قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

ابتلعت سيلين ريقها و هدأت من روعها و قالت: -لا هروح اشوف مين و من فضلك بلاش تظهر عشان مش عايزة مشاكل
يوسف بعدم اقتناع: -تمام اتفضلي
تنهدت سيلين و خرجت من الغرفة و هي تنظر على بابها و تنفست بعمق و فتحت الباب و بالطبع كما توقعت.

-ايمان قالت انك تعبتي
-اها شوية
-نازلة الشغل؟
-لا مش هنزل انهاردة بقا، حاسه اني تعبانة
حازم بقلق: -طب اخلي ايمان تجيلك؟
هزت رأسها رافضة و قالت: -لا شكرا انا هبقي تمام
تعجب حازم من طريقتها و كأنها تريده أن يغادر و قال: -هو انتي اللي بلغتي الشرطة
-عايزني اشوف جريمة زي دي و اسكت
ابتسم حازم و قال: -بس خايف عليكي الله أعلم مين اللي ورا كدا
-متقلقش يا دكتور
-دكتور...

قطعته سيلين و قالت: -الحفلة السنوية هتكون امتى؟
-بكرا او بعده بكتير لأن في شوية مشاكل
تنهدت سيلين و قالت: -تمام
-انا همشي لو في حاجه كلميني
قفلت سيلين الباب خلفه و تنفست بارتياح فقد ذهب دون حدوث مشاكل
-مين دا؟
فاقت على سؤاله و قالت: -انت مالك؟
قبض على ذراعها بقوة و هزها قائلا: -تمام هعرف بنفسي
تنهدت سيلين و عناقته، ارخي قبضته عليها و همست إليه: -كفاية عصبية و نرفزة.

ابتعدت عنه و قالت: -الحلفة السنوية دي هتتعمل بكرا او بعده و اعتقد ان التهريب هيكون بيها
-فكرة برضو بس انتي ملكيش دعوة بحاجه
زفرت سيلين و قالت: -براحتك بقا
تركته سيلين و جلست على الاريكة و أخرجت عبلة السجائر التي تضعها في دُرجها و بعد ذلك مددت ساقيها على الطاولة و اشعلتها لتضعها في فمها، أخذها منها و اطفأها و قال:
-اعرفي ميعاد و مكان الحفلة و بلغيني و لو في حاجه جديدة قوليلي.

-تمام و اتمنى اننا منشوفش بعض تاني بعدها
-ماشي
-على فكرة كارمن عايشه
عقد ساعديه و نظر إليها بتعجب: -بجد
-قولت اقولك يمكن الموضوع يهمك
-ماشي نتقابل في الحفلة
-طيب
-الصبح هبلغك بالجديد
-تمام و انا هبقي ابعتلك تفاصيل الحفلة بس صحيح هو انت بتعمل ايه في الإسكندرية
-عادي شغل و يمكن عشان مكتوب اننا نتقابل تاني
ابتسمت باستياء و قالت: -و انت فرحت لما شوفتني
صمت يوسف فابتسمت و أكملت حديثها طيب انا هدخل انام
-انا ماشي.

ذهب و قفل الباب خلفه، ركب سيارته و اتصل بسيف قائلا: -سيف عايزك تيجي الصبح على اسكندرية مع طقم حراسة كامل تمام
سيف بتعجب: -خير؟
-سيلين
سيف بدهشة: -نعم...
-مش وقته، عايز تتحط تحت المراقبة من اول النهار إلى حد الفجر
-طب فهمني
-بعدين المهم مش عايز حد يجي جنبها و لا تحسن بحاجه
-طب من إيه بظبط؟
-سيلين صاحبة بلاغ تجارة و اكيد هيبقى في خطر عليها
-طب احنا ممكن نوصلهم.

قطعه يوسف قائلا: -انا اللي يهمني سيلين هما يتاجروا في الأعضاء يتاجروا في الجن الأزرق مش مهم و بعدين القضية معايا.

تنهد سيف تمام اللي تشوفه، ابعتلي عنوانها و عنوان المستشفى و ايه معلومة تخص الموضوع.

-تمام.

ارتديت سيلين فستان كت فخم من القماش التل باللون الكافيه ومفتوح من الجنب بفتحة كبيرة ومزين بالخرز من الصدر والخصر و وضعت مكياج ليبرز جمال ملامحها.

ذهبت إلى الحفل الذي أقيم بحديقة المشفى و كانت ايمان في انتظارها و عندما راتها قالت باسمه:
-ايه الجمال دا يا لولو
ابتسمت سيلين و قالت: -ايه الاخبار؟
-لحد دلوقتي تمام بس الشرطة موجودة في الحفلة
-حازم فين؟
كان حازم خلفها في تلك اللحظة و قال: -موجود يا قلب حازم
ابتسمت سيلين و التفتت إليه و قالت: -كلمتك مردتش
-مسمعتش التليفون يا حبيبتي
ذهبت ايمان لتتركهم على انفراد.

تنهد حازم و امسك يدها و قال: -سيلين مش ناويه تيجي تعيشي معايا، بصراحة مستعجل اوي و نفسي و انام و اصحى و انتي جنبي.

نظرت له سيلين و قالت: -لما اعمل العملية و...
قطعها حازم و قال: -عايزك معايا و بعدين ما هو عشان لما تعملي العملية اكون جنبك لأنك وقتها هتبقى تعبانة.

ابتسمت سيلين و قالت: -اديني يومين اجهز نفسي طيب
-ماشي يا حبيبتي بس بسرعة، انا دلوقتي هسيبك و أشوف الناس
تركها و ذهب، تنهدت سيلين بضيق و ذهبت لتجلس على الطاولة و أخذت كأس من الويسكي
ايمان بدهشة: -سيلين انتي بتشربي؟
سيلين بسخرية: -مش قادرة اشوفه قدامي، و مش عارفه اكمل مع حازم
رتبت ايمان عليها و قالت: -حازم جوزك يا سيلين و بعدين مين دا؟

سيلين ببكاء: -انا بحبه اوي بجد عايزاها رغم كل حاجه عملها بس برضو مش عايزة ارجع لأني مش قادرة اعاني اكتر من كدا.

مسحت دموعها و قالت بجدية: -انا قررت ابدا من جديد مع حازم و هروح اعيش معاه
أخذت سيلين كأس آخر من النادل، حاولت ايمان منعها و لكن أصرت و قالت: -عايزة انسى بس لمدة قصيرة و بعدين ارجع افكر في كل حاجة
ايمان بعدم استيعاب: -انا مش فاهمة حاجه بس كل اللي اعرفه انك لازم تفوقي
هزت رأسها إيجابا و قالت: -عندك حق
قامت سيلين و لكنها شعرت بدوار إثر الثمالة و قالت: -انا همشي و ارجع تاني ماشي
-استنى اجي معاكي.

-لا خليكي انا همشي و ارجع بسرعة ماشي
خرجت سيلين من الحفل دون أن يراها أحد و انتظرت مرور تاكسي، وضع سترته عليها و قال:
-واقفة هنا ليه؟
التفتت سيلين له و قالت: -هروح و ارجع تاني و قولت اخد تاكسي
-انا هوصلك، و بعدين ايه اللي انتي لابساها دا و شربتي ليه أصلا؟
-معلش
أمسك معصمها و سحبها ليدخلها السيارة و قفل الباب
أسندت سيلين رأسها على الشرفة و اوصدت عيناها، قاد السيارة و خلال عشر دقائق كانوا وصلوا إلى المنزل.

ترجلت من السيارة و دخلت إلى العمارة، و تابعها هو ليسندها فهي كانت تتارنح يمنا و يسارا.

ركبوا المصاعد و عندما خرجوا منه أعطيت له المفتاح ليفتح الباب، فدخلت و وضعت سترته على الاريكه و قالت:
-ممكن تمشي دلوقتي و انا شوية و هاجي
-تمام
اقترب منها و أخذ سترته و قال: -متنسيش تغيري هدومك
أومأت برأسها و اتجهت لتدخل إلى الغرفة وألقت جسدها على الفراش و اجهشت في النحيب.

قبل أن يخرج من الشقة، استمع إلى صوتها و عاد اليها
-سيلين
-حاضر هقوم اغير
جلس أمامها و امسك يدها لجعلها تقوم وقال: -في ايه؟
رمشت بعيناها و قالت ببكاء: -بحبك
-قومي اغسلي وشك و...
قطعته سيلين و امسكت بكفه و وضعته على موضع قلبها و قالت: -انت مبتحسش؟! انا بقولك اني بحبك
زفرت بحنق و قامت بترك يده و صمتت فهو لا ينطق بشي، استقلت على ظهرها و اوصدت عيناها.

انحني عليها، شعرت باقتراب انفاسه الساخنة منها، ففتحت عيناها و وضعت يدها على وجنته.

التهم شفتيها و قبلها بعمق، بادلته قبلته بشغف و استمرت طويلا حتى فقدوا انفاسهم بيها.

أبتعد عنها قليلا و انحني ليلثم عنقها، نظر على ساقها العارية و قال: -رجلك كلها باينه
سيلين باقتضاب: -انا معجبة بنفسي كدا مش عاجبك اشرب من البحر هو قريب من هنا علي فكرة...
-لا هشرب من حاجه تانيه
و التهم شفاها و امتصهم بعنف...

دلفت ايمان إلى المستشفى لكي ترى إذا كانت هناك حركة غريبة تحدث بداخلها و لا؟ و بعد ذلك اتصلت بسيلين فهي تأخرت روحتي فين يا سيلين؟

خرجت من المستشفى فقابلها حازم و قال: -سيلين فين اختفيت فجأة
ايمان بتردد: -نسيت تليفونها و راحت تجيبه
حازم باستغراب: -اصلي برن عليها مبتردش فقلقت
-هي كويسه...
-اها متقلقش خالص.

استيقظت سيلين، و تذكرت ما حدث قبل قليلا، و شعرت بذراعه يحاوطها، ابتعدت عنه
تعجب من تصرفها و قال: -ايه الجنان دا؟
رفعت الغطاء عليها و قالت بضيق: -مفيش الساعة بقيت كام على ما اعتقد التسليم هيكون الساعة 11
-اممم عارف، بس خليكي هنا
-لا انا صاحبة البلاغ و المفروض اكون موجودة و بعدين ملكش دعوة بيا
تنهد يوسف و قال بضيق: -تمام قومي البسي عشان نغور
-هغور لوحدي.

صاح بحدة: -قولت البسي و هتيجي معايا تعالى مش هتيجي يبقى خليكي هنا
زمت شفتيها بضيق و قالت: -متزعقش لو سمحت
ارتدى ملابسه و قام ليقفل أزرار قميصه و قال: -مش هتقومي؟
-هقوم اطلع برا بقا
جلس على الفراش و قال: -لو مخبيه حاجه قولي
سيلين بتوتر: -لا مش مخبيه حاجه
عقد حاجبياه و حك ذقنه و قال: -براحتك
خرج من الغرفة و صفع الباب خلفه، نفخت سيلين بضيق و قالت: -اوف بجد.

دخلت إلى المرحاض و أخذت شاور و ارتديت ملابسها بسرعة قياسية، خرجت إليه و قالت:
-خلصت و ايمان قالتلي أن الممرض دخل المستشفى و اختفى
نظر لها و قال: -طيب اتفضلي
رفعت عيناها للأعلى و لوت فمها و ذهبت أمامه، وصلوا إلى مقر الحفل و فتحت سيلين السيارة و قالت:
-هدخل قبلك لأنه مش حلو ان حد يشوفنا مع بعض
-حد زي مين مثلا؟

ابتلعت سيلين ريقها فهي لا تريد اخباره و قالت بتبرجل: -ايه حد انت هتخلص شغلك و هتمشي و انا اللي هفضل
-تمام انزلي
ترجلت سيلين من السيارة و ذهبت بسرعة من أمامه و عندما دخلت بحثت اولا عن ايمان
زجرتها ايمان قائلة: -كنتي فين؟
-نمت شوية.
-مش مرتاحة يا سيلين بس خلينا في المهم، تعالى ندخل نشوف و بعدها نبقى نتكلم
ذهبت سيلين معها و دخلوا ليبحثوا عنه و قالت سيلين هو راح فين و بعدين الشرطة فين؟

-موجودة
-هو ماشي منين؟
أشارت لها على الغرفة و قالت: -من مخزن الأودية يا سيلين و دا محيرني
دلفوا إلى الغرفة و كانت فارغة، نظرت سيلين حولها فمن المؤكد بأنها ممر لمكان آخر و قالت:
-اكيد فيها مكان بيخرجوا منه
اقتربت سيلين من جميع جدرانها و زفرت بحنق قائلة: -مفيش.
أسندت ايمان ظهرها فتحرك الحائط، اندهشت سيلين و ازحته ليدخلن منه.

و اوصلهم بممر طويل و مظلم، مشوا حتى وصلوا إلى باب حديدي صغير، فتحته سيلين و خرجوا ليجدوا نفسهم في نهاية حديقة المشفى و التي تبدو مجهورة بسبب عدم ذهاب احد ناحيتها.

ايمان بدهشة: -الموضوع طلع كبير اوي بجد
أخرجت سيلين هاتفها و اتصلت به و أخبرت بما حدث
زفرت ايمان و قالت: -بصراحة خايفه
-اهدي و متقلقيش
سارت سيلين و ايمان خلفها و لكن أوقف صوت أحد قائلا: -ارجعوا
ايمان بخوف: -حاضر
امسكت سيلين يدها و قالت: -انتم بتضيعوا وقت اصلا الشرطة محاصرة المكان
ابتسم الممرض بسخرية: -بس مش هيلحقوا، العربية اتحملت و هتخرج، خدي الدكتورة و امشي يا ايمان لأني مش عايز اقتلكم.

اقترب منهم و قال بابتسامة: -خلاص تعالوا معانا...
التفتت سيلين و وجدت شخصان خلفها، قال الممرض دي صاحبة البلاغ يا كبير و البت دي معاها و الشرطة موجودة.

-البضاعة خرجت خلاص و هما هينورنا شوية
و لكن اوقفه صديقه قائلا بهمس: -حاسس اني اعرفها
-هتبقى مين
-فاكر بنت جان باشا اللي اختفيت من فترة دي شبها
اخرج هاتفه ليرى صورتها و بالتأكد عرف بأنها هي و قال: - لازم نأخدها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة