قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والثلاثون

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه الجزء 1 بقلم منال سالم

رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الرابع والثلاثون

وضع مروان ما قالته نيرة في عين الاعتبار وقرر أن يتصرف وفقاً لما قالت و...
-مروان وهو يجذ على أسنانه: انتي عاوزاها رسمي، ماشي همشيهالك رسمـــي...!
-نيرة بعدم فهم:تقصد ايه؟
-مروان بتحدي: هتعرفي الوقتي.

أخرج مروان هاتفه المحمول من جيب بنطاله، ثم بحث عن رقم الأستاذ صلاح بين الأسماء المسجلة لديه، وما إن وجده حتى اتصل به هاتفيا، و..
-مروان هاتفياً: الوو، استاذ صلاح
-صلاح هاتفياً: الوو.. مروان! خير يا بني
-مروان وهو ينظر لنيرة بتحدي: خير ان شاء الله يا استاذ صلاح، معلش انا عارف اني طلبت حضرتك وأزعجتك
-صلاح مقاطعاً: لا ولا يهمك يا بني.

-نيرة بعدم اكتراث: فكرك لما تكلم بابا أناهخاف، هــه.

كانت نيرة على وشك الانصراف وترك مروان واقفاً، ولكنه أحكم قبضته على ذراعها ولم يتركها..
-نيرة متآلمة: آآآه
-مروان مستأنفاً حديثه: أنا كنت عاوز يا عمي أطلب من ايدك الآنسة نيرة بنت حضرتك
-صلاح بعدم تصديق: هـــاه.. مين؟
-مروان: أنا عارف اني فاجئت حضرتك بالكلام ده، بس أنا كنت عاوز أدي لحضرتك فكرة قبل ما أجي وأتقدم رسمي، يعني عشان ماتتفجيئش بطلبي
-نيرة فاغرة فاهها: هـــاه
-صلاح: يا بني الكلام ده ماينفعش يتقال في التليفونات وآآآ...

-مروان مقاطعاً: انا عارف كل ده، وان شاء الله هاجي لحضرتك نتكلم ونتفق، بس مبدئياً بدي لحضرتك علم باللي أنا نويت عليه ان شاء الله
-صلاح: ربنا يسهل، انا مش عارف أقولك ايه، بس في كلام كتير في الموضوع ده، ومش هاينفع في التيلفونات
-مروان: تمام
-صلاح: شوف انت فاضي امتى يا بني وعدي عليا نتكلم في المكتب.

-مروان: بأمر الله، بكرة مناسب لحضرتك
-صلاح: تمام.. هنتظرك
-مروان:وانا هاكلم حضرتك بكرة الصبح أحدد الميعاد
-صلاح: ان شاء الله.. سلام يا بني
-مروان وهو ينظر في عيني نيرة بجرأة: سلام يا عمي.

أنهى مروان المكالمة مع صلاح، ثم ترك يد نيرة التي كانت غير مصدقة لما فعله، ظلت تنظر إليه بغل وحقد، وبطبيعة الحال لم يسلم مروان من عصبيتها ولسانها و..
-نيرة بغل: انت ايه اللي عملته ده؟ انت... انت...
-مروان: مشيتها رسمي
-نيرة: الكلام ده مايمشيش عليا
-مروان: غصبن عنك هيمشي
-نيرة بنرفزة: انت مجنون
-مروان: شوفي بقى من أولها أنا محبش خطيبتي تطول لسانها عليا
-نيرة وهي تركل بقدميها في الأرض: خطيبة مين دي؟

-مروان: انتي.. خطيبتي!
-نيرة: انت اتهبلت
-مروان محذراً: لتاني مرة بقولك محبش خطيبتي تطول لسانها عليا
-نيرة وهي تشيح بيدها في وجه مروان: لأ بقى أنا مش هاسكت ع الهبل والجنان اللي بتعمله ده وآآآ... آآآآآآآآآآآآآآه.

أمسك مروان بذراع نيرة ثم قام بلويه خلف ظهرها، والضغط عليه بقوة مما آلمها كثيراً، ثم همس لها بصوت يحمل من القوة ما أرعبها بـ...
-مروان بلهجة حادة: أنا قولت ايه! ممكن أخليكي الوقتي ترجعي لأبوكي من غير دراع، وأنا أقدر أعمل ده كويس.. ومش هيفرق معايا أتجوزك وانتي ناقصة دراع
-نيرة متآلمة وهي تحاول التحرر منه: آآآآه.. آآه
-مروان: من هنا لحد ما ترجعي بيتك تتعاملي عدل معايا، وتنفذي كل اللي أقولك عليه بالحرف الواحد
-نيرة: آآآآ...

-مروان مكرراً بلهجة آمرة: ماسمعتش قولتي ايه؟
-نيرة: حــ... حاضر.. حاضر، سيب دراعي بقى
-مروان وقد ترك ذراعها: اتفضلي قدامي
-نيرة بصوت هامس: ربنا يخدك
-مروان وهو ينظر لها بجرأة: بتبرطمي بايه؟
-نيرة على مضض: مافيش.

ظلت نيرة تفرك بيدها ذراعها الذي كان يؤلمها بشدة من مروان، ثم أمرها مروان بالسير أمامه فإمتثلت لأوامره، وانطلقت أمامه، فأضاف قائلاً
-مروان: امشي عدل
-نيرة بضيق: ما أنا ماشية أهو
-مروان: أنا عاوز عسكري ماشي جمبي، مش واحدة بتأصع في مشيتها
-نيرة: نعم؟
-مروان محذراً مرة اخرى: هـــا؟
-نيرة: حاضر.. طيب.. ماشي
-مروان مبتسماً بعفوية من خلفها: ايوه كده.

في الحافلة
كان مروان يختلس النظر إلى نيرة بين الحين والأخر، لقد كان يعيش في تلك اللحظات مشاعر جميلة لا يعرف ماهيتها.. ولكنه واثق أن تلك الفتاة حركت شيئاً ما جميلاً بداخله..
-يوسف في نفسه: البنت دي فيها حاجة غريبة، أنا مش قادر اقول ايه هي، بس أنا حاسس انها مختلفة عن اي بنت تانية قابلتها في حياتي.

في حين كانت ندى تشعر بالخجل مما مرت به أمامه، كم تمنت لو كانت الظروف التي قابلته فيها غير تلك المواقف المشينة والمتكررة التي حدثت أمام ناظريه..
-ندى: كل مرة اقابلك فيها لازم تكون في كارثة يا فضيحة بتحصلي.. أنا مش عارفة هارفع وشي ازاي قدامك تاني بعد كل اللي حصل ده..!

شعرت فاطيما بالضجر والملل من الانتظار لذا اقترحت على ندى أن تنزل من الحافلة وتقف أمامها لكي تنتظر نيرة.. وافقت ندى بشرط ألا تبتعد عنها، كما أخبرها يوسف أنه سوف يتابعها بعينيه وهي واقفة بجوار الحافلة و..
-فاطيما: انا زهقت
-ندى: معلش.

-فاطيما: طب ينفع أقف تحت أبص ع نيرة لحد ما ترجع
-ندى: لأ يا طمطم عشان متوهيش
-فاطيماوهي تشير بيدها: لأ أنا مش هاتوه، أنا هاقف بس هنا
-ندى: يا طمطم آآآ...
-يوسف مقاطعاً: طب ممكن أقول حاجة
-ندى على استحياء: احم.. آآ.. اتفضل
-يوسف: خليها تقف تحت، وأنا هابص عليها من عندي
-فاطيما: اه.. أنا هاقف تحت مش هامشي
-ندى بتردد: بس آآآ..
-يوسف باصرار: متخافيش، أنا عيني عليها
-ندى: اوك

وقفت فاطيما بجوار الحافلة، وكانت تبتسم للسائرين، وبين الحين والأخر كانت تلتفت وتلوح تارة لندى، وتارة اخرى ليوسف...
ظلت ندى صامتة لبعض الوقت، فحاول يوسف اختلاق حواراً ما مع ندى ليكسر حاجز الصمت بينهما و..
-يوسف بصوت متحشرج: بيتهيألي تي شيرتي جه مقاسك، ولا أنا غلطان
-ندى: هه.. انت بتكلمني؟

-يوسف: احم.. الظاهر ان صوتي بعافية شوية
-ندى مبتسمة: اها.. ولا يهمك
-يوسف: انا كنت بسأل ان كان التي شيرت جه مقاسك ولا لأ
-ندى: اه.. لأ و ده طلع ضيق كمان
-يوسف: هي الخامة بتاعته كده
-ندى: أها.. تمام.

-يوسف بتردد: طب انتي.. آآ... يعني سقعانة ولا حاجة
-ندى: لأ، التي شيرت بتاعك مدفيني
-يوسف بعفوية: بجد؟
-ندى مسترسلة في الحديث: اه والله، الخامة بتاعته نضيفة.. باين عليه غالي
-يوسف: مايغلاش عليكي
-ندى باحراج: ميرسي.

كان علاء يراقب ندى من بعيد، فرأها جالسة بجوار النافذة تبتسم ابتسامة عريضة وكأنها لم تفعل شيء له، بالإضافة لحديثها مع هذا الذي يبغضه، لاحظ علاء أن ندى كلما تتحدث تحمر خجلاً أو تزيح خصلة من شعرها بيدها للخلف، ولأن نظره كان ثاقباً استطاع أن يلمح أنها بدلت كنزتها بملابس شبه رجالية، لذا بدأ شيطانه يوسوس له بارتكاب حماقة ما، خاصة وأنه رأى يوسف يقف مستنداً على باب الحافلة يبادلها الابتسامات والحديث بأريحية شديدة وكأنهم على معرفة تامة ببعض...

-علاء بغيظ: والله عال أوي، أنا واقف ولعان تحت، وهما عامليني فيها جوز حبيبة ولا على بالهم أي حاجة.. طيب.. أنا هكدركم ع الأخر..! ايه ده.. ده البت غيرت هدومها، لأ كده الكلام بقى كبير.. ماشي.. أنا بقى هاعرف أندمها ع اللي عملته.

لم يكن علاء يحتاج لسبب أو لموقف لكي يعكر صفو الأجواء، يكفي وجود مايا في الموضوع لكي تقلب الأوضاع رأساً على عقب...

انطلقت مايا كالقذيفة ناحية الحافلة حينما رأت يوسف واقفاً مستنداً على بابها و..
-مايا بصوت مرتفع: خلاص خلصت معاها
-يوسف: مايا! تاني!
-مايا بغل: تاني وتالت وعاشر، إن شاء الله مليون مرة، هو انت يا يوسف مفكرني هاقف ساكتة وأتفرج ع اللي بيتقال من غير ما أعمل حاجة.

سحب يوسف مايا من ذراعها وسار بها بعيداً عن الحافلة كي يتحدث معها دون أن تضطر ندى لأن تسمع أي حوارات مسيئة إليها و..
-يوسف وهو يسحبها: تعالي معايا
-مايا: انت رايح فين
-يوسف: هنتكلم بعيد عن هنا
-مايا: وماله
-يوسف: في ايه يا مايا؟ مين مسخنك عليا كده؟ وبعدين أنا مش بعمل حاجة غلط عشان تحاسبيني بالشكل ده
-مايا: انا واثقة فيك انك مش بتعمل حاجة غلط، بس البت التانية لأ!

-يوسف: مش فاهمك
-مايا: يا يوسف، افهم دي بنت من اياهم، بتصطاد الشباب وتوقعهم في آآآ...
-يوسف بصوت آجش وحاد وهو يشير باصبعه في وجه مايا: مايا مش هاسمحلك تكلمي عنها بكلام مش مظبوط
-مايا: انت اللي رافض تسمع أي كلمة مني
-يوسف مبرراً: انا مش محتاج أسمع لأى حد ولا حتى أي حاجة، لأني شوفت بعيني
-مايا: كل الي شوفته كان تمثلية منها عشان تداري فضايحها
-يوسف: ملكيش دعوة.. وبعدين مش عيب عليكي تنهشي في عرض بنت زيك
-مايا: ماتقولش انها زيي، ده أنا أشرف منها.

كانت نيرة في طريقها للحافلة بصحبة مروان حينما استمعت بدون قصد لحوار مايا مع يوسف، فلم تتحمل كلمة اخرى مسيئة بحق اختها، فجرت ناحيتها كالمجنونة و...
-نيرة بعصبية: كدب.. كدب كل اللي بيتقال ده كدب
-مروان: نيرة
-نيرة وهي تندفع ناحية مايا: لأ ده افترى، وأنا مش هاسكت عن حق اختي
-مروان: استني هنا...

فقدت نيرة قدرتها على التحكم في انفعالاتها، حيث قفزت فوق ظهر مايا، مما جعلها تسقط على الأرض فوراً، ثم جذبتها من شعرها بكل غل مرة أخرى، وانهالت عليها بالصفعات والضربات المتتالية
-نيرة: والله ماهسيبك إلا ع نقالة
-مايا: عااااا.. حوشوا المجنونة دي عني
-نيرة: انا فعلا هابقى مجنونة لو سبتك
-يوسف: نيرة، اهدي.. ماينفعش اللي بتعمليه ده
-مايا متآلمة: الحقني يا يوسف، هاموت في ايدها.. آآآآآه.

حاول يوسف منع نيرة مما تفعل، ولكنها كانت كالثور الهائج الذي لا يستطيع أحد الاقتراب منه.. تدخل مروان هو الأخر ليبعدا كلتاهما عن بعضهما البعض.

-مروان: نيرة، سبيها، كفاية كده
-نيرة: لألألأ... ع جثتي لو سبتها
-مايا: آآآآه.. هاموت، آآآه.. مش قادرة، ابعدي عني يا ****، آآآه.

وقف مروان خلف نيرة، ثم مد كلا ذراعيه حول خصرها، وحملها بكل قوته من وسطها لكي يبعدها عن مايا، ولكنها كانت مستميتة فيما تفعل، ولم تفلت مايا بل إنها أصرت على جذبها من شعرها الذي كاد أن ينقطع من قوة الشد، وأخذت تركلها بكلتا قدميها، مما دفع يوسف للتدخل ومحاولة تخليص شعر مايا من يدي نيرة و ابعدها عنها..

-مروان وهو يحمل نيرة من وسطها: تعالي بس
-نيرة: اوعى، سيبني أموتها
-مايا متآلمة بشدة: آآآآآه.. ابعدوها عني.. آآآه، شعري هايطلع في أيدها، آآآآه
-يوسف: البت شعرها هيطلع في ايدك
-نيرة: مش هاسيبها
-مروان: فك يا يوسف ايدها
-مايا بصريخ: شعرررري
-يوسف: حاضر...

-نيرة وهي تركلها: خدي يا بنت الـ ****.. انتي ماتستهليش إلا كده
-يوسف: البت ماتت، رحميها
-مروان: كفاااية يا نيرة
-نيرة بحدة: ملكش دعوة.

وما إن نجح يوسف في تخليص مايا من أيدي نيرة، حتى سار مروان بها على الفور وحاملاً إياها من وسطها مبتعداً عن مايا، ثم اتجه بها ناحية الحافلة..
كانت نيرة تركل بقدميها في الهواء بكل غضب، وتحاول الاشتباك بيدها، مما جعل مروان يستخدم إحدى يديه في تكبيل يديها وتقييد حركتها قدر الامكان
-مروان وهو يحملها مبتعداً: ايه القوة اللي نزلت عليكي فجأة دي.

-نيرة: اوعى، سيبني عليها
-مروان وقد قيد كلتا يديها بيد واحدة: أسيبك ايه، دي أكيد جالها عاهة مستديمة
-نيرة: سيب ايدي
-مروان: اهدي.. خلاص
-نيرة: لألألأ...

لمحت ندى من نافذة الحافلة مروان وهو يأتي مسرعاً وفي نفس الوقت حاملاً نيرة معه من وسطها، فصُدمت مما رأت ونهضت من مكانها على الفور، واتجهت مسرعة ناحية الباب لكي تنزل من الحافلة، وتناست تماماً أنها كانت رافضة للنزول بسبب ارتدائها لـ ( تي شيرت ) يوسف...
- فاطيما: ايه ده؟ مال نيرة؟
-ندى بفزع: ايه اللي حصل؟

-نيرة: خليه يسبني يا ندى أموت البت دي
-فاطيما: بت مين؟
-مروان: لأ مش سايبك
-نيرة وهي ترفس بقدمها في الهواء: لألألأ..
-مروان: حاسبي يا ندى!
-ندى: اوك.

تنحت ندى جانباً تاركة المجال لمروان لكي يصعد على الحافلة مرة أخرى بنيرة..
أجلس مروان ندى على المقعد، ظلت تقاومه وتحاول النهوض لكنه كان أقوى منها فنجح في تثبيتها ومنعها من النهوض و..
-نيرة بنظرات غاضبة: حـــاسب بقى
-مروان بعند: لأ.

-نيرة: اوووف، انت ايه
-مروان: أنا اللي ربنا مسلطه عليكي
-نيرة: انت ايه ياخي، معندكش دم
-مروان بنظرات نارية: اسكتي!
-نيرة وهي تنظر لندى: خليه يسبني يا ندى، قوليله يبعد عني
-مروان: مش هاسيبك غير لما تهدي وتقعدي في مكانك وماتتحركيش منه
-نيرة وهي تحاول النهوض: يوووووه
-ندى: اهدي بس يا نيرة وفهميني ايه حصل تاني.

حاول يوسف تهدئة مايا ولكن كان الأمر شبه مستحيل معها، فقد كانت هي الأخرى عنيدة بدرجة كبيرة و..
-يوسف: انتي غلطانة يا مايا انك عملتي ده
-مايا: بعد اللي حصل ده أنا مش هاسكت وهفضحها في كل حتة
-يوسف: الله يكرمك عدي الرحلة دي ع خير
-مايا: مافيش حاجة هتعدي خلاص، أنا هعرفها بنت الـ **** مقامها.

-يوسف: يوووه، برضوه بتشتميها
-مايا: ده أقل حاجة الشتيمة، ان ما خليتها تيجي توطي تبوس رجلي هو واختها السنكوحة
-يوسف: ده انتي التفاهم معاكي صعب، أنا ماشي
-مايا: التفاهم معايا صعب ولا انت اللي ع طول سلمت نفسك للقذرة دي.

لم يطق يوسف أن يسمع اهانة أخرى عن ندى، فإلتفت مندفعاً ناحية مايا، ثم أمسكها من فكها بكف يده وضغط عليه بقوة محذراً إياها و..
-يوسف بلهجة مخيفة ومحذرة: مش عاوز اسمع منك حرف تاني عنها، انتي فاهمة
-مايا متآلمة: آآآآه..آآآ...
-يوسف: ندى دلوقتي تخصني، ماشي!
-مايا: آآآ.. ا.. أوك.

ترك يوسف مايا وهو في قمة غضبه.. لولا أن مايا فتاة لكان رد عليها رداً تستحقه، ولكنه تحامل على نفسه وابتعد...

وكعادته استغل علاء بدء تجمع المشتركين في الرحلة وبدأ في اطلاق الشائعات الباطلة عن علاقة ندى بيوسف، بل وصل به الأمر أن اتهمها بأن هناك علاقة آثمة بينهما تمت في الحافلة، وعلى أثرها بدلت ندى ملابسها..

-شخص ما: لالالا مش ممكن
-علاء: ده اللي حصل ولو مش مصدقني هتلاقيها غيرت هدومها
-شخص أخر: بقى خطيبتك تعمل كل ده
-شخص ثالث: بلاش افترى
-علاء: انا شوفتهم بعيني، وأهي موجودة قصادك تقدروا تشوفوا وتحكموا
-شخص ما: طب تعالوا نشوف كده.

-علاء في نفسه بنظرات شيطانية: سمعتك ضاعت يا.. يا حلوة، وريني بقى هتعملي ايه دلوقتي، وأهوو اللي بيقف قصاد علاء عبدون.. لازم يخسر!.

كانت ندى تحاول جاهدة هي الأخرى تهدئة نيرة، ولم تنتبه أن يوسف قد صعد على متن الحافلة ووقف خلفها و..
-مروان لندى: هاتي لأختك مياه يمكن لما تشربها تهدى
-نيرة: مش عاوزة حاجة غير إني أولع في البت دي
-مروان: ده اختك صاحبة المشكلة مش منفعلة زيك
-نيرة: انا كده، مش بسكت عن حقي ولا حق أي حد يجي جمب اخواتي.

-ندى: كل اللي حصل ده هانقوله لبابا لما نرجع، لكن ماينفعش نتصرف كده
-نيرة: يا ندى انتي لو سمعتيها وهي بتتكلم عنك مش هايخلصك
-ندى: عشان خاطري اهدي
-نيرة: لأ.. ماهي لو كانت وقعت معايا كنت خدت راحتي أكتر، لكن هي وقعت مع الغلبانة الطيبة دي
-مروان: يا شيخة هو انتي كل ده ما عملتيش فيها حاجة، ده البت اتخرشمت واتشرحت
-ندى: أنا نازلة أديها كلمتين في جنابها، اهدي بقى
-مروان: مافيش داعي هي خدت كفايتها.

خطت ندى للأمام وهي ملتفتة لاختها نيرة تحدثها، ولم تنتبه ليوسف الذي كان صاعداً للحافلة، فارتطمت به دون قصد، وأرتمت في أحضانه مما صدمها.. وأذهله
-ندى وهي تخطو للأمام: يمكن لما تسمع كلمتين مني آآآآ... آآآه
-يوسف وقد ارتطمت ندى به: خدي بالك
-ندى بذهول: هــاه...

ابتعدت ندى على الفور من أحضان يوسف وهي تعتذر، وكانت حمرة الخجل تعلو وجهها، حاول يوسف أن يبدوا طبيعياً كي يخفف حدة الموقف و..
-ندى وحمرة الخجل تكسو وجهها: سـ.. سوري
-يوسف: احم.. آآ.. ولا يهمك.

في تلك الأثناء كان يقف بعض الشباب بالأسفل ممن بخ علاء السم في آذانهم، فرأوا ما حدث فبدأت الاشارات والايحاءات البذيئة عن ندى ويوسف..
-شاب ما بصوت مرتفع: والعة أهي
-شاب اخر: حوش اللي وقع منك
-شاب ثالث: امسك، واقفش
-شاب رابع: حاسب الحتة الطرية تفرك منك.

-شاب ما: لأ ماهي فركت خلاص ولبست التي شيرت
-شاب أخر ساخراً: لبست التي شيرت، يادي الفضايح، يعني لا مؤاخذة احنا بنتأرطس
-شاب ثالث: اعمل نفسك مش شايف
-شاب رابع: طب انت شوفت اللي تحت التي شيرت ولا غيرت ع الناشف
-شاب ما: لأ شوفت، حاجة ملبن، تتاكل أكل زي العنب
-شاب أخر: أموت أنا في الملبن المتعاص بالعنب.

سمع الجميع تلك الاساءات الصريحة عن ندى، فلم يتحمل يوسف تلك البذاءات فأسرع إليهم ولحق به مروان
-يوسف: ايه الكلام القذر اللي بيتقال ده
-مروان: آآ...
-ندى وهي تشعر بالخزي: أنا.. انا
-نيرة: هما بيقولوا ايه؟ دول يقصدوا ندى صح؟
-يوسف: أنا مش هاسيبهم
-مروان وقد حاول منعه: استنى يا يوسف
-يوسف وهو يدفعه: حاسب يا مروان.

توجه يوسف إلى هؤلاء الشباب والغضب العارم يعتريه، كان يمكن أن يتغاضى عن أي شيء إلا أن تمس تلك الكلمات سمعة وشرف ندى..
-يوسف والدماء تغلي في عورقه: انتو أد الكلام ده؟
-شاب ما: حد كلمك يا كابتن يوسف
-شاب أخر: الظاهر إن اللي ع راسه بطحة بـ...آآآآ
-يوسف وقد لكمه في وجه: اخرررررس
-شاب أخر متآلما: آآآه.. بتاخدني ع خوانة
-يوسف بنظرات نارية قاتلة: وأموتك لو فتحت بؤك وجبت سيرة مراتي بكلمة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة