قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والأربعون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 1 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثامن والأربعون

في شركة سليم الكومي للاستثمار والتطوير العقاري
قص يوسف على والده ما حدث مع الأستاذ صلاح الدسوقي، وتفاجيء يوسف بأن والده يعرف بكل ما جرى بالتفصيل، تعجب كثيراً لهذا، ولكان زال سبب التعجب حينما عرف أن فهمي النقيب كان يسعى جاهداً هو الأخر من اجل الوصول إلى صلاح الدسوقي، وإصلاح خطأه..
-يوسف بدهشة: حضرتك كنت عارف ده كله
-سليم: ايوه يا جوو، عمك فهمي قلب الدنيا ع صلاح عشان يوصله، واتصدم لما عرف بالتطورات الأخيرة
-يوسف: طب وناوي ع ايه؟

-سليم: والله احنا هنحاول نوصله في السعودية، وان شاء الله خير
-يوسف: يا رب يا بابا لأحسن أنا هاتجنن، قصدي أنا ومروان عاوزين نطمن
-سليم مبتسماً: إن شاء الله خير يا بني، سيبها على الله وكل حاجة هتتحل، احنا مش ساكتين.

ظل يوسف يفكر ملياً في أمر ما قد دار في رأسه و...
-يوسف: طب أنا عندي اقتراح
-سليم: ها؟
-يوسف: احنا معانا رقم الراجل اللي اسمه على، صاحب الأستاذ صلاح، ايه {ايك نكلمه ونعرف منه تليفونات صلاح ولا حتى عنوانه في السعودية
-سليم متعجباً: وده هنكلمه بمناسبة ايه؟
-يوسف: احنا هانقوله اننا عاوزين نشتري الشقة بتاعته، حاجة كده وكده يعني وآآآ...

دلف مروان إلى غرفة المكتب فجأة هو ووالده وتدخل في الحديث و..
-مروان مقاطعاً بجدية: أنا نويت أشتري شقة عم صلاح
-سليم: تعالى يا مروان، ازيك يا فهمي؟ عامل ايه الوقتي؟
-فهمي مصافحاً إياه: الحمد لله يا سليم، انت أخبارك ايه.

-يوسف عاقداً حاجبيه: نويت! ده هزار يا مروان
-مروان: أنا بقى مش بهزر، أنا فعلاً قررت أشتري الشقة بتاعته
-يوسف: طب ليه؟ احنا مش محتاجين نشتريها، احنا محتاجين بس نعرف ايه هو عنوانه
-مروان: وأنا مش هاستنى ان المكان اللي كانت عايشة فيه نيرة انه يضيع هو التاني..!
-يوسف بحيرة: أنا مش فاهم حاجة
-سليم وهو يشير للجميع بالجلوس: ما تفهمنا يا فهمي على اللي في دماغك.

جلس الجميع حول طاولة الاجتماعات، وبدأ فهمي في الحديث..
-فهمي موضحاً: أنا بعد لما عرفت اللي حصل لصلاح، دورت والله عليه عشان أعوضه عن اللي اتسببتله فيه، لكن للأسف عرفت متأخر انه صفى شغله وسافر، ولما مروان قالي ع موضوع بيع شقة صلاح، فأنا قولت ليه ما نشتريهاش احنا بدل ما يجي الغريب ويشتريها
-سليم: طب وانت هتستفاد ايه يا فهمي؟

-فهمي: مش أنا اللي هاستفيد، ده مروان
-مروان: أنا هحافظ ع الشقة دي لحد ما نيرة وعيلتها يرجعوا بالسلامة وأسلمهالهم.. –فهمي: ده أقل تعويض ليهم عن اللي أنا عملته فيهم
-سليم: بجد أنا مش عارف أقول ايه
-يوسف: يااااه يا مروان، أنا متخيلتش انك تفكر بالشكل ده
-مروان: أنا اتغيرت يا جوو، وعندي أمل ان بمعارف بابا هنقدر نوصل لعم صلاح ونخليه يرجع القاهرة تاني
-يوسف: يااااا رب
-سليم: ولحد ما نقدر نوصل ليهم انتو يا ولاد عليكم دور مهم
-يوسف: ايه يا بابا؟

-سليم: لازم تاخدوا بالكم من دراستكم، الوقت عدى والامتحانات خلاص ع الأبواب، وبعدين كان زمانكم متخرجين؟ صح ولا أنا غلطان؟ ما تقول حاجة يا فهمي
-فهمي مؤكداً: سليم بيتكلم صح.. ركزوا انتو في دراستكم وامتحاناتكم واحنا هنتولى موضوع صلاح وعيلته.. وأوعدك يا بني ان أنا مش هيهدالي بال إلا لما أوصلهم مهما كلفني الموضوع
-مروان وهو يربت على ظهر والده: ربنا يخليك ليا يا بابا.

بعد مرور عدة أيام
استطاع صلاح بفضل سمعته الطيبة وخبرته السابقة في مجال المقاولات بالسعودية أن يحصل على عمل مستقر نوعاً ما، ومن خلاله تعرف على أحد رجال الأعمال الهامين والمقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة..
أقترح ذلك الرجل عليه أن ينتقل هو وأسرته للعمل بالامارات وفتح مكتب خاص به للمقاولات هناك، وتعهد الرجل بأنه يساعده ويسانده حتى يقف العمل على قدميه، وما شجعه على هذا هو أن مجالات العمل أوسع، وفرص الربح وتحقيق الثراء اكبر.. خاصة أن دولة الامارات تفتح ذراعيها للجميع.

احتار صلاح في أمر ذلك العرض المغري كثيراً، هل يقبل به ويقبل بالمغامرة ويبدأ من جديد هو وأسرته رغم التحديات التي من المتوقع أن يواجهها هناك في ذلك المكان الجديد، أم يظل في السعودية حيث بدأ وعرف طبيعة العمل في ذلك المكان؟.

-صلاح والحيرة تبدو جلية عليه: والله يا زينب ما عارف اعمل ايه
-زينب: اللي يريحك يا حاج اعمله واحنا معاك
-صلاح بتردد: انا خايف ارفض الفرصة اللي جاتلي دي يمكن معرفش أعوضها، وخايف اقبل واضيع كل حاجة
-زينب: طالما انت مخلص في شغلك يبقى خايف من ايه..

-صلاح: الحمد لله يا زينب، أنا لو اتحطيت في أي حاجة هاسد بفضل الله، بس برضوه مقلق مش مطمن
-زينب: اللي فيه مصلحتك ومصلحة البنات يا حاج اعمله
-صلاح: لو هابص لمصلحة البنات يبقى الشغل في الامارات أحسن، لو هابص لمصلحتي يبقى شغلي هنا أضمن
-زينب وهي تزم شفتيها: والله يا حاج مابقاش في حاجة مضمونة في الزمن ده.. انت نسيت اللي حصلنا في مصر ولا ايه؟

-صلاح: لأ مانستش، وده اللي مخليني خايف وقلقان
-زينب: صلي لربنا واستخيره، وان شاء الله أنا معاك في اللي تختاره
-صلاح: أنا محتاج فعلاً افكر كويس، واصلي، واللي فيه الخير يقدمه ربنا
-زينب: ربنا يكتبلك الخير كله يا حاج، ويعوضنا ع اللي فات...

حسم الأستاذ صلاح أمره في النهاية وقرر أن ينتقل هو وأسرته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً في دبي.. دعمت أسرته قراره هذا، فهم على يقين ان صلاح قد اختار الصالح والأفضل لهم..
وبالفعل انتقلوا للعيش هناك حيث تبدأ مرحلة جديدة في حياة البنات...

أوصى فهمي بعضاً من معارفه ذوي الصلات ببعض رجال الأعمال بالسعودية بمحاولة تقصي أي شيء يخص صلاح الدسوقي...
ورغم هذا لم يصل فهمي إلى أي جديد بشأن صلاح وأسرته، فأخر ما وصله هو انه ترك عمله بالسعودية وانتقل هو وأسرته إلى مكان أخر.. ولكن للأسف لم يعلم أين هذا المكان.. ولكنه عاهد نفسه على الاستمرار في البحث عنه...

استطاع مروان أن ينجح في شراء شقة صلاح الدسوقي وبثمن باهظ، حاول مع علي كثيراً لكي يعرف أي شيء عن صلاح وعائلته، ولكن فشل في هذا لأن علي نفسه لم يكن يعلم عنهم إلا القليل.. فأخباره قد انقطعت بعد أن أرسل له التحويل المالي الأخير والخاص ببيع شقته..

كاد مروان أن يجن ويفقد عقله مما حدث، ولكن ما كان يواسيه ويهون عليه آلام الفراق هو أنه يومياً يقضي بضعة ساعات في منزل صلاح الدسوقي وتحديداً على فراش نيرة.. يظل جالساً بالساعات عليه متأملاً المكان الذي كانت تقضي فيه أغلب وقتها..
ثم ما يلبث في النهاية أن يبكي شوقاً ولهفاً عليها.. يحاول أن يهديء نفسه ولكن لا ينجح فهي قد أخذت روحه معها برحيلها عنه، تركته جسداً بلا روح...

لقد تغيرت طباع مروان كثيراً مع غيره، اعتكف على نفسه، لم يعد له من الأصدقاء سوى يوسف تقريباً، خاصة بعد أن قطع علاقته بمايا وكل من يمت لها بصلة...
أراد أن ينسى الماضي، ولكن تأبى الذكريات أن تنساه، فكلما حاول أن ينسى تذكر أكثر واكثر..

لم تختلف حال يوسف كثيراً عن مروان، صار اكثر خشونة في التعامل مع الغير، قلبه لم يعرف الحب إلا لندى، وعاهد نفسه ألا يجعل قلبه يدق مرة أخرى إلا لها فقط...

كان مروان قد اخبر يوسف من قبل عن شغف ندى بالقراءة، خاصة بعد أن وجد مكتبتها الصغيرة في منزلهم.. فعكف يوسف على شراء كتاب رومانسي جديد كل أسبوع لها، ثم يفتح أول صفحاته ويخط فيها بخط يده إهداءاً خاصاً لندى...

يوسف لم يعشق القراءة يوماً، هو ليس من هواة الكتب أصلاً، ولكن لأنه أدرك مدى حب ندى لذلك الشيء، فقرر أن يكون على صلة بها بطريقة أو بأخرى، كان يوسف يرى الحب والرومانسية في تلك الكتب التي طيالعها أنها متجسدة في شخص ندى، ندى وفقط هي البطلة مهما تغيرت الشخصيات والأسماء...

بعد مرور ثلاثة أعوام كاملة
تغيرت الأوضاع كثيراً خلال تلك الأعوام المنصرمة، فحال الأستاذ صلاح الدسوقي تحسن كثيراً بفضل تعبه واجتهاده المتواصل، هو لم يتوانى لحظة واحدة عن العمل، ولم يكل أو يشتكي يوماً، وذلك فقط لتعويض بناته عما تعرضن له من قبل..

نجح صلاح في تأسيس مكتب المقاولات الخاص به في دبي، وحصل على كثير من الصفقات والاتفاقيات، ونتيجة لسمعته الطيبة استطاع أن يجذب الكثير من العملاء ويضع اسمه بقوة وسط اهم مكاتب المقاولات بدولة الإمارات...
وساعدته ندى كثيراً -والتي أنهت دراستها الجامعية- في عمله...

لقد كانت ندى مشورع سيدة أعمال صغيرة وناجحة، كل شيء عندها مرتب، منظم، مرتبط.. تعلمت الالتزام والمثابرة من والدها وتفوقت عليه بذكائها..
كان صلاح منبهراً كثيراً بالتغيير الايجابي الذي طرأ على ابنته الكبرى ندى.. فهي لم تستسلم وتضعف، ولكنها صارت أفضل حالاً من قبل وكأن تلك التجربة التي مروا بها جميعاً قد علمتهم شيئاً هاماً وهو الصمود والسعي إلى النجاح والاصرار عليه مهما كلف الأمر...

اجتهدت ندى كثيراً وبذلت أقصى جهدها حتى تضمن وقوف عمل والدها على قدميه.. وكان نجاحه هو نجاحها الشخصي، لذا لم تبخل بوقتها ولا بأي شيء من اجل والدها...

ورغم انشغالها الدائم إلا أنها لم تنقطع عن هوايتها المفضلة وهي قراءة الروايات الرومانسية، فقد كانت تخصص لنفسها وقتاً يومياً، ووقتاً أخر اسبوعياً لقراءة بعض القصص الرومانسية القصيرة أو لتنتهي من رواية ما طويلة...

ظل القاسم المشترك بينها وبين يوسف هو الكتب واقتنائها.. ولكن لم يعلم كلاهما هذا عن الأخر...

أما عن أحوال نيرة فقد تغيرت تماماً، اختلفت نيرة عن ذي قبل، والاختلاف هنا ليس في المظهر فقط، ولكن في الطباع أيضاً..
التحقت نيرة بكلية التجارة بأحد الجامعات الخاصة هناك، وكانت إلى حد ما تحاول توفيق أوضاعها فيها..
قصرت نيرة من طول شعرها رغم اعتراض والدتها على هذا، ولكنها أرادت أن تتمرد على طبيعتها، دائماً ما تعمد لجعل شعرها مموجاً تموجات شديدة.. حاولت زينب معها ولكنها لم تقدر على عنادها...

صارت نيرة أكثر حدة مع الرجال وما يخصهم، حاول الكثيرون –خاصة في الكلية- التقرب منها، ولكنها كانت تعاملهم معاملة جافة قاسية، ولا تعبأ بهم ولا بتعليقاتهم الساخرة عنها، هي أقسمت ألا تثق برجل، ألا تضع أمرها بين يدي رجل مهما كان، هي سيدة قرارها...

أما عن فاطيما فقد أصبح أكثر جمالاً واشراقاً، ورغم هذا ظلت محتفظة بشخصيتها المرحة الصبيانية والصريحة..
حمدت زينب الله كثيراً أن فاطيما لم تتغير.. فقد كانت تعاني الأمرين مع نيرة، أما عن ندى فقد كانت تتركها لشأنها...

تخرج كلاً من يوسف ومروان، وقررا أن يعملا سوياً في مجال الانشاءات والمقاولات..
استطاعا بفضل الله أولاً ودعم والديهما أن يؤسسا شركتهم الخاصة، وأثبتا بعد كفاح مستمر أنهما قادران على ادارتها بكفاءة... كونا كلاهما اسماً خاصاً بهما بين رجال الأعمال الشباب.. رفض كلاهما مسألة الارتباط رغم محاولات والديهم المستمرة، و تمسك كل منهما بحبه الضائع...

وفي أحد الأيام قررت زينب بعد أن شعرت بالضجر والضيق من انشغال صلاح وندى بالعمل المستمر أن تعود لمصر في اجازة قصيرة لتقضي وقتاً طيباً بها...

رفض صلاح في البداية أن تنزل زينب بمفردها، ولكن بعد إصرار منها واقف على أن تعود لمصر ولكن بشرط واحد وهو العودة بصحبة نيرة وفاطيما، ثم يلحق بها هو وندى ويقضيا فترة لا تتجاوز الأسبوعين كأقصى تقدير على أن يعود الجميع معاً إلى الامارات...

وافقت زينب على مضض، فهي كانت تريد أن تقضي وقتاً أطول في القاهرة، ولكن ليس باليد حيلة...

وبالفعل حجز صلاح لها ولنيرة وفاطيما تذاكر العودة للقاهرة، كانت نيرة هي الوحيدة المتزمرة بشأن تلك الرحلة.. كانت تود أن تقضي كل وقتها في دبي والتنقل بين الأماكن السياحية المبهرة بها
-نيرة بضيق: أنا مكونتش عاوزة أنزل
-زينب: ده هما يومين بس يا نيرة
-نيرة بضيق: اسمي ناروو.

-زينب: ايه الاسم العجيب ده؟ مالها نيرة، ماهو طول عمره حلو
-نيرة بحنق: عاجبني، بصي يا ماما من الأخر كده أنا مش مسافرة ولا عاوزة أقعد في مصر دي ولا حتى ساعة واحدة، ايه اللي يخليني أسيب دبي عشان انزل البلد دي..!
-زينب: دي بلدنا يا بنتي
-نيرة بقرف: لأمش بلدي، كنتي خدي ندى وسيبني.

-زينب: بقولك ايه، أنا خلاص معنتش حمل مناهدة معاكي، هو أبوكي قال كده، وانتي لو مش عاجبك كلميه
-نيرة وهي تزفر في ضيق: بتمسكيني من ايدي اللي بتوجعني
-زينب: كويس انك عارفة ابوكي
-نيرة: ماشي يا ماما، بس أحنا هننزل ع شرم مش القاهرة، اوك
-زينب: ابوكي حجزلنا في قرية جديدة فاتحة في الساحل الشمالي، هنقضي فيها اسبوعين
-نيرة: أنا مش عاوزة الساحل
-زينب: حتى في دي هتزهأيني، أنا ماشية من قدامك بدل ما ضغطي يعلى..!
-نيرة بعناد وصوت مرتفع: برضوه هانروح شرم.

بعد عدة أيام
في أحد القرى السياحية بالساحل الشمالي
وصلت زينب ومعها ابنتيها نيرة وفاطيما إلى مطار القاهرة ثم انتقلن بسيارة خاصة إلى القرية السياحية الجديدة.

أقل ما يُقال عن تلك القرية أنها جنة الله على الأرض، لقد تم انشائها قبل عام وصممت على الطراز الفرنسي وكانت الوانها هادئة ومبهجة للعين، ووفر صاحبها فيها كل ما يحتاجه الزائر أو السائح من خدمات لكي يستمتع أثناء اقامته فيها.. الحدائق والخضرة تحيط بكل الشاليهات الموجودة بها، حتى الغرف الفندقية تطل على حدائق صغيرة خاصة.. وهناك حمامات سباحة منوعة وموزعة في أنحاء القرية، بالاضافة إلى حمام السباحة الرئيسي الموجود في وسطها...

-زينب وعلامات الانبهار تعلو وجهها: ماشاء الله، المكان شكله جميل أوي
-نيرة باقتضاب: عادي
-فاطيما: عادي ايه يا ناروو، ده تحففففة، انتي مش شايفة الـ design بتاعه عامل ازاي
-نيرة: اوووف، توتا بليز، أنا دماغي أد كده ومصدعة، فخفي عني، اوك
-فاطيما: اوك.

توجهت زينب والفتاتين إلى الاستقبال بالقرية حيث انتهوا من اجراءات تسجيل الدخول.. أخذ العامل حقائبهن وتوجه بهم إلى الشاليه الذي حجزوه مسبقاً.

أعطت زينب بقشيشاً للعامل الذي شكرها على كرمها الزائد، ثم ألقت نيرة بنفسها على الفراش، ولحقت فاطيما بها و...
-نيرة: هاموت من الصداع
-فاطيما: احنا ملحقناش نرتاح، يدوب من الطيارة ع القرية
-نيرة: أنا عاوزة أنام ومحدش يصحيني إلا لما تقولولي إنكم راجعين دبي
-فاطيما ضاحكة: هههههههههههههه يبقى كده مش هاتصحي خالص!
-نيرة: يكون احسن
-فاطيما: بس أنا مايهونش عليا أسيبك نايمة، خـــــــــدي.

قامت فاطيما بإلقاء الوسادة على رأس اختها نيرة مما أشعل الغضب بها و...
-نيرة: الظاهر انك عاوزاني أتشاكل معاكي زي زمان
-فاطيما بدلع: يا ريت
-نيرة وهي تمسك بالوسادة: يبقى انتي الجانية ع نفسك.

وبدأت فاطيما ونيرة حربهما المعتادة بالوسائد.. تعالت الضحكات وتأوهات الآلم، ورغم أنها حاولت أن تبدو صارمة، متكلفة، متعالية، جادة، حادة مع الأخرين، إلا أنه ظل بنيرة شيئاً ما صبيانياً يحمل من شخصيتها السابقة روح فتاة مازحة تتجاوب مع من حولها ببساطة وعفوية...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة