قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل العشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل العشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل العشرون

عند أول صباح إستيقظت كالعادة، وجدت على الخوان فنجان مملوء بالحليب و صينية توست مع بيض مقلية، في جانبها الأيسر جبن و في جانب الأيمن رسالة صغيرة ووردة حمراء..
لم أكن لأعرف من أعد لي فطوري، إلا عندما دارت عيناي على الرسالة..

عزيزتي ماريا، صباح الخير، فكرت أن أعد لك الفطور لأنك اليوم سوف تحتجين الى طاقة كبيرة لتبدأروتين جديد في حياتك، لقد ذهبت إلى العمل، كما أنني أوصيت السائق ليأخدك الى المدرسة، # يوري
مدرسة، ماذا يحدث!
أنا ماريا أذهب إلى المدرسة!
دلفت نحو الحمام، وجدت على الكرسي زي مدرسي نطيف و مرتب..
خمنت أن يوري ترك هذا لي أيضا لكي ألبس الى المدرسة، و كان تنورة قصيرة و قميص أبيض رسمي، و جوارب سوداء طويلة..

إستحمت بالماء البارد كعادتي كل صباح، عادة لا أنقطع عنها صيفا و لا شتاءا..
عدت الى الغرفة لأجد حقيبة على مسند الكنبة، فتحتها لأجد أقراص و بعض الدفاتر و مقررات!
أنشف جسدي، ألبس، أضع الجوارب، أمشط شعري، آكل الفطور، أخرج بعد أن أضع لحقيبة في ظهري..
في طريقي الى الخارج ألتقي صدفة مع إيسبيلا ووجهها المتجهم، تبا لها!
نظرة واحدة منها كانت كفيلة لأخد الطمأنينة مني، وعكر صباحي..

تشجعت قليلا، و بالرغم كل ما سيحدث من مصائب و أنا التي أعرف أن إيسبيلا لا يمكن أن تسكت لي بعد كل هذا و ستحاول بكل ما تستطيع أن ترجعني إلى الحضيض!
إعترضت طريقي بعد كل محاولة مني لكي أتجنبها..
ثم قالت بسخرية ناعمة..
- هذه فرصتك لكي تهتم بشيء آخر غير مضاجعة زوحي! أليس كذلك!
لا أعرف كيف علمت بذلك لكنني تظاهرت بعدم الفهم..
- لا أعرف عما تتحدثين!

- من تحاول أن تخدع يا عزيزتي! هل تعتقد أن الناس سوف يصدقون بأنك حطيت كل هذا من سيدك بذون مقابل! أرجوك..
ثم راحت، و كأنها هذا آخر ما تهتم له، لا يفاجئني هذا لطالما كانت باردة بشأن زوجها إلا في مرة التي قامت بخطفي ربما كان لها هدف آخر غير إبعادي عنه! تبا لها..
مضيت أتلمس طريقي..
صاح لي السائق قبل أن أحاول النزول
- من فضلك، إنتظري يا آنسة..
خرج السائق ببدلته السوداء و نظارته الامعة..

فتح لي الباب. ، شعرت كأنني سيدة، كم هذا مثير و رائع!
وقفنا أمام مبنى عظيم، عتيق بجدرانه و أسواره الطويلة..
أشعر بعدم الثقة، و أنا أنظر إلى الطلاب و الطالبات يتزاحمون إلى الداخل، بزيهم المرتب و الأكسوارات التي يلبسونها، سوف يلاحظون أنني لا أنتمي إلا هنا، أنا فقط تلك الخادمة التي يحتقرها الجميع..
سوف يعرفون ذلك..
كنت أرتجف، كنت أرتعش من داخلي، كنت ضعيفة..
أخطوا بقدماي المتعثرتان..

أشعر أن الجميع ينظر إلي كالعادة مصابة نوعا ما من رهاب إجتماعي، من رهاب الناس!
أحدهم يدفعني بعنف..
يركض أمامي..
تعثرت على الأرض..
يتناهى خلفي أصوات غاضبة..
أدير رأسي، أنظر، مجموعة من الطلبة يحملون أداوات حادة للضرب..
يطاردون شابا نحيلا، تبدوا عليه الإرهاق و التعاسة..
وقفت، نفضت بعض التربة من ثيابي و مضيت في سبيلي..
كنت تائهة على المدرسة الكبيرة رغم أنني كنت أحمل خرطة. ز إلا أنه صعب علي الفهم!

يا إلهي، كم أنا بليدة، و غبية، و جاهلة..
كيف سأدرس هذه المدرسة المهمة، و الأهم من ذلك كيف قبلوني هنا!
أنا حقا لا أنتمي إلى هذا المكان الرائع، هذا المكان الجميل..
و بصدفة قادتني قدماي، إلى مطعم المدرسة..
للحظة شككت أنني في المدرسة حقا..
تاهت عيناي على المائدة الطويلة فيها أصناف و ألوان متنوعة من أكلات شهية..
تمطيت بلعابي..

ثم نظرت حولي، و إذا المكان يتلألأ جمالا، بصفوفه المنظمة من منضات زجاجية و كراسي بلاستيكي مدور..
شعرت أنني في مطعم خمس نجوم..
حاول أن أقترب لأخد بعض الأكلات، يا إلهي سعر القطعة 44$ دولار
صعقت، إنها تكاد تكون راتبي في كامل الشهر!
تبا..
تناهى في سمعنا، صراخ و أصوات و ضجيج، يأتي من الخارج..
وقف الجميع و هرعوا إلى الخارج..
ماذا يجري!
لحقت بهم، وقفنا أمام المبني..
يلوح شاب إنتحاري فوق السطح..

الجميع ينظر إليه بحماس، تلفهت قلوبهم بنشوة، بينما تتوسع عيونهم في إثارة..
إنها اللحظة التي ينتظر فيها الجميع، الموت، كم هو مثير!
ثمة شذوذ في هذه النظرات، ثمة سلوك غير صحيح!
لا أحد يساعده، بل الأسوء أن هناك من يحاول تشجيعه..
- لن تقفز أيها الجبان، هيا، لا تضيع وقتنا أرجوك!
ماذا يحدث! هل هم خرس! هل كل هؤلاء الناس خرس أم ماذا!
لماذا لا يساعدون الشاب!

إلتمعت عيونهم مرة واحدة، عندما وضع قدماه أخيرا على الحافة
كاد يقفز، و هو يقول..
- هذا ما تريدونه أيها الوحوش! حسنا، سأعطيكم ما تريدون!
علا صوتي بين الأصوات المتحمسين..
- إنتظر، أرجوك لا تقفز..
لمحني بعضهم بعيون غاضبة، و كأننا أمام قاعة السينما، و بينما يستمتع الجميع و في لهفة لإثارة القادمة، أصرخ أنا، و أفسد المزاج!
تبا لك..
من هي تلك المتخلفة!
توجهت إهتمامهم نحوي..
أغربي أيتها اللعينة..

تشجعت، تشجعت لأن هذا هو الفعل الصحيح! لن أنتظر أن يقفز ذلك الشاب، و تتناثر أشلاء دماغه في وجهي، أمام عيني..
بسرعة، صعدت الدرج..
وصلت لاهثة..
كان هناك نخبة من الطلبة خلفه، ينتظرون بعصاهم إذا حاول أن يغير رأيه فيعموه ضربات، بصقات، إهانات!
ماذا فعل بهم هذا المسكين الضئيل!
أيها الأوغاد! أتركوه!
كنت البطلة هناك، أحاول أن أخلص المسكين الأرنب بين براثمهم و أنبايهم!
- من هي!
- ألا تدرين ماذا تفعلين!

- من أنت لتنقد هذا الماوتشيني الحقير!
نظرت إلى الشاب..
- أرجوك لا تقفز!
- و لم لا! الموت أحسن لي!
- أنت تدرس في هذه المدرسة العظيمة، لماذا تحاول الإنتحار!
- ليس مدرسة..
إلتمع عينيه ببريق مخيف..
ثم قال و هو يقفز..
- إنها الجحيم!
المشهد كان مهيبا، خاصة و أنه ليس على شاشة التلفاز
كل شيء حقيقي، مروع، قاس، و فاتن
كان ضربا من جمال الفني في عدسات كاميرا الطلبة!
شهقت رعبا، و لكني لمحت في أعين الجميع ذلك البريق..

بريق إثارة لا شك فيه..
رمقت الهلوكوبتر تنخفض مبعثرة سحب الرمال من حولها..
يثب منها شاب، ليتفحص الجثة..
يردف برجله، بلا شك إنه ميت، إلا عينيه الشاخصتان نحو التي تبدوا و كأنه الوحيد الدي يلتصق الحياة!
ببطء إنحنى للجثة، فأغلق له جفنيه..
ثم، ثم..
بخشوع تلا بعض الكلمات لاتينية، و، و
لا أستطيع أن أكمل، أشعر بالرعب حتى في هذه اللحظة التي أكتب فيها كلماتي.

المهم، أن الجمع تسربوا فيما بعد، و الأهم أنني لا أعرف أين ذهب ذلك الأنيق، لقد إختفى بين الزحام..
مدرسة غريبة، إنها لا تنفكء أن تفاجئني في كل ثانية..
و حتى عندما دخلت في الفصل، لأول مرة!
يقولون أن أسوء طالب هنا نصيبه الموت..
المهم أن تحاول النجاح هنا دائما، و الأهم أن لا ترسبي!
هل أنت متأكد بأن هذا المكان ليس مذبحة..
إنها مدرسة كأي مدرسة عادية إلا أنها تحمل قوانيها الخاص، و نظامها الذي ليس صارم دائما.

أحيانا يسمح للطلبة الخاسرين أن يأخدوا أرواحهم بأيديهم بواسطة سم لا يؤلم كثيرا..
أو يأخدوا حياتهم بطريقة درامية و مشوقة..
إن كنت ممن لا يريدون أن يتشابه موته بموت الآخرين!
- ثم ماذا بعد! هل سيعشون بعد الموت!
هل أنت بلهاء، يموت و ينتهي، سيتحول إلى كاربون في الهواء، هذا هو!
إذا لا يوجد ما يثير في الموت!
هناك شيء واحد يثير أكثر!
هو أنك ستصبح مشهورا بعد موتك!
أليس هذا رائعا! و مثير!
- بالتأكيد أنت تمزح معي!

- لا يا عزيزتي!
- هذا خارج التعقل!
عندما يصبح كل شيء خارج حدود التعقل، عندما تصبح في عالم لم تحلم بوجودها يوما، عالم خطير مملوء بالمخاطر، عليك أن تتوقع كل شيء!
حتى هذا! أو أسوء!
و لك هذا مدرسة!
إذن لديك خيار أن تنسحب قبل الإختبار! أن تترك المدرسة!
سأفعل! و لماذا الجميع يغامرون بحياتهم! لدينا حياة واحدة أليس كذلك!
ما الفائدة بأن تتشابه حياتنا حياة البشريين، بلا إثارة، بلا موت، بلا تحدي، بلا مغامرة.

ما الفائدة أن تعيش لأجل أن تعيش فحسب!
- أنتم مجانين! و الله مجانين!
عدت يومها الى القصر، و قد علق بطريقة ما تلك الصور في ذهني طوال الوقت
صورة الشاب و هو يقفز فوق مبني بعشر طبقات..
فتصتدم جسده الضئيل على الأرض، لتصدر صوت تناثر جسده كالقنبلة..
صور الشباب، و قد أخرجوا هواتفهم لتصويره...
يا إلهي، إنني لا أستطيع أنن أحلم بعودة تلك المدرسة مرة أخرى!
إنها كابوس، و أسوء من حياتي هذه!

و لكني للحظة أفكر ما قالت تلك الفتاة..
عن حياة الإثارة و التحدي!
عن تجربة جديدة، عن أشياء لم أجربه..
و لكني، ألم أجرب الموت فيما مضى!
ألم أجرب الخطر..
و لكن بقي شيء الواحد الذي لم أجربه! وهو الشجاعة و المبادرة!
سأكون مسؤولة عن نفسي، سأرسم أحلامي! سأرى مستقبلي في تلك المدرسة!
يقولون أن من يتخرج تلك المدرسة سيصبح ذات شأن!
ستحترمه الجميع و تقبل الخضوع له!
سيرى الملك العالم السفلي..

مصيبة أن تكون لهؤلاء الوحوش أن تكون لهم نظام حكم خاص!
لديهم أيضا فرق طبقات، النبلاء و هم الذين يصدرون الحكم!
و البقية من المصاص الدماء، ثم الكونترهتسيين، و هم الخدم، و بقي الماوتشيني، البشري المتحول، يقولون بأنهم حيوانات لا حق لهم في حياة!
لهذا يقتلون..
يقولون أنهم عشب ضارة في مجتمعهم..
لذا يصدادون
يقولون أنهم لعبة مسلية..
لهذا يحتجزون..
و بقي الفصيلة الوحيدة، و هم عائلة أكوادور..

الغريب أن ألجميع لا يحب أن يسمع ها الإسم، بالنسبة لهم، هم دئاب و كلاب
يقولون بأنهم ليسوا أصليين! لا تاريخ لهم! لا شيء!
يكرهون بطريقة التي يخافون و يهابون منهم أيضا..
أخبروني بأن هذا القصر كانوا يجربون فيما مضى بالكيمياء القديم لمعرفة كيفية إطالة حياة الناس، كانت هناك إمرأة..
إسمها، أظن إسمها، كارينا أكوادور..
إختطفت ثلاثمائة طفل، ذبحهم و أستخدمت دمائهم..
بقي البعد محجوزون حتى الآن في قبو ذلك القصر..

أخبرني ليون و جون فيما بعد بأنها شائعة، و إن لم فقد حدث هه الحادثة قبل ألف عام
و هل هذا القصر عمره ألف عام و أكثر..
الفكرة وحدها ترعبني..
لقد عشت هذا القصر لسنتي الثالثة، لطالما شككت بوجود شيء غريب، شيء مختبئء داخل طياتها و عمودها!
بالإضافة، الى الركن الجانبي من القصر المغلق، الذي لا يذهب إليه أحد!
أو حدث أن ذهبت، و حذرني فيها إستيفن!
هل يعقل أن أرواح الأطفال المساكين محجوزون هناك!

بلا سبب واضح، ذهبت لأبحث عن يوري!
أين هو! لابد أنه رجع في هذا الوقت..
ببط أنسل إلى غرفته..
أسمع صوتا، إنه هو..
أسمع صوت إمرأة، إنها إيسبيلا!
تمهلت قليلا، عدت أدراجي، إنزويت خلف الجدار..
ببخبث أسترق السمع، ما الذي هناك ليقولانه! لماذا أسترق!
ليس غريبا أليس كذلك! خاصة بعد ما جرى بيني و بين يوري! أريد أن أعرف كل شيئ!
أريد أن أعرف أي شيء عنهما!
بل أتوق بشدة أن أسمع! ليتني أسمع شيئا!

أي شيء سيقولان يخصني! يخصني أنا! بل يوري نفسه يخصني!
- أريد الطلاق!
هل ما سمعت صحيحا! هل قال إنه يريد الطلاق!
قلبي يتلهف، روحي تفيض، أرتعش بنشوة! أعض لساني، أقبض يدي!
هي ردت بصياح، بغضب، بعنف!
تزداد ساديتي أكثر، يثيرني الأمر! بدوت كالإبليسة حقا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة