قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع

الخوف ممكن يكون احساس مؤقت لبداية مرعبة.

لم اكون خايفه بقدر الرعب الذي امتلكني في ذلك الوقت حينها، أعلم أنه لم يكن طبيعي لأنني معتادة على ذلك الأجواء و لكن ما رأيته هو ما سبب لي ذلك.

ابتلعت سيلين ريقها مرتعبة و نظرت في أرجاء الغرفة و لكن رأت لوحة تتوسط الحائط، لم تفهم ما المقصود من الرسمة لكنها كانت عبارة عن خطوط مبهمة تتخللها الكثير من الفراغ، و ألوانها القاتمة المتدرجة تعطيها مشهد جذابا و مخيفة نوعا ما، احستها قدمها على السير في اتجاها، حتى ذلك آثار دهشتهم فماذا تفعل تلك المجنونة
وضعت يدها لتلمس اللوحة و قالت: -اللوحة دي لمين؟
تبادلوا النظرات المتعجبة و قال لها: -يلا يا بت.

و اردف إلى الآخر قائلا: -اطلعوا من الباب التاني لازم نأمن نفسنا لحد ما نخرج
سارت امامه و كان يضع السلاح في ظهرها لمنعها من التحرك، كانت تسير و هي شاردة تفكر في تلك اللوحة و هويتها و تذكرت شي ما
نظرت إليه بتعجب و هي تمسك بالورق و قالت: -ايه الرسمة الغريبة دي؟
ابتسم أيهم و قال: -مجرد شخابيط يا سيلي
وضعت الورقة بجواره و قالت باسمه: -بس شكلها حلو، انت بتحب الرسم؟
صمت أيهم قليلا و قال: -اها بحبه.

عادت من ذكرياتها على صوته يقول: -ما تمشي بسرعة يا بت
توقفت سيلين و التفتت إليه و قالت: -على فكرة انا لو مخرجتش من هنا و فضلت دقيقة واحدة انت هتخسر حياتك
-انت معانا رهينة لحد لما الباشا يؤمر
-مين الباشا بتاعك؟
عقد حاجبياه و قال متعجبا: -انجزي و امشي قبل ما الواد اللي معاكي يعرف انك اختفيتي من الاوضه
تفقد هاتفه عندما وصلته رساله تخبره التالي اقتلها الان.

هادي كان اقتحم المكان و لكن بحذر تام عندما أخبره يوسف باختفاء الاء و توقف الإشارة التي تخص زوجة بهجت و معنى ذلك بأنها خرجت من المكان
سحب زناده و قال: -للأسف هتموتي بسرعه
اقترب هادي منه بحرص و قال: -نزل سلاحك و سيبها
ابتلع ريقه و انزل المسدس أرضا، و التفت إليه و قال: -كدا مش صح
اقتربت سيلين من هادي لتجعله يفك معصمها المقيدة و قالت: -انا هشوف يوسف فين؟ و انت احتفظ بالكلب دا
-تمام.

ركضت سيلين مسرعة في ممر الطرقة، فهي تريد البحث عن الفاعل و ليس عن يوسف تريد الوصول لطرف الخيط الذي سيجعلها تلحقه، و فجأة انخفضت الاضواء و بدأت تغلق و تنفتح، تعجبت سيلين و لكنها توقفت مكانها فذلك يعني أن يوجد أحد يراها أو يريد تضليلها، لمحت طرف خيال شخص
-مين هنا؟
شعرت بسن سكين يمرر على عنقها، ارتعش جسدها بخوف و قالت متلعثمة: -مين؟

لم تتلقى منه إجابة و لكنها صمتت فالحركة و الحديث لم يفيدوها كثيرا الان فهي على أعتاب الموت
و عندما عادت الاضواء اختفت بسرعة البرق، بقيت واقفه مكانها مصدومة لم تعلم من الذي أتى من خلفها و أراد قتلها و اخيرا وجدت يوسف أمامها لم تعلم متى ظهر و لكنها شعرت بالارتياح فهي تنفست لتو، اقترب منها و قال: -الاء انتي كويسه؟
كانت تقف ضائعة، ترفرف أهدابها كثيرا
وضع يده على كتفها و أعاد سؤاله: -الاء انتي كويسه؟

انتبهت إلى حديثه و قالت: -تمام، هادي فين؟
-اتصاب و يلا عشان نمشي بسرعة لأن احنا اتغلفنا و خرجوا
ذهبت سيلين خلفه و خرجوا من الفندق و ركبوا السيارة، كانت صامته و يخطر برأسها العديد من الأفكار
يوسف بتعجب: -مالك من ساعة ما نزلتي و انتي كدا؟
-مفيش حاجه، لوسمحت روحيني على البيت
يوسف بشك: -هو انتي شوفتي حاجه يعني؟
سيلين بضيق و انفعال: -هو تحقيق و لا إيه؟!

نظر إليها متعجباً و اعاده نظره إلى الطريق و قال: -مين عورك في رقبتك
لم تنبه سيلين للجرح من الأساس فعقلها مشوش، و وضعت يدها على عنقها و قالت: -مش فاكره
يوسف باستغراب: -تمام
أوقف السيارة و أخذ منديل ورقي و التفت إليها ليمسح بقع الدم التي علقت بعنقها و قال: -هنروح لمحمود باشا الأول و بعدين روحي تمام
أخذت سيلين المنديل منه و أكملت هي.

قاد يوسف و وصلوا إلى مقر العمل و دخلوا إلى محمود الذي كان غاضبا بشده فكل مرة تفشل العملية
محمود باقتضاب: -هادي يتصاب و هما يهربوا
يوسف بضيق: -والله حضرتك اللي قولت هنروح نلاقيها هناك، و لما أديت الإشارة لهادي كان بسبب ان الاء اختفيت من الاوضه
تنهد محمود و قال: -زمانهم قتلوها و شوية و هتستلم جثتها و فشلكم السبب
تعجب محمود من صمت الاء و شرودها و قال: -الاء شوفتي حاجه و لا؟

-لا مشوفتش حاجه هو واحد خدني و لما هادي جي مشيت و بس كدا
أمرهم محمود بالمغادرة فالنهاية خسروا تلك الجولة، ذهبت سيلين إلى منزلها فورا فهي تريد معرفة من ذلك.

في الملهي الليلي، كان يراقص مع واحدة إلى أن اقترب منه شخصا و أخبره بشي ما
ترك الفتاة و ذهب مع الشخص و قال بتعجب: -نعم؟ ايه اللي حصل تاني؟
نظر الرجل في الأرض مرتعبا من نظرته و اردف: -اسف يا باشا بس الشرطة حاطين الحوار في دماغهم و خصوصا البت الظابط، و تم تسليم جثة مرات بهجت منصور
ابتسم ساخرا: -شرطة على نفسهم و سهله خلصوا عليها مش عايز دوشة.

-شايف ان الوقت مش مناسب يا باشا خصوصا بعد الجثتين و خراب بيت بهجت منصور
-تمام اتصرفوا انتم و بعدين خلاص هما كدا اعترفوا بفشلهم
تركه و رجع إلى الفتاة مرة أخرى و حاوط خصرها بقوة و همس إليها قائلا: -مش كفاية رقص بقا و خلينا في المفيد
ابتسمت الفتاة بدلال و قالت: -كفاية.

كان يوسف يفكر في موقف الاء و أعاد ما حدث معه و قرر أن يتحرى حول أمرها بذهابه إلى مسقط رأسها، خصوصا بعد طلبها لأخذ يومين اجازة و ذلك آثار دهشته كثيرا و خصوصا بعد علم من أحد الزملاء بسؤال والدة الاء عن ابنتها و ان ذهبت في الشغل أم لا و تم اخبره بصفته قائد الفريق، فاراد هو أن يذهب و يطمن بنفسه لكي يحدد ما يحدث
و خلال ذلك اليومين تعافي هادي فإصابته لم تكن قوية و عاد إلى عمله
-يوسف؟

انتبه له و قال: -في اخبار جديدة و لا كالعادة
-الجو هادي على الآخر و دا اللي قلقني و بعدين هو فين الاء عرفت انها خدت اجازة
يوسف بشك: -عندي احساس غريب جدا و هو اني شاكك في الاء أو حاسس انها مش هي
ضحك هادي طنا بان ما يتحدث عنه ذلك هراء و قال: -لا واضح ان القضايا قصرت على عقلك و بعدين ليه بتقول.

-شوفت الناس قالوا ايه عن شغل الاء و جدارتها في العمل و طبعا دا محصلش معانا و غير لما كنا في مطروح هي جات ورايا مع اني كنت متأكد انها نايمه و مسمعتنيش بكلم في تليفون و لا حاجه لان باختصار انا مكلمتش في التليفون و بصراحة كدا تصرفاتها مش مظبوطة مفيش واحدة جاي من المنصورة هتقعد بهوت شورت و بدي قط قدام راجل غريب و غير أن تلميحاتها غريبة جدا.

تعجب هادي من حديثه و قال: -مش ممكن تكون معجبة بيك مثلا و بعدين هي جامدة اوي الصراحة
يوسف بسخرية: -و هنا المشكلة و اللي خليني أشك اكتر، الاء دي نقيب و برضو من كلام الناس عليها انها بنت عاديه جدا و محترمة لكن اللي موجودة هنا لا
هادي بتفكير: -طب ناوي على ايه؟
-امسك الدليل بأيدي لأن مش مرتاح ليها خالص
-تمام يا يوسف شوف ناوي على ايه و انا معاك بس خلي بالك.

-انا هروح المنصورة، خدت عنوان البيت من واحد في الإدارة من هناك و أشوف إذا كانت هي و لا
-طب اجي معاك
-لا مش لازم انا هبلغك بالجديد المهم ابقى جاهز لاني مش هسيبها لو اتأكدت...

ذهب يوسف إلى المنصورة و تسأل عن العنوان المنزل إلى أن وصل فهي اول مرة يذهب إلى هناك
وصل إلى المنزل و طرق الباب، فتحت له سيدة في الخمسين من عمرها و قالت بتعجب: -مين؟
-انا زميل الاء في الشغل
تغيرت ملامحها و تسألت بقلق بالغ فهي لا تستطيع أن تحدث ابنتها منذ ذهابها و قالت: -الاء كويسه؟ يا ابني
استغرب يوسف و قال: -اها يا حجه، انتي مبتكلمهاش ليه؟، و اللي اعرفه انك سألتي الإدارة.

تنهدت السيدة و قالت: -اتفضل الأول يا ابني مش هنفضل واقفين على الباب
دخل يوسف فهو لديه فضول برؤية المنزل الذي كان بسيط و مرتب و قال لكي يطمئنها و يصل لما يريد: -الاء كويسه متقلقيش.

-اومال ليه تليفونها مقفول دي من ساعة ما مشيت معرفتش اوصل ليها خالص و هي بعتلي رسالتين واحدة يوم ما راحت القاهرة و قالتلي انها كويسه و هتستلم الشغل و التانيه من اسبوع و قالت إنها مشغولة و مش عارفة تتكلم و آنا معرفش حد من القاهرة عشان اسأله فسالت الإدارة و قالوا إنهم هيخلوها تتواصل معايا
طرق باب المنزل فاستأذنت و قامت السيدة تفتح و لافت انتباه يوسف الصورة التي تجمع فتاة بوالدتها و قام ليراها عن قرب.

قفلت السيدة الباب و دخلت و قالت باسمه: -الاء بنتي الوحيدة و انت كدا قلقتني عليها و لازم اجي معاك عشان اشوفها
يوسف بدهشة: -قصدك أن دي الاء
السيدة بتعجب فكيف لم يعرفها و هي تعمل معه: -ايوه يا ابني
يوسف بدهشة: -مستحيل....

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة