رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والأربعون
لم تصدق سيلين ما سمعته و تساقطت دموعها بغزارة و قالت بتهكم: -بتحبني؟ بجد! المفروض اني اقولك و انا كمان و خلاص بقا كدا، حاضر هصدق انك بتحبني
تنهد أيهم و قال: -مش لازم تصدقي؟
نظرت و قالت باستياء: -انت مبتعرفش تحب و ازداد بكائها و اردفت اشمعنا دلوقتي هتحبني، الأول كنت اختك و بعدها بقيت عاهرة و آخرهم مراتك و بتحبني؟! خونتي بدل المرة كتير، كنت بتحرق دمي بطريقة غريبة و بتحبني، انا بكرهك و مش عايزاك كفاية لحد كدا
أدارت جسدها لتذهب و لكنه أوقفها ممسكا بمعصمها و قال بغضب: -محستيش و لا مرة بكدا؟
اكمل بانفعال و غضب كنت بعتبرك اختي لاني مكنتش عايزك تقربي مني، و كنت بقولك اختي لاني مستحيل أذى اختي يا سيلين، كنتي عايزة عيل مراهق بيشرب مخدرات و بيشم بوردة و مدمن افلام إباحية يقولك بحبك و بعدها كان يحصل إيه؟، كنت ببعدك عني بس كنت عايزك قريبة، انتي الوحيدة اللي كنت بحس انها بتفهمني من وسطهم، حتى اكتر من اختي، انتي اللي كنتي صاحبتي و اختي مكنتش عايز أقرب منك و لا اعملك حاجه وحشة لاني عارف اني شخص مؤذي، كنت بخاف عليكي حتى من نفسي لأن زي ما كارمن بتقول عليكي مغفلة، اليوم اللي الملجأ اتحرق انا و سيف كنا برا و لما رجعت لاقيت مليكة في الحفرة و فاقت قالت انك كنتي قاصدة تموتيها بس انا مصدقتهاش لأن كنت عارف انك مستحيل تخويني بالطريقة دي.
تنهد و اكمل قبل ما اعرف انك سيلين تعرفي إيه اللي أنقذك من تحت ايدي هو الشبه و اسمك و حركاتك كنت بحس انك هي بس مكنش معايا دليل على كدا، لما رميتي نفسك في المياه دورت عليكي كتير، و القدر جمعنا صدفة خليتك تتطلقي لأني بحبك مش عشان عايز اخليكي جنبي، خونتك و جرحتك كتير مش هنكر دا بس انتي الوحيدة اللي حبيتها، انا مكنتش عايز كدا حذرتك اكتر من مرة لما كنتي بتقربي مني و انتي اللي فضلتي مستمرة، لما اكتشفت انك هي مقدرتش اسيبك، و الإجهاض كان بسبب انك تعبانة دي كانت أول حاجه في بالي، قولتلك مش عايز عيال لاني منفعش اكون اب.
التفتت إليه و قالت ببكاء: -انت عارف يعني ايه ابقى خايفه اقول لجوزي اني حامل لأنه هيقتل ابني و جايز يمنعني أخلف طول حياتي زي ما عمل مع مراته الأولى، قولتلي انك هتختارها هي خونتي بدل المرة كتير و عايز انسى دا كله لأنك بتحبني، خليت قلبي يوجعني و دمي يتحرق و عادي كدا، انا بكرهك حبي ليك انتهى مع كل مرة اذيتني فيها، انت فعلا شخص مؤذي، و عمرك ما هتعرف تشتريني حتى لو بالحب، فلوسك و جبروتك و قوتك و حبك كلهم ملهمش لأزمة عندي، و قرار الطلاق لازم يحصل لاني مستحيل ارجعلك...
-تمام يا سيلين طالما عايزة كدا خلاص
نظرت إليه و انتظرت ما سيقوله و اخفضت نظرها لتسمع جملته
-انتي، ط...
قطعه رنين هاتفها، أخرجته سيلين من حقيبتها و ردت عليه قائلة: -ايمان
ايمان بانهيار: -إياد يا سيلين
سيلين بخوف و هلع: -ماله اياد؟
ايمان ببكاء شديد فتحت الباب من شوية بحسبك انتي، لاقيت تلت رجالة داخلين و خدوا إياد
قفلت سيلين معها و قالت ببكاء: -إياد اتخطف يا أيهم...
أيهم بدهشة: -نعم اتخطفت ازاي.
ردت ببكاء حادة و انهيار: -مش عارفه يا أيهم معرفش، وديني البيت بسرعة
ركضت في اتجاه السيارة و ركبت انطلق أيهم بسرعة جنونية و وصلوا كانت ايمان جالسة في الصالة و تاركة الباب مفتوح
و عندما سيلين أمامها و قالت ببكاء: -سيلين...
سقطت الحقيبة من يداها و قالت بصراخ: -إياد
نظر لها أيهم و قال: -مش عايز صوت يا سيلين، ابنك هيرجع
سيلين بعصبية: -بتقولك اتخطف هيرجع ازاي؟
تنهد أيهم و حاوط وجهها بيداه قائلا: -والله هيرجع بس اهدي
نظر إلى ايمان و قال: -كانوا جايين مخصوص عشانه صح
هزت ايمان رأسها و قالت ببكاء: -ايوه
تنهد أيهم و خرج من الشقة و اخرج هاتفه و اتصل به قائلا: -بتخطف ابني؟
ابتسم جان ساخرا: -انت من بدا اللعبة، و الآن هذا الطفل سوف يدفع ثمنها و لا تقلق انا الان ليس لدي شي اخاف عليه
-راجل المسه بس.
-انت الان تحت رحمتي و ممكن أن ارسل إليك جثته مشوه كما تفعل عزيزي، و الآن سوف اتركك
قفل جان المكالمة، ارسل أيهم الرقم لأحدهم لكي يعرف موقعه و بعد ذلك دلف إليهم و قال: -سيلين
نظرت إليه و قالت بخوف: -ابني حصله حاجه
تنهد أيهم و قال: -لا متخافيش إياد كويس و هيرجع المهم انا مش مطمن اسيبك هنا؟
سيلين ناهية و قالت ببكاء: -مش هروح في حته يا أيهم انا عايزة ابني، اكيد اتخطف بسببك انت.
-ابنك هيرجع بس اسمعي كلامي المرة دي للآخر
رتبت ايمان على يدها و قالت: -سيلين كفاية عند كلامه صح هما احتمال يرجعوا تاني
تنهدت سيلين و اجهشت بالبكاء و قالت: -لا مش عايزة امشي انا عايزة إياد
قام أيهم و نزل على ركبتيه أمامها و امسك كفيها و قال: -قبل ما يطلع نهار اليوم التاني، ابنك هيكون معاكي يا سيلين بس انا همشي دلوقتي و خايف اسيبك هنا
نظرت سيلين له و قالت: -ماشي يا أيهم و ايمان انا مش هيسيبها لوحدها.
-طيب، انا هنزل استناكم في العربية تحت
خرج أيهم من الشقة و قفل الباب خلفه و تتصل بسيف قائلا: -حضر نفسك و الرجالة لأن انهاردة هيكون آخر يوم في حياة جان
سيف بدهشة: -أيهم اياد معاه فكر بعقلك
-معنديش عقل و رحمة ابويا لأقتله
-هو في مصر و احتمال سيلين تكون عارفه مكانه اسألها
-مش عايز سيلين تعرف ان هو اللي خطفه اصلا، انا هخدهم على البيت
-تمام يا أيهم هظبط كل حاجه و اكلمك...
-دقائق يا سيف...
أخذهم أيهم و ذهب إلى المنزل الذي يوجد به أفراد عائلته، تعجبت سيلين و قالت: -ايه المكان دا؟
-انزلي يا سيلين
نزلت سيلين من السيارة و خلفها ايمان، دلفوا خلفه و عندما دخل تعجبت مليكة من وجود سيلين و قالت: -دا خير
زفر أيهم بحنق و قال: -رهف، خدي سيلين و وديها اوضتي و حضر أوضه لإيمان ممكن
قطبت رهف حاجبياها و قالت: -حاضر، اتفضلي
نظرت سيلين إلى أيهم فهي لا تفهم شي منه و قالت: -عايزاك.
تنهد أيهم و قال: -اطلعي مع رهف و انا جاي واركي
استجابت سيلين إلى طلبه، فقالت مليكة كمان جيبتها البيت يا أيهم
-مليكة سيلين مراتي و مليكش دعوة بيها نهائي لأن المرة دي مش هسامح في حقها
مليكة بصدمة: -انت بتكلمني انا كدا عشانها
-اها و دلوقتي هي موجودة هنا فياريت متجيش جنبها و اديني بقولك لأخر مرة انها مراتي و ام ابني
مليكة بدهشة: -ابنك
تركها أيهم و صعد إلى سيلين و قال: -نعم؟
-مين اللي خطف ابني يا أيهم؟
-جان.
نظرت له سيلين و قالت: -بسببك
-مش دا المهم دلوقتي و انتي ليكي ابنك يرجع سليم
سيلين بانفعال: -و ممكن متعرفش يا أيهم، في احتمال انه يخلص منه
تنهد أيهم و خرج من الغرفة قبل أن يرد عليها و قفل الباب من الخارج لأنه يعلم ما تفكر به جيدا
طرق غرفة ايمان و قال: -سيلين في الاوضه و انا قفلت عليها لأنها اكيد هتفكر تخرج، خدي بالك منها و لو في حاجه كلميني
اومأت ايمان متفهمة، ذهب أيهم إلى سيف...
كان إياد لا يصمت عن الصراخ و البكاء، و شعر جان بالغضب منه
و قال: -اصمت
نظر له إياد و استمر في صراخه، ابتسم جان بتفشي قائلا: -اخيرا وجدت نقطة ضعف لوالدكِ
اخرج هاتفه و رد على هاتفه قائلا: -من؟
-سيلين
ابتسم جان قائلا: -عزيزتي، هل افتكرت الآن؟
-إياد ليس له علاقه بما بينك و بين والده
اوصدت عيناها بحزن و هبطت منها الدموع عندما استمعت إلى صراخ ابنها الذي لا تعلم ماذا يحدث له و قالت: -ارجوك.
-اريد قتل أيهم و انتي من ستفعل ذلك لكي تنقذي ابنك و الا سوف احرقه
سيلين بصراخ: -لا ارجوك لا
-أريد جثته، وداعا طفلتي الشرسة
ألقت سيلين هاتفها بعصبية و لم تعلم ما الذي تفعله الان فهي في مأزق
ارسل إليها صورة بها إياد و بجواره زجاجات من الاسيد القلوي و معه رسالة مرفقة كما ترى عزيزتي تلك المادة تشوه الجلد و تحرقه و ذلك ما يفعله زوجك العزيز فكري من ستختارين و ليس معكِ الكثير من الوقت لاستلام جثة طفلك...