قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والأربعون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والأربعون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والأربعون

-عايز اشوفه
نظرت له سيلين و قالت بقلق: -ليه؟
-مش ابني برضو
سيلين بخوف: -أيهم انا...
-خايفه عليه مش كدا
صمتت سيلين و شعرت بالخوف و قالت بتردد: -انت عايز ايه؟ انا مش عايزة غير انك تسيبني امشي و خلاص انا هسافر و ابعد خالص و هربي هناك مش هيبقى لي علاقه بيك نهائي.

اقترب أيهم منها و قال: -هو انا وحش اوي كدا؟
نظرت له و قالت: -انت اللي وصلت نفسك لكدا و انا مش عايزة حاجه منك...
-ما ابنك مني، سيبي بقا
نظرت له بدهشة و قالت: -عادي بالاسم بس لكن هو ابني انا بس و لو عايز نشيل الاسم تمام
-تمام عايز اشوفه برضو
-بكرا لأنه اكيد نام و مش عايزاها يعرف حاجه، و ياريت تحترم قراري و بعد كدا هنطلع على المأذون عشان نطلق.

-نطلق و ماله
-انا مبهزرش يا أيهم، انا دلوقتي بتكلم جد
-تمام يا سيلين ماشي، نامي بقا...
نظرت سيلين في ساعتها و قالت: -لا هاخد تاكسي و اروح، لازم اطمن على ايدو حبيبي مامته
-بلا مامته بلا زفت، هتباتي هنا و لا تخرجي و بعدها و لا هيبقى في ايدو و لا مامته.

نظرت له سيلين بنفاذ صبر و اتجهت لتنام على الاريكة
-على السرير مش الكنبة يا سيلين و بعدين انا ساكت لحد دلوقتي مع اني كنت ناوي ادبحك.

سيلين ببرود: -اجبلك سكينة
-ياريت كنت اقدر
قامت سيلين و جلست على الاريكة و قالت: -انت بتقدر كل حاجه فعادي...

و بعد ذلك صمتت سيلين و لم تجادل أكثر فمن المحتمل أن تكون آخر مرة ستراه به و تتمنى أن تكن كذلك و ذهبت إلى الفراش، كانت تشعر بشي غريب و لكن لم تهتم فهي قررت أن تتخلص من ايه مشاعر تحملها له، أعطيت له ظهرها و وضعت يداها أسفل خدها و اوصدت عيناها، شعرت باقترابه منها و حاوط خصرها من الخلف، و أسند راسه على جانب وجهها، فتحت عيناها و قالت:
-نعم؟
-هو انتي بجد مش عايزة تفضلي معايا
-هفضل معاك ليه؟ خلاص بقا.

-نامي بقا...

استيقظت ايمان في الصباح فهي نامت بجواره، فركت عيناها و خرجت لترى إذا كانت جات سيلين ام لا و عندما لم تجدها شعرت بالقلق، حضرت الفطار و وجدت إياد يخرج من الغرفة و هو عابس الوجه.

-مالك يا روحي؟
-فين لين؟
-في الشغل يلا عشان تفطر يا حبيبي
-عايز لين دوقتي (دلوقتي)
تنهدت ايمان باستياء فهي لا تعلم أين هي و ماذا حدث لها من الأساس و قالت: -اقعد يا حبيبي و انا هدخل اجيب التليفون و نكلمها
نظر إياد عليها و فتح الباب ليخرج منه لكي يراها إذا كانت في الصيدلية أم لا.

ركب الأسانسير و خرج منه و ذهب ليخرج من باب العمارة و يتجه إلى الصيدلية، كان يوسف يقف على سيارته منتظر خروجها من الصيدلية فهي قالت بأنه سوف تجلب أشياء من الداخل.

لمحه أيهم و اقترب منه قائلا: -إياد؟
التفت إياد له و قال له بعيون دامعة: -انا مش لاقي لين
نزل أيهم على ركبتيه و حاوط وجه و قال: -هي فين طيب؟
-مس عارف
حمله أيهم و مسح دموعه بأنامله و قال: -هي فين؟
أشار على الصيدلية، ذهب أيهم إلى إليها و لكن عندما خرجت سيلين
نظرت إليه بدهشة و قالت: -إياد؟
رمش أيهم بعيناه و نظر إلى الطفل الذي يحمله و أنزله برفق و قال بصدمة: -انتي امه؟

نظرت له سيلين و قالت: -عندك مانع، انحنت سيلين قليلا و قالت: -قولتلك قبل كدا بلاش تنزل لوحدك
-انتي اتاخرتي عليا و دا مش ينفع
ذهب يوسف و تركهم و ركب سيارته، و زفر بحنق فهو لا يصدق بأنه حمل ابنه و كان يتحدث معه و لا يعلم.

تنهدت سيلين فهي شعرت بأنه حزن و قالت: -إياد روح عند عمو شوفه مشي ليه؟
التفت إياد و قال: -هو راح فين؟
-في العربية دي و أشارت عليه، ذهب إياد إليه و طرق على زجاج السيارة بيده الصغيرة.

فتح أيهم الباب و خرج من السيارة و قال: -نعم؟
-تعال عشان اقول اخليك تعرف لين مامتي
صمت أيهم و نظر إليه فهو يمتلك عيناها و ملامحه حمله بين ذراعيه و ضمه إليه
اقتربت سيلين منه و قالت: -أيهم
أبتعد عنه و نظر لها بضيق و بعد ذلك قال: -إياد هو فين باباك
صمت إياد و زم شفتيه و نظر إلى سيلين لأنها لم تخبره بذلك
سيلين بضيق: -كفاية دا طفل مش فاهم حاجه يا أيهم من فضلك
أيهم بعصبية: -اطلعي فوق...

سيلين بدهشة: -نعم و انت هتعمل إيه في؟، لا طبعا مش هسيب ابني
وضعه أيهم بداخل السيارة و قال بحدة: -هربتي و معملتيش حساب ليا، قولتلك مش عايز عيال خلفتي من ورايا
-أنا مطلبتش منك حاجه كل اللي عايزها الطلاق و خلاص
-لو طلقتك هخده منك
هبطت الدموع من عيناها و قالت: -هتخده تودي فين؟ حرام عليك...
نظر إليها و قال: -هسيبك تفكري لأنه قرارك هيبقى نهائي.

ركب السيارة و انطلق بها، كانت سيلين واقفه مصدومة لا تستوعب ما حدث هل هو اخذه و ذهب.

وضعت ايمان يدها على كتفها و قالت: -سيلين في ايه؟
-أيهم خد إياد يا ايمان
-سيلين اهدي احنا في الشارع...
سيلين بصراخ: -بقولك عايز يخده...
رتبت عليها و قالت: -اهدي يا سيلين هيرجع متخافيش...
نظر إياد إليه و كان يبكي بهدوء لأنه خائف منه، هدأ أيهم من سرعة العربية و قال:
-بتعيط ليه؟
-عشان انت وحش
-وحش ليه؟
-لين زعلانه دوقتي (دلوقتي)
تنهد أيهم و أوقف السيارة و قال: -انت عارف انا ابقى مين؟

-لا مش عايز اعرف، انت وحش مفيش حد حلو، انا عايز لين
-و انا عايز لين برضو
نظر له إياد بعيناه الدامعة الذي اختلطت بها الحمرة و فركها بيده و قال: -لا لين مامتي انا مش انت
-ايوه ما انا عارف بس انت دلوقتي عندك ماما بس و كل اصحابك عندهم ماما و بابا مش صح؟

هز إياد راسه، فاكمل أيهم بهدوء مش عايز تشوف بابا بتاعك
-لا عايز اشوف لين بس
زفر أيهم بحنق و لكنه تمالك أعصابه و قال: -هتشوف لين بس عشان انا اخد لين انت لازم تكون معايا
-انت تاخد لين مامتي ليه؟
زفر بضيق فهو جالس يتحدث مع طفل سيجعله يفقد عقله و قال: -عشان انا ابقى بابا بتاعك
نظر له إياد بشك و خوف و زم شفتيه و بعد ذلك ربع ساعديه قائلا: -مش أقدر اصدقك.

-يا ابني حرام عليك انت و امك عليا اوف بجد، طب عندي حل حلو؟
قاد أيهم السيارة و وصل إلى متجر العاب الأطفال و قال: -انزل اختار اللعبة اللي انت عايزها، حتى لو خدت المحل كله
نظر له إياد و قال: -مش عايز حاجه
-اوعدك اني هوديك ليها والله بس عايز اضغط عليها شوية
-و انا أصدقك ازاي؟
تنهد ايهم و قال: -مش عارف بس انا مش بكدب عليك، انت هتنزل تحتار اللعب اللي انت عايزها و بعدين نروح ليها على طول.

كانت سيلين تحاول الاتصال به و لكن كان هاتفه مغلق، تعال نحيبها و القت الهاتف و قالت:
-حيوان والله العظيم لو مرجعوش لأقبل الدنيا فوق دماغه
رتبت ايمان و قالت: -ابنك مع ابوه يا سيلين مش واحد غريب
-انتي متعرفيش هو ممكن يعمل ايه؟ دا معندوش احساس، ممكن يقتله...
ردت سيلين على الهاتف و قالت بعصبية: -انت فين؟
أيهم ببرود: -إياد طلع بيحب النيل فعشان كدا واقف شوية قدامه.

سيلين بخوف: -انت عايز تقتل ابني صح،؟ ونبي بلاش تعمله حاجه
صمت أيهم و قال: -نص ساعه و هنكون عندك
و قفل معاها، ابتلعت سيلين ريقها و قالت: -جاي
مرت عليها النص ساعة بصعوبة شديدة، و عندما دق الباب قامت راكضة و فتحته بسرعة و احتضنت إياد قائلة:
-انت كويس يا حبيبي؟
هز إياد راسه و قال: -اها
نظرت سيلين إلى اللعبة التي بحوزته و تنهدت قائلة: -ايمان خدي إياد جوه.

التفت إياد إلى أيهم و طلب منه أن ينحني لمستواه و قبل خده قائلا: -شكرا
و بعد ذلك اخذته ايمان و دلفوا، نظرت سيلين إليه و قالت: -هجيب شنطتي و هطلقني دلوقتي يا أيهم و بعدها هتنسي أنك قابلتني...
-هستناكي في العربية.
دخلت سيلين إلى ايمان و قالت: -ايمان انا ماشية خلي بالك من إياد
ايمان بتساؤل: -متأكدة من قرارك
-اها
نزلت سيلين له و ركبت معه و كانت صامته، و كذلك هو.

وصلوا إلى أحدي المكاتب، فنظرت سيلين علي لوحة المكتب و قبل أن تفتح السيارة انطلق مسرعا.

سيلين بدهشة: -انت مشيت ليه؟
لم يرد عليها و زاد سرعته، صرخت سيلين به و قالت بغضب: -وقف العربية
أوقف السيارة و ترجلت هي منها و قالت: -كلام عيال هو؟
-مش هطلقك و دا قرار نهائي و من بكرا هتيجي تعيش معايا
انفتحت شفتيها و قالت بتعجب: -بجد؟ اديني سبب واحد يخليني ارجعلك يا أيهم، سبب يخليني استحمل القرف اللي شوفته معاك و خيانتك ليا، مفيش دا حتى ابنك دا موجود ضد رغبتك انت و لا هتقبل وجوده لأنه أمر واقع.

نظر لها و قال: -قبلت يا سيلين قبلت
-مش كفايه انا مش هرجع عن قراري مهما كان السبب إيه؟ و انت هتطلقني
-مش هطلقك
زفرت بحنق و قالت: -ليه؟
صمت أيهم و نظر لها و قال: -عايزك معايا
-ليه برضو؟ عشان تخوني و تمسح بكرامتي الأرض و لا عشان ايه المرادي؟!
-عشان بحبك يا سيلين مش قادر اعيش من غيرك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة