قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

سلطت سيلين الضوء عليه لكي تراه و قالت: -مين؟
ابتسم ساخراً، اقتربت سيلين منه و لكنها لم تشعر و قالت: -مش انت اللي انا بدور عليه بس مين اللي بعتك و ليه؟
ابتسم بخبث فهي مازالت تحتفظ بجزء من ذكائها و قال: -القائمة لسه فيها كتير و الدور جي على بنت جان و عشيقته
أكد على كلمته الأخيرة و هو ينظر لجاكي، ضاقت سيلين عيناها و التفتت إلى جاكي و قالت بصدمة: -عشيقته؟

-اها اصل جان بيحب الصغيرين و بعدين دول كتير اوي بس هي الأقرب
نظرت سيلين إليها بازدراء فهي لم تتوقع انها تكون بذلك المستوى المنحدر و أعادت نظرها له و قالت: -و انت بقا فاكر انك تقدر تاخدني من هنا
-اقدر
ضحكت سيلين لتسخر منه و قالت: -طب انا ممكن اجي معاك بس عايزة اقابله
-لو شوفتي فهي هتبقى آخر دقيقة في حياتك
-معنديش مانع بس اشوفه
تعجب هو من إصرارها و قال: -الأسهل اني اخلص عليكم.

أطفأت سيلين الكشاف لكي تضلله و ركضت بسرعة و هبطت الدارج قفزا، و كذلك جاكي
ابتسم فهي تبدو مخدعه و لكنها لا تعلم بأنه في أكبر خدعة و يتم تحركها مثل الدمية
تخبوا جيدا منه و قالت سيلين بهمس: -انا هكلم يوسف و اخلي يجي
جاكي باستغراب: -يوسف مين؟
-ظابط المهم خدي بالك لأنه اكيد مش لوحده و اكيد عايزين يخلصوا علينا
ارسلت رسالة إليه و أخبرته بالعنوان و بما يحدث و الموقع و بعد ذلك اتصلت به و أخبرته بأن يراها.

جاكي بتساؤل: -حب جديد؟
-لا صحاب و تعالى نقوم من هنا، و لازم نمسك الواد دا يوسف جاي في السكة
-تمام
عندما قاموا ذهبت كل منهم في اتجاه و لكن بالنسبة لجاكي فهي شعرت بأنها أن غادرت أفضل لأنه حتما سيقتلهم
بحثت عن مكان أمان في نهاية الحديقة و بقيت به فهي لا تعلم ماذا يوجد في الخارج كما قالت سيلين
توقفت سيلين عندما شعرت بأحد يلحقها
-استنى
التفتت له و قالت: -ابعد عني بعد ما اقتلك.

ابتسم لها ببرود، و تقدم بخطواتها منها فاستعددت سيلين لمواجهته و قامت برفع ساقيها لتركله بها بقوة
امسك ذقنه مندهشا و قال: -تمام
دارت بينهم المعركة فهو لم يستقل به و كان يسدد إليها الضربات المؤلمة و كذلك هي
-مش هسيبك
-وريني هتعملي إيه؟
و فجأة أخرجت موس من فمها، تعجب هو من تلقائيتها و سرعتها فهي تريد جرحه و لكن تمكن من حاصرها قابضا على ذراعيها و قال: -ما تهمدي بقا.

قاومته سيلين بقوة فضغط عليها و قال: -هتشوفي
شعرت سيلين بتلك الحقنه التي غرست في رقبتها و سقطت مغشية عليها...
اسندها و اتصل به قائلا: -هي معايا و البنت التانيه لسه موجودة
-تمام انا برا، و سيبك من جاكي كدا كدا كارت محروق، بنته أهم
-تمام انا خارج...

هل في يوما شعرت بانقلاب الموازين و عدم معرفة شي، أصبحت مجرد شخصا تائها
لم تعلم حتى كيف تم خادعك؟!
إذا كنت لا تعرف فسوف أحدثك عن خدعة ابليس، ليس شبحا بل انسان تخفي في صورة شيطانا
اصحبت غبيه أكثر مما ينبغي ففد تشوشت جميع أفكاري و لكن تلك الصدمة لم يصدقها عقلي، و يصرخ بأنه يريد معرفته مهما كان السبب.

كانت تشعر بشيئاً غريب و لكن ذلك الاحساس يصاحبها عندما يدخل إليها، تصدح دقات قلبها و تتراقص نغمات ايمكن هذا بسبب شعور الخوف أم ماذا و لكن تعلم بأنه شي أكبر من الخوف، فهي تشعر دائما بدخوله و خروجه بهدوء حتى انه لا يقترب منها أو يتحدث
حركت قيودها بخفة لكي تستمع إلى صوته، تريد على الأقل معرفة هويته و لماذا اختطفها بتلك الطريقة.

قررت أن تتحدث فقد طفح كيلها فهي ظلت هكذا للأيام لم تعلم مدتها حتى و لكنها شعرت بالملل و التعب
فقد سئمت و احست لسانها على التحدث: -عايزة اشوفك؟
-مستحيل
اخيرا استمعت إلى صوته، صمتت قليلا لتفكر إذا كانت تعرف تلك النبرة ام لا؟! و لكن لم تجد دليلا واضحاً فهي اصحبت مشوشة
-من حقي اني اشوفك بما اني مخطوفة.

ابتسم بشر و هو ينظر لها فهي ضعفيه لم تستطيع فعل شي فقد واقفه مكبلة الأيدي، تحاوط السلاسل الحديدية يدها و قدمها
-انتي في مملكة ابليس؟ و بعد ذلك ابتسم بسخرية و أكمل زي ما انتم قولتوا عليا
تعالت ملامح الدهشة وجهها فهو قد سمعت عنه و عملت أيضا بأن لا يستطيع أحد رؤيته و لكنها عزمت بداخلها انها سوف تكون أول من رأت ابليس و ستجعله يخضع لها...
-انا هنا ليه؟، و ليه عملت كل دا معايا؟

استمع لها قبل أن يفتح الباب الحديدي الذي يعمل ببصمته
-لما أقرر هستخدمك في ايه؟
زفرت سيلين بحنق فمن هذا بحق الجحيم و لكني لم أقع أسيرة لك و سوف ترى و أوقفته قائلة: -حاسه اني اعرفك و سمعت صوتك قبل كدا و بعدين انا من حقي اشوفك؟
ابتسم و رد عليها مندهشا من غبائها فهي حتى غير قادرة على تميز صوته
-مين قال كدا و بعدين اللي بيشوفني بيموت
-المهم اشوفك...

اقترب منها، كانت سيلين تشعر به، لف ذراعه حول خصرها و قربها منه، كانت تشعر بشي غريب، ظلت تقترب و لامست وجه بوجهها و استنشقت عبيره فهي تعلم بأن ذلك الصوت تعلمه جيدا و لكن عقلها لا يصدق ذلك لا يستوعبه من الأساس نفس الاحساس التي كانت تشعر به روداها الان، تلك هي رائحته المميزة و قالت بصدمة كادت تفقدها عقلها
-انت يوسف؟
تراجع للخلف و ازح عنها ما يحجب رؤيتها و قال بسخرية: - دا انتي واقعه بقا.

لم تصدق عنها و تشعر بأنها في حلم كيف له أن يخدعها كذلك و قال: -ازاي انت؟ ليه خدعتني
-انتي فاكره اني اهبل هصدقك، و بعدين انا عرفت انك مش الظابط و عرفت انك سيلين بنت جان
كانت سيلين تشعر بالصدمة تهتز كيانها فهي لم تتوقع حتى ذلك منه و قالت: - بس ليه؟ ازاي تبقي ظابط وكدا انا مش فاهمه حاجه...
-و لا ينفع تفهمي
-فكني؟
نظر إلى السلاسل التي تقيد أطرافها و قال: - بصراحة مليش مزاجك و عجبني شكلك كدا اوي.

-هساعدك في اللي انت عايزه
يوسف بسخرية: - و مين قالك اني عايز مساعدة منك؟
سيلين بثقة: -اكيد مكنتش هتحتفظ بيا كان زمانك قتلتني
تنهد و قام بتحررها و قال بتحذير: - أظن انك عاقله و مش هتحاولي تهربي
ابتسمت و قالت: - اكيد، هو انا هفضل هنا؟ و لا هتوديني أوضه تانيه
-لا طبعا مش هتفضلي هنا ميصحش حتى
خرج يوسف و خرجت هي خلفه.

كانت تتجول بنظراتها فالمكان فحقا قد أثار إعجابها بشده، حتى ذلك الدارج الذي يتميز بسواده القاتم و الطلاء الذي يتقاسم بين الأسود و الرمادي
قطع نظراتها و قال: -هتفضلي كدا
انتبهت له فقد أخرجها من شرودها و اكتفت بالإيماء له ببرود
فتح باب الغرفة، دلفت خلفه و نظرت على جدران الغرفة و اثاثها
-يعني كدا تمام قالتها و هي تسير بعينها و تنظر في كل ركن بيها و من ثم جلست على الفراش و تمددت عليه.

كان هو ينظر لها بتعجب و دهشة
قامت سيلين عايزة اغير هدومي قالتها بحنق و ملل بأدي على نبرتها
-مفيش هدوم هنا
زفرت بحنق و غضبت فهي ملت من هذا و قامت بخلع سترتها، راقبها في دهشة فماذا تفعل تلك المجنونة
لم تنتبه سيلين و أكملت ما بدأته
اوقفها يوسف قائلا بتعملي ايه؟
ابتسمت سيلين بخبث فهي تعلم بأنه تملك سيطرة عليه حتى لو قليلة و انه يرغب بها.

أكملت لتصبح عاريه تماما أمامه، و بعد ذلك اخذت قميصه الموضوع علي طرف الفراش و ارتديته
و سلطت نظراتها عليه و فهمت ما يريده فهي بالطبع مثيرة
ابتسم يوسف بمكر فهو يعلم بأنها ليست فريسه سهلة الصيد
اقتربت منه بخطواتها الواثقة، عقدت ذراعها حول عنقه و داعبت خصلات شعره و همست له قائلة: -تعرف اني نفسي فيك أوي، بس في حاجه جوايا عايزك مع اني دلوقتي نفسي اخلص عليك و اقتلك.

قبض على خصرها بشده حتى أصبح جسدها ملتصقا به، ثبت نظراته على عيناها الجريئتان
-جرئيه اوي بس احب اقولك انك متقدرش تعملي حاجه لاني اسواء مما تتخيلي
مررت يدها على بداية قميصه و ابتعدت عنه
-و انت عيناك فضحاك و بعدين انا سلمتلك نفسي اكتر من مرة و انت اللي كنت بتبعد
-فاهمني غلط، انتي بالنسبالي و لا حاجه و هتفضلي كدا.

ابتسمت سيلين بثقة عاقدة ذراعها أمام صدرها فهي تعلم بأنه يكذب بدليل انها مازالت على قيد الحياه و انه لم يتخلص منها و ما فعله معها
-عايزة انام
تعجب من طلبها فهي تطرده من غرفته و قال: -شاكك فيكي و عايز اعرف انتي هتثبتي ولاءك ليا ازاي بصراحة يعني محدش يضمنك؟
-و انت عايز ازاي؟
نظر لها فهي تبدو مثيرة في قميصه الأبيض الذي يبرز مفاتنها، قبض على خصرها بشده الصقها به تفتكري ازاي!؟

و انحني عليها ليقبلها و لكنها وضعت سبابتها حاجزا و قالت: -مش دلوقتي...
-ايه دلوقتي مش عجبك
-ما هو انا لازم اعرف عنك كل حاجه الأول
مرر ظهر كفه على وجنتها و من ثم عنقها، شعرت بتلك القشعريرة تسير بجسدها و وضعت يدها عليه لتوقفه قائلة: -مش من حقك تلمسني
أبتعد عنها، عاقدا حاجبه في دهشة فهي التي كانت تحاول اغواءه: -بجد؟ طالما انتي في مملكتي فمن حقي أعمل إيه حاجه.

تحدث بعجرفة شديدة و كأنه يمتلكها مثل ايه شي موجود و لكنها رددت عليه بطريقة حازمة: -مش من حقك غير بمزاجي لاني مش جارية و لا حتى ملك ليك
نظر لها بتعجب فهي بالكاد اشرس من راي بحياته، و انتظر ليحك طرف ذقنه و قال: -ما انتي حاولتِ كتير و دي فرصتك
-بس انا كنت عايزة يوسف اللي مكنش عايز يخون مراته، انت مين بقا؟!
-سيلين انتي فعلا ذكية جدا بس بالنهاية هتكوني تحت أمري لأنك وقعتي
-لم أخضع لك.

ابتسم بتعجب فهي تجيد عدد رهيب من اللغات و اللهجات الخاصة بكل بلد
-ازاي بتتكلمي لغة المصريين، اللي اعرفه انك روسية و معاكي لغات تانية كتير منهم اللغة العربية
-لا أريد اخبرك عزيزي و انت أخبرتني بأنك تستطيع فعل كل شي، إذا فاعرف كيف اجدتها.

كانت تتحدث بنبرة ساخرة و ذلك جعله يشعر بالغضب فمن هي بالأساس حتى تتجرأ على ذلك، كور قبضته بعنف ليكتم غضبه و اقترب منها تلك الخطوة الفاصلة بينهم و جذبها محاوط خصرها بعنف، حتى شعرت بأنها وصلت إلى عظام جسده من شده دفعه لها، أرادت التراجع و لكنه احكم عليها بشده جعلتها تتألم، حدقت بعيناه و كأنها تريد أن تثبت له شي و هو بأنها لا تخشى احد حتى أن كان هو.

-ما ذلك الغرور التي تتمتعين به و لكن سوف أضع راسك في الأرض و عليكي الانحناء و بالنهاية سوف ارسلك جثة هامدة إلى والدك كان يتمتم بذلك بداخل عقله.

ترك خصرها و حاوط وجهها بيده و التهم شفتيها بعمق، شعرت بالدهشة من فعلته و تراجعت للابتعاد عنه، و لكنه لم يعطي لها فرصة و زاد من عمق قبلته و عنفها، و كان يتقدم بخطواته ليرجعها للخلف حتى صدمت قدمها بطرف الفراش و سقطوا عليه، ابتعد عنها و كان على ثغرة ابتسامة انتصار فهي اصحبت أسفله
حدقت به و عقدت ذراعه حول عنقه و همست أمام شفتيه: -تعرف انك عاجبني جدا.

-مش هتعرفي تخدعني يعني متفكريش في كدا نهائي لأنك هتخسري كتير
-بس ساعات الفوز بيكون في الدقيقة الأخيرة و بعدين قولتلك اني مستعدة اسلملك نفسي لاني عايزة دا مش عشان خايفه منك
حاوط خصرها و قبل شفتيها و أسند جبنه على جبهتها و قال: -ما هو انا مش هسيبك غير لما اخد اللي انا عايزه
-و ايه اللي اتغير؟
-و لا حاجة بس براحتك لاني عايزك بمزاجك المرادي
نظرت سيلين اليه بتعجب و تسألت بدهشة: -ازاي تقصد إيه بالمرادي؟

-كنتي نايمه
ابتلعت ريقها بصعوبة فكيف يكون حيوان إلى ذلك الحد و قالت: -اغتصبتني يعني؟
-انتي شايفه انه اغتصاب؟
-بجد انت طلعت حيوان، و كمان استغلت اني نايمه
دفعته بعيدا عنها بقوة لتقوم و لكن ذلك آثار غضبه و قبض على ذراعيها بقوة ليثبتهم أعلي رأسها و قال: -لسانك دا يتلم و لو انا ساكت ليكي فاعرفي ان وقعتك سوده
-حيوان و مش خايفه منك.

حاولت التملص منه و لكنها فشلت، ترك ذراعيها و قال بتفشي: -انسى حوار القوة و الشجاعة دا لاني هنسيكي حاجات كتير اوي
قام يوسف و أعطاها ظهره، كانت سيلين تتنفس بسرعة و تشعر بالغضب الجامح، وقعت عيناها على سلاحه الذي يضعه بين حزمه و جانبه، قامت بخفه و حذر و سحبته، التفتت إليها
سيلين بسخرية: -سوري بقا اللعبة اتقلبت
و ضغطت على الزناد لتستقر الرصاصة في مقدمة ذراعه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة