رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر
خرجت سيلين من الغرفة و كان السلاح بحوزتها تطلق على كل من يقف أمامها
دخل سيف إليه عندما سمع صوت إطلاق النار و قال بدهشة: -يوسف
-بنت ال عايزة تهرب
سيف بقلق: -انت بتنزف و بعدين متقلقيش مش هتعرف تهرب من القصر
-أدى أومر للحرس بأنها لو خرجت من القصر هقتلهم كلهم
نزل يوسف ليبحث عنها و اخيرا وجدها في ردهة القصر و عدد من الحراسة يحاصرها
ابتسم و قال: -امشوا
قال أحد الحرس: -يا باشا هي...
قطعه يوسف ناهيا ايه حديث آخر: -مش عايز حد
كانت سيلين تنظر له بتحدي و قالت: -هقتلك لو قربت خطوة كام
-مش هتخرجي من هنا غير بمزاجي انا، و عايزة اقولك انك مش هتعرفي تخرجي حتى فاعقلي احسن
-هخرج غصبن عنك يا حيوان
اقترب منها و جذبها من ذراعها بعنف و قال بغضب: -لو صوتك دا عِلي تاني هخسرك كتير
كانت سيلين مازالت تمسك بالسلاح، فاكمل يوسف بسخرية: -و جو الاكشن دا انسى خالص
كانت تحدق بعيناه و قالت: -ليه كل دا؟
-هحذرك لآخر مرة لو فكرتي تخرجي هقتلك، اطلعي يلا
نظرت سيلين على قميصه الذي أُغرق بالدماء و رفعت سلاحها مرة أخرى و وضعته على قلبه و قالت: -بضغطة واحدة هموتك
-قدها اعمليها و بعدها احتمال خروجك يبقى سهل
نظرت سيلين إليه فهي لا تريد قتله، تشعر بشي يمنعها من ذلك، سخرت من حديثه فهي بكل تأكيد تريد ذلك و حتى قتله لم يكن كافي
اقترب سيف منهم و قبل أن يتحدث قال يوسف: -طلعها فوق و اقفل عليها.
كانت سيلين تنطر له، عقد سيف حاجبياه بدهشة فهو لم يحبذا وجودها من الأساس و قال: -اتفضلي
ذهبت سيلين مع سيف و ادخلها إلى الغرفة و قام بقفلها عليها من الخارج كما طلب منه و نزل اليه
-يوسف انت سايب البت دي ليه؟
-ونبي يا سيف فكك عشان انا دماغي مش ناقصه
-تمام هتقتلها امتى؟ جان مش هيسكت دي بنته الوحيدة
-فين الدكتورة؟
ابتسمت ماجي و قالت: -انا اهو
يوسف بعصبية: -كل دا بتعملي إيه؟
شهقت ماجي بصدمة و قالت: -انت اتصابت ازاي؟ و امتي؟
خلع يوسف قميصه و ألقاه على الاريكة و قال: -سيبك و طلعي الرصاصة دي بسرعة
تنهدت ماجي و جلست أمامه و فتحت حقيبتها الطبية و قالت: -هو ايه اللي حصل؟
-مش قادر اتكلم و اخلصي
-طب المفروض تطلع فوق عشان اديك مخدر
-لا مش عايز
فعلت ماجي ما طلبه منها و لكن كان يوسف شاردا يفكر فيما سيفعله بها
انتهت ماجي و قالت: -يوسف انا خلصت
-تمام
سيف بتساؤل: -هتعمل ايه فيها؟
-هعلمها الأدب و هبوظلها خلقتها
قطبت ماجي ما بين حاجبياها و تسألت بفضول: -مين دي؟
رد عليها سيف: -سيلين
-تاني سيلين يا يوسف على فكرة البنت دي مش سهله
لم يرد عليهم يوسف و صعد إليها، فتح الباب و عندما رأته سيلين قامت و اقتربت منه عندما رأت الضماد الذي وضع على جرحه و قالت بقلق: -انت كويس؟
لم يرد عليها يوسف و قفل الباب بالمفتاح و التفت إليها قائلا: -هبقي كويس بعد ما اكسرك.
نظرت سيلين له و قالت باستفسار: -هتعمل ايه؟ هتقعد تقطع في رجلي بالموس زي ما عملت قبل كدا
ابتسم ساخرا فهي لم تعلم بأنه سي أكثر مما تتخيل، و اتجه إلى الخزانة و اخرج منها زجاجة صغيرة
-تعرفي دا إيه؟
-ايه؟
-اسيد قلوي بتشوه الجلد نهائي
ابتلعت سيلين ريقها و قالت بتوتر: -اعمل اللي انت عايزه انا مبخافش
ابتسم ساخرا و اقترب منها، كانت سيلين مازالت واقفه مكانها
-اقلعي.
صمتت سيلين و نظرت إليه متعجبة من ذلك و لكنها تذكرت ما حدث مع جثة ابنه بهجت
تعالت نبرة صوته انجزي
ساعات الاستسلام بيكون افضل هزيمة
نظرت إليه سيلين بدهشة غير متفهمة جملته و تسألت: -ازاي يعني؟
ابتسم أيهم و قال: -لأنك انهاردة اتصرفتي بغباء و مش معنى انك مش خايفه تبقى قوية
-مليش دعوة بقا هي اللي ضايقتني و انا ضربتها.
امسك أيهم ذراعها و أشار على جروحها و قال: -و هي ضربتك بس لو كنتي سيبتها مكنش حصل دا و كنتي تقدري توقعيها في مشكلة
-انت زعلان على كارمن يعني؟
-لا مش عايزك تتصرفي كدا تاني، خلي اللي قدامك يطمن ليكي و بعدها اعملي اللي انتي عايزها لأن كارمن انهاردة كانت بستفزك مش اكتر و انتي اللي وصلتي الموضوع لكدا مع انها مكنتش هتيجي جنبك
سئمت سيلين و قالت: -طيب مش هعمل كدا تاني.
-و بعدين انتي مكنتش خايفه منها عشان انا موجود بس في يوم ممكن مكنش موجود
نظرت سيلين اليه و قالت ببراءة: -مبعرفش اطمن غير و انت موجود
افاقها يوسف من شرودها و بعدين
بدأت سيلين بفك أزرار القميص، كان يراقبها ببرود قاتل و قال: -مازالتِ مش خايفه؟
مرر ظهر يده على عنقها و قال: -بس انا ممكن اخليكي تخافي و تتمنى الموت بدل المرة الف مش في اليوم، لا في الدقيقة.
سقط القميص على الأرض و رفعت نظرها له و قالت: -تمام اديني مستسلمة ليك اعمل اللي انت عايزه
فتح هو الزجاجة و ذلك لجعلها تشعر بالخوف فقد يحرق جسدها و أوصدت عيناها، شعرت باقترابه منها و لفحت انفاسه الساخنة
لمس شفتيها بسبابته ليفرقهم و انحني عليها ليقبلها بشغف، حاوطت عنقه بتلقائية و كانت مازالت شفاهم ملتصقة
-هو انت ليه بتتعمد تخوفني؟
-ايه حد مكانك هيخاف يعني.
أبتعد عنها و اكمل حديثه و هو ينظر إلى جسدها العاري بس انا عايز جسمك فعشان كدا مش هعملك حاجه دلوقتي، بس تحذيري ليكي افهمي كويس بلاش تلعبي معايا لاني وقتها مش هرحمك
اقتربت سيلين منه و حاوطت عنقه و قالت: -هو انت كل حاجه عندك عافية كدا
-اها
قبلت شفتيه بحب و داعبت خصلات شعره الفحمي و قالت: -هو انت اسمك الحقيقي يوسف
نظر لها بدهشة و قال: -هو دا وقت نتناقش في الأسامي.
خفق قلبها و تسارعت نبضات و قالت: -بس انا عايزه...
لم يدعها تكمل جملتها و التهم شفتيها الكرزية.
بقيت ماجي تلتف حول نفسها و قالت بضيق: -هو طلع ليها ليه؟
سيف باقتضاب: -هيكون ليه؟، فكك يا ماجي
ماجي بضيق: -أصلي مستغربة انها لسه عايشه لحد دلوقتي المرة اللي فاتت قال هيعالجها و بعدها سابها و بعدها خدها بصراحة الموضوع مش عاجبني و بعدين دي لسه ضرب عليه نار
تنهد سيف فهي تتحدث في اشياء تبدو ساذجة و قال: -ماجي، يوسف متجوز و...
قطعه ماجي بحدة و ضيق: -والله انا معرفش هو سايب البتاعة دي على ذمته ليه؟ و بعدين هو دلوقتي يقدر يطلقها بحجه انها مش هتعرف تخلف تاني
-ماجي افهمي يوسف اصلا هو اللي بعتها الراجل عشان يسقطها
-و ايه حكاية سيلين بقا؟
-معرفش والله بس عادي برضو في الاخر هتموت
-واضح انها داخله مزاجه و انت عارف صاحبك مش راحم نفسه من النسوان، دا بقيت اتلغبطت في العد
-طب روحي نامي يا ماجي ربنا يهديكي.
وصل احد الحرس و بلغ سيف قائلا: -الحاجات اللي يوسف بيه طلبها وصلت
-تمام سيبهم هنا
ترك الأكياس من يده و خرج، نظرت عليهم ماجي بغضب: -و كمان جايب ليها هدوم ما يتجوزها أحسن
سيف بحنق: -اومال هتقعد عريانه يا ماجي
-طيب يا اخويا لما نشوف اخرتها معاها
-اطلعي نامي يا ماجي.
كان جان في تلك الأيام أتى إلى القاهرة فهو قلق على ابنته و كان يبحث عنها و لكن فشل في ايجادها
رتب ديفيد عليه و قال: -سوف نجدها
-كيف؟، هي مختفية من ثلاث ايام ديفيد
دخلت جاكي إليهم و قالت: -نعم سيد ديفيد؟
-كانت سيلين معكِ وقت الاختفاء
ارتبكت جاكي فهي لا تريد اخباره بأنهم ذهبوا إلى الميتم فذلك سيجعله يغضب و قالت: -لم أكن سيدي و لا اعرف كيف حدث
-حسنا
نظر إلى ديفيد و قال: -سوف يدفع ثمن ذلك...
استيقظت سيلين و كانت تتوسد صدره، رفعت رأسها قليلا لكي ترى ملامحه، قامت سيلين برفق و أسندت ظهرها على ظهر الفراش لتجلس، تأكدت بأنه نائم قامت سيلين و أخذت هاتفه و دلفت إلى المرحاض، كتبت رقم ديفيد و اتصلت به عدة مرات و اخيرا استمعت إلى صوته و قالت: -ديفيد
فاق ديفيد من نعاسه و قال بعدم تصديق: -سيلين.
-نعم يوسف من اخذني و احتجزني و ذلك هو الضابط الذي كنت اعمل معه لديه صديق يدعي هادي، هو يريد الانتقام من والدي و لم أفهم لماذا؟
تحدثت سيلين بسرعة بالغة
تنهد ديفيد و قال بقلق: -هل فعل ليكي مكروه
-ليس بعد و لكن مؤكد سيفعل
-حسنا، هذا هو من يدعي بإبليس
-نعم ليس لدي خطة ديفيد و أشعر بالخوف فهو ممكن يقتلني في ايه لحظة.
-حسنا سيلين يجب أن نتحدث و انا سوف ابحث و اعرف من يكون ذلك و لكن عليكي الاستجابة لكل ما يريده فلا نريد المزيد من الخسائر
و لكن أعدك بأنك ستحرقين جثته بيدك
-حسنا سوف اقفل الان
قفلت سيلين معه و أخذت شاور و ثم لفت المنشفة حول جسدها و خرجت
و لكن وجدته يقفل باب الغرفة و واضعا الأكياس على الأرض و قال: -دي هدوم ليكي
نظرت له سيلين و قالت بارتباك: -شكرا
اقترب منها و عقد ذراعيه أمام صدره و قال: -خلصتي المكالمة؟