قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والثلاثون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والثلاثون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والثلاثون

كان سيف توقف و التفتت سيلين التي كانت على وشك فقدان وعيها و لكنها اصطدمت به
رفعت نظرها إليه فهي شعرت بتوتر من حولها و قالت: -هو حص...
حاوط خصرها لكي يسندها و انحني على شفتيها ليقوم بتقبيلها، اتسعت عيناها بدهشة، فابتعد عنها و قال: -ثواني و راجع
امسك يدها و ابتعدوا عنهم...
شعرت كارمن بغليان دمائها و نفخت بضيق و قالت: -حلو اوي
جلس سيف و سكب كأس لنفسه و تجرعه دفعة واحدة، كانت ماجي تراقب كل شي باستغراب.

صعدوا إلى الغرفة، فتخلصت سيلين من قبضته عليها و قالت: -هو في ايه؟
حاوط وجهها بين كفيه و قال: -و لا حاجه، اغسلي وشك و فوقي و بعدين انزلي
سيلين بتعجب: -بجد؟!
انحني عليها و أسند جبهته على جبهتها و قال: -عايزة ايه؟
دفعته سيلين بعيد عنها و قالت بتحذير: -متقربش مني تاني و على فكرة النمرة اللي انت عملتها تحت دي مش حلوة
-نمرة؟!
تنهدت سيلين و قالت: -اها و إياك تقربلي تاني لاني بكرهك و مش طايقك.

امسك يدها و دلف إلى المرحاض و وضع رأسها أسفل المياه و قال: -لو شربتي تاني هزعلك
-هتعمل ايه؟
اخذ منشف و وضعها على رأسها و قال: -نشفي شعرك
نظرت له سيلين و قالت: -أيهم، هو انت بتغير عليا؟
أيهم بسخرية: -اغير عليكي ليه مثلا عشقك في الضلمة
-طيب كنت بسأل
جففت شعرها بالمنشفة و قالت بدهشة: -هتفضل تتفرج عليا كتير
خرج من الغرفة، و بعد ذلك تابعته هي...
ذهبوا لهم و بالطبع كانت كارمن تشتعل غضبا و لكن لم تظهر ذلك.

جلس أيهم، و جلست سيلين بجواره
بدأ أيهم حديثه قائلا: -فايقه تتكلمي و لا؟
كارمن ببرود: -فايقه، متقلقش
نظرت كارمن إلى سيلين و من ثم هو و قالت: -هتكلمها قدامها؟ انت ناسي انها ولائها كله لجان و لا إيه؟
-انجزي يا كارمن
لوت كارمن فمها و قالت باقتضاب: -تمام الموضوع يتخلص في عدو لجان و اصلا هو كان مفكره ورا كل اللي بيحصل قبل ما يستنتج انك انت اللي بتعمل كدا، المهم بقا أن الراجل دا جان بيخاف و بيترعب منه.

أيهم بتساؤل: -و نقدر نوصله ازاي؟
-بيحب الستات بس الفكرة فشلت لأن جان حاول يدخله بالطريقة دي بس معرفش و اللي طالبها جان رفض يسلمها لي
أيهم باستغراب: -و مين دي؟
كارمن بامتعاض: -الحلوة بتاعتك
سيلين بتساؤل: -انتي تقصدي حيدر...
ابتسمت كارمن و قالت: -بظبط حيدر دا بقا أكبر لغز يمكن حله بعدك يا أيهم لأنكم انتم الاتنين هدفكم جان و عشان كدا ممكن تتفقوا
سيف باستفسار: -مستفدناش حاجه برضو؟

تنهدت كارمن و قالت: -صعب الوصول لي بس برضو انا وصلت لطريقة، حيدر تجار مخدرات عالمي كل الأصناف أغلبها بيكون تبعه، لو ليكم سكة فيها تقدروا توصلوا
أيهم بخبث: -حلوة دي و سهلة بس اكيد في ناس بتشتغل لحسابه عايز اعرفهم
-اللي عرفته أن في رجال أعمال من مصر متورطين معاه في الموضوع دا و معايا اسم واحد منهم و دا لاني عرفت المعلومات دى عن طريق جان
سيلين بتعجب: -هو انت إيه علاقتك بجان؟

كررت كارمن سؤالها بطريقة أخرى و قالت: -صحيح يا أيهم ايه هدفك من كدا و علاقتك به، مثلا لو حيدر عشان الشغل انت عشان ايه و بعدين كدا اللعبة هتوسع و خسايرها كتير
أيهم بثقة: -مفيش مخلوق يقدر يخوفني أو حتى يهددني و علاقتي مع جان فدي حكاية طويلة اوعدكم لما اقتله هقولكم القصة
كارمن باستغراب: -يعني انت دلوقتي متقدرش تقتله؟

ابتسم ابتسامته الصفراء و قال: -أقدر بس الموت بسهولة كدا راحة، و العذاب في أنه يتمنى الموت
سيلين بازدراء: -بجد انتم مقرفين...
قامت سيلين و تركتهم فهو رغم كل شي فهو في منزلة والدها و قد رأت منه العديد من الأشياء الجيدة
نظرت كارمن إلى أيهم و قالت: -خد بالك من سيلين لأنها مش سهلة و تقدر تودينا في داهية.

تنهد أيهم و قال: -سيبك من سيلين، ماجي عايزك تحضري لحفلة و تعزمي فيها القايمة المطلوبة و على رأسهم اللي هيوصلنا لحيدر دا
-تمام، عايزها في أقرب وقت
قامت ماجي و ذهبت و كذلك سيف، نظرت كارمن إلى أيهم و جلست بالقرب منه و قالت: -أيهم
-ايه؟
حاوطت وجه بيداها و قربت وجهها منه و قالت: -بحبك
-ما تفكك من لعبه الحب دي لأنها مش لايقه علينا
-لعبة.؟، كانت حلوة و هي في حضن سيف صح؟

دفعها أيهم عنه و قال بنرفزة: -كارمن، بلاش تجيبي سيرتها
-تمام مش هجيب سيرتها خالص خالص
و اقتربت منه مرة أخرى، لتلتصق شفاهم و خللت أصابعها في خصلات شعره لتزيد من عمق قبلته
في تلك اللحظة دخلت سيلين فهي قد نسيت هاتفها، لم تعلق عليهم و أخذته و خرجت
أبتعد أيهم عنها، فقالت: -هتقوم تجري وراها كالعادة و لا؟
-لا
ابتسمت كارمن و قبلت شفتيه مرة أخرى، قام أيهم و قال: -تعالي ندخل جوه؟
كارمن بتساؤل: -هو في جوه.

اومأ برأسه، ذهب ليقفل الباب اولا و بعد ذلك فتح الباب الذي في نهاية الغرفة
كارمن بأعجاب: -حلو تصميمه
حاوط خصرها من الخلف و قبل عنقها بشراهة، التفتت إليه و قامت بفتح أزرار قميصه و مررت يداها على صدره و قالت: -بتزيد جاذبية و...
قطعها بتقبيل شفتيها و لكن تلك المرة كانت أعمق و أطول، ذابت كارمن بين يديه...

تذكرت سيلين المشهد و لكنها لم تشعر برغبتها في البكاء فهي أعادت على ذلك، و قامت و دلفت إلى الشرفة و تنفست بعمق فهي لا تشعر سوى بالاختناق و لكن فكرة انه لم يصبح ملك لها علمتها جيدا فاذا كانت كارمن أو ماجي أو غيرهم فالنتيجة واحدة، و لكن احساس الغيرة مازال مستحوذ عليها...

أسندت رأسها على صدره العاري و قالت: -هو انت ليه متسلمش سيلين لحيدر و بكدا هتبقى كسبت ثقته
-سيلين ملهاش دعوة بحاجه يعني و لا هتروح لحيدر و لا لغيره
كارمن بغيرة: -هو انت متمسك بيها اوي كدا ليه، ما انت خلاص خدت مزاجك منها؟
-و بعدين يا كارمن هو انتي مش عارفه تنسيها
-لا يا أيهم، لاني عارفه و متأكدة انك حتى لو معايا دلوقتي فكل اللي شاغل تفكيرك هي
أيهم بنفاذ صبر انت مملة جدا، مش عارفه تستمتعي باللحظة.

رفعت نظرها له و قالت: -هي بالنسبالك ايه بظبط؟
-طلعيها من دماغك
تنهدت كارمن بحنق و اوصدت عيناها، و بعد مرور بعض الوقت ذهبت في النوم، قام أيهم من جانبها و ارتدى ملابسه و خرج، ليدلف إلى داخل القصر و ذهب إلى غرفتها
فتح الباب بهدوء و وجد الاضواء مغلقة فعلم بأنها نامت و ذهب و فتح ضوء الاباجورة الخافت لكي يستطيع رؤيتها
جلس بجوارها و مال عليها وقال بضيق: -مرتاحة كدا؟

رفع كفها ليقبله برقة، فتحت سيلين عيناها و قالت: -في ايه؟
ترك يدها و قال: -مفيش حاجه، بلاش اطلع اوضتي
تنهدت سيلين بحنق و قالت: -براحتك، اعمل اللي انت عايزه
-هو انتي هتفضلي كدا؟
-كدا ازاي؟
-مانعه نفسك عني
-اها هفضل كدا، كفاية عليك هما
-براحتك
صمتت سيلين و أدارت وجهها الجهة الأخرى و بعد ذلك قالت: -أيهم هو لو من البداية عرفت ان انا هي سيلين كنا هنوصل لنفس النتيجة و لا كنت هفضل اختك.

-سيلين احنا مكنش اخوات بدليل اعترافك ليا زمان
قامت سيلين و نظرت إليه و قالت: -سيبك مني بسالك انت
-نفس النتيجة و بعدين كل حاجه برضاكي
-يعني انا و لا كنت زي اختك و لا حاجه اومال ليه اضايقت لما اعترفت بحبي ليك
-مكنتش عايزك تبقي زيهم.

سيلين بسخرية: -بس بقيت، انت عارف انا كنت نفسي اشوفك بأي طريقة لما دخلت المكتب و شوفتك حسيت احساس غريب من ناحيتك، كل مرة كنت بقرب فيها كنت ببقي عايزة دا و مكنتش عارفه السبب لاني متعودة يوم ما بروح اخلص شغل، مسموح ليا اعمل ايه حاجه الا اني أقع في حب حد، لاني كنت عارفه انه مستحيل يحصل لأني محبتش في حياتي غيرك و بعدها شوفت اللوحة بتاعتك في الاوضه فحسيت اني قربت اوصلك، مع كل حاجه كنت بتعملها و انت متعمد تزيد خوفي و تشتت انتباهي مكنتش بحس بخوف نهائي، منكرش اني قلقت وقتها خصوصا اول مرة لما دخلت الاوضه اللي كانت في الفندق و ربطتني في السرير، كان نفسي اشوفك جدا حتى لما بدأت اربط الأحداث ببعض خوفت انك تطلع انت في الاخر، و كارمن هي اللي قالتلي بس انا احساسي كان عارفك من اول لحظة شوفتك فيها.

بحبك لدرجة اني ضحيت بحياتي عشانك، بس انا عارفه انك ممكن تكون بتكرهني بسبب كلام او حاجه حصلت زمان، بس اللي عايزة اعرفه انت ليه بتتعمد تكسر قلبي؟ بتكون مرتاح وقتها يعني
تنهدت عندما رأت هدوءه و اردفت: -انا جوايا نار لو سيبت نفسي ليها هتحرقك انت اول واحد و كل اللي حواليك بما فيهم مراتك و ابنك
-غيرة؟
ابتسمت سيلين و قالت بتعجب من نفسها: -عندي رغبه في امتلاكك مش عايزة تخمد.

-انا مش ملك لحد يا سيلين، مفيش واحدة اتخلقت عشان تفكر انها تاخد مني حاجه انا مش عايزها تأخدها، كلكم زي بعض
-تفتكر أنا لو مش مختلفة كنت قومت من جانبها و جيتلي
-انا مش جيلك
-اها نسيت اقولك انا حجزت رحلة لروسيا لاني قررت ارجع لأهلي، و اعتراضك ملهوش لأزمة لاني مش هعمل به و طبعا دا هيكون في مصلحتك عشان مي و مازن مليهمش ذنب في عمايلك السودة
-ارجعي لو عايزة تمشي من بكرا انتي حره.

عادت سيلين لوضعية النوم و قالت: -طيب انا هنام بقا
نظر عليها بضيق فهو على وشك فقدان أعصابه و قال بداخله ابقى وريني هتمشي آزاي يا سيلين.

نظمت ماجي الحفلة كما طلب منها و دعت الحضور و منهم كان سألم الدسوقي
اقتربت كارمن من أيهم و قالت: -كل حاجه تمام، هتظبط معاه ازاي؟
أيهم بتفكير: -هتعرفي بعدين.

كانت سيلين تقف على البار بمفردها و تستحي الشراب كان يراقبها بنظرات حذرة لكي لا يلفت نظر الآخرين و لاحظ اقتراب ذلك الذي يدعي سالم منها و تحدثه معها و لكن اشتعل غضبه عندما رآها اختفت عن الأنظار و ذلك المعتوه معها، قام ليبحث عنها بعينان يشتطان غضبا و اخرج مسدسه من جيبه...
صعد خلفهم و كور قبضة يده بحدة و بعد ذلك سحب زناد سلاحه و فتح باب الغرفة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة