قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

فتحت الباب و تفاجأت بوقوف ديفيد أمامها و الذي كانت ملامحه لا تبشر بالخير ابدا
نظر إليها بغضب و قال: -ماذا يحدث؟
ابتلعت سيلين ريقها فهي لا تريد بأن يستيقظ يوسف و يراه فحتما سوف تكون كارثة
-ديفيد من فضلك غادر الان
صاح ديفيد بها و قال بغضب أقوى: -لم اسكت على ذلك يا سيلين، و ان لم تأتي اليوم...

قطعته سيلين بهدوء: -حسنا سوف أتى بس ارجوك اذهب الان ان راك هو الآن سوف يكشف أمرنا و انت تعلم بأننا نريد معرفة من خصمنا
لم يكن ذلك يروق لديفيد كثيرا و خصوصا ملاحظته لانجذاب سيلين إلى ذلك الضابط و وجوده معاها في المنزل
دخلت سيلين و أغلقت الباب خلفها و تنفست بارتياح و ذهبت إلى الغرفة و وجدته مازال نائم
جلست على الفراش و انحنت عليه مستندة على مرفقها، داعبت خصلات شعره و قبلت شفتيه بشغف.

فتح يوسف عيناه، فابتعدت سيلين عنه و قالت: -مرضيتش اصحيك
نظر يوسف إليها باقتضاب و قام من على الفراش، فلحقته هي و وقفت امامه و قالت: -شكرا
-العفو
أمسكت سيلين معصمه و قالت: -انت رايح فين؟
-ماشي عايزة حاجه
نظرت له و حاوطت وجنته بيداها و قالت: -لسه بدري
زفر يوسف بضيق فهي لا تكف عن مراوغته و ابعد يداها بعنف و قال: -والله مش طبيعي اني افضل معاكي
-انت بارد كدا أزاي؟
-لأخر مرة هقولها طلعيني من دماغك نهائي.

-مش عارفه بصراحة و خصوصا بعد اللي انت عملته امبارح
و وضعت سبابتها على شفتيه، ابعد يدها و قال بتحذير: -اللي عملته امبارح...
قطعته سيلين و قالت: -أكيد لازم يتكرر، لأني هفضل وارك و مش هسيبك
-مستحيل و عايزك تجيبي آخرك بس اعرفي انك هتخسري في الاخر
-طب خليك شوية، على فكرة انا ممكن أبلغ مراتك بأنك بتخونها و كنت بايت امبارح في حضني
نظر يوسف لها بتعجب، و لم يرد عليها و غادر و تركها.

اشتاطت سيلين غضبا فهو بادر و مثير حد الجنون، و لكنها نفضت ذلك الموضوع من راسها و فكرت في مواجهة ديفيد.

وضعت مي فنجان القهوة على الطاولة أمام والدتها و قالت: -لازم تتغدي معانا انهاردة
ابتسمت نادية بحب و قالت: -مش داَ المهم يا اختي، فين جوزك
-والله يا ماما يوسف ديما مشغول في الشغل و انا مبحبش اضغط عليه
تنهدت نادية و أخذت فنجان القهوة و ارتشفت بعضا منه و بعد ذلك وضعته أمامها مرة أخرى و قالت: -ناويه تسيبي مازن وحيد كدا بدون اخ و لا إيه؟

مي باستياء: -والله يا ماما معرفش بس خايفه اتشغل عن يوسف في الخلفة
-لا يا حبيبتي يوسف لازم يتشغل في حته عيل، خلاص عمك كبر و كل حاجه هتبقى لجوزك و انتي طبعا و متنسيش أن مازن مش ابنه فالازم يكون لي أبن منك
مي باستغراب من لهجة والدتها: -ربنا يطول في عمره يا ماما و بعدين ليه جايه تفتحي الموضوع دا؟

-يا حبيبتي ميربطش الراجل بالست غير العيال و بصراحة انا مستغربة يوسف ازاي ميكنش مستعجل علي الخلفة، دا ابوه هيموت و يشوف حفيده
تنهدت مي فهي دائما ما تشعر بأن يوسف لا يريد الإنجاب، حتى أنه يتجنب المواضيع التي تفتح عن ذلك و قالت إلى والدتها: -هتكلم معاه يا ماما
-نفسي اطمن عليكي يا مي، كفاية خيبتي في الجوازه الأولى و بعدين جوزك حلو و غني و الف واحدة تبصله.

دخل هادي إلى يوسف و تعجب بأنه مازال يرتدي ملابس الامس و سأله: -أنت مروحتش امبارح
يوسف باقتضاب: -لا كنت عندها، بصراحة يا هادي انا مخنوق جدا و مش ناقص ايه كلمة من حد
هادي باستغراب: -روق يا باشا و بعدين حد يبقى نائم مع بطل زي دي و يبقى عامل كدا
-انا واحد متجوز يا هادي و بعدين البطل اللي انت بتتكلم عليها دي احنا منعرفش هي مين من الأساس.

تنهد هادي و قال: -تفتكر هتكون مين في الاخر، لازم نعرف مين اللي وراها
-اكيد بس للأسف هي مش سايبه لينا طريق واحد ندور وراها و مش مرتاح ليها نهائي و لازم اعرف مين بعتها
هادي بحيرة: -الله اعلم المشكلة اننا في مصيبة كبيرة و هي لو اكتشوفها هتودينا في داهية
-متقلقش هنتصرف و آخر ما ازهق هبلغ محمود باشا بكل حاجه، المهم عايز اعرف سيد مات ازاي؟
-مسافة ما دخل الحجز بعشر دقائق قامت خناقة بين المسجين و سيد اتقتل.

يوسف بتعجب: -غريبة جدا.

توقفت سيلين بالسيارة أمام الباب الداخلي للقصر و ترجلت منها و دخلت، ذهبت في اتجاه ديفيد الذي كان يجلس و يرتشف المشروب
-ديفيد
ترك الكأس من يده و التفت إليه، جلست سيلين على المقعد المجاور و قالت: -ماذا هناك
-ماذا بينك و بين الضابط
-لا شي، حدث بالأمس و هو بقى معي لاني أصيبت
ديفيد بعصبية: -ماذا بينكم؟

سيلين بضيق من انزعاجه فهي حرة و تفعل ما تريده و قالت: -قولت لا شي و مع ذلك ما شانك من هذا فأنا افعل ما أريد و هو يعجبني فهذا ما في الأمر
قبض ديفيد على ساعدها بقوة و قال بغضب و نظرة محتدة: -أنتي لي انا فقط يا سيلين و سوف أنهى حياته
سحبت يدها منه بعنف و قالت: -هدفنا الان هو العمل فقط، و انا اريد الوصول لشخص مجهول و شخص آخر يدعى بهجت منصور لتصفية حساب
ديفيد بسئم: -و هل يوجد مجهول آخر؟

-احتمال أن يكونوا شخصا واحد و لكن علينا الوصول، اريد بهجت منصور خلال ساعات
اومأ برأسه و بعد ذلك امسك كفها بلطف: -لا تدعيني اتصرف بحماقة لأنني وقتها لا أعلم ما أفعله و ذلك الضابط سوف يقتل
تنهدت سيلين فهي تريد إخراج يوسف من تفكير ديفيد نهائي و قالت: -يوسف ليس اكثر من مرحلة سوف تمضي
-اتمنى ذلك عزيزتي و لا تنسى أن تحدثي والدك.

ذهبت سيلين إلى ذلك الملهي الليلي و جلست على البار و طلبت مشروب لها و كانت تراقب المكان حولها
اقترب منها أحدهم و كان يبدو غائب عن وعيه تماما و قال بثمل شديد: -ترقصي
نظرت إليه سيلين و قررت استخدام ذلك المعتوه الثمل في خطة صعودها إلى الطابق الأخير
و قامت لترقص معه، كانت تشعر بالتقزز من اقترابه منها و ملامسته
-اسمك ايه؟
ابتسمت سيلين و قالت: -ميرا و انت؟
-مش فاكر.

ضحكت سيلين بدلال و قالت: -انا تعبت تعال نقعد
-انا حاجز أوضه ما تيجي نطلع
ابتسمت سيلين بخبث و قالت: -يلا
خرجوا من ساحة الرقص و صعدوا الدارج و بعد ذلك ركبوا المصعد
كانت سيلين تراقب كل شي حولها بعناية فهو تريد معرفته خرجوا من المصعد و دخلوا إلى الغرفة
خلع قميصه و القاه على الأرض و من ثم سرواله، كانت سيلين غير منتبه له، فاقترب منها و قال: -انتي هتفضلي واقفة كدا؟

دفعته سيلين بعيد عنها، و انحنت على الأرض قليلا و أخذت الحزام خاصته و قالت: لا هموتك
تعجب من كلمتها و ظنها ثملة و قام مرة أخرى قائلا: -خلينا نقضي احلى ليله مع بعض
زفرت سيلين و قالت: -هتخليني اخرج بالذوق و لا اموتك
مازال هو تمزح فكيف لذلك الجميلة أن تقتل من الأساس، اقترب منها قائلا: -جمالك يموت ايه حد و شكلك شرسة و انا اموت في كدا.

كانت سيلين تقدمت بخطوتها منه و لفت الحزام حول عنقها و سحبته لتخنقه و بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة، تركته يرتمي على الأرض و قالت: -مغفل
دخلت الشرفة و فتحت الشنطة التي كانت تحملها و أخرجت منها حبل بنهايته جزء حديدي ليثبت طرفه أعلى البناية، تسلقت عليه إلى أن وصلت إلى سطح الفندق و بعد ذلك سحبت الحبل و وضعته في الشنطة.

و تركتها و بعد ذلك نزلت إلى الطابق التالي، و رأت أمام الغرفة مجموعة من الحرس و استنتجت بأنه في الداخل
قررت أن تشويشهم لكي تستطيع اقتحام الغرفة، و لكن وصل إلى أحدهم عبر اللاسلكي الخاص به، بوجود احد في الطابق، بلغ الآخرين بهدوء و حذر
شعرت سيلين بذلك و ركضت لتصعد إلى السطح مرة أخرى و لكن لحقوا بها و قبل إن تقفز، اوقفها قائلا: -إيه حركة الرصاصة هتكون في رأسك.

التفتت سيلين إليه و رفعت يداها في استسلام، نظر إلى الرجل و قال: -انتي مين؟
صمت سيلين و تجولت بنظرها و في ثانيه كان السلاح الذي يحمله بيدها، أطلقت عليه النار و أخذت اللاسلكي خاصته لتعرف تحركاته
نزلت من السطح، فهم بذلك قد انشغلوا و عليها اقتحام الغرفة، و اخيرا وصلت أمام الباب و فجأة انقطعت الاضواء و أصبحت لا ترى شي و لكنها اصدمت بأحد خلفها يقول: -بتعملي ايه؟

ارتبكت سيلين خصوصا عندما شعرت بالسلاح الذي يضع في جنبها و قالت: -مين؟ انت
-ارمي السلاح اللي في ايدك يا حلوة و استعدي للجحيم
تركت السلاح من يداها، فقيدهم على الفور بسلسلة حديدية، و وضع شي على عيناها ليحجب رؤيتها
فتح باب الغرفة و دفعها بداخلها، كل ذلك لم يأخذ دقائق معدودة و لكنها كانت تريد أن ترى من ذلك.

كانت تشعر بأنه شخص واحد أو اثنان و لكن لم يكن اكتر من ذلك، و شعرت بأحد يسحبها من معصمها و يدفعها مرة أخرى و لكنها تلك المرة كانت على فراش
-انت مين يعني؟ هتفضل حاطط البتاعة دي على عيني؟
-اللي بيدخل هنا مبيخرجش
ابتلعت سيلين ريقها، فهي تريد معرفة من المتحدث و ماذا سيفعل بها الأن، شعرت بتلك السلاسل التي قيدت أطرافها بكامل و أصبحت ممددة على ظهرها في الفراش
ابتسم و قال: -انتي مين؟ و عايزة ايه؟

سيلين بضيق: -و انت ربطني كدا عشان اقولك انا مين؟
-لا عشان اسلي نفسي مش معقول اسيب القطة الشرسة دي تخرج بسهولة دا أن خرجت من الأساس
سيلين بسخرية: -جبان بس الدقيقة اللي هتفكني فيها هتكون ميت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة