قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والعشرون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والعشرون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والعشرون

يوسف بدهشة: -بجد؟
ماجي باستغراب: -طبيعي يحصل يعني، المهم هتعمل ايه؟
-إجهاض طبعا
-زي ما عملت في مي مراتك، أيهم الإجهاض في خطورة برضو، خصوصا في انها مريضة و بعدين هي ممكن متوافقش
زفر بغضب و قال بنبرة محتدة: -لو مش بمزاجها يبقى غصبن عنها
دخلت ماجي إليها و كانت سيلين استعادت وعيها و قالت: -هو انا حصلي ايه؟
-و لا حاجه تعبتي شوية بس، علي فكرة يا سيلين انتي لازم تاخدي الدوا عشان حالتك.

أومأت رأسها بخفوت، خرجت ماجي من الغرفة و تركتها.

سيف بذهول: -حامل؟
-اها عايز اشوف دكتورة كويسه عشان تنزله
-هو منك و لا من جوزها؟
يوسف بضيق: -المفروض انه كان كتب كتاب بس يعني ملمسهاش
-برضو احتمال، اكيد هي تعرف
يوسف بغضب: -هتبقى سنتها سودة لو طلعت حامل منه
سيف باستغراب: -و هي عرفت؟
-لا ليس و بصراحة مش عايزها تعرف
-بجد؟ هي من حقها تعرف يا أيهم و بعدين دي كمان هتشيلها الرحم؟!
-لو اضطرت لكدا معنديش مانع.

كانت تقف سيلين و استمعت إلى حديثهم، صمت سيف عندما رآها و أشار إليه
التفت إليها، تهاوت دموعها على عيناها فهي لم تستوعب بأنه بهذه الأنانية و خرجت بخطوات مسرعه خارج القصر
تابعها هو و امسك معصمها و قال: -انتي رايحه فين؟
-انا عايزة امشي من هنا
-سيلين بطلي جنان و ادخلي
-خليني امشي...

غضب أيهم و فقد أعصابه فذلك ليس وقت لما تفعله و قام بسحبها خلفه بقوة، و دفعها داخل الغرفة و قال: -انسى انك تمشي من هنا و اللي في بطنك دا هينزل سواء بمزاجك أو غصبن عنك و بلاش تخليني اتصرف معاكي بطريقه تانيه
نظرت له بدهشة فهي لا تتوقع ذلك منه، فمعاملته قاسية كثيرا معها و بدأت دموعها تتساقط في صمت
تنهد بضيق و اكمل حديثه انا مش هتاثر بالدموع دي فكفاية عياط و بعدين هو انتي حامل من مين؟

-يعني هتفرق حامل من مين؟
يوسف بعصبية: -حاولي تخليني هادي و اديني هكرر السؤال تاني، نمتي مع واحد غيري؟
ابتلعت ريقها و قالت: -لا محصلش بينا حاجه، انا و حازم كان مكتوب كتابنا بس
-تمام
و بعد ذلك خرج من الغرفة و صفع الباب خلفه بقوة، اوصدت عيناها و زاد نحيبها الذي استمر لمدة بدون توقف.

اوقفته ماجي قبل أن يمشي و قالت: -أيهم سيلين مش راضية تآكل، الشغالة طلعت ليها الأكل مرتين لحد دلوقتي
زفر أيهم بضيق و ذهب ليراها، فتح الباب الغرفة و قال: -سيلين
اقترب منها فكانت تنام على الفراش و تضم ركبتها، شعر برجفة جسدها
تنهد باستياء و تحسس جبنها و وجد حرارتها مرتفعة و وجنتيها مبتلة إثر الدموع
قبل جبنها بلطف و قال: -بجد غاوية تعب
خرج و نادي على ماجي و قال: -تعبانة، و عندها سخونية.

تنهدت ماجي و ذهبت معه و قالت: -ممكن تمشي و انا هفضل معاها، الحرارة هتنزل بعد ما تاخد الدوا و هركب ليها محاليل لأنها مش راضية تأكل و لازم تشوف دكتور كويس عشان يعملها الإجهاض دا لو مش عايز خسائر
-شوفي شغلك يا ماجي.

أحضرت الأغراض و قامت بتوصيل المحلول لها و كذلك الدواء الخاص بخفض الحرارة و اوديتها الأخرى و قالت: -في واحد منهم مش هينفع تاخده عشان الحمل لأنه هيعملها إجهاض، انا هروح انام و لو احتاجت حاجه قولي
اومأ برأسه، و جلس بجوارها و قال بيأس: -أول مرة أشوف حد بيتعب نفسه.

ازح خصلات شعرها جانبا و مسح دموعها العالقة على وجنتيها بلطف و انحني عليها ليتذوق شفتيها الذي اشتاق لمذاقها و ابتعد عنها قليلا و مرر يده على خصرها و شعر بشعور غريب يخترق قلبه
ابعد يده عنها و قام من على الفراش و مسح وجه بكفيه و قال بتأفف: -و بعدين في القرف دا؟!
استمع إلى انينها الخافت أي. ه. م.
جلس بجانبها و امسك يدها و قال: -نعم؟
فتحت عيناها و سحبت يدها منه و قالت بوهن: -ابعد عني.

-انتي اللي كنتي بتنادي عليا على فكرة
أدارت وجهها الجهة الأخرى و قالت: -معلش انا مغفلة
-سيلين
-من فضلك سيبني و امشي
زفر بحنق و قال: -هو انا عملتلك إيه؟
قامت سيلين جلست و قالت بغضب: -مفيش كنت عايز تخبي عليا اني حامل و كمان جاي تسألني ابن مين؟! و فعلا معملتش حاجه
-فيها ايه لما أسألك؟
-و لا حاجه مفهاش، بس انا مش عايزة اخلف منك لأنك مينفعش تكون اب و لا تنفع تكون حاجه خالص
-مظبوط
-ندمانة على كل لحظة حبيبتك فيها.

-متقلقيش هخليكي تندمي اكتر لو منفذتيش اللي هقوله
-مش هنفذ إيه حاجه هتقولها و عايزة اشوف انت هتعمل ايه؟
-هتعملي إجهاض و بعدها هتعملي العملية بتاعتك و كلامي هيتسمع لأن كل حاجة هتتعمل في وقتها...
رمشت بعيناها و قالت بحزن: -بس انا مش عايزة اعمل إجهاض
-مش هينفع
سيلين ببكاء: -ليه؟ عشان انت مش بتحبني و مش عايز حاجه تربطك بيا، انا همشي و مش هخليك تشوفني تاني بس بلاش تعمل معايا كدا...

-سيلين الكلام منتهى، هتعملي إجهاض
بكت باستياء و قالت بترجي: -بس انا عايزاها، انا عارفة انك متجوز و عندك ابن، بلاش تعترفي بي انا مش هطلب منك ايه حاجه
-عايزة ابنك يبقى مريض أو عنده تشوهات؟
صمتت سيلين و انتظرت باقي حديثه سيلين انتي بتاخدي أودية لوحدها غلط علي الطفل و لازم خلال فترة الحمل توقفي علاج و دا حاجه مش هتنفع مع حالتك لأنك مش هينفع تأجلي العملية اكتر من كدا
-يعني هو دا السبب؟

تنهد و حاوط وجهها و قال: -سيلين انا معنديش نيه اني أذيكي لو بنسبة واحد في الميه حتى بس فعلا موضوع الحمل مش هيبقى في مصلحتك و انا لو عايز اعملك حاجه مش هطلب منك انك تتعالجي
نظرت له بتردد فهي لا تستطيع تصديقه و تخشى بأن ذلك خدعة أخرى يخترعها
تنهد و قبل مقدمة رأسها و قال: -فكري كويس يا سيلين، انا همشي...
خرج أيهم من الغرفة و زفر بحنق فهو يريد أن يفعل لها العملية في أسرع وقت ممكن، ذهب إلى غرفة سيف.

سيف بتعجب: -حد يدخل على حد كدا
-سيلين بتفكر تحتفظ بالطفل و دي مصيبة
تنهد سيف و قال: -أيهم مش انت كلمت الدكتورة و اتفقت معاها انها هتعملها العملية
-اها بس انا قلقان شوية
سيف بسخرية: -بصراحة مش هصدقك، بس نفسي أسألك سؤال محيرني؟ انت ازاي قادر تعمل فيها كدا مع انك الأول كنت متستحملش حاجه تحصلها و دا غير انك قبلت دلوقتي انها تكون على علاقة معاك.

-انا مكنتش اعرف انها هي اصلا و بعدين سيلين الأهم ليها انها تعمل عمليتها و تخف مش تخلف، دا غير اني مستحيل أقبل بفكرة أن يبقى عندي ابن
-تمام و انت هتفضل مخليها معاك كدا يعني مش ناوي تتجوزها
يوسف بدهشة: -اتجوزها
-اها المفروض يحصل مش دي سيلين اللي مكنتش عايز تلمسها و لا دلوقتي عجبك الحوار
-بعد لما تعمل العملية
-بس اقولك على حاجه لو اتجوزتها هتبقى دمرتها للأبد
-بجد؟

-انت متخيل انك مش عايز تخلف و هي يكتب عليها طول حياتها القرار دا؟، دا لو مش مخطط انك تعمل فيها زي ما عملت في مي
-مي نزفت و...
قطعه سيف و قال: -أيهم احنا صحاب بقالنا 18 سنه فبلاش تكدب عليا، انا و انت عارفين كدا انك كنت مخطط لكل حاجه بدقة عشان تمنعها نهائي
صمت قليلا و قال: -امممم، انا ماشي بقا
خرج يوسف و ذهب لها مرة أخرى ليطمئن عليها و كانت مازالت مستيقظة
-منمتيش ليه؟
-مش عايزة انام.

جلس على الفراش و قال: -ليه؟
-خايفه تعمل فيا حاجه و انا نايمه
باهتت ملامحه و تنفس بعمق و امسك يداها بين كفيه و قال: -سيلين نامي و بطلي هبل
تمدد بجوارها و سحبها ليضمها إليه و حاوطها بذراعه
-ابعد عني
-حاضر نامي بقا
وضعت يدها على صدره و قالت: -أنت بتكرهني صح؟
-نامي
رفعت رأسها و قبلت وجنته و قالت: -ماشي
تنهد يوسف و انتظر إلى أن ذهبت في النوم، قام من جانبها برفق لكي لا يوقظها.

و خرج من الغرفة و اتصل بالدكتورة قائلة: -جهزتي كل حاجه؟
-اها يا افندم
تنهد و ذهب إليهم فكانت الدكتورة مع ماجي و سألها قائلا: -العملية فيها خطورة عليها؟
-حاجه بسيطة متقلقش
أخذته ماجي و خرجت و قالت: -أيهم انا كنت شايفه ان المستشفى أفضل، سيلين مريضة و انا كدكتورة شايفه ان احتمال يحصل ليها مضاعفات
-ماجي ما دي دكتورة برضو و بعدين ما انتي جهزتي الاوضه معاها، قلقانه ليه؟

-يا أيهم حالة سيلين مش مستقرة اصلا، الإجهاض سهل بس حالة سيلين هي اللي صعبه
زفر بضيق و قال: -ماجي مش هينفع نستني اكتر من كدا، لازم تعمل العملية...
قطعته ماجي و قالت: -انت غريب اوي بجد بس لو حصلها حاجه انا هحملك المسؤولية لأنك عايز تخاطر بحياتها عشان كل دا هي حامل منك و انت مش عايز و الله اعلم طالب إيه من الدكتورة اللي انتي جيباها دي.

تركها أيهم و صعد إلى الغرفة و حملها بين ذراعيه برفق و ذهب إلى الغرفة ليضعها على الفراش
و رفع يدها ليقبلها و بعد ذلك خرج و قال: -العملية هتاخد قد ايه؟
-نص ساعه بالكتير، الممرضة هتديها مخدر و بعدين هبدا اعملها العملية
اومأ برأسه و ذهب من أمام الغرفة، كانت ماجي تنظر عليه بدهشة َ ذهبت خلفه
-أيهم؟
جلس أيهم على الفراش و قال: -نعم
جلست بجواره و رتبت عليه و قالت: -أن شاء الله تبقي كويسه متقلقش.

كان صامت ينتظر مرور الدقائق بفارغ الصبر فهو يخشى حدوث شي لها أثناء العملية...
بداخل الغرفة...
الممرضة بقلق: -النزيف بيزيد يا دكتورة
الدكتورة بتوتر: -اديها الحقنه عشان نوقف النزيف
الممرضة بخوف: -مش بيقف يا دكتورة
خرجت الدكتورة من الغرفة و بحثت عنه و طرقت الغرفة و دخلت و قالت بتردد و توتر: -أيهم باشا الحالة بتنزف و معنديش حل غير اني اعمل استئصال للرحم لأنها كدا هتموت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة