قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثلاثون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثلاثون

رواية خدعة إبليس للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثلاثون

-اتصرفي المهم ميحصلهاش حاجه فاهمة
الدكتورة بتوتر: -كل دقيقه فيها خطر على حالتها و...
قطعها بحدة و قال: -حياتها قاصد حياتك فاهمة و انا قولتلك حالتها كامله و انتي وافقتي انك تعملي العملية.

كانت ماجي ذهبت إلى الغرفة و قامت بحقنها لتوقف النزيف و بعد ذلك قامت بنقل دم إليها و أبلغت الممرضة قائلة:
-ابقى غيري كيس الدم دا بعد ما يخلص
-تمام يا دكتورة
ذهبت ماجي إليهم و قالت: -خلاص يا أيهم وقف و التعويض هيبقى بالدم و بعد شوية هنركب ليها محاليل متقلقش، اتفضلي انتي يا دكتورة.

و عندما خرجت قالت له بانفعال: -على فكرة بيكون وارد النزيف في ايه حاله و بعدين ما انت السبب
-ماجي انا مش عايز اسمع صوتك و من فضلك سيبني لوحدي
-هتقولها إيه لما تصحى بصراحة من حقها لو مبصتش في وشك تاني
أيهم بعصبية: -هعمل ايه يا ماجي؟ سيلين مريضة مكنتش هتستحمل و لا حمل و لا ولادة لازم تعمل العملية.

-و دا سبب يخليكي تسقطها و هي نايمه؟
مسح وجه بيداه و قال بغضب: -مش سبب يا ماجي بس سيلين المفروض كانت عملت العملية و انا مش عايز عيال سوا منها أو من غيرها.

تنهدت ماجي باستياء و قالت: -حالتها النفسية هتبقى صفر بجد
-ملكيش دعوة انا هتصرف كويس.

بعد مرور الوقت و استقرار حالتها نقلها إلى غرفتها
عندما استيقظت شعرت بألم رهيب يمزق جسدها و خصوصا في خصرها و شعرت بدموعها الدافئة فهي رأت اسوء ما به فتحت عيناها وجدت الغرفة فارغة.

حاولت القيام و شعرت بالدموع تنهال بغزارة على وجنتها فهي علمت بأنها فقدت طفلها منذ لحظات.

دخل إلى الغرفة و كان يحمل من التعبيرات اجمدها و اغلظها فهو حتى لم يشعر بالذنب لما فعله و كأنها دمية قرر امتلاكها و التحكم بها و بالطبع كسرها في حين التخلص منها.

رمقته بنظرات تحمل الكثير من معاني الألم فهو لديه قسوة تجعل الجبل ينحني أمامها، تسألت باستفهام:
-ليه كدا؟
تحاشي النظر لها فهو يشعر بالذنب على ما فعله فهي كانت على مشارف فقدانها لحياتها.

-مش عايز مش هو كان هيبقى ابني انا كمان
-ليه بتأذيني بالطريقة دي على الأقل كنت ابقى عارفه؟
و صمتت لتنظر إجابته فهي لا تفعل بشي غير أنها أحبته بصدق و لكن جفاءه يزداد معها يوما تلو الآخر.

و بالنسبة له فلم يجد إجابة جيدة أو على الأقل تبدو مقنعة لها
-معنديش مبرر يا سيلين بس كل اللي اقدر اقوله انه مكنش هيبقى في مصلحتك
صرخت به حتى لم تعلم كيف جاءت تلك القوة و قدرت على الصراخ انت دمرتني، خدت مني كل حاجه انت حقير اوي بجد انا بكرهك و مش عايزة اشوف وشك تاني.

-مطلوب منك انك تفضلي في السرير لمدة أسبوعين على الأقل
أخذت أنفاسها الملتهبة كبركان على وشك الانفجار فهي تتمنى أن تسحقه أو تمحي من على وجه الأرض، نظرت له بحقد شديد و قامت لتثبت له بأنها مازالت قوية و لا يمكن هزيمتها بتلك السهولة و حتى أنها تجاهلت ذلك الألم الذي يمزقها من الداخل.

-هندمك على كل حاجه عملتها يا أيهم
ابتسم أيهم ببرود فهو يعلم جيدا انها لا تستطيع فعل شي خصوصا الان عارف اني اكبر نقطة ضعف في حياتك يا سيلين.

-بلاش تحضر العفريت لأنك مش هتعرف تصرفه و على زي بحبك هقدر اكرهك
-أكيد مش هخاف منك بس متأكد انك تحت سيطرتي
ضحكت سيلين بصوت عالي مستهزئة بحديثه انت مستوعب اللي بتقوله؟!
غضب منها فمن هي لتسخر منه هكذا انتي كنتي عايزها يعني؟
-من الواضح أن حياتنا هتفضل كدا يا أيهم بس اللي اليوم اللي هاخد حقي في هتزعل اوي.

-مش هحسبك على كلامك دلوقتي
شعرت بأنها لم تستطيع الوقوف و تشوشت رؤيتها، اسندها و قال: -متقوميش من على السرير
-ابعد عني و متلمسنيش
حملها بين ذراعيه و قال: -الحركة و العصبية مش كويسه
وضعها على الفراش، ابتعدت عنه و قالت بزمجرة: -متقربش مني تأني
ترك مسافة بينهم و قال: -ماشي هبعد، في ممرضة هتكون معاكي في الاوضه و الدكتورة كمان، و ماجي موجودة
-بكرهك و مش طايقه اشوفك.

ذهب من الغرفة و قبل أن يغادر قام بتوصية الدكتورة عليها أو بالأحرى تهديدها، عاد إلى منزله و عندما دخل كانت الاضواء مغلقه فاستنتج بأنها نائمة.

دخل الغرفة بهدوء و ابدل ملابسه و تمدد على الفراش، شعرت مي به و استيقظت من نومها يوسف انت جيت امتي؟

-لسه دلوقتي محبتش اصحيكي
قامت جلست و قالت: -بجد؟ دا ليه بقا، و بعدين انت وحشاني اوي كل دا يا يوسف
تنهد بضيق و ابتسم باقتضاب فهو ليس بحالة تسمح بالنقاش فسيلين مستحوذة على تفكيره شغل والله، محمود باشا ديما بيودينا محافظات.

-بس انت اتاخرت المرادي حتى مكنتش بتكلمني كتير
و اقتربت منه و حاوطت عنقه و قالت: -بلاش تبعد عني تاني
و قبلت وجنته بحب و أردفت اقوم احضرلك اكل؟
-لا مش جعان...
-طيب يا حبيبي، هتنام؟
صمت و تذكر سيلين و ابتعدها عنه، فهو لم يعجب بطريقتها كثيرا و لكن لم يستطيع فعل شي لها.

وضعت يدها على كتفه و قالت: -روحت فين؟
-مروحتش يا حبيبتي، معاكي...
-هتنام؟
التهم شفتيها ليقبلها، بادلته قبلته بشغف
أبتعد عنها قليلا و قال: -نأجل النوم بقا.

الممرضة بتعجب: -مدام سيلين ارجوكي العياط مش كويس عليكي و لو حصلك حاجه هنروح في داهية
سيلين بعصبية: -قولتلك اخرجي برا مش عايزة اشوف حد
زفرت الممرضة بحنق و خرجت و قالت لطبيبة بصراحة مش عارفه اتصرف برضو و اخاف اديها مهدي تحصل مضاعفات.

-العصبية دي غلط عليها بجد مش عارفه، انا هروح اشوف دكتورة ماجي
ذهبت الطبيبة و طرقت غرفة ماجي و عندما فتحت لها وصفت لها حالة سيلين
تنهدت ماجي باستياء و ذهبت إليها
-سيلين
-عايزة إيه انتي كمان؟
-اللي انتي بتعملي دا مش في مصلحتك
-من فضلك اخرجي برا
-سيلين انتي لسه عامله إجهاض و نزفتي كتير
سيلين بقلق: -هو كان إجهاض بس؟

فهمت ماجي سؤالها و قالت بنبرة مطمئنة: -اها إجهاض بس و هو كان في مصلحتك على فكرة لأن البيبي كان هيتاثر بالأدوية أو ممكن ياخد المرض منك و التقارير بتثبت كلامي.

سيلين بسخرية: -أنه يخليني انام و يروح عملي عملية دا عادي
-سيلين انتي كأم مش هتحبي انك ابنك يكون مريض أو عنده تشوه، معاكي في أن طريقة أيهم كانت وحشة بس كل اللي اعرفه انه كان خايف عليكي و ملجاش لاستئصال الرحم.

-مكنتش هتفرق معاه في حاجه
-فعلا بس اكيد كانت هتفرق معاكي، على فكرة مراته شالت الرحم بسببه
مسحت سيلين دموعها و تسألت باستغراب: -ازاي مش فاهمة؟
-يعني حصلها موقف و اجهضت و كان اختيار استئصال الرحم يرجع لجوزها و هو وافق
-انا مش فاهمة قصدك.

تنهدت ماجي باستياء و قالت: -قصدي انه مقصدش ياذيكي حتى لو كانت طريقته وحشة لاني فعلا شوفت الخوف و القلق في عينه و كلامه و حتى تهديده للدكتورة و لو هو مش خايف عليكي مش هيطلب مني اديكي العلاج و يروح يشوف دكتور كويس و متخصص عشان عمليتك، فأرجوكي بلاش تخرجي اسوأ ما في عشان الناس مش ذنبها حاجه.

-يعني انتي عايزاني اتعامل معاه عادي بعد اللي عمله دا
-علي فكرة هو حضرلك أوضه عمليات كامله و كان عامل حسابه على أكياس الدم بفصيلة دمك مع انها مش ديما بتكون متوفرة و الدكتورة و الممرضين اللي معاها، لو فكرتي شوية هتلاقي أن حتى لو عملها بطريقة مش حلوة بس كان بيفكر فيكي في كل حاجة، فلوسمحتي خدي الدوا و اهدي لأن لو حصلك حاجه هو هيطلع همه في الدكتورة و الممرضة اللي معاها برا.

-هو فين؟
-مشي و اكيد رجع البيت لمراته
صمتت سيلين و ادمعت عيناها من جديد فهي لا تطيق فكرة وجوده مع أخرى و قالت: -و هو بيكون هناك على طول
-اكيد مي متعرفش حاجه عنه
-هو بيحبها؟
-معرفش، نامي عشان ترتاحي...
خرجت ماجي من الغرفة و تركتها، كانت سيلين تفكر في حديثها و لكن تفكيرها كان مقتصر على وجوده مع واحده أخرى غيرها، أمسكت هاتفها و اتصلت به، لم يرد اول مرة و ذلك جعلها تغضب فحاولت مرة أخرى.

رد على هاتفه و قال: -نعم؟
-انت فين؟
-عايزة ايه؟
-تعال دلوقتي
زفر يوسف بضيق و نظر إلى مي النائمة بجواره و قال: -مش فاضي
-براحتك زي ما انت شايف ان الوقت اتأخر و كل اللي في البيت نام، خلال ساعه لو مجتش هكون منتحرة.

زفر يوسف بحنق و قال: -طيب جاي...
قام يوسف و ارتدى ملابسه و أخذ مفاتيح سيارته و غادر بهدوء لكي لا يوقظها
ذهب إليها و صعد إلى الغرفة فهو لا يريد أن يراه احد
دلف إلى الداخل و وجدها تجلس في الشرفة، زفر بحنق و قال: -الجو برد
التفتت سيلين له و قالت بحدة: -ملكش دعوة انا حره
صر على اسنانه بعنف فهي أنزلته من المنزل لتقول له ذلك و قال: -ادخلي جوه.

قامت سيلين و اقتربت منه و قامت بمعناقته و قالت: -انت مشيت و سيبتني
-انتي قولتي مش طايقه تشوفيني
-ايوه قولت كدا، هو انت مردتيش على طول ليه؟
-كنت نايم
ابتعدت عنه و قالت: -نايم؟!

أيهم بضيق: -سيلين انا مبحبش الحركات دي و فاهمها كويس، من ساعة ما شوفتك في اسكندرية و انتي طريقتك زي الزفت، طلبتي مجيش جنبك عملت كدا، و طلبتي امشي و اسيبك نفذت طلبك و عديت كلامك بس لو فاكره انك تقدري تضحكي عليا تبقى غلطانة، و تقدري تقوليلي نزلتني من البيت دلوقتي ليه؟

رمشت سيلين بعيناها و قالت: -كنت تعبانة و عايزاك جنبي
صمت يوسف و قال بهدوء: -تعبانة عندك الدكتورة و...
قطعته سيلين و قالت: -بس انا عايزاك انت
ابتلع ريقه و قال: -طيب، اتفضلي نامي
-شيلني
-خير دي زعانف و لا إيه؟
أمسكت بمقدمة راسها و قالت: -دايخه شويه مش قادرة امشي
حملها بين ذراعيه و حاوطت عنقه، وضعها على الفراش و قام بوضع الغطاء عليها
ازحته سيلين و قالت: -انت بتغطي وشي ليه؟
-عشان تنامي
-انت مش هتنام؟

قام يوسف و خلع قميصه و سرواله الجينز و وضعهم على الاريكة
سيلين بتساؤل: -انت بتقلع ليه؟
-هنام بهدومي يعني؟
-براحتك
عاد إلى الفراش و نام بجوارها و لكنه كان ينام على الطرف و يعطي لها ظهره
-أيهم
لم يرد عليها، زمت شفتيها بضيق و اقتربت منه بشدة و قالت بهمس: -بحبك...

استيقظت في الصباح على صوت هاتفه، فأخذته علي الفور و كتم صوته لكي لا يستيقظ و دلفت إلى الشرفة و نظرت إلى الاسم بضيق فكانت المتصلة مي و لكن لمعت فكرة بعقلها و قامت بفتح المكالمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة