قصص و روايات - قصص مخيفة :

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السادس والعشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السادس والعشرون

رواية خادمتي اللذيذة للكاتبة ميمونة كاليسي الفصل السادس والعشرون

بعد المدرسة، كان يوري ينتظرني، مكفهر الوجه، لسبب ما أعتقد أنه شاهدني مع إستيفن، لكنه لم يصارح بذلك، كان جموده و صمته تقتلني فسألته بقلق
- ماذا هناك!
بعد ثوان نظر إلي و أجاب ببرودة لا شيء
ثمة لمسة غير مريحة في نظراته هذه..
جعلني فاقدة الصبر، فألحت عليه..
لابد أن شيئا ما حدث يا يوري، لا يوجد بيننا أسرار أليس كذلك!
- أنا فقط قلق على ألينا..
- هل تفكر بإعادة إيسبيلا في حياتك!

- لا، لم يخطر هذه في بالي مرة، و لكنني سأعيدها الى القصر بعد إذنك!
جفلت غاضبة، و تصاعد النار في داخلي..
بلا مقدمات قلت..
- أوقف السيارة، سوف أنزل!
- ما بك يا عزيزتي..
- لا أريد الحديث معك، هل ستوقف السيارة أم أنني سأرمي نفسي..
لحظتها فتحت باب السيارة بجنون..
لاحت قلق عنيف في وجهه، أطلق لعنة، و لكنه أمال السيارة الى جانب الطريق..
نزلت، فلحق بي غاضبا، و هو يصيح..

- ماذا تفعلين؟! لماذا لا تثق بي! لو أنني أردت إيسبيلا لما طلقتها في البداية! لماذا دائما تعقدين الأمور! هل أنت حقا..
إنقطاع جملته بتلك الطريقة، جعلني أقف و ألتفت إليه قائلة
- ماذا تقصد!
- هل حقا تحبني..
أفطن بسخرية و أنا أقول
- هل أنا أحبك، أرى أن إيسبيلا نجحت في تشكيك!
إستدرت مواصلة سيري المجفلة، لحق و أمسك ذراعي..
- أنتظري!.
- أتركني لوحدي يا يوري، لا أريد رؤيتك!
- قلت إنني آسف يا ماريا..

- لن يكفيني هذه، أنت جرحت قلبي!
إنحدرت دمعة ساخنة على عيني، كففتها بسرعة..
أمسك ذقني، و لم أشعر و هو يقبلني على جانب الطريق إلا بعد أن تلامست شفتينا، إحتضنني و احتواني بين ذراعيه، ثم حملني، و أدخلني في سيارته، و مضينا الى القصر صامتين..

عندما وصلنا الى القصر، لم أتوقع أن تكون المصيبة تنتظرنا هناك..
كانت إيسبيلا واقفة قرب المدخل..
في عينيها الماكرتان نظرة تحيك شيئا ما..
إقشعرجلدي، و أنكمش قلبي، و كان لدي شعور لا يظمئن أبدا..
تمسكت بيد يوري، متوترة، و كأنني ذاهبة الى منصة الإعدام..
سألتها بطريقة أحاول فيها أن أبدو طبيعية
- لماذا أنت هنا يا إيسبيلا!
أجابت بوقاحة يشوبها ثقة مطلقة
- أنا هنا لأتحدث معكي..

شككني تلك النبرة التي حاولت جاهدا ان تبدوا أكثر لطفا، ليس هذه أول مرة تمثل علي، لكنني أدركت على الفور ما تحاول فعله..
إنها حيلة قديمة لإيقاعي، و هي تعرف جيدا أنني لن أقع لها..
لكني شيء ما يشد فضولي أكثر، يرغمني نوعا الى معرفة ما تنوي فعله..
لهذا إنسحبت معها الى زاوية بعيدة عن يوري..
قلت لها بلا مبالات قد وضعت يداي على وركي..
- ماذا الآن يا إيسبيلا، ألا تتعبين أبدا!
سحبت يدي بقوة فاجأني بوضع ورقة بيدي.

لمحتها بسرعة و إذا هي شيكا بمليون دولار
قالت
- خدي هذه، و أخرجي عن حياتنا من فضلك!
فطنت بسخرية و أنا أقول
- أخرجي عن حياتنا! عن أي حياة تتحدثين عنه يا إيسبيلا، بالطبع أنتي لم تفيقي بعد عن وهمك، من الأفضل أن تعتادي حياتك خارج يوري!
- أنا أرى عينيك النهمتين، و كيف تسرفين مال يوري، من تخدعين يا ماريا، كلنا نعرف بأنك تتصيد له من أجل ماله و قوته..

- تريدين أن أقول لك بأنني أحب يوري من أجل أملاكه و أملاك أجداده، لو قلت لك أن هذا صحيح، و أنني لن أنوي أن أخرج عن حياته بمليون دولار، ماذا تفعيلن!
- سأكتب لك شيكا آخر..
- لا أريد شيكا، هل يمكنك أن تتنازلي عن جميع أملاكك من أجله..
لاحظت إنكماش وجهها، و قد تحول لسانها الى خشب في بلعومها، و لم تستطع أن تتفوه..
قلت لها
- للأسف يوري بالنسبة لك مجرد صفقة تحاول شراؤه، أما بالنسبة لي..
و قبل أن أكمل كلامي..

وثب يوري أمامنا فجأة..
إستدرت نحوه، حاولت أن أضمه، و لكنه صدمني بملامحه الباردة..
ثم قال ببرودة
- خدي الشيك!
- ماذا؟
- لا تتغابين، لقد سمعتكما بوضوح، واحدة تريد شرائي، و الأخرى تريد بيعي!
و هنا لاح ضحكة إيسبيلا و هي تقول
- أخبرتك من قبل بأنها ليست بريئة، لكنك لم تصدقني! إتضح أخيرا بأنها مجرد عاهرة رخيصة!
كنت مشتتة للغاية، لا أكاد أعي ما يحدث أمامي، من الواضح أنها نجحت بإيقاعي حقا، كيف؟!

هززت كتف يوري بهستيرية قائلة
- أرجوك يا يوري لا تصدقها..
- كفاك يا ماريا، أنتي لا تحبينني! كنت أشعر ذلك و لكنني تجاهلتها، لقد لعبت بي بشكل أسوء من المجرمين، نعم لعبت بي كالأحمق، و كنت أحمقا لأنني أحببت بشكل يعميني كل عيوبك..
و لكنني الآن أتساءل حقا..
- عن ماذا تتساءل..
- أتساءل إن كنت تمارسين الجنس مع إست
لم يكمل جملته إلا و قد أسكته صفعتي..
سأقبل آية تهمة إلا هذا!

كنت أريده أن يواجهني و لكنه أدار ظهره لي و قد إندفع نحو مكتبه..
هنا صدتني إيسبيلا بوقاحة و هي تقول
- و الآن ترجعين الى حياتك كخادمة أو عاهرة رخيصة، و لكن خارج حياتنا طبعا..
لم أشعر و هي تدفعني الى الخارج إالا عندما وضعت رجلاي على العتبة..
دعوت يوري، و صرخت له عدة مرات، و لكنه تجاهلني تماما..

الليلة هي الليلة..
إسمعوني، سأحاول أن أصد يوري قدر ما تستطيع، و لكنكم سوف تنتظرون في الخارج لإنقاض عليها، لحظة خروجها!
لا تعطوها فرصة، فقط كممو فمها اللعين، و أزاحوها نحو الشاحنة بهدوء هدوء..
إحذروا أن لا تتركوا خلفكم آية أثر..
حاولوا قدر ما تستطيعون أن تبدوا غير مختطفة..
أرسلوا له رسالة وداع أو دموع و لا يهم!
المهم أن تبدوا غير مختطفة!
هذه هي تعليمات التي أعطتها إيسبيلا رجالها..

كان علي أن أعرف أفضل مما كانت تخطط لي، لكن أوقعني حظي السيء بيدها ذون أن أعي بذلك، و ها هي قد فات الأوان و ظفرت بي..
كنت فقط أعانق الأمل الكاذب و أنا أنظر إليه بطرف عيني..
خادلة؟ ضعيفة، و فاشلة..

حاولت أن أكون قوية، نافستها أيضا في الشر، بالرغم أنني كنت أترقب مند مدة هذه اللحظات التي أندحر في الهاوية، كنت أدرك أنني لن انجو من عداوتها و حقدها، و أنها سوف تقنصني عاجلا أم آجلا، رغم أنني كنت أدعي بالقوة و أتظاهر بالشجاعة و الحقيقة هي أنني كنت أدرك تماما بأنني لن أستطيع الإفلات من براثنها
فقد خشيت أن تأخد مني يوري، و تفشي سمومها عليه، أن تنجح في تشكيكه نحوي، و قد حدث هذا كله أمام عيني..

سرعان ما وقف أمامي جامدا، كأنه قد جذب منه كل ما يربطه فيني..
نازعا الرحمة من قلبه، فقط أذكر أنني أؤمن في سري بأنه ليس يوري و على الأقل حسبت للحظات بأنه ممسوس..
ليس من الصعب أن أصدق بأنه ممسوس، بعد كل ما مررت به من أحداث غريبة في هذا القصر، بدا من معرفتي وجود كائنات أخرى تمتص الدم ثم لأكتشف لاحقا بأنني واحدة منهم حتى قبل أن أولد..
على الأقل هذا ما يجب علي أصدق حتى لا أجن.

لقد بدا جافا، و جليديا، خصوصا و أنه يشك من عفتي حقا..
أستطيع أن أتحمل كل الإهانات إلا هذا!
لنعد الى الحدث..
كانت إيسبيلا تدفعني إلى الخارج، بينما كنت أستغيث يوري بنظراتي المتشردة، لسبب ما إعتقدت بأنه سيشفق علي و إن تبدد حبه لي نحوي..
هنا أدركت بأنه لا أمل لي منه عندما أدار ظهره لي!
و لكن لم يكن اليأس قد إجتاح قلبي بعد..
فأنا مازلت زوجته و لي رجاء بأن أعود إليه..

فقط علي أن أتريث و اترصد له فرصة سانحة أغزو فيها قلبه..
فهو غاضب الآن، و أنا متأكدة بأنه سوف يبحثني بنفسه عندما يهدأ..
و لكني فوجئت بلسعة في رقبتي، عندما نط أمامي ثلاث رجال ملثمين بحركة باهتة..
لم أمتلك غير الإستسلام عندما تغلغل الإخدرار في جسدي، فقط بطرف عيني انظر و هم يجروني نحو شاحنة سوداء..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة