قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والثلاثون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والثلاثون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والثلاثون

لم تتحمل سيلين أكثر من ذلك و قامت من على الفراش و اتجهت اليه و قالت: -ماجي اخرجي من فضلك
نظرت ماجي إليه و بعد ذلك خرجت من الغرفة
قامت سيلين بصفعه على وجه بقوة، لم يستوعب فعلتها فكيف تجرئت على ذلك.

تحدثت سيلين بانفعال انا مش لعبه في ايدك عشان تتصرف بالطريقة دي، اعمل اللي تعمله بس بعيد عني لأنك اصلا مش فارق معايا في حاجه، شكلك مضايق عشان عملت نفسي مش شايفه انت كنت عايز ايه مثلا اقولك بلاش تعمل كدا و اني غيرانه عليك و على فكرة انت كدا بتخون مراتك المغفلة مش انا لاني انا زي اللي كانت معاك و زي ماجي.

-خلصتي كلامك
زادت حدتها و قالت بعصبية: -لو على الكلام مش هيخلص بس عايزاك تعرف حاجه اني مقضيتش عمري كله متربيه مع جان و مش هكون اتعلمت منه حاجه فبلاش توصلني لحاجه انت مش هتحبها، معاك اسبوع واحد تقرر في انك تسيبني لاني وقت ما هخرج من هنا بعدم إرادتك هتبقى عدو ليا، و اتعلمت جمله من جان بتقول أن الحياة لا تسعنا معا.

ابتسم بسخرية، ابتسامة صفراء و قال: -عايز اشوف اخرك و ماله؟
-ليه بتعمل معايا كدا؟
-بعمل معاكي ايه؟
تنهدت سيلين و قالت: -انت فاهم سؤالي كويس يا أيهم، بجد انا مش عايزة اوصل لمرحلة تكون فيها نهايتك على أيدي لاني مازالت بحبك.

صمت و نظر لها و مازالت ملامح السخرية تعتلي قسمات وجه
عقدت حاجبياها و قالت: -تمام خليك ساكت كدا، بس معاك اسبوع واحد يا هخرج بمزاجك يا غصبن عنك
قبض على معصمها بعنف و قربها منه و قال بهدوء مرعب: -عارفه لو واحده تانيه كانت اتجرئت و مددت ايدها عليا كنت عملت فيها ايه؟، و بالنسبة انك عايزة تخرجي فدا مش هيحصل فانسي.

-ليه عايز مني إيه؟
-عايزك
نظرت له بتعجب و قالت: -بجد؟! تصدق اتفاجات، و انا مش عايزة واحد مقرف زيك
اوصد عيناه و نفخ بغضب و قال بحدة: -مش بمزاجك
-بمزاجي و انت متقدرش تغصبني على حاجه، و على فكرة انا مخرجتش ماجي عشان غيرانه عليكي بس مش مضطرة اني أقبل بحاجه زي كدا.

-اعرفي انك كدا غلطتي كتير
ضحكت باستهزاء بجد انا غلطت كتير، انت مجنون مستحيل تكون انسان طبيعي اصلا بس عايزة اعرف مبرر واحد يخليك تعمل كدا.

تنهدت باستياء و تخلصت من قبضته عليها و قالت: -عايز توصل لايه بظبط انك تكسرني مثلا و لا عايز تعلمني الأدب عشان فكرت اني ارد على مراتك، بلاش تتطلع الشيطان اللي جوايا لاني مش زي ما انت مفكرة انا برضو بعرف اخدع و اكدب و اخون و اقدر اخليك تمر بيهم برضو.

و بعد ذلك ذهبت من أمامه و دلفت إلى المرحاض و أغلقت الباب من الداخل، و اوصدت عيناها و دخلت في موجة قوية من البكاء و كتم شهقاتها فهي كانت تتمنى أن تراه مرة أخرى، ظلت تعيش على ذلك الأمل و لكن شعرت بأن مقابلتهم كانت غلطة.

خرج من الغرفة و هو يشعر بالضيق، نزل إلى غرفة المكتب الخاصة به، و جلس على الاريكة الجلدية و حاوط وجه بين كفيه و زفر بحنق.

طرقت ماجي الباب و دخلت ايهم؟
نظر لها و قال: -ماجي مش عايز اتكلم و لا أقول حاجه
دخلت ماجي و قفلت الباب و جلست بجواره و قالت: -ليه كل دا؟ يعني مش مستأهله انك تعذبها بالطريقة دي على الأقل اعمل حساب انها مريضة.

مسح وجه و تنهد ببرود و بعد ذلك قام و اتجه إلى البار الملحق بمكتبه و أخذ زجاجه و قام بسكب كأس.

ماجي بضيق: -و بعد كدا بقا، أيهم أرجوك كفاية كدا، انت بتحبها و بيكون باين عليك جدا
تجرع الكاس دفعة واحدة و بعد ذلك اعتصر الكوب بين قبضته حتى كُسر و اختلطت شظايا الزجاج بدمائه و قال بزمجرة لا مبحبهاش و لا هحبها.

-تمام سيبها معاك ليه؟ خليها تمشي
صاح بها بحدة سيلين هتفضل هنا مش هتمشي لو فكرت تمشي أو حد ساعدها في دا هقتلها و هقتله.

ماجي بدهشة: -إيه السبب طيب؟ دا مش حب دا جنان
-اطلعي شوفيها
ضربت كف على آخر و تنهدت و قالت بتعجب: -لا قلقان عليها اطلع انت شوفها
و قبل أن تسمع رده خرجت من الغرفة مسرعة فهي لا تريد التدخل بينهم و يكفي الموقف الذي وضعها به.

صعد أيهم إلى الغرفة و كانت مازالت هي بداخل المرحاض و ذلك آثار قلقه، فطرق الباب قائلا:
-سيلين...
لم ترد عليه
كرر نداءه و قال بغضب: -سيلين، هتفضلي في الحمام يعني؟ اطلعي...
دفع الباب بقوة ليكسره، و دلف إلى الداخل، كانت جالسه على الطرف البانيو و عندما رأته قامت ببرود و خرجت.

خرج خلفها و أدارها إليه و قال: -انتي مبترديش ليه؟
نظرت إليه و قالت: -ابعد عني و اطلع برا الاوضه
زفر بحنق و ترك يدها و قال: -بعدت
-اطلع برا بقا لأن بجد انا مش طايقه اشوفك
-هتشوفني غصبن عنك و كل كلمة قولتيها هدفعك تمنها و امسك بيدها و اكمل بغضب و ايدك اللي اتمدت عليا دي هخليكي تندمي بدل المرة الف.

كانت سيلين غير منتبه لحديثه و شعرت بدوخة و الغرفة تدور من حولها و فقدت وعيها
اسندها لكي لا تسقط و حملها برفق و وضعها على الفراش، و زفر بحنق و اتصل بماجي و طلب منها الحضور.

فذهبت له خلال ثواني و قالت: -موتها و لا لسه؟
-لا لسه
هزت رأسها بتعجب و قالت: -بجد مش فاهمة بس معلش هي حرقه الدم بتعمل اكتر من كدا، خصوصا مع واحدة عامله إجهاض من اسبوعين و عندها سرطان في الدم.

-انقلها المستشفى يعني؟ و لا اعمل إيه دلوقتي
فحصت نبضات قلبها و تنفسها و قالت: -نبضات قلبها سريعة اوي و عندها انخفاض في ضغط الدم، و على فكرة لو زاد عن كدا هتموت لأنه هيحصل هبوط حاد في الدورة الدموية فحاول تخف عنها دا لو مش عايز تموتها.

و فتحت الدرج و أخذت حقنه منه و اعطيتها اياها و اردفت: -هتنام لحد الصبح، ياريت ترحمها شوية
مسد أيهم على رأسها بلطف و قال: -يعني هي كدا كويسه ولا؟
-اها كويسه، بعد اذنك
قام أيهم و دلف إلى الغرفة و غسل يده من الدماء الذي لطخها و جففها و بعد ذلك خرج.

اتجه إليها و تمد بجانبها و أستند على مرفقه لينظر لها، مسح بقايا دموعها العالقة بوجنتيها و انحني عليها و وضع قبله خفيفة على عيناها المغلقة و قال:
-اسف
و امسك يدها و رفعها ليبقلها برقة.

علمت سيلين بوجود كارمن بالأسفل و ذلك جعلها تغضب أكثر، نزلت سيلين و اتجهت إلى حيث تجلس كارمن و قالت بضيق:
-جيتي تاني يعني؟
كارمن ببرود: -اممم واضح ان القدر لازم يحطنا في منافسة و الا صحيح يا سيلي اخبارك إيه مع أيهم.

-حاجه تخصك دي و بعدين ارتاحي يا كارمن أيهم و لا بيحبك و بيحبني يعني من الاخر احنا الاتنين لعبه في ايده.

وضعت كارمن قدم على أخري و قالت: -بس دا شغل بينا يا حبيبتي
-تبقى عميل مزدوج يعني شاغله مع جان و مع أيهم، بجد مشوفتش في حقرتك
ضحكت كارمن و قالت: -سيلين يا حبيبتي انتي مش ملاك بالعكس انتي شيطانة اكتر و قتلتي مليكة.

سيلين بسخرية: -مليكة إيه اللي انا اقتلها، كارمن انا و لا زيك و لا زي مليكة اها بغير بس مش لدرجة اني أذى حد، مليكة يوم ما وقعتها في الحفرة كان لسبب انها متروحش معانا لاني عارفه انها تخص أيهم لأنها اخته لكن احنا لا فهمتي.

كارمن بازدراء: -و مليكة عايشه بس الله أعلم قالت ايه وقتها بصراحة زي ما قولتي هو هيصدق اخته
رفعت سيلين عيناها إلى أعلى و قالت: -و انا مش فارق معايا لاني حتى مش هتكلم، و بقولك برافو و كملي يمكن تكسبي في النهاية.

-دلوقتي هتتنازلي، سبحان الله اللي يشوفك و انتي هتتجنن و توصلي لي ميشوفكيش دلوقتي.

سيلين باستياء: -أول مرة احس ان أيهم اللي كنت اعرفه مات
-على فكرة هو متغريش في حاجه انتي بس اللي مكنتش شايفه حاجات كتير
ابتسمت بحزن و قالت: -اديني شوفت
-هو هيجي امتي؟ اللي اسمها ماجي دي قالت إنه في الشغل و سيف برا هو التاني
-معرفش هيجي امتى؟
-واضح انكم متخانقين
نظرت لها سيلين باستغراب، دخل سيف و قال: -سوري يا كارمن على التأخير
-مش مهم، فين التاني.

-هيجي كمان شوية، تعالى نقعد برا، في مكان في الجنينة برا جامد
نظر إلى سيلين و قال جايه
سيلين باقتضاب: -اها عايزة أشوف
خرجوا و ذهب إلى ذلك المكان فكان بعيدا قليلا عن القصر و عبارة عن جدران ملونه و مزينه و كذلك الأثاث الموجود و الذي كان به مساند على الأرض للجلوس و طاولة قصير عليها مشروبات و بالطبع جميعها من الخمور.

كارمن بإعجاب جامد فعلا و هادي
-اقعدوا بقا
جلست سيلين و كذلك هما و عندما أفرغ سيف محتوي الزجاجة، طلبت منه أن يضعها لها
كارمن باستغراب: -انتي هتشربي
سيلين بضيق: -عندك مانع
-لا و انا مالي
اندمجوا في الشرب و بدأ يغيب وعي لكل منهم، ماعدا سيف فهو معتاد على ذلك و لم يتأثر بالمشروب كثيرا.

ضغطت سيلين على زر مشعل الاغاني و بعد ذلك قامت و قالت: -بكرهك يا كارمن و ابتسمت ساخرة انتي صح في كل حاجه
ارجعت كارمن رأسها للخلف و قالت: -مغفلة
كان سيف ينظر إلى سيلين التي كانت تتمايل على نغمات الموسيقى
خبطت كارمن على كتفه و اقتربت لتهمس بأذنه قائلة: -الممنوع مرغوب و لا إيه؟
انتبه سيف إلى حديثها و قال: -مش اللي في دماغك يا كارمن و واضح انك زودتي في الشرب
ضحكت كارمن بسخرية و قالت: -دي فرصة على فكرة.

قام سيف من جانبه فتلك الأفعى تبخ سمها بسهولة بالغة، و قبل أن يخرج أمسكت سيلين يده و قالت:
-سيف
توقف سيف و نظر على يدها التي أمسكت بكفه و قال: -نعم
-تعال ارقص معايا
عقدت ذراعها حول عنقه و قالت: -بادر زي صاحبك
كانت كارمن تراقبهم و هما يتمايلان معا و تتمنى دخول أيهم في ذلك اللحظة لكي يخلصها من سيلين للأبد.

جاءت إليهم ماجي و تعجب من اقترب سيف و سيلين و قالت: -سيف؟
انتبه لها سيف و كانت سيلين تسند رأسها على كتفه و قال: -نعم؟
-سيلين مالها؟
-واضح انها سكرت جامد
ماجي باستغراب: -أيهم مجاش
رفعت سيلين رأسها و قالت: -هو في ايه؟
-مفيش
نظرت كارمن إلى ماجي و أشارت لها بيدها و قالت: -خليهم يرقصوا فيها ايه؟
جلست ماجي و لكن عندما رفعت بصرها رأت أيهم أمامها و كانت عيناه المظلمة تخترق تلك التي ترقص مع صديقه.

قامت كارمن و على وجهها ابتسامة خبيثة و اقتربت منه و قالت: -واضح انك جيت في الوقت المناسب...
كان سيف توقف و التفتت سيلين التي كانت على وشك فقدان وعيها و لكنها اصطدمت به
كانت ماجي تخشى حدوث كارثة خصوصا في حضور تلك الأفعى القادرة على قلب الموازين.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة