قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والثلاثون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 1 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والثلاثون

لم تتحمل ندى أن تتلقى الكثير من الاهانات والاتهامات الباطلة، فشعرت بأنها أضعف من أن تتحمل كل هذا، فبدأت الدنيا تظلم في عينيها، وضعت يدها على رأسها، وبدأت تترنح وهي واقفة، ثم انهارت فاقدة للوعي.. لمحتها نيرة فصرخت على الفور..
-ندى في نفسها: كفاية حرام.. أنا معنتش قادرة أستحمل أكتر من كده.. لألأ كده كتير
.. آآآآآه
-نيرة بصريخ: نــــدى! مالك
-ندى وقد بدأت تفقد الوعي: آآآ...

انتبه يوسف لصوت نيرة، فالتفت لندى على الفور، ولأنه كان الأقرب لندى فأسرع بامساكها، وضمها إليه وقد غابت عن الوعي تماماً...!
-نيرة بفزع: نـــــــدى
-يوسف بخوف شديد: نــــــدى، مالك
-فاطيما: ندى!
-مروان: يا ساتر يا رب.

أمسك يوسف بندى بكلتا ذراعيه، ورفعها قليلاً إليه، ثم مد احد ذراعيه خلف ظهرها، و الأخر أسفل ركبيتها ثم حملها ووضعها على أقرب مقعد ثنائي..
-يوسف وهو يحملها:ندى،.. ندى
-نيرة: ندى حصلك ايه
-مروان: اسندها هنا يا يوسف
-مايا بقرف: هــه.

وما إن وضع يوسف ندى على المقعد حتى وضع كف يده على وجنتها لكي يهز رأسها ويحاول افاقتها بهدوء، كان القلق يبدو جلياً على وجهه و...
-يوسف بخوف: نــــدى.. ردي عليا!.. نــــدى.

أمسكت نيرة بكف اختها ندى وظلت تفرك فيه بكلتا يديه لكي تفيق، ولكن دون جدوى..
-نيرة بخوف وقلق: نـــدى.. يا ندى، دي..دي ايدها متلجة أوي
-مروان: الموقف صعب وماستحملتش
-مايا: ده كهن بنات
-نيرة: ابعدي عننا السعادي، انتي السبب
-فاطيما وهي تدفع مايا: امشي بعيد عن اختي يا وحشة
-مايا وهي تقاومها: اسكتي يا شبر ونص!.

كان يوسف يحاول إفاقة ندى بأي شكل، ظل يضرب وجنتيها برفق لكي تستجيب معه، كانت مايا تقف في الخلف والضيق يعتريها، لم ترغب في استمرار يوسف فيما يفعل، لذا بدأت بالسخرية والتهكم على ندى و...
-مايا بتهكم: ايوه، اعملي نفسك مغمى ليكي، فرصة تكملي الفيلم البايخ بتاعك ده
-يوسف: مايا.. من فضلك اسكتي بقى
-نيرة بصوت حاد: ما تحترمي نفسك شوية وتتكلمي عن اختي عدل
-مايا: ماهو واضح اوي ان اختك تصرفتها عدل.

كان الوضع شبة متأزم، ولأن مروان على معرفة بتصرفات نيرة الطائشة وردود فعلها السريعة فكان عليه أن يتدخل فوراً،لذا طلب من مايا أن تنزل من الحافلة على الفور و...
-مروان وهو يدفع مايا برفق بعيداً: مايا، بعد اذنك ممكن تنزلي الوقتي
-مايا رافضة: لأ.. وأنزل ليه، أنا عاوزة أشوف اخرت التمثيلية دي ايه
-مروان بصوت خافت: تمثيلية ولا مسرحية فمافيش داعي لأي تعليق منك
-مايا: خلاص خلاص.. اديني هاسكت.

ظل يوسف يضغط قليلاً على أعلى أنف ندى باصبعيه كي تستجيب هي للآلم، وبالفعل بدأت تلك الحركة تأتي باستجابة و..
-فاطيما بعدم فهم: انت بتعمل ايه
-يوسف موضحاً: أنا بحاول أفوقها
-فاطيما: ازاي
-يوسف مكملاً: أنا بضغط بايدي على الحتة دي هنا عشان تفوق ندى
-فاطيما: بس مش كده هتوجعها
-يوسف: ايوه، وده اللي انا عاوزه.

لم تتحمل مايا ما يقوم به يوسف، فقررت أن تتصرف هي، حيث أخرجت من حقيبتها زجاجة مياه، ثم فتحتها واقتربت من ندى...
-مايا بغيظ: لأ كده كتير... أنا مش هأقدر أقف ساكتة اتفرج ع اللي بيحصل.

وفجـــأة رشقت مايا وجه ندى بالمياه وسط ذهول الجميع و...
طشششششششش
-يوسف فاغراً فاه: هـــاه
-نيرة بذهول: ايه ده
-مايا: خـــدي، الوقتي كده هتفوقي
-مروان: يادي النصيبة
-فاطيما: ايه المياه دي
-يوسف بصوت حاد: ايه اللي عملتيه ده يا مايا؟ في حد يتصرف كده
-مايا: هو ده اللي عندي
-نيرة والغضب يعلو وجهها: وربنا ماسيباكي.

انقضت نيرة على مايا كما ينقض الأسد على فريسته، حيث اندفعت بكل قوة تجاه مايا، مما جعلها ترتد للخلف وتسقط على المقعد المجاور، ثم أخذت نيرة تجذبها بشدة من شعرها، وتضربها بيديها على جسدها، بل إنها غرزت أنيابها في ذراع مايا التي كانت تستغيب بيوسف ومروان و..

-نيرة وهي تكيل لمايا: ده انا هاطلع غلب النهاردة فيكي
-مايابصريخ: عااا... الحقوووني، سيبني يا متوحشة، ابعدي عني
-نيرة: احنا كنا ناقصينك، خــــدي..!
-مايا مستغيثة: الحقني يا يوسف، الحقني يا مروان، هاموت في ايد البت دي.

لم يكن أمام مروان سوى التدخل والفصل بين الاثنين، فقام بجذب نيرة بعيداً عن مايا من ذراعها، وحاول ابعادها للخلف، وحينما نجح في هذا وقف حائلاً بينها وبين مايا.. حيث كان ظهره لنيرة ووجهه لمايا و...
-مروان: ماينفعش كده يا جماعة
-مايا وهي تدفع نيرة: حوشها عني
-مروان: ابعدي يا نيرة عنها
-نيرة: مش هاسيبها النهاردة
-مروان: كفاااية
-مايا متآلمة: آآآه.. يا بيئة يا لوكال.

حاول يوسف تجفيف وجه ندى ومسح المياه عن وجهها، وفي نفس الوقت بدأت ندى تستعيد وعيها تدريجياً، مما جعل يوسف يستمر فيما يفعل، بالاضافة إلى تدليكه لكف يدها بكلتا يديه و..
-ندى وهي تحرك رأسها قليلاً: آآ... آآ
-يوسف: نـــدى.. ندى
-فاطيما: هي بتفوق، صح؟
-يوسف بلهفة: ايوه.. نـــدى.. سمعاني.. يا ندى

حجز مروان نيرة في الجزء الخلف من الحافلة بجسده، ورغم أنها كانت ضئيلة الحجم بالنسبة إليه إلا انها كانت تحاول بكل ما استطاعت من قوة أن تطول مايا بيدها و..
-نيرة وهي تمد ذراعيها: اوعى بس، خليني اجيبها من شعرها
-مروان: اهدي انتي التانية
-مايا: أنا هاعملك محضر وأسجنك
-نيرة: تسجيني مين يا معصعصة يا بنت الـ *****.

-مروان بحدة: بسسسسسسس.. شتيمة وقلة آدب لأ
-مايا: خليك شاهد هي بتعمل ايه، وأدي أول قضية هرفعها ضدك
-نيرة: ارفعي ان شاء الله عشرة هو أنا يهمني
-مروان: بس أنا يهمني
-مايا: أنا هعملك محضر واتهمك فيه بالسب والقذف يا تربية الشوارع، وهسجنك
-مروان: انزلي يا مايا من الباص، كفاية كده
-مايا: ان ما وريتك، مابقاش انا مايا!.

نزلت مايا من الحافلة وهي عازمة على رد الصاع صاعين لنيرة واختها.. بينما صاح مروان بنيرة أن تكف عما تفعل و...
-مروان بحدة: ارحمي نفسك شوية
-نيرة: انت مش شايف عملت ايه
-مروان: أه شوفت، وانتي اتصرفتي غلطت
-نيرة بصوت مرتفع ونرفزة: وانت مالك
-مروان بنظرات حادة: متعليش صوتك وانتي بتتكلمي معايا، فاهمة!.

-فاطيما بصوت مرتفع: ندى فاقت، ندى فـــاقت.

أوقف مروان شجاره مع نيرة حينما سمع بأن ندى قد أفاقت، وأسرع الاثنين في اتجاه ندى التي بالفعل كانت قد استعادت وعيها و..
-يوسف: نـــدى..
-ندى: آآآه
-نيرة: ندى... انتي كويسة
-مروان: ندى، سمعانا كويس؟
-ندى: اها
-يوسف بقلق: حاسة بايه قوليلي؟

-ندى: صداع.. جامد
-يوسف: معلش الوقتي هايروح
-نيرة: الحمدلله انك فوقتي
-يوسف: مروان انزل بسرعة هات عصير من أي حد لندى
-مروان: أوك ع طول
-ندى وهي تضع يدها على رأسها: مافيش داعي
-يوسف: لأ لازم تاخدي حاجة مسكرة.. حاجة تفوقك كده
-نيرة: ايوه هو بيتكلم صح.

ترجل مروان من الحافلة وتجوه على أقرب كشك يبيع العصائر والحلوى لكي يشتري منه عصيراً مثلجاً لندى...

في نفس الوقت كانت نيرة تشعر بالضيق لأن مروان كان يلومها لدفاعها عن أختها، وظنت أنه يقف بصف صديقته ( الغبية ) كما أسمتها..
-نيرة في نفسها: بتقف مع الغبية دي ضدي، وتحاميلها وهي الغلطانة، ماشي يا.. يا مروان.. ماهو الواحد غلطان انه بيعمل للي زيك قيمة..!.

خفت حدة القلق لدى يوسف حينما وجد ندى تتحدث معه، حاولت ندى أن تنهض من مكانها، ولكن رفض يوسف أن تتحرك، ثم ساعدت نيرة ندى في الاعتدال في جلستها، ورغم هذا ظلت ندى مغمضة العينين..
-ندى: أنا.. أنا عاوزة أقوم
-يوسف رافضا: لأ مش هاينفع
-نيرة: خليكي أعدة يا ندى لحد ما تفوقي خالص
-ندى: انا بقيت كويسة
-يوسف موجهاً حديثه لنيرة: طب ساعديها تقعد عدل
-نيرة وهي تهز رأسها بايجاب: أوك.

كانت ندى تشعر أن ملابسها رطبة، فوضعت يدها على صدرها لتتحسسه، وبالفعل وجدت أن ملابسها مبتلة من الأمام نتيجة القاء مايا بالماء عليها و..
-ندى وهي مغمضة العينين: مش عارفة ليه حاسة ان.. ان هدومي مبلولة
-نيرة: أصل.. آآ...في بت غبية حدفت عليكي مياه
-يوسف: احم.. معلش، الوقتي أنا هاتصرف
-ندى باحراج وقد فتحت عينيها: هاه...

تصورت ندى أنها كانت تتخيل سماعها لصوت يوسف، ولكن حينما أصبحت تقريباً واعية لكل مايحدث من حولها، وأدركت أن يوسف بالفعل واقف بجوارها شعرت بالاحراج منه، فضمت بكلتا يديها صدرها لكي تداريه، لأنها توهمت أن ملابسها أصبحت شفافة وكل شيء بالأسفل بات واضحاً له.. فمجرد ورود تلك الفكرة في مخيلتها جعل وجنتيها تكتسي بالحمرة و..

-ندى وقد ضمت صدرها بكلتا ذراعيها: انت... انت مـ.. موجود
-يوسف وقد أدار وجهه الناحية الأخرى: آآآ.. اهــا.. متقلقيش، كل حاجة هتتحل
-فاطيما: الحمدلله انك فوقتي يا نودة، أنا كنت خايفة عليكي
-ندى: شكراً يا طمطم.

توجه يوسف إلى المكان الذي يجلس فيه، ثم أنزل حقيبته الخاصة من أعلى الرف بالحافلة، وبحث فيها عن ( تي شيرته ) الخاص والذي يحمله معه لاستخدامه في حالة الطواريء، ثم عاد إلى ندى مرة أخرى ومد يده لها به و..
-يوسف: اتفضلي
-ندى: ايه ده؟

-يوسف: ده التي شيرت بتاعي البسيه عشان ماتبرديش
-ندى رافضة: لأ مش هاينفع
-يوسف باصرار: لأ هاينفع، إلبسيه انتي بس، ماهو مش معقول هتفضلي أعدة كده وهدومك مبلولة
-ندى: آآ.. دلوقتي تنشف
-نيرة: هتنشف ازاي وهي عُصرة كده
-يوسف: وانا هاقعد استنى لحد ما تنشف، وبعدين أي حد ممكن يشوف جسمك وآآآ..
-ندى وقد طأطأت رأسها في خجل: احم...

-نيرة: هو عنده حق
-يوسف: إلبسيه وخلاص
-فاطيما: ده شكله حلو يا نودة، إلبسيه
-يوسف: اسمعي كلام اختك طمطم
-ندى: بس آآآ...
-يوسف: أنا هاقف بعيد وغيري يالا هدومك
-نيرة: يالا يا ندى، ماتخفيش محدش هيشوفك
-ندى: مش هاينفع والله
-نيرة: مقدمكيش حل ده ع الأقل لحد ما نلاقي محل هدوم فاتح نشتري منه أي حاجة مناسبة
-يوسف: اختك بتكلم صح
-نيرة: يالا بسرعة قبل ما حد تاني رزل يجي
-ندى مستسلمة: طيب.

وقف يوسف بعيداً على باب الحافلة، بينما أنزلت نيرة الستائر الخاصة بالحافلة وساعدتها فاطيما، ثم بدلت ندى ملابسها وارتدت على عجالة ( التي شيرت ) الخاص بيوسف
-نيرة: أنا هنزل الستاير عشان محدش يشوف حاجة، تعالي ساعديني يا طمطم
-فاطيما: حاضر.

كان لون ( التي شيرت ) أسوداً، وعليه عبارات باللون الأبيض.. ومن الماركات العالمية الشهيرة والتي تأخذ شكل الجسم بمجرد ارتدائها.. ورغم أن مظهره رجالي، إلا أنه أعطى لندى شكلاً جذاباً ومثيراً، حيث ابرز معالم جسدها وتفاصيل قسماته و..
-يوسف من بعيد: ها، خلصتوا؟
-ندى: ثواني
-يوسف: خدي راحتك.

-نيرة: ممم.. شكلك اتغير
-ندى بصوت خافت: شكلي بقى عامل ازاي
-نيرة: يعني بقيتي مش انتي
-ندى: جسمي باين؟
-نيرة: هو مش باين بالظبط بس آآآ... بقى مجسم
-فاطيما: الله، انتي بقيتي حلوة أوي
-ندى بصدمة: ايييه؟

-يوسف بصوت مرتفع: ها يا جماعة، ايه الأخبار؟
-نيرة: خلصنا خلاص
-يوسف: اوك
-ندى باحراج: ممكن تخليك عندك ومش تيجي
-يوسف مستغرباً: ليه؟
-ندى: آآآ.. عادي يعني
-يوسف: مافيش مانع.

كانت ندى تشعر بالخجل من هيئتها تلك، وشعرت أن لو أي أحد رأها وهي ترتدي تلك الملابس ربما يتحدث عنها بالسوء
-ندى هامسة: مش ممكن حد يشوفني وانا كده
-نيرة هامسة: يعني هانعمل ايه، ماهو احنا لازم انسيب الباص وننزل
-ندى: اتصرفي، شوفيلي أي محل هدومفاتح وهاتيلي منه قميص بناتي ألبسه
-نيرة: طيب.. حاضر
-ندى: طمطم.

-فاطيما: أيوه يا نودة
-ندى: هاتيلي الشنطة بتاعتي أحطها ع صدري تداري شوية
-نيرة ساخرة: انتي هتداري ايه ولا ايه
-ندى: اهو أرحم من مافيش
-فاطيما: حاضر
-ندى: بسرعة انتي شوفي أي حد قريب من هنا فاتح
-نيرة: اوك.. رايحة.

ذهبت فاطيما إلى مقعد ندى وأحضرت منها حقيبتها، وعادت لتجلس في الخلف معها، بينما ترجلت نيرة من الحافلة لكي تبحث عن محل ملابس مجاور لكي تشتري منه قميصاً ما لندى...

كان يوسف متلهفاً لرؤية ندى وهي ترتدي ( تي شيرته ) الخاص، لم يكن يتصور أن هذا التي شيرت الذي يحضره معه دائما ً في الرحلاسيكون مصيره اليوم أن ترتديه ندى.. وهذا ما جعل الابتسامة تشرق من جديد على وجهه..
-يوسف لنيرة: انتي رايحة فين؟
-نيرة: هاشوف حاجة لندى
-يوسف: طب ماتبعديش عشان ماتهويش
-نيرة: اوك.

لم يتحرك علاء من مكانه، وإنما ظل مرابطاً امام الحافلة الأولى ومراقباً لما حدث.. وحينما رأى مايا وهي تنزل من الحافلة وعليها الغضب، قرر أن ينتهز الفرصة و...
-علاء وهو يحاول اللحاق بمايا: يا أستاذة
-مايا وهي تنظر له بقرف: عاوز ايه؟
-علاء: هو ايه اللي حصل فوق
-مايا وهي تبتعد: وانت مالك
-علاء وقد وقف أمامها: لأ مالي، أنا عاوز أعرف البت اللي فوق دي بتعمل ايه مع الواد اللي كنتي بتكلميه
-مايا: ليه؟

-علاء: أصل بنت الـ *** دي خطيبتي وكانت بتلاغيه
-مايا فاغرة فاهها: ايييه؟
-علاء: بس انا فركشت معاها، لكن عاوز أربي امها
-مايا: لأ.. احكيلي بالظبط ايه اللي حصل.

إدعى علاء بالكذب مرة أخرى على ندى، وأوهم مايا أن ندى كانت تشاغل يوسف وتداعبه، وحينما اكتشف علاء هذا ثارت ثائرته ولكنها لم تهتم وتمادت في أفعالها، فما كان منه إلا أن فسخ الخطبة على الفور، وهو الآن يحاول الثأر لكرامته و رد اعتباره
-مايا بعدم تصديق: مش ممكن، مش ممكن
-علاء: لأ صدقي، ده البت دي مُلعب، ودايرة ع حل شعرها
-مايا: ايييه؟

-علاء: بس اللي عملته معايا أنا مش هعديه، وأكيد انتي مايخلصكيش اللي حصل
-مايا وهي في قمة غيظها: بنت الـ..****، أنا هوريها
-علاء: شوفي انتي هتعملي معاها ايه، بس أنا ع نفسي مش هاسيب حقي!.

أشعل علاء فكرة الانتقام في رأس مايا التي كانت كالحمم البركانية الملتهبة، تريد أن تثور الآن في ندى وتنسفها نسفاً...

كان مروان عائداً إلى الحافلة حينما لمح نيرة وهي تسير بمفردها محركة رأسها في كل الاتجاهات وكأنها تبحث عن شيء معين، فأسرع إليها ثم استوقفها و...
-مروان: انتي رايحة فين؟.

تجاهلت نيرة مروان ولم تجبه، واستمرت في التحرك والبحث، فما كان منه إلا أن أمسكها من ذراعها واوقفها بالقوة...
-نيرة وهي تمط شفتيها: هـــه
-مروان بضيق وقد أمسكها من ذراعها: لما أكلمك تقفي وتسمعيني
-نيرة وهي تتلوى أمامه: ايييه، عاوز ايه مني؟

-مروان: رايحة فين
-نيرة: في داهية
-مروان بحدة: اتكلمي عدل
-نيرة: يوووه، ابوس ايدك تحل ع دماغي السعادي، أنا مش فايقالك
-مروان: حسني أسلوبك شوية
-نيرة: بقولك ايه، أنا مش بحب حد يفرض نفسه عليا، ولا يتحشر في اللي يخصني
-مروان وهو مشدوه بما تقوله: نـــعم؟
-نيرة مكملة: انت مش قريبي، ولا حد معينك من اهلي وصي عليا، فابعد عني، وروح أعمل الشويتين دول مع غيري.

كانت تلك العبارات اللاذعة من نيرة لمروان بمثابة الفتيل الذي أشعل القنبلة، كور مروان قبضتي يده، فلو كانت نيرة شاباً واقفاً أمامه لكان لكمها بكل ما أوتي من قوة، وربما لو لم تكن في ذرة صبر زائدة لكان صفع نيرة إلا أنه حاول قدر الامكان التحكم في أعصابه..
لقد وضع مروان ما قالته نيرة في عين الاعتبار وقرر أن يتصرف وفقاً لما قالت و...
-مروان وهو يجذ على أسنانه: انتي عاوزاها رسمي، ماشي همشيهالك رسمـــي...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة