموع: لأ مش انا..

-مايا: تقدري تنكري انك روحتي تتبرعي بدمك
-وفاء: ردي يا ندى ع اللي بتقوله
-أحد الفتيات: اووف شكل صاحبتك يا وفاء واقعة لشوشتها وبترسم ع تقيل
-ندى: والله انا كانت نيتي أتبرع بالدم بس
-وفاء: أنا مش عارفة أقول ايه..

-فتاة اخرى: وفاء احنا مش هينفع نقعد مع صاحبتك دي تاني، ولو انتي حابة تقعدي مع النوعية دي من البنات بيتهيألي إنتي عارفة هيكون رد فعلنا ايه
-وفاء: لأ انتو أصحابي من زمان وأنا مش هاخسركم عشان حد أنا مش ضمنا أخلاقه
-ندى: أنا.. أنا معنديش حاجة اقولها غير حسبي الله ونعم الوكيل.. حسبي الله ونعم الوكيل
-مايا: حسبني وحطي وش البراءة، بس أنا مش بيخيل عليا الكلام ده
-ندى: اهيء...

-أحد الفتيات: احنا ماشيين
-وفاء: استنوني انا جاية معاكو، يالا بينا يا بنات
-مايا وهي تبتسم ابتسامة شيطانية: ابقي بصي ع أدك يا حلوة
-ندى: ربنا مطلع وعارف انك ظلمتيني، وان شاء الله ربنا هايجيبلي حقي منك.

ثم رحلت ندى وعيناها تفيض من الدمع...

كان يوسف ورضوى وأحمد يراقبون الوضع من بعيد و...
-يوسف: مش شايفين ان مايا زودتها
-رضوى: انت عارف يا جوو كويس ان مايا مش بتحب حد يفرض نفسه علينا
-يوسف: ماشي بس ده مايمنعش انها احرجت البنت قصاد أصحابها، وأكيد ادتها كلام جامد
-أحمد: من الناحية دي أنا واثق ان مايا حدفت طوب مش كلام جامد وبس
-يوسف: الله، ده الكل ماشي، والبنت بتعيط
-رضوى: اها
-يوسف: اوووف، مكنش ليه لازمة والله ده كله، أنا بجد مضايق
-احمد: اهوو اللي حصل بقى.

عادت مايا إلى أصدقائها مرة أخرى وابتسامة النصر تعلو وجهها و...
-مايا: فضحتها قدام أصحابها، كنتوا شوفوا شكلها وهي مش عارفة ترد عليا
-يوسف بضيق: واستفدي ايه لما عملتي ده
-مايا: الله! يعني كنت عاوزني أسكت عن اللي عملته
-يوسف: بس هي معملتش حاجة تستاهل كل ده
-مايا: وانت محموء أوي ليها كده ليه
-يوسف: أنا بس حاسس انك بالغتي في اللي عملتيه وهي مالهاش ذنب.

-رضوى: أنا مع يوسف في كلامه
-مايا: مش انتي كنتي موافقاني يا رضوى ع اللي عملته
-رضوى: أنا متخيلتش انك تقومي تحرجيها بالشكل ده
-يوسف: بقولكم ايه انا ماشي
-أحمد: ليه بس كده يا عم جوو
-يوسف: مافيش تعبان وعاوز أرتاح
-مايا: طب ومروان؟ والأكل اللي زمانته هيجيبوه ويجي
-يوسف: ألف هنا
-احمد: طب كُل الأول وبعد كده امشي
-يوسف: ماليش نفس.

في نفس الوقت كانت ندى في طريقها للخروج من الكلية وهي شبه منهارة مما حدث، هي لم تكن تعلم أنها ستقابل أشخاصاً بمثل هذا السوء، ورغم شعورها بالاعياء إلا أنها تحاملت على نفسها حتى لا تسقط على الأرض
-ندى في نفسها: يا رب انت عارف أنا اتظلمت أد ايه، ساعدني يا رب واكشف الحقيقة، مش لازم أستنى هنا ثانية واحدة.

كان مروان قد عاد لتوه إلى الكلية واستغرب لرؤية تلك الفتاة الباكبة وتذكر أنه قابلها من قبل، ولكنه لم يريد أن يتدخل حتى لا تحرجه واكتفى فقط بالنظر إليها من بعيد حتى خرجت تماماً من الكلية
-مروان في نفسه: الله مش دي البت بتاعة الكتب باين، هي مالها؟ الظاهر ان في حاجة جامدة عكننت عليها، أنا مالي بدل ماتقولي كلمة بايخة، أنا مش ناقص احراج تاني النهاردة

توجه مروان إلى الكافيه حيث يجلس أصدقائه، ولكنه تفاجيء بيوسف في طريقه و..
-مروان: يوسف! انت رايح فين؟ ده انا جبت الغدا
-يوسف: ماليش نفس
-مروان: في ايه اللي حصل
-يوسف: معلش يا مروان مضايق شوية
-مروان: في حد زعلك؟ في دكتور تاني كلمك؟

-يوسف: لأ، بس أنا عاوز أمشي، بعدين هابقى أكلمك
-مروان: طب والأكل؟
-يوسف: وديه للشلة هتلاقيهم لسه أعدين في الكافيه
-مروان: أوديه للشلة، لأ اكيد في حاجة حصلت؟ ما تقولي
-يوسف: معلش يا مروان، بعدين نبقى نتكلم، سلام دلوقتي.

-مروان: هو ماله! هو اليوم انضرب باين عليه، أما أروح أشوف بقية الجماعة.

وصل مروان إلى الكافيه ليجد أن أحمد ومايا ورضوى قد جمعوا أشيائهم وفي طريقهم للذهاب، فتعجب لهذا و...
-مروان: انتو رايحين فين انتو كمان؟
-أحمد: ماشيين
-مروان: ليه؟
-مايا: مخنوقين
-مروان: هو أنا كل ما اكلم حد النهاردة يقولي مخنوق، في ايه اللي بيحصل بالظبط
-رضوى: مش وقته يا مروان
-مروان: طب والأكل اللي أنا جايبه ده؟

-رضوى: الظاهر ان مش مكتوبلنا ناكل سوا النهاردة، يالا باي أشوفكم بكرة
-أحمد: وانا كمان
-مايا وهي تضع نظارتها: باي يا ماروو
-مروان باستغراب: باي يا ماروو.. تصدقوا أنا غلطان اني جبتلكم أكل، ابقوا قابلوني ولو سكعت تاني مشوار عشانكو.

انصرف الجميع من الكلية، وقرر مروان ان يتوجه إلى شركة أبيه و...
-مروان: أحسن حاجة أعملها إني أروح أتغدى مع بابا..!.

في منزل صلاح الدسوقي
طرقت ندى باب المنزل ففتحت لها والدتها وتفاجئت بوجهها الذابل والحزين و...
-زينب: نــــــــــــدى!
-ندى وهي تحاول أن تخفي حزنها: ازيك يا ماما
-زينب: ايه اللي رجعك بدري يا بنتي؟ انتي مش كان عندك محاضرات لحد بالليل باين
-ندى: معلش يا ماما أصلي تعبانة شوية
-زينب بخضة: مالك يا حبيبتي؟

-ندى: مافيش يا ماما
-زينب: مافيش ازاي ده انتي وشك أصفر ودبلان
-ندى: مـ...معلش يا ماما.

دلفت ندى لداخل الصالة ثم أمسكت برأسها وشعرت بثقل كبير فيها، فرأتها نيرة فأسرعت إليها و...
-نيرة: ندى مالك
-ندى: مـ... مافيش
-نيرة: يا بنتي بصي لنفسك
-ندى: أنا محتاجة أنام
-نيرة: طب تعالي معايا.

ساعدت نيرة اختها ندى في الدخول لغرفتهما ثم أجلستها على الفراش و..
-ندى: ممكن يا نيرة كوباية عصير
-نيرة: حاضر.

-زينب وهي تربت على كتف ابنتها: في ايه يا نودة؟
-ندى: آآآ...
-زينب: قوليلي يا حبيبتي ع اللي مزعلك
-ندى: هه
-زينب: فكراني مش هاعرف لما تكوني مضايقة
-ندى: أنا بس تعبانة عشان اتبرعت بالدم
-زينب: ايييه؟ اتبرعتي بالدم؟
-ندى: عمل خيري فتلاقيني مش قادرة من كده
-زينب: ومخدتيش حاجة بعدها؟

-ندى: لأ
-زينب: أتاري وشك أصفر وهمدان، ثواني يا حبيبتي هاعملك أكلة ترد الدموية في وشك
-نيرة وهي تدلف للغرفة: وأنا جيبتلك شوب عصير فريش هينعشك
-ندى: شكراً يا نيرووو.

في شركة النقيب للاستيراد
وصل مروان إلى شركة والده فهي، ركن سيارته أمام بوابة الشركة ثم ترجل منها ودلف للداخل، سأل موظف الاستقبال عن والده ثم لمح طفلة صغيرة نائمة على المقعد فاستفسر عنها و...

-مروان: بقولك هو بابا فاضي ولا مشغول
-موظف الاستقبال: فهمي باشا عنده اجتماع وشوية وهينتهي منه
-مروان وقد لمح فاطيما: اها.. الله اومال مين دي؟

-موظف الاستقبال: دي بنت الأستاذ صلاح اللي والد سيادتك مجتمع معاه
-مروان: أها، طب وسايبنها نايمة كده؟
-موظف الاستقبال: مقدرش اعملها حاجة
-مروان: انت عارف بابا لو شافها كده هيزعق، فأحسن حاجة أصحيها بدل ما البنت يا عيني تتخض ولا حاجة.

توجه مروان إلى فاطيما وحاول أن يوقظها و..
-مروان: انتي يا أمورة، يا كتكوتة
-فاطيما: هـ...
-مروان: انتي يا حلوة، اصحي يا لوزة
-فاطيما بصوت ناعس: انا..أنا مش لوزة، انا طمطم
-مروان باستغراب: طمطم
-فاطيما: اه
-مروان: ماشي يا طمطم
-فاطيما وهي تدعك عيناها: انت مين؟ وبابا فين؟

-مروان: أنا مروان، وباباكي لسه مخلصش
-فاطيما: ياه كل ده مخلصش، أنا زهقت، اووف
-مروان: يالا معلش دلوقتي يخلص
-فاطيما: بس أنا جوعت أوي
-مروان وفد اخذ يفكر في شيء ما: هه
-فاطيما وهي تفتح حقيبتها وتبحث فيها: الشندوتش خلص ومافيش تشيووكليت معايا
-مروان: طب أنا معايا أكل، اجيبلك وناكل سوا..

-فاطيما: لأ.. أنا ماما قالتي مخدتش اكل من حد غريب
-مروان: بس أنا مش حد غريب، أنا مروان، وبعدين أنا معايا أكل، فراخ مشوية وشاورمة وحاجات حلوة
-فاطيما: Yummy.. ودول سخنين؟
-مروان: أه، ومعاهم كمان بطاطس محمرة
-فاطيما: طب بص أنا هاخد منك حتة صغنتوتة وانت مش تقول لماما، ماشي؟
-مروان مبتسماً: طيب
-فاطيما هامسة: ده هيبقى سرنا الصغنن زي عمو مجدي ما بيقولي
-مروان باستغراب: عمو مجدي! مين ده؟
-فاطيما: ده السواق بتاعنا بيخليني آآآ...

-صلاح مقاطعاً من بعيد: فاطيما...!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة