قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

-لا تقلق لديها انخفاض في ضغط الدم
تنهد ديفيد بارتياح و طلب من مارك إيصال الطبيب إلى الخارج، و بعد ذلك دخل إلى سيلين ليطمئن عليها
-ماذا لدى؟
-لا شي عزيزتي
-شكرا ليك ديفيد
-لا احتاج شكر سيلين كل ما أريده انتي
صمتت سيلين و أخفضت نظرها، فاكمل ديفيد: -انتي تعلمي جيدا بأنه بنهاية المطاف سوف نتجوز لأن والدك قرر ذلك
بقيت سيلين صامته و عيناها حائرة و تفكر في ذلك المجهول التي تشعر بشي غريب اتجاه و قالت: -حسنا.

-ستعودين إلى روسيا
سيلين بتحدي: -لم أعود إلا عندما أراه
زفر ديفيد بضيق و ترك لها الغرفة، طرقت جاكي الباب و قالت: -طلبتي تشوفيني
-كارمن ارجوكي قوليلي ايه حاجه
زفرت كارمن غاضبة من سؤال سيلين عن أيهم و رأت انها تريد جلب المشاكل بأي طريقة و قالت: -سيلين انا مقدرش اتكلم انا هنا مجرد واحدة بتشتغل مع مافيا لكن سعادتك محدش يقدر يكلمك فبلاش تدخليني في مشاكل.

-انا عايزة اعرف أيهم عايش و لا ميت يا كارمن و بعدين انتي ازاي مش عايزة تعرفي
تنهدت كارمن و قالت: -احتمال كبير اوي انه يكون ميت يا سيلين و بعدين حتى لو عايش هنعمل إيه مثلا انسى أحسنلك؟
-طب انتي متعرفش عنه حاجه؟ انا بقالي 16 سنه بدور عليه و على مليكة و مش لاقيه حد فيهم و انا اصلا مكنتش اعرف عنهم حاجه غير اسمهم، مش أيهم كان بيحبك؟

ادمعت عيناها و قالت: -تفتكري أيهم كان بيحبني انا؟ و بعدين يا سيلين انتي اللي كنتي عاميه بس لأنك كنتي عايزة تشوفي الحلو بس
صمتوا الاثنان و كل منهم رجع إلى ذكرياته التي مضيت
كانت سيلين جالسه أسفل الشجرة و تدفن وجهها بين ركبتيها، و انتبهت لصوته و قالت بتعجب: -أحمد؟
ابتسم أحمد و جلس بجوارها و قال: -لاقيتك قاعدة لوحدك فقولت اجي اكلمك
-انا عندي واجب كتير اوي و مش عايزة اعمله فزعلانة شوية
-طب انا اساعدك.

نظرت اليه و قالت: -لا أيهم قالي اعمله بنفسي
أحمد بضيق: -و انتي بتسمعي كلام أيهم ليه؟
غضبت سيلين من طريقه تحدثه عن أيهم و قالت بضيق واضح: -عارفه انك مش بتحب أيهم بس انا بحبه
تنهد أحمد فهو يعلم ذلك و قال: -ماشي يا سيلين بس أيهم مش كويس و أخلاقه وحشه هو و اللي معاه
سيلين باستغراب مصاحب بالغضب: -ليه يعني و بعدين أيهم عمل ايه؟
-اقعدي و هفهمك بس اوعي تقولي لحد.

جلست سيلين لفضولها الذي أثرها، فتح أحمد هاتفه و اراها فيديو مصور
اتسعت عيناها بدهشة و تركت الهاتف من يدها بسبب الصدمة التي حدثت لها مما رأت و هبطت الدموع من عيناها بغزارة و قالت بنبرة مرتجفة: -انت كداب
-انا صورت الفيديو بنفسي و على فكرة الموضوع دا حصل مع بنات كتير هنا منهم كارمن
أخذت سيلين تبكي و تتعال شهقاتها بحزن و صدمة فهي لم تصدق ما رأت و لكن فجأة استمعت لصوت أيهم سيلين.

رفعت نظرها له و كانت عيناها حمراء لدرجة اخفت زرقتها و قالت: -نعم؟
أرتبك أحمد فهو خشي أن تقول سيلين شي إلى أيهم و لكن لم يعلم بأن سيف كان يراقبه و هو من اخبر أيهم بمكانهم
-بتعيطي ليه؟
مسحت سيلين دموعها بيداها و قالت بصوت منبوح من فرط البكاء: -مفيش حاجه، يلا يا احمد عشان نرجع
امسك أيهم معصمها و سحبها خلفه و ذهب و نظر إلى سيف نظرة فهم هو معناها جيدا و كذلك أحمد الذي ارتجف رعبا.

ابتعدوا عنهم و تركها قائلا: -مالك يا سيلين؟ انا عملت حاجه ضايقتك؟
-انت حيوان و قليل الادب و سافل و حقير و انا بكرهك
افرغت ما فمها و عادت إلى نوبة بكائها الشديدة لم يفهم أيهم ما أصابها و لما تسبه بتلك الشتائم
-تمام ممكن افهم حصل ايه لكل دا؟
أخذت انفاسها المتقطعة إثر البكاء و قالت بتردد: -عشان، و بعد ذلك صممت فهي ليس لديها القدرة بأن تخبره.

زفر أيهم بضيق و لكنه سيطر على أعصابه الواجمة و قال: -قولي يا سيلين
-انت بتعمل حاجات وحشة مع البنات
ضاقت عيناه و باهت ملامحه و لكن سألها بهدوء: -ازاي؟
نظرت سيلين في الأرض و أخذت تفرك أصابعها و قالت بتوتر: -معرفش اسأل نفسك و انا مش هكلمك تأني لحد ما اموت
ابتلع ريقه و قال: -سيلين انا هفهمك كل حاجه
-انت وحش و انا بكرهك
و بعد ذلك ركضت و تركته، اعتصر قبضة يده بعنف و ذهب إلى سيف الذي قام بضرب أحمد ضربات مبرحة.

اقترب أيهم منه و قال بغضب: -قولتلك ابعد عنها قبل كدا مش صح
بصق أحمد الدماء التي سالت من فمه و قال: -لازم اعرفها حقيقتك الو و بعدين مش كفاية كارمن و التانين و لا إيه؟
لكمه بقوة في وجه و قال: -و انت مالك أنا دلوقتي هضطر اقتلك السبب الأول لأنك خليتها تعيط و السبب التاني عشان تتعلم متغلطتش مع حد أكبر منك
و بعد ذلك اخرج كيس من بورد الكوكين من جيبه و جعله يستنشقها عنوه إلى أن ذهبت انفاسه.

تركه أيهم و أخذ هاتفه و شاهد الفيديو و قام بعمل سوفت للهاتف و تكسيره و بعد ذلك ذهب هو و سيف
سيف بتساؤل: -الصبح هيكتشفوا انه اتقتل؟
-و ماله انا مبخافش من حد
-ايهم كدا سيلين عرفت، هتعمل معاها إيه؟
-محدش يقرب من سيلين
سيف باستغراب: -يا أيهم الكلام لمصلحتنا لازم نخليها تسكت لأن لو قالت حاجه لحد هتبقى مصيبة
-متقلقش محدش يقدر يعملي حاجه، و كل اللي هنا تحت أمري.

سيف بتعجب: -غريب بس تمام برضو انت حر، المهم انا عجبني البت اللي مع سيلين اوي
-اللي اسمها نرمين؟
-اها صاحبه كارمن و مليكة و سيلين
-أنت حر بس خد بالك كويس و انا هخلي كارمن تظبط الحوار
ابتسم سيف بخبث و قال: -أيهم هي سيلين ايه حوارها؟
-و لا حاجه انا هروح انام عشان دماغي وجعتني
ذهب أيهم إلى غرفته و لكن لم يعرف النوم طريق لعينه فذهب إلى غرفة سيلين و طرق الباب مناديا عليها.

فتحت سيلين الباب و قالت: -اتفضل لو سمحت لحد يشوفك هنا
-تعالى معايا يا سيلين
عقدت ساعديها و قالت بغضب و حدة: -لا مش جايه
تنهد ايهم و حملها على كتفه كالشوال و قفل بأب الغرفة و ذهب
كانت سيلين ترفس بقدميها وصل إلى غرفته و انزلها و بعد ذلك قفل الباب و قال: -اقعدي؟
-مش عايزة اقعد مع واحد قليل الادب زيك
-ليه قليل الادب، انا و كارمن مرتبطين و بنحب بعض.

نظرت سيلين إليه بحزن و قالت بنبرة أوشكت على البكاء: -طيب، و بعدين دي قلة أدب برضو
-احنا الاتنين مش مؤدبين و أخلاقنا زبالة ملكيش دعوة بينا
-انا مليش دعوة و مش هكلمك تأني و انا اصلا مش بحب كارمن و بكرها
تنهد أيهم و وضع يده على كتفها و رتب عليه و قال: -انسى اللي انتي شوفتي دا
-هو انت كدا قليل الادب و مش كويس زي ما أحمد قال عليك
-لو انا كدا مع كل الناس هكون معاكي مختلف.

-انت كداب لأنك اصلا بتحب كارمن و مش بتحبني
قبل جبهتها و قال: -بحبك بس زي مليكة
عبس وجهها فهي تحبه حتى أكثر من تلك كارمن و لكن هو يراها مثل شقيقته و قالت: -طيب انا هروح أنام بقا
-خليكي هنا
-لا مش عايزة انا اصلا خايفه منك و بكرهك
ابتسم أيهم و قال: -براحتك الباب عندك اهو، روحي اوضتك
زمت سيلين شفتيها و ذهبت في اتجاه الباب و لكن انقطعت الاضواء فتوقفت مكانها و قالت: -أيهم، النور قطع
امسك كفها و قال: -متخافيش.

-ما انا مش خايفه
تنهد أيهم و قال: -هتخليكي و لا هتروحي اوضتك
-هخليني...
نظرت سيلين إلى جاكي و قالت: -ممكن نوصل لسيف دا ازاي طيب؟
كارمن باستغراب: -سيلين انتي عايزة إيه منه؟! و بعدين سيف مختفي هو كمان
تنهدت سيلين و قالت: -كارمن انا عارفه انك مش عايزني الاقي ايهم و عارفه انك مخبيه حاجات عليا و مش عايزة تقولي بس ممكن وجود أيهم يكون في مصلحتك انتي كمان.

-عشان الاقي نفسي في مقارنة معاكي؟ سيلين أيهم لو شافك هيقتلك
-مستعدة اموت على ايده عادي بس اشوفه
زفرت كارمن بضيق فهي تحمل لها كره شديد و لكن فكرة البحث عن أيهم بدأت تروقها و قالت: -تمام يا سيلين ندور بس ممكن النهاية تكون زفت
-مش مهم، انا دلوقتي همشي و هكلمك عشان نتقابل
-سيلين انتي كنتي عارفه علاقتي بأيهم كانت واصله لفين
تنهدت سيلين و قالت: -عارفه.

طلبت سيلين من يوسف و هادي أن يذهبوا إليها في المنزل، فهي تريد أخبارهم عن ما حدث لها
و بالفعل ذهبوا إليها، استقبلتهم سيلين و عندما جلسوا
سألها يوسف: -ممكن نفهم انتي كنتي فين؟
تنهدت سيلين و قالت: -معرفش واحد كان خاطفني و سابني
هادي بسخرية: -بجد والله؟
كانت سيلين تعلم بأن حديثها غير منطقي و قالت: -والله مش بكدب بصوا يا جماعه، انا هساعدكم و انتم تساعدوني تمام
يوسف بتعجب: -في ايه بظبط.

أمسكت سيلين الورقة و القلم التي وضعتهم على الطاولة و قالت: -اولا حصل جريمة قتل بنت بهجت و بعدها مراته اللي عمل كدا كان في الملهي و اظن انه صاحبه اصلا لاني معرفتش اجيب معلومات، السؤال هو ليه عمل كدا مع بهجت؟! و بكدا دا مجهول
تنهدت و قالت بتوتر: -نفس الشخص دا لما انا روحت الفندق عشان اشوفه
يوسف بضيق: -و انتي روحتي ليه؟
قطعه هادي و قال: -خليها تكمل يا يوسف.

-هددني بسلاح و ربطني في السرير انا مكنتش خايفه بس لما قرب مني حسيته حد اعرفه، ريحة برفانه كانت قوية جدا لاحظت انه في حد بيتكلم غيره لأن صوته كان بيتغير و كمان كان بيختفي
هادي باستفسار: -اوصفي كدا.

-اللي استنتجته انه طويل و عريض، و في كل مرة بتتغير نبرة الصوت طبعا عارفه ان دا مش دليل لان جايز نبرة الصوت تتشابه و نفس الكلام للبرفان بس انا مبكنش خايفه اللي هو عادي، معرفش دا سببه ايه؟ انا مش عارفه اوصف الاحساس خالص
هادي باستغراب: -مش فاهمك يعني ايه؟
-قلبي بيدق جامد مش عارفه بس انا حاسه اني اعرفه
يوسف بسخرية: -ايه الهبل دا و بعدين هو عملك ايه بظبط؟

صمتت سيلين و تغيرت قبلته لها و التي كانت عنيفة و قاسية و لمسه لجسدها بطريقة جريئة و قالت: -مش مهم المهم اني عايزة الاقي
هادي باستياء: -انتي بتدوري على إبرة في كوم قش
-عارفه و عشان كدا محتاجة اشغل دماغي عشان اعرفه، هو بيتعمد يخوفني و يعذبني عشان مفكرش غير في كدا، و كل مرة بكون مربوطة و دي حاجه مستفزة جدا
رن هاتف هادي بيقطع حديثهم و بعد ذلك استأذن و تركهم
-تشرب ايه؟
-ايه حاجه
-قهوة و لا وسكي
-وسكي.

قامت سيلين و أحضرت زجاجة و الثلج و كاسين و وضعتهم، جلست بجواره و سكبت المشروب بداخلهم
ارتشفه هو دفعة واحدة و تركه على الطاولة
-معندكش فضول تعرف هو عمل ايه؟
استغرب يوسف من حديثها و قال: -طالما انتي مش عايزة تقولي فبراحتك
نظرت سيلين اليه و قالت: -لما دخلني الاوضه، قلعني هدومي خالص ايده لمست كل حته في جسمي، كان ربطني فطبعا معرفتش المسه أو أضربه
-بس كدا؟
سيلين بتعجب: -و انت عايز ايه اكتر من كدا؟

-و انا مالي و بعدين عايزك تروحي لمحمود باشا عشان تفهمي كل حاجه
-عايزك تساعدني عشان اوصله
-تمام قومي اغسلي وشك و يلا عشان نروح لمحمود باشا بس في البيت
تنهدت سيلين و قالت: -تمام هتيجي معايا؟
-اها
دخلت سيلين إلى الغرفة و ابدلت ملابسها و بعد ذلك خرجت له و قالت: -يلا
ذهبوا و وصلوا إلى منزل محمود، تعجبت سيلين لمحمود هو من استقبله
دخلوا و جلسوا، بدأ محمود حديثه قائلا: -زعلان منك جدا يا الاء؟ ازاي تغيبي كل دا؟

-اسفه يا محمود باشا بس ماما كانت تعبانة
تنهد محمود و قال: -كنتي قولتلي يا بنتي برضو
ابتسمت سيلين و قالت: -مبحبتش ازعاجكم و شكرا لاهتمام حضرتك
-تشربوا إيه؟، اعملكم قهوة
-تمام، ذهب محمود إلى المطبخ
تنهدت سيلين و قالت: -هو عايش لوحده؟
-اها
-فين الحمام؟
أشار لها يوسف و قال: -هناك، اخر الطرقة
قامت و دلفت إلى المرحاض، لفت انتباها زجاجة العطر الموضوعة على الرخامة.

أمسكتها و رشت منها على يدها، اتسعت عيناها بدهشة فهي تلك الرائحة التي استنشاقتها...
غسلت سيلين وجهها لتفيق من الصدمة و تفكر فيما تفعل...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة