قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والعشرون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والعشرون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والعشرون

نظر له يوسف باقتضاب و قال: -بعدين
عقد حازم حاجباه في اندهاش و لكنه فضل الصمت، تنهد سيف و قال: -احنا قرايب سيلين بس من بعيد
أومأ برأسه في تعجب فهي لم تأتي بسيرة احد و كان يوسف ابتعد قليلا عنهم فهو لا يطيق رؤيته نهائي و لكن بداخله يعلم بأنه من أخطأ...

انتقلت سيلين إلى غرفة العناية و استفسر حازم عن حالتها و كذلك يوسف و بالطبع لحد الان لم يحدد حازم من هما و لما يبدو قلق بشأنها فهي زوجته و لكن ماذا تقرب لذلك...
انحني سيف علي يوسف و همس له قائلا: -من رأيي نمشي مش معقول عاجبك اللي حصلها، هو اللي من حقه يبقى جنبها بصفته جوزها
-هطمن عليها و امشي
سيف بتعجب: -براحتك بس انت السبب على فكرة
كان حازم ذهب و دخل إليها العناية و قال باستغراب: -ليه كدا؟ بس!

فتحت سيلين عيناها ببطء و عندما رأت حازم أزاحت جهاز التنفس بيدها
حازم بقلق: -سيلين مش هينفع تشيلي
تنفست سيلين بصعوبة و قالت بوهن: -عايزة اقولك حاجه
-أجلي ايه حاجه دلوقتي لحد ما تبقى كويسه
-طلقني
حازم بدهشة: -ايه؟
اخذت نفسها مرة أخرى و أخذت تجمع الكلمات و قالت: -انت تستأهل واحدة احسن مني بكتير، صدقني كنت عايزة احاول و ابدا من جديد.

و صمتت لتذرف دمعة من عيناها و اردفت باستياء مرة سألتني إذا كان في حد في حياتي و لا؟ اها في حب من ايام ما كنت طفلة في ملجأ، عيشت و كبرت في روسيا بعد ما ناس اتبانوني، و بقيت طرف في مافيا كبيرة باختصار كدا عملت ايه حاجه تتخيلها، انا انسانه زبالة جدا و مستاهلش ايه حاجه انت بتعملها أو لسه عايز تعملها فأرجوك طلقني.

استغرب حازم حديثها و قال: -سيلين انا مطلبتش اني اعرف عنك حاجه، حبيتك و انتي سيلين اللي حدفها الموج و انقذتها و فضلت في المستشفى
زاد نحيبها و قالت ببكاء: -للأسف ايه حاجه قولتها هي جزء من حياتي و آخرهم اني كنت على علاقة غير شرعية بواحد، من الاخر يعني انا واحدة معنديش و لا اخلاق و لا مبادئ و لا حتى ضمير فأرجوك بلاش تحملني ذنبك
توقفت عن الحديث عندما شعرت بضيق في التنفس و أخذ صدرها يعلو يهبط.

امسك بجهاز التنفس لكي يضعه عليها و لكنها اوقفته و قالت بصوت متقطع: -خليني، اك، مل
-يا سيلين غلط كدا، انتي...
قطعته سيلين و قالت: -عارفة اني كلامي صدمك و أكنك متوقعتش دا بس دي الحقيقة.

امسك يدها و رتب عليها و قال: -الحقيقة دي مش هتغير حاجه بالنسبالي، لأني مقتنع ان كل شخص من حقه يتغير و يعيش حياة هو اللي يختارها حتى لو أجبر قبل كدا على حاجه هو مش عايزها، انا مش هسيبك تاخدي قرار دلوقتي و كفاية كلام لحد كدا
و وضع جهاز التنفس و قام بتقبيل جبهتها و قال: -ارتاحي...
خرج حازم و قفل الباب خلفه و شعر بالحزن من حديثها و ذهب إلى مكتبه
راه سيف و قال: -اهو خرج، ادخل شوفها و يالا نمشي...

تنهد يوسف و دخل إليها، قفل الغرفة
اقترب منها و جلس علي المقعد المجاور، كان ينظر لها شادرا بها و تذكر أنه أن تأخر لحظة عن ذلك فكانت ستموت
أمسك يدها و رتب عليها و قال: -عارف اني السبب في اللي حصلك
تنهد بسئم و اردف بس، صمت لم يكمل جملته فهو لا يستطيع بأن يتفوه بأنه سيتركها
سحبت سيلين يدها و أزاحت الجهاز لتتحدث بس ايه؟
-و لا حاجه، ليه عملتي كدا
-قبل ما اموت نفسي المرة الجايه هاخد الأذن منك.

-انتي فاكره لما تعملي كدا هتخليني ارجع في كلامي
نظرت سيلين له و قالت: -عادي المرة دي لحقت بس لو كنت اتاخرت لحظة كمان مكنتش هتلحق بس عادي في محاولات أنجح هبقي ألجأ ليها المرة الجاية...
كز على أسنانه بغضب و تحولت نظرات عيناه إلى القلق و الخوف و قال بوجوم و حدة: -عايزة تفضلي معاه عادي.

تعجبت و قالت: -بجد؟! و انا المفروض ابقى تحت امرك حتى في قرارات حياتي، كنت ديما متخيلة انك اكتر شخص هتخاف عليا و انك هتكون ديما معايا في كل حاجة و انك مستحيل تتغير في معاملتك ليا بس للأسف طلعت مغفلة لأنك مجرد شخص اناني و حيوان لازم تنفذ اللي في دماغك بأي طريقه و أكن الدنيا ممكن تقف عند قرارك دا.

أخذت نفسها و أكملت قائلة: -شخص مخادع و كداب و بتمثل بجد اول مرة احس انك وحش اوي كدا بس يمكن عشان المرادي كنت كبرت
تنهدت و اردفت انا طلبت من حازم الطلاق بس مش عشانك انت، دا لأن فعلا حازم ميستاهلش يتجوز واحدة زيي بس اعرف حاجه واحدة بس اني وجودي معاك معناها أنك مش هتقرب منك و لا حتى تفكر تلمسني لأن وقتها هنتحر و كمان علاج مش هتعالج و لا هعمل عمليات لو قدرت تغصبني على حاجه ابقى اعملها.

صمتت و شعرت بانخفاض نبضات قلبها و ضاق تنفسها و أصبحت أنفاسها سريعة...
قام و خرج ليأتي بالطبيب و عندما رجع كانت فقدت وعيها
وضع الطبيب جهاز التنفس و حقنها و استقرت حالتها مرة أخرى
يوسف بقلق: -هي حالتها صعبة؟
-يعني لازم تفضل تحت الملاحظة
خرج الطبيب و جلس هو مرة أخرى و امسك يدها بين كفيه
طرق سيف الباب و دخل لاستعجاله و قال: -مش يالا
تنهد يوسف و اومأ برأسه و ترك يدها و لكن لم يستطيع فهي كانت ممسكة بيده.

سيف بتعجب: -و بعدين؟ مش هنمشي
نظر عليها و على يدها الممسكة به و قال: -مش همشي
زفر سيف و قال بضيق: -بجد مش فاهم، يعني انت اللي هتفضل جنبها و جوزها اللي المفروض
قطعه يوسف بحدة: -متقولش زفت بس
تنهد سيف و قال: -لا هقول انها على ذمة راجل و مش ملكك و لا من حقك انك تعمل كدا
-من أول يوم شوفتها في و هي ملكي
عقد سيف حاجباه في اندهاش و قال: -تمام، هنعمل إيه دلوقتي؟ هتسيب شغلك و هتقعد جنبها.

تنهد يوسف و قال: -روح لحازم و اتفق معاه على إجراءات الطلاق، هي قالتله خلاص
-دا اللي هتسيبها؟ و بعدين هو وافق يعني؟، خليها لما تفوق طيب
-طيب
ضرب سيف كف على آخر و خرج من الغرفة فهو لا يعلم ما الذي يحدث...
جلس بجوارها كما كان و ظل قابض عليها يدها، ، تذكر اول مرة رآها بها
كان يريد اكتشاف ذلك الميتم من الخارج، و كان يتمشى في الحديقة الخاص به و التي كانت كبيرة.

استمع إلى صوت يغني، تعجب و سار في اتجاه و حتى لم ينتبه إلى تلك الحفرة العميقة التي انزلقت بها قدمه فسقط
انتبهت سيلين للصوت و قامت لترى و قالت: -في حد هنا؟..
اقتربت ناحية الحفرة و عندما راته، مدت يدها له و قالت: -أكيد مكنتش باصص قدامك
نظر إلى يدها الممدودة، و امسك بها، ساعدته في الطلوع منها و قالت: -خد بالك بعد كدا
اوقفها قائلا: -اسمك ايه؟
-سيلين و انت؟
-أيهم.

استغربت سيلين الاسم و قالت: -أول مرة أشوف حد اسمه كدا
-عندك كام سنه
-عندي عشر سنين و انت؟
-اربعتاشر سنه و دا اول يوم ليا هنا
-انا هنا بقالي كتير اوي
-انتي اللي كنتي بتغني؟
هزت رأسها إيجابا، ابتسم و قال: -صوتك حلو
-شكرا، انا همشي بأي
-بأي
أسند جبينه علي يداه الممسكة بها و أسند عيناه، دخل حازم إلى الغرفة بهدوء و لكن راه خرج فهو بذلك فهم بأن ذلك من تحدثت عنه و بالتالي فهو فسر طريقته الفاذه معه...

استيقظت سيلين و شعرت به بجوارها، فسحبت يدها و قالت: -أيهم؟
فاق على صوتها و قال بقلق: -انتي كويسه؟
تنهدت سيلين و قالت: -تمام، انت هنا بتعمل ايه؟
زفر بحنق و قال بضيق: -هكون بعمل ايه؟
ردت باقتضاب: -معرفش اسأل نفسك، ممكن تنادي حازم؟
كز على أسنانه بعنف و قال بغضب: -عايزة منه ايه يعني؟
-انت مالك؟!
تنهد و قال بامتعاض: -انا مش هنادي زفت
فصلت سيلين الجهاز و قالت: -هقوم انا ماشي.

زفر يوسف بضيق و قال: -لا خليكي انا هروح
-انا خلاص هطلق منه و بعدين هبقي اخرج من المستشفى
-تمام، خروجك من المستشفى دا اللي هيحدده الدكتور مش انتي
-بلاش تعتبر نفسك ولي أمري من فضلك
خرج من الغرفة و زفر بحنق فهو لا يريد التحدث معه من الأساس، تنهد و ذهب إلى مكتبه، طرق الباب و دخل
حازم باستغراب: -اتفضل
-سيلين عايزة تشوفك و ياريت تنجز في إجراءات الطلاق
حازم بتساؤل فهو كان لديه فضول حول ذلك: -انت أيهم صح؟

تعجب يوسف من السؤال و قال: -و انت عرفت ازاي؟
-سيلين كررت الاسم كتير و هي في الغيبوبة و حتى ايمان قالت نفس الكلام، على فكرة هي أول ما فاقت طلبت منها أنها تبلغ أهلها بس هي اللي رفضت
يوسف باقتضاب: -تروح مقرر انك تتجوزها
-سيلين مش طفلة و لا قاصر
-انت لاقيتها ازاي؟
صمت حازم و تذكر ذلك اليوم، فهو كان يجلس على الشاطئ كعادته و لكنه رأي شي من بعيد و استنتج بأنه غريق.

نزل إلى المياه و سبح إلى أن وصل إليها و أخرجها و علم بأنها مصابه و لكنها كانت مازالت حيه
حملها و وضعها في سيارته و ذهب إلى المستشفى سريعا، و أثناء طريقه اتصل بالمستشفى لتحضير غرفة العمليات
نظر له و قال: -و بس كدا فضلت هنا لمدة شهر في غيبوبة و بعد فاقت اشتغلت و طلبت اتجوزها
صمت يوسف و قال: -تمام، هتطلقها امتى؟
تنهد حازم باستياء و قال: -هطمن عليها و بعدين هروح لمأذون.

كز على أسنانه بغضب و قال بامتعاض: -تمام، هي هتخرج امتى؟
-يعنى كمان اسبوعين عشان نتأكد أن التنفس رجع طبيعي، دا غير أن سيلين عندها لوكيميا و المفروض تعمل العملية لان التأجيل مش في مصلحتها
-العملية المفروض تبقى امتى؟
-في الأول كانت هتبقى بعد شهر و دلوقتي اتأجلت تاني أهم حاجه تنتظم على الدوا اللي بتاخده لحد ما حالتها تسمح بدخولها العمليات...
-عايز تقرير كامل عن حالتها
-تمام.

مرت مدة إقامتها في المستشفي و بعد ذلك ذهبت معه إلى القاهرة بعد توديع حازم و ايمان، و خلال تلك المدة كانت تتجنب وجوده معها
نزلت من السيارة و نظرت إلى القصر بضيق و ابتلعت ريقها فهي تشعر بعدم رغبتها في ذلك
-مش هتدخلي؟
نظرت له و قالت: -هدخل
دلفت إلى الداخل و صعدت إلى أعلى فورا حتى أنها لم ترى اذا كان يوجد احد ام لا.

تنهد يوسف بضيق فتصرفاتها تغيرت في الآونة الأخيرة و عندما دخل اتجه لرؤية ماجي و سيف الذي سبقه و عاد منذ أسبوع، سلم عليهم و بعد حديثه قائلا: -ماجي، سيلين مريضة فياريت تتجنبي معاملتها خالص، و كمان كل يوم لما تنام عايزك تديها العلاج لأنها عامله إضراب عليه و قالت إنها و لا هتتعالج و لا هتاخد علاج
ماجي بدهشة: -تمام يا أيهم
تركهم و ذهب ليراها
نظرت ماجي إلى سيف و قالت بحنق: -اتمنى افهم حاجه بجد.

فتح الباب و كانت هي جالسه على الفراش و تبعث بهاتفها
-سيلين
-افندم؟
اوصد عيناه ليكبح غضبه و قال بهدوء: -اللي انتي بتعملي ملهوش لأزمة و انتي اللي هتتعبي في الاخر
-اعتبرني بعاقب نفسي و بعدين دا ميخصكش في حاجه
طرد زفيرا و قال بغضب مكتوم: -براحتك في الاخر انتي اللي هتتعبي محدش غيرك
قامت سيلين و لكنها شعرت بالدوار فجلست مرة أخرى
اقترب منها و لكنها أوقفته بيدها و قالت: -متجيش جنبي، انا كويسه
-تمام.

قامت سيلين و تماسكت و لكنها كانت تشعر بالغثيان و قالت: -لو خلصت كلامك اخرج
-انتي قومتي ليه؟
لم ترد عليه و ذهبت في اتجاه المرحاض الملحق بالغرفة و لكنها شعرت بتشوش رؤيتها و فقدت وعيها
لحقها أيهم و حملها ليضعها على الفراش و خرج لينادي على ماجي
صعدت له و تفحصتها و قالت: -المفروض انها تعافت من التسمم صح؟
-اها، هي تقريبا كانت دايخه
ماجي بتساؤل: -آخر علاقه كانت بينكم من امتي؟
-شهر و ايام.

تنهدت ماجي و زفرت بسئم و قالت: -احتمال تكون حامل لازم نتأكد بالتحليل أو سورنا
-اشمعنا حامل يعني ما ممكن يكون بسبب أعراض المرض اللي عندها
-قولتلك احتمال، بس أعراض الدوخة و الغثيان دي أعراض حمل هي خرجت من المستشفى امتي؟
-قعدت في المستشفي اسبوعين و بعدها خرجت راحت علي شقتها و كان اسبوع و بعد كدا سافرنا
-تمام الأسبوع اللي قعدته في البيت دا؟ عرفت حالتها في كانت ازاي؟
-لا.

تنهدت ماجي و قالت: -تمام انا هسحب عينه منها و هنبعتها على المعمل و نتأكد النتيجة هتطلع على طول
فعلت ماجي ما قالته و ارسلت احد إلى المعمل و انتظرت لبعض الوقت و بعد ذلك عرفت نتيجة التحاليل
وصعدت إليه و قالت: -أيهم، هي لسه مفقتش
-اها هي نايمه ليه؟
-عادي تعال
خرج معها و قال: -النتيجة طلعت؟
-اها و حامل زي ما انا قولت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة